تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : سندباد يمني في غرفة تحقيق .. عبدالله البردوني



د. مختار محرم
19-02-2013, 05:11 AM
سندباد يمني في غرفة تحقيق
إحدى القصائد السياسية الساخرة لشاعر اليمن الراحل عبد لله البردوني
هي قصيدة عمودية لكنني كتبتها بهذه الطريقة لإظهار الأسلوب الحواري البديع فيها .. وقد تميز الراحل بهذا الأسلوب




- كما شئت فتّش … أين أخفي حقائبي =====++
- أتسألني؟؟ من أنت ؟ .. أعرف واجبي

أجب ، لا تحاول، عمرك ، الاسم كاملا ؟
- ثلاثون تقريبا … (مثنى الشواجبي)

- نعم ، أين كنت الأمس ؟
- كنت بمرقدي
وجمجمتي في السجن في السوق شاربي

- رحلت إذن ، فيما الرحيل ؟
- أظنّه
جديدا ، أنا فيه طريقي وصاحبي

- إلى أين ؟
-من شعب لثان بداخلي
متى سوف آتي ! حين تمضي رغائبي

- جوازا سياحيا حملت ؟..
- جنازةً
حملت بجلدي ، فوق أيدي رواسبي

من الضفة الأولى ، رحلت مهدّما
إلى الضفة الأخرى ، حملت خرائبي


- مراء غريب لا أعيه …
- ولا أنا ..
- متى سوف تدري ؟
- حين أنسى غرائبي
***
- تحدّيت بالأمس الحكومة ، مجرمٌ
- رهنت لدى الخباز ، أمس جواربي

- من الكاتب الأدنى إليك ؟
- ذكرته لديه كما يبدو ، كتابي وكاتب

- لدى من ؟
- لدى الخمّار ، يكتب عنده
حسابي ، ومنهى الشهر ، يبتزّ راتبي

- قرأت له شيئا ؟
- كؤوسا كثيرة
وضيّعت أجفاني ، لديه وحاجبي

- قرأت ـ كما يحكون عنك ـ قصائدا
مهرّبة …
- بل كنت أوّل هاربِ

- أما كنت يوما طالبا ؟..
- كنت يا أخي
وقد كان أستاذ التلاميذ ، طالبي

قرأت كتابا مرة ، صرت بعده
حمارا ، حمارا لا أرى حجم راكبي
***
- أ.. حبيت ؟
- لا بل مت حيا …
- من التي ؟
- أحبَّيتُ حتى لا أعي ، من حبائـبي

- وكم متّ مرات ؟..
- كثيرا كعادتي
- تموت وتحيا ؟
- تلك إحدى مصائبي
***
- وماذا عن الثوار ؟ حتما عرفتهم !
- نعم . حاسبوا عني ، تغدّوا بجانبي

- وماذا تحدثتم ؟
- طلبت سجارة
أظنّ وكبريتا … بدوا من أقاربي

شكونا غلاء الخبز … قلنا ستنجلي
ذكرنا قليلا … موت (سعدان ماربي)

- وماذا ؟
وأنسانا الحكايات منشد
(إذا لم يسالمك الزمان فحارب)

- وحين خرجتم ، أين خبّأتهم ، بلا
مغالطة ؟
خبأتهم ، في ذوائبي

- لدنيا ملفّ عنك …
- شكرا لأنكم
تصونون ما أهملته من تجاربي
***
- لقد كنت أميّا حمارا وفجأة
ظهرت أديبا … !
- مذ طبختم مأدبي

- خذوه …
- خذوني لن تزيدوا مرارتي
- دعوه …
- دعوني لن تزيدوا متاعبي

مصطفى حمزة
21-02-2013, 04:20 PM
سندباد يمني في غرفة تحقيق
إحدى القصائد السياسية الساخرة لشاعر اليمن الراحل عبد لله البردوني
هي قصيدة عمودية لكنني كتبتها بهذه الطريقة لإظهار الأسلوب الحواري البديع فيها .. وقد تميز الراحل بهذا الأسلوب




- كما شئت فتّش … أين أخفي حقائبي =====++
- أتسألني؟؟ من أنت ؟ .. أعرف واجبي

أجب ، لا تحاول، عمرك ، الاسم كاملا ؟
- ثلاثون تقريبا … (مثنى الشواجبي)

