المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قلم عاق وضمير معاق



اماني مهدية الرغاي
26-02-2013, 10:24 PM
قلم عاقل وضمير معاق



-القلم

ياسيدي مالك نازل في تأنيبا وعتابا وتقريعا من الصبح .. ولم أتيت بي إلى هذا المكان المنعزل أتنوي لي على شر؟

-الكاتب..

نعم ناوي أنزل بك أشد العقاب

-القلم ..

وماذا فعلت لاستحق هذا انا مجرد اداة طوع بنانك تأمرني فاطيع

-الكاتب..

ولم تطيعني ..’؟؟ ولم تحاول ولو مرة تنيي عما افعله؟ان كنت أنا انحرفت فاعتدل أنت .

القلم..

لقد حاولت مرات ومرات .. ابتلعت حبري ونشفته وأضربت عن الكتابة رحت فاشتريت عبوة مداد وشحنتني . بعد أن صببت علي جام وغضبك ونرفزتك ولم تفتأ تزمجر .. سيكسروني سيدمرونني سيهشمون قلمي وحياتي وحريتي .. فخفت على نفسي ..عزفت عن المطاوعة فأجبرتني.وان كنت انا مجرد أداة فأنت انسان لك عقل وتجري في عروقك دماء .استحي عليها يا اخي ؟

-الكاتب..

نعم حصل .. اعترف لكن كان يجب أن أبعث التقرير وإلا....فقدت حريتي

-القلم ..

تقرير .. تقرير .أأنت مخبر ايضا؟؟. اه ..قل لي عن أية حرية تتكلم ؟هل أنت حر الآن .. انت مجرد عبد منبطح لأسيادك تطبل وتغني موالهم كأية اسطوانة مشروخة رخيصة تزعق على ناصية شارع القرصنة..وماذا كان سيقع لو كسروك .. ؟ إستجمع شظاياك وجابههم.

-الكاتب ..

اصمت يا قلم السوء.. من فلوسهم اشتريتك.

-القلم ..

يا ليتك اشتريت ريشة تخرم أذنك وتفقأ عينك يا أصم الضمير وأعمى البصيرة؟

-الكاتب..

أرجوك استمع إلي مليا من فضلك ولا تحكم قبل أن تعرف .. لو كنت وحدي من سيكسر ما همني الأمر هناك آخرين معي في الإطار.

-القلم ..

من ؟؟ مأجورين مثلك كتاب.. صحافيين ...نواب وزراء ...؟

-الكاتب ..

اسرتي يا ثقيل الفهم .. أسرتي ولو قطعوا مصدر رزقي من أين سأعيلهم .؟

-القلم..

وما الداعي لانقلابك على نفسك وعلي وعلى مسارك الآن؟

-الكاتب ..
الأولاد كبروا وشغلتهم وتزوجوا وارتحت وندمت وأريد الثوبة النصوح.

-القلم ..
من مال حرام يا بني آدم من مال حرام ؟؟ ياليتهم قطعوه وما انقطعت أنت وأنا عن المباديء.

-الكاتب..
حرام أو حلال كنت مجبرا لا بطلا ..المهم أديت واجبي نحوهم وما قصرت .

-القلم ..
بل قصرت ونسيت وتناسيت وجهلت وتجاهلت
واجبك نحو نفسك ونحوي ونحو ابناء بلدك انت كنت لتكون القدوة لا الكبوة.

-الكاتب..
مالك يا رفيق دربي أنا اشتكي لك همي وأنت نازل في عتابا
وشتما وذما وتقريعا وتدير السكين بلا رحمة في جرحي.

-القلم..
لو استطعت لضربتك وكسرت اصابعك لأشفي غليلي اخخخخ
.الآن احسست بالجرح ؟؟ يا ويلك من نفسك ومن ربك وممن افتريت عليهم ....
لكن لننس ..عاتبتني فعاتبتك ..العتاب رتق للعلاقات وبلسم الجراح وملتقى الأحبة.وشفاء من النفاق والشقاق.

-الكاتب..
عندك حق سامحني إن نعثك بالعاق أنا من عق وانشق ونافق.

الحروف تدخل النقاش وتحوط به من كل الجهات

حاء ....ألف ...همزة ....طاء

-الحروف

-تهج ..يا كاتب السوء تهج .. إن سامحك هو فلك لدينا حساب

-الكاتب في وجل

..ححححائئئططط..لكن لم شكلتن حائطا حولي؟
هل هو حائط العار ,, أم حائط يقيني هجوم من سيأتون لأخدي بعد أن تمردت عليهم؟؟ وعدت الى رشدي ... أجيبيني يا حروفي..

-الحروف..

حروفك .. صه .. قطع لسانك وشلت يمناك ..لسنا حروفك ..لقد أهنتنا كثيرا بسفسطتك وكذبك ونفاقك ، نحن حروف القرآن والصدق والحب والشفافية والعدل والنضال والنهي عن المنكر وووو..

-الكاتب..

نعم نعم ....أعتقد أنني فهمت

-الحروف..

تعتقد انت لا زالت فقط تعتقد ..؟؟ يا سيد ركز وحدد-
أولوياتك وإلا انتهينا منك.

-الكاتب ..
أرجوكن لا تتركنني , فبدونكن أنا لن أكون شيئا ذي بال-.

-الحروف..
لنا شروطا إن قبلت بها سنعيد النظر فيك-.

-الكاتب ..
نعم .. أقبل انا طوعكن..

-الحروف..
حسن ..وسنطيعك أيضا إن وظفتنا فقط في تعرية-
المستور والمستتر . الزبونية والمحسوبية
والرشوة والظلم والجور والنفاق وتزوير
الانتخابات والوثائق وهدر المال العام
وطرق صرفه على الغواني وعلى طاولات القمار وووووو..


-الكاتب ..
كان الله في عوني هي الزنزانة النتنة لا محالة.
.لكن أرجوكن اجتمعن واقرأن الفاتحة
على روحي مسبقا وعلى شاهد قبري
سطرن .. فلان عاش غشاشا ومات معانقا رشاشا..

-الحروف..
ستكون إرهابيا الآن أم ماذا هل دعوناك للتطرف يا كاتب السوء؟؟؟

-الكاتب ..
-لا معاذ الله ..رشاشي هو هذا القلم ان
رضي أن يعود إلي .. سنكون معا لسان
من لا لسان له ومنبر من لا منبر له.

-القلم...
يشرفني سيدي ان أكون امتدادا لذراعك.
وسوطا في يدك ان عشنا نعش بكرامة وإن متنا نمت بشهامة....
لكن انصحك بالكتابة رأسا على الصفحات الاليكترونية فلا اضمن ان تروقك المجاملات التي تتناسل هناك كالفطر
فتنسى وعودك وتعود لسابق عهدك ..
تفل القلم حبره وافرغ جوفه وانبرى يستبحث عن من يخط به شيئا مجديا غير الترهات



انتهى

مصطفى حمزة
27-02-2013, 09:37 AM
قلم عاقل وضمير معاق



-القلم

ياسيدي مالك نازل في تأنيبا وعتابا وتقريعا من الصبح .. ولم أتيت بي إلى هذا المكان المنعزل أتنوي لي على شر؟

-الكاتب..

نعم ناوي أنزل بك أشد العقاب

-القلم ..

وماذا فعلت لاستحق هذا انا مجرد اداة طوع بنانك تأمرني فاطيع

-الكاتب..

ولم تطيعني ..’؟؟ ولم تحاول ولو مرة تنيي عما افعله؟ان كنت أنا انحرفت فاعتدل أنت .

القلم..

لقد حاولت مرات ومرات .. ابتلعت حبري ونشفته وأضربت عن الكتابة رحت فاشتريت عبوة مداد وشحنتني . بعد أن صببت علي جام وغضبك ونرفزتك ولم تفتأ تزمجر .. سيكسروني سيدمرونني سيهشمون قلمي وحياتي وحريتي .. فخفت على نفسي ..عزفت عن المطاوعة فأجبرتني.وان كنت انا مجرد أداة فأنت انسان لك عقل وتجري في عروقك دماء .استحي عليها يا اخي ؟

-الكاتب..

نعم حصل .. اعترف لكن كان يجب أن أبعث التقرير وإلا....فقدت حريتي

-القلم ..

تقرير .. تقرير .أأنت مخبر ايضا؟؟. اه ..قل لي عن أية حرية تتكلم ؟هل أنت حر الآن .. انت مجرد عبد منبطح لأسيادك تطبل وتغني موالهم كأية اسطوانة مشروخة رخيصة تزعق على ناصية شارع القرصنة..وماذا كان سيقع لو كسروك .. ؟ إستجمع شظاياك وجابههم.

-الكاتب ..

اصمت يا قلم السوء.. من فلوسهم اشتريتك.

-القلم ..

يا ليتك اشتريت ريشة تخرم أذنك وتفقأ عينك يا أصم الضمير وأعمى البصيرة؟

-الكاتب..

أرجوك استمع إلي مليا من فضلك ولا تحكم قبل أن تعرف .. لو كنت وحدي من سيكسر ما همني الأمر هناك آخرين معي في الإطار.

-القلم ..

من ؟؟ مأجورين مثلك كتاب.. صحافيين ...نواب وزراء ...؟

-الكاتب ..

اسرتي يا ثقيل الفهم .. أسرتي ولو قطعوا مصدر رزقي من أين سأعيلهم .؟

-القلم..

وما الداعي لانقلابك على نفسك وعلي وعلى مسارك الآن؟

-الكاتب ..
الأولاد كبروا وشغلتهم وتزوجوا وارتحت وندمت وأريد الثوبة النصوح.

-القلم ..
من مال حرام يا بني آدم من مال حرام ؟؟ ياليتهم قطعوه وما انقطعت أنت وأنا عن المباديء.

-الكاتب..
حرام أو حلال كنت مجبرا لا بطلا ..المهم أديت واجبي نحوهم وما قصرت .

-القلم ..
بل قصرت ونسيت وتناسيت وجهلت وتجاهلت
واجبك نحو نفسك ونحوي ونحو ابناء بلدك انت كنت لتكون القدوة لا الكبوة.

-الكاتب..
مالك يا رفيق دربي أنا اشتكي لك همي وأنت نازل في عتابا
وشتما وذما وتقريعا وتدير السكين بلا رحمة في جرحي.

-القلم..
لو استطعت لضربتك وكسرت اصابعك لأشفي غليلي اخخخخ
.الآن احسست بالجرح ؟؟ يا ويلك من نفسك ومن ربك وممن افتريت عليهم ....
لكن لننس ..عاتبتني فعاتبتك ..العتاب رتق للعلاقات وبلسم الجراح وملتقى الأحبة.وشفاء من النفاق والشقاق.

-الكاتب..
عندك حق سامحني إن نعثك بالعاق أنا من عق وانشق ونافق.

الحروف تدخل النقاش وتحوط به من كل الجهات

حاء ....ألف ...همزة ....طاء

-الحروف

-تهج ..يا كاتب السوء تهج .. إن سامحك هو فلك لدينا حساب

-الكاتب في وجل

..ححححائئئططط..لكن لم شكلتن حائطا حولي؟
هل هو حائط العار ,, أم حائط يقيني هجوم من سيأتون لأخدي بعد أن تمردت عليهم؟؟ وعدت الى رشدي ... أجيبيني يا حروفي..

-الحروف..

حروفك .. صه .. قطع لسانك وشلت يمناك ..لسنا حروفك ..لقد أهنتنا كثيرا بسفسطتك وكذبك ونفاقك ، نحن حروف القرآن والصدق والحب والشفافية والعدل والنضال والنهي عن المنكر وووو..

-الكاتب..

نعم نعم ....أعتقد أنني فهمت

-الحروف..

تعتقد انت لا زالت فقط تعتقد ..؟؟ يا سيد ركز وحدد-
أولوياتك وإلا انتهينا منك.

-الكاتب ..
أرجوكن لا تتركنني , فبدونكن أنا لن أكون شيئا ذي بال-.

-الحروف..
لنا شروطا إن قبلت بها سنعيد النظر فيك-.

-الكاتب ..
نعم .. أقبل انا طوعكن..

-الحروف..
حسن ..وسنطيعك أيضا إن وظفتنا فقط في تعرية-
المستور والمستتر . الزبونية والمحسوبية
والرشوة والظلم والجور والنفاق وتزوير
الانتخابات والوثائق وهدر المال العام
وطرق صرفه على الغواني وعلى طاولات القمار وووووو..


-الكاتب ..
كان الله في عوني هي الزنزانة النتنة لا محالة.
.لكن أرجوكن اجتمعن واقرأن الفاتحة
على روحي مسبقا وعلى شاهد قبري
سطرن .. فلان عاش غشاشا ومات معانقا رشاشا..

-الحروف..
ستكون إرهابيا الآن أم ماذا هل دعوناك للتطرف يا كاتب السوء؟؟؟

-الكاتب ..
-لا معاذ الله ..رشاشي هو هذا القلم ان
رضي أن يعود إلي .. سنكون معا لسان
من لا لسان له ومنبر من لا منبر له.

-القلم...
يشرفني سيدي ان أكون امتدادا لذراعك.
وسوطا في يدك ان عشنا نعش بكرامة وإن متنا نمت بشهامة....
لكن انصحك بالكتابة رأسا على الصفحات الاليكترونية فلا اضمن ان تروقك المجاملات التي تتناسل هناك كالفطر
فتنسى وعودك وتعود لسابق عهدك ..
تفل القلم حبره وافرغ جوفه وانبرى يستبحث عن من يخط به شيئا مجديا غير الترهات

انتهى
أختي الفاضلة ، الأديبة النبيلة أماني
أسعد الله أوقاتك
مسرحيّة مشوقة من مشهد واحد ، نبيلة الفكرة عميقتها ، وطريفة الحوار والشخصيات ، ولكن يُمكن تمثيلها بلباس خاص يُنبي عن هوية الشخصيّة .
ساءني جداً أنها غرقت في الأخطاء اللغوية حتى أذنيها ! ولو صُححت ، ونسقت كتابتها لكانت عملاً أدبيّاً مميّزاً
تحياتي

اماني مهدية الرغاي
27-02-2013, 02:55 PM
أختي الفاضلة ، الأديبة النبيلة أماني
أسعد الله أوقاتك
مسرحيّة مشوقة من مشهد واحد ، نبيلة الفكرة عميقتها ، وطريفة الحوار والشخصيات ، ولكن يُمكن تمثيلها بلباس خاص يُنبي عن هوية الشخصيّة .
ساءني جداً أنها غرقت في الأخطاء اللغوية حتى أذنيها ! ولو صُححت ، ونسقت كتابتها لكانت عملاً أدبيّاً مميّزاً
تحياتي


اخي الفاضل مصطفى حمزة
اسعد الله ايامك كلها
شكرا على التصفح الجميل والرد النبيل
ارجوك اخي صحح اخطائي في اقتباسك او ان كنت تتوفر على
رابط التعديل على متصفحي ولك مني اجزل الشكر فإن لم تفعل
فمن سيقوم كتابتي غير المتصفحين ولا ضرر في ذلك بل هو خير وايما خير
ولست ممن يتحسس من التصحيح والتعديل وحتى اعادة كتابة النص
من جديد
تفضل بتقبل تقديري واحترامي
اماني

عبد السلام دغمش
28-02-2013, 06:56 AM
الأخت أماني
استمتعت بقراءة هذا الحوار ما بين القلم وكاتبه..
هذا القلم الذي أقسم به الخالق جل و علا..يئنّ وجعاً مما يسطرون به وكأنه ينزف حبراً..
لغة الحوار أختي الكريمة اختلطت به بعض التعابير الدارجة بالعامية : مثل " مالك} نازلٌ فيّ" وربما يشْكلُ على بعض اللهجات فهمَها خاصة وانها غير مشكّلة
الهمزات غاب معظمُها وكذلك التنوين
فعل الأمر : إسْتحِ
حرف المد في" آه"
"نعتّك بالعاقّ"

وأنا أحد من يقعون في أخطاء لغوية ..لذا اتمنى مراجعة النص لغويّاً لأننا أمام فكرة جميلة و حوار مؤثر..
تحياتي

آمال المصري
28-02-2013, 09:00 AM
حوار شيق يقوده القلم الذي أقسم به الله عز وجل في كتابه العزيز
الفكرة جدا رائعة احتاجت للمراجعة واستخدام أسلوب الفقرة وعلامات الترقيم والتزام الجانب الأيمن من الصفحة
ومراعاة الهمزة في مواضعها لتبدو في حلة قشيبة
بوركت أخت أماني
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

براءة الجودي
28-02-2013, 10:59 AM
الفكرة عميقة وهادفة تحكي عما يفعله البعض في الواقع
أنا على ثقة أنك ستأتي بالأجمل والأفضل والاقوى في الطرح والعرض
دمت بخير

مصطفى حمزة
02-03-2013, 11:10 AM
اخي الفاضل مصطفى حمزة
اسعد الله ايامك كلها
شكرا على التصفح الجميل والرد النبيل
ارجوك اخي صحح اخطائي في اقتباسك او ان كنت تتوفر على
رابط التعديل على متصفحي ولك مني اجزل الشكر فإن لم تفعل
فمن سيقوم كتابتي غير المتصفحين ولا ضرر في ذلك بل هو خير وايما خير
ولست ممن يتحسس من التصحيح والتعديل وحتى اعادة كتابة النص
من جديد
تفضل بتقبل تقديري واحترامي
اماني
أختي الفاضلة أماني
أسعد الله أوقاتك
لأن الفكرة عميقة ومهمة ، والتناول كان طريفاً . عدتُ إليها ، واجتهدتُ في إعادة صياغتها سامحاً لنفسي بتصرف كبير إلى حد ما .
وأنا أعرض النص هنا ، ولكِ طبعاً أن تقبليه أو ترفضيه .. أو ترمي به في أقرب بحر ههه
تحياتي :

قلم .. وكاتب .. وحروف

-القلم : ياسيدي مالكَ – منذ الصباح - لا تفتأ تؤنّبني وتعاتبني وتقرعني !؟ ثمّ ، لم أتيت بي إلى هذا المكان المنعزل ؟! أتنوي لي الشر؟!
-الكاتب : بل أنوي أن أنزل بك أشد العقاب ..
-القلم :وماذا جنيتُ لأنال ذلك منك ؟! وهل أنا إلاّ مجرد أداة طوع بنانك تأمرني فاطيع ؟!
-الكاتب : ولم تطيعني ؟ إنك لم تحاول ولو مرة ثنيي عما أفعله ! هلاّ استقمتَ أنتَ حين أنحرف أنا ..
القلم: كم مرةٍ حاولتُ ذلك ! أتذكر يومَ ابتلعت حبري فجفّ حلقي فأضربتُ عن الكتابة فما كان منكَ إلاّ أن رحتَ فاشتريت عبوة مداد جديدةً وأسقيتَني حتى ارتويتُ ؟ لقد صببت علي جام غضبك ولم تفتأ تزمجر "سيكسرونني سيدمرونني سيهشمون قلمي وحياتي وحريتي "! فخفت على نفسي ، عزفت عن إطاعتك فأجبرتني .. فإن أكن أداةً من جماد فأنتَ إنسانٌ عاقلٌ ومن لحم ودم ! فاستحِ من ربك الذي أكرمك !
-الكاتب : نعم أذكر .. حصل ذلك ، إنّي أقرّ به ، ولكن كان يجب حينها أن أبعث بالتقرير وإلاّ فقدت حريتي ..
-القلم : تقرير ، تقرير ! أأنت مخبر أيضاً ! ؟ آه .. ولكنْ قل لي ، عن أية حرية تتكلم ؟وهل أنت حر الآن ؟! ما أنت إلاّ عبدٌ ذليلٌ بين يدي أسيادك تُسبّح بحمدهم وتقدّس لهم ، لو أنّك استجمعتَ شظاياك ، ولملمتَ كرامتك وواجهتَهم ؛ لكنتَ الرجلَ ..
-الكاتب : اصمت يا قلم السوء، اصمت .. أنسيتَ أنّهُ من فلوسهم اشتريتك ؟
-القلم: ليت أنّك اشتريتَ ريشة تخرم أذنك وتفقأ عينك ، يا أصمّ الضمير ويا أعمى البصيرة؟!
-الكاتب : أرجوك .. من فضلك اسمعني ولا تتسرّع في الحكم عليّ أيها القلم الكريم ، لو كنتُ سأكسرُ وحدي لما همّني الأمر ، لكنّ ورائي مَن سيُكسَرُ معي !
-القلم : ومن هم ؟؟ هل هم مأجورون مثلك ؟ هل هم كتاب ،صحفيون، نوابٌ أم تراهم وزراء ؟
-الكاتب :أسرتي يا ثقيل الفهم ، أسرتي التي لو قطعوا مصدر رزقي فإنّها ستبقى بلا مُعيل .
-القلم : ولكنْ قلْ لي ، ما الذي دعاكَ الآنَ لتنقلبَ عليّ ، وعلى نفسكَ ، وعلى مسارك ؟!
-الكاتب : لأنني فرغتُ من أمر الأبناء ، فقد كبروا ، وأودعتهم في وظائف ، وزوجتهم ، لقد ارتحتُ من ناحيتهم ، والآن ندمت ، وأريد التوبة النصوح...
-القلم: لقد أنجزتَ لهم ذلك كله من مال حرام !!
-الكاتب : حرام أم حلال لا يهم لأنني كنت مجبراً .. والمهم أنني أديت واجبي نحوهم وما قصرت في سبيل تأمين حياتهم واستقرارهم .
-القلم : بل قصرتَ، ونسيتَ وتناسيتَ ، وجهلتَ وتجاهلتَ واجبك نحو نفسك ونحوي ونحو أبناء بلدك ، كان الأجدر بك أن تكون القدوة في النزاهة والاستقامة .
-الكاتب : مالك يا رفيق دربي تقسو عليّ هكذا ؟! أنا أشكو إليك همي ، وأنت تذبحني بسكّين الشتم والذمّ والتقريع !!
-القلم : وكم وددتُ أيضاً لو أنني استطعت ضربك وكسرَ أصابعك لأشفي غليلي .. آلآن أحسستَ بالجرح ؟! يا ويلك من نفسك ومن ربك وممن افتريت عليهم !!لكن لننس ..لقد عاتبتني وعاتبتك ، والعتاب رتق للعلاقات وبلسم للجراح وملتقى للأحبة ، وشفاء من النفاق والشقاق.
-الكاتب :أنت على حق ، فسامحني إن نعتّك بالعاق ، والحقّ أنّه أنا من عق وانشق ونافق !
( تدخل الحروف وتُحيط به من كل الجهات .. حاء ....ألف ...همزة ....طاء )
-الحروف : أتريد أن تتوب ؟! أتريد الهروبَ يا كاتب السوء ؟! وإلى أين تهربُ منا ؟! إن سامحكَ القلم ، فإننا لا نُسامحك ، فبيننا حسابٌ عسير !
-الكاتب ( في وجل ) : ويلي ! حائط !! لم شكلتن حائطا حولي ؟! ماذا تردن مني يا حروفي ؟!
-الحروف : حروفك ؟! صه ، قُطع لسانك ، وشُلت يمينُك ! لسنا - بعدَ اليوم - حروفك ..لقد أهنتنا كثيرا بسفسطاتك وكذبك ونفاقك ، نحن حروف القرآن والصدق والحب والشفافية والعدل والنضال والنهي عن المنكر ، نحن حروف الحقّ والجمال ..
-الكاتب: نعم نعم ....أظن أنني فهمت الآن ..
-الحروف: تظن ؟! لازلتَ ( تظنّ ) وحسب ؟! انظر أيها الظالمُ نفسه ، إمّا أن تعود إلى رُشدك وتنتهي عن غيّك ، وإمّا هجرناك إلى الأبد ..
-الكاتب :أرجوكن لا تتركنني , فبدونكن أنا لن أكون شيئا ذا بال !
-الحروف :إذن فاسمع وعِ ما نقول ، إنّ لنا شروطا إن قبلت بها عُدنا إليك وأسلمناك زمامنا
-الكاتب :نعم .. أقبل أقبل وسأكون أنا طوعكن..
-الحروف : حسناً ، دونك ما نريد : توظفنا فقط في تعرية المستور وإظهار الحق ، وفي فضح الفساد والمحسوبية ، والرشوة والظلم والجور والنفاق وتزوير الانتخابات والوثائق وهدر المال العام وطرق صرفه على الغواني وعلى طاولات القمار ، وفي وجوه أخرى لا تُرضي إلا الشيطان .
-الكاتب ( لنفسه ) :كان الله في عوني هي الزنزانة النتنة لا محالة ! ( يتوجه إلى الحروف ) :
لكن أرجوكن اجتمعن واقرأن الفاتحة على روحي مسبقاً ، وجهّزنَ قبري، فإني ميتٌ لا محالة .. سيقتلني قلمي ، وأنتن معه !
-الحروف: ستكون – عندها – شهيداً ، واسماً خالداً ..
-القلم: يشرفني يا سيدي أن أكون امتداداً لذراعك ، سوطاً في يدك ، إن عشنا نعش بكرامة وإن متنا نمت بشهامة ، وأنتن يا حروف ، أقبلنَ إليّ لأخط بكنّ الحق والنبلَ والجمال ،


انتهى

ربيحة الرفاعي
05-04-2013, 12:02 AM
مشهد مسرحي هادف حواره فاعل باتجاه توصيل محموله وتوصياته قوية وعميقة

شابته أخطاء لغوية ظلمته ، كما ظلمه الانزياح نحو المحكية في بعض تعبيره

بانتظار جديدك أيتها الكريمة

تحاياي

نداء غريب صبري
04-07-2013, 07:14 PM
قصة حوارية جميلة وممتعة
لكن فيها من الأخطاء ما جعل القراءة صعبة

شكرا لك أختي

بوركت