المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قنابل الخرباوى فى ( سر المعبد ) ؟!



محمد جاد الزغبي
23-02-2013, 06:02 AM
قنابل الخرباوى فى ( سر المعبد ) ؟![1]

الإخوان لم تقتلهم الدكتاتورية , ولكن الديمقراطية فيما يبدو أنها ستطيح بهم ..

كان هذا هو الإنطباع الأول الذى خرجت به من خلال تأمل التجربة الإخوانية المعاصرة فى طورها التمكينى الذى عاشت تحلم به منذ نشأتها ,

ولم يكن هذا الإنطباع أو تلك النظرة من فراغ , لأن الإخوان المسلمين فى الواقع استفادوا من عهود القمع منذ صدامهم مع نظام الثورة وحتى نهاية عصر مبارك , حيث كان التعاطف والتكالب على دعوتهم يعود إلى رد الفعل الشعبي من عمليات القمع التى واجهتها بهم الأنظمة ,

وقد أحسن الإخوان استغلال ذلك جيدا حتى أنهم أخفوا حقيقة أهدافهم وطبيعة أفكارهم وقدموا أنفسهم للمجتمع باعتبارهم من قوى الإسلام السياسي المعتدل فى مواجهة قوى الظلام والتكفير , ولم تفلح جهود الباحثين الذين نبهوا مبكرا إلى أن المنبع الذى استقت منه التنظيمات التكفيرية أفكارها .. هو منبع الإخوان فى الأصل ,
وهذا بسبب أن كتب وبحوث نقّاد الإخوان جاءت فى معظمها من خصومهم السياسيين , وبالذات من اليساريين ,

مما شكل خط دفاع تقليدى للإخوان عندما يفاجئون بهذه الإتهامات التى تستند إلى كتاباتهم أو إلى ماضيهم الدموى برد الإتهام تحت ذريعة أنه قادم من بوابة افتراء النظام والخصومة السياسية .. ويكتفون بذلك دون تقديم أى رد موضوعى على أى نقطة يثيرها هؤلاء الخصوم ..

مع أن منهج الهروب من نقاط البحث والنقد ليس منهجا إسلاميا على الإطلاق ,
فلو أخذَتْ أجيال المسلمين الأولى والوسيطة بهذا المبدأ ــ ألا وهو رفض الرد على نقاط الإعتراض من الخصوم باعتبارهم خصوما للدعوة ــ لخسر الفكر الإسلامى آلافا مؤلفة من الكتب والأبحاث والدراسات التى قام بتصنيفها علماء المسلمين ردا على شبهات المستشرقين عبر القرون الطويلة , وهى ذخر تراثي هائل برهن على عظمة الرسالة الإسلامية برهانا ساطعا

فمنذ بدأ طوفان شبهات المستشرقين فى وقت مبكر , تزامن مع الحملات العسكرية الهادفة لتقويض دولة الإسلام , بدأ فى المقابل نشاط علماء المسلمين حثيثا فى استقبال كل شبهة وكل طعن على الإسلام بصدر رحب , والرد عليه بالرد العلمى والمنطقي ففشلت حملات المستشرقين بالتزامن مع فشل الحملات الصليبية التى اتخذت الجانب العسكري فى حربها ضد الإسلام
وكان استقبال علماء المسلمين لشبهات المستشرقين يدل دلالة قاطعة على ثقتهم فى أنفسهم فى دينهم وفى وحيهم , ولهذا لم يلتفتوا أصلا إلى طبيعة عقيدة أعدائهم , ولم يكتفوا بأن يردوا على جمهور المسلمين قائلين بأن هذه الشبهات لا يجب الإلتفات إليها باعتبار أنها صادرة من خصوم الإسلام , هذا رغم أن هوية المستشرقين كانت معلنة وأهدافهم كانت واضحة ..,

فقد أعلن المستشرقون أنهم سيتصدون للإسلام عن طريق دراسته دراسة متعمقة بهدف كشف التناقضات والشبهات من داخله ..
واستمرت المعركة زهاء ثمانية قرون خرجت فيها آلاف الشبهات ولقي المستشرون هزيمة فادحة للغاية ,
فلم ينجحوا فى إقامة شبهة واحدة أو تشكيك مسلم واحد فى عقيدته بعد الردود المسكتة البليغة التى قدمها علماء المسلمين عبر العصور , والتى بدأت من عصر أبي حنيفة وابن حنبل بشبهات الفلاسفة والمعتزلة وبلغت ذروتها فى عهد ابن تيمية وابن القيم وبن الجوزى وبن قتيبة وغيرهم وصولا إلى العصر الحديث ,

وإن المرء ليتأمل بمزيج من الدهشة والإكبار تلك المصنفات التى أفردها علماء المسلمين للرد على الشبهات ضد القرآن والسنة , مثل تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة أو درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية أو تلبيس إبليس لابن الجوزى أو تهافت الفلاسفة للغزالى , وغيرها بالآلاف

وقد لا يلاحظ الكثيرون أن علماء المسلمين المتقدمين لم يتركوا للأجيال المعاصرة شبهة واحدة لم يتم الرد عليها ! , فكل الشبهات المعاصرة التى يثيرها البعض من بدايات القرن العشرين وحتى اليوم والتى رد عليها العلماء هى شبهات قديمة فى الأصل وردودها موجودة فى قلب كتب التراث لا سيما الشبهات ضد الحديث النبوى ..

القصد أن هروب الإخوان من الرد على نقاط النقد الموضوعية من خصومهم تحت ذريعة أنها كتابات الخصوم ليست منهجا علميا ولا حتى إسلاميا , لأن الإسلام قام على قبول الحق ولو من الكافر , على حد قول سعد بن معاذ رضي الله عنه ( اقبلوا الحق ولو من الكافر .. )
ولا نعرف فى تاريخ المسلمين أحدا تهرب من المناظرة والنقد إلا أصحاب الفرق الشاذة التى ضلت عن عقيدة أهل السنة وسلكت التفكير الباطنى ولهذا هربوا بفكرهم بعيدا عن محاورات ونقد خصومهم

ومنهج الإخوان المسلمين منذ نشأته مع حسن البنا ثم تطوره الملحوظ على يد سيد قطب , هو منهج شديد التناقض , بالغ الخطورة , وهو منهج فرقة إسلامية لا منهج لأهل السنة ــ وتلك نقطة بحث تستحق مؤلفا مستقلا لإثباتها ــ

وأثر هذا الفكر على الأمة الإسلامية كان فادحا فيكفي أنه باستقراء التاريخ سنكتشف أن مأساة أفكار الخوارج القديمة لم يحيها إلا الإخوان المسلمون , وتهمة الإرهاب التى التصقت بالإسلام لم تنشأ إلا مع نشأة هذا الفكر ..
والأزمة الحقيقية التى تواجه أى باحث فى تاريخ الإخوان , هو عدم وجود دراسات محايدة لهذا التاريخ , فقبل عشر سنوات لم يكن موجودا على الساحة إلا نوعين من الكتب ,
كتب أصدرها الإخوان والمتعاطفون معهم مثل محمود عبد الحليم ومحمود حتحوت وعلى عشماوى وأحمد رائف وجابر رزق وحسن دوح وأحمد الشوربجى ..
وهذه النوعية يغلب عليها صفة الملائكية التى يحاول يضفيها المؤلفون على تجربة الإخوان , فيشعر القارئ كما لو أن الإخوان هم زمرة من الملائكة فى عالم من الشياطين ..
والنوع الثانى هو الكتب التى أصدرها خصوم الإخوان التاريخيين مثل مؤلفات على الدالى ورفعت السعيد وفؤاد علام وهيكل ( ولو أنه لم يفرد كتابا للإخوان وإنما تحدث عنهم فى فصول بعض كتبه ) وغيرهم كثير ..

ولم تكن كتب الخصوم تؤثر تأثيرا كبيرا بسبب نجاح الإخوان فى الترويج لفكرة الإضطهاد , كما أن الخصوم حاولوا إقناع القارئ بأن منبع الإرهاب جاء أصلا من أفكار الإخوان , إلا أنهم لم ينجحوا فى تقديم الدليل الساطع المانع على أن بذور التكفير وتنظيمات الإرهاب المسلح تمت برعاية الإخوان وخرجت من تحت عباءتهم ..

هنا ..
وهنا بالتحديد تكمن خطورة كتاب الأستاذ ثروت الخرباوى ( سر المعبد ) وهو القيادى السابق المتحرر من ربقة الإخوان ,
وقد صاحبت كتابات الخرباوى مؤخرا كتابات منشقين آخرين مثل هيثم أبو خليل وسامح عيد ,
لكن خطورة كتاب الخرباوى أنه ليس كتابا فى المذكرات الشخصية , بل هو درة فى سلسلة عقد فكرى متكامل ينتوى الخرباوى من خلاله الإستمرار فى نقد منهج الإخوان من داخله مزودا بالأدلة التى لا تقبل الجدل هذه المرة

يتبع ..

[1]ــ تم نشر المقال على صفحة كاملة بجريدة ( الدستور ) المصرية , فى عددها الصادر يوم الخميس 21 / 2 / 2013

محمد جاد الزغبي
23-02-2013, 06:05 AM
وبالتالى :فخطورة وأهمية مشروع الخرباوى لا تكمن فى أنه يقدم جديدا للساحة النقدية فقط , بقدر ما تكمن فى أنه يقدم الأدلة والبراهين على ما عجز المفكرون عن إثباته طيلة العقود السابقة ,

ولكى يتعرف القارئ على الفارق والدوى الهائل الذى أحدثته قنابل الخرباوى فى سر المعبد , سنورد عناصر التفرد متتابعة تاركين التفصيل لمن أراده فى الرجوع للكتاب نفسه ..
أولا : أخطر ما ورد فى كتاب الخرباوى هو كشفه عن الصلة الوثيقة بين تنظيمات التكفير ( وأشهرها تنظيم جماعة المسلمين التى أسسها شكرى مصطفي وعُرفت إعلاميا بالتكفير والهجرة ) وبين الإخوان ,
وهذه الصلة ليست جديدة من ناحية كشفها اليوم فقد سبق إلى كشفها د. رفعت السعيد فى موسوعته الشهيرة ( الإرهاب المتأسلم ) والصادرة عن أخبار اليوم فى ثلاثة أجزاء أفرد السعيد فيها جزءا منفردا عن شكرى مصطفي لكنه قدم القرائن على وجود صلة مباشرة بين شكرى مصطفي والإخوان ..
وعجز عن تقديم الأدلة لافتقاده المصادر من الداخل
أما الخرباوى فقد قلب المعبد حقيقة على رءوس الإخوان إذ أنه قدم الأدلة من خلال شهادات واضحة , ليس فقط عن الصلة الفكرية بين شكرى مصطفي والإخوان , بل الصلة التنظيمية أيضا ! , وكان من المفاجآت المذهلة أن مصطفي مشهور المرشد الخامس للإخوان زكّى شكرى مصطفي ورعاه , فى نفس الوقت الذى كانت الإخوان فيه لا زالت تروج لفكرة أنهم نبذوا العنف وتابوا عنه وأنهم بريئون من أحداث الإرهاب منذ عام 1965 وحتى اليوم !

كما نسف الخرباوى فكرة التسامح الدينى التى روج لها الإخوان طيلة عقود حكم مبارك بكشفه عن استمرار التنظيم القطبي ــ المنسوب لسيد قطب ــ وتمكنه من قيادة الإخوان منذ أواخر مرحلة عمر التلمسانى وذلك عقب عودة ( تنظيم العشرات قطبيو الفكر ) من الخارج بزعامة مصطفي مشهور ــ عضو النظام الخاص القديم ــ مع مجموعته كاملة ,
وهذه المجموعة ببساطة هى كل أعضاء مكتب الإرشاد القائم على قيادة الإخوان الآن !!

ثانيا : عجز خصوم الإخوان عن إيجاد الدليل الذى يثبت تورط الإخوان فى دعم جماعات العنف بعد عودتهم فى عصر السادات , وجاء الخرباوى ليقدم للباحثين مفاجأة أخرى تمثلت فى كشفه بالدليل ـــ ومن خلال شهادات قيادات الإخوان له ــ عن عودة النظام الخاص الذى أعلن الإخوان مرارا عن تخليهم عنه وتفكيكه ..
فإذا بالخرباوى يكتشف أن مصطفي مشهور أعاد قسم الوحدات للعمل , ومنذ زمن طويل , وقسم الوحدات هو القسم الذى أنشأه حسن البنا وكان يتكون من شقين ,
شق المقاتلين الذى تصدر المشهد باعتباره النظام الخاص الذى قام بعمليات الإرهاب والقتل فى زمن فاروق ,
والشق الآخر وهو تنظيم الإخوان داخل الجيش والشرطة !!

وحقيقة لقد توقفت كثيرا أمام قسم الوحدات فى شقه الثانى !
وقد سألت الأستاذ الخرباوى نفسه , كيف تمكن الإخوان من تجنيد بعض ضباط الجيش والشرطة خلافا لتنظيم القضاة , لا سيما فى ظل رقابة أجهزة أمن ومخابرات مبارك , وهل كانت مباحث أمن الدولة والمخابرات العامة فى غيبوبة وهى تغفل عن ذلك الأمر !
فأجابنى .. إن نظرتنا نحن الشعب لأجهزة أمن مبارك كانت ينطبق عليها المثل الشهير ( الصيت ولا الغنى ) والدليل على ذلك ما تم كشفه للعيان ــ ولم يعد سرا ــ أن هناك شخصيات مرموقة فى الجيش والشرطة والقضاء ثبت انتماؤها للإخوان وتكفينا فى هذا الشأن مفاجأة انتماء تيار ( قضاة الإستقلال ) للإخوان !

والأكثر صدمة من ذلك هو كشف انتماء اللواء عباس مخيمر وكيل المخابرات الحربية السابق للإخوان , والمفارقة المذهلة فى هذا الكشف لا تكمن فقط فى حساسية منصب مخيمر بل المصيبة تمكن فى أن طبيعة مسئولية مخيمر داخل المخابرات الحربية كانت مهمتها هى الكشف عن أى اختراقات للجيش من التنظيمات الدينية !!
أى أن الرجل المسئول عن كشف الضباط ذوى الإتجاهات الدينية التنظيمية هو نفسه عضو فى أخطر هذه التنظيمات !!
وهذه فضيحة رهيبة لا أعرف لها مثيلا فى العالم أجمع إلا مثال واحد فقط لا زال يتم تدريسه فى أجهزة المخابرات العالمية باعتباره المثال الكامل على اختراق جهاز مخابرات معاد , وأعنى به تمكن السوفيات من تجنيد مسئول مكافحة النشاط الشيوعى نفسه فى المخابرات البريطانية ! ,

وكادت قلوب مسئولى المخابرات البريطانية تتوقف عند هذا الإكتشاف لا سيما بعد أن تمكن العميل السوفياتى من الهرب سالما إلى السوفيات ليقلدوه أكبر وسام هناك نظير خدماته ..

ثالثا : عشنا فى مصر وهما كبيرا هو تصور أن الإخوان طيلة عصر مبارك كانوا يمارسون العمل السياسي ــ دون العمل السري ــ ويسعون من خلاله للوصول إلى الحكم أو على الأقل المشاركة فى الحكم من خلال الصفقات مع النظام , وتعامينا عن كثير من الإشارات التى كانت تومئ إلى طبيعة تخطيط الإخوان وأخطرها قضية ( سلسبيل ) التى تفجرت عام 1992 م وكانت بداية الصراع الباطش بين مبارك والإخوان , وتم اتهام خيرت الشاطر وغيره من رموز التيار القطبي داخل الإخوان ومحاكمتهم محاكمة عسكرية ,

وكان أخطر ما كشفت عنه القضية هو وثيقة ( فتح مصر ) !! , والمنسوبة لخيرت الشاطر والتى وجدتها أجهزة الأمن داخل مكتب الشركة ,
وأقول رغم هذا الدليل الفادح الفاضح عن فكر الإخوان الذين يعتبرون حكمهم فتحا جديدا لمصر , وهذا معناه بالتبعية أنهم يكفّرون من سواهم بطبيعة الحال فالفتح لا يكون لبلد مسلم أصلا ,
رغم هذا الدليل الواضح إلا أننا أيضا تعامينا عنه فى حينه , كما تعامينا عن سائر الإتهامات الموجهة لفكر الإخوان فى عصرها الحالى باعتبارها جماعة تكفير للمجتمع , وكان السبب الرئيسي لهذه الغفلة المطبقة هو كراهيتنا وعدم ثقتنا أساسا فى نظام مبارك , مما دعى الغالبية العظمى ــ عدا كُـتّاب وإعلام النظام ــ إلى إهمال تلك الإتهامات واتهام النظام ذاته بالتلفيق !

وجاء كتاب الخرباوى ليكشف عن صحة الوثيقة والخطة , بل ويكشف عن أن الإخوان قد قطعوا أشواطا كبيرة فى الخطة بالفعل , وأنهم حددوا أيضا وبدقة مبنية على الاستعدادات , كيفية وتوقيت وصولهم للحكم والذى حددوه فى عام 2018 تقريبا , وذلك قبل أن تفاجئهم الثورة
وصرح بعض قيادات الإخوان الكبار للخرباوى فى وضوح أنهم يتوقعون الوصول للحكم فى هذا التوقيت وعن طريق الجيش بالتحديد !!