- نعم ، أين كنت الأمس ؟
- كنت بمرقدي
وجمجمتي في السجن في السوق شاربي

- رحلت إذن ، فيما الرحيل ؟
- أظنّه
جديدا ، أنا فيه طريقي وصاحبي

- إلى أين ؟
-من شعب لثان بداخلي
متى سوف آتي ! حين تمضي رغائبي

- جوازا سياحيا حملت ؟..
- جنازةً
حملت بجلدي ، فوق أيدي رواسبي

من الضفة الأولى ، رحلت مهدّما
إلى الضفة الأخرى ، حملت خرائبي


- مراء غريب لا أعيه …
- ولا أنا ..
- متى سوف تدري ؟
- حين أنسى غرائبي
***
- تحدّيت بالأمس الحكومة ، مجرمٌ
- رهنت لدى الخباز ، أمس جواربي

- من الكاتب الأدنى إليك ؟
- ذكرته لديه كما يبدو ، كتابي وكاتب

- لدى من ؟
- لدى الخمّار ، يكتب عنده
حسابي ، ومنهى الشهر ، يبتزّ راتبي

- قرأت له شيئا ؟
- كؤوسا كثيرة
وضيّعت أجفاني ، لديه وحاجبي

- قرأت ـ كما يحكون عنك ـ قصائدا
مهرّبة …
- بل كنت أوّل هاربِ

- أما كنت يوما طالبا ؟..
- كنت يا أخي
وقد كان أستاذ التلاميذ ، طالبي

قرأت كتابا مرة ، صرت بعده
حمارا ، حمارا لا أرى حجم راكبي
***
- أ.. حبيت ؟
- لا بل مت حيا …
- من التي ؟
- أحبَّيتُ حتى لا أعي ، من حبائـبي

- وكم متّ مرات ؟..
- كثيرا كعادتي
- تموت وتحيا ؟
- تلك إحدى مصائبي
***
- وماذا عن الثوار ؟ حتما عرفتهم !
- نعم . حاسبوا عني ، تغدّوا بجانبي

- وماذا تحدثتم ؟
- طلبت سجارة
أظنّ وكبريتا … بدوا من أقاربي

شكونا غلاء الخبز … قلنا ستنجلي
ذكرنا قليلا … موت (سعدان ماربي)

- وماذا ؟
وأنسانا الحكايات منشد
(إذا لم يسالمك الزمان فحارب)

- وحين خرجتم ، أين خبّأتهم ، بلا
مغالطة ؟
خبأتهم ، في ذوائبي

- لدنيا ملفّ عنك …
- شكرا لأنكم
تصونون ما أهملته من تجاربي
***
- لقد كنت أميّا حمارا وفجأة
ظهرت أديبا … !
- مذ طبختم مأدبي

- خذوه …
- خذوني لن تزيدوا مرارتي
- دعوه …
- دعوني لن تزيدوا متاعبي
أسعد الله أوقاتك أخيالحبيب الدكتور مختار
اختيار موفق لنص ساخر باكٍ ..مؤلم ، وهذا ما يسم شعر البردونيّ ، يسخر من الواقع الأليم بابتسامة تدر الدمع !
ومن الناحية الفنية ، فهو شاعر المقطوعة ذات الموضوع الواحد الذي ينتهي بومضة أشبه ما تكون بومضة القصّة
القصيرة جداً ، فيها إثارة ،وفيها هزّة تجعلك تُعيد القراءة ، وتبدأ التفكير ..
ذكرتني بقصيدة أخرى له تحمل هذه الملامح ، بعنوان ( لص في منزل شاعر ) سأدرجها بعد قليل بإذن الله ، استمراراً
للمتعة البردونيّة ..
تحياتي ، ودمتَ بألف خير

مصطفى حمزة
21-02-2013, 04:21 PM
لصّ في منزل شاعر – عبد الله البردونيّ

شكراً ، دخلت بلا إثاره * وبلا طفور أو غراره
لما أغرت خنقت في * رجليك ضوضاء الإغاره
لم تسلب الطين السكون * ولم ترع نوم الحجاره
كالطيف ، جئت بلا خطى * وبلا صدى ، وبلا إشاره
أرأيت هذا البيت قزماً * لا يكلفك المهاره ؟
فأتيته ، ترجو الغنائم * وهو أعرى من مغاره
***
ماذا وجدت سوى الفراغ ، هرّة تشتم فاره ؟!
ولهاث صعلوك الحروف ، يصوغ ، من دمه العباره
يطفي التوقد باللظى ينسى المرارة ، بالمراره
لم يبق في كوب الأسى * شيئاً حساه إلى القراره
***
ماذا ؟ أتلقى عند صعلوك البيوت ،غنى الإماره ؟
يا لصّ ، عفوا إن رجعت بدون ريح ، أو خساره
لم تلق إلا خيبة * ونسيت صندوق السجاره
شكرا ، أتنوي أن تشرفنا ، بتكرار الزياره ؟!

