المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صاروخ الرماد ..



عريب بنت محمد
21-02-2013, 01:01 AM
http://www.shy22.com/upfiljpg/zcb76088.jpg (http://www.shy22.com/)



.


همٌ .. يجثمُ على كاهلي .. تثقلهُ الأيام .. لم تدرِ أمي عن حد الوجع وحد الاختناق الذي أصابني .. أخفي رأسي متقَرفَصَاً , لأحلم حلماً أكتبهُ على جدرانِ قلبي اليتيم ..

ماعادالطيريُغرد في الصباحِ قُربَ النافذة ، فأنصتُ لترانيم تسبيحه ..

ماعاد ذاك الراعي يشدوا تحت ظِلاَل النخلات وكأنهُ يعزف على أوتارِ قلوب تلك الغنمات, التي تتمايل مع حروفه الندية كالعشب يتمايل مع نُسيمات الصباح ..

ماعادت تلك العجوزالهرِمة تعجنُ الدقيق َلتخبز خبزاً تُعطرهُ برائحةِ السنين الماضية , تخبزهُ على جريدِ النخل فتختلط رائحة الأرض برائحةِ الخبز وقد تلطخ برماد ..

ماعُدت أرى أقدام الأطفال العارية من الأحذية وهي متلطخة بطين البلدة وهم يمرحون مولعون بالعبِ يأخذون من الطين القليل منه ليضعوه على وجوههم لتكمن البهجة بين جدرانِ البيوتِ القديمة,

إلاّ أنا كنتُ أقع أسيراً في قبضةِ المطر , فأُصاب بشيء اسمه جنون المطر , ربما هو عبث الطفولة !..

أزهارنا يعتليها الشحوب وأشجارنا كسيرة لاتثمر ..

ماعادت النجوم تلمعُ في سماءِ بلدتنالأن الدخانَ حجب كل شيء جميل.. لم أعُد أسمع ُصوت أبي يناديني لذهاب إلى المسجدِ بعد أن كُنا ننسجُ بخطواتنا معاً طريقاً إلى الجنةِ ,

قصفوا المسجد وعربدوا فيه واستباحوا حرمته حتى صيررماد تناثرفي يومٍ عاصف ٍ اشتدت به الريح , وأبي معتكف فيه !

ياألله .. رائحة أبي تدنومني , تهب عليّ مع كل نسمة هواء استنشق أنفاسه المعتكفة فيزيدني ثباتاً ..

ماعادت بلدتي التي أعرف , قلوب الناس أمست حزينة , مهمومة ,مكلومة , آمالهم اغتالها الحقد الدفين فلايسمع همساتها إلاّ الله ..

ليس للفرح مساحة في قلوبهم إنما أوتاد من الحزن يتكئ عليهم .. صوت أمي كفيل بأن ينتشلني من بين هديرأمواج حلم اليقظة ..

عمر .. عمر.."الدولمة " جاهزة , تنتظرك لتلتهمها.. سال لعابي, لذيذة يعجبني طعمها, متى ستكون بين أسناني!.

ولكن صاروخ الرماد أبى أن التهم"الدولمة"

فتناثرت أشلاء أمي.. و"الدولمة" و .... فغابُوا تحت الرماد !

سعاد محمود الامين
21-02-2013, 01:17 AM
نص بديع المفردات وحزين يثير لواعج ومرارة...ولكنه أدبيا مائز ماتع بورك القلم المتألق..ودمت

عبدالإله الزّاكي
21-02-2013, 02:42 AM
http://www.shy22.com/upfiljpg/zcb76088.jpg (http://www.shy22.com/)



.


همٌ .. يجثمُ على كاهلي .. تثقلهُ الأيام .. لم تدرِ أمي عن حد الوجع وحد الاختناق الذي أصابني .. أخفي رأسي متقَرفَصَاً , لأحلم حلماً أكتبهُ على جدرانِ قلبي اليتيم ..

ماعادالطيريُغرد في الصباحِ قُربَ النافذة ، فأنصتُ لترانيم تسبيحه ..

ماعاد ذاك الراعي يشدوا تحت ظِلاَل النخلات وكأنهُ يعزف على أوتارِ قلوب تلك الغنمات, التي تتمايل مع حروفه الندية كالعشب يتمايل مع نُسيمات الصباح ..

ماعادت تلك العجوزالهرِمة تعجنُ الدقيق َلتخبز خبزاً تُعطرهُ برائحةِ السنين الماضية , تخبزهُ على جريدِ النخل فتختلط رائحة الأرض برائحةِ الخبز وقد تلطخ برماد ..

