المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مغامرة ليلية .



ناديه محمد الجابي
21-08-2012, 06:37 PM
مغامرة ليل
أطل من النافذة بنظرات متلصصة متفقدا الطريق.. ولما تأكد من خلوه من المارة تسلل بخفة ومهارة أكتسبها من طول الممارسة
ممسكا بحافة النافذة بيد من حديد ــ ثم قفز قفزة أسقطته وسط الشارع بهدوء .
كانت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل والطريق يسبح فى ظلام كثيف لليل قد فقد قمره .. وقف الرجل ملتصقا بالمبنى لبضع لحظات مطرقا السمع لأي صوت أو حركة فلم يسمع سوى دقات قلبه الذى تعالت ضرباته بين ضلوعه في عنف وقوة .
بدأ يركض فى اتجاه منزله فى سرعة ممسكا بزمام حقيبته الجلدية الصغيرة المعلقة فى رقبته والمتدلية مع كتفه ــ وعندما شعر إنه
قد ابتعد بالقدر الكاف عن المكان بدأت خطواته تهدأ ,وبدأ ذهنه يسترجع تلك اللحظات العصيبة التى واجهها منذ قليل ...
بدت له العملية سهلة للغاية فى البداية ــ فالشقة التى هاجمها بالدور الأول لعمارة تقع فى حى هادئ للغاية .. هدوء يؤمن له العودة فى سلام .
سار كل شئ فى البداية بأحسن مما يود أو يتوقع ـــ فقد اقتحم البيت بسهولة متسلقا أنابيب المياه وممسكا بحافة النافذة , التى عالجها بآلة حادة دقيقة حذق فى استخدامها مع كثرة تجاربه ... دخل إلى الغرفة .. فتشها بسرعة .. كان حظه حسنا للغاية فقد عثر على ثروة ضخمة ــ كمية كبيرة من الحلى والمصوغات الذهبية أهمل أصحابها فى إخفائها كما ينبغى ..
فتح حقيبته الجلدية ــ أخذ يملأها بغنيمته فى سرعة .. ولكنه وعلى غير توقع منه سمع أنفاس لاهثة وراءه وغمر الضوء الغرفة
فجأة وصاح صوت مرتعش ...... من هناك ؟!!!
كانت لحظات حرجة وكان لابد وأن يتحرك فى سرعة ــ وقبل أن تطلق العجوز الواقفة أمامه صرخة تكون فيها نهايته هجم عليها
مطبقا على فمها ــ ولكن تلك العجوز كانت أقوى مما توقع وقد دفع فيها الرعب قوة جبارة جعلتها تقاومه فى عنف واستماتة فلم يشعر
بنفسه إلا وقد أغمد فى صدرها آلته الحادة ــ فوقعت جثة هامدة على الأرض .
استعاد اللص هذه اللحظات ــ ارتسمت على شفتيه ابتسامة خبيثة .. قال لنفسه محدثا شبح ضمير استطاع أن يقتله منذ سنوات
عديدة مضت ... المهم إني نجوت الآن بنفسى وغنيمتي ــ وقد كان موت العجوز ضروريا لسلامتي .. لم تكن غايتى قتلها
ولكن القدر هو الذي أراد ذلك ــ وعلى كل حال فقد كانت عجوز مآلها إلى الموت إن لم يكن اليوم فغدا..
كل ما فعلته إنى اختصرت لها الطريق ..
عاد اللص إلى منزله ــ أشعل ضوءا صغيرا وبدأ يفرغ محتويات شنطته الجلدية وبنظرة تملؤها الدهشة والخوف أخذ يبحث
عن شئ ما ــ بعثر محتويات الشنطة ..أفرغ جيوبه كلها ــ لقد افتقد شئ سيفضح سره ..
لقد عثر على فردة واحدة من قفازه البلاستيكى الشفاف
وقف اللص فى منتصف الغرفة وقد إنتابه رعب قاتل .. إن قفازه كان مرشوش من الداخل ببودرة التلك ــ لابد وأن القفاز المفقود
به الآن صورة دقيقة لبصمات يده ..تلك البصمات التى يعرفونها جيدا .. هناك فى مركز الأمن .. فقد زارهم من قبل لعدة مرات ـ
ولكن فى هذة المرة هناك حبل يتأرجح فى انتظار رقبته ...
ارتعدت فرائصه عندما تذكر نظرة الرعب فى عينى العجوز وهو يحاول إسكاتها ولكن ارتعاده زاد أكثر عندما أدرك إنه لابد
أن يعود ثانيا إلى هناك .. حيث ترقد ضحيته ..
وبخطوات مرتعشة وفكر مشوش لا يعرف الاستقرار عاد من جديد إلى نفس الطريق .. وصل المكان المقصود وبأطراف مرتجفة
تسلق الأنبوب ــ ووصل إلى النافذة .
مازال كل شئ كما هو ــ والهدوء يشمل المكان ويغرق فى ظلام دامس .
أضاء مصبح بطاريته الصغيرة .. وجد الجثة مكومة على الأرض كما تركها منذ قليل ..
أصابه شعور مميت بالندم والرعب ..
سلط الضوء فى اتجاه الجثة باحثا حولها عن قفازه الضائع ..
جمد الدم فى عروقه فقد خيل إليه أن العينان تتحركان فى اتجاهه ..
أبعد من ذهنه هذة الفكرة بسرعة .. حاول أن يجمع شتات نفسه ..
قلب الجثة ليبحث عن قفازه تحتها ــ ولكنه شعر وكأن شيئا ناعم بارد كالثلج يمسك بساقه ..
انتابته حالة هستيرية فظل يصرخ ويصرخ .. ولم يهدأ إلا بعد أن ألتم حوله الجيران وأمسكوا به وبلغوا البوليس
مد اللص يديه فى استسلام للشرطي ليضع فيهما قيده الحديدي .. ولكن عيناه تجمدتا على شئ ما ــ فقد كانت أحدى
يديه ما تزال مرتدية لفردة القفاز التى بحث عنها طويلا .

