تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ذاكرة الجرح ...



جعفر خليف
13-02-2013, 06:15 AM
(ذاكرة الجرح)
ـــــــــــــــــــــ
||جعفر خليف||
في الذكرى الواحدة والثلاثين لمأساة العصر - مجزرة حماة 1982

تثورُ وتخبو جَذوةُ الجُرحِ يا (حما) ** وذكراكِ ما تزدادُ إلا تضرُّما

فحزنُ اليتامى يومُه مثلُ أمسِهِ ** ودمعُ الثكالى ما توقّفَ مذْ همى

هَرِمنا وما جفّتْ ينابيعُ حُزنِنا ** ولا نَشِفَتْ في جُرحِنا الغائرِ الدِّما

فيا جنّة (الحيَّين)* عفوَكِ إن كبا ** جوادُ قصيدي بالبكاءِ وأَحجما

نذرْتُ لِلُقيا ضفّتيكِ قصائدي ** وأطلقْتُ طيرَ الشوق نحوَكِ حُوَّما

فهلْ لي لقاءٌ في روابيكِ عاطِرٌ ** يكونُ لأوجاعي القديمةِ بلسما

******

أناديكِ يا مهدَ الأناشيدِ فاسمعي ** نداءً بألوان التباريحِ مُفعَما

ولا تعذليني إن بكيتُ فمدمعي ** أناخَ بأطلالِ المصيبةِ مُرغَما

وطاف على الأرضِ الشهيدةِ مُقسِماً ** على الحَجَرِ المَغدورِ أن يتكلّما

فهل عندَ أنقاضِ (العصيدةِ)* مُخبِرٌ **عن المَرْبَعِ البسامِ كيفَ تجهّما

وما بالُ روض (الزّنبَقيِّ)* تبدّلتْ ** خَلائِقُهُ فارتدَّ بالحزنِ مُظلِما

ومَن لي (بكيلانيّةِ)* الحسنِ والشذا ** يُخبّرُني عن صرحِها كيف هُدِّما

وكيف غدا المكنونُ من دُرِّ حُسنِها ** لدى زُمرةِ الأوغادِ نهباً مُقسَّما

وكيف نعتْ (ناعورةُ البازِ)* نفسَها ** فسارتْ مع (العاصي) رُكاماً مُهشّما

وعهدي بها تُهدي البساتينَ نَسْغَها ** فكيف غدتْ من نهرها تغرُفُ الدَّما

وكيف استحالتْ جنّةُ الأرضِ قَفرَةً ** وعُرسُ صَباياها الأميراتِ مَأتَما

تداعتْ عليها طُغمةُ اللؤمِ والأذى ** وهامتْ ذئابُ الغدرِ تفتكُ بالحِمى

فلا بيتَ إلا والدّمارُ مَعاوِلٌ ** بأركانِهِ تَهوِي فناءً مُحتَّما

دماءٌ وأشلاءٌ وصرخةُ حُرَّةٍ ** وأرواحُ أبرارٍ تعالتْ إلى السّما

******
نناديكَ يا سيف القِصاصِ أعدْ لنا ** حقوقَ أبٍ ضحّى وطِفلٍ تَيتَّما

تُناديكَ أمٌّ لم تَزَلْ تحرُسُ ابنَها ** فتزرَعُهُ حُلْماً وتَسقيهِ بُرْعُما

فلمّا استوى فَرْعاً وأزهَرَ هيبةً ** وأثمَرَ أخلاقاً وفكراً مُكرَّما

تمادى على الرَّوضِ المُؤنّقِ عاصِفٌ ** وأهوَتْ يدُ الجاني على الغُصنِ فارتمى

تناديكَ يا سيفَ القصاصِ ضمائرٌ ** يَعِزُّ عليها أن ترى العدلَ أَبكما

وليس سوى سيف القصاصِ محاوِرٌ ** يعانقُ سفّاحاً ولصّاً ومُجرِما

وإنّ يداً تمتدُّ للصُّلحِ نحوَهُمْ ** يدٌ حُقَّ أن تُعلى بسيفٍ وتُحسَما

وهل يستجيبُ الحرُّ للصُّلحِ بعدما ** سقَوهُ كؤوسَ الذُّلِّ صاباً وعلقما

******

فبالله يا أُمَّ الفداءِ تصبَّري ** فعِزُّكِ يأبى أن يُذَلَّ ويُهزَما

ويا دوحة المجدِ المُؤثَّلِ قد دنا ** صباحٌ يعيدُ الأمسَ أبهى وأكرَما
******
******

* الحيّين : يسير نهر العاصي في مدينة حماة فيقسمها إلى حيين كبيرين هما : السوق والحاضر
* العصيدة – الزنبقي – الكيلانية : ثلاثة أحياء أثرية متجاورة هدمت بشكل كامل وسوّيت بالأرض بعد المجزرة
* ناعورة الباز: الناعورة الشهيرة عند ضفة العاصي من حي الكيلانية وقد أصابها ما أصاب الحي من دمار وتخريب

ماجد الغامدي
13-02-2013, 06:56 AM
فهل عندَ أنقاضِ (العصيدةِ)* مُخبِرٌ **عن المَرْبَعِ البسامِ كيفَ تجهّما

وما بالُ روض (الزّنبَقيِّ)* تبدّلتْ ** خَلائِقُهُ فارتدَّ بالحزنِ مُظلِما

ومَن لي (بكيلانيّةِ)* الحسنِ والشذا ** يُخبّرُني عن صرحِها كيف هُدِّما

وكيف غدا المكنونُ من دُرِّ حُسنِها ** لدى زُمرةِ الأوغادِ نهباً مُقسَّما

وكيف نعتْ (ناعورةُ البازِ)* نفسَها ** فسارتْ مع (العاصي) رُكاماً مُهشّما

وعهدي بها تُهدي البساتينَ نَسْغَها ** فكيف غدتْ من نهرها تغرُفُ الدَّما

وكيف استحالتْ جنّةُ الأرضِ قَفرَةً ** وعُرسُ صَباياها الأميراتِ مَأتَما

تداعتْ عليها طُغمةُ اللؤمِ والأذى ** وهامتْ ذئابُ الغدرِ تفتكُ بالحِمى


الله الله

لا فُض فوك شاعرنا الكبير فقد أبدعت وأدمعت إحساساً وصدقا وقد أثرت الشجون ونكأت الجراح والله المستعان

ورغم ذلك أحييت الأمل و أوقدت الهمم

تناديكَ يا سيفَ القصاصِ ضمائرٌ ** يَعِزُّ عليها أن ترى العدلَ أَبكما

وليس سوى سيف القصاصِ محاوِرٌ ** يعانقُ سفّاحاً ولصّاً ومُجرِما

وإنّ يداً تمتدُّ للصُّلحِ نحوَهُمْ ** يدٌ حُقَّ أن تُعلى بسيفٍ وتُحسَما

وهل يستجيبُ الحرُّ للصُّلحِ بعدما ** سقَوهُ كؤوسَ الذُّلِّ صاباً وعلقما

******

فبالله يا أُمَّ الفداءِ تصبَّري ** فعِزُّكِ يأبى أن يُذَلَّ ويُهزَما

ويا دوحة المجدِ المُؤثَّلِ قد دنا ** صباحٌ يعيدُ الأمسَ أبهى وأكرَما


تحياتي وإعجابي والقصيدة للتثبيت نصرةً وإنتماءً

هاشم الناشري
13-02-2013, 07:00 AM
ويا دوحة المجدِ المُؤثَّلِ قد دنا
صباحٌ يعيدُ الأمسَ أبهى وأكرَما

اللهم اجعله قريبًا! لافض فوك .

نرحب بك أخي الشاعر المبدع / جعفر خليف ونأمل أن

يطيب لك المقام في واحتك ، واحة الأدب والفكر والسمو.

ونسأل الله تعالى أن يحفظ حماة وكل الشام وأهلها.

تحياتي وتقديري.

فاتن دراوشة
13-02-2013, 02:16 PM
قصيدة روت تفاصيل الوطن الحبيب

وحضنت صرخات الألم والمعاناة

طوبى لحرف هادف يحمل رسالة سامية ليوصلها إلى العقول

مودّتي

فاتن

وليد عارف الرشيد
13-02-2013, 02:38 PM
الله الله
أخي الدكتور جعفر الحبيب وزميل العمل وجار المدينة كم سعدت بقراءتها وكم أبهجني حضورك إلى الواحة وقد كنت لزمن طويل قد نأيت عن الشعر لتعود لنا بهذه الخريدة الرائعة
أدمعت العين والقلب وبقدر ما أبرزت الوجع والجرح فقد ألهبت الحماسة بشموخ الفارس العربي الحر
من يمكنه أن يقدر هول ما جرى حينها سوى حاضر في قلبها .. لا أعادها الله وفرج الله عن حماة وشقيقاتها ونصرهن نصرا قريبا مؤزرا
دمت بخير وألق ومرحبا بك مرة أخرى في واحتك واحة الإبداع والمبدعين وأشكر أخي الشاعر الكبير ماجد لرفعها حيث تستحق
محبتي وكثير تقديري

براءة الجودي
13-02-2013, 05:59 PM
قصيدة تلج القلب وتعيد الجراح , ولم تتحمل الأمة مسؤولية أخطاءها فتمادى الأعداء في الضرب والتنكيل وزاد جور الظلمة , اللهم إنا نسألك نصرا معجلا
والله قصيدة لايستطيع الإنسان صاحب الضمير أن يأكل بعدها إلا على مضض
دام قلمك الأصيل ياأخي

حسين العقدي
13-02-2013, 06:41 PM
هكذا يكون الشعر ...لافض فوك أستاذنا الفاضل وأهلاً بك في واحة الفكر والأدب


خالص الود وطاقات ورد:0014:

بشار عبد الهادي العاني
13-02-2013, 08:24 PM
وليس سوى سيف القصاصِ محاوِرٌ ** يعانقُ سفّاحاً ولصّاً ومُجرِما
صدقت وأجدت , فلافض فوك.
رحم الله شهداء حماة الفداء وسوريا الأبية , والنصر و سيف القصاص قادم بحول المولى.
حياك الله وبياك شاعرنا الجميل في أفياء الواحة المعطاء.

محمد ذيب سليمان
14-02-2013, 01:39 AM
مرحبا بك ايها الشاعر الجميل
ومرحبا بحرف مبدع حمل الهموم
واحسن الوصف ونقل الصورة بكل اوجاعها
ونقلنا معها وغرز في انفاسنا ما تعاني الأرض والإنسان
من جبروت المتاكبرين
الفجر قادم يا أخي لا محالة
لعل قصيدتي .. عليج .. بها بعض رد يناسب الحالة


مودتي

محمود فرحان حمادي
15-02-2013, 04:32 AM
أبكيتنا أيها الشاعر المبدع
وتركت لوعة في القلب على مجد أصبح نهبًا للضياع
قصيدة رصينة وبديعة
ومرحبًا بك شاعرنا بين أخوة كرام في واحة الكبار
تقبل تحياتي وسنظل نرنو لجميل حرفك
تحياتي

جعفر خليف
15-02-2013, 05:06 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لكم كل الحب أيها السادة
أشكركم جميعاً فقد بلسمتم الجرح الغائر بنبيل مشاعركم ، ورفع الله قدركم إذ رفعتم قدر قصيدتي بجليل اهتمامكم
لكم كل الحب والتقدير

الطنطاوي الحسيني
15-02-2013, 05:33 AM
تثورُ وتخبو جَذوةُ الجُرحِ يا (حما) ** وذكراكِ ما تزدادُ إلا تضرُّما

فحزنُ اليتامى يومُه مثلُ أمسِهِ ** ودمعُ الثكالى ما توقّفَ مذْ همى

هَرِمنا وما جفّتْ ينابيعُ حُزنِنا ** ولا نَشِفَتْ في جُرحِنا الغائرِ الدِّما



من اجمل ما قرأت منذ زمن
نصرك الله اخي كما تناصرهم وتدفع عنهم
دمت مبدعا منافحا

جلال طه الجميلي
15-02-2013, 08:26 PM
حرفٌ بهيّ وقدرة لا تخفى على الأبهار

اللهمَّ قيّضْ لهذه ألامة من يلُمَ شتاتها
دمت متالقا

أحمد رامي
18-02-2013, 07:05 AM
دخلت هنا مرارا , و كل مرة أقرأ هذا الجمال و كل مرة اخشى أن أضع ردا خشية ألا أعاود قراءتها ,
أحسنت أحسنت !!
ما أجمل ما أتيت به عن الحبيبة حماة , أحببت لو أنك لم تترك حيا من أحيائها خاصة القديمة منها ,
جعلتني أعيش في كل مرة دروبها و حجارتها , فشكرا لك .

فرج الله عنها و عن سورية الحبيبة و عن كل المسلمين و المستضعفين في مشارق الأرض و مغاربها ..

أرحب بك طائرا غريدا في سماء واحتنا واحة الخير .

محبتي و تقديري .

ربيحة الرفاعي
20-02-2013, 03:10 AM
بحرفية شاعر وحس ثائر وبحرف متمكن ماهر رسمت شاعرنا صورة حموية للجريمة تحكيها بوجعها وتنقل لنا تفجعها
فعشنا الألم وتابعنا الصور نستشعر عذابات ناسها ونعايش إحساسها

فرج الله الكربة وأزال عن حماة وأخواتها الغمة

دمت بخير

تحاياي

جعفر خليف
22-09-2013, 12:41 AM
الأساتذة الكرام
الطنطاوي الحسيني
جلال طه الجميلي
أحمد رامي
ربيحة الرفاعي

أعتذر عن الانقطاع لأسباب خارجة عن الإرادة
أسعدتني كلماتكم ومشاعركم النبيلة
وشرفتني شهادتكم بشويعر مثلي

دمتم بود

د. سمير العمري
10-04-2014, 12:40 AM
قصيدة محلقة وأداء شعري مبهر بحرفه وحرفته فلا فض فوك!

ويظل الجرح النازف بحكي الوجع على ذات الوتيرة وبذات التفاصيل.

دمت مبدعا!

تقديري

جعفر خليف
28-04-2014, 07:09 AM
كل الشكر للأستاذ الدكتور سمير العمري لمروره الكريم بقصيدتي
شهادة أعتز بها
تقبلوا جزيل الاحترام والامتنان

محمود روزن
08-10-2014, 09:21 PM
حرفٌ رائقٌ وقلمٌ سامقٌ... شاعر يستحقُّ التوقُّفَ مليًّا...
ومواضعيه القليلة تستوجبُ السؤال: أينَ أنتم يا دكتور جعفر؟
خالص تحاياي أينما كنتم...