المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أحبكما معا



يوسف الصالحي
07-03-2013, 06:35 PM
إنّي أحبّكما معَا،
كِلْتاكُمَا،
تَحْتَلُّ في أغْوَار رُوحي مَوْقِعَا.

إنّي عشِقْتُكما معَا
كلْتاكُما غَرَزَتْ أظافِرَها الأنيقَةَ مِبْضَعَا،
تَجْتَزُّ دونَ مُسَكِّنٍ
مِن نبْض قلبي مَقْطعَا،

كلتاكما
ضَمَدَتْ أنامِلُها جُروحي،
ثُمّ اسْتَكَانَتْ مِلْءَ روحي،
ولنَفْسها بَسَطَتْ بقلبي مَرْتعَا.

يا ليْتَ شِعري كيف أبدو ناسكًا مُتَوَرِّعَا
وأنَا بعِشْقِكُما، هجَرْتُ معابدا وكنائسا وجوامعَا،
وعلى مهَبّ الرّيح، علّقْت عَباءَة مِلّتي،
وتَركْتُ سهْوًا باب قلْبي، للمَفَاتِن مُشْرعَا

روحي مُمَزّقة، وقلْبي حائرٌ،
ورَسائِلي صارت تضُخُّ مع الجَحيم مَواجِعَا.

يا ليْتَ شعري كيف يَغْدو رائعَا
شَنْقي بحَبْلِكما معَا!
ويصير موْتي، تحْت مِقْصَلة الصّبابة مُمْتعَا،
فأنَا أحبّكُما معَا،
وأنا عشِقْتُكما معَا.

نَبَضَات قلْبي، مِنْ ضَراوَتها تُهشِّم أضْلُعي
وقصائدي،
عَبثًا تُحاول أنْ تُرَتِّلَ مطْلَعَا،
وأخافُ ألاّ ينْتقي
شِعْري لأنّاتي وآهاتي شِعَارا مُقْنعَا،
فَيَهُدّ في بحْر التّجاذُب بيْن حبّكما معَا:
شَطْرًا هُنا، وهناك يَنْسِف مَقْطعَا،
فَيَكون حَظّي أنْ أضيعَكُما معَا.

إنّي أحبّكما معَا،
ضِدًّا على كلّ الشّرائِع والقِيَمْ..
ضدّا على كلّ المَواثيق التّي
صارتْ بحُكْم التّعَوّد واقعَا.
فأنَا بحبّكما أثور وأنتقمْ،
وأنا بعشقكما معَا
أسْتَلُّ قلبي، من بَراثينِ العَدمْ؛
وأُصارعُ الخَوفَ..
أصارع الزّيْفَ..
وعَوْلَمَة القِيَمْ.

كُونَا مَعي..
كونا معي
في الموْعدِ،
فغَدًا، ستَبْزغ منْ جِدار الصّمْت لَحْظة موْلِدي؛
وأنا أعضُّ على يدي،
كيْ لا أبدّد فرْحتي
بصرخَتيْن منَ الألمْ،
وأنا أُشَمِّرُ ساعدي
كيْ لا ألين وأنهزمْ.

فأنَا أحبّكما معَا،
والحبّ يَأبى أنْ يَدينَ ويَخْضَعَا..
والحبّ يَأبى أنْ يَصير تَواضُعا.
فأنا عشقتكما معا.

كونا معي..
كونا معي،
مَهْمَا اسْتخَفّ العابِثون بقصّتي، وبأدْمُعي،
كونا معي؛
لا تيْأسا منْ واقعي،
لا تذْبَحا خَلْف التّفَاصيل الصّغيرة حُلْم طفْل مُبْدعِ،
فأنا على شُرُفَات حبّكما، أُشَيّدُ مَوْقِعي،
وعَلَى رَصيفِ العِشْق بينكما، أُشَكّلُ مَضْجَعي.

كونا معي..
كونا معي،
فأنا بعشقكما أَصُوغُ شَرائعي
وتَوَجّهي،
وثَقافَتي
ومَراجِعي...

عَبثًا أحاول أنْ أُقَلّصَ مَطْمَعي
وخَسارتي،
ومَفاجِعي
ومَواجِعي...