عبد المجيد برزاني
22-08-2012, 12:02 AM
قصة جميلة تغوص في قرار النفس البشرية في لحظات التوتر القصوى.
يقف الخوف من العقاب دائما جنب كل جريمة،
وفي علم الإجرام يقولون ان الجريمة الكاملة مستحيلة.
أمتعتني القصة واللغة السلسة والسرد المتمكن.
تحيتي وكل التقدير.

آمال المصري
22-08-2012, 12:07 AM
من أروع ماقرأت في القصة منذ فترة من عمل متكامل :
لغة وسرد وفكرة وخاتمة جاءت أكثر من رائعة لتقول أن لايوجد جريمة تامة دائما تترك وراءها خيط يقود للحقيقة
أحييك أخت نادية وأصفق بحرارة لهذا الألق المبهر
حقيقة استمتعت هنا
دام ألقك
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

مصطفى حمزة
22-08-2012, 07:04 AM
مغامرة ليل
أطل من النافذة بنظرات متلصصة متفقدا الطريق.. ولما تأكد من خلوه من المارة تسلل بخفة ومهارة أكتسبها من طول الممارسة
ممسكا بحافة النافذة بيد من حديد ــ ثم قفز قفزة أسقطته وسط الشارع بهدوء .
كانت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل والطريق يسبح فى ظلام كثيف لليل قد فقد قمره .. وقف الرجل ملتصقا بالمبنى لبضع لحظات مطرقا السمع لأي صوت أو حركة فلم يسمع سوى دقات قلبه الذى تعالت ضرباته بين ضلوعه في عنف وقوة .
بدأ يركض فى اتجاه منزله فى سرعة ممسكا بزمام حقيبته الجلدية الصغيرة المعلقة فى رقبته والمتدلية مع كتفه ــ وعندما شعر إنه
قد ابتعد بالقدر الكاف عن المكان بدأت خطواته تهدأ ,وبدأ ذهنه يسترجع تلك اللحظات العصيبة التى واجهها منذ قليل ...
بدت له العملية سهلة للغاية فى البداية ــ فالشقة التى هاجمها بالدور الأول لعمارة تقع فى حى هادئ للغاية .. هدوء يؤمن له العودة فى سلام .
سار كل شئ فى البداية بأحسن مما يود أو يتوقع ـــ فقد اقتحم البيت بسهولة متسلقا أنابيب المياه وممسكا بحافة النافذة , التى عالجها بآلة حادة دقيقة حذق فى استخدامها مع كثرة تجاربه ... دخل إلى الغرفة .. فتشها بسرعة .. كان حظه حسنا للغاية فقد عثر على ثروة ضخمة ــ كمية كبيرة من الحلى والمصوغات الذهبية أهمل أصحابها فى إخفائها كما ينبغى ..
فتح حقيبته الجلدية ــ أخذ يملأها بغنيمته فى سرعة .. ولكنه وعلى غير توقع منه سمع أنفاس لاهثة وراءه وغمر الضوء الغرفة
فجأة وصاح صوت مرتعش ...... من هناك ؟!!!
كانت لحظات حرجة وكان لابد وأن يتحرك فى سرعة ــ وقبل أن تطلق العجوز الواقفة أمامه صرخة تكون فيها نهايته هجم عليها
مطبقا على فمها ــ ولكن تلك العجوز كانت أقوى مما توقع وقد دفع فيها الرعب قوة جبارة جعلتها تقاومه فى عنف واستماتة فلم يشعر
بنفسه إلا وقد أغمد فى صدرها آلته الحادة ــ فوقعت جثة هامدة على الأرض .
استعاد اللص هذه اللحظات ــ ارتسمت على شفتيه ابتسامة خبيثة .. قال لنفسه محدثا شبح ضمير استطاع أن يقتله منذ سنوات
عديدة مضت ... المهم إني نجوت الآن بنفسى وغنيمتي ــ وقد كان موت العجوز ضروريا لسلامتي .. لم تكن غايتى قتلها
ولكن القدر هو الذي أراد ذلك ــ وعلى كل حال فقد كانت عجوز مآلها إلى الموت إن لم يكن اليوم فغدا..
كل ما فعلته إنى اختصرت لها الطريق ..
عاد اللص إلى منزله ــ أشعل ضوءا صغيرا وبدأ يفرغ محتويات شنطته الجلدية وبنظرة تملؤها الدهشة والخوف أخذ يبحث
عن شئ ما ــ بعثر محتويات الشنطة ..أفرغ جيوبه كلها ــ لقد افتقد شئ سيفضح سره ..
لقد عثر على فردة واحدة من قفازه البلاستيكى الشفاف
وقف اللص فى منتصف الغرفة وقد إنتابه رعب قاتل .. إن قفازه كان مرشوش من الداخل ببودرة التلك ــ لابد وأن القفاز المفقود
به الآن صورة دقيقة لبصمات يده ..تلك البصمات التى يعرفونها جيدا .. هناك فى مركز الأمن .. فقد زارهم من قبل لعدة مرات ـ
ولكن فى هذة المرة هناك حبل يتأرجح فى انتظار رقبته ...
ارتعدت فرائصه عندما تذكر نظرة الرعب فى عينى العجوز وهو يحاول إسكاتها ولكن ارتعاده زاد أكثر عندما أدرك إنه لابد
أن يعود ثانيا إلى هناك .. حيث ترقد ضحيته ..
وبخطوات مرتعشة وفكر مشوش لا يعرف الاستقرار عاد من جديد إلى نفس الطريق .. وصل المكان المقصود وبأطراف مرتجفة
تسلق الأنبوب ــ ووصل إلى النافذة .
مازال كل شئ كما هو ــ والهدوء يشمل المكان ويغرق فى ظلام دامس .
أضاء مصبح بطاريته الصغيرة .. وجد الجثة مكومة على الأرض كما تركها منذ قليل ..
أصابه شعور مميت بالندم والرعب ..
سلط الضوء فى اتجاه الجثة باحثا حولها عن قفازه الضائع ..
جمد الدم فى عروقه فقد خيل إليه أن العينان تتحركان فى اتجاهه ..
أبعد من ذهنه هذة الفكرة بسرعة .. حاول أن يجمع شتات نفسه ..
قلب الجثة ليبحث عن قفازه تحتها ــ ولكنه شعر وكأن شيئا ناعم بارد كالثلج يمسك بساقه ..
انتابته حالة هستيرية فظل يصرخ ويصرخ .. ولم يهدأ إلا بعد أن ألتم حوله الجيران وأمسكوا به وبلغوا البوليس
مد اللص يديه فى استسلام للشرطي ليضع فيهما قيده الحديدي .. ولكن عيناه تجمدتا على شئ ما ــ فقد كانت أحدى
يديه ما تزال مرتدية لفردة القفاز التى بحث عنها طويلا .
--------------
أختي الفاضلة ، القاصّة الفذّة نادية
أسعد الله أوقاتك
ما يُميّز هذه القصّة البوليسيّة القصيرة التحكم بخيوط الحدث ، والتشويق والإثارة ، والوصف الدقيق النفسي والحسّي ، والقفلة الطريفة الواقعية في آن .
أظنك قارئة بشغف للقصص ولا سيما البوليسيّة ، لكن لا يكتب قصّة بوليسيّة قصيرة بهذه الحرفية العالية إلاّ أديب قدير فذّ مثلكِ
سقطت بعض الأخطاء اللغوية ، كم كنت أودّ ألاّ تكون لتغدو القصّة كاملة الروعة .
- شعر إنّه قد ابتعد .. = شعر أنّه
- على كل حال فقد كانت عجوز = ... كانت عجوزاً
- ـ لقد افتقد شئ سيفضح سره = ... شيئاً
- وقد إنتابه رعب قاتل = ..انتابه
- إن قفازه كان مرشوش من الداخل ببودرة = .. كان مرشوشاً
- ولكنه شعر وكأن شيئا ناعم بارد كالثلج يمسك بساقه ..= ... ناعماً بارداً ..
تحياتي وتقديري