ماعُدت أرى أقدام الأطفال العارية من الأحذية وهي متلطخة بطين البلدة وهم يمرحون مولعون بالعبِ يأخذون من الطين القليل منه ليضعوه على وجوههم لتكمن البهجة بين جدرانِ البيوتِ القديمة,

إلاّ أنا كنتُ أقع أسيراً في قبضةِ المطر , فأُصاب بشيء اسمه جنون المطر , ربما هو عبث الطفولة !..

أزهارنا يعتليها الشحوب وأشجارنا كسيرة لاتثمر ..

ماعادت النجوم تلمعُ في سماءِ بلدتنالأن الدخانَ حجب كل شيء جميل.. لم أعُد أسمع ُصوت أبي يناديني لذهاب إلى المسجدِ بعد أن كُنا ننسجُ بخطواتنا معاً طريقاً إلى الجنةِ ,

قصفوا المسجد وعربدوا فيه واستباحوا حرمته حتى صيررماد تناثرفي يومٍ عاصف ٍ اشتدت به الريح , وأبي معتكف فيه !

ياألله .. رائحة أبي تدنومني , تهب عليّ مع كل نسمة هواء استنشق أنفاسه المعتكفة فيزيدني ثباتاً ..

ماعادت بلدتي التي أعرف , قلوب الناس أمست حزينة , مهمومة ,مكلومة , آمالهم اغتالها الحقد الدفين فلايسمع همساتها إلاّ الله ..

ليس للفرح مساحة في قلوبهم إنما أوتاد من الحزن يتكئ عليهم .. صوت أمي كفيل بأن ينتشلني من بين هديرأمواج حلم اليقظة ..

عمر .. عمر.."الدولمة " جاهزة , تنتظرك لتلتهمها.. سال لعابي, لذيذة يعجبني طعمها, متى ستكون بين أسناني!.

ولكن صاروخ الرماد أبى أن التهم"الدولمة"

فتناثرت أشلاء أمي.. و"الدولمة" و .... فغابُوا تحت الرماد !

نصّ مكتنز جمع بين القصة و النثر. أسلوب شيّق و سرد سلس و لغة متينة.
تحاياي أختي و أديبتنا القديرة عريب و تقديري.

عبد السلام دغمش
21-02-2013, 03:25 AM
الأخت عريب
نص قصصي جميل ..زاخر بالتعبيرات الوصفية ..لكن الوصف سيطر على معظم القصة فكان النص أقرب للنثر
غير ان ذلك في نظري لا ينقصه من الجمال في شيء
تحياتي

للذهاب -صير رماداً-

عريب بنت محمد
23-02-2013, 04:13 AM
نص بديع المفردات وحزين يثير لواعج ومرارة...ولكنه أدبيا مائز ماتع بورك القلم المتألق..ودمت



الغالية الأستاذة القاصة : سعاد

أشكر مروركِ المعطر بالأقاحي وكلماتكِ الطيبة

وممتنة لكِ على حسّكِ الراقي

تقديري واحترامي

~ محبتي ~

عريب بنت محمد
23-02-2013, 04:18 AM
نصّ مكتنز جمع بين القصة و النثر. أسلوب شيّق و سرد سلس و لغة متينة.
تحاياي أختي و أديبتنا القديرة عريب و تقديري.



الأديب الكريم : سهيل

أشكر مرورك وثنائك الكريم .. وكلماتك الطيبة

تقبل من أختك وافر التقدير والاحترام

~ دعواتي ~

عريب بنت محمد
23-02-2013, 04:24 AM
الأخت عريب
نص قصصي جميل ..زاخر بالتعبيرات الوصفية ..لكن الوصف سيطر على معظم القصة فكان النص أقرب للنثر
غير ان ذلك في نظري لا ينقصه من الجمال في شيء
تحياتي

للذهاب -صير رماداً-



الأديب الكريم : عبد السلام

أشكر مرورك وثنائك الكريم .. وكلماتك الطيبة


وأشكر لك التنبيه على الأخطاء .. تقبل من أختك وافر التقدير والاحترام

~ دعواتي ~

ناديه محمد الجابي
23-02-2013, 05:49 AM
القتل فى كل مكان , ولا هدف للنظام سوى البقاء
وشرط بقائه هو إذلال الشعب .. يتصرف كقوة غاشمة
لا رادع لها ـ وما نشهده اليوم هو إغراق الشعب فى الدم
وتحويل العمران إلى دمار ..
الوضع مأساوى , وحجم الألم أصبح أكبر من أن يحتمل .
ورغم كل شئ سينتصر الشعب السورى لأنه يستحق ذلك
بتضحياته الهائلة , وستعودسوريا إلى السوريين إن شاء الله .

عزيزتى ( عريب بنت محمد )
لقد استطعت أن ترسمى بالكلمات المشهد القانى المؤلم
فاستطعت أن تجعلى عين القارئ وذهنه وقلبه داخل اللوحة التى رسمت
سلمت مبدعة .

عريب بنت محمد
23-02-2013, 06:08 AM
القتل فى كل مكان , ولا هدف للنظام سوى البقاء
وشرط بقائه هو إذلال الشعب .. يتصرف كقوة غاشمة
لا رادع لها ـ وما نشهده اليوم هو إغراق الشعب فى الدم
وتحويل العمران إلى دمار ..
الوضع مأساوى , وحجم الألم أصبح أكبر من أن يحتمل .
ورغم كل شئ سينتصر الشعب السورى لأنه يستحق ذلك
بتضحياته الهائلة , وستعودسوريا إلى السوريين إن شاء الله .

عزيزتى ( عريب بنت محمد )
لقد استطعت أن ترسمى بالكلمات المشهد القانى المؤلم
فاستطعت أن تجعلى عين القارئ وذهنه وقلبه داخل اللوحة التى رسمت
سلمت مبدعة .



الغالية والعزيزة الأديبة : نــــــــادية

أشكر مروركِ المعطر بالأقاحي

وقراءتك النيرة ..

وهذا حال أخوننا في كل مكان نسأل الله الفرج العاجل للمسلمين المستضعفين ..
ممتنة لكِ على حسّكِ الراقي وثنائكِ الجميل شرف لي

تقبلي من أختكِ وافر التقدير والاحترام

~ محبتي ~

كاملة بدارنه
23-02-2013, 05:17 PM
غلب الوصف الجميل على الحدث وكانت النّهاية مأساويّة مفجعة
يسيطر الحزن بدمائه على الصّفحات
بوركت
تقديري وتحيّتي
(يشدو - مولعين - باللّعب )

بهجت عبدالغني
23-02-2013, 07:41 PM
لوحات رسمت بقلم مبدع ..
مشاهد متتالية تؤكد على كارثية الواقع الذي نعيشه ..
و ( ما ) النافية المتكررة في النص توحي بالفقدان ، وتضرب على الوتر الحزين ، لتثير في النفس أشجانها ، وترسم الفارق بين الأمس واليوم !


المبدعة عريب بنت محمد
أمصلاوية أنت ؟
فما أعرف على وجه الأرض من يحب التهام ( الدولمة ) كأهل الموصل !

على كل حال .. نص مبدع .. ينبؤ عن قلم ثري ..

دمت بخير


تحياتي ..

عريب بنت محمد
24-02-2013, 12:26 PM
غلب الوصف الجميل على الحدث وكانت النّهاية مأساويّة مفجعة
يسيطر الحزن بدمائه على الصّفحات
بوركت
تقديري وتحيّتي
(يشدو - مولعين - باللّعب )



الغالية والعزيزة أديبتنا القديرة : كـــــــــــاملة

يشرفني ويسعدني مروركِ على حروفي المتواضعة

أشكر لكِ كلماتكِ الطيبة وما تم التنبيه عليه من هفوات وقصور ...

تقديري واحترامي وعاطر الثناء

~ محبتي ~

محمد ذيب سليمان
24-02-2013, 12:42 PM
حياتنا مليئة بالوجع والموت
ولا اظن اننا سنجد وقتا لفرح كبير
نص جميل ممتميز نسجا وتشويقا

دمت مبدعة

عريب بنت محمد
24-02-2013, 12:53 PM
لوحات رسمت بقلم مبدع ..
مشاهد متتالية تؤكد على كارثية الواقع الذي نعيشه ..
و ( ما ) النافية المتكررة في النص توحي بالفقدان ، وتضرب على الوتر الحزين ، لتثير في النفس أشجانها ، وترسم الفارق بين الأمس واليوم !


المبدعة عريب بنت محمد
أمصلاوية أنت ؟
فما أعرف على وجه الأرض من يحب التهام ( الدولمة ) كأهل الموصل !

على كل حال .. نص مبدع .. ينبؤ عن قلم ثري ..

دمت بخير


تحياتي ..










الأديب والمفكر القدير : بهجت الرشيد

هذه شهادة من أديب كريم أعتز بها وأكثر
أشكر مرورك الكريم و ثنائك العاطر

وقراءتك المتعمقة النّيرة المتأنيه في حروفي المتواضعة

وممتنة لك على حسّك الراقي


أمصلاوية أنت ؟
فما أعرف على وجه الأرض من يحب التهام ( الدولمة ) كأهل الموصل !



وأينما ذُكِــرَ اسمُ اللهِ فِي بَلَدٍ****عددتُ ذَاكَ الحِمَى مِنْ صُلْبِ أَوْطَانِي ____________ أنا من قلب الجزيرة العربية - نجد


ذكرت هنا "الدولمة" لتكون رمزفي النص لأخواننا وأهلنا في العراق .. نسأل الله النصر لأمتنا المكلومة في كل مكان

تقبل من وافر التقدير والاحترام وعاطر الثناء

~ دعواتي ~

عريب بنت محمد
24-02-2013, 12:58 PM
حياتنا مليئة بالوجع والموت
ولا اظن اننا سنجد وقتا لفرح كبير
نص جميل ممتميز نسجا وتشويقا

دمت مبدعة



الأستاذ والشاعر القدير : محمد

أشكر مرورك الكريم وثنائك العاطر وقراءتك النّيرة

وممتنة لك على حسّك الراقي

تقبل مني وافر التقدير والاحترام

براءة الجودي
24-02-2013, 08:19 PM
عزيزتي عريب ..
أسلوبك راق ورقيق ومؤثر في السرد , لكم احزتنتني تلك النهاية , كم منعوا فرحة طفل يتناول خبز من يد أمه الحنون , لك الله قاهر سيأخذهم أخذ عزيز مقتدر
دام قلمك المبدع

ملاحظة ..
بالعب << باللعب

عريب بنت محمد
25-02-2013, 11:58 AM
عزيزتي عريب ..
أسلوبك راق ورقيق ومؤثر في السرد , لكم احزتنتني تلك النهاية , كم منعوا فرحة طفل يتناول خبز من يد أمه الحنون , لك الله قاهر سيأخذهم أخذ عزيز مقتدر
دام قلمك المبدع

ملاحظة ..
بالعب << باللعب



الغالية الأستاذة الشاعرة : بـــــــــــــراءة

اطلالتكِ البهيّة الشّذيّة كلون الشّمس تبهج الروح

وأشكر لكِ مروركِ الجميل وقراءتك النيّرة في حروفي وشهادتكِ شرف لي ...

لقد طغى ظلم الظالمين في كل مكان والله نسأل فجرا قريبا لأمتنا المكلومة

شكرا لكِ من القلب على التنبيه والملاحظة

لروحكِ جنائن ود وورد

~ محبتي ~

نداء غريب صبري
16-04-2013, 11:36 PM
قتلة سفلة مجانين
والشعب أبوهم وقتيلهم
ملعون من يقتل أباه

الصورة كبيرة جدا أختي

جعلت قراءة النص صعبة جدا جدا

شكرا لك

ربيحة الرفاعي
07-05-2013, 06:39 PM
لم تغب الفنانة الرسامة هنا عن الفنانة القاصة، فكان الوصف قويا مسيطرا على جو النص غالبا حتى للحدث القصّي كمحور للبناء القصّي
غير أن المهارة الوصفية بتجليها زانت النص فكان جميلا شائقا

دمت غاليتي بألق

تحاياي

د. سمير العمري
23-04-2014, 05:55 PM
نص معبر ومؤثر جاء بأسلوب جيد ولغة مميزة خلا بعض مواضع شابها بعض هنات.

نسأل الله أن يرفع عن الأمة ما أصابها من لأواء وما أوجعها من ضراء!

تقديري

آمال المصري
29-03-2015, 10:58 PM
تضاءلت مساحات الفرح حتى اندثرت حين اتسعت كل رقعات الحزن والألم
أقدار لا نستيطع الفرار منها
مشهد رسمته أنامل مبدعة تجيد العزف على الوجع صيغ بلغة أنيقة وسرد ماتع وحبكة متينة
بوركت أديبتنا الرائعة
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

خلود محمد جمعة
30-03-2015, 08:01 AM
وما بين الصور المتقنة وجمع أطراف القصة كان رسم الحرف متقنا بجمال
قصة جميلة ومؤثرة
بوركت وكل التقدير