رابعا : من القنابل الفكرية داخل الكتاب أيضا ما كشفه الخرباوى من سيطرة فكر التكفير على قيادات الجيل الحالى للإخوان منذ تولى مصطفي مشهور أمور الجماعة , وأنهم بلا استثناء طبقوا حرفيا منهج سيد قطب القائم على تكفير النظام والمجتمع واعتباره يعيش جاهلية جديدة تفوق الجاهلية الأولى ! ,

ورغم وجود الإرهاصات التى كانت توضح حقيقة فكر الإخوان إلا أن الجميع تقريبا تعاموا عن هذه الحقيقة وانخدعوا بالتقية التى يمارسها الإخوان بشكل كثيف مع المجتمع , بل ومع جمهور الإخوان أحيانا ,
واقتنعنا زمنا طويلا بالفعل أنهم من مدرسة الفكر الوسطى حتى جاء الخرباوى من خلال شهادات واضحة لتكشف العكس , ولعل أخطرها شهادة الشيخ الغزالى نفسه رحمه الله بالإضافة إلى فلتات لسان معظم القيادات الحالية وأشهرهم محمد مرسي نفسه والذى صرح فى لقاء تليفزيونى على قناة الفراعين بصحة منهج سيد قطب بل زاد على ذلك مؤكدا أن منهج سيد قطب هو الإسلام !!

وكان هذا الكلام منه ردا على تصريحات القرضاوى التى انتقدت منهج التكفير عند سيد قطب , فثارت ثائرة قيادات الجماعة وقتها وردوا ردا عنيفا على القرضاوى دون اعتبار لمكانته العلمية والفقهية , فى انتصار واضح لأفكار التكفير
ثم جاء الباحث الإخوانى المستقيل سامح عيد فى لقاء له مع الأستاذ إبراهيم عيسي ليضع أمامنا الدليل من خلال أحد كتب مصطفي مشهور ,
والكارثة ليست فى الكتاب بحد ذاته بل المصيبة فى أن هذا الكتاب بهذا التصريح الواضح بتكفير المجتمع هو كتاب يتم تدريسه لشباب الإخوان وهو أحد كتب التربية الإخوانية المقررة على أعضائها !

ولعل هذا ما يوضح لنا وفسر تصرف شباب الإخوان بهذه الدموية مع المعتصمين أمام الإتحادية , إذ أنهم يتعاملون ــ وفق تربيتهم ــ مع كفار أعداء للإسلام وليسوا مجرد خصوم للإخوان فى معركة سياسية

خامسا : الكذب والنفاق والتقية التى يمارسها الإخوان منذ الثورة والتى انكشفت بشكل فاضح مزرى نظرا لتكرار خلف الوعود والنكوص على الأعقاب بشكل مستفز ..
هذه الظاهرة الغريبة حتى على الفطرة الإنسانية فضلا على قيم الإسلام , قام الخرباوى بتقديم التأصيل النظرى لوجودها عند الإخوان من أكبر رأس لأصغر رأس , فنظرا لأنهم يتعاملون مع كفار أو على الأقل فسّاق , فلهذا فتحوا المجال واسعا أمام استحلال الكذب باسم التقية ..

يتبع ..

محمد جاد الزغبي
23-02-2013, 06:08 AM
والتقية مبدأ إسلامى بدون شك ولكن حكمه فى الإسلام أنه ( رخصة ) , مجرد رخصة فى حدود ضيقة للغاية لا تجوز إلا فى الحرب مع أعداء الدين أو فى حالة خوف الهلكة والموت من عدو باطش , أى أنها شيئ مثل أكل لحم الميتة , فجاء الإخوان فقلدوا الشيعة فى هذا الشأن أى أنهم قلبوها من رخصة إلى ( عزيمة ) أى أنها أصبحت فرضا مفروضا ..

ولهذا مارس الإخوان الكذب الفاجر بلا أدنى ذرة من حياء , وبلغت الفضيحة حدا جعل أحد المراسلين الأجانب قبل لقائه مع محمد مرسي يتلقي تحذيرا من رؤسائه بألا يأخذ كلام محمد مرسي كله على محمل الصدق !
وهذه فضيحة عالمية لم يُسبق إليها فيما أعلم إلا فى حالة قيادات الثورة الشيعية بقيادة الخمينى فى القرن الماضي حيث اشتكى أحد الصحفيين الأجانب لمحمد حسنين هيكل من شيوع المراوغة واللف والدوران من قيادات الثورة الإيرانية , وقد أورد هيكل تلك الملاحظة بشكل دارج فى كتابه (مدافع آية الله )

ويحكى لنا الخرباوى واقعة أذهلته هو شخصيا ,
ولعلها كانت البوابة التى قادته لمعرفة فكر الجيل الحالى فى الإخوان , ولا شك أنه حمد الله كثيرا على الخلاص من هذا المعترك الفاسد ,
فبعد ابتعاد الخرباوى عن الإخوان انتوى أن ينتقد فكر الجماعة انتقاد المحب الخائف على بيته السابق الذى كان يظنه بيتا للتقوى والدعوة الإسلامية طمعا فى شد أزر تيار الإصلاح داخل الجماعة , فكتب عدة مقالات نقدية فى صحيفة صوت الأمة أيام كان المستشار مأمون الهضيبي مرشدا عاما للإخوان ..

وكان مما انتقده أن مأمون الهضيبي فى المناظرة الشهيرة التى جرت فى معرض الكتاب تحت عنوان ( مصر بين الدولة الدينية والمدنية ) وكان فيها الهضيبي مع د. محمد عمارة و الشيخ الغزالى يناظرون الجانب العلمانى الذى مثّله فى ذلك الوقت فرج فودة ومحمد خلف الله ..
وأفلتت من الهضيبي عبارة فى معرض دفاعه عن الإخوان حيث قال ( إننا نتقرب إلى الله بأعمال النظام الخاص )

فاندهش الخرباوى ــ وكان حاضرا ــ ولفتت نظره تلك العبارة التى تضفي الشرعية على جرائم الإخوان الأولى والتى قتلوا فيها النقراشي والقاضي أحمد الخازندار وقاموا بتفجير أقسام الشرطة ومحاولة نسف محكمة الإستئناف وغير ذلك من الجرائم التى خلفت عشرات الأبرياء قتلى ..
وعنما انشق الخرباوى فى بدايات القرن الحالى كتب فى صدر مقاله الأول منتقدا عبارة الهضيبي ..
وفوجئ بعدها برد من الهضيبي ينكر فيه تماما أنه قال هذه العبارة !!

وذُهل الخرباوى من جرأة الكذب التى يمارسها الهضيبي , وشك فى نفسه ولهذا عاد لشريط فيديو المناظرة وتابعها من جديد فلم يجد العبارة ! , وقام بمطالعة النص المكتوب للمناظرة والذى أصدرته الهيئة العامة للكتاب فلم يجد العبارة أيضا , !

فلم يعد أمامه إلا أن يشك فى ذاكرته التى يثق بها ويثق فى أن العبارة قيلت فى المناظرة , أو أن يشك فى الإخوان أنهم عبثوا بمحتوى شريط فيديو المناظرة وكذلك بطبعة الكتاب لمحو أى أثر لعبارة الهضيبي التى تزكى أعمال النظام الخاص بينما كان الإخوان فى تلك الفترة يتبرءون علانية من فكر الإرهاب
وظل الخرباوى حائرا حتى أهداه أحد أصدقائه شريطا جديدا كان عم هذا الصديق قد سجله للمناظرة مباشرة فى وقتها تسجيلا شخصيا واحتفظ به لنفسه , فتلقفه الخرباوى فى لهفة واستمع إليه لتصك أذنه عبارة الهضيبي واضحة لا لبس فيها !

وبالطبع كانت فضيحة للهضيبي فى وقتها عقب نشر جريدة صوت الأمة لرد مختصر على اعتراض الهضيبي وأعلنت فيه أن تحت يدها شريط فيديو للمناظرة مثبت فيه نص العبارة ..

ليثبت للعيان ساعتها أن الإخوان تمكنوا بشكل ما من العبث فى أشرطة المناظرة وكذلك فى الطبعة الرسمية التى أخرجتها هيئة الكتاب !
ومن الطرائف حقيقة أن أستاذنا الخرباوى كان بيده الحل لهذه المشكلة دون عناء إلا أن طول المدة بين نشره المقال وبين المناظرة التى أقيمت عام 1991 م , كان السبب فى عدم انتباهه للدليل ..
فالنص المكتوب الحرفي للمناظرة لم تصدره هيئة الكتاب وحدها , بل أصدرته مطبوعا أيضا دار النشر المصرية اللبنانية وكذلك أصدره مركز الإعلام العربي , وعبارة الهضيبي فى الطبعتين واضحة بحروفها فى الفصل الأخير , بل إن طبعة المركز العربي جعلت هذه العبارة عنوانا لمداخلة الهضيبي الأخيرة فى المناظرة !

وأخيرا وليس آخرا ..
فكتاب سر المعبد فى مجمله يعتبر الخطوة الثانية الأكثر احترافا للأستاذ الخرباوى ــ بعد كتابه الأول قلب الإخوان ــ وهما كما سبق القول بداية الطريق الصحيح لمواجهة فكر بالإخوان بالفكر ذاته , وهى المواجهة التى عجز عن تصورها نظام الحكم فى مصر من عبد الناصر إلى مبارك

هذه المواجهة الفكرية الضرورية والتى تجهزت ساحتها فعليا بعد تولى الإخوان للحكم وظهور طبيعة سياساتهم , ولعل الثورة كانت كاشفة للغاية عن تناقضات الإخوان , تلك التناقضات التى تسببت فى إفاقة العديد من أعضائها من الشباب مثل هيثم أبو خليل وسامح عيد وعبد الجليل الشرنوبي , ومن القيادات أيضا كالخرباوى وكمال الهلباوى ومختار نوح وعبد المنعم أبو الفتوح ومحمد حبيب ..

لتتحقق كلمة القرضاوى فى شأن الإخوان أنهم يخسرون أصحاب الفكر المستقل واحدا تلو الآخر ولن يتبقي عندهم إلا المماليك ــ على حد تعبير سامح عيد ــ أحد قياداتهم الشابة المنشقة أيضا

تم بحمد الله

عايد راشد احمد
23-02-2013, 08:37 AM
السلام عليكم ورحمة الله

استاذنا الفاضل

موضوع رائع ةاني اري اننا لسنا محتاجين لتقرأ اي كتب لان الواقع امامنا والاخوان هنا في مصر صاروا مكشوفين وواضحين والادلة كثيرة التي تكشفهم

كثيرون انخدعوا بهم تحت شعار انهم حماة الدين والشريعه وهي عنهم براء

الامر لله من قبل ومن بعد

تقبل مروري وتحيتي

بهجت عبدالغني
23-02-2013, 06:34 PM
أخي العزيز الأستاذ محمد جاد الزغبي
تحية طيبة ..

بعض الملاحظات لو اتسع صدرك :

يمكن أن نعتبر هذا المقال قراءة في كتاب يعبر فيه صاحبه عن تجربته ومشاهداته الشخصية عندما كان منتمياً إلى الإخوان المسلمين .. وذلك حقه .. لكنها تبقى وجهة نظر لا نستطيع من خلالها إصدار أحكام مطلقة ..
فلا يمكن بجرة قلم أن نحول الإخوان إلى كذابين متلاعبين دمويين تكفيريين ، وما إلى ذلك من الأوصاف التي تجعل منهم جماعة لا تعرف ديناً ولا خلقاً ولا وازعاً من ضمير !

ـ قلت : ( كان هذا هو الإنطباع الأول الذى خرجت به من خلال تأمل التجربة الإخوانية المعاصرة فى طورها التمكينى الذى عاشت تحلم به منذ نشأتها ) .

أقول : هل الاخوان الآن في طور التمكين ؟ ولتكن أحكامنا موضوعية !

قلت : ( ومنهج الإخوان المسلمين منذ نشأته مع حسن البنا ثم تطوره الملحوظ على يد سيد قطب , هو منهج شديد التناقض , بالغ الخطورة , وهو منهج فرقة إسلامية لا منهج لأهل السنة ـ وتلك نقطة بحث تستحق مؤلفا مستقلا لإثباتها ـ
وأثر هذا الفكر على الأمة الإسلامية كان فادحا فيكفي أنه باستقراء التاريخ سنكتشف أن مأساة أفكار الخوارج القديمة لم يحيها إلا الإخوان المسلمون , وتهمة الإرهاب التى التصقت بالإسلام لم تنشأ إلا مع نشأة هذا الفكر ..) .

أقول :
هل أصبح الإخوان تكفيريون ؟
هل تعلم أخي الحبيب أن الإخوان عندنا متهمون بالإرجاء ؟
ثم أين كفر سيد قطب المجتمع ؟
نعم هناك مقولات له قد تحتمل ذلك ، لكن برد المتشابه إلى المحكم من كلامه يمكننا أن نستخلص رأيه ..
وانقل هنا كلام سيد قطب من كتاب ( لماذا أعدموني ؟ ) ، وفيه أن الإخوان الذين كانوا موجودين في السجن كانوا منزعجين من فكرة تكفير الناس ، وكيف ردّ سيد عليهم ، فلنقرأ :
( وقد حضر من عندهم للعلاج في طره الأخ عبد الرؤوف أبو الوفا فأبلغني خبر هذا الانزعاج من ناحية واتجاه المجموعة في الواحة إلى عدم تكفير الناس من ناحية أخرى!
وقد قلت له: إننا لم نكفر الناس وهذا نقل مشوه إنما نحن نقول: إنهم صاروا من ناحية الجهل بحقيقة العقيدة، وعدم تصور مدلولها الصحيح، والبعد عن الحياة الإسلامية، إلى حال تشبه حال المجتمعات في الجاهلية، وإنه من أجل هذا لا تكون نقطة البدء في الحركة هي قضية إقامة النظام الإسلامي، ولكن تكون إعادة زرع العقيدة والتربية الأخلاقية الإسلامية.. فالمسألة تتعلق بمنهج الحركة الإسلامية أكثر مما تتعلق بالحكم على الناس! ) .
ثم أليس من منهج أهل السنة والجماعة استخدام التكفير المطلق ، فإذا وصلوا إلى تكفير المعين توقفوا لحين تحقق الشروط وانتفاء الموانع ؟
فلماذا لا نحمل كلام سيد على النحو الأول ؟
والحقيقة إني لا أدافع عن سيد قطب هنا ، وقد اختلف معه ، لكني أريد أن نكون موضوعيين في نقدنا ، فلقد قرأت كلاماً لعلماء ( سلفيين ) كبار يشبه أو يتفق مع كلام سيد قطب ، غير أن أولئك لم يُنتقدوا !

ثم كيف يكون الإخوان محيون لأفكار الخوارج ؟
هل الإخوان يكفرون بالكبائر ؟
وهل يكفرون كلّ من خالفهم من المسلمين ؟
فقد قرأنا كتب علماء وشيوخ إخوانيين فما رأيناهم يكفرون ، بل يحذرون منه ، ومن أفكار الخوارج ..

قلت : ( من القنابل الفكرية داخل الكتاب أيضا ما كشفه الخرباوى من سيطرة فكر التكفير على قيادات الجيل الحالى للإخوان منذ تولى مصطفي مشهور أمور الجماعة , وأنهم بلا استثناء طبقوا حرفيا منهج سيد قطب القائم على تكفير النظام والمجتمع واعتباره يعيش جاهلية جديدة تفوق الجاهلية الأولى ! ) .

أخي الكريم ألا تتفق معي أن أكثر أنظمتنا الحاكمة هي أقرب إلى الكفر منه إلى الإيمان ؟
ماذا تركوا من مخالفات تخرج الإنسان من الملة لم يفعلوها ؟
عطلوا شرع الله تعالى .. والوا أعداء الله تعالى .. حاربوا المعروف وأمروا بالمنكر .. تبنوا عقائد كفرية من علمانية وشيوعية وليبرالية ..
وإذا كان الشيخ ابن عثيمين يرى كفر تارك الصلاة جاحداً أو متهاوناً ( وإذا رددنا هذا النزاع إلى الكتاب والسنة ، وجدنا أن الكتاب والسنة كلاهما يدل على كفر تارك الصلاة ، الكفر الأكبر المخرج عن الملة ) .
فكيف بأولئك الحكام !
صدقني يا أخي .. لست تكفيرياً وليس التكفير يستهويني ، لكن هذا هو واقع الحال الذي لا نستطيع إنكاره ، وإلا كنا كمن يضحك على نفسه !

قلت : ( لعل هذا ما يوضح لنا وفسر تصرف شباب الإخوان بهذه الدموية مع المعتصمين أمام الإتحادية , إذ أنهم يتعاملون ــ وفق تربيتهم ــ مع كفار أعداء للإسلام وليسوا مجرد خصوم للإخوان فى معركة سياسية ) .

العنف والمواجهة المسلحة مرفوضة رفضاً باتاً ..
ولكن ألا ترى أن المعركة الدائرة الآن ليست سياسية فقط ، بل هي دائرة بين عقائد وأفكار ؟



تقبل مروري وقراءتي


وخالص تحاياي ..

محمد جاد الزغبي
24-02-2013, 07:42 PM
السلام عليكم ورحمة الله

استاذنا الفاضل

موضوع رائع ةاني اري اننا لسنا محتاجين لتقرأ اي كتب لان الواقع امامنا والاخوان هنا في مصر صاروا مكشوفين وواضحين والادلة كثيرة التي تكشفهم

كثيرون انخدعوا بهم تحت شعار انهم حماة الدين والشريعه وهي عنهم براء

الامر لله من قبل ومن بعد

تقبل مروري وتحيتي

صدقت كلماتك أيها الأخ الكريم ..
ولكن القراءة تخرج لنا بطن هذا الفكر وأصله ..
شكرا لمرورك الكريم

محمد جاد الزغبي
24-02-2013, 08:05 PM
أهلا بك أخى العزيز بهجت الرشيد


بعض الملاحظات لو اتسع صدرك :
أنت وكل القراء الكرام على الرحب والسعة ..
فالهدف هو الوصول للحقيقة إن شاء الله


يمكن أن نعتبر هذا المقال قراءة في كتاب يعبر فيه صاحبه عن تجربته ومشاهداته الشخصية عندما كان منتمياً إلى الإخوان المسلمين .. وذلك حقه .. لكنها تبقى وجهة نظر لا نستطيع من خلالها إصدار أحكام مطلقة ..
يبدو أنك لم تقرأ الكتاب أخى الحبيب ..
ستجد الكتاب به العديد من الشهادات والدلائل التى يرويها الخرباوى منسوبة لأصحابها الأحياء لإقامة الحجة عليهم ..
فالكتاب كتاب فكرى متكامل وليس مجرد تجربة


فلا يمكن بجرة قلم أن نحول الإخوان إلى كذابين متلاعبين دمويين تكفيريين ، وما إلى ذلك من الأوصاف التي تجعل منهم جماعة لا تعرف ديناً ولا خلقاً ولا وازعاً من ضمير !
وهل نحن من فعلنا بهم هذا أخى الكريم إنما هى اعترافاتهم بأنفسهم !


أقول : هل الاخوان الآن في طور التمكين ؟ ولتكن أحكامنا موضوعية !
ماذا ؟!!
ماذا هى مرحلتهم الآن إذا ؟!
أليسوا فى على حكم الدولة الآن وسيطروا على كافة مواقعها القيادية والتشريعية ..
فماذا يكون التمكين إذا ان لم يكن هذا الذى هم عليه الآن


أقول :
هل أصبح الإخوان تكفيريون ؟
هل تعلم أخي الحبيب أن الإخوان عندنا متهمون بالإرجاء ؟
ثم أين كفر سيد قطب المجتمع ؟
نعم هناك مقولات له قد تحتمل ذلك ، لكن برد المتشابه إلى المحكم من كلامه يمكننا أن نستخلص رأيه ..
وانقل هنا كلام سيد قطب من كتاب ( لماذا أعدموني ؟ ) ، وفيه أن الإخوان الذين كانوا موجودين في السجن كانوا منزعجين من فكرة تكفير الناس ، وكيف ردّ سيد عليهم ، فلنقرأ :
( وقد حضر من عندهم للعلاج في طره الأخ عبد الرؤوف أبو الوفا فأبلغني خبر هذا الانزعاج من ناحية واتجاه المجموعة في الواحة إلى عدم تكفير الناس من ناحية أخرى!
وقد قلت له: إننا لم نكفر الناس وهذا نقل مشوه إنما نحن نقول: إنهم صاروا من ناحية الجهل بحقيقة العقيدة، وعدم تصور مدلولها الصحيح، والبعد عن الحياة الإسلامية، إلى حال تشبه حال المجتمعات في الجاهلية، وإنه من أجل هذا لا تكون نقطة البدء في الحركة هي قضية إقامة النظام الإسلامي، ولكن تكون إعادة زرع العقيدة والتربية الأخلاقية الإسلامية..
تأمل كلماتى جيدا أيها الأخ الفاضل ..
ولست أظن أننى بحاجة لتعريف نفسي عندك ولا شك أنك تعرف أنى كاتب بمرجعية إسلامية كاملة تنتمى إلى أهل السنة والجماعة
وأسألك سؤالا بسيطا فى البداية ..
ما الذى يدفعنى وغيري ممن هم على درب الفكر الإسلامى لمحاربة الإخوان لو أنهم مخلصون للدعوة بالفعل ؟!
هذا سؤال على هامش النقاش ..
الأمر الثانى الإخوان تكفيريون من خلال مقولاتهم الصريحة فى ذلك بعيدا عن التقية أخى الفاضل ..
فكما تعلم ويعلم الجميع الآن أنهم نافسوا الرافضة فى كمية الكذب والتقية التى يمارسونها فى المجتمع ..
بينما هم بين أنفسهم يجمعون على ضلال وكفر من ليس تابعا لهم
وارجع معى إلى كتاب ( على طريق الدعوة ) لمصطفي مشهور مرشدهم الخامس وعضو النظام الخاص السابق , وهذا الكتاب ليس متاحا للقراء بل هو كتاب منهجى يتم تدريسه فى حلقات دروس الإخوان من الشباب ..
وقد نقل لنا عنه الكاتب سامح عيد فى لقاء تليفزيونى له وقرأ من الكتاب مباشرة عبارة صريحة لمشهور ينصح فيها جمهور الإخوان باتباع الرفق بالدعوة مع الغير لأن الناس من خارج الإخوان لو أدركوا أنهم يعتبرونهم كفارا ( هكذا بالنص ) لنفروا منهم ..
وارجع بنا إلى سيد قطب ..
ونقول أن عبارات سيد قطب فى كتاب الظلال وكتاب معالم فى الطريق صريحة وليست مئولة أخى الفاضل وهى التى مثلت الأساس الفكرى للجماعات الإسلامية التى كفرت المسلمين واستحلت دماءهم وأموالهم ويتضح هذا بجلاء فى شهادة شكرى مصطفي زعيم التكفير والهجرة وفى شهادة وتزكية أيمن الظواهرى لسيد قطب واعتباره شهيد الإسلام وأيضا فى تزكية قيادات الإخوان لفكر سيد قطب ومنهم محمد مرسي نفسه واعتباره فكره هو الإسلام ..
وفكر سيد قطب قال فيه بصراحة أن الجاهلية ليست مرحلة زمنية سبقت الدعوة الإسلامية بل هى حالة أصابت المجتمع الإسلامى اليوم الذى أصبح فى جاهلية تحتاج إعادة بعث الإسلام من جديد ..


ثم أليس من منهج أهل السنة والجماعة استخدام التكفير المطلق ، فإذا وصلوا إلى تكفير المعين توقفوا لحين تحقق الشروط وانتفاء الموانع ؟
فلماذا لا نحمل كلام سيد على النحو الأول ؟
لا بالطبع
لو أنهم لا يكفرون المجتمع عينا فلماذا اعتبروا المجتمع كله فى جاهلية واستحلوا القتل وسلب الأموال
والجماعات الإسلامية أطلقت على نفسها من الأسماء ما يشي بذلك فى وضوح


والحقيقة إني لا أدافع عن سيد قطب هنا ، وقد اختلف معه ، لكني أريد أن نكون موضوعيين في نقدنا ، فلقد قرأت كلاماً لعلماء ( سلفيين ) كبار يشبه أو يتفق مع كلام سيد قطب ، غير أن أولئك لم يُنتقدوا !
أخى الكريم
عندما تريد أن تدافع فلا تتبع أسلوب انتقاد الآخرين للدفاع عن باطل
فالباطل هو الباطل أيا كان قائله
وبين السلفين من يكفرون المجتمع ويحملون وزر هذا فهل رأيتنى اعتبرتهم على المحجة البيضاء مثلا
هم أهل ضلال كغيرهم من أهل التكفير
ولا يمثلون جة على الإسلام لأن الحجة للإسلام على الناس وليس العكس


ثم كيف يكون الإخوان محيون لأفكار الخوارج ؟
هل الإخوان يكفرون بالكبائر ؟
وهل يكفرون كلّ من خالفهم من المسلمين ؟
فقد قرأنا كتب علماء وشيوخ إخوانيين فما رأيناهم يكفرون ، بل يحذرون منه ، ومن أفكار الخوارج ..
الفكرة الرئيسية فى فكر الخوارج هى تكفير المجتمع من خارجهم
وهه هى نقطة الإتفاق
أما ما قرأته أنت لكتب الإخوان فلا يمكن أن نعتد به فى ظل وجود التقية والكذب والعبرة بما يقولونه فى مجالسهم مع أعضاء الجماعة لا ذلك الذى يصدرونه لعامة الناس


أخي الكريم ألا تتفق معي أن أكثر أنظمتنا الحاكمة هي أقرب إلى الكفر منه إلى الإيمان ؟
ماذا تركوا من مخالفات تخرج الإنسان من الملة لم يفعلوها ؟
عطلوا شرع الله تعالى .. والوا أعداء الله تعالى .. حاربوا المعروف وأمروا بالمنكر .. تبنوا عقائد كفرية من علمانية وشيوعية وليبرالية ..
وإذا كان الشيخ ابن عثيمين يرى كفر تارك الصلاة جاحداً أو متهاوناً ( وإذا رددنا هذا النزاع إلى الكتاب والسنة ، وجدنا أن الكتاب والسنة كلاهما يدل على كفر تارك الصلاة ، الكفر الأكبر المخرج عن الملة ) .
فكيف بأولئك الحكام !
صدقني يا أخي .. لست تكفيرياً وليس التكفير يستهويني ، لكن هذا هو واقع الحال الذي لا نستطيع إنكاره ، وإلا كنا كمن يضحك على نفسه !
أتفق معك فى ذلك ..
ولكن الإخوان لم يقتصروا على تكفير الحكام والأنظمة
بل تعدوا لاستحلال دماء المجتمع منذ عملياتهم الإرهابية فى الأربعينيات ..
فأخبرنى بالله عليك هل يمكن استحلال دم مسلم إلا بتكفيره ؟!


العنف والمواجهة المسلحة مرفوضة رفضاً باتاً ..
ولكن ألا ترى أن المعركة الدائرة الآن ليست سياسية فقط ، بل هي دائرة بين عقائد وأفكار ؟
مرفوضة عند من أيها الأخ الكريم ؟!
ربما عندك وعندنا ...
أما عند الإخوان فهى منهج أصيل وإلا لماذا أنشأوا النظام الخاص الذى مارس الإرهاب عبر السنوات ..
واستمر النظام الخاص رغم حله فى آخر أيام البنا وأعاد حسن الهضيبي إحياءه واستمر قسم الوحدات عاملا لليوم
ثم إننا لسنا بحاجة لإثبات مع تصريح قيادات الإخوان أن لديهم آلاف الشباب المقاتلين المدربين وافتخروا بذلك أيضا ..

وأخيرا أيها الأخ الفاضل ..
لا يوجد متأمل اليوم ولو من عامة الناس يخفي عليه الكذب والنفاق الإخوانى الذى تجاوز الحد
وخيانتهم لكافة الشعارات التى خدروا بها الناس زمنا طويلا عندما تولوا الحكم فمشوا على نهج مبارك فى العلاقات الوثيقة مع الأمريكيين والإسرائليين ؟!
فأين هذه الشعارات اليوم يا ترى ؟!

بهجت عبدالغني
25-02-2013, 07:48 PM
الإخوان كأي جماعة من الجماعات الإسلامية له إيجابياته وسلبياته ، صوابه وخطؤه ، فلا عصمة لفرد ولا جماعة ، إلا الأنبياء والرسل .
وانطلاقاً من هذه القاعدة المهمة ، وجب علينا أن نتعامل مع الإخوان وغيرهم بإنصاف وعدل ، فلا نرفعهم حدّ التقديس ولا نبخسهم حقهم وجهادهم ...

يبدو أنك لم تقرأ الكتاب أخى الحبيب ..
ستجد الكتاب به العديد من الشهادات والدلائل التى يرويها الخرباوى منسوبة لأصحابها الأحياء لإقامة الحجة عليهم ..
فالكتاب كتاب فكرى متكامل وليس مجرد تجربة

نعم أخي الكريم لم اقرأ الكتاب ، ولم اعرف الخرباوي إلا عن طريق مقالك ..
ولكن مع ذلك أعود وأؤكد أن كتاباً واحداً مهما احتفل من معلومات ، وشخصاً واحداً مهما كانت تجربته ، لن يعطينا حكماً مطلقاً على جماعة تربو عمرها على أكثر من ستين سنة ، وما حملته تلك السنوات من أحداث ومواقف وشخوص وأفكار واجتهادات ..
كما يمكن لآخرين أن يأتونا ربما بعشرات الكتب تعج وتزخر بالوثائق والشهادات ، خلاف ما يقوله الخرباوي مثلاً ..

قلتُ : فلا يمكن بجرة قلم أن نحول الإخوان إلى كذابين متلاعبين دمويين تكفيريين ، وما إلى ذلك من الأوصاف التي تجعل منهم جماعة لا تعرف ديناً ولا خلقاً ولا وازعاً من ضمير !

فقلتَ : وهل نحن من فعلنا بهم هذا أخى الكريم إنما هى اعترافاتهم بأنفسهم !

فكلامك يثبت أن الإخوان كذابون متلاعبون دمويون تكفيريون .. وأنهم يفتقرون إلى الدين والخلق والوازع الضميري ..
فما هي أدلتك أخي الحبيب ؟

ماذا ؟!!
ماذا هي مرحلتهم الآن إذا ؟!
أليسوا فى على حكم الدولة الآن وسيطروا على كافة مواقعها القيادية والتشريعية ..
فماذا يكون التمكين إذا ان لم يكن هذا الذى هم عليه الآن

الوصول الى السلطة لا تعني التمكين بالضرورة ..
هل تعلم أن الإسلاميين في تركيا بقيادة نجم الدين أربكان وصلوا إلى الحكم ، لكن انقلاباً عسكرياً أطاح بهم لمرتين أو ثلاث مرات !
فهل كان أربكان حينها يعيش حالة التمكين والحالة التركية تحت سيطرة العسكر العلماني ؟
وهل مرسي يعيش حالة التمكين ، وهو منذ تسلمه السلطة واقف إزاء معارضات داخلية وخارجية تمتلك الإعلام والمال و ...

ما الذى يدفعنى وغيري ممن هم على درب الفكر الإسلامى لمحاربة الإخوان لو أنهم مخلصون للدعوة بالفعل ؟!

ما الذي يدفعك ؟
هذا بينك وبين ربك أخي ، فلست مطالباً بتفتيش قلوب الناس ، وإنما أناقش وأحاور ما هو مكتوب أمامي ..

الأمر الثانى الإخوان تكفيريون من خلال مقولاتهم الصريحة فى ذلك بعيدا عن التقية أخى الفاضل ..
فكما تعلم ويعلم الجميع الآن أنهم نافسوا الرافضة فى كمية الكذب والتقية التى يمارسونها فى المجتمع ..
بينما هم بين أنفسهم يجمعون على ضلال وكفر من ليس تابعا لهم
وارجع معى إلى كتاب ( على طريق الدعوة ) لمصطفي مشهور مرشدهم الخامس وعضو النظام الخاص السابق , وهذا الكتاب ليس متاحا للقراء بل هو كتاب منهجى يتم تدريسه فى حلقات دروس الإخوان من الشباب ..

ما هي الأدلة على فكرهم التكفيري ، وممارستهم للكذب والتقية ؟
وكتاب مصطفى مشهور هل هو ( تساؤلات على طريق الدعوة ) أو ( مقومات رجل العقيدة على طريق الدعوة ) أو ( القدوة على طريق الدعوة ) أو ( قضايا أساسية على طريق الدعوة ) ؟
فإن هذه الكتب متوفرة في الانترنت ..

وارجع بنا إلى سيد قطب ..
ونقول أن عبارات سيد قطب فى كتاب الظلال وكتاب معالم فى الطريق صريحة وليست مئولة أخى الفاضل وهى التى مثلت الأساس الفكرى للجماعات الإسلامية التى كفرت المسلمين واستحلت دماءهم وأموالهم ويتضح هذا بجلاء فى شهادة شكرى مصطفي زعيم التكفير والهجرة وفى شهادة وتزكية أيمن الظواهرى لسيد قطب واعتباره شهيد الإسلام وأيضا فى تزكية قيادات الإخوان لفكر سيد قطب ومنهم محمد مرسي نفسه واعتباره فكره هو الإسلام ..

أنا لا أريد ممارسة التأويل لكتابات سيد قطب ، بل أريد أن نجمع كل ما كتبه ، ونعرض بعضه على بعض حتى نصل إلى فكره ومقصده ، وليس مثل ما يفعله الكثير من تقطيع للنصوص وتجزئتها بما يخدم الرأي والمذهب ..
ثم إن شهادة وتزكية من ينتمي إلى فكر التكفير لسيد قطب واعتماد كتاباته والاستشهاد بها لا يعني أن فكر سيد قطب تكفيري ، فهذه الجماعات تعتمد وتستشهد بآيات القرآن والأحاديث النبوية ، فهل يعني ذلك أن القرآن والسنة صارا تكفيريين ـ حاشاهما ـ ؟
فالمشكلة ليست في كتابات سيد ، بل في تناولها ، فأحدهم بعدما يعتنق فكرة ورأياً يبحث في الكتب عن الأدلة على صحة ما يقول ، فيمارس عملية استقطاع واستئصال للنصوص والأفكار ليعطي رأيه شرعية وقبولاً !
فأنا قرأت كتب سيد قطب ولا أزال ، لكني لم أتحول إلى الفكر التكفيري ، لماذا ؟

وفكر سيد قطب قال فيه بصراحة أن الجاهلية ليست مرحلة زمنية سبقت الدعوة الإسلامية بل هى حالة أصابت المجتمع الإسلامى اليوم الذى أصبح فى جاهلية تحتاج إعادة بعث الإسلام من جديد ..

نعم .. الجاهلية ليست فترة زمنية ذهبت ولن تعود ، بل هي حالة اجتماعية معينة للحياة ، فمتى ما وجدت كانت الجاهلية ..
البعض يتصور أن مجرد حمل اسم الإسلام يعني الإسلام ، وأن المسلمين مهما فعلوا فهم في مجتمع إسلامي !
هذا فهم مغلوط ، فالمجتمع الإسلامي حتى يكون له أركانه وشروطه وخصائصه ، وليس طبخة جاهزة ..
فمثلاً القرآن الكريم عندما قال ( كنتم خير أمة ) ذكر السبب ( تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ) ، فالخيرية ليست لازمة إذا تخلت الأمة عن شروطها !

ثم إن القول بجاهلية المجتمع لا يعني تكفير الناس ، فالمجتمع القريشي بعد مبعث النبي صلى الله عليه وسلم كان جاهلياً إلى فتح مكة ، فهل يعني أن كل من كان داخل هذا المجتمع كافر ؟
بالطبع كلا .. فالرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة كانوا يعيشون في ذلك المجتمع الجاهلي إلى أن أذن الله تعالى لهم بالهجرة ..
فجاهلية المجتمع تعني أن نظامه ـ السياسي والاقتصادي والفكري والثقافي والعسكري ... الخ ـ غير متماشٍ مع الإسلام ومبادئه وأحكامه ..
تصور معي أخي الكريم لو أن المسلمين فتحوا بلداً ، وأقاموا فيه شرع الله ، لكن شعب هذا البلد لم يسلم ، فإن هذا البلد يعتبر إسلامياً مع أن أفراده كفار ..

وسيد قطب لم يقل بتكفير المجتمع ، ولم يستخدم هذه الكلمة ولم يصرح بتكفير فرد أو مجتمع ، بل صرح كما سلف أنه لا يقول بتكفير الناس وأن ا نقل عنه ـ وهو حيّ ـ نقل مشوه ..

لو أنهم لا يكفرون المجتمع عينا فلماذا اعتبروا المجتمع كله فى جاهلية واستحلوا القتل وسلب الأموال

أين قتلوا وسلبوا ؟

والجماعات الإسلامية أطلقت على نفسها من الأسماء ما يشي بذلك فى وضوح

الحديث هنا عن الإخوان ، وليست عن الجماعات الإسلامية الأخرى ..

عندما تريد أن تدافع فلا تتبع أسلوب انتقاد الآخرين للدفاع عن باطل
فالباطل هو الباطل أيا كان قائله
وبين السلفين من يكفرون المجتمع ويحملون وزر هذا فهل رأيتنى اعتبرتهم على المحجة البيضاء مثلا
هم أهل ضلال كغيرهم من أهل التكفير
ولا يمثلون جة على الإسلام لأن الحجة للإسلام على الناس وليس العكس

قلت سابقاً لست أدافع عن أحد ، ثم أين انتقدت الآخرين ؟
بل قلت أن هناك من العلماء الكبار غير التكفيرين لهم أقوال يشبه أو يتفق مع كلام سيد قطب ، لكن كلام أولئك يحمل محملاً آخر ، فمثلاً عندما نقرأ للشيخ محمد عبدالوهاب في العقيدة وهو يشرح التوحيد والشرك وكيف أن الناس وقعوا في الكفريات والشركيات ، نتساءل هل الشيخ يكفر الناس ؟
فيأتينا الجواب كلا .. فهناك التكفير المطلق والتكفير المعين .. وما إلى ذلك من شروحات وتعليقات نعلمها جيداً ..
فلماذا ـ إنصافاً ـ لا نعامل كتابات سيد قطب بنفس ذلك النهج القويم ؟

وخلاصة ما أريد قوله :
أنه من غير الموضوعي والمنهجي أن نصدر أحكاماً مطلقة ، على الإخوان أو السلفيين أو غيرهم ، إلا بأدلة واضحة بيّنة ..
أما الكلام المرسل ، والإحالات إلى ما يجري في جلسات سرية ، فليس ـ حسب رأيي ـ بكلام موضوعي منهجي .. والله أعلم ..


محبتي
وخالص تحاياي ..

محمد جاد الزغبي
25-02-2013, 09:57 PM
الأخ الفاضل بهجت الرشيد ..
مرحبا بك مجددا ..
أبدء من عند قولك ..


نعم أخي الكريم لم اقرأ الكتاب ، ولم اعرف الخرباوي إلا عن طريق مقالك ..
وهذا أمر مثير للدهشة فى الواقع ..
واسمح لى ..
كيف تناقش كتابا لم تره أصلا وعلى أى أساس بنيت إنكارك لما ورد به , وأنت لم تكلف نفسك مطالعة أسانيده ؟!
وهل هذا من النهج العلمى فى شيئ ..
إن الرفض والدفاع ضد أى محتوى يكون بمطالعة المحتوى نفسه فى البداية , أما الدفاع بالكلام المرسل وإنكار المعلومات على طول الخط فهذا هو الذى تنتقده أنت نفسك وتسميه الهوى فى معالجة أمر الإخوان ..


ولكن مع ذلك أعود وأؤكد أن كتاباً واحداً مهما احتفل من معلومات ، وشخصاً واحداً مهما كانت تجربته ، لن يعطينا حكماً مطلقاً على جماعة تربو عمرها على أكثر من ستين سنة ، وما حملته تلك السنوات من أحداث ومواقف وشخوص وأفكار واجتهادات ..
كما يمكن لآخرين أن يأتونا ربما بعشرات الكتب تعج وتزخر بالوثائق والشهادات ، خلاف ما يقوله الخرباوي مثلاً ..
وكلامك هذا لا يعنى فقط أنك لم تقرأ كتاب الخرباوى بل إنك لم تقرأ الدراسة المنشورة ــ موضوع النقاش اليوم ــ لأنك لو تفضلت بقراءتها لعلمت يقينا أن تحليلي لكتاب الخرباوى اعتمد على المصادر السابقة له سواء من كتب الإخوان والمدافعين عنهم ومذكرات قادتهم أو من كتب مهاجميهم ..
ولو أنك تفضلت بالمطالعة لكتاب الخرباوى وغيرها من الكتب التى فندت أفكار الإخوان ستكتشف حقيقة بسيطة وهى أننى أهملت كل ما أنكره الإخوان من اتهامات واعتمدت فقط على الأقوال والأفعال التى أقروها واعترفوا بها وفاخروا بها أيضا ..
فهل هناك إنصاف أكثر من ذلك ..؟!
الإخوان أنكروا تورطهم فى حادثة اغتيال عبد الناصر فى حادث المنشية مثلا , ورغم الدلائل المقامة على صدق المحاولة إلا أننى طويت عنها كشحا واكتفيت بما اعترف به الإخوان من مقتل الخازندار والنقراشي وأحمد ماهر وسليم زكى حكمدار بوليس العاصمة ومحاولة نسف محكمة الإستئتناف وتفجير أقسام الشرطة فى القاهرة وغيرها من الحوادث الإرهاهبية التى ارتكبها النظام الخاص فى الأربعينيات ..
فهل تقبل هذه الحوادث أيها الأخ الكريم ؟
وهل تقبل مبدأ وجود جماعة مسلحة لها عمليات تتم ضد الشعب قبل أن تتم ضد السلطة ؟
هذا هو الذى نحتاج منك الإجابة عنه فى وضوح ..
أما الكلام العام عن الإفتراء وما شاكل ذلك فهذا لا يمثل لنا حجة مقنعة , ولك مطلق الحرية بالطبع فى الإقتناع به من عدمه ..

فكلامك يثبت أن الإخوان كذابون متلاعبون دمويون تكفيريون .. وأنهم يفتقرون إلى الدين والخلق والوازع الضميري ..
فما هي أدلتك أخي الحبيب ؟
عجبا !
لو أنك تقرأ أخى الفاضل لعلمت ما هى أدلتى ..
ألم أستند فى مقالتى السابقة إلى ماضي الإخوان وتاريخهم الدموى ..
أم أنك لا تعتبر عمليات النظام الخاص فى عهد البنا وعمليات تنظيم 65 من العمليات الدموية يا ترى ؟!
وبخصوص التكفير لقد نقلت لك النص الذى قاله صراحة مصطفي مشهور وأنت اكتفيت بإثبات عنوان الكتاب ولم تعلق على ما قاله !!
الأمر الأهم ..
أنت تقول أن أفكار سيد قطب ليست تكفيرية , ولكن الإخوان وما انبثق عنهم من تنظيمات لم يفهموا ذلك من عباراته , فهل نصدقك ونكذبهم هم رغم أنهم تلاميذه وحملة فكره
ويبدو لى أنك بحاجة للقراءة قليلا فى نشأة التنظيمات المسلحة التى نوهت لك عنها سابقا حتى تدرك أن تنظيم الجهاد والتكفير والهجرة والجماعة الإسلامية تعتبر سيد قطب هو منظرها الأول واعتمدت على فتاواه فى إثبات كفر المجتمع ووجوب العزلة عنهم ..هذا فضلا على استحلال أموال ودماء النصاري وبناء على هذا الفكر تفجرت العمليات الإرهابية طيلة عقود السبيعنات والثمانينات والتسعينات ..
والفت نظرك بالتحديد إلى مذكرات قادة الفكر التكفيري التى صرحوا بها وبمصدرها ..
فوق هذا كله ..
استمع إلى شهادات المنشقين عن الإخوان بخلاف الخرباوى وأعنى بهم سامح عيد وهيثم أبو خليل والسيد عبد الستار المليجى وغيرهم ممن تحدثوا عن تجربتهم التنظيمية وطبيعة الكتب التى كانوا يتدارسونها ..
وأولها كتب سيد قطب وفكر الحاكمية الذى قال عنه محمد مرسي أنه يمثل الإسلام الصحيح
بل استمع إلى شهادة الشيخ محمد الغزالى نفسه عن جماعة الإخوان وكيف أنه عندما خرج من الجماعة أيام حسن الهضيبي اعتبره رفاقه تاركا للإسلام بتركه للجماعة وقد سجل تجربته هو أيضا فى كتاب ( من معالم الحق فى طريقنا الإسلامى )



ما هي الأدلة على فكرهم التكفيري ، وممارستهم للكذب والتقية ؟
تريد أدلة على ممارستهم الكذب والتقية ؟!!
هذا يذكرنى بقول الشاعر ..
وليس يصح فى الأذهان شيئ ×× إذا احتاج النهار إلى دليل ..
يا رجل لو أنك اكتفيت فقط بمرحلة ما بعد الثورة وأحصيت كمية الأكاذيب والإنكار التى مارسوها تجاه المجتمع كله لما وجدت لها عددا
ويكفيك أن تقيس مواقفهم من القوى الداخلية والخارجية بين مرحلتى ما قبل الحكم وبعده لتكتشف الفارق الذى أصبح مثار تندر العامة فى مصر


ثم إن القول بجاهلية المجتمع لا يعني تكفير الناس ، فالمجتمع القريشي بعد مبعث النبي صلى الله عليه وسلم كان جاهلياً إلى فتح مكة ، فهل يعني أن كل من كان داخل هذا المجتمع كافر ؟
هذا فهمك أنت ..
لكن قائل هذا الفكر نفسه وهو سيد قطب لم ينفذ ذلك بدليل أنه خطط لعمليات مسلحة لمواجهة النظام فى مصر كانت ستصيب الأبرياء قبل أن تصيب النظام وأشهرها قضية تنظيم 65 التى خططوا بها لنسف القناطر الخيرية ..
وارجع إلى أوراق القضية المنشورة فى مذكرات معاصريها وطالع تفاصيلها ..
الأمر الآخر ..
كما قلت سابقا لك ..
فكر سيد قطب تلقفه شكرى مصطفي والظواهرى وأثنوا عليه صراحة واعتبروه منهج الإسلام وباستخدام هذا الفكر اعتمدوا مشروعية العمليات المسلحة ..
فمن نصدق ؟!


الحديث هنا عن الإخوان ، وليست عن الجماعات الإسلامية الأخرى ..
كما قلت لك أنت بحاجة للمزيد من البحث فى تاريخ الجماعات لتعرف أنها كلها نبت واحد من الإخوان



وخلاصة ما أريد قوله :
أنه من غير الموضوعي والمنهجي أن نصدر أحكاماً مطلقة ، على الإخوان أو السلفيين أو غيرهم ، إلا بأدلة واضحة بيّنة ..
أما الكلام المرسل ، والإحالات إلى ما يجري في جلسات سرية ، فليس ـ حسب رأيي ـ بكلام موضوعي منهجي .. والله أعلم ..
نحن لم نطلق أحكاما عامة ولم نعتمد على السرية ..
بل نعتمد على اعترافاتهم هم العلنية وأحداث وقعت سجلها عليهم التاريخ وافتخروا بها باعتبارها جهادا فى سبيل الله ..
هذه هى نقطة البحث أيها الأخ الكريم ولعلك تفهم ذلك من أسئلتى لك ونجد لها عندك جوابا محددا هل تراها من الإسلام أم لا ..
خالص التقدير

بهجت عبدالغني
27-02-2013, 05:55 PM
أخي الحبيب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عادة عندما أكتب أحاول أن اضبط كلامي وعباراتي حتى لا تُقرأ بطريقة مختلفة عن مرادي وقصدي ، ولهذا عندما تقول :
( وهذا أمر مثير للدهشة فى الواقع ..
واسمح لى ..
كيف تناقش كتابا لم تره أصلا وعلى أى أساس بنيت إنكارك لما ورد به , وأنت لم تكلف نفسك مطالعة أسانيده ؟!
وهل هذا من النهج العلمي فى شيء ..
إن الرفض والدفاع ضد أى محتوى يكون بمطالعة المحتوى نفسه فى البداية , أما الدفاع بالكلام المرسل وإنكار المعلومات على طول الخط فهذا هو الذى تنتقده أنت نفسك وتسميه الهوى فى معالجة أمر الإخوان ..)

أقول لك :
نعم لم أقرأ الكتاب ، ورغم ذلك فإني لا أزال على رأيي .. لماذا ؟
لأني لم أناقش الكتاب وما جاء فيه ، قبولاً أو رفضاً ، تصديقاً أو تكذيباً ، وربما سأقرأ الكتاب في يوم ما وحينها أقول فيه رأيي ..

كلامي عن ( المنهج ) في التعامل مع الأمور ..
فهل من المنهج العلمي أخي أن أحاكم جماعة ما من خلال كتاب ؟
هل تعلم أن شخصاً واحداً كـ ( جمال الدين الأفغاني ) أثار جدلاً كبيراً إلى اليوم ، فيصفه هذا بالعمالة والماسونية ، ثم يكتب عنه المفكر الإسلامي الدكتور محسن عبدالحميد كتابه ( جمال الدين الأفغاني المصلح المفترى عليه ) ..
إذا كان شخص واحد أثار كل هذا النقع ، ولم يرسوا الباحثين على شاطئ في شأنه ، فكيف ونحن نتكلم عن جماعة عمرها أكثر من ستين عاماً .. جماعة تحمل في مسيرتها أحداثاً ورجالاً ومواقف و و و ؟؟؟

( ولو أنك تفضلت بالمطالعة لكتاب الخرباوى وغيرها من الكتب التى فندت أفكار الإخوان ستكتشف حقيقة بسيطة وهى أننى أهملت كل ما أنكره الإخوان من اتهامات واعتمدت فقط على الأقوال والأفعال التى أقروها واعترفوا بها وفاخروا بها أيضا ..)

أين هذه الاقوال والافعال التي اعرفوا بها وأقروها ؟

( الإخوان أنكروا تورطهم فى حادثة اغتيال عبد الناصر فى حادث المنشية مثلا , ورغم الدلائل المقامة على صدق المحاولة إلا أننى طويت عنها كشحا واكتفيت بما اعترف به الإخوان من مقتل الخازندار والنقراشي وأحمد ماهر وسليم زكى حكمدار بوليس العاصمة ومحاولة نسف محكمة الإستئتناف وتفجير أقسام الشرطة فى القاهرة وغيرها من الحوادث الإرهاهبية التى ارتكبها النظام الخاص فى الأربعينيات ..
فهل تقبل هذه الحوادث أيها الأخ الكريم ؟
وهل تقبل مبدأ وجود جماعة مسلحة لها عمليات تتم ضد الشعب قبل أن تتم ضد السلطة ؟ )

أنا لا أناقش أموراً جزئية هنا وهناك ، فالإخوان كما قلت ليسوا معصومين عن الخطأ ، فإذا أخطؤوا في أمر أو أمور ، هل هذا سيحولهم إلى كذابين متلاعبين دمويين تكفيريين ؟
إذا حاكمنا الجماعات والأفراد بهذا المنهج لما بقي منهم أحد !

( وبخصوص التكفير لقد نقلت لك النص الذى قاله صراحة مصطفي مشهور وأنت اكتفيت بإثبات عنوان الكتاب ولم تعلق على ما قاله !!)

لم اثبت شيئاً ، بل كنت اسأل مستفسراً عن كون أحد هذه الكتب هو المقصود الذي أشرت إليه في كلامك ..
لأنك قلت :
( وارجع معى إلى كتاب ( على طريق الدعوة ) لمصطفي مشهور )

فتساءلت أي كتاب هو ؟ هل هو ( تساؤلات على طريق الدعوة ) أو ( مقومات رجل العقيدة على طريق الدعوة ) أو ( القدوة على طريق الدعوة ) أو ( قضايا أساسية على طريق الدعوة ) ؟
لأن هذه الكتب موجودة على الانترنت ويمكن مراجعتها ..

( أنت تقول أن أفكار سيد قطب ليست تكفيرية , ولكن الإخوان وما انبثق عنهم من تنظيمات لم يفهموا ذلك من عباراته , فهل نصدقك ونكذبهم هم رغم أنهم تلاميذه وحملة فكره )

أخي الكريم صدق من شئت وكذب من شئت ..
أين قال سيد قطب ( بتكفير ) المجتمع والأفراد ؟
أما كلمة ( الجاهلية ) لا تعني التكفير ، فإن من منهج أهل السنة والجماعة إطلاق الكفر دون تكفير أحد ، إلا بعد قيام الحجة عليه .. فتأمل ..
فكيف بمن صرح أنه لا يكفر الناس ( إننا لم نكفر الناس وهذا نقل مشوه ) ؟؟؟
الرجل يقول أنا لا اكفر الناس ، وأنت تقول انه يكفر لأن فلان وفلان التكفيري يزكيه ويستشهد بأقواله ..
أخي الحبيب إن فلان التكفيري كذلك يقرأ القرآن والسنة ويستشهد بهما ، فهل القرآن والسنة تحولا إلى منهج تكفيري ؟!
وهل الشيخ محمد عبدالوهاب رحمه الله تكفيري أيضاً ، لأن هؤلاء التكفيريون يزكونه ويثنون عليه ويستشهدون بأقواله أيضاً ؟
أعود وأقول أنا لا أدافع عن أحد ، وإنما أدافع عن ( المنهج العلمي ) الذي غاب عن أطروحاتنا ..
وإني لأزعم هنا أنه لو كتب أحد العلماء الذين نحبهم مثلما كتب سيد قطب أو أشد مما كتب ، لبحثنا له عن آلاف المخارج والتأويلات والتفسيرات ، لكن رجلاً يقول أنا لا اكفر الناس ، جعلوه منبع التكفير والقتل والدمار !