عبثًا أحاول أن أكَسّر في عُبابِ العِشْق، ثَوْرة مَوْجتي؛
عبثا أحاول أن أحدّد وِجْهَتي،
فَأقود أشْرعَتي وأجْنِحَتي إلى شَطِّ التّي
بَيْنَكُما حقًّا تَصون كَرامَتي.
لكّنني منْ فَرْط حبّكما معَا..
منْ فرط عشقكما معَا،
بيَديّ حطَّمْتُ مَجاديف السّفينة، ثمّ مزّقْت الشراعْ،
وترَكْتُ قلبي تائِهًا مترَنّحَا،
يرْتَجُّ بينكما معَا
كَقارَب أضْحى مَع الأمْواج وَحْده في صراعْ،
قد رَنَّحَتْهُ العاصِفاتُ، وغاصَ في لُجَجِ الضّياعْ.

كونا معي..
كونا معي،
فأنا أحبكما، وبينكما أُوَزِّعُ بالتّساوي أدْمُعي،
ومَشاعِري
وعَواطِفي
وهَواجِسي
ووَساوِسي...
كونا معي
كونا معي
كونا معي...

يا لَيْتَ شِعْري هلْ غَدوْتُ مُخادعَا،
أمْ أنّ حبّكما معَا
يحتاج قلبًا مُبدعَا؟
كمْ كانَ فظّا غاشمًا،
هذا الذّي
شَرَعَ القَوانين وأصْبَح قُدْوةً
للْعاشقين ومَرْجعَا.
هذا الذّي جَعَلَ الحقيقة خالده،
جعل المشاعر بارده
جعل العشيقة واحده...
فأنا أحبّكما معَا..
وأنا عشقتكما معَا.

عبدالكريم شكوكاني
07-03-2013, 08:22 PM
وأنا عشقت هذه القصيدة

ولي عودة لها لأتمعن بها أكثر

آمال المصري
07-03-2013, 10:07 PM
سلسة مطواعة الحرف والبوح الرقراق ... جميلة شعرا وشعورا
بوركت شاعرنا الفاضل واليراع
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

يوسف الصالحي
10-03-2013, 10:36 PM
الشاعر الفاضل عبد الكريم شكوكاني
وأنا عشقت مرورك الكريم
أنتظر عودتكم إلى القصيدة بصبر وترقب
حتى أستفيد من ملاحظاتكم السديدة
تحياتي

يوسف الصالحي
10-03-2013, 10:40 PM
الأديبة الرقيقة آمال المصري
مرورك العذب يسيج قصيدتي بسياج من الزهر والاقحوان
لك مني أحلى تحية

د. سمير العمري
14-03-2013, 11:15 AM
شعر يهدر بالشعور حتى ليخفق القلب معه قوة وتأثرا. ورأي في العشق جريء وقد لا يروق للكثير أقصد الكثيرات.

ورغم غلبة الشعور على الشعر إلا أن الجرس كان ممتعا والانسياب كان مميزا حقا وإن كنت وددت لو لم تكثر من تكرار كونا معي رغم أهمية التكرار في بعض المواضع.

هذا وقد استوقفني في النص بعض مواضع خانك فيها الجرس كما يلي:

صارتْ بحُكْم التّعَوّد واقعَا.

وأُصارعُ الخَوفَ..
أصارع الزّيْفَ..
وعَوْلَمَة القِيَمْ.

بَيْنَكُما حقًّا تَصون كَرامَتي.

بيَديّ حطَّمْتُ مَجاديف السّفينة، ثمّ مزّقْت الشراعْ،

كَقارَب أضْحى مَع الأمْواج وَحْده في صراعْ،


تقديري

يوسف الصالحي
27-03-2013, 07:11 PM
الدكتور سمير العمري
أمير الواحة
إلياءكم لقصائدي هذا الاهتمام جعلني أنظر إلى كتاباتي بطريقة جديدة وأكتشف فيها أشياء لم أكن أرها فيما سبق
شكرا لدعمكم وتحفيزكم
وشكرا للواحة التي فتحت امامي آفاقا جديدة ورحبة أطل من خلالها بقصائدي على عالم جديد
أعدكم أنني سأعمل بملاحظاتكم وتوجيهاتكم ما استطعت إلى ذلك سبيلا
مع أخص تقديري

براءة الجودي
28-03-2013, 09:03 AM
إنّي أحبّكما معَا،
كِلْتاكُمَا،
تَحْتَلُّ في أغْوَار رُوحي مَوْقِعَا.

