تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الشقي...



راتب عبد العزيز القرشي
13-02-2013, 11:30 PM
الشقي...
.............
الشقيُ سعيدٌ بشقاوتهِ
فحجمُ الخـرابِ المَهول واضحٌ من مسافةٍ تتعدى الثلاثمائة وخمسة وستون مترا.ً
والقصةُ على بساطتِها،عندما أحَبَ الفتاةْ..وأحبَته،مُتقدماً لِخطبتها ورَفضهُ الذي
تمَ بأجماعِ أهلها.
فالــــذهول الذي أصابهُ مودِياً بهِ لكـآبةٍ شديدةٍ،أوصلتهُ لحالاتٍ من الهيجـان إنتابتهُ بشكل
متواصلٍ ولمدةٍ تزيدُ عن الواحد والعشرين يوماً،أثمرت بنهايتِها عن قناعةٍ لازَمتهُ لسبعةٍ
وأربعين عاماً تالية.
متجهزاً لسفرٍ يطول،والتفاصيلُ التي تتالت وتَوالت كأنهيار بيتٍ قديم من غرفةٍ واحده
وبحِكمةٍ مبالغ فيها،أفضَى لِمقعدهِ في الطائرة،شاخصاً بأنتباهٍ شديد للمُضيفةِ وهي تُبينُ
كيفيةَ ربط الحزام،مانحةً أياهُ برنةِ صوتِها ثقةً مسحَت من حشاشةِ فؤادهِ أخرَ دفقةِ شجنٍ..وحُزن،
وضمّدَت بهيَئتها جُرحاً غــائراً ألتأمَ من لحظتهِ وكأنهُ لم يكُن.
غيرَ أن الحُبْ...
عالمٌ يقتاتُ من ذاتهِ،ووحيداً يسيرُ بدروبٍ لا نُدركها،تُفتَحُ لهُ مغاليق وكأنهُ السِحرُ والساحِر.ُ
حين الفتاةُ...فهِمَت مُرادَ أهلِها فأطاعَت،مائلةً بكفَّها اليمين على رُسغِ يدِها الإخرى،والبردُ
المُتألقُ من عينيها الصافيتَينِ أفاضَ على جسدِها الغَض..بما لا يوصَف.
طافيةً بهُــدوءٍ في حوضِ الإستحمامِ على بركةٍ
مِنَ الــــدَم...
.....................
أنتهت

مصطفى حمزة
14-02-2013, 04:57 AM
أخي الأكرم ، أديبنا راتب
أسعد الله أوقاتك
قصّة حب قديمة جداً ، من أيام الصبا قبل سبعة وأربعين سنة ... انتهت بانتحارها بقطع وريدها ...
ولكنّ نفسه - بعد هذا العمر والقصّة القديمة - لا تزال ( خضراء ههه ) يسيل لعابها أمام المضيفة الجميلة !
قصّة ممتعة بأسلوب سردها ، والاسترجاع السريع ، ورشاقة الجمل ، والخواطر الوامضة فيها ..
ذكر الأرقام بالتحديد يوحي بثقل الزمن الذي مرّ ، وكان توظيفه في النصّ ذكياً
- مسافةٍ تتعدى الثلاثمائة وخمسة وستون مترا= وستين
تحياتي وتقديري

راتب عبد العزيز القرشي
14-02-2013, 05:26 AM
الأديب مصطفى حمزة ...
وأشكرك،على هذا التعقيب الجميل المدهش
ولكلامك عندي خصوصية بالغة الأثر والأهمية
فتقبل صادق مودتي وأحترامي

عبد السلام هلالي
14-02-2013, 06:55 AM
قصة جميلة ، ركبت التشويق و احتفظت بأسرارها إلى آخر سطر فيها لتفاجئنا بنهاية دموية و قاسية لقصة حب.
أظنها احتاجت لمراجعة لغوية و تركيبية في مواضع قليلة جدا.
تحيتي و تقديري أخي راتب

راتب عبد العزيز القرشي
14-02-2013, 07:56 PM
الأستاذ عبد السلام هلالي...
صحيح ما ذهبت أليه،وخاصة المراجعات...وأشكرك على جميل تعقيبك
فتقبل صادق مودتي .

آمال المصري
16-03-2013, 01:16 AM
رنة صوت من حسناء استعاد على إثرها ذكريات لاتنمحي وحب اقتات من ذاته وتركه وحيدا في دروب الحياة
كانت الراحة حليفتها بينما كان الشقاء رفيقه
جميلة بلغتها وسرديتها وحرفها الأنيق
وخاتمتها المباغتة رغم الإلام
بوركت أديبنا الفاضل
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

ربيحة الرفاعي
06-08-2013, 07:23 PM
صعقني ذلك الوصف لأثر المضيفة الحسناء "وضمّدَت بهيَئتها جُرحاً غــائراً ألتأمَ من لحظتهِ وكأنهُ لم يكُن."
جرح يبقى مفتوحا موجعا لسبعة وأربعين عاما لا يلتمئم مضيفة تؤدي عملها "بميكانيكية " معروفة، ولا شك مئات الحسناوات مرت بحاته في تلك الأعوام

فكرة القصة طيبة وفيها عمق انفعالي مؤثر أجدت التعبير عنه برسم المشاهد والاتكاء اللفظي على الأرقام، وهذه الحركة على خط الزمن ذهابا وإيابا زادت النص جمالا

دمت بخير

تحاياي

كاملة بدارنه
10-08-2013, 11:44 PM
سرد بأسلوب ولغة جاذبين، وقفلة مؤثّرة لدمويّتها
بوركت
تقديري وتحيّتي