المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قراءة نقوس المهدي لقصة بالروح بالدم -كاملة بدارنه



محمد الشرادي
02-03-2013, 09:24 PM
هذه المساهمة كتبت من طرف الأخ نقوس المهدي. و قد نشرتها هنا نيابة عنه.
رابط النص الأصلي
https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=62184&page=4

على سبيل التقديم

تحاول مثل هذه النصوص الملتزمة التعرض لقضايا نضال الشعوب والمقاومة من حالاتها المختلفة، وبقدر تأصل تلك العذابات وتنوعها وتكرار فصولها وسيناريوهاتها تتعدد اوجه الإضافات أيضا، والتفنن في التعامل مع القضية بشتى شجونها وتشعباتها الإنسانية. وبمختلف التقنيات الفنية التي يتداخل فيها السردي بالسياسي بالاجتماعي وما شاكل ذلك.. ..

إن هذا النوع من السرود حمال معاني ورسائل فكرية وسياسية واجتماعية وغيرها.. اذ يرتبط في مضمونه الفني بنضال الشعوب وانعتاقها، وبقيمته التاريخية أيضا.. لهذا فان مضمون القصة وفكرتها لا يخرجان عن كونهما حدثا بسيطا في ظاهره. لكن بحبكة متقنة من القاصة للتعبير عن سخرية الواقع، وبتواطؤ مع جمالية السرد ومتانة اللغة، والجمل القصيرة وعير تقنية الفلاش باك، وبطريقة تتشابك فيها مجموعة من الذكريات الأليمة والممضة واستحضار ماض بأكمله.. وعبر الانتقام الضمني بالصمت واللادموع والشرود تحاول قتل الغول الذي هيمن على ذاتها وتفكيرها وناء عليها بكلكله لسنين عديدة محدثا شرخا وتشظيا في الروح. وتوظيف العديد من المتقاطعات التي تشكل جوهر حبكة النص الذي يختلف في توصيفه للوطن وللقضية

نبتدئ اقصوصة " بالروح بالدم " بخروج البطلة سلوى في موكب وداع احد الشهداء وبشعار بالروح بالدم.. هذه الكلمة الجنائزية التي تلهب الحماس وتمجد الوطن.. ذلك ان تيمتي الدم والروح اللازمتنان الأساسيتان في متن النص أضحتا من مؤثتات المشهد البطولي والنضالي لشعب مضطهد ينافح من اجل التحرر والانعتاق من ربقة الاستعمار، وعنوانا لفصول درامية من مسلسلات تحرر الشعوب من الاضطهاد والقهر لا بفلسطين وحدها فحسب، بل شعارا كوسموبوليتي على سائر دروب الحرية بالعالم اجمع

وفي هذا الزمان الوجيز الفاصل بين لحظات خروج الجنازة ووصولها للمقبرة تحدث أشياء وتطرأ أفكار وهواجس وتحتضر حياة مليئة بالانكسارات. عبر خطين متوازيين. يشكلان الفاصل المشترك في حبكة النص السردي، نداءات تقارع أجواء السماء بمقابل شهيد يوارى الثرى، وهتافات تمجد الشهيد بمقابل قلق وجودي ومونولوغ داخلي مكرور تجتره سلوى بطلة النص وعماده.. وبين عمليتي الصعود والهبوط، والشهادة والخطيئة يتواتر الحكي وئيدا حزينا شجيا يتوغل عميقا في ذات مكلومة مرتين. بفقدان الوطن وفقدان الشرف.. وخلال الطريق التي تبدو طويلة وملتوية واللحظات الثقيلة على النفس تتواتر الذكريات الأليمة محدثة شرخا في الذاكرة المكلومة، مما يفسر أنها تعرضت في وقت ما لحادث اغتصاب على يد نفس الشهيد. الذي سبب لها ندوبا لا تلتئم.. وكان صدى الهتافات التي تبين في البداية انها رعود ومطارق تحيق بالبطلة يخف تدريجيا ليحل محله ارتياح نفسي عميق وتواشج عاطفي، وبدأت الكوابيس التي انهكتها تخف وتضمحل، وأخذت تحس بذبيب الانعتاق يسري في أوصالها وكأن عبئا انزاح عن قلبها كلما احذ الموكب في الاقتراب من المقبرة.. ليزول نهائيا حينما يوارى الجثمان الثرى لتتقدم سلوى أمام الملأ بعد أن تخلصت من هواجسها وعقدها وتكسر عاليا جدران وسدون الصمت الرهيب لتصيح بالروح بالدم.. لا تمجيدا وإجلالا للحظة بل تشفيا وانتقاما لذاتها ولتدفن ماضيها المؤلم والجريح.. ولا غرابة أن يأتي اسم سلوى المجبول معناه من كل ما ينسي جبال الهموم والذكريات الأليمة والانكسارات.. واجتماعية غيره.. ذلك ان موت الغريم هو الخلاص لهذا الوطن برمته

ربيحة الرفاعي
06-03-2013, 01:18 PM
إن هذا النوع من السرود حمال معاني ورسائل فكرية وسياسية واجتماعية وغيرها.. اذ يرتبط في مضمونه الفني بنضال الشعوب وانعتاقها، وبقيمته التاريخية أيضا.. لهذا فان مضمون القصة وفكرتها لا يخرجان عن كونهما حدثا بسيطا في ظاهره. لكن بحبكة متقنة من القاصة للتعبير عن سخرية الواقع، وبتواطؤ مع جمالية السرد ومتانة اللغة، والجمل القصيرة وعير تقنية الفلاش باك، وبطريقة تتشابك فيها مجموعة من الذكريات الأليمة والممضة واستحضار ماض بأكمله..



نشكر للناقد المبدع نقوس المهدي قراءته المتعمقة في نص الأستاذة كاملة بدارنة القصي الجميل " بالروح بالدم" ونثمن عاليا للقاص الرائع محمد الشرادي تفضله بنشر هذه القراءة هنا ، وننتهزها فرصه لتوجيه الدعوة للكريم نقوس المهدي لمشاركتنا صحبتنا الكريمة في واحة الخير نتبادل فيها الرأي والعلم والعمل في سبيل الارتقاء بالمشهد الثقافي العربي

وأستاذن هنا بإشارة سريعة لقول ناقدنا الكريم "وبين عمليتي الصعود والهبوط، والشهادة والخطيئة يتواتر الحكي وئيدا حزينا شجيا يتوغل عميقا في ذات مكلومة مرتين. بفقدان الوطن وفقدان الشرف.. وخلال الطريق التي تبدو طويلة وملتوية واللحظات الثقيلة على النفس تتواتر الذكريات الأليمة محدثة شرخا في الذاكرة المكلومة، مما يفسر أنها تعرضت في وقت ما لحادث اغتصاب على يد نفس الشهيد."
وقوله " ذلك ان موت الغريم هو الخلاص لهذا الوطن برمته"

والتي تتحدث عن عملية اغتصاب لم تكن بالمعنى الجسدي الذي أوحت بالوصول إليه جل القراءات التي اطلعنا عليها في هذه القصة ، فالفتى قد تحرش بها وحاول تقبيلها في الطريق العام وعلى مرأى من أصحابه الفتيان ووقعت أرضا ومضى عنها ، وفي صرختها " الله يوخذك " التي اختارت لها الكاتبة اللهجة العامية لتصل بمحمولها كاملا، ما يطمئن القارئ لصراع طفولي خاضه الفتى والفتاة، وانتهى بوقوعها فقط، فلم يؤد لا نكسارها ولو كان ثمة ما تعدى الوقوع واتساخ ثوبها بالطين والطين عند الفلاح علامة طهر لما صرخت في وجهه راعدة بغضبها.

وأظنني قرأت في المشهد الأخير ما ناقض فكرة اعتبار موت الغريم خلاصا للوطن، حيث حمل استرجاعها طوال الطريق نحو المقبرة للمشهد المختزن في الذاكرة ، وما أرهقت به روحها وأعصاب القارئ في مونولوج داخلي استحضر معاناة طالت بغلطة طفولية، محاولة ملحة لحرمانه من الاغتسال بدم الشهادة من فعلة ما زالت تجرّمه بها، لكن مواراته الثرى أيقظت حسها الوطني وأخرجتها من أسر الأنا لتقف بين الجموع المدركة لحقيقة ارتقائه بعظيم افتدائه الوطن بدمائه، فهدر صوتها بالصيحة التعظيمية التي خنقتها طوال رحلة الموكب " بالروح بالدم نفديك يا شهيد" ولا فداء لمن في موته خلاص.

هي رؤية أخرى في نص هو كما وصفه ناقدنا " حمال معان ورسائل فكرية وسياسية واجتماعية"

أكرر شكري للقراءة الرائعة

تحاياي

كاملة بدارنه
27-03-2013, 10:22 PM
شكرا لك أخي محمّد الشرادي على ما نقلته من قراءة لهذه القصّة
والشّكر للأستاذ الأخ نقوس على ما تفضّل به
بوركتما
تقديري وتحيّتي

نداء غريب صبري
05-04-2013, 05:06 PM
قراءة نقدية جميلة

وقد قرأت تعقيب أستاذتنا ربيحة الرفاعي وأراه مقنعا للغاية

شكرا لك أخي محمد الشرادي لنقلها
وشكرا للناقد الرائع نقوس المهدي

بوركتم