( ويبدو لى أنك بحاجة للقراءة قليلا فى نشأة التنظيمات المسلحة التى نوهت لك عنها سابقا حتى تدرك أن تنظيم الجهاد والتكفير والهجرة والجماعة الإسلامية تعتبر سيد قطب هو منظرها الأول )
( كما قلت لك أنت بحاجة للمزيد من البحث فى تاريخ الجماعات لتعرف أنها كلها نبت واحد من الإخوان )

هل الذي يشاهد مثل الذي يقرأ ؟!
وهل الذي يقرأ ويشاهد مثل الذي يقرأ فقط ؟!

ثم إنك تقول إن الجماعات المسلحة ( تعتبر ) سيد قطب منظرها الأول ، ولهذا يتحمل سيد كل أخطائهم وتصرفاتهم ..
هل على هذا الأساس أيضاً يمكن أن نعتبر المسيح إلهاً ـ حاشا لله ـ لأن هناك من ( يعتبره ) إلهاً !!!

( نحن لم نطلق أحكاما عامة ولم نعتمد على السرية ..
بل نعتمد على اعترافاتهم هم العلنية وأحداث وقعت سجلها عليهم التاريخ وافتخروا بها باعتبارها جهادا فى سبيل الله ..
هذه هى نقطة البحث أيها الأخ الكريم ولعلك تفهم ذلك من أسئلتى لك ونجد لها عندك جوابا محددا هل تراها من الإسلام أم لا ..)

أين هذه الاعترافات أخي العزيز ؟
وما الشيء الذي أراه من الإسلام أم لا ؟

وخلاصة القول :
أنا أناقش هنا عن ( منهج ) التعامل مع الآخرين أياً كانوا ، إخواناً أم غيرهم ..
فإذا قلت أن الإخوان أخطئوا في كذا وكذا ، وأنهم فشلوا في قيادة مصر ، فذلك رأي نحترمه إن اتفقنا أو اختلفنا ..
ولكني ـ شخصياً ـ لا استسيغ أوصافاً سلبية تُذكر بالإطلاق والتعميم ، لأن ذلك ليس منهجاً علمياً صحيحاً ، اقرأ قول الله تعالى وهو ينصف الآخرين ( لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آَيَاتِ اللَّهِ آَنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ ) ..


والله أعلم وأجلّ وأعظم ..


دمت بخير وعافية

خالص دعائي وتحياتي ..

محمد جاد الزغبي
01-03-2013, 01:11 AM
الصديق الكريم بهجت الرشيد ..
مرحبا مجددا ..
من خلال حوارات سابقة جمعتنا معا وشاركنا فيها تبين لى فيها بوضوح أننا ننطلق من نفس الأرضية الفكرية ..
العقيدة السنية المعبرة عن أهل السنة والجماعة والاقتداء بإجماع السلف فى أمور العقيدة والأصول وهذه هى عقيدة كل مسلم بسيط على وجه الأرض
ولأجل ذلك ..
فلا أريد للحوار أن ينقلب جدلا حاشا لله ونحن منهيون عن ذلك .. ولهذا فأنا أريدك فقط أن ترجع إلى المراجع أو الإشارات التى أشير بها فى الحوار وتقارنها بالمبادئ التى تربينا عليها وتحاكمها إلى هذه المرجعية ..
وليس هناك ضير أبدا أن تظل على دفاعك عن الإخوان المسلمين , لأن الحوار البناء لا يتعارض مع الإختلاف , لأن الإختلاف سنة الله فى الأرض .. ولهذا سندع شهادتنا نحن الإثنين للقارئ وهو الذى يقيم كليهما لفائدته ولا مانع أبدا أن تظل وجهات النظر مختلفة ..
ولهذا سأجعل كلامى وردى عليك الآن موثقا ومصحوبا بأسئلة محددة تكشف لك وللقارئ نتيجة أفكار الإخوان ومدى اتفاقها أو اختلافها مع صحيح السنة ,


أقول لك :
نعم لم أقرأ الكتاب ، ورغم ذلك فإني لا أزال على رأيي .. لماذا ؟
لأني لم أناقش الكتاب وما جاء فيه ، قبولاً أو رفضاً ، تصديقاً أو تكذيباً ، وربما سأقرأ الكتاب في يوم ما وحينها أقول فيه رأيي ..
أخالفك الرأى أخى الكريم ..
فلا يوجد هناك شيئ اسمه مناقشة كتاب أو فكرة دون أن أكلف نفسي عناء مطالعتها !!
وهذه أمور بديهية
ولعلك تذكر أننا عندما نعيب على الغرب تحيزه ضد الإسلام تكون حجتنا الكبري فى ذلك أنهم لم يقرءوا عن الإسلام من مصادره وأهله ..
ومن أولى أبجديات النقاش أن أكون محيطا علما بالحد الأدنى لما أناقشه حتى تعرف محتواه على الأقل وربما وفر هذا كثيرا من النقاش والجدل


كلامي عن ( المنهج ) في التعامل مع الأمور ..
فهل من المنهج العلمي أخي أن أحاكم جماعة ما من خلال كتاب ؟
أولا : أنا لم أقل ذلك , ولم أحاكم جماعة الإخوان بناء على قراءة الخرباوى وحده ولو أنك قرأت موضوعى بتمعن لعرفت أننى كتبت تحقيقا عن كتاب الخرباوى من خلال قراءاتى المتعددة لكافة الكتب التى أرخت لتاريخ الإخوان من الجانبين , جانب الإخوان وجانب الخصوم ..
أى أننى لم أعتمد أصلا على كتاب الخرباوى كمصدر أصيل إنما قرأته كمصدر كاشف أو معاون لأمور غامضة لم تكشفها المؤلفات السابقة , وذلك لأن المنشقين عن الإخوان قبل الخرباوى لم يسجلوا تجاربهم مما رفع قيمة كتاب الخرباوى كأول كتاب من نوعه لعضو كبير بالجماعة يقدم شهادته على ربع قرن قضاها عضوا بها ..
ثانيا : ليس من مخالفة المنهج العلمى أن أحاكم جماعة أو فكرة أو شخص من خلال كتاب واحد ,
فالعبرة ليست بعدد الكتب وإنما بمحتوى الكتاب .. وقيمة الشهادات والوثائق الواردة فيه , ورد فعل أصحاب الشأن بالنفي أو الإثبات ..
وأعطيك مثالا على ذلك من أنك ــ كقارئ ــ تستطيع أن تحاكم التجربة الناصرية من خلال كتاب واحد فقط لهيكل وهو كتاب ( الإنفجار ) وستدرك فيه من مصائب التجربة الناصرية وأخطائها كمية أكبر بمراحل من تلك الأخطاء التى تناولها خصوم الناصرية فى مئات الكتب عديمة القيمة الخالية من التوثيق ,
هذا رغم أن هيكل هو منظر وصاحب فكر التجربة الناصرية بأكملها ..


هل تعلم أن شخصاً واحداً كـ ( جمال الدين الأفغاني ) أثار جدلاً كبيراً إلى اليوم ، فيصفه هذا بالعمالة والماسونية ، ثم يكتب عنه المفكر الإسلامي الدكتور محسن عبدالحميد كتابه ( جمال الدين الأفغاني المصلح المفترى عليه ) ..
إذا كان شخص واحد أثار كل هذا النقع ، ولم يرسوا الباحثين على شاطئ في شأنه ، فكيف ونحن نتكلم عن جماعة عمرها أكثر من ستين عاماً .. جماعة تحمل في مسيرتها أحداثاً ورجالاً ومواقف و و و ؟؟؟
ها أنت تحكم على جمال الدين الأفغانى من خلال كتاب واحد !!
رغم مخالفة هذا لمنهجك الذى ارتضيته ..
ولولا خشيتى من انحراف النقاش لقلت لك حقيقة منهج الأفغانى ــ ليس من خلال كتب خصومه ــ بل من خلال كتابات تلاميذه ومناصريه مثل محمد عبده ورشيد رضا , حيث تكفينا شهادات هؤلاء بحق أستاذهم


أين هذه الاقوال والافعال التي اعرفوا بها وأقروها ؟
يا أخى اقرأ كتب الإخوان أنفسهم وهى متوافرة بكثرة كاثرة ..
فمثلا ستجد أن الإخوان جميعا متفقون على الإشادة بأعمال النظام الخاص الإرهابية مثل كتاب مذكرات قادة التنظيم كعلى عشماوى أو مؤلفات أحمد رائف أو حتى تصريحات الهضيبي فى الدفاع عن أعمال النظام الخاص قبل الثورة فى مناظرة معرض الكتاب التى تحدثت عنها بالمقال ..
فالإخوان اعتبروا هذه الأعمال قربي إلى الله تعالى !!


أنا لا أناقش أموراً جزئية هنا وهناك ، فالإخوان كما قلت ليسوا معصومين عن الخطأ ، فإذا أخطؤوا في أمر أو أمور ، هل هذا سيحولهم إلى كذابين متلاعبين دمويين تكفيريين ؟
إذا حاكمنا الجماعات والأفراد بهذا المنهج لما بقي منهم أحد !
أولا : هذه ليست أخطاء وأتحداك أن تجد إخوانيا واحدا اعتذر عن الجماعة فى أى فعل ارتكبوه .. بل جميعا أقروها ..
ثانيا : هذه ليست أخطاء أفراد بعيدة عن المنهج بل هى تطبيق مباشر لتنظير اعتمده حسن البنا ومن بعده سيد قطب ..
بدليل أن النظام الخاص كان يتحرك بأوامر المرشد نفسه فى كل جناية ارتكبوها , وعندما جاء حسن الهضيبي أعاد تشكيل النظام الخاص من جديد وهى المرحلة التى حاولوا فيها اغتيال عبد الناصر ثم جات مرحلة تنظيم 65 الذى حاول قلب نظام بالقوة عن طريق القيام بأعمال تفجير للمرافق الأساسية فى الدولة ..
ثالثا : قيامهم بأعمال الإغتيال والتخريب نابع من أنهم يرون أنفسهم جماعة المسلمين حقا ويرون غيرهم من الطواغيت أو الراضين بحكمهم وبالتالى فأعمال الإرهاب التى مارسوها إنما هى أعمال جهاد
فهل يكون الجهاد إلا فى مواجهة الكفار أيها الأخ الفاضل ؟!


لم اثبت شيئاً ، بل كنت اسأل مستفسراً عن كون أحد هذه الكتب هو المقصود الذي أشرت إليه في كلامك ..
لأنك قلت :
( وارجع معى إلى كتاب ( على طريق الدعوة ) لمصطفي مشهور )
فتساءلت أي كتاب هو ؟ هل هو ( تساؤلات على طريق الدعوة ) أو ( مقومات رجل العقيدة على طريق الدعوة ) أو ( القدوة على طريق الدعوة ) أو ( قضايا أساسية على طريق الدعوة ) ؟
لأن هذه الكتب موجودة على الانترنت ويمكن مراجعتها ..
بسيطة أخى الحبيب ..
الكتاب لا أعتقد أنه موجود على النت لأنه وفق شهادة الإخوانى السابق سامح عيد فهذه الكتب المنهجية هى مقررات دراسية يدرسها المنتسبون الجدد للإخوان وغير مصرح بنشرها لغيرهم ..
والكتاب بالفعل بهذا الإسم ( على طريق الدعوة ) وقد عرضه مباشرة على الهواء الباحث سامح عيد وقرأ منه العبارة التى سأنقلها لك من الكتاب صفحة 49 , ومصطفي مشهور يشرح لمنتسبي الإخوان كيفية التعامل مع المجتمع ودعوته إلى طريق الدعوة ــ التى هى دعوة الإخوان بالطبع ــ يقول مصطفي مشهور :
( تحت عنوان تفجير حقل الدعوة :
إن المسلمين الذين نعيش بينهم وندعوهم إلى الله وندعوهم إلى أن يفهموا إسلامهم وأن يعملوا له وأن يعملوا به هم حقل الدعوة الذى نعمل ونستخرج منه العناصر المؤثرة التى تحمل الدعوة وتضحى فى سبيلها فإذا أحس هؤلاء القوم وعلموا أننا نعتبرهم كفارا نفروا منا ولم يسمعوا لنا واكتسبنا عداوتهم .. )

ثم يستمر مصطفي مشهور فى الشرح فيوصي شباب الإخوان بطريقة استقطاب المريدين وضرورة إخفاء معتقد الإخوان فيهم لكى لا يمثل هذا الأمر تنفيرا للناس منهم
ما رأيك يا أخ بهجت هل هناك صراحة أكثر من ذلك ؟!
والأمر فى الواقع لا يقتصر على مشهور لأن مصطفي مشهور ليس هو صاحب الدعوة بل صاحبها هو حسن البنا وتلك الأفكار كانت من جعبته وإليك نص كلام البنا فى مذكراته وهو يشرح كيفية تعامله مع المنشقين عليه فى الإسماعيلية عندما أصدر قرارا بأن يتولى قيادة شعبة الإسماعيلية نجار بسيط هو على الجداوى , وتخطى فى هذا المنصب شيوخا أزهريين موجودين فى نفس الشعبة .. فما كان منه إلا أن فصلهم من الجماعة ثم سلط عليهم شباب الجماعة لتأديبهم بالضرب المبرح لمخالفتهم قرار المرشد ..
فانظر إلى طريقة كلامه عنهم وركز فى استدلالاته حتى تدرك أى عقيدة كان يعتقدها البنا :
يقول البنا عن الشيخ الأزهرى المنشق عليه :
( زين له الشيطان ان فى ذلك مصلحة الدعوة وانه يتشدد لا لنفسه وانما للدعوة وكان هذا هو المنفذ الذى ينفذ منه الشيطان للمؤمنين ليفسد عليهم ايمانهم وكان الاسلام حكيما فى وصيته بأخذ هؤلاء الخوارج
على رأى الجماعة بمنتهى الحزم من اتاكم وامركم جميعا يريد ان يشق عصاكم فاضربوه بالسيف كائنا من كان )
هل فهمت قصدى أيها الأخ الحبيب !!
الرجل اعتبر أن جماعته جماعة الإخوان , هى جماعة المسلمين وليست جماعة من المسلمين أى أنه قصر مفهوم أهل السنة عليهم واعتبر نفسه الإمام الشرعى , ولولا ذلك لما طالب بالبيعة من الإخوان والبيعة فى الإسلام لا تجوز أبدا إلا للإمام الشرعي الحاكم
ثم كانت الكارثة فى أنه ذهب إلى الأحاديث النبوية التى تعالج مسألة الإنشقاق عن جماعة المسلمين فطبقها على جماعته وتنظيمه واعتبر المنشق عنها منشقا عن جماعة المسلمين يستحق أن يتم تطبيق حد القتل بشأنه وفقا لنصوص الأحاديث الثابتة فى ذلك
فهل لك أن تتقدم بالسؤال إلى أى عالم عقيدة تثق به فتسأله ما هو حكم هذا الكلام فى الإسلام ؟!
وهل يجوز لعصابة من الناس أن تجمع نفسها وأمرها على تنظيم خاص بها دون سائر المسلمين تطبق فيه أحكام البيعة فى وسط مجتمع مسلم له حاكم يحكم باسمه ؟!


أخي الكريم صدق من شئت وكذب من شئت ..
أين قال سيد قطب ( بتكفير ) المجتمع والأفراد ؟
أما كلمة ( الجاهلية ) لا تعني التكفير ، فإن من منهج أهل السنة والجماعة إطلاق الكفر دون تكفير أحد ، إلا بعد قيام الحجة عليه .. فتأمل ..
فكيف بمن صرح أنه لا يكفر الناس ( إننا لم نكفر الناس وهذا نقل مشوه ) ؟؟؟
الرجل يقول أنا لا اكفر الناس ، وأنت تقول انه يكفر لأن فلان وفلان التكفيري يزكيه ويستشهد بأقواله ..
نفس المشكلة تتكرر معك فى كل تعليق
أخى الحبيب أفكار سيد قطب عن جاهلية الحكام والمحكومين باعتبارهم رضوا بحكم الطاغوت كان من الممكن قبولها كأحكام عامة لا تعنى تكفير المجتمع لو أن سيد قطب صرح بذلك
لكنه حكم بجاهلية المجتمع ثم طبق الحكم تطبيقا مباشرا ..
هذا هو الذى أود تنبيهك إليه
سيد قطب أنشأ تنظيما مسلحا فى عام 65 عُرف بنفس الإسم وحمل السلاح ضد نظام الحكم والأخطر أنه خطط لعمليات تفجيرية كانت ستنال حتما عموم الناس وأخطرها تفجير القناطر الخيرية التى لو تمت لأغرقت دلتا مصر بأكملها وخلفت عشرات القتلى ..
فالرجل قال بالتكفير ثم طبق الحكم بالقتال واعتبره جهاد فى سبيل الله , فكيف تقول لى أنه لم يعتقد بكفر المجتمع فعليا .. وهذا من نصوص كلامه
فقد قال سيد قطب شارحا فكرة الجاهلية الجديدة أن المجتمع اليوم على نفس جاهلية أهل مكة أيام البعثة !!
فهل كان الجاهليون من أهل مكة كفارا حلال قتالهم أم لا ..
الأمر الآخر
إن سيد قطب كان هو الزعيم الروحى للتنظيمات الإرهابية كالتكفير والهجرة والقاعدة والجهاد وغيرها , وليس مجرد عالم أخذوا بأقواله , وهذا أمر معروف ومشهور , فتنظيم سيد قطب فى 65 أخرج للمجتمع أشهر الإرهابيين المنتسبين للإسلام والذين أعادوا تجربة تنظيم سيد قطب فى أشكال متعددة ..
وأخيرا ..هناك عدد كبير من العلماء ردوا على أفكار سيد قطب وانتقدوا تكفير المعين , وأشهرهم كان يوسف القرضاوى وهو إخوانى أصلا واتهمه القرضاوى بتكفير الناس بوضوح ويقول القرضاوى نصا بمقاله فى جريدة الشعب :
( من الإسراف والمجازفة الحكم على هؤلاء جميعا بأنهم جاهليون كأهل مكة الذين واجههم الرسول عليه السلام فى فجر الدعوة )
هذا فضلا على أن كلمات سيد قطب فى تفسير الظلال ومعالم على الطريق لم تقتصر على تكفير الحاكم الذى يحكم بغير ما أنزل الله بل شمل حكمه المجتمع الذى يرضي بالتحاكم ــ مجرد رضا ــ إلى غير الشريعة
فهذه هى نظرية سيد وأمامنا تطبيقها العملى فى التنظيم المسلح الذى قاده فى عام 65 ثم تطبيقات تلاميذه فى بقية التنظيمات التى راح ضحيتها عشرات الأبرياء ..
فأى دليل تنشده أكثر من ذلك ؟!


أخي الحبيب إن فلان التكفيري كذلك يقرأ القرآن والسنة ويستشهد بهما ، فهل القرآن والسنة تحولا إلى منهج تكفيري ؟!
وهل الشيخ محمد عبدالوهاب رحمه الله تكفيري أيضاً ، لأن هؤلاء التكفيريون يزكونه ويثنون عليه ويستشهدون بأقواله أيضاً ؟
فارق ضخم بين ابن عبد الوهاب وسيد قطب
فتكفير سيد قطب للمجتمع واضح فى ألفاظه ومبانيه فضلا على أفعاله ..
أما ابن عبد الوهاب فقد صرح فى كتاب التوحيد نصا أنه لا يجوز الحكم على معين بالكفر ولو كان واقعا فيه لأن الحكم تكفير المعين له ضوابط شخصية بكل فرد ..
أما الحكم على الأفعال بالشرك أو الكفر فهذا هو المتاح وهو لا يستلزم بالضرورة تكفير فاعلها لأن هناك موانع تكفير لابد من توافرها قبلا ..
فهل تستطيع أن تأتينى من أقوال سيد قطب بقول مثل هذا ؟!


أعود وأقول أنا لا أدافع عن أحد ، وإنما أدافع عن ( المنهج العلمي ) الذي غاب عن أطروحاتنا ..
وإني لأزعم هنا أنه لو كتب أحد العلماء الذين نحبهم مثلما كتب سيد قطب أو أشد مما كتب ، لبحثنا له عن آلاف المخارج والتأويلات والتفسيرات ، لكن رجلاً يقول أنا لا اكفر الناس ، جعلوه منبع التكفير والقتل والدمار !
ما دمت تنادى بالمنهج العلمى فهلا استجبت لطلبي وأتيت بأقوال سيد قطب التى يشترط فيها سقوط موانع التكفير عن المعين
والأهم هل تستطيع أن تفسر لنا كيف طبق سيد قطب حكم التكفير فعليا بقتاله للناس والنظام الحاكم ما دام لا يكفرهم ؟!
الأمر الأخير ..
أنا يا أخى الكريم لا أدافع عن أشخاص ولا أعرف الحق بالرجال
ولو أتيتنى بأكبر عالم فى الإسلام يقول بمثل أفكار سيد قطب لأسقطته عن الإعتبار معه , فلا مشكلة عندى فى ذلك فالحجة أيها الأخ الفاضل إنما تكون بالحق ذاته ..
وأنا أترك الباب مفتوحا أمامك لتبرئة سيد قطب إن استطعت , ولو فعلت سأعتذر عن سابق كلامى بلا مشكلة ,
المهم أن تبرر لنا قضية تنظيم 65 التى هى الناتج الفكرى والعملى لأفكار سيد قطب فى تكفير المجتمع
تقبل خالص الود

بهجت عبدالغني
01-03-2013, 07:46 PM
أهلاً بك صديقي الحبيب ..

أعود وأقول ثانية :
عادة عندما أكتب أحاول أن اضبط كلامي وعباراتي حتى لا تُقرأ بطريقة مختلفة عن مرادي وقصدي ..

أخي الحبيب ..
قلت : ( وليس هناك ضير أبدا أن تظل على دفاعك عن الإخوان المسلمين )

أقول :
قلت وأقولها ربما للمرة الثالثة أني لا أدافع عن الإخوان ، ولكن عن ( المنهج ) الذي نحكم من خلاله على الآخرين ..
فلو كان الحديث عن ( السلفيين ) لرأيتني أقول ما قلته ، فإطلاق الأحكام وتعميمها بالطريقة التي فعلتها ليس منهجاً صحيحاً ..

( ولهذا سندع شهادتنا نحن الإثنين للقارئ وهو الذى يقيم كليهما لفائدته ولا مانع أبدا أن تظل وجهات النظر مختلفة .. )
أنا لم أشهد لأحد ولا ضد أحد .. بل اقول ولنترك للقارئ يختار أي المنهجين في التعامل مع الاخرين ..

( أخالفك الرأى أخى الكريم ..
فلا يوجد هناك شيئ اسمه مناقشة كتاب أو فكرة دون أن أكلف نفسي عناء مطالعتها !!
وهذه أمور بديهية )
كلامك صحيح 100 % ..
لكن هل ناقشت الكتاب ؟
كلا .. لأني ببساطة لم اقرأه ...

( وأعطيك مثالا على ذلك من أنك ــ كقارئ ــ تستطيع أن تحاكم التجربة الناصرية من خلال كتاب واحد فقط لهيكل وهو كتاب ( الإنفجار ) وستدرك فيه من مصائب التجربة الناصرية وأخطائها كمية أكبر بمراحل من تلك الأخطاء التى تناولها خصوم الناصرية فى مئات الكتب عديمة القيمة الخالية من التوثيق , هذا رغم أن هيكل هو منظر وصاحب فكر التجربة الناصرية بأكملها ..)

نعم اخي العزيز .. لو اعتمدت على كتاب الخرباوي مثلاً للإشارة الى اخطاء الاخوان ، كان ذلك شيئاً مقبولاً ، لكن الاعتماد على كتاب واحد لوصف جماعة مثل الاخوان بـ ( الكذابين والمتلاعبين والتكفيريين ) مجازفة .. ومجازفة كبيرة ..
هناك فرق بين اخطاء نشير إليها ، ومنهج ننتقده !

( ها أنت تحكم على جمال الدين الأفغانى من خلال كتاب واحد !!
رغم مخالفة هذا لمنهجك الذى ارتضيته ..
ولولا خشيتى من انحراف النقاش لقلت لك حقيقة منهج الأفغانى ــ ليس من خلال كتب خصومه ــ بل من خلال كتابات تلاميذه ومناصريه مثل محمد عبده ورشيد رضا , حيث تكفينا شهادات هؤلاء بحق أستاذهم )

أين حكمتُ على ( الأفغاني ) ؟ وأي كتاب واحد هذا الذي اعتمدته في الحكم عليه ؟

قلتُ :
أين هذه الاقوال والافعال التي اعرفوا بها وأقروها ؟
فتقول :
يا أخى اقرأ كتب الإخوان أنفسهم وهى متوافرة بكثرة كاثرة ..
فأقول :
لا تطالبني بقراءة الكتب ، لأنك أنت قلت سابقاً ( واعتمدت فقط على الأقوال والأفعال التى أقروها واعترفوا بها وفاخروا بها أيضا ..)
أين اعتمدت ذلك ؟ في الموضوع الذي كتبته ؟ فأين هي ؟

( هذه ليست أخطاء أفراد بعيدة عن المنهج بل هى تطبيق مباشر لتنظير اعتمده حسن البنا ومن بعده سيد قطب ..
بدليل أن النظام الخاص كان يتحرك بأوامر المرشد نفسه فى كل جناية ارتكبوها , وعندما جاء حسن الهضيبي أعاد تشكيل النظام الخاص من جديد وهى المرحلة التى حاولوا فيها اغتيال عبد الناصر ثم جات مرحلة تنظيم 65 الذى حاول قلب نظام بالقوة عن طريق القيام بأعمال تفجير للمرافق الأساسية فى الدولة .. )

تأمل ما كتبه الدكتور يوسف القرضاوي في مذكراته تحت عنوان ( قتل الخازندار.. خطايا الأفراد تلصق بالجماعة ) :
( والحادث الثاني من الحوادث التي وقعت في هذه الفترة، وكان لها أثر سيئ على الإخوان: قتل القاضي أحمد الخازندار. لم يكن للأستاذ حسن البنا المرشد العام علم بهذه الحادثة، ولا أذن فيها، ولا أخذ رأيه فيها. إنما الذي تولى كبرها، وحمل تبعتها هو النظام الخاص ورئيسه عبد الرحمن السندي...
والحادث الثاني من الحوادث التي وقعت في هذه الفترة، وكان لها أثر سيئ على الإخوان: قتل القاضي أحمد الخازندار، قتله اثنان من شباب الإخوان من المنتمين إلى النظام الخاص. هما محمود سعيد زينهم، وآخر نسيت اسمه. وقد قبض عليهما وسيقا إلى المحاكمة وحكم عليهما بالسجن المؤبد مع الأشغال الشاقة.
لم يكن للأستاذ حسن البنا المرشد العام علم بهذه الحادثة، ولا أذن فيها، ولا أخذ رأيه فيها. إنما الذي تولى كبرها، وحمل تبعتها هو النظام الخاص ورئيسه عبد الرحمن السندي، الذي دبر العملية وخطط لها، وأمر بتنفيذها، ولما سئل: كيف تقوم بمثل هذا العمل، دون أن تأخذ أمرا صريحا من المرشد العام؟
قال: إني سمعت من المرشد ما يفيد جواز قتل هذا القاضي، وإن لم يكن تصريحا.
قيل له: وماذا سمعت من المرشد؟
قال: عندما أصدر القاضي الخازندار حكمه على بعض شباب الإخوان في إحدى الحوادث بالحكم سبع سنوات، في حين حكم في قضية أخرى من أخطر القضايا على المتهم بالبراءة، قال: ربنا يريحنا من الخازندار وأمثاله.
قيل له: وهل مثل هذه الكلمة تعطيك فتوى بشرعية قتله، مع أن مقصود الأستاذ: ربنا يريحنا منه بتعيين القضاة العادلين الصالحين، أو بالموت أو بالغزل، وليس بالقتل. فالقتل لا يحل المشكلة قط.
ولقد سمعت من الأخ الكبير الأستاذ محمد فريد عبد الخالق، وكان رئيسا لقسم الطلاب في ذلك الوقت، وكان من القريبين من الأستاذ البنا، يقول: إنه دخل على الأستاذ البنا، بعد نشر وقوع الحادثة، فوجده أشد ما يكون غضبا وحنقا، حتى إنه كان يشد شعره من شدة الغضب، وقال له: أرأيت ما فعل إخوانك يا فريد؟ أرأيت هذه الجريمة الحمقاء؟ إني أبني وهو يهدمون، وأصلح وهم يفسدون. ماذا وراء هذه الفعلة النكراء؟ أي مصلحة للدعوة في قتل قاض؟ متى كان القضاة خصومنا؟؟ وكيف يفعلون هذا بدون أمر مني؟ ومن المسؤول عن الجماعة: المرشد العام أم رئيس النظام الخاص؟
هؤلاء سيدمرون الدعوة. إلى آخر ما قال الأستاذ حسب رواية الأستاذ فريد، وقد سمعت منه هذه القصة أكثر من مرة.
لقد كان هذا خطأ، بل خطيئة ارتكبها النظام الخاص، وهو الذي يتحمل وزرها، وقد شعر الأستاذ البنا في الآونة الأخيرة أن النظام بدأ يستقل بنفسه، ويتمرد على سلطانه، ويجعل من نفسه جماعة داخل الجماعة، أو دولة داخل الدولة، بل يرى أن كلمته يجب أن تكون هي العليا، وهي مشكلة عويصة يبدو أن الأستاذ بدأ يفكر في حلها، ويسر إلى بعض المقربين منه بخصوصها، وإن لم يهتد سبيلا إلى حلها، أو لم يمهله القدر حتى يجد طريقا لعلاجها.
ولقد اتخذت هذه الحادثة (حجة) لاتهام الإخوان بالعنف، ووصمهم بالإرهاب، وقد ناقشت تهمة (الإخوان والعنف) في كتاب (الإخوان المسلمون سبعون عاما في الدعوة والتربية والجهاد) وفندت كل الشبهات المطروحة، وخصوصا شبهة قتل الخازندار، التي كانت حادثة فريدة لم تتكرر في تاريخ الإخوان، على كثرة ما صدر ضدهم من أحكام قاسية من قضاة مدنيين وعسكريين، ولم يفكروا يوما في الانتقام من أحد منهم.
وأذكر أن الأستاذ حسن الهضيبي المرشد الثاني للإخوان، بعد أن بويع مرشدا، وعلم بوجود النظام الخاص في الجماعة، أنكر ذلك، وقال كلمته الشهيرة: لا سرية في الإسلام!
ويبدو أن بعض مستشاريه أشاروا عليه أن من المصلحة الإبقاء على النظام الخاص في الوقت الحاضر، وقد اقتنع الرجل بذلك، ولكنه أصر على أن يغير قيادة النظام، بعد أن استبدت بالأمر، وخالفت القيادة الشرعية للجماعة، وغدت تتصرف وكأنها السلطة الشرعية وحدها ) .

فهل حسن البنا تكفيري يأمر بقتل الناس ؟ وهو الذي غضب وكان يشد شعره لقتل شخص واحد ؟
وهل الهضيبي أعاد التشكيل ليقوم بالقتل أيضاً وهو الذي أراد أن يفككها عندما علم بها ؟

وأعتذر عن النقل المطول ..

( تحت عنوان تفجير حقل الدعوة :
إن المسلمين الذين نعيش بينهم وندعوهم إلى الله وندعوهم إلى أن يفهموا إسلامهم وأن يعملوا له وأن يعملوا به هم حقل الدعوة الذى نعمل ونستخرج منه العناصر المؤثرة التى تحمل الدعوة وتضحى فى سبيلها فإذا أحس هؤلاء القوم وعلموا أننا نعتبرهم كفارا نفروا منا ولم يسمعوا لنا واكتسبنا عداوتهم .. )

هذا كلام مقتضب مجتزأ من سياقه ، ولا استطيع شخصياً ان اتهم الرجل بشيء من خلال هذه العبارة ..

( ما رأيك يا أخ بهجت هل هناك صراحة أكثر من ذلك ؟! )
لا يا اخي .. ليس هناك صراحة ..

( والأمر فى الواقع لا يقتصر على مشهور لأن مصطفي مشهور ليس هو صاحب الدعوة بل صاحبها هو حسن البنا وتلك الأفكار كانت من جعبته وإليك نص كلام البنا فى مذكراته وهو يشرح كيفية تعامله مع المنشقين عليه فى الإسماعيلية عندما أصدر قرارا بأن يتولى قيادة شعبة الإسماعيلية نجار بسيط هو على الجداوى , وتخطى فى هذا المنصب شيوخا أزهريين موجودين فى نفس الشعبة .. فما كان منه إلا أن فصلهم من الجماعة ثم سلط عليهم شباب الجماعة لتأديبهم بالضرب المبرح لمخالفتهم قرار المرشد ..
فانظر إلى طريقة كلامه عنهم وركز فى استدلالاته حتى تدرك أى عقيدة كان يعتقدها البنا :
يقول البنا عن الشيخ الأزهرى المنشق عليه :
( زين له الشيطان ان فى ذلك مصلحة الدعوة وانه يتشدد لا لنفسه وانما للدعوة وكان هذا هو المنفذ الذى ينفذ منه الشيطان للمؤمنين ليفسد عليهم ايمانهم وكان الاسلام حكيما فى وصيته بأخذ هؤلاء الخوارج
على رأى الجماعة بمنتهى الحزم من اتاكم وامركم جميعا يريد ان يشق عصاكم فاضربوه بالسيف كائنا من كان )
هل فهمت قصدى أيها الأخ الحبيب !!)

يبدو أنك لم تقرأ قصة هذا الشيخ بتمامه في كتاب ( مذكرات الدعوة والداعية ) ، فارجع اليها واقرأها كاملة ليتبين لك كيف ان حسن البنا عامله وهو ـ أي هذا الشيخ ـ فعل ما فعل من تزوير ودعوات باطلة ضد الجماعة ، لكن حسن البنا كان دائماً يسامحه ، حتى انه دعاه الى العودة الى الجماعة فأبى الشيخ ذلك !
فأين تسليط البنا عليهم شباب الجماعة لتأديبهم بالضرب المبرح لمخالفتهم قرار المرشد ؟

ولولا الاطالة لنقلت القصة كاملة هنا ..

لكني فاجأني في الحقيقة وأنا اراجع القصة نقطة طرحتها ، وهي العمل السري للإخوان ، فقد اتهم هؤلاء الاشخاص الذين تركوا الجماعة وراحوا يروجون ضدها الاشاعات ويرسلون بالعرائض المجهولة الى الجهات المختصة ، اتهموا الاخوان بالعمل السري ..
يقول البنا :
( ثم عمدوا إلى الذين يظنون أنهم دعائم في هذه الدعوة من أهل البلد يلقون إليهم بالأكاذيب ليصرفوهم عن الجماعة وقصدوا أول ما قصدوا إلى الشيخ محمد حسين الزملوط وألقوا إليه بفرية فقالوا: إن الإخوان قوم خطرون وعندهم من الأعمال السرية ما لو كشفته لفررت منهم ونجوت بنفسك ونحن سنبلغ عنهم الجهات المختصة ولكنا أردنا قبل ذلك أن نبلغك لتأخذ الحيطة لنفسك أولا وتستقيل منهم وتعلن استقالتك وبعدك عنهم، ومتى اطمأننا على ذلك بلغنا فلا يصيبك شيء فقال لهم: وهل أنتم واثقون مما تقولون؟ فقالوا نعم كل الثقة وقد اشتركنا فعلاً في هذه النواحي السرية، فقال الرجل وكان حصيفا عاقلاً فيه إيمان ودين وفيه صراحة وقوة أنتم الآن عندي أحد رجلين إما خائنون إذا كان الكلام صحيحاً،وإما كاذبون إذا كان باطلاً، فكيف تريدون مني أن أصدقكم وأحترمكم وأنتم خونة أو كذابون قوموا من عندي ولا أراكم بعد ذلك
..........
.........
إلى أن قال :
وقلت له يا سيدي اطمئن كل الإطمئنان فنحن نعمل في وضح النهار ولو كان هؤلاء الجماعة صادقين فيما يقولون لأبلغوا من زمن مضى ) .

( فهل تستطيع أن تأتينى من أقوال سيد قطب بقول مثل هذا ؟! )

نعم . والمسألة لا تحتاج كثير جهد ..
سيد قطب بصراحة يقول : أنا لا أكفر الناس ..
وهل تعلم أن سيد قطب كان ضد إقامة نظام إسلامي عن طريق الانقلاب المسلح ؟
فأي تنظيم هذا الذي سيشكله سيد للتفجير والقتل والاغتيال ؟

( هذا فضلا على أن كلمات سيد قطب فى تفسير الظلال ومعالم على الطريق لم تقتصر على تكفير الحاكم الذى يحكم بغير ما أنزل الله بل شمل حكمه المجتمع الذى يرضي بالتحاكم ــ مجرد رضا ــ إلى غير الشريعة )

أظن أنك قصدت ( الذي لا يرضى بالتحاكم الى غير الشريعة ) فسقطت ( لا ) أثناء الكتابة ..
لأن الرضا بالتحاكم إلى غير شريعة الله كفر ..

( ما دمت تنادى بالمنهج العلمى فهلا استجبت لطلبي وأتيت بأقوال سيد قطب التى يشترط فيها سقوط موانع التكفير عن المعين
والأهم هل تستطيع أن تفسر لنا كيف طبق سيد قطب حكم التكفير فعليا بقتاله للناس والنظام الحاكم ما دام لا يكفرهم ؟! )

سيد قطب قال : أنا لا أكفر الناس ..
أين قاتل سيد الناس والنظام ؟

( وأنا أترك الباب مفتوحا أمامك لتبرئة سيد قطب إن استطعت , ولو فعلت سأعتذر عن سابق كلامى بلا مشكلة , )

سيد قطب ليس متهماً عندي لأبرأه ..


وانتهاءً أقول :
الإخوان جماعة مثل تلك الجماعات الإسلامية العاملة على الساحة ، لها ايجابياتها وسلبياتها ، صوابها وخطؤها ، نوافقها في صوابها ونخالفها في خطئها ، وننتقد سلبياتها لا لإسقاطها بل لتقويمها ، ونمضي كلنا سوياً في درب المشروع الإسلامي لإقامة شرع الله تعالى على الأرض ، لتحقيق مصالح العباد في الآجل والعاجل ...

هذا منهجي .. وهكذا أفهم الأمر ..
ولله الأمر من قبل ومن بعد ..


محبتي ومودتي وتحاياي الخالصة

محمد جاد الزغبي
03-03-2013, 02:09 PM
الأخ الفاضل بهجت الرشيد ..
لفائدة القارئ فقط ــ وأنا أعلم أنها تهمك ــ اسمح لى أن أعالج ردك الثالث معالجة مختلفة قليلا ,
معالجة تخدم الموضوع أعلاه فى الواقع , نظرا لأنك أتحت لى ــ ربما بغير قصد ــ فرصة طرح مزيد من الأدلة والتوثيق لأفكار المقال على نحو ساعدها وضوحا ..
وهذا يعود لأنك لجـأت دون أن تدرى لنفس أبجديات الإخوان فى أى حوار فكرى يناقش أصول فرقتهم .. وأرجو أن تأخذ كلامى على المحمل الصحيح وتعتبر أن ردى اليوم هو رد على الإخوان وليس عليك أنت كشخص
حيث أن الإخوان فى أى حوار لهم عدة صفات لازمة أصبحوا معروفين بها فى عالم النت والفضائيات حتى لفتت نظر كل المراقبين والمحللين تقريبا ..
ومن هذه السمات مسألة تنصلهم من الإنتماء للجماعة أو تنصلهم من قولة الدفاع عن الجماعة إن كانت عضويتهم بها معروفة , وقد ذكرنى بهذا قولك المتكرر أنك لا تدافع عن الإخوان !
فقد اشتهر الإخوان فى النت بهذه العبارة ( أنا مش إخوان على فكرة ومش بدافع عنهم بس بقول كلمة حق )
وهذه المحاولة منهم لاصطناع الحيادية باتت مكشوفة ومستغربة كما لو كان الدفاع عن الإخوان جريمة تستحق أن يتنصل منها الإنسان ..
كما أنها عبارة غير مفهومة فى الواقع , فالمفروض أن المناقش أو المحاور الذى يتدخل لتبرير تصرفات أو فكر الإخوان هو مدافع عنهم بطبيعة الحال , وبالتالى ليس هناك مجال لإنكار ذلك ..
السمة الثانية التى اشتهر بها الإخوان
هى أنك لو حادثتهم فى الخصوصيات وفى أمور محددة وبأسئلة كاشفة تهربوا إلى العموميات , وإذا ناقشتهم فى المبادئ سارعوا إلى صب الإتهامات الشخصية , وهذه السمة التصقت باللجان الإليكترونية التى تعمل ليل نهار ضد أى صوت معارض للإخوان ,
ومن عجائب القدر أن هذه اللجان كانت كالدبة التى قتلت صاحبها , فبسببها انصرف الناس عن الثقة بهم لأنهم محترفو تبرير ويبررون أى تصرف ولو كان على حساب العقل أو الدين أو الثوابت
أما السمة الثالثة : فهى الإنكار , وهى صفة عجيبة جدا لم أرها فى قوم قدر ما رأيتها فى الرافضة والإخوان , فلديهم قدرة غريبة على إنكار تصرفاتهم وأقوالهم بشكل متكرر ولولا أننا بعصر التوثيق بالصوت والصورة لاقتنع بعض الناس بالفعل أن الأقوال والأفعال مثار الإنتقاد لم تحدث واقعيا ..
وقد مارس الإخوان هذا الأمر من أيام حسن البنا نفسه فى إنكاره أنه أعطى أوامر الإغتيال رغم اعترافه بها بعد ذلك بشهادة أقطاب الإخوان أنفسهم ! , ورأيناها فى المقال السابق مع مثال الهضيبي الذى أنكر أنه زكّى أعمال النظام الخاص واعتبرها جهادا فى سبيل الله , رغم أن كلامه موثق مكتوبا ومرئيا ,
ورأيناها مؤخرا فى شخص محمد مرسي الذى جلب لنفسه سخرية وسائل الإعلام الألمانية عندما أنكر تصريحاته التى أطلقها على اليهود قديما ووصفهم فيها بالقردة والخنازير , وقال مبررا ذلك بأن التصريحات مجتزئة من سياقها وهو ما أثار الدهشة والسخرية معا , فلست أدرى أين الإجتزاء فى كلام واضح وصريح وعبارات لا تحمل شكا
هذا بخلاف أن الموقف جلب له عارا من ناحية أخرى حيث ظهر أمام الكافة أن الإخوان بمجرد وصولهم للسلطة انقلبوا على كافة الثوابت والشعارات التى صدعوا بها رءوسنا طيلة ستين عاما , واتضح للناس أن الولايات المتحدة والغرب وإسرائيل حلفاء وأصدقاء عظام !!
ولو كانت الرافضة قديما أكذب أهل الأرض ــ على حد قول جعفر الصادق والشافعى وابن تيمية وغيرهم ــ فالإخوان فى العصر الحديث ضربوا الرقم القياسي فى هتك العهود ومخالفة المواثيق والكذب الصريح بلا أدنى حياء ولو أننا تألمنا الفترة فيما بين الثورة واليوم لوجدنا أنهم لم يصدقوا فى كلمة واحدة قالوها أو عهد قطعوه على أنفسهم ..
لهذا ..
لم يعد أحد يثق أو يدافع عن الإخوان إلا الإخوان أنفسهم , وهنا أتحدث عن مصر ..
حتى السلفيون من أصحاب التيار السياسي انكشفوا للجميع بعد أن أن اختلفوا على المغانم مع الإخوان وعندما قام مرسي بفصل مستشاره السلفي رأينا السلفيين يكتشفون فجأة أن الإخوان تقوم بأخونة الدولة وأنهم ينفردون بالسلطة وأنهم مسئولون عن قتل المتظاهرين وأن مكتب الإرشاد هو من يحكم مصر !!
رغم أن السلفيين بالأمس القريب كانوا هم من نفوا أخونة الدولة وأنكروا أن يكون لمكتب الإرشاد يد فى الحكم وكانوا هم من رأوا فى مرسي حفيدا لعمر بن الخطاب !!
وهذا إن دل على شيئ فإنما يدل على الأقنعة لا زالت تتساقط , ولا يوجد صاحب عينين اليوم لا يدرك أن ثنائي الإخوان وسلفيو السياسة إن هم إلا تجار دين محترفون ..

والذى لاحظته أخى الكريم فى ردودك ..
أنك للأسف لا تنتبه إلى ما أكرره لك من أسئلة كاشفة أو شرح بسيط للفارق الضخم بين أن نقول أن الإخوان جماعة لها سلبيات وإيجابيات وعندئذ يكون منهجها صحيح فى ذاته , وبين أن نقول ونحكم بأن أصل منهج الإخوان لا علاقة له بالإسلام ولا بالسنة ..
كما أنك ــ فيما يظهر لى ــ رغم أنك تكرر استخدام مفهوم المنهج العلمى إلا أنك تخالفه فى نفس الرد , فلم أجدك تهتم بالكتب والمصادر ولا حتى بالوقائع الثابتة تاريخيا , ولست أدرى هل يعود هذا إلا أنك لم تتعرف على منهج الإخوان من كتبهم أم أنك تعرفها واقتنعت بالمبررات التى ساقوها
وفي كلتا الحالتين هذا يخالف المنطق ــ وليس المنهج العلمى وحده ــ لأن الحكم على التجارب يكون بقراءة تاريخ التجربة من أصحابها ومن خصومها أيضا , ويكون الحكم بناء على الموازنة بين هذه وتلك ..
وحتى لا أكرر نفس كلامى السابق سأكتفي بأن ندع للقارئ الحكم على الحوار والإستفادة منه , ولهذا سأرد الآن على النقاط الجديدة التى أثرتها أما المكررة ففي الردود السابقة ما يغنى ..

أقول :
قلت وأقولها ربما للمرة الثالثة أني لا أدافع عن الإخوان ، ولكن عن ( المنهج ) الذي نحكم من خلاله على الآخرين ..
فلو كان الحديث عن ( السلفيين ) لرأيتني أقول ما قلته ، فإطلاق الأحكام وتعميمها بالطريقة التي فعلتها ليس منهجاً صحيحاً ..
أنا ما أطلقت الأحكام العامة بلا مستند أو دليل ..
والدليل على هذا أننى طرحت أمامك سؤالا كاشفا يحسم أمر حكم الإسلام على منهج الإخوان ابتداء ..
وأنت مع الأسف تجاهلت هذه النقطة رغم أنها نقطة البحث الرئيسية
فقد قلت لك هل يوجد فى الإسلام وفى السنة ما يسمح لجماعة من الناس أن تختلى بنفسها فى ركن وتقيم لها نظام دولة كاملا من جيش وميلشيات وضرائب تفرضها قسرا على أفرادها ثم وهو الأهم , بيعة كاملة تامة بالقسم الذى لا يجوز إطلاقا أن يكون لغير ولى الأمر الشرعي واستخدام الأحاديث النبوية التى تنظم أحكام جماعة المسلمين ليجعلوها لجماعتهم فقط , وهذا فى نفس الوقت الذى تعيش فيه هذه الجماعة داخل مجتمع مسلم له حاكم وله نظم دولة ؟!
هذه هى القضية أخى الفاضل ..
من أين استقي الإخوان هذه البدعة وأين وجدوها فى السنة يا ترى ؟!
وهل يوجد فى تاريخ الإسلام شبيه لهذا الأمر إلا فى عصابات وميلشيات الخوارج والروافض ؟!
ثم ــ وهو موضع سؤالك ــ
هل الحكم على الإخوان بناء على هذا المنهج الذى ابتدعوه يعتبر تعميما مرفوضا أم هو حكم واقعى على منهج طبقوه وآمنوا به ؟!


نعم اخي العزيز .. لو اعتمدت على كتاب الخرباوي مثلاً للإشارة الى اخطاء الاخوان ، كان ذلك شيئاً مقبولاً ، لكن الاعتماد على كتاب واحد لوصف جماعة مثل الاخوان بـ ( الكذابين والمتلاعبين والتكفيريين ) مجازفة .. ومجازفة كبيرة ..
هناك فرق بين اخطاء نشير إليها ، ومنهج ننتقده !
ألم أقل لك أن لا تقرأ ردى بالتركيز المطلوب ..
لو عدت لردى السابق وما قبله , بل لو عدت لصلب الموضوع لوجدتنى كررت لك أننى دارس لمنهج الإخوان وتاريخهم من قبل أن يظهر الخرباوى فى الحياة السياسية أصلا ..
كل كتاب خرج من الإخوان أو من مؤرخيهم أو من خصومهم وقع تحت يدى بفضل الله وقد أشرت فى صلب المقال لهذا الأمر
وأزيدك من الشعر بيتا ..
ما طرحته فى التحقيق الذى كتبته عن كتاب الخرباوى كان فيه نقاط بحث لم يعالجها الخرباوى أصلا .. وأهمها حكم الإسلام فى أصل تكوين الجماعة ومشروعيتها ..
فكيف تقول بعد ذلك أننى اعتمدت على كتاب واحد للحكم على الإخوان ؟!

لا تطالبني بقراءة الكتب ، لأنك أنت قلت سابقاً ( واعتمدت فقط على الأقوال والأفعال التى أقروها واعترفوا بها وفاخروا بها أيضا ..)
أين اعتمدت ذلك ؟ في الموضوع الذي كتبته ؟ فأين هي ؟
يا سبحان الله ..
كيف أثبت لك ما أريد قوله لو أنك تمنعنى من الإستدلال بالمصادر وتطالبنى ألا أدلك على الكتب !
الأمر الأكثر إثارة للدهشة أننى ضربت لك مثالا لتلك الكتب فعلا مثل مذكرات البنا ومذكرات على عشماوى وكتب أحمد رائف ومصطفي مشهور ..
فهذه الكتب وغيرها فيها الإعترافات الضمنية بكل النقاط التى أثرتها فى موضوعى مثل كيفية الإنضمام للجماعة وقسم الولاء والبيعة والتكفير لعموم المسلمين واعتبار الخارج عنهم مثل الخارج عن الإسلام وأعمال النظام الخاص وقضية سيد قطب فى عام 65 ,
ذكرت لك هذا سابقا وتكرر طلبك إياه ؟!

ثم تقول ..

تأمل ما كتبه الدكتور يوسف القرضاوي في مذكراته تحت عنوان ( قتل الخازندار.. خطايا الأفراد تلصق بالجماعة ) :
والواقع أننى فى دهشة من قولك واستدلالك هذا لأنه إستدلال فى غير موضعه أخى الفاضل , فقد أتيت أنت بدفاع القرضاوى على قولى لك ..
( هذه ليست أخطاء أفراد بعيدة عن المنهج بل هى تطبيق مباشر لتنظير اعتمده حسن البنا ومن بعده سيد قطب ..
بدليل أن النظام الخاص كان يتحرك بأوامر المرشد نفسه فى كل جناية ارتكبوها , وعندما جاء حسن الهضيبي أعاد تشكيل النظام الخاص من جديد وهى المرحلة التى حاولوا فيها اغتيال عبد الناصر ثم جات مرحلة تنظيم 65 الذى حاول قلب نظام بالقوة عن طريق القيام بأعمال تفجير للمرافق الأساسية فى الدولة .. )
فالمفروض أن يكون الرد بنفي منهج القتل والعدوان عن الإخوان ــ هذا إن كان فى استطاعتك طبعا ــ لكنك لم تفعل بل جئت بتبرير القرضاوى لقتل المستشار الخازندار .. وعلى هذا نقول :
أولا : سلمنا أن قتل الخازندار ــ الذى اغتيل عن عمد وسابق إصرار وترصد ـــ تم خطأ .. فما هو يا ترى تبرير قتل النقراشي باشا وسليم زكى حكمدار بوليس العاصمة , وما هو مبرر محاولة تفجير محكمة الإستئناف لطمس أوراق قضية السيارة الجيب وهى المحاولة التى أدت لمقتل عشرات الأبرياء فى ميدان المحكمة بعد أن اكتشف الموظفون القنبلة وحاولوا إخراجها فانفجرت بين أيديهم ..
وما هو تبرير تفجير أقسام الشرطة فى القاهرة وتفجير الشركة الشرقية وكل تلك الحوادث التى راح ضحيتها العوام والبسطاء من المصريين ..
هل تم كل هذا على سبيل الخطأ أيضا ؟!
ثانيا : هل قرأت حادثة مقتل الخازندار أخى الكريم وهل تعلم أن عبد الرحمن السندى اغتال الخازندار لأنه القاضي الذى حكم بالسجن على بعض أعضاء النظام الخاص المتورطين فى التفجيرات , وعندما تم الإغتيال تبرأ حسن البنا من إصدار الأوامر للسندى بذلك , وأصر السندى على أن المرشد لمّح له بقتله !
هل رأيت الطرافة ومدى استهانة جماعة تدعى لنفسها الإسلام بدماء الناس ,
فهل هناك أدنى ضمير يتقبل أن يكون قتل الناس بالتلميح على يد سفاح اعتاد أن تجرى الدماء على يديه باسم الدين والحديث الشريف يقول ( لزوال الكعبة أهون عند الله من قتل مسلم )
فيأتى السندى ويقول أنه فهم تلميحا ,
ثم ماذا فعل حسن البنا يا ترى ؟!
هل اقتص للمستشار القتيل وأخذ حقه ؟!
كلا .. بل اعتبر الأمر قتلا خطأ تجب فيه الدية , وليت أنهم دفعوها بل اعتبر حسن البنا أن التعويض الذى دفعته الحكومة المصرية لأسرة المستشار قائم مقام الدية ,
وهكذا ذهب دم الرجل هدرا بحكم المرشد العام الذى لا علاقة له بعلوم الشريعة ولا بالفقه ومع ذلك يفتى فى الدماء والأموال ويقضي فيهما أيضا بل وينفذ أحكامه ..
والسؤال الأخير ..
من أعطى للبنا وجماعته حق تقرير إباحة دماء هذا أو ذاك ؟ وما هو مستندهم الشرعي فى ذلك يا ترى ..
ثالثا : أراك تستشهد بالقرضاوى فى موضع وتتجاهل شهادته فى موضع آخر ..
فلم أرك رددت على اعتراف القرضاوى بالفكر التكفيري لسيد قطب واعترافه بأن فكر سيد قطب يري فى مفهوم الجاهلية عموم الناس وأنهم ككفار مكة فى بداية دعوة الإسلام ..

فهل حسن البنا تكفيري يأمر بقتل الناس ؟ وهو الذي غضب وكان يشد شعره لقتل شخص واحد ؟
أضحكتنى أضحك الله سنك ..
ومن الذى أسس الجماعة أصلا ومن الذى أسس النظام الخاص الذى كان البنا يشد شعره منه ؟! ومن الذى اختار عبد الرحمن السندى لقيادة النظام الخاص ؟ واذا كان السندى نفذ اغتيال الخازندار بفعله الشخصي فمن هو الذى أمر بقتل النقراشي وتفجير أقسام الشرطة ؟!
أليس حسن البنا ..
ثم ماذا فعل حسن البنا بعد أن شد شعره من فعله السندى .. هل اقتص منه ..
بل إنه لم يقله من قيادة النظام الخاص أيها الأخ الحبيب ؟!!
لم يفعلها حتى ذرا للرماد فى العيون واكتفي ــ رضي الله عنه ــ بأنه شد شعره الكريم لقاء قتل المسلمين

( تحت عنوان تفجير حقل الدعوة :
إن المسلمين الذين نعيش بينهم وندعوهم إلى الله وندعوهم إلى أن يفهموا إسلامهم وأن يعملوا له وأن يعملوا به هم حقل الدعوة الذى نعمل ونستخرج منه العناصر المؤثرة التى تحمل الدعوة وتضحى فى سبيلها فإذا أحس هؤلاء القوم وعلموا أننا نعتبرهم كفارا نفروا منا ولم يسمعوا لنا واكتسبنا عداوتهم .. )
هذا كلام مقتضب مجتزأ من سياقه ، ولا استطيع شخصياً ان اتهم الرجل بشيء من خلال هذه العبارة
ذكرتنى بمحمد مرسي ..عندما يتبرأ من تصريحاته يلجأ لتميمة الحظ وهى عبارة الإجتزاء
وأنا أدعوك لتدلنا على موضع الإجتزاء وفقا لأسلوب البحث العلمى الذى تطالبنى به مرارا ..
فهل هناك فى العبارة السابقة ما يشي أن مصطفي مشهور لا يكفر الناس وهل فى الكتاب المذكور عبارة تنفي تلك الصراحة وهذا الوضوح فى اعتبار الناس خارج الجماعة كفارا وأن الإخوان يجب أن يراعوا عدم إظهار ذلك للمجتمع حتى لا ينفر منهم الناس ؟!
إن استخدام حجة الإجتزاء فى غير موضعها تجعلنا نسأل كيف يريدنا الإخوان أن نستدل بنقطة البحث بالضبط ,
هل ننقل لهم الكتاب المحتوى للعبارات كاملا حتى يصبح المنهج منهجا علميا !!
لو صح ذلك لما صحت رسالة دكتوراة أو ماجستير فى العالم أصلا لأنها تقوم على اقتباس موضع الإستدلال وحده من أى كتاب ,
أما الإجتزاء فتعريفه هو اقتباس نص من كتاب معين بهدف إلصاق مقولة لم يعتمدها الكاتب بشخص الكاتب نفسه ..
على نحو ما يفعله الشيعة مع علماء السنة فيأتون للنصوص التى ينقلها العلماء للرد عليهم فيثبتوها وكأن علماءنا هم القائلون ..
هذا هو الإجتزاء ..
فهل رأيتنى نقلت كلاما صريحا لمصطفي مشهور نفسه أم أن النص لغيره وورد فى كتابه بمحض المصادفة ؟!
ثم تقول :

يبدو أنك لم تقرأ قصة هذا الشيخ بتمامه في كتاب ( مذكرات الدعوة والداعية ) ، فارجع اليها واقرأها كاملة ليتبين لك كيف ان حسن البنا عامله وهو ـ أي هذا الشيخ ـ فعل ما فعل من تزوير ودعوات باطلة ضد الجماعة ، لكن حسن البنا كان دائماً يسامحه ، حتى انه دعاه الى العودة الى الجماعة فأبى الشيخ ذلك !
الواقع أنك كالعادة ترد فى غير موضع السؤال ,,
فالعبرة ليست فى القصة أيها الأخ الفاضل , العبرة كما قلت سابقا فى طريقة استدلال البنا بنص كلامه
وموضع السؤال هنا ..
كيف يستدل البنا بأحاديث مفارقة الجماعة التى تبيح القتل للمخالفين ويطبقها على جماعته هو بينما القصد فى الأحاديث هى جماعة المسلمين ..
هل فهمت سؤالى أخى الكريم ؟!


لكني فاجأني في الحقيقة وأنا اراجع القصة نقطة طرحتها ، وهي العمل السري للإخوان ، فقد اتهم هؤلاء الاشخاص الذين تركوا الجماعة وراحوا يروجون ضدها الاشاعات ويرسلون بالعرائض المجهولة الى الجهات المختصة ، اتهموا الاخوان بالعمل السري ..
والله أنت تدهشنى !!
تقول اتهموا الإخوان بالعمل السري !!
ماذا تسمى النظام الخاص إذا ؟!!
هل كان عملا علنيا ؟!
وتقول لى ارجع لمذكرات البنا بينما لو عدت إليها أنت لوجدت كيف أنشأ البنا النظام الخاص وكيف أنه كان تنظيما سريا حتى على بعض أعضاء الجماعة أنفسهم ..
ثم تأتى ببساطة مدهشة فتقول إنها إشاعات .. وكأن البنا قام بتسجيل أعضاء النظام الخاص فى الشهر العقاري !!

وهل تعلم أن سيد قطب كان ضد إقامة نظام إسلامي عن طريق الانقلاب المسلح ؟
فأي تنظيم هذا الذي سيشكله سيد للتفجير والقتل والاغتيال ؟
المشكلة فى تعليقاتك أنك تنكر الثوابت , على نحو يذكرنى بقول الشاعر
وليس يصح فى الأذهان شيئ ×× إذا احتاج النهار إلى دليل ..
كيف تقول أن سيد قطب ضد الإنقلاب المسلح وأين قال هذا بالضبط ؟!
وكيف يكون ضده وهو زعيم تنظيم 65 وقضيته أشهر من تذكر لأنه أعدم بسببها أصلا , والتنظيم مشهور إلى درجة لا يمكن أن تخفي على قارئ لتاريخ الإخوان فحتى أعضاء مكتب الإرشاد الحالى كانوا من أعضاء تنظيم سيد قطب أصلا وبعضهم حوكم فى نفس القضية , وبعضهم سجل تجربته كتابة وحكى عن التنظيم وعن سيد قطب
فمن أين تستقي معلوماتك أخى الكريم ؟!


سيد قطب ليس متهماً عندي لأبرأه ..
لماذا أيها الأخ الكريم ..
هل نزل عليه الوحى مثلا حتى لا يكون محورا لنقاش واتهام ؟!
ثم وهو الأهم ما دمت ترى ذلك فعلام دخولك للنقاش حوله إذا ؟!
مجرد دخولك للحوار بشأن اتهام سيد قطب بالتكفير وحمل السلاح يعنى إقرارا منك بحق توجيه الإتهام أولا
الأمر الأخير والأكثر أهمية ..
أنك لم تأت بطلبي منك من أقوال سيد قطب التى تؤيد موقفك مع أنى نقلت لك نظرية سيد قطب وتطبيقاتها وتطبيقات تلاميذه , فضلا على انتقاد القرضاوى لهذا الفكر وإقراره بالتبعية بأن سيد قطب يري كفر الناس فعليا مع الحكام ككفار قريش وهو ما اعتبره القرضاوى تجاوزا وخفة فى المعالجة ..

هذا منهجي .. وهكذا أفهم الأمر ..
ولله الأمر من قبل ومن بعد ..
عرضت منهجك مشكورا , وكذلك فعلت أنا ..
ونتمنى أن يجعل الله أعمالنا جميعا خالصة لوجهه الكريم ..
تقبل تقديري

بهجت عبدالغني
03-03-2013, 07:47 PM
أخي الحبيب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تقول :
( وأرجو أن تأخذ كلامى على المحمل الصحيح وتعتبر أن ردى اليوم هو رد على الإخوان وليس عليك أنت كشخص .. )

ما الداعي لهذا القول ، وأنا الذي أناقشك وليس الإخوان ..
وما فائدة كل هذا الحوار وأنت تتجاوز محاورك إلى آخرين غير موجودين أصلاً !
إلا اذا كنت تريد أن تلمح إلى أني إخواني ، فأقوم بمناورات كما يقومون ..
أخي الحبيب .. أقولها لك صراحة واطمئن :
أنا لست اخوانياً ولا سلفياً ولا صوفياً ولا تبليغياً ولا قطبياً ... الخ ..
ثم إني لا أجيد المناورات ولا الألاعيب في محوراتي ومناقشاتي ، ومحاوريّ والمتابعين لحواراتي ربما يعرفون ذلك جيداً ..
أنا صريح ، حتى عندما كانت الصراحة لها ثمنها الباهض !!!

ولذا فلنترك للقارئ يختار بين المنهجين الموجودين أمامه ..
وربما سننتظر اخوانياً ليستأنف الحوار ، لأني لست المعني بذلك ..


محبتي وتقديري وتحاياي ..

محمد جاد الزغبي
03-03-2013, 09:55 PM
أخي الحبيب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وأحبك الذى أحببتنا فيه


ما الداعي لهذا القول ، وأنا الذي أناقشك وليس الإخوان ..
وما فائدة كل هذا الحوار وأنت تتجاوز محاورك إلى آخرين غير موجودين أصلاً !
من المؤسف بالطبع أن تفهم قصدى على عكس مراده !
فهذا القول الذى ظننت أنه سيكون محل تقديرك إذا بك تراه معاكسا لهذا ..
فأردت بقولى السابق ألا تفهم من كلامى هجوما على شخصك , فهل هذا فى رأيك تصرف تنكره أم تقره ؟!
يا أخى إننى هنا أناقش فكر الإخوان على منتدى عام , وأنت مشرف لأحد أقسام الفكر ولابد أنك تعلم أن القراء لهذا الموضوع وأى موضوع هم الغائبون الحاضرون والذين يجب أن نراعيهم ونراعى استفادتهم لأنهم غير معنيين بأشخاص أطراف الحوار
بل يعنيهم الفكر والحجة والمعلومة ..


إلا اذا كنت تريد أن تلمح إلى أني إخواني ، فأقوم بمناورات كما يقومون ..
وهل تصورت أننى لو أردت أن أقول هذا , كنت سألجأ للتلميح دون التصريح !!
ما الذى يدفعنى لهذا فى نظرك ؟
لقد فهمتنى خطأ تماما رغم أننى أوضحت مقصدى بجلاء عندما قلت لك أننى سأستغل ردك فى الرد على الإخوان , وهذا لا يعيبك فى شيئ بل لا يعيبك إن كنت إخوانيا محضا ,
استخدامى لردك إنما جاء لأن ردودك تطابقت مع ذات ردود الإخوان فى نفس القضايا , وهذا أمر طبيعى فمن البديهى أن تتشابه الدفوع فى القضية الواحدة ..
واعذرنى إن قلت لك أن شخصنة الحوار لا يجب أن تكون فى تفكيرك بأى حال
فكما قلت لك وأكرر إننا هنا نخاطب القارئ والقارئ لا يهمه معتقد الزغبي أو بهجت بل يهمه الحق والأدلة


أخي الحبيب .. أقولها لك صراحة واطمئن :
أنا لست اخوانياً ولا سلفياً ولا صوفياً ولا تبليغياً ولا قطبياً ... الخ ..
هذا يسعدنى أنا بصفة شخصية لأنها نقطة اتفاق ليست سهلة بيننا ..
لأن أعتبر قضية الإنتماء الحصري للقرآن والسنة بمسمى المسلم السنى هى قضية العمر بالنسبة لى ..
وأرى أى انتماءات أو مسميات غيرها داخلة فى زمرة البدع ..
عافانا الله وإياكم

وتتبقي كلمة أخيرة ونصيحة لعل الله ينفعنا بها ..
أنصحك وأنصح نفسي بالتدبر الكامل فى مناصرة أى فكرة وأى شخص ..
لأننى سمعت حديثا بالغ الخطورة رواه ابن قيم الجوزية نبهنى لقضية ما خطرت لى ببال ..
( حيث ينادى يوم القيامة مناد , فليقم الظلمة وأعوانهم ..
فلا يتبقي أحد حبر لهم محبرة أو مد لهم مدادا إلا قام معهم .. )
فاتضح لى أن مناصرة الأفكار والتجارب والأشخاص ليست متروكة هكذا بلا ضوابط , بل لها ثمنها الفادح ..
لأن أعوان الظالمين ظهر لنا ــ بمقتضي الحديث ــ أنهم ليسوا الذين ساعدوا أهل الظلم والعدوان , بل يدخل فى زمرة الأعوان كل من ناصرهم ولو بكلمة واحدة !!
فلك أن تتخيل الكارثة التى تحيق بنا ونحن لا ندرى عندما تكون مدافعتنا أو مناقشاتنا منبعها مجرد النصرة السياسية ,
ولست أعنيك بهذا الكلام حتى لا تفهمنى خطأ ..
بل أتكلم فى العموم ..
وأدعوك وأدعو نفسي والمسلمين للتدبر والحرص عند التزكية والرضا عن أعمال أى شخص , لأن هذه التزكية تضم قائلها إلى هذا الشخص وأعماله ,
فلو أننا زكينا أعمال القتل أو النفاق أو المتاجرة بالدين , فأى خسارة سنخسرها حينئذ ..

أسأل الله لى ولك ولكل المسلمين هداية وتوفيقا بحول الله وقوته ..

عبد الرحيم بيوم
03-03-2013, 11:40 PM
تقييم الجماعات والفرق ونقدها وغربلة تاريخها وآثارها يرتكز على عمودين اساسين وهما:
العلم والعدل
وبالاول يستقيم ويتضح الثاني
فبالعلم يظهر خطأ الجماعة اهو اصيل منهجيا ام عارض، لئلا نرد ونقدح الاصل بالعارض كاخطاء المسلمين بالنسبة للاسلام،
وبالعدل ننضبط فلا نهدر ما يوجد من حسنات فردية ولا نبرر بها اعوجاج الاصل
وجماعة الاخوان حسب معلوماتي واقول انها ليست متعمقة بل قليلة، وليصصح لي ان كنت مخطئا، فما قراته قديما هو ان لهم اخطاء منهجية في اساس البناء ومنها ما ذكره اخي محمد من البيعة والسرية وزد عليها التجميع بلا تمحيص واهمال تصفية الاسلام وتصحيح العقائد والسلوك وهي اصول في الدعوة لا ان يكون اساس الجماعة جمع جمع، فالقول بانها جماعة صحيحة تاصيلا هو قول خطأ بظني

اتمنى ان يتعمق الحوار اكثر لنستفيد ولنأصل للفكر النير من خلال النقاش
وتثبيت للموضوع اسبوعا تقديرا لجهد الجميع ولاهمية الموضوع والطرح

محمد جاد الزغبي
04-03-2013, 05:59 AM
بارك الله فيك شقيقنا الكريم عبد الرحيم صابر
وبالغ التقدير لإضافتك للحوار وتثبيته ..
شكرا جزيلا