ناديه محمد الجابي
22-08-2012, 12:09 PM
قصة جميلة تغوص في قرار النفس البشرية في لحظات التوتر القصوى.
يقف الخوف من العقاب دائما جنب كل جريمة،
وفي علم الإجرام يقولون ان الجريمة الكاملة مستحيلة.
أمتعتني القصة واللغة السلسة والسرد المتمكن.
تحيتي وكل التقدير.

أشكر لك الغوص الممتع بين حروفى وجمال المرور
شهادة أعتز بها
تحياتى وودى .

ناديه محمد الجابي
22-08-2012, 12:11 PM
من أروع ماقرأت في القصة منذ فترة من عمل متكامل :
لغة وسرد وفكرة وخاتمة جاءت أكثر من رائعة لتقول أن لايوجد جريمة تامة دائما تترك وراءها خيط يقود للحقيقة
أحييك أخت نادية وأصفق بحرارة لهذا الألق المبهر
حقيقة استمتعت هنا
دام ألقك
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

مرور أسعدنى وشهادة أعتز بها
شرفتنى وزنت صفحتى
بل أنا التى استمتعت بالمرور والتعليق
تقديرى وكل إمتنانى .

ناديه محمد الجابي
22-08-2012, 12:16 PM
--------------
أختي الفاضلة ، القاصّة الفذّة نادية
أسعد الله أوقاتك
ما يُميّز هذه القصّة البوليسيّة القصيرة التحكم بخيوط الحدث ، والتشويق والإثارة ، والوصف الدقيق النفسي والحسّي ، والقفلة الطريفة الواقعية في آن .
أظنك قارئة بشغف للقصص ولا سيما البوليسيّة ، لكن لا يكتب قصّة بوليسيّة قصيرة بهذه الحرفية العالية إلاّ أديب قدير فذّ مثلكِ
سقطت بعض الأخطاء اللغوية ، كم كنت أودّ ألاّ تكون لتغدو القصّة كاملة الروعة .
- شعر إنّه قد ابتعد .. = شعر أنّه
- على كل حال فقد كانت عجوز = ... كانت عجوزاً
- ـ لقد افتقد شئ سيفضح سره = ... شيئاً
- وقد إنتابه رعب قاتل = ..انتابه
- إن قفازه كان مرشوش من الداخل ببودرة = .. كان مرشوشاً
- ولكنه شعر وكأن شيئا ناعم بارد كالثلج يمسك بساقه ..= ... ناعماً بارداً ..
تحياتي وتقديري

شكرا لك على قراءة راقية وعميقة
وحضورباذخ وجميل
وأتأسف لكل هذة الأخطاء اللغوية
وأتمنى أن لا أقع فيها فى المرات القدمة
ولكن فى الحقيقة لا أعد
لك منى سيل من التقدير والأمتنان .