مازن لبابيدي
21-02-2013, 07:16 PM
جزاك الله خيرا أخي مختار ، قصيدة من روائع شاعرنا الكبير رحمه الله
وجزاك الله خيرا أخي مصطفى لما نقلت كذلك

رحم الله البردوني ، كان شاعرا متميزا بفكره وأسلوبه
ومن صفاته التي عرفتها عنه من أحد أصدقائه في دمشق رحمه الله تعالى أنه كان شديد الذكاء وكان يتمتع بذاكرة قوية جدا خاصة للأصوات
ذكر لي ذلك الرجل - وكان يمتلك دارا للنشر - أنه بعد تعرفه إلى الشاعر أول مرة مضى عليه سنوات عديدة زار بعدها اليمن ، صنعاء على ما أذكر ، وكان لديه رقم هاتف الشاعر عبدالله البردوني فاتصل به وحالما سلم عليه قال له : أهلا فلان كيف حالك عرفه من صوته فقط .

براءة الجودي
27-02-2013, 12:45 AM
قرأتُ احد دواوين البروني , وكان أغلب شعره يتعلق بقضايا موطنه ومجتمعه وامته بطريقة جذابة جميلة
شكرا لك دكتور مختار على هذه الابيات الجميلة المختارة التي حكت عن واقع موجع لم تتخلص منه الأمة الإسلامية العربية حتى الآن
وشكرا للأستاذ مصطفى على اختياره لابيات أخرى لذات الشاعر

وفقكم الله

سامي أحمد الأشول
01-03-2013, 10:51 PM
ما أجملك دكتور مختار لقد كانت فكرة رائعة أن نسقت القصيدة حوارياً
وليتها نُسقت في ديوان عملاقنا بهذا الشكل
لك مودتي ومحبتي

هاني الشوافي
01-03-2013, 11:29 PM
لو كان شاعرنا البردوني يسكن أرض الشام أو مصر

لكان نبراسا وهاجا ... وشعاعا دافقا

رحمة الله عليه كابد الفقر طيلة حياته

لكن الابداع يولد من رحم الحرمان

تقبل مروري

ربيحة الرفاعي
03-03-2013, 04:52 PM
[color="red"]- مراء غريب لا أعيه …
- ولا أنا ..
- متى سوف تدري ؟
- حين أنسى غرائبي
***
- تحدّيت بالأمس الحكومة ، مجرمٌ
- رهنت لدى الخباز ، أمس جواربي

- قرأت ـ كما يحكون عنك ـ قصائدا
مهرّبة …
- بل كنت أوّل هاربِ

- أما كنت يوما طالبا ؟..
- كنت يا أخي
وقد كان أستاذ التلاميذ ، طالبي

- وكم متّ مرات ؟..
- كثيرا كعادتي
- تموت وتحيا ؟
- تلك إحدى مصائبي
***
- لدنيا ملفّ عنك …
- شكرا لأنكم
تصونون ما أهملته من تجاربي
***
- لقد كنت أميّا حمارا وفجأة
ظهرت أديبا … !
- مذ طبختم مأدبي

- خذوه …
- خذوني لن تزيدوا مرارتي
- دعوه …
- دعوني لن تزيدوا متاعبي

للبردوني قدرة على التحرش بمواجع القارئ واستذراف دمعه بمواجهة صادقة مع واقعه

اختيار جميل شاعرنا

دمت بألق

تحاياي

نداء غريب صبري
06-03-2013, 03:27 PM
لولا العنوان لظننته سندباد سوري في غرفة التحقيق
وربما يظنه اخوتنا المصريون سندباد مصري والمغربيون مغربي

قصيدة رائعة

شكرا لك أخي الدكتور مختار لنقلها

محمد حمود الحميري
06-03-2013, 07:11 PM
يا لروعة ما قرأتُ هنا
ويا لعذوبة ألفاظها ، وسلاستها .. ويا لجمال معاني هذه البردونية الثائرة
ويا لذائقتك الجميلة .
تقبل مروري ، ودمت بود،،،