إنّي عشِقْتُكما معَا
كلْتاكُما غَرَزَتْ أظافِرَها الأنيقَةَ مِبْضَعَا،
تَجْتَزُّ دونَ مُسَكِّنٍ
مِن نبْض قلبي مَقْطعَا،


أعجبتني الصورة هنا جدا فقد ابدعت في رسمها وصورت لنا قسوة الألم تمهيدا للبركان الثائر في الابيات التي تليها
أعجبني الصدق وقوة العاطفة التي تُغرق القارئ فيها حتى لو حاول دفعها .
تحياتي لتمكنك وإجادتك .

يوسف الصالحي
03-04-2013, 09:19 PM
الشاعرة الجميلة براءة الجودي
سعيد بمرورك
كلماتك الدافئة أنعشت روحي وفتحت شهيتي للكتابة والمتابرة
لك مني أجمل تحية

فاتن دراوشة
04-04-2013, 08:10 AM
فليكن الله بعون قلبك يا أخي

فالقلب يحترق بعشق واحد

قصيدة بهيّة الحسّ والمشاعر

سلسة ورقيقة

مودّتي

يوسف الصالحي
14-04-2013, 08:02 PM
الشاعرة فاتن دراوشة
لو تعلمين سيديتي مدى لوعتي واحتراقي
فأنا أحب النساء جميعا
بدون استثناء
فهن النور الذي ينير طريق حياتنا في هذا الظلام الشامل
سررت بمرورك سيدتي
وشكرا على كلماتك الطيبة

محمد ذيب سليمان
15-04-2013, 01:15 PM
شكرا ايها الشاعر على هذه الشاعرية المتدفقة
والنسج الجميل المعبير عن خلجات قلب
نص مورق
مودتي

يوسف الصالحي
25-04-2013, 09:38 PM
الشاعر محمد ديب سليمان
لقد أورقت قصيدتي بإطلالتكم البهية
شكرا لكم أيها الشاعر المبدع
تحياتي

ربيحة الرفاعي
07-05-2013, 10:40 PM
روحي مُمَزّقة، وقلْبي حائرٌ،
ورَسائِلي صارت تضُخُّ مع الجَحيم مَواجِعَا.
يا ليْتَ شعري كيف يَغْدو رائعَا
شَنْقي بحَبْلِكما معَا!
ويصير موْتي، تحْت مِقْصَلة الصّبابة مُمْتعَا،
فأنَا أحبّكُما معَا،
وأنا عشِقْتُكما معَا.


معزوفة حلوة على وتر لم يسبق العزف عليه بهذا الجمال
ولغة رشيقة رائقة

كأني بالتفعيلة فرّت من شاعرنا في غير موقع منها كما في

وعلى مهَبّ الرّيح، علّقْت عَباءَة مِلّتي
صارتْ بحُكْم التّعَوّد واقعَا.
وأُصارعُ الخَوفَ..
أصارع الزّيْفَ..
وعَوْلَمَة القِيَمْ.
بيْنَكُما حقًّا تَصون كَرامَتي.



دمت شاعرنا بألق

تحاياي

يوسف الصالحي
21-05-2013, 04:25 PM
روحي مُمَزّقة، وقلْبي حائرٌ،
ورَسائِلي صارت تضُخُّ مع الجَحيم مَواجِعَا.
يا ليْتَ شعري كيف يَغْدو رائعَا
شَنْقي بحَبْلِكما معَا!
ويصير موْتي، تحْت مِقْصَلة الصّبابة مُمْتعَا،
فأنَا أحبّكُما معَا،
وأنا عشِقْتُكما معَا.


معزوفة حلوة على وتر لم يسبق العزف عليه بهذا الجمال
ولغة رشيقة رائقة

كأني بالتفعيلة فرّت من شاعرنا في غير موقع منها كما في

وعلى مهَبّ الرّيح، علّقْت عَباءَة مِلّتي
صارتْ بحُكْم التّعَوّد واقعَا.
وأُصارعُ الخَوفَ..
أصارع الزّيْفَ..
وعَوْلَمَة القِيَمْ.
بيْنَكُما حقًّا تَصون كَرامَتي.



دمت شاعرنا بألق

تحاياي

الشاعرة الكبيرة والأستاذة الجليلة ربيحة الرفاعي
شكرا لك على هذه الكلمات الطيبة الجميلة
أعدك بتصحيح الاخطاء العروضية في القصيدة حالما تسمح الظروف بذلك
شكرا على نصائحك الغالية
دمت بألق