وليد عارف الرشيد
22-08-2012, 07:55 PM
قصة بديعة شائقة ماتعة غاصت في أدق تفاصيل بطلها النفسية وشدتني من أول حرف حتى الخاتمة المفاجئة والطريفة .. وصفية عالية وسردية مبهرة
رائعة وأنت مبدعتنا قاصة محترفة
دمت يهذا الألق
مودتي وكثير تقديري وكل عام وأنت بخير

ناديه محمد الجابي
22-08-2012, 10:07 PM
قصة بديعة شائقة ماتعة غاصت في أدق تفاصيل بطلها النفسية وشدتني من أول حرف حتى الخاتمة المفاجئة والطريفة .. وصفية عالية وسردية مبهرة
رائعة وأنت مبدعتنا قاصة محترفة
دمت يهذا الألق
مودتي وكثير تقديري وكل عام وأنت بخير

البديع حقا هو هذا التواجد الثرى بين حروفى
أحمد الله أن حازت قصتى القبول لديكم
تقديرى وإمتنانى لهذا المرور الندى والعطر .

ربيحة الرفاعي
22-11-2012, 01:55 AM
نص قصّي بوليسي الحبكة شائق السرد شهد للكاتبة بحرفية الوصف وعلميّة المتكأ في بناء الصراع الداخلي المحرك للحدث وخلق مبرراته
شدتني القصة ابتداء من العنوان واسعدني تقدم ملحوظ في لغتك أهنئك له

أهلا بك غاليتي في واحتك

تحاياي

نداء غريب صبري
10-01-2013, 08:18 AM
لا يتخلص المجرم من توتره بالانتهاء من جريمته
لهذا يقولون أن المجرم لا بد أن يعود لمسرح الجريمة

قصة جميلة أختي

شكرا لك

بوركت

ناديه محمد الجابي
16-01-2013, 05:44 AM
نص قصّي بوليسي الحبكة شائق السرد شهد للكاتبة بحرفية الوصف وعلميّة المتكأ في بناء الصراع الداخلي المحرك للحدث وخلق مبرراته
شدتني القصة ابتداء من العنوان واسعدني تقدم ملحوظ في لغتك أهنئك له

أهلا بك غاليتي في واحتك

تحاياي

تشرفت بقراءتك النيرة وعبق مرورك
أنعشنى ردك وتراقصت حروفى نشوة وطربا
دمت بروعة .

ناديه محمد الجابي
16-01-2013, 05:48 AM
لا يتخلص المجرم من توتره بالانتهاء من جريمته
لهذا يقولون أن المجرم لا بد أن يعود لمسرح الجريمة

قصة جميلة أختي

شكرا لك

بوركت

يسعدنى حضورك لحروفى عزيزتى نداء
أشكرك على بديع التعليق وجمال القراءة
كل الود والأمتنان .

عبد السلام هلالي
16-01-2013, 06:01 AM
قصتك البديعة هذه ، تقول لنا بفنية كبيرة أن المجرم يقع في شر خوفه !
نجت في جعلي أتتبع (بطل) القصة خطوة خطوة ، حتى أكاد أشعر بنبضه و أخاف لخوفه و كأنني السارق . ههههه
وفي نظري البسيط أن القصة الناجحة تجعلك تعيش أجواءها وتتفاعل معها ، و أجدك نجحت في هذا إلى حد بعيد.
قد قال فيها الذين سبقوني إلى هنا ما تستحق و أثنو عليها بما هي أهل له .
لذلك أكتفي ب أبدعت أيتها القاصة.
تحيتي وتقديري.

ناديه محمد الجابي
07-03-2013, 10:41 AM
في الحقيقة قصتي ليست جديدة , فقد أنزلتها من قبل
ولكني أعيد إنزالها بعد إدخال التصحيحات اللغوية في مدرسة الواحة .



مغامرة ليلية
أََطَّل من النافذةِِ بنظراتٍ متلصَّصة, متفقَّداً الطريقِِ, ولما تأكدُ من خلوِه من المارةِ, تسللَ بخفةٍ ومهارةٍ أكتسبها من كثرةِ الممارسِة ممسكاً بحافة النافذة بيدٍ من حديدِ ــ ثم قفز قفزةٌ ,أسقطته وسط الشارعِ بهدوء .
كانت الساعة الواحدة بعد منتصف الليلِ, والطريق يسبح في ظلام كثيف لليل قد فقد قمرُه .. وقفَ الرجلُ ملتصقاً بالمبنى بضعُ لحظاتٍ, مصيخاً السمع لأي صوت أو حركة, فلم يسمع سوى دقات قلبه الذي تعالت ضرباته بين ضلوعه في عنف وقوة .
بدأ يركض باتجاه منزله بسرعة, ممسكًا بزمامِ حقيبته الجلدية الصغيرة, المعلقة برقبتهِ, والمتدلية علي كتفهِ ـ وعندما شعَر أنه قد ابتعد قدرا كافياً عن المكانِ, بدأت خطواته تهدأ ,وبدأ ذهنُه يسترجع تلك اللحظات العصيبة التي واجهها منذ قليل ...
بدت له العملية سهلة للغاية في البداية ـ فالشقة التي هاجمها في الدور الأولِ لعمارةٍ تقع في حي هادئٍ جداً .. هدوءاً يؤمن له العودة في سلامِ .
سار كلُ شيءٍ في البداية علي ما يرام ـ فقد اقتحم البيتُ بسهولةٍ متسلقاً أنابيب المياهِ وممسكاً بحافِة النافذةِ , التي عالجها بآلةٍ حادةٍ دقيقٍة حذق في استخداِمها لكثرة تجاربه ... دخل إلى الغرفِة .. فتشها بسرعة .. كان حظه حسناً فقد عثر على ثروةٍ ضخمة ـ كمية كبيرة من الحُلي والمصوغات الذهبيةٍ أهمل أصحابها إخفائُها كما ينبغي ..
فتح حقيبته الجلدية ـ أخذ يملؤها بغنيمته بسرعة .. ولكنه وعلى غير توقع منه سمع أنفاساً لاهثةً وراءه وغمر الضوءِ الغرفة فجأة وصاح صوتٌ مرتعش ...... من هناك ؟!!!
كانت لحظات حرجة وكان لابد وأن يتحرك بسرعة ــ وقبل أن تطلق العجوُز الواقفة أمامه صرخةً تكون فيها نهايته هجم عليها مطبقاً على فمهِا ــ ولكن تلك العجوز كانت أقوى مما توقع, وقد دفع فيها الرعبُ قوةً جبارةً, جعلتها تقاومه في عنفٍ واستماتة, فلم يشعر بنفسه إلا وقد أغمد في صدرها آلتُه الحادٍة ـ فوقعت جثٌة هامدة على الأرضِ .
استعاد اللص هذه اللحظات ـ ارتسمت على شفتيه ابتسامةً خبيثةً .. قال في نفسه محدثاً شبح ضمير استطاع أن يقتله منذ سنوات عديدة مضت ... المهم أني نجوت الآن بنفسي وبغنيمتي ـ وقد كان موتُ العجوِز ضرورياً لسلامتي .. لم تكن غايتي قتلها ولكن القدر هو الذي أراد ذلك ـ وعلى كل حال فقد كانت عجوزاً مآلها إلى الموتِ إن لم يكن اليوم فغدا..
كل ما فعلته أنني اختصرت لها الطريق ..
عاد اللص إلى منزله ـ أشعل ضوءاً صغيراً, وبدأ يفرغ محتوياتَ حقيبتِه الجلديةِ, وبنظرةٍ تملؤها الدهشةَ والخوفَ أخذ يبحث عن شيء ما ـ بعثر محتوياتَ الحقيبةِ ..أفرغ جيوبه كلها ـ لقد افتقد شيئاً سيفضح سره ..
لقد عثر على زوجٍ من قفازه البلاستيكي الشفاف , ولم يجد الآخرَ..
وقف اللصُ في وسطِِ الغرفة, وقد انتابه رعبٌ قاتلٌ .. إن قفازه كان مرشوشاً من الداخلِ بمسحوقِِ التلكِ لابد وأن القفازَ المفقودِ يحمل الآن صورةٌ دقيقة لبصماتِ أصابعه..تلك البصمات التي يعرفونها جيداً .. هناك في مركزِ الأمنِ .. فقد زارهم من قبل عدة مرات ـ ولكن هذه المرة هناك حبل يتأرجح في انتظار رقبته ...
ارتعدت فرائصُه عندما تذكر نظرة الرعبِ في عيني العجوزِ وهو يحاول إسكاتُها ولكن ارتعاده زاد أكثر عندما أدركَ إنه لابد أن يعود ثانية إلى هناكِ .. حيث ترقد ضحيته ..
وبخطواتٍ مرتعشةٍ وفكر مشوش لا يعرف الاستقرارَ عاد من جديدٍ في نفسِ الطريقِِ .. وصل المكانَ المقصودِ وبأطرافٍ مرتجفةٍ تسلق الأنبوبُ ـ ووصل إلى النافذةِ .
مازال كل شيء كما هو ــ والهدوء يشملُ المكانَ ويغرقُ في ظلامٍ دامسٍ.
أضاء مصباحَه الصغير .. وجد الجثة مكومة على الأرضِ كما تركها منذ قليل ..أصابه شعور مميت بالندمِ والرعبِ ..
سلط الضوءَ نحو الجثِة باحثاً حولها عن قفازِه الضائع ..جمد الدمُ في عروقِه فقد خيل إليه أن العينين تتحركان صوبه ..
أبعد عن ذهنه هذه الفكرة بسرعة .. حاول أن يجمع شتاتَ نفسه ..قلب الجثُة ليبحث عن قفازِه تحتها ـ ولكنه شعرَ وكأن شيئاً ناعماً بارداً كالثلجِ يمسك بساقِه ..
انتابته حالةٌ هستيرية فظل يصرخ ويصرخ .. ولم يهدأ إلا بعد أن تجمع حوله الجيران وأمسكوا به وبلغوا الشرطة .
مد اللص يديه في استسلام للشرطي ليضع فيهما قيده الحديدي .. ولكن عينيه تجمدتا على شيء ما ـش فقد كانت إحدى يديه ما تزال مرتدية زوج القفاز الذي بحث عنه طويلا .

عبد السلام دغمش
07-03-2013, 12:07 PM
الأخت نادية الجابي
اكثر ما ميّز النص - في نظري- كانت البداية، حيث انتقل المشهد الهادئ للصٍّ يتجوّل في الشارع الى مشهد سطوٍ مرت عليه دقائق انتهى بجريمة قتل..
النص يشبه ما كنا نقرأه سابقاً في الجرائم لكن الأسلوب هنا كان مشوّقاً
الخوف من المجهول قاد السارق الى حتفه..عندما يغيب الوازع وتسود فلسفة الطمع
تحياتي

أهملَ أصحابُها إخفاءَها

آمال المصري
07-03-2013, 02:50 PM
يقولون دائما أن المجرم يترك وراءه دليل وأن ليس هناك جريمة تامة
ونصك الجميل هذا أخت نادية يترجم تلك المقولة في رداء أدبي شائق يجذب المتلقي مع تصاعد الأحداث
بوركت واليراع
ولك أعذب التحايا

كاملة بدارنه
07-03-2013, 03:22 PM
سلط الضوءَ نحو الجثِة باحثاً حولها عن قفازِه الضائع ..جمد الدمُ في عروقِه فقد خيل إليه أن العينين تتحركان صوبه ..
أبعد عن ذهنه هذه الفكرة بسرعة .. حاول أن يجمع شتاتَ نفسه ..قلب الجثُة ليبحث عن قفازِه تحتها ـ ولكنه شعرَ وكأن شيئاً ناعماً بارداً كالثلجِ يمسك بساقِه ..
انتابته حالةٌ هستيرية فظل يصرخ ويصرخ ..
تصوير معبّر عن الحالة التي عاشها السّارق جاء بلغة مشوّقة
سرد جاذب وقفلة موفّقة.
يبدو أنّ السّارق لايزال ضميره حيّا، وحالة الخوف التي عاشها مع الحادثة وبعدها أنسته ما بيده
قصّة واقعيّة هادفة
بوركت
تقديري وتحيّتي
(همسة: البيتَ - إخفاؤها - الأنبوبَ - آلتَهُ - ابتسامةٌ خبيثةٌ - إسكاتَها )

ناديه محمد الجابي
07-03-2013, 08:52 PM
الأخت نادية الجابي
اكثر ما ميّز النص - في نظري- كانت البداية، حيث انتقل المشهد الهادئ للصٍّ يتجوّل في الشارع الى مشهد سطوٍ مرت عليه دقائق انتهى بجريمة قتل..
النص يشبه ما كنا نقرأه سابقاً في الجرائم لكن الأسلوب هنا كان مشوّقاً
الخوف من المجهول قاد السارق الى حتفه..عندما يغيب الوازع وتسود فلسفة الطمع
تحياتي

أهملَ أصحابُها إخفاءَها

الأخ/ عبد السلام دغمش
دائما ما تكرم نصوصي بعبورك
وتشرفني بطيب حضورك, وكريم تعليقاتك
فبارك الله فيك, وشكرا جزيلا لك
وتسلم علي التصحيح.

ناديه محمد الجابي
07-03-2013, 08:56 PM
يقولون دائما أن المجرم يترك وراءه دليل وأن ليس هناك جريمة تامة
ونصك الجميل هذا أخت نادية يترجم تلك المقولة في رداء أدبي شائق يجذب المتلقي مع تصاعد الأحداث
بوركت واليراع
ولك أعذب التحايا

بوركت عزيزتي أمال لقراءتك الجميلة, وذائقتك الراقية
أعتز دائما برأيك .. حفظ الله قلبك.
وأتمنى لو سمحت إدماج الموضوعين الأول والثاني
ولك جزيل الشكر .

ناديه محمد الجابي
07-03-2013, 09:01 PM
تصوير معبّر عن الحالة التي عاشها السّارق جاء بلغة مشوّقة
سرد جاذب وقفلة موفّقة.
يبدو أنّ السّارق لايزال ضميره حيّا، وحالة الخوف التي عاشها مع الحادثة وبعدها أنسته ما بيده
قصّة واقعيّة هادفة
بوركت
تقديري وتحيّتي
(همسة: البيتَ - إخفاؤها - الأنبوبَ - آلتَهُ - ابتسامةٌ خبيثةٌ - إسكاتَها )

أستاذة كاملة ..
لقراءتك ألق ينير زوايا النص
ولحضورك عبق ينعش القلب إمتنانا
لا حرمني الله من جميل حضورك .

أشكر لك التصحيح وللأمانة التشكيل من عندي, لم أعرضه علي المدرسة
فأنا المسؤولة عن الأخطاء التي ستقل إن شاء الله مع الوقت.

خلود محمد جمعة
25-10-2014, 03:39 PM
سرد مغناطيسي شائق جذبنا من البداية وحتى النهاية التي لم تخلو من طرفة هادفة
وصف دقيق للحدث والتفاعلات النفسية بحرف يزداد جمالا
متجددة في البهاء
تقديري وكل المودة
:014::014::014:

ناديه محمد الجابي
26-10-2014, 08:32 PM
سرد مغناطيسي شائق جذبنا من البداية وحتى النهاية التي لم تخلو من طرفة هادفة
وصف دقيق للحدث والتفاعلات النفسية بحرف يزداد جمالا
متجددة في البهاء
تقديري وكل المودة
:014::014::014:

تتطاول حروفي بهجة وتتيه خيلاء
بعبيركم الذي تنثريه هنا
مرور ودود من مبدعة جميلة
لك التحايا العاطرات. :0014::014:

عباس العكري
24-07-2016, 12:49 PM
https://2.bp.blogspot.com/-JPMb_U136kA/V5SdA8K9-_I/AAAAAAAAD6w/TmCDLyuCUT420sT3nludn1tLbeCjunxLwCLcB/s1600/%25D8%25B4%25D8%25B1%25D9%258A%25D8%25AD%25D8%25A9 1.PNG

https://2.bp.blogspot.com/-_aFZ_yqyip4/V5SdArnbV8I/AAAAAAAAD6s/LeXmg5pWAL8fH3pfRmb5beZYliw0BbaPACLcB/s1600/%25D8%25B4%25D8%25B1%25D9%258A%25D8%25AD%25D8%25A9 2.PNG

ناديه محمد الجابي
24-07-2016, 10:02 PM
أخي الفاضل/ عباس العكري
لا أعرف على أي منهما أشكرك أكثر
على ذلك الإطار الفني الذي تضع فيه أعمالي فتظهرها بشكل جديد وجميل
أم على بحثك بين القديم لتخرج هذه الأعمال القديمة إلى الصفحة الأولى
كثير امتناني لبهاء وجودك الزاخر بالرقة فتراقصت له حروف النص نشوة وطربا
تحياتي وتقديري. :hat::v1::0014: