تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : امرأةٌ تسكنُ في زحل!



محمد حمدي
04-03-2013, 06:26 AM
امرأةٌ تسكنُ في زحل!

هل كنتُ سَعَـيْتُ لِمُـقْـتَتَـلِ؟ ... لامرأةٍ أخرى لَمْ تَكُ لِي؟
كالأحمقِ يبحثُ عن خَطَرٍ، والمُمسكِ جمرًا في خَبَـلِ
يا أجملَ مَن زارَ خيالي، واستوطنَ بَسْـماتِ المُـقَـلِ
واستـترَ بدمعاتي عنّي في كِبرِ المغرورِ البَطَـلِ!
إنْ كنتُ قَسَوتُ فما ذنبي أنِّي أحببتُكِ يا أَمَـلي؟
أنّي الظمآنُ، يُراودُني أنْ أَنهَـلَ من نَهرِ العَسَـلِ؟
أنّي أتمزّقُ من شَوقي، لكنّي قد مُحِيَتْ سُبُـلي؟
وأغارُ عليكِ ـ ولا أُبدِي ـ من جُرحٍ لمّا يَندَمِـلِ
أناْ أرفضُ أن أَسكنَ قلبَكِ في رُكنٍ ناءٍ مُنعَزلِ
أناْ أرفضُ أن أعشقَ شَبَحًا يَمشي بالفتنةِ في غَزَلي
أَشدوهُ كثيرا بالفُصحى وبأروعِ أبياتِ الزَّجَـلِ
في أَيكِ الكاملِ والوافرِ وَرُبَى المُـتدارَكِ والرَّمَـلِ
إن كُنتِ طَرِبتِ لِغُنواتي، وثَمِلْتِ بكأسٍ مِن عملي
وأَنِسْتِ بأُلفةِ نَجوانا، فَدَعيكِ الآنَ من الجُمَـلِ
ماذا سيُفيدُكِ من شِعري؟.. ماذا سأَفِيدُ من الجَدَلِ؟
لو كفُّكِ لم تَحضُنْ كفّي، والدنيا تَضحكُ في جَذَلِ؟
حَسبُـكِ، وتعالَيْ لِي توًّا، وَبِرَوعةِ أشواقي اكتحلي
ودعيني أحملْ أحزانَكِ حتّى لو كانتْ كالجبلِ

يكفيكِ الآنَ مِنَ العِـلَلِ ... إني أتململُ في مَـلَلِ
أناْ أرفضُ نَأيَـكِ عن حُـبّي، وغموضُـكِ ليسَ بِمُحتَمَـلِ
كلاّ، لا تَبكي غاضبةً، فَسِهامُـكِ قدْ سبقَتْ عَـذَلي
لم أغضَبْ من قلبِكِ إلاّ لم يَعرفْ ما قلبُ الرَّجُـلِ
لم يفهمْ أنِّي مِن سِحرِكِ أترنّحُ شوقًا كالثَّمِلِ
لم يَرفُـقْ بحبيبٍ يرجو إطلالةَ بدرٍ مُكتَملِ
أُتراني أجرمتُ لأنّي أتلَهَّـفُ ردَّكِ في عَجَـلِ؟
أنِّي أدمنتُـكِ فكأنّي بغرامِكِ أشدو مِن أَزَلِ؟
أنَّى للعاشقِ مِن صبرٍ؟.. حَرَّقَـهُ الوجدُ ولَمْ يَزَلِ
فاشتملي في عَطفِكِ طِفلا لا يَعرفُ ما معنى المَهَـلِ
ضُمّيني في رَوضِكِ حتّى أتذوّقَ عُنـقودَ القُـبَـلِ

ما زالَ جوابُكِ لَم يَصِلِ ... إنّي منتظرٌ فاتّصلي!
إنْ بَلَغَتْ سمعَـكِ آهاتي يا امرأةً تَسـكُنُ في زُحَـلِ!
فأجيبي لو مَسَّكِ نَدَمي: هل يعفو حِلمُكِ عن خَطَـلي؟
هلْ أَطغَى في قلبِـكِ مَـلِكًا، أم أنّي عِندَكِ كالهَمَـلِ؟
أغدًا ألقاكِ مُعذّبتي؟.. أَتَـلوحُ الواحةُ للجَمَلِ؟
أمْ أنَّ مُحبَّـكِ في ظمأٍ سيموتُ إليكِ بلا نَهَـلِ؟

محمد حمدي غنم
4/3/2013

مصطفى حمزة
04-03-2013, 07:43 AM
امرأةٌ تسكنُ في زحل!

هل كنتُ سَعَـيْتُ لِمُـقْـتَتَـلِ؟ ... لامرأةٍ أخرى لَمْ تَكُ لِي؟
كالأحمقِ يبحثُ عن خَطَرٍ، والمُمسكِ جمرًا في خَبَـلِ
يا أجملَ مَن زارَ خيالي، واستوطنَ بَسْـماتِ المُـقَـلِ
واستـترَ بدمعاتي عنّي في كِبرِ المغرورِ البَطَـلِ!
إنْ كنتُ قَسَوتُ فما ذنبي أنِّي أحببتُكِ يا أَمَـلي؟
أنّي الظمآنُ، يُراودُني أنْ أَنهَـلَ من نَهرِ العَسَـلِ؟
أنّي أتمزّقُ من شَوقي، لكنّي قد مُحِيَتْ سُبُـلي؟
وأغارُ عليكِ ـ ولا أُبدِي ـ من جُرحٍ لمّا يَندَمِـلِ
أناْ أرفضُ أن أَسكنَ قلبَكِ في رُكنٍ ناءٍ مُنعَزلِ
أناْ أرفضُ أن أعشقَ شَبَحًا يَمشي بالفتنةِ في غَزَلي
أَشدوهُ كثيرا بالفُصحى وبأروعِ أبياتِ الزَّجَـلِ
في أَيكِ الكاملِ والوافرِ وَرُبَى المُـتدارَكِ والرَّمَـلِ
إن كُنتِ طَرِبتِ لِغُنواتي، وثَمِلْتِ بكأسٍ مِن عملي
وأَنِسْتِ بأُلفةِ نَجوانا، فَدَعيكِ الآنَ من الجُمَـلِ
ماذا سيُفيدُكِ من شِعري؟.. ماذا سأَفِيدُ من الجَدَلِ؟
لو كفُّكِ لم تَحضُنْ كفّي، والدنيا تَضحكُ في جَذَلِ؟
حَسبُـكِ، وتعالَيْ لِي توًّا، وَبِرَوعةِ أشواقي اكتحلي
ودعيني أحملْ أحزانَكِ حتّى لو كانتْ كالجبلِ

يكفيكِ الآنَ مِنَ العِـلَلِ ... إني أتململُ في مَـلَلِ
أناْ أرفضُ نَأيَـكِ عن حُـبّي، وغموضُـكِ ليسَ بِمُحتَمَـلِ
كلاّ، لا تَبكي غاضبةً، فَسِهامُـكِ قدْ سبقَتْ عَـذَلي
لم أغضَبْ من قلبِكِ إلاّ لم يَعرفْ ما قلبُ الرَّجُـلِ
لم يفهمْ أنِّي مِن سِحرِكِ أترنّحُ شوقًا كالثَّمِلِ
لم يَرفُـقْ بحبيبٍ يرجو إطلالةَ بدرٍ مُكتَملِ
أُتراني أجرمتُ لأنّي أتلَهَّـفُ ردَّكِ في عَجَـلِ؟
أنِّي أدمنتُـكِ فكأنّي بغرامِكِ أشدو مِن أَزَلِ؟
أنَّى للعاشقِ مِن صبرٍ؟.. حَرَّقَـهُ الوجدُ ولَمْ يَزَلِ
فاشتملي في عَطفِكِ طِفلا لا يَعرفُ ما معنى المَهَـلِ
ضُمّيني في رَوضِكِ حتّى أتذوّقَ عُنـقودَ القُـبَـلِ

ما زالَ جوابُكِ لَم يَصِلِ ... إنّي منتظرٌ فاتّصلي!
إنْ بَلَغَتْ سمعَـكِ آهاتي يا امرأةً تَسـكُنُ في زُحَـلِ!
فأجيبي لو مَسَّكِ نَدَمي: هل يعفو حِلمُكِ عن خَطَـلي؟
هلْ أَطغَى في قلبِـكِ مَـلِكًا، أم أنّي عِندَكِ كالهَمَـلِ؟
أغدًا ألقاكِ مُعذّبتي؟.. أَتَـلوحُ الواحةُ للجَمَلِ؟
أمْ أنَّ مُحبَّـكِ في ظمأٍ سيموتُ إليكِ بلا نَهَـلِ؟

محمد حمدي غنم
4/3/2013

أخي الأكرم ، الأستاذ محمد
أسعد الله أوقاتك
لعلي أعقب فقط على الناحية العروضيّة ، تاركاً التعليق على الجوانب الفنية للقادمين بعدي .
ما أعرفه أخي الكريم عن البحر المتدارَك أنه من البحور الصافية ( تفعيلة واحدة مكررة )
تفعيلاته السالمة ( فاعلن ) مكررة ثماني مرات في شطرين . لكنه نادراً ما يأتي بتفعيلاته السالمة فقط
أي فاعلن ثماني مرات ، بل يُصيب ( فاعلن ) تغييران : فتصبح ( فَعْلن ) و ( فَعِلن ) .
وعلى هذا ، فإنك لو أعدتَ النظر في أبياتك لوجدتَها مكسورة في مواضع كثيرة .
مع تحياتي

فاتن دراوشة
04-03-2013, 12:42 PM
بما أنّ أخي أستاذنا مصطفى حمزة قد سبقني للملحوظات العروضيّة سأكتفي بتناول المضمون

قصيدة رقيقة بهيّة المضامين أخي

تنطلق مفرداتها خفيفة سلسة لتنقل الأحاسيس برقّة وعذوبة بدون تكلّف وحواجز.

دامت حروفك تنهل من منابع الحُسن أخي

مودّتي

فاتن

محمد حمدي
04-03-2013, 02:53 PM
مرحبا أستاذ مصطفى:
هناك خلاف عروضي شهير وقديم نسبيا حول الطريقة التي يكتب بها البحر المتدارك في العصر الحديث، حتى إن البعض قرر اعتبار الصيغة الحديثة بحرا مستقلا اسمه الخبب، يتكون من التفعيلات الرباعية فحسب ولا يمكن استخدام التفعيلة فاعلن فيه، وتستخدم بدلا منها لتفعيلة فاعلُ (قبض فاعلن).. وستجد معظم شعر التفعيلة المعاصر مكتوبا على الخبب وليس المتدارك..
ولنأخذ مثالا شهيرا للغاية هي قصيدة قارئة الفنجان لنزار قباني.. هذه القصيدة ملحنة ومغناة ويطرب لها الملايين وأظنك منهم بالضرورة، وهو ما ينفي بحال أن تكون مكسورة أو مختلة، لأن الشعر في الأساس كتب ليغني، فإن طرب له الناس، فلا قول للعروضيين.
انظر هذه الأجزاء، ولاحظ التفعيلة فاعلُ فيما بين القوسين:
قالتْ يا ولدي لا تحْزنْ
قَالتْ ـ (يَا وَلَ) ـ دي لا ـ تحْزنْ

بصّرْتُ ونجّمْتُ كثيرًا.
بَصْصرْ ـ تُ وَنَجْ ـ (جَمْ تُ كَ) ـ ثِيرَنْ.

مقْدورُكَ أنْ تمْضيَ أبدًا
مقْدو ـ رُكَ أنْ ـ (تمْضيَ) ـ أبدَنْ

والشّعْرُ الغَجَريُّ المجْنونُ يسافرُ في كلِّ الدّنيا.
وَشْ شَعْ ـ (رُلْ غَجَ) ـ رِيْ يُلْ ـ مَجْنو ـ نُ يُسَا ـ فِرُ في ـ كِلْ لِدْ ـ دُنْيَا.

قدْ تغْدو امْرأةٌ يا ولدي
قدْ تَغْ ـ (دُمْ رَأَ) ـ تُنْ يَا ـ ولدي

مَن يدْنو مِن سورِ حديقتِها.
مَنْ يَدْ ـ نُو مِنْ ـ (سُورِ حَ) ـ (دِيقَتِ) ـ هَا.


وتجوبُ بحارًا وبحارا.
وَتَجُو ـ بُ بِحَا ـ (رَنْ وَبِ) ـ حَارَا.

والأكثر من هذا، يستخدم شعراء التفعيلة في هذا البحر التفعيلة فَعَلُكَ (أربع متحركات) كما في قول نزار:
من يطْلبُ يدَها.
مَنْ يَطْ ـ (لبُ يَدَ) ـ هَا.
وبالمناسبة نزار لا يستخدم من الشرطية الجازمة، لأنه بعد ذلك يقول: من يدنو من سور حديقتها، ولو جزم يدنو فسيكسر الوزن.
وقد حسم د. أحمد مستجير الحيرة حول هذا البحر، باعتباره أن بحر الخبب يتكون من سبب خفيف وسبب ثقيل وليس من تفعيلات.. وبهذه الطريقة يمكن أن ترد فيه التتابعات:
(/0 /0) (// /0) (/0 //) (// //)
وهو تفسير منطقي جدا، فلا يوجد ما يجبرنا على وزن الشعر على تفعيلات الخليل، فالوحدات الموسيقي الحقيقية هي الأسباب والأوتاد لأنها أقصر وحدات ممكنة.
تحياتي

محمد حمدي
04-03-2013, 02:56 PM
بالمناسبة:
عندي تفسير آخر خاص بي لبحر الخبب، يربطه بالرجز، وذلك لو اعتبرنا أنه مكون من التفعيلتين: مُسْتَعِلُن و مفعولن.. جرب:
مستعلن مفعولن مفعولن
مستعلن مستعلن مستعلن
مفعولن مستعلن مفعولن
مفعولن مفعولن مستعلن
والذي أخرج هذا البحر من صورة بحر الرجز، هو ورود مفعولن في الحشو بدلا من الضرب والعروض..
أيا كان الأمر، فنحن أمام حقيقة موسيقية مؤكدة، كتبت عليها آلاف القصائد إن لم تكن ملايين.
تحياتي

محمد حمدي
04-03-2013, 03:02 PM
شكرا لتقديرك وحسن تذوقك أ. فاتن..
تحياتي

محمد حمدي
04-03-2013, 03:15 PM
شكرا لتقديرك وحسن تذوقك أ. فاتن..
تحياتي

عماد أمين
05-03-2013, 05:46 PM
مشاعرك أخي الكريم تصل القلب
خاصة لو كان جرَّبَ ما أنت فيه

إن كانت هذه المشاعر حقيقية -وليست من خيال الشاعر-.
فأنصحك أن لا تنتظر اتصالها فجوابها لن يصل بدليل

يكفيكِ الآنَ مِنَ العِـلَلِ ... إني أتململُ في مَـلَلِ
أناْ أرفضُ نَأيَـكِ عن حُـبّي، وغموضُـكِ ليسَ بِمُحتَمَـلِ

نفعك الله
ونفع بك في الدارين

مودتي وتقديري

محمد حمدي
05-03-2013, 08:00 PM
شكرا لتقديرك ونصائحك المخلصة أ. عماد :)
تحياتي

آمال المصري
23-03-2013, 12:39 AM
ما زالَ جوابُكِ لَم يَصِلِ ... إنّي منتظرٌ فاتّصلي!
إنْ بَلَغَتْ سمعَـكِ آهاتي يا امرأةً تَسـكُنُ في زُحَـلِ!
فأجيبي لو مَسَّكِ نَدَمي: هل يعفو حِلمُكِ عن خَطَـلي؟
هلْ أَطغَى في قلبِـكِ مَـلِكًا، أم أنّي عِندَكِ كالهَمَـلِ؟
أغدًا ألقاكِ مُعذّبتي؟.. أَتَـلوحُ الواحةُ للجَمَلِ؟
أمْ أنَّ مُحبَّـكِ في ظمأٍ سيموتُ إليكِ بلا نَهَـلِ؟

من يمتلك تلك المشاعر لابد وأن ينعم بلقاء تنعم به الروح
نهر كان من الألق وحرف ماتع شائق وقصيد فاره
بوركت واليراع الجميلة شاعرنا الفاضل
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

د. سمير العمري
01-05-2013, 06:18 PM
أولا القصيدة جميلة ورقيقة عموما راق لي بعض صورها وتراكيبها ولم يرق لي بعض آخر ولكنها عموما قصيدة جميلة!

ثم إني أؤكد أنني وبقراءتي العادية للقصيدة وجدتها موزونة على جرس خببي صحيح ولم يستوقفني فيها خلل في الوزن وإن استوقفني خلل في العروض.

ثم إنني أستغرب قول الشاعر هنا أن ما يطرب له الناس يصبح شعرا ولا يحق للعروضيين الحديث عنه مع أن الطرب يكون للكلمات والمعاني بل ولغيرها مما يروق في النفس أو للنفس فتحدث حالة الطرب والتأثر. يطرب الناس للقرآن فهل يصبح بهذا شعرا؟؟ وتطرب المرأة لبسمة رضا من رجلها فهل هذا بات شعرا؟؟

ثم تتحدث وكأن نزار هذا مرجعية يعتد بها على اللغة حتى وإن كان شاعرا جيدا ، وهذا منطق غير منطقي ففي تلك القصيدة بضعة أخطاء ولا يصح أن نعتبرها قاعدة ننسف بها قواعد اللغة منذ آلاف الأعوام.

ثم إن تسمية الخبب ببحر أو بوزن أو بجرس هو محل اختلاف واضح بين العروضيين وأميل شخصيا لاعتباره وزنا أو جرسا خببيا تتوالى فيه الأسباب ثقيلة وخفيفة وجرسه جميل ممتع ولكن لم يكتب فيه ملايين القصائد ولا حتى آلاف القصائد.

أخيرا أوضح بأن الخطأ في قصيدتك هنا جاء في أعاريض الأبيات حيث توجب عليك أن تشبع تلك الأعاريض بساكن أو بمد ولكن شاب عددا كبيرا من أبيات النص كاف الخطاب وهذا هو موضع الخلل عموما إذ لا يصح ذلك إلا في تصريع.


تقديري