مشاهدة النسخة كاملة : النظارة السوداء
حارس كامل
28-02-2013, 05:28 PM
النظارة السوداء
كانت نظارته السوداء عبئا ثقيلا يرزح علي صدري، وتدلف إلي أعماقي حنقا وغضبا. أتابع خطواته المتثاقلة المغرورة مرتديا جلبابا حرص علي كيه بعناية فائقة .أنظر إليه في غصب، وسيول من الشتم يضرب بها لساني ويكتمها فمي. واصلت متابعته بفضول حتى انزوى إلى ردهة جانبية لقسم أخر.
تطايرت فكرته من رأسي خلف طلبات العملاء التي لا تنتهي، ونظرات المدير التي تراقبني في حدة وقسوة. بيد أن زيارة أخري منه بعثت الأفكار لرأسي من موتها صداعا حادا،وخناجر غيظ في صدري .وددت لو أن أقف فأعترضه ، وألقي نظارته بعيدا؛ لكن يد مجهولة أمسكت بي، ولبدت في مقعدي خلف مكتبي مترقبا .
اللمبات الفسفورية البيضاء ترسل أنوارها هادئة لا ترهق العين؛ فما الداعي إذن لهذه النظارة اللعينة..هكذا بدأت الفكرة بذرة روتها أحقادي تجاه عملاء آخرين تعج حساباتهم بمبالغ فلكية، ويتعاملون بطاووسية مع أمثالي ونمت البذرة شجرة امتدت جذورها إلي داخل جسدي، وحجبت النور عن عيني .
بحثت عنه وسط الزحام، فوجدته كعادته متجها لنفس القسم .أقسمت سرا بأنه أحد أباطرة العملاء، وأرصدته المتخمة دليل طاووسيته .كان سؤال واحد مني لأحد زملائي كفيلا بكشف سره الغامض، ودقات من أصابعي تزيح أستار أرصدته المتخمة .
وهنيهات لمحته يترك القسم متجها رفقة أحد زملائي إلي مكتب المدير ؛فزاد الحنق في صدري ، وتدفقت شراييني دما يغلي .
وبعد دقائق رن جرس مكتب المدير، فألفيت نفسي أطبق على رقبته حتى يسكت هذا الجرس، وانتقاما لنقلي لهذا القسم الذي يزدحم بطوابير العملاء.
وكان الزحام علي أشده في هذا اليوم ، فحملقت في أوراقي متأففا .بيد أن صوت عامل الفرع لطمني :
- المدير أرسل في طلبك .
وقفت متثاقلا واتجهت إلى مكتبه وشررا يتطاير من عيني ، ونداء خفيا في أعماقي يحرضني .طرقت باب مكتبه طرقات خفيفة، ودلفت وأجزاء جسدي ترتعد، فألفيت زميلي واقفا يمد إلى بملف به أوراق، فألقيت عليه نظرة سريعة، فتبين لي أنه ملف سلفة صغيرة، وقال زميلي مستأذنا:
- أرجو أن تعجل بإنهاء ملف قريبي ، فهو يحتاج السلفة بصورة ملحة .
فرمقت قريبه بنظرة حادة، فوجدته خالعا نظارته السوداء وكاشفا عن عينين جاحظتين تثيران فزعا وشفقة؛ فسقطت إلى أعماق نفسي تأنيبا وخجلا.
بهجت عبدالغني
28-02-2013, 06:00 PM
هي المظاهر قد تخدع أحياناً !
دمت بخير مبدعاً ..
وتحاياي ..
محمد الشرادي
28-02-2013, 08:59 PM
النظارة السوداء
كانت نظارته السوداء عبئا ثقيلا يرزح علي صدري، وتدلف إلي أعماقي حنقا وغضبا. أتابع خطواته المتثاقلة المغرورة مرتديا جلبابا حرص علي كيه بعناية فائقة .أنظر إليه في غصب، وسيول من الشتم يضرب بها لساني ويكتمها فمي. واصلت متابعته بفضول حتى انزوى إلى ردهة جانبية لقسم أخر.
تطايرت فكرته من رأسي خلف طلبات العملاء التي لا تنتهي، ونظرات المدير التي تراقبني في حدة وقسوة. بيد أن زيارة أخري منه بعثت الأفكار لرأسي من موتها صداعا حادا،وخناجر غيظ في صدري .وددت لو أن أقف فأعترضه ، وألقي نظارته بعيدا؛ لكن يد مجهولة أمسكت بي، ولبدت في مقعدي خلف مكتبي مترقبا .
اللمبات الفسفورية البيضاء ترسل أنوارها هادئة لا ترهق العين؛ فما الداعي إذن لهذه النظارة اللعينة..هكذا بدأت الفكرة بذرة روتها أحقادي تجاه عملاء آخرين تعج حساباتهم بمبالغ فلكية، ويتعاملون بطاووسية مع أمثالي ونمت البذرة شجرة امتدت جذورها إلي داخل جسدي، وحجبت النور عن عيني .
بحثت عنه وسط الزحام، فوجدته كعادته متجها لنفس القسم .أقسمت سرا بأنه أحد أباطرة العملاء، وأرصدته المتخمة دليل طاووسيته .كان سؤال واحد مني لأحد زملائي كفيلا بكشف سره الغامض، ودقات من أصابعي تزيح أستار أرصدته المتخمة .
وهنيهات لمحته يترك القسم متجها رفقة أحد زملائي إلي مكتب المدير ؛فزاد الحنق في صدري ، وتدفقت شراييني دما يغلي .
وبعد دقائق رن جرس مكتب المدير، فألفيت نفسي أطبق على رقبته حتى يسكت هذا الجرس، وانتقاما لنقلي لهذا القسم الذي يزدحم بطوابير العملاء.
وكان الزحام علي أشده في هذا اليوم ، فحملقت في أوراقي متأففا .بيد أن صوت عامل الفرع لطمني :
- المدير أرسل في طلبك .
وقفت متثاقلا واتجهت إلى مكتبه وشررا يتطاير من عيني ، ونداء خفيا في أعماقي يحرضني .طرقت باب مكتبه طرقات خفيفة، ودلفت وأجزاء جسدي ترتعد، فألفيت زميلي واقفا يمد إلى بملف به أوراق، فألقيت عليه نظرة سريعة، فتبين لي أنه ملف سلفة صغيرة، وقال زميلي مستأذنا:
- أرجو أن تعجل بإنهاء ملف قريبي ، فهو يحتاج السلفة بصورة ملحة .
فرمقت قريبه بنظرة حادة، فوجدته خالعا نظارته السوداء وكاشفا عن عينين جاحظتين تثيران فزعا وشفقة؛ فسقطت إلى أعماق نفسي تأنيبا وخجلا.
أخ كامل
إنها آفة الأحكام المسبقة،و مزالقها الخطيرة. لأنها ناجمة عن معرفة قائمة على السطحية والابتذال وعلى قوالب جامدة يتم تكوينها حول الناس، دون اختبارها. مما يزكي ظهور عواطف معادية للآخر تأجج الكراهية المجانية. و التحامل الغير المبرر.يرى البورت أن الحكم المسبق هو "موقف رافض أو عدائي تجاه أي شخص ينتمي إلى مجموعة، بسبب انتمائه إلى تلك المجموعة فقط، وفق الافتراض أنه يمتلك ذات الخصائص السلبية التي تنسب عادة الى تلك المجموعة". يظهر التحامل المستند على الحكم المسبق من خلال العمليات الذهنية وبشكل خاص من خلال ميل كل فرد نحو تصنيف الآخرين وتبسيط الواقع الاجتماعي المعقد ووضعه في إطار مقولبات جاهزة. ولأن تصنيف الناس هو بحد ذاته عملية اختزالية ومقترنة بالميل الى التقييم، فإنها تؤدي بالضرورة إلى إنتاج تصورات جاهزة وتعميمات اعتباطية."
و مع الانفجار الكبير في وسائل الاتصال و التواصل أصبحت الحكام المسبقة أكثر انتشارا، وتهدد بانتشار الكراهية وغياب التسامح لأنها تحجب الرؤية السليمة للآخر و تحد من كفاءة الفرد في الاتصال بالآخر و معرفته على حقيقته مما يهدد العلاقات الإنسانية و يفرغها من محتواها الواقعي.
تحياتي
كاملة بدارنه
01-03-2013, 09:10 AM
فوجدته خالعا نظارته السوداء وكاشفا عن عينين جاحظتين تثيران فزعا وشفقة؛ فسقطت إلى أعماق نفسي تأنيبا وخجلا.
أرطال من الأفكار نعجنها في مخيّلتنا وحين تخبز نجدها هباء... فنشعر أنّنا ظلمنا بأفكارنا وسبحنا في بحر أوهام لا داعي له
قصّة رائعة
بوركت
تقديري وتحيّتي
برفقة - وشررٌ - ونداء خفيٌّ )
ناديه محمد الجابي
01-03-2013, 10:08 AM
قال تعالى : \" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ .. (12) سورة الحجرات ,
كما نهانا الإسلام عن سوء الظن بالناس الذي قد يتبعه تتبع عوراتهم أو التجسس عليهم وترصد الخطأ
منهم ؛ فإنه قد أمرنا بعدم الحكم على الناس من خلال المظاهر الخارجية وفقط بل لا بد من التثبت والتحقق .
سرد أخاذ يأسر الفكر في قصة مكثفة المعاني كثيرة التعابير والمدلولات
جميل ما كتبت ـ لك التحية وجل الأحترام .
حارس كامل
01-03-2013, 12:38 PM
هي المظاهر قد تخدع أحياناً !
دمت بخير مبدعاً ..
وتحاياي ..
فعلا دائما ما نخدع بالمظاهر ونظلم بها كثيرا،والكيث من يتريث..
تحياتي اخي بهجت
براءة الجودي
01-03-2013, 06:30 PM
رائعة القصة , الاكتفاء بالحكم على ظاهر الآخرين بعجلة قد يؤدي إلى الندم من بعض التصرفات غير لائقة نحوهم , وقد أمرنا الشارع أن نبني أحكامنا ليس بظاهر الإنسان دون التحدث معه وعرفته لتكون الرؤية أوضح
هذه القصة ذكرتني ببعض المواقف سابقا حدثت معي فكان كثيرا من اللواتي أصبحن صديقاتي فما بعدإذا نظرن إلي أو رأونني أمشي وأحدث مع فلانة وأخرى يحكمن علي بالتكبر والشدة فلما تعرفن علي جيدا اعترفن بأن بيني وبين التكبر صحارٍ شاسعة
اشكرك على هذه القصة الرائعة
حارس كامل
01-03-2013, 11:06 PM
أخ كامل
إنها آفة الأحكام المسبقة،و مزالقها الخطيرة. لأنها ناجمة عن معرفة قائمة على السطحية والابتذال وعلى قوالب جامدة يتم تكوينها حول الناس، دون اختبارها. مما يزكي ظهور عواطف معادية للآخر تأجج الكراهية المجانية. و التحامل الغير المبرر.يرى البورت أن الحكم المسبق هو "موقف رافض أو عدائي تجاه أي شخص ينتمي إلى مجموعة، بسبب انتمائه إلى تلك المجموعة فقط، وفق الافتراض أنه يمتلك ذات الخصائص السلبية التي تنسب عادة الى تلك المجموعة". يظهر التحامل المستند على الحكم المسبق من خلال العمليات الذهنية وبشكل خاص من خلال ميل كل فرد نحو تصنيف الآخرين وتبسيط الواقع الاجتماعي المعقد ووضعه في إطار مقولبات جاهزة. ولأن تصنيف الناس هو بحد ذاته عملية اختزالية ومقترنة بالميل الى التقييم، فإنها تؤدي بالضرورة إلى إنتاج تصورات جاهزة وتعميمات اعتباطية."
و مع الانفجار الكبير في وسائل الاتصال و التواصل أصبحت الحكام المسبقة أكثر انتشارا، وتهدد بانتشار الكراهية وغياب التسامح لأنها تحجب الرؤية السليمة للآخر و تحد من كفاءة الفرد في الاتصال بالآخر و معرفته على حقيقته مما يهدد العلاقات الإنسانية و يفرغها من محتواها الواقعي.
تحياتي
مما يضيع الانسان الاحكام السابقة التجهيز والتي تضع صاحبها في الخطأ
تحياتي اخي محمد الشرادي
حارس كامل
01-03-2013, 11:08 PM
أرطال من الأفكار نعجنها في مخيّلتنا وحين تخبز نجدها هباء... فنشعر أنّنا ظلمنا بأفكارنا وسبحنا في بحر أوهام لا داعي له
قصّة رائعة
بوركت
تقديري وتحيّتي
برفقة - وشررٌ - ونداء خفيٌّ )
تحياتي اختي كاملة
اشكر تواصلك والتصويب
حارس كامل
02-03-2013, 12:46 PM
قال تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ .. (12) سورة الحجرات ,
كما نهانا الإسلام عن سوء الظن بالناس الذي قد يتبعه تتبع عوراتهم أو التجسس عليهم وترصد الخطأ
منهم ؛ فإنه قد أمرنا بعدم الحكم على الناس من خلال المظاهر الخارجية وفقط بل لا بد من التثبت والتحقق .
سرد أخاذ يأسر الفكر في قصة مكثفة المعاني كثيرة التعابير والمدلولات
جميل ما كتبت ـ لك التحية وجل الأحترام .
فعلا يقع كثير من الناس في الحكم المتسرع ،واحيانا يكون نتيجة ذلك رح لأخرين...
تحياتي لك اختي نادية
ياسر ميمو
02-03-2013, 08:58 PM
السلام عليكم
ما شاء الله وتبارك الرحمن
حقيقة النص جميل ويشد القارىء لالتهام الكلمات
نعم فكثيراً ما ننخدع بالمظاهر
نص جميل بكل معنى الكلمة
مودتي و .... امتناني
حارس كامل
02-03-2013, 11:03 PM
رائعة القصة , الاكتفاء بالحكم على ظاهر الآخرين بعجلة قد يؤدي إلى الندم من بعض التصرفات غير لائقة نحوهم , وقد أمرنا الشارع أن نبني أحكامنا ليس بظاهر الإنسان دون التحدث معه وعرفته لتكون الرؤية أوضح
هذه القصة ذكرتني ببعض المواقف سابقا حدثت معي فكان كثيرا من اللواتي أصبحن صديقاتي فما بعدإذا نظرن إلي أو رأونني أمشي وأحدث مع فلانة وأخرى يحكمن علي بالتكبر والشدة فلما تعرفن علي جيدا اعترفن بأن بيني وبين التكبر صحارٍ شاسعة
اشكرك على هذه القصة الرائعة
كثير من الشخصيات يصادفها الواحد منا فيحكم عليها خطأ،وحين نكتشف حقيقة الشخصية نتضايق
تحياتي اختي براءة
حارس كامل
03-03-2013, 05:46 PM
السلام عليكم
ما شاء الله وتبارك الرحمن
حقيقة النص جميل ويشد القارىء لالتهام الكلمات
نعم فكثيراً ما ننخدع بالمظاهر
نص جميل بكل معنى الكلمة
مودتي و .... امتناني
تحياتي وتقديري اخي ياسر
اشكرك علي كلمات الثناء التي كللت بها نصي المتواضعا
دمت اخا عزيزا
آمال المصري
01-04-2013, 09:50 PM
رداء أدبي بديع يرفل ألقا لفكرة ليست جديدة ولكن كانت الصياغة بهية والثوب مزركش بإبداع
أوصلت لنا الحكمة من النص بسهولة بالغة
ولنعتبرها دعوة لحسن الظن دائما حتى لانتمنى أن نرى بعيون الآخرين
بوركت واليراع أديبنا الفاضل
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي
فاتن دراوشة
02-04-2013, 05:29 AM
ترى الرّجل النّحيل فتزدريه وفي أثوابه أسد مزير
ويعجبك الطّرير فتبتليه فيخلف ظنّك الرّجل الطّرير
المظاهر خادعة
دمت بودّ أخي
فاتن
حارس كامل
02-04-2013, 04:17 PM
رداء أدبي بديع يرفل ألقا لفكرة ليست جديدة ولكن كانت الصياغة بهية والثوب مزركش بإبداع
أوصلت لنا الحكمة من النص بسهولة بالغة
ولنعتبرها دعوة لحسن الظن دائما حتى لانتمنى أن نرى بعيون الآخرين
بوركت واليراع أديبنا الفاضل
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي
فعلا يجب حسن الظن بالأخرين ولانتسرع في الحكم عليهم
اسعدتني اطلالتك البهية المزخرفة بجزيل الكلمات
تقبلي تحيتي استاذتي الفاضلة
دمت بخير
حارس كامل
03-04-2013, 04:51 AM
ترى الرّجل النّحيل فتزدريه وفي أثوابه أسد مزير
ويعجبك الطّرير فتبتليه فيخلف ظنّك الرّجل الطّرير
المظاهر خادعة
دمت بودّ أخي
فاتن
اشكر علي بيت الشعر الجميل الذي يلخص النص
تحياتي اختي الفاضلة
دمت بخير
ربيحة الرفاعي
25-04-2013, 03:37 PM
قصة فكرتها إنسانية سامية، وطرحها القصّي ذكي وموفق
أجاد الكاتب اختيار الرمز قابلا لتحويل دلالته باتجاهين، فالنظارة الشمسية حيث لا شمس من مؤشرات "النفخة" الكاذبة والاستعراضية الفوقية، وهي أيضا ستارة تجمّل لفاقد كريمتيه حين يكون شكلهما مؤثرا..
وقد يبدو اختيار العنوان مباشرا كاشفا للوهلة الأولى، لكنه بانتهائنا من القراءة يتكشّف عن ذكاء في الإشارة، فالنظارة السوداء لم تلك تلك التي تحجب عيني فاقد البصر وحدها، فثمة أخرى حجبت بصيرة الموظف بأحكامة المتسرعة وموقفه العدائي الاستباقي ..
كان فيما بعد الدخول في جو النص إسهاب وددت لو عالجة كاتبنا ببعض تكثيف لحق النص بفكرته وجمال طرحه أن لا يشوبه ترهل
دمت بخير
تحاياي
حارس كامل
26-04-2013, 11:49 PM
قصة فكرتها إنسانية سامية، وطرحها القصّي ذكي وموفق
أجاد الكاتب اختيار الرمز قابلا لتحويل دلالته باتجاهين، فالنظارة الشمسية حيث لا شمس من مؤشرات "النفخة" الكاذبة والاستعراضية الفوقية، وهي أيضا ستارة تجمّل لفاقد كريمتيه حين يكون شكلهما مؤثرا..
وقد يبدو اختيار العنوان مباشرا كاشفا للوهلة الأولى، لكنه بانتهائنا من القراءة يتكشّف عن ذكاء في الإشارة، فالنظارة السوداء لم تلك تلك التي تحجب عيني فاقد البصر وحدها، فثمة أخرى حجبت بصيرة الموظف بأحكامة المتسرعة وموقفه العدائي الاستباقي ..
كان فيما بعد الدخول في جو النص إسهاب وددت لو عالجة كاتبنا ببعض تكثيف لحق النص بفكرته وجمال طرحه أن لا يشوبه ترهل
دمت بخير
تحاياي
دائما ماأخذ كلمات الاساتذة الكبار امثالك محل اهتمام بالغ واتعلم وابني عليها
تحيتي وتقديري
نداء غريب صبري
17-05-2013, 12:28 AM
نتحضر بانطباعاتنا
ونظلم الآخرين بتصوراتنا
ولا تعرف الحقيقة التي تحجبها نظارة سوداء عن ضمائرنا
قصة جميلة
شكرا لك أخي
بوركت
حارس كامل
20-05-2013, 01:01 AM
تحياتي لك الشاعرة نداء
اشكر مرورك وعطر كلماتك
تحيتي وتقديري
حارس كامل
20-05-2013, 01:03 AM
النظارة السوداء
كانت نظارته السوداء عبئا ثقيلا يرزح علي صدري، وتدلف إلي أعماقي حنقا وغضبا. أتابع خطواته المتثاقلة المغرورة مرتديا جلبابا حرص علي كيه بعناية فائقة .أنظر إليه في غضب، وسيول من الشتم يضرب بها لساني ويكتمها فمي. واصلت متابعته بفضول حتى انزوى إلى ردهة جانبية لقسم أخر.
تطايرت فكرته من رأسي خلف طلبات العملاء التي لا تنتهي، ونظرات المدير التي تراقبني في حدة وقسوة. بيد أن زيارة أخري منه بعثت الأفكار لرأسي من موتها صداعا حادا،وخناجر غيظ في صدري .وددت لو أن أقف فأعترضه ، وألقي نظارته بعيدا؛ لكن يد مجهولة أمسكت بي، ولبدت في مقعدي خلف مكتبي مترقبا .
اللمبات الفسفورية البيضاء ترسل أنوارها هادئة لا ترهق العين؛ فما الداعي إذن لهذه النظارة اللعينة..هكذا بدأت الفكرة بذرة روتها أحقادي تجاه عملاء آخرين تعج حساباتهم بمبالغ فلكية، ويتعاملون بطاووسية مع أمثالي ونمت البذرة شجرة امتدت جذورها إلي داخل جسدي، وحجبت النور عن عيني .
بحثت عنه وسط الزحام، فوجدته كعادته متجها لنفس القسم .أقسمت سرا بأنه أحد أباطرة العملاء، وأرصدته المتخمة دليل طاووسيته .كان سؤال واحد مني لأحد زملائي كفيلا بكشف سره الغامض، ودقات من أصابعي تزيح أستار أرصدته المتخمة .
وهنيهات لمحته يترك القسم متجها رفقة أحد زملائي إلي مكتب المدير ؛فزاد الحنق في صدري ، وتدفقت شراييني دما يغلي .
وبعد دقائق رن جرس مكتب المدير، فألفيت نفسي أطبق على رقبته حتى يسكت هذا الجرس، وانتقاما لنقلي لهذا القسم الذي يزدحم بطوابير العملاء.
وكان الزحام علي أشده في هذا اليوم ، فحملقت في أوراقي متأففا .بيد أن صوت عامل الفرع لطمني :
- المدير أرسل في طلبك .
وقفت متثاقلا واتجهت إلى مكتبه وشرر يتطاير من عيني ، ونداء خفي في أعماقي يحرضني .طرقت باب مكتبه طرقات خفيفة،ففتح زميلي الباب وأعطني ملفا به أوراق، وقال مستأذنا:
- أرجو أن تعجل بإنهاء ملف قريبي ، فهو يحتاج إلي السلفة بصورة ملحة .
فدلفت إلي المكتب وبركان حنق يفور في صدري ينتظر انفجارا في وجه هذا المتطفل . بيد أن فمي مازال مفتوحا علي اتساعه،
وجحوظ عينيه المُوجِع ُيرجمني...
د. سمير العمري
24-05-2013, 01:30 AM
الرأي المسبق والحكم الظني الذي يصل عند العديد حد اليقين هو سبب كبير ومهم من أسباب فساد حال الأمة وتشتت قلوبتها وأفكارها.
رأيت هنا في النص ملامح أديب مميز قادر بقليل من الجهد فقط على أن يتقدم صفوف المبدعين ، وسأنتظر هذا قريبا!
تقديري
حارس كامل
24-05-2013, 04:34 PM
الرأي المسبق والحكم الظني الذي يصل عند العديد حد اليقين هو سبب كبير ومهم من أسباب فساد حال الأمة وتشتت قلوبتها وأفكارها.
رأيت هنا في النص ملامح أديب مميز قادر بقليل من الجهد فقط على أن يتقدم صفوف المبدعين ، وسأنتظر هذا قريبا!
تقديري
ماأسعدني بتلك الكلمات د.سمير
أأمل أن أكون عند حسن ظنك..
أغترف يوما بعد يوم من المعرفة حتي أكون كما قلت
لقد زادت هذه الكلمات من ثقتي
فشكرا لك
تحيتي وتقديري
لانا عبد الستار
10-06-2013, 08:26 PM
مظهر خادع في جهة
وإنسان متأهب بدرجة عالية من الكراهي في الجهة الأخرى
القصة جميلة
أشكرك
حارس كامل
12-06-2013, 06:53 PM
مظهر خادع في جهة
وإنسان متأهب بدرجة عالية من الكراهي في الجهة الأخرى
القصة جميلة
أشكرك
الأخت لانا
اهلا بك في متصفحي
وشكرا لك
تحيتي وتقديري
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir