تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الثورة السورية و الصوفية!



عبده فايز الزبيدي
08-03-2013, 12:26 AM
قرأت مقالا عنوانه (فلاش) غمزت فيه صاحبته مِن قناة مَن يقف بصدق مع أهلنا و إخواننا أهل سوريا
في ثورتهم السنية المباركة ضد نظام آل الأسد البعثي النصيري الرافضي و لا غرو فقد درج المتصوفة
بالركون إلي الظلمة ما دامت أنظمتهم توفر لهم المناخ الرحب لممارسة طقوسهم من عبادة أضرحة الأولياء
و إظهار الشركيات في الدعاء و الذبح و التوكل حول مزاراتهم التي جاء الشرع صراحة بذم فاعليها حيث قال:
(إن الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء)،
و حتى لا نلقي الكلام على عواهنه فسنذكر موقف المتصوفة من قضايانا و من ذلك الثورات العربية و التي على رأسها ثورتنا في سوريا:

(1)
الدور المشبوه لمؤسسة طابه الصوفية في مرحلة الربيع العربي
الصوفية - الشيخ/ أسامة شحادة
المصدر: http://www.alsoufia.com/main/articles.aspx?article_no=3614
تمهيد

منذ مطلع الثمانينيات من القرن الماضي والصحوة الإسلامية محط أنظار دوائر صنع القرار في العالمين الغربي والشرقي، وذلك من أجل فهم الصحوة الإسلامية والوصول لمفاتيح التعامل معها بما يحقق المصالح الغربية أقيمت آلاف الندوات والمؤتمرات لذلك، وأصبح هناك الكثير من الباحثين والمؤسسات المتخصصة بدراسة وبحث الصحوة الإسلامية.

وكانت الخلاصة المركزية التي تم الوصول لها هي: المد الإسلامي أو الإسلام السياسي- بتعبيرهم- قادم لا محالة وسيكون في كرسي الحكم ولا بد من التعامل معه كأمر واقع لا مرد له، ومن ناحية أخرى لا بد من دعم ورعاية اتجاهات إسلامية بديلة أكثر قابلية للتعاون أو التهاون مع المصالح الغربية، والمرشح الوحيد كان التيار الصوفي بتنوعاته وتلوّناته.

ودعم التيار الصوفي من قِبل الغرب كان أمراً واضحاً لكل المراقبين، فهذا د.عبد الوهاب المسيري يقول: "ومما له دلالته أن العالم الغربي الذي يحارب الإسلام، يشجع الحركات الصوفية، ومن أكثر الكتب انتشاراً الآن في الغرب مؤلفات محيي الدين بن عربي وأشعار جلال الدين الرومي"(1).

ويقول فهمي هويدي: "وفي حين تُطرح العلمنة حلا لمشكلة الأمة الإسلامية‏,‏ فإن التقرير - تقرير راند- لا يخفي دعوة صريحة إلى تشجيع التصوف‏,‏ وهو ما يعد نوعا من الدعوة إلى التعلق بما يمكن أن نسميه بـ "الإسلام الانسحابي" الذي يقلص التدين في دائرة روحية لا يتجاوز حدودها‏,‏ فهو يتحدث صراحة عن أهمية تعزيز الصوفية وتشجيع البلدان ذات التقاليد الصوفية القوية على التركيز على ذلك الجانب من تاريخها‏,‏ وعلى إدخاله ضمن مناهجها الدراسية‏,‏ بل ويلح على ذلك في عبارة أقرب إلى الأمر تقول‏:‏ لابد من توجيه قدر أكبر من الانتباه إلى الإسلام الصوفي"(2)‏.‏

ويقول دانيال بايبس -وهو من أشد مناوئي الإسلام اليوم-: "الغرب يسعى إلى مصالحة التصوف الإسلامي، ودعمه لكي يستطيع ملء الساحة الدينية والسياسية وفق ضوابط فصل الدين عن الحياة، وإقصائه نهائياً عن قضايا السياسة والاقتصاد"(3).

ومما يحسن التنبيه عليه هنا ملاحظة د. إسماعيل الفاروقي وزوجته لويس لمياء في كتابهما (أطلس الحضارة الإسلامية)(4) عن قوة انتشار الصوفية بين المسلمين الجدد البيض في الغرب، حيث أن الخواء الروحي بسبب المادية الطاغية جعلت الكثير منهم يقبل على التصوف، وقد أصبح كثير من هؤلاء المسلمين في موقع التوجيه سواء للغرب أو العالم الإسلامي بسبب خلفيتهم الثقافية العالية مثل روجيه غارودي(5) ومراد هوفمان(6)، مما يفتح المجال للبحث عن تأثير هؤلاء المسلمين الجدد المتصوفة في سياسة الغرب على غرار دور الشيعة المتغربين في سياسة الغرب تجاه إيران وقضايا التشيع كأمثال: والي نصر، تقي راي، تريتا بارسي، فؤاد عجمي، كنعان مكية.

مؤسسة طابة:

طابة هي مؤسسة صوفية مقرها في أبو ظبي بدولة الإمارات، أسسها ويديرها الداعية الصوفي اليمني علي الجفري، والمؤسسة جاءت لتصبغ النشاط السابق لسنوات، للجفري ومن معه، بصبغة رسمية.

تعرف المؤسسة على نفسها في موقعها الإلكتروني(7)، بما يلي: "مؤسسة طابة هي مؤسسة غير ربحية تسعى إلى تقديم مقترحات وتوصيات لقادة الرأي لاتخاذ نهج حكيم نافع للمجتمع بالإضافة إلى إعداد مشاريع تطبيقية تخدم المثل العليا الخالدة لدين الإسلام وتبرز صورته الحضارية المشرقة؛ ومن خلال ذلك نضع مقاييس جديدة ومعايير قِيَميّة لأنظمة العمل المؤسساتي".

ورؤية المؤسسة والتي تنص على: "إعداد الدراسات والكوادر والمؤسسات لتطوير خطاب إسلامي واضح وإيصاله للعالم بأسره بطريقة تؤدي للإدراك".

فهي إذاً مؤسسة تتعامل مع قادة الرأي وصناع القرار، ومعلوم أن مثل هذه الخطوة تعتبر من أعلى درجات التركيز للتغيير الشامل والرسمي والسريع!!

أما المجلس الاستشاري الأعلى لمؤسسة طابة فهو يجمع أقطاب الصوفية في المنطقة، وهم:

1- د. محمد البوطي، رئيس قسم العقائد والأديان في كلية الشريعة بجامعة دمشق.

2- د. عبد الله بن بيّه، رئيس مركز التجديد والترشيد (لندن)، وهو من موريتانيا لكنه مقيم بالسعودية.

3- د. علي جمعة، مفتي الديار المصرية.

4- الحبيب عمر بن حفيظ، مؤسس وعميد دار المصطفى باليمن.

وكان معهم د. نوح القضاة رحمه الله، مفتي عام الأردن الذي توفي عام 2010.

ويلاحظ أن هؤلاء هم أعمدة الصوفية في سوريا ومصر والأردن واليمن والسعودية وموريتانيا، ويشير موقع المؤسسة (طابة) إلى أن أعضاء المجلس الاستشاري حصلوا على مراتب متقدمة ضمن الشخصيات الإسلامية الأكثر تأثيراً في العالم لعام 2011، بحسب تقرير المركز الملكي للبحوث والدراسات الإسلامية بعمان بالتعاون مع مركز الأمير الوليد بن طلال للتفاهم الإسلامي المسيحي بجامعة جورج تاون.

وقد جاء ترتيب د. علي جمعة رقم 12، ود. البوطي رقم 20، ود. عبد الله بن بيه رقم 31، ثم الحبيب عمر بن حفيظ رقم 37، أما علي الجفري فكان رقم 42 ضمن التقرير.

ومن الشخصيات غير العربية في مؤسسة طابة: الأمريكي الشيخ جهاد هاشم براون أحد أعضاء مجلس إدارة مؤسسة طابة وكبير أعضاء مجلس الأبحاث في المؤسسة، بعد أن شغل منصب مدير الأبحاث لعدة سنوات في مرحلة التأسيس.

وهو دارس لعلم النفس ودراسات الشرق الأدنى من جامعة روتجرز بولاية نيو جيرسي عام 1994، ثم توجه للدراسات الشرعية على يد عدد من العلماء مثل: أديب محمد كلاس، د. البوطي، وله نشاط واسع بالتدريس وإلقاء المحاضرات والبرامج التلفزيونية الفضائية في الغرب.

الدور المشبوه لمؤسسة طابة:

مما سبق يتبين لنا وجود توجه سياسي غربي معلن بدعم التصوف كبديل عن الصحوة الإسلامية، وكحليف مضمون الولاء للمصالح الغربية، ويتبين لنا أن صوفياً نشيطاً وهو علي الجفري قد أقام مؤسسة صوفية تجمع أقطاب التصوف وتسعى للوصول لقادة الرأي وصناع القرار والتأثير فيهم من جهة، وتعمل على بناء كوادر متخصصة لذلك من جهة أخرى.

وبمتابعة بعض نشاطات المؤسسة والبارزين فيها تبين:

* وجود علاقات لهذه المؤسسة مباشرة وغير مباشرة مع الغرب والدوائر السياسية فيه تحديداً.

* السعي الحثيث لترسيخ وجهات نظر ومفاهيم تصب في صالح المصالح الغربية.

* وجود ممارسات شاذة عن الخط الإسلامي يفرح بها الغرب.

* دعم الأنظمة القمعية ضد شعوبها والتيارات الإسلامية.

* شرعنة التطبيع السياسي والديني مع إسرائيل.

ويبدو أن الربيع العربي والذي فاجأ الغرب والأنظمة العربية قد عدل قليلاً من دور الصوفية في هذه المرحلة، فبعد أن كان الرهان على التصوف كبديل للحركات الإسلامية عند الغرب، وجد الغرب نفسه أمام أمر واقع بوصول الإسلاميين لسدة الحكم، فقرر بواقعية وعقلانية التعامل معهم وعدم تضييع الوقت بخلاف الأنظمة العربية، فتم عقد مؤتمر لمؤسسة كارنيغي في واشنطن بتاريخ (5/ 4/ 2012) والذي جمع ممثلي الإخوان المسلمين من مصر وتونس وليبيا والأردن مع الساسة الأمريكان، وهذا لا يعني عدم مواصلة دعم ورعاية التصوف ليكون له موضع مستقبلا في الساحة السياسية(8).


أما الأنظمة العربية فيبدو أنها أخذت بخيار تفعيل وتسريع الرهان على التصوف في وجه الحركات الإسلامية، وقد تنوعت طرائقهم في ذلك، ففي سوريا الدور المطلوب هو إخماد الثورة، وفي مصر حجز مكان في الساحة السياسية، وفي الأردن محاولة إيجاد منافس لجماعة الإخوان.

نشاطات مشبوهة للمؤسسة والقائمين عليها:

1- مشاركة الجفري في المؤتمر العالمي للطرق الصوفية، مؤتمر (سيدي شقير) بالمغرب عام 2004 بحضور مندوب أمريكي(9).

حيث كان الجفري رئيسا للوفد الحضرمي في هذا المؤتمر الذي يتزعمه اللبناني النقشبندي هشام قباني والذي يعد حلقة الوصل الأساسية بين الإدارة الأمريكية والأوساط الفكرية الغربية وبين الطريقة النقشبندية الصوفية التي يتزعمها الشيخ (ناظم الحقاني) المقيم في قبرص(10).

وقد شارك في المؤتمر مع الجفري وشيوخ الطرق الصوفية: الأمريكي "داود كيزويت" رئيس اللجنة المغربية الأمريكية للتعاون الثقافي والتربوي، وبعض النساء غير المحجبات!!

2- خرق الجفري لقرار العلماء بمقاطعة الدنمارك بسبب الإساءة للنبي صلى الله عليه وسلم.

فرغم اتفاق العلماء على مقاطعة الدنمارك للضغط عليها لتقديم اعتذار عن الإساءة للنبي صلى الله عليه وسلم بالرسوم الكاريكاتيرية، إلا أن الجفري شارك مع عمرو خالد وطارق السويدان بخرق ذلك وزيارة الدنمارك وعقد مؤتمر حوار معهم!! وذلك في عام 2006م.

وقد علق د. القرضاوي على هذه الخطوة المستفزة بقوله: "إن هذا يشبه قول أحدهم لك (اللعنة على أبيك)، وردك عليه بالقول: (من فضلك لنتحاور)"، وأضاف أنه "قبل أن يدعونا إلى الحوار ندعوهم إلى الاعتذار".

3- عيادة الجفري للبابا شنودة بسبب مرضه، مع أنه لم يزر كثيراً من العلماء المسلمين!!

نشر موقع الجفري خبر زيارته للبابا شنودة في 6/ 10/ 2009م، وأنه صرح لقناتي أغابي وCTV المسيحيتين أن زيارته للمقر البابوي "جاءت للاطمئنان على صحة قداسة البابا بعد عودته من رحلته العلاجية بالخارج من ناحية، ولأننا من ناحية أخرى أبناء منطقة واحدة نجتمع على قواسم كثيرة مشتركة...".

وأشاد الجفري بشنودة وما يوصف به من أنه "بابا العرب"؛ بأن "كثيراً من الألقاب تأتي ثمرة لمواقف، وأن للبابا شنودة موقفاً منذ أكثر من ثلاثين عاماً في منع أقباط الكنيسة الأرثوذكسية من الذهاب إلى القدس في ظل الاحتلال الغاشم، وهو نوع من المواقف التي تدل بحق على شخصية الرجل وانتمائه(11)"، والعجيب أن الجفري اليوم يسير على عكس سياسة البابا شنودة عقب وفاته!! وهو ما سنفصل فيه لاحقاً.

وبعد وفاة شنودة عام 2012 سيشارك الجفري بنفسه في مجلس عزاء البابا شنودة بدولة الإمارات العربية المتحدة، ويغرد على تويتر: أعزي إخواننا المسيحيين الأقباط بوفاة البابا شنودة الثالث(12).

والعجيب أن الكثير من علماء المسلمين الذين يخالفون الجفري مرضوا وماتوا ولم يزرْهم الجفري ولم يعزِّ فيهم ولم يغرد لمحبيهم!!

4- إقامة مركز د.عبدالله بن بيه والمركز العالمي للتجديد والترشيد

مؤتمر "ماردين دار السلام" بتاريخ 27-28/ 3/ 2010م، في مدينة ماردين بتركيا، وكان هدف المؤتمر هو: إيجاد وصف جديد للعلاقة بين الدول الإسلامية وغيرها، بدل الوصف القديم الوارد في كتب الفقه (دار سلام، ودار حرب)، سماه بـ "فضاء سلام"، أو "فضاء للتسامح والتعايش"(13).

وطبعاً المؤتمر الصوفي سيعدل فتوى ابن تيمية السلفي، ولكنه من أجل ذلك يمارس التزوير والتحريف كما بين ذلك د.ناصر الحنيني في توضيحه أنه لم يوقع على البيان لوجود ملاحظات عليه.

وكانت الخلاصة التي خرج بها المؤتمر حصر الجهاد في حالة رد العدوان مع أنهم لم يستقدموا أحدا من علماء البلاد الإسلامية المحتلة!! وذلك كله تحت غطاء الرد على جماعات العنف والتطرف!!

ويبدو أن هذا المؤتمر سيشكل الخطوة التمهيدية لزيارة الجفري وعلي جمعة للقدس بعد عامين وتحديدا في 2012!!

5- دعم علي جمعة وعلي الجفري لمبارك ضد ثورة الشعب المصري

إن تأييد علي جمعة لحسني مبارك استمر حتى اللحظة الأخيرة واعتبر أن ثورة المصريين خروج على الشرعية وأن فعلهم فتنة وحرام حرام(14)، أما الجفري فوصف المتظاهرين في ميدان التحرير بأنهم "فئة غوغائية"(15).

6- دعم البوطي للمجرم بشار الأسد

وهذا الدعم والتأييد ليس له نظير ولا مثيل، ولا يزال البوطي يجرّم الثورة السورية ويصطف مع نظام بشار، ولا يكترث بآلاف القتلى والشهداء وسواهم من الجرحى والمهجرين، ولم يصدر عن مؤسسة طابة طوال أكثر من سنة من عمر الثورة إلا بيان بخصوص مقتل الشيخ أسامة الرفاعي ولم يسموا فيه القاتل!!

وطبعاً هم مشاركون للبوطي وبشار في هذه الجرائم لأنهم لم يتبرؤوا من النظام السوري ولا من البوطي، بل لا يزال البوطى يُستضاف ويؤخذ برأيه كما سنثبت لاحقاً.

7- المشاركة في مؤتمر "التصوف منهج أصيل للإصلاح"

بالقاهرة (24 – 26/ 9/ 2011) برئاسة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر والذي نظمته "أكاديمية الإمام الرائد لدراسات التصوف وعلوم التراث بالعشيرة المحمدية". وشارك فيه رموز مؤسسة طابة ومنهم البوطي برغم موقفه الشائن من الثورة السورية، مما يؤكد أن القضية موقف صوفي عام وليس خطأ فرديا!!

8- الإشراف على وقفية كرسي الإمامين الغزالي والرازي

في القدس وعمان تجسيداً لغاية المؤسسة من مخاطبة قادة الرأي تم اعتماد عدد من الهيئة الاستشارية للمؤسسة مشرفين علميين على الوقفية وهم: البوطي وعلي جمعة والجفري وعمر باحفيظ، وقد جعلوا من شروط أستاذ الكرسي أن يكون من أهل السنة والجماعة (الأشاعرة/ الماتردية)!!

حيث أوقف الملك عبد الله الثاني في 25/1/2012 مبلغ مليوني دينار أردني لكل كرسي على حدة.

وتهدف الوقفية الأولى والتي سميت بـ(الكرسي المكتمل لدراسة فكر الإمام الغزالي)، لتدريس فكر الإمام الغزالي ومنهجه في جامعة القدس والمسجد الأقصى المبارك(16).

أما غرض الوقفية الثانية والتي سميت بـ (الكرسي المكتمل لدراسة فكر الإمام الرازي) فهو تدريس فكر الإمام الرازي ومنهجه في الجامعة الأردنية وجامعة العلوم الإسلامية العالمية ومسجد الحسين بن طلال، وإنشاء جائزة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين للدراسات التي تتناول الإمام الرازي وفكره ومنهجه(17).

والعجيب أنهم في ديباجة وقفية كرسي الغزالى أشاروا إلى إقامة الغزالي بالقدس بنوع تقدير، رغم أن من أكبر المؤاخذات على الغزالي سكوته عن احتلال الصليبيين للقدس ومجزرتهم التي قتل فيها 70 ألف مسلم!! وأيضاً خلو كتابه (إحياء علوم الدين) من باب الجهاد وعدم إشارته بتاتاً لاحتلال القدس في كتبه رغم أنه عاش 12 عاماً بعد احتلاله!!

وكأن المقصود من بث فكر الغزالي اليوم وفي القدس هو السكوت عن احتلال القدس من قبل اليهود ونزع الجهاد من قلوب وعقول المسلمين، وذلك تمشياً مع مفاهيم الصوفية المنحرفة بالرضى بالاحتلال بوصفه قضاء الله الذي يجب قبوله، لأن الفاعل واحد بحسب عقيدة وحدة الوجود، وبسبب العقائد الجبرية التي تلبس بها الفكر الصوفي!!

قال د. زكي مبارك: "بينما كان بطرس الناسك يقضي ليله ونهاره في إعداد الخطب وتحبير الرسائل لحث أهل أوروبا على امتلاك أقطار المسلمين، كان الغزالي (حجة الإسلام) غارقاً في خلوته، منكباً على أوراده، لا يعرف ما يجب عليه من الدعوة والجهاد"(18).

وهنا نجد الملاحظات التالية:

أن المؤسسة نافذة بحيث تنفذ وتشرف على وقفيات الملك عبدالله الثاني.

أن المؤسسة ومن خلال هذه الوقفيات ستكون في موقع التوجيه والتأثير في الجامعات والباحثين وعموم الناس، وينفذون أجندة خاصة بهم قد لا تعرف بها السلطات الأردنية.

أن المؤسسة تعمل على إيصال رسائل خفية للغرب بالانفتاح والتعاون والسلام ونبذ الجهاد.

أن وقفية الغزالي بالقدس ستكون بوابة للتطبيع السياسي والديني مع إسرائيل، كما حدث في زيارة الجفري وعلي جمعة للقدس، بحجة تفقد الوقفية!!

9- زيارة القدس برضى الجيش الإسرائيلي

فاجأ الجفري المسلمين بزيارة مدينة القدس في 4/ 4/ 2012م دون سابق تمهيد، مما أثار ردود أفعال قوية ضده وضد زيارته، ولذلك كتب الجفري في موقعه يوضح دواعي الزيارة فقال عملاً بقول النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: "لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِي هَذَا، وَالمَسْجِدِ الْأَقْصَى"؛ وشوقاً إلى القبلة الأولى ومسرى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم؛ واستجابة لدعوة الشيخ محمّد حسين، مفتي القدس والديار الفلسطينية، المسلمين لزيارة المسجد الأقصى نصرة له ودفاعاً عن قضيته وتأييداً لأهله المرابطين في وجه غطرسة الصهاينة وانتهاكاتهم ومخططاتهم لتهويد القدس وطمس هويّتها العربية الإسلامية، فقد شاورت بعض كبار علماء الأمة واستخرت الله تعالى في شدّ الرحال إلى المسجد الأقصى فانشرح الصدر لذلك وتيسّرت أسبابه"(19).

ولم تكد تفيق الأمة من الصدمة حتى رأت علي جمعة، مفتي مصر، يوم 18/ 4/ 2012م في القدس أيضاً!!

وزيارة علي جمعة أكدت ووضحت قول الجفري "شاورت بعض كبار علماء الأمة"، إذ لحق به جمعة ولم يفتِه فقط، ولذلك ننتظر الآن زيارة البوطي وبن بيه وعمر باحفيظ، فالمسألة مسألة وقت ليس إلا.

والعجيب أنه في الوقت الذي عارض فيه غالب العلماء من فلسطين وغيرها بل حتى الأزهر ومجمع البحوث الإسلامية هذه الزيارات، وقف يؤيدها فقط مفتي أبو مازن والبوطي، والعجيب أن البوطى خطب الجمعة لتأييد زيارة القدس(20) برغم أن الحكومة السورية تعاقب أي فلسطيني يزور فلسطين وتمنعه من زيارة سوريا بحجة دعم فلسطين!! فاحترنا من نصدق! وعرفنا مدى تلون البوطي وكونه مفتيا تحت الطلب.

ورغم أن الجفري كان يثني على البابا شنودة بسبب منعه من زيارة القدس، نراه اليوم ينسجم مع قوافل الأقباط التي زارت القدس عقب وفاة البابا، فهل كان الجفري يخشى غضب البابا؟؟
ولماذا يقبل الجيش الإسرائيلي بزيارة الجفري وعلي جمعة للقدس، في الوقت الذي يمنع فيه الشيخ رائد صلاح من دخولها؟ ويمنع فيه غالب الفلسطينيين الذين تقل أعمارهم عن الخمسين؟ وتمنع قوافل المؤيدين لفلسطين والقدس من نشطاء العالم من تجاوز صالة المطار بتل أبيب؟؟ وكيف يصح القول بعد ذلك أن هذه الزيارة دعم لفلسطين والقدس وأهلها؟؟
ومن الملفت للنظر أن الشيعة وحزب الله وقنوات المنار والعالم لم تنتقد الجفري ولا علي جمعة على هذه الزيارة ولا مؤتمر نصرة القدس في دمشق!!!

10- مؤتمر "نصرة القدس" بدمشق 10/ 4/ 2012م.

وهو اليوم الذي كان يفترض فيه بدء وقف إطلاق النار بحسب مبادرة كوفي عنان، عقد هذا المؤتمر من قبل رابطة علماء الشام برئاسة وزير الأوقاف السوري ومشاركة البوطي، وكانت أبرز توصياته:

* تأييد بشار الأسد ضد الثورة السورية.

* إنشاء اتحاد لعلماء الشام برئاسة البوطى!!

* عدم إنكار زيارة الجفري القدس، وذلك لأن للجفرى نفوذاً كبيراً في رابطة علماء الشام، والتي تعد مقربة من حزب الله.

الخاتمة:
نعتقد أن الحقائق السابقة تؤكد وجود مشروع صوفي عابر للدول العربية يعمل على تحقيق هدفين:
1- نشر ثقافة صوفية تصالحية مع أعداء الأمة، وممارسة هذه الثقافة من خلال التطبيع الثقافي والسياسي والديني.

2- خدمة الأنظمة القائمة ولو كانت مجرمة كنظام بشار، وذلك لترسيخ وجودها المهدد إذا وصلت فصائل الصحوة الإسلامية للسلطة.

ونلاحظ أن جميع رموز مؤسسة طابة مشتركون في كل أعمال الخيانة والعمالة التي يقوم بها بعضهم، لكونهم لا يزالون للحظة لم يتبرأ أي منهم من أي تصرف خياني أو شخص أجرم بحق أمته، بل لا يزالون يتعاونون معاً.



__________________________

(1) مقال (الإسلام والغرب)، الجزيرة نت 26/ 12/ 2004.



(2) مقال (عن القراءة الأمريكية للحالة الإسلامية)، جريدة الأهرام 10/ 8/ 2004. وقد بين الأستاذ محمد عبدالله المقدي في كتابه "التصوف بين التمكين والمواجهة" تفاصيل الحث والدعم الغربي للتصوف.



(3) انظر كتاب: (ولتستبين سيبل المجرمين) د. محمد يسري ص 116 وهو مهم في كشف هذا التوجه بدعم التصوف.

(4) ص 264، وهذه الملاحظة كتبت قبل عام 1986، حيث تم اغتياله وزوجته في أمريكا!! وقد طبعت ترجمة الأطلس في مكتبة العبيكان سنة 1998م.

(5) انظر كتاب (فكر جارودي بين المادية والإسلام)، الأستاذ عادل التل.

(6) انظر كتاب (استدراكات مراد هوفمان على الإسلام، عرض ونقد) د. عبد العظيم المطعني.

(7) www.tabahfoundation.org.

(8) انظر تفاصيل المؤتمر، جريدة الغد الأردنية 8/ 4/ 2012م.

(9) مقال (مؤتمر صوفي عالمي لم يُعلن عنه في موقع الجفري؟!) موقع الصوفية.

(10) مقال (محمد هشام قباني النقشبندي) لمحمد المقدي، موقع مجلة الصوفية عدد 7.

(11) http://www.alhabibali.com/news_details/ln/ar/newsid/177.

(12) موقعه http://www.alhabibali.com/news_details/ln/ar/newsid/382.

(13) مقال (مؤتمر ماردين 2010 دراسة ومناقشة) د. لطف الله بن ملا عبد العظيم خوجه، منشور على صفحته بموقع صيد الفوائد.

(14) http://www.youtube.com/watch?v=N-7sfAoPnQo

(15) http://www.youtube.com/watch?v=SFGOU3B50mM

(16) http://www.aalalbayt.org/docs/120129-Ghazali-Chair-ARB.pdf

(17) http://www.aalalbayt.org/docs/120116-Razi-Chair-ARB.pdf

(18) كتاب (الأخلاق عند الغزالي) ص25، بواسطة كتاب (أبو حامد الغزالي والتصوف) عبدالرحمن دمشقية، ص410.

(19) http://www.alhabibali.com/news_details/ln/ar/newsid/391#tafaseel

(20) صفحته على الفيس بوك http://ar-ar.facebook.com/Dr.albouti

عبده فايز الزبيدي
08-03-2013, 11:32 AM
(2)

الثورة السورية و الصوفية
د.محمد عبدالرزاق
المصدر: http://www.almokhtsar.com/node/64207
الحمد لله الذي جعل الحق أبلج متلألئاً يعرفه ذوي العقول والأبصار والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذي جاء بالحق وناصراً للحق وعلى آله وأصحابه الذين ما فتئوا ينصرون الحق وأهله ومن سار على نهجهم وتخلق بأخلاقهم إلى يوم الدين وبعد: إن الحديث عن الصوفية والمتصوفة فيه الكثير من المحاذير والمخاطر لكثرة الاختلاف حولهم من مؤيد إلى درجة التعصب، ومن معارض إلى درجة إخراجهم من دائرة الإسلام، و بين هذا وذاك من يرى ما لهم وما عليهم دون تعصب أو مغالاة. والمتصوفة في تاريخهم لهم من المواقف ما يحمدون عليها، ولعل في الطريقة السنوسية في ليبيا، و المهدوية في السودان خير دليل على مقارعة الظلم وأهله، أما في بلاد الشام فقد كان للشيخ بدر الدين الحسني محدث دمشق وعالمها دور كبير في مقارعة الفرنسيين وإخراجهم من سوريا،أما في العراق فإن كتائب الطريقة النقشبندية فلها يد بيضاء في محاربة الغزو الأمريكي للعراق مع كتائب المقاومة الأخرى. أما المتصوفة في سوريا وموقفهم من الثورة السورية ضد بشار الأسد فإنهم يكادون يكونون في أغلبهم متفقين على أمر واحد وهو النأي بالنفس عن كل ما يجري واتخاذ موقف الاعتزال، فتراهم لا يؤيدون ولا يعارضون لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، مكررين عبارات فضفاضة حمالة أوجه قائلين: اللهم انصر الحق وأهله، اللهم ارزقنا الأمن والأمان، اللهم احقن دماء المسلمين، اللهم من أراد بالإسلام والمسلمين سوءً فخذه أخذ عزيز مقتدر.إنها فتنة وقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم باجتناب الفتن. وإذا استثنينا بعض الشخصيات الصوفية التي وقفت مع الثورة وجاهرت بقولها فإننا نستطيع أن نذكرهم بأسمائهم لقلَّتهم، ويأتي في مقدمة من جهر بصوته الشيخ الدكتور أنس عيروط ابن شيخ الطريقة الشاذلية في بانياس الشيخ عبد الرحمن عيروط رحمه الله تعالى، والشيخ أبو الهدى اليعقوبي الذي وقف بوجه النظام وأعلن وقوفه إلى جانب الثورة المباركة، ومن حمص نرى الشيخ عدنان السقا حفظه الله يجاهر برأيه مؤيداً للثورة وأهلها. ولكن في المقابل لم نسمع كلمة من كبار المتصوفة في سوريا الذين يعد مريدوهم بالآلاف المؤلفة ويأتي على رأسهم وفي مقدمتهم متصوفة الطريقة النقشبندية التي يفاخر أتباعها بانتسابهم إلى رجال في الطريقة قارعوا الظلم وأهله بأجنحتها كلها من أتباع مفتي الجمهورية الاسبق الشيخ أحمد كفتارو رحمه الله تعالى، إلى أتباع الشيخ الخزنوي في الجزيرة السورية التي لم يتحرك لهم ساكن، إلى متصوفة الطريقة الشاذلية بأجنحتها في دمشق وحلب فلم نسمع من أتباع الشيخ عبد الرحمن الشاغوري رحمه الله تعالى أي صوت أو تأييد، بل مالوا إلى الاعتزال والانزواء وترك الساحة، أما في حلب فلم نر لأتباع شيخ الطريقة الشاذلية الشيخ عبد القادر عيسى رحمه الله أي مشاركة ولم نسمع لهم أي صوت بل مالوا سلكوا مسلك إخوانهم في دمشق، وبلغ ببعضهم الوقوف إلى جانب النظام والمجاهرة بالتأييد كما سمعنا من ابن أحد مشائخ الشاذلية يعلن ذلك في أحد تجمعات أتباع النظام في ساحة سعد الله الجابري في وسط حلب، ولم نسمع لأبيه أي اعتراض أو إنكار. أما أتباع الطريقة الرفاعية والقادرية ولهم من الاتباع ما يعدون بالآلاف فهم على درب من سبقهم من المتصوفة سالكون وبآثارهم مقتدون. ولعل الكل يتساءل عن سر التوافق فيما بينهم على موقف واحد مع اختلافهم في المنهج والمشرب والانتماء حتى يصل الأمر ببعضهم إلى منع أتباعه من الاجتماع بمن يخالفونهم في الطريق كما حصل ويحصل بين أتباع الطريقة الواحدة إن تفرق الأتباع بعد موت شيخهم وأتباع الشيخ عبد القادر عيسى مثال واضح على ذلك. الجواب على ذلك يرجع إلى ما قبل اشتعال الثورة السورية بسنوات طويلة فقد استطاع النظام بخبث ودهاء ومكر أن يسيطر على شيوخ الطرق الصوفية بفتح الباب لهم للحركة والدعوة والتوجيه والإرشاد ومنحهم الكثير من الامتيازات التي حرم منها غيرهم من الاتجاهات الأخرى كالسلفية أو ذوي الاتجاه العلمي البحت. فترقَّى الصوفية في المراكز الاجتماعية والمناصب الدينية مع إضفاء صبغة من التعظيم والتقديس لهم يشعرون من خلالها بأن زوال النظام زوال لمكتسباتهم وبقاؤه بقاء لهم وبقاء للإسلام كما وصف ذلك الشيخ البوطي في إحدى خطبه. إننا من خلال هذا الطرح لعلاقة الصوفية في الثورة السورية نطمح أن نرى أصحاب الطرق الصوفية ينخرطون في صفوف الثورة السورية انخراطاً واضحاً لا لبس فيه ولا تورية يعلنون وقوفهم إلى جانب الحق ضد الباطل وليس لهم عذر بعد أن سفكت الدماء وانتهكت الاعراض وارتكبت المجازر ودمرت البلاد وظهر الحقد على حقيقته، فلا يقبل منهم الاعتزال والسكوت فإن الساكت عن الحق شيطان أخرس، والناطق بالباطل شيطان ناطق. المصدر: ارفلون نت

بهجت عبدالغني
10-03-2013, 06:59 PM
أرى أن مشكلة الصوفية ومواقفهم تنبع من الفكر الذي يحملونه ..
فقد صارت عقيدة القضاء والقدر عندهم سلبية استسلامية .. بدل أن تكون دافعة نحو العمل والأخذ بالأسباب ، واختزلوا الجهاد بجهاد النفس ، فاعتزلوا الميدان وتركوه لمن هبّ ودبّ ، وقالوا هذا قضاء الله وقدره !

يقول الدكتور محمد علي الصلابي في كتابه ( الدولة العثمانية ) :
( وفسدت لدى كثير من المتصوفة عقيدة القضاء والقدر وأصبحت عندهم عقيدة سلبية مخذلة لقد كتب أحد المستشرقين الألمان وهو يؤرخ لحال المسلمين في عصورهم الأخيرة يقول: " طبيعة المسلم التسليم لإرادة الله والرضا بقضائه وقدره والخضوع بكل مايملك للواحد القهار. وكان لهذه الطاعة أثران مختلفان: ففي العصر الإسلامي الأول لعبت دوراً كبيراً في الحروب إذ حققت نصراً متواصلاً لأنها دفعت في الجندي روح الفداء وفي العصور الأخيرة كانت سبباً في الجمود الذي خيم على العالم الإسلامي فقذف به إلى الإنحدار وعزله وطواه عن تيارات الأحداث العالمية ".
إن هذا الرجل وهو كافر أدرك هذه الحقيقة: حقيقة الفرق بين الإيمان بالقدر كما فهمه السلف وبين الإيمان الذي ابتدعه الخلف متأثرين بالمتصوفة، فالذنب ليس ذنب العقيدة بل ذنب المعتقدين بها، وقد صاغ ذلك شاعر الإسلام محمد إقبال شعراً فقال:
من القرآن قد تركوا المساعي
وبالقرآن قد ملكوا الثريا
إلى التقدير ردوا كل سعي
وكان زماعهم قدراً خفيا
تبدلت الضمائر في اسار
فما كرهوه صار لهم رضيا
وقد استغل نابليون بونابرت تلك الفكرة المنحرفة عن القضاء والقدر لما احتلت جيوشه الصليبية أرض مصر، فكان يصدر منشوراته بتذكير المسلمين بأن ما وقع لهم من الاحتلال والأسر كان بقدر من الله، فمن حاول الاعتراض على ما وقع فكأنما يعترض على القضاء والقدر ) .

لكن مع ذلك نقرأ هنا وهناك صوفيون ثاروا في وجه الظلم والعدوان ، وجاهدوا مجاهدة الأبطال الواثقين ..


الأخ الكريم عبده فايز الزبيدي
انتقاءٌ مفيد ، يحتاج إلى وقفات أكثر
وخاصة فيما يتعلق بمؤسسة طابة والأسماء الذين ورد اسماؤهم في الموضوع ..
فإني أعرف الحبيب الجفري والبوطي وتوجههم الصوفي ، لكني للمرة الأولى أسمع أن الشيخ بن بيه صوفي ، بل وينتمي إلى مؤسسة مشبوهة ، على حدّ قول المقال ..
وكذلك قضية زيارة الأقصى ..
فعلاً المقال يحتاج إلى وقفات كثيرة ومتأنية ..


دمت بخير

وتحياتي ..

عبده فايز الزبيدي
10-03-2013, 08:12 PM
أرى أن مشكلة الصوفية ومواقفهم تنبع من الفكر الذي يحملونه ..
فقد صارت عقيدة القضاء والقدر عندهم سلبية استسلامية .. بدل أن تكون دافعة نحو العمل والأخذ بالأسباب ، واختزلوا الجهاد بجهاد النفس ، فاعتزلوا الميدان وتركوه لمن هبّ ودبّ ، وقالوا هذا قضاء الله وقدره !

يقول الدكتور محمد علي الصلابي في كتابه ( الدولة العثمانية ) :
( وفسدت لدى كثير من المتصوفة عقيدة القضاء والقدر وأصبحت عندهم عقيدة سلبية مخذلة لقد كتب أحد المستشرقين الألمان وهو يؤرخ لحال المسلمين في عصورهم الأخيرة يقول: " طبيعة المسلم التسليم لإرادة الله والرضا بقضائه وقدره والخضوع بكل مايملك للواحد القهار. وكان لهذه الطاعة أثران مختلفان: ففي العصر الإسلامي الأول لعبت دوراً كبيراً في الحروب إذ حققت نصراً متواصلاً لأنها دفعت في الجندي روح الفداء وفي العصور الأخيرة كانت سبباً في الجمود الذي خيم على العالم الإسلامي فقذف به إلى الإنحدار وعزله وطواه عن تيارات الأحداث العالمية ".
إن هذا الرجل وهو كافر أدرك هذه الحقيقة: حقيقة الفرق بين الإيمان بالقدر كما فهمه السلف وبين الإيمان الذي ابتدعه الخلف متأثرين بالمتصوفة، فالذنب ليس ذنب العقيدة بل ذنب المعتقدين بها، وقد صاغ ذلك شاعر الإسلام محمد إقبال شعراً فقال:
من القرآن قد تركوا المساعي
وبالقرآن قد ملكوا الثريا
إلى التقدير ردوا كل سعي
وكان زماعهم قدراً خفيا
تبدلت الضمائر في اسار
فما كرهوه صار لهم رضيا
وقد استغل نابليون بونابرت تلك الفكرة المنحرفة عن القضاء والقدر لما احتلت جيوشه الصليبية أرض مصر، فكان يصدر منشوراته بتذكير المسلمين بأن ما وقع لهم من الاحتلال والأسر كان بقدر من الله، فمن حاول الاعتراض على ما وقع فكأنما يعترض على القضاء والقدر ) .

لكن مع ذلك نقرأ هنا وهناك صوفيون ثاروا في وجه الظلم والعدوان ، وجاهدوا مجاهدة الأبطال الواثقين ..


الأخ الكريم عبده فايز الزبيدي
انتقاءٌ مفيد ، يحتاج إلى وقفات أكثر
وخاصة فيما يتعلق بمؤسسة طابة والأسماء الذين ورد اسماؤهم في الموضوع ..
فإني أعرف الحبيب الجفري والبوطي وتوجههم الصوفي ، لكني للمرة الأولى أسمع أن الشيخ بن بيه صوفي ، بل وينتمي إلى مؤسسة مشبوهة ، على حدّ قول المقال ..
وكذلك قضية زيارة الأقصى ..
فعلاً المقال يحتاج إلى وقفات كثيرة ومتأنية ..


دمت بخير

وتحياتي ..








أخي الحبيب
بهجت الرشيد
لقد وضعت يدك على الداء حين قلت:(مشكلة الصوفية و مواقفهم نابع من الفكر الذي يحملون)
و لا أزيدك فهماً بالقوم و لكني أقول بقول صاحب رسالة (الفكر الصوفي) لـ/عبدالرحمن عبدالخالق:
(...فإن أعظم فتنة ابتلي بها المسلمون قديماً وحديثاً هي فتنة التصوف. هذه الفتنة التي تلبست للمسلمين برداء الطهر والعفة والزهد والإخلاص، وأبطنت كل أنواع الكفر والمروق والزندقة، وحملت كل الفلسفات الباطلة ومبادئ الإلحاد والزندقة. فأدخلتها إلى عقائد الإسلام وتراث المسلمين على حين غفلة منهم، فأفسدوا العقول والعقائد. )
ثم قال قالة هي الصميم:
(... فالتصوف يقوم أول ما يقوم على هدم هذين الأصلين توحيد المعتقد، وتوحيد العمل، ..)

أخيرا:
أسأل الله أن يهدي الجميع للحق!

عبده فايز الزبيدي
12-03-2013, 06:37 PM
http://www.aawsat.com/details.asp?section=4&article=720533&issueno=12523

__________________________________________________ _________________
«مجلس الإفتاء الأعلى» السوري يدعو إلى «الجهاد» مع نظام الأسد

اعتبر الوقوف بوجه الجيش «خيانة»


المفتي حسون
القاهرة: أدهم سيف الدين بيروت: «الشرق الأوسط»
أثارت الفتوى التي أصدرها مجلس الإفتاء الأعلى في سوريا حول الدعوة للجهاد إلى جانب قوات نظام الرئيس بشار الأسد ردود فعل مستهجنة في أوساط المعارضين والمؤيدين على حد سواء. وفي سابقة لمجلس الإفتاء الأعلى، في جمهورية تعتبر علمانية، أصدر المجلس فتوى تعتبر الدفاع عن «سوريا الموحدة وعن الشعب السوري فرض عين على جميع أبناء الشعب السوري كما هو فرض عين على جميع الدول العربية والإسلامية»، كما حذر المجلس الإفتاء في بيان صدر مساء أول من أمس وبث عبر وسائل الإعلام الرسمية «من أن الوقوف في وجه جيشنا العربي السوري وقواتنا المسلحة.. خيانة ومساهمة في إضعاف قوته التي أعدت ولا تزال للمعركة الفاصلة ضد الصهاينة ومن يقف وراءهم».
وأثارت هذه الفتوى عاصفة من التعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي اتسمت غالبيتها بالسخرية من «نظام يدعي أنه علماني ثم يلجأ إلى مجلس الإفتاء لإصدار فتوى جهادية»، ومنهم «من تساءل عما إذا كان الالتحاق بالجهاد يستلزم الوضوء أولا». إلا أن رجل دين دمشقيا رفض الإفصاح عن اسمه وصف الفتوى بالمهزلة، لافتا إلى أنه تم التمهيد لها من قبل الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي إمام الجامع الأموي في خطبة يوم الجمعة الماضي، حين حض أبناء الشعب السوري على الالتحاق بالقوات المسلحة للدفاع عن سوريا.

ولفت رجل الدين إلى أن «فريضة الجهاد فرض عين في سبيل الله وفي سبيل الله فقط ولإعلاء كلمة الله وراية لا إله إلا الله، أما الدفاع عن الوطن فواجب مقدس وليس فريضة»، وأضاف: «فما بالنا بشبيحة النظام الذين يستبيحون حرمات بيوت الله ومدفعيات تدك المآذن والمساجد وتسب الصحابة وتكفر بالله داخل بيوت الله؟».

واعتبر ناشطون الفتوى الموجهة إلى السوريين والمسلمين عموما «تغطية لتبرير إدخال قوات إيرانية وعراقية لتقاتل إلى جانب قوات النظام»، بينما قالت مصادر إن «هناك معلومات عن نية النظام استقدام جنود من إيران، وقد أكد ذلك النائب اللبناني وئام وهاب في مقابلة له على قناة (المنار) التابعة لحزب الله مؤخرا، حيث أعلن عن استقدام نحو 500 ألف جندي احتياطي من طهران إلى سوريا»، بالتزامن مع حديث أمين عام حزب الله حسن نصر الله عن «مقتل عناصر تابعين له في مهمات جهادية داخل سوريا، ولم ينكر مشاركة الحزب في المعارك بريف حمص بزعم حماية سكان لبنانيين شيعة يسكنون في قرى على الأراضي السورية»، ناهيك بتشكيل كتائب أبو الفضل العباس في منطقة السيدة زينب من جهاديين شيعة إيرانيين ولبنانيين مهمتهم حماية مقام السيدة زينب والثأر للحسين.

ويشار إلى أنه في الجيش العربي السوري الذي هو جيش عقائدي علماني كان يمنع منعا باتا أي مظهر ديني، لا سيما المظاهر الإسلامية كإطلاق اللحى أو الصلاة أو حتى النطق بالشهادة، وزاد ذلك بعد أحداث مجزرة حماه في الثمانينات، كما تم منع ارتداء الحجاب في المدارس وكل مظاهر التدين في مؤسسات الدولة.

وفي غضون ذلك، اعتبر الشيخ عبد الجليل السعيد، المدير الإعلامي السابق لمكتب مفتي سوريا أحمد بدر الدين حسون، وأول رجل دين ينشق عن النظام السوري، خلال اتصال مع «الشرق الأوسط» أن هذه الفتوى هي الورقة الأخيرة التي تستخدمها النظام السوري الآيل إلى السقوط، متهما «مجلس الإفتاء الأعلى بأنه هيئة مخابرات تتبع للتوجيه السياسي».

وقال السعيد: «كان الأجدى بالمجلس أن يوجه فتواه ضد النظام الذي قصف المساجد واعتقل الأئمة والمشايخ وأهان رموز المسلمين وكراماتهم»، مشيرا إلى أن «المجلس لم ينعقد منذ مدة طويلة»، مبديا استغرابه «من سرعة انعقاده في هذا الوقت لإصدار فتوى تدعم نظام الأسد».

وبحسب عضو المجلس الوطني السوري وأستاذ الشريعة الإسلامية، عماد الدين الرشيد، فإن «مجلس الإفتاء الأعلى الذي من المفترض أن يبت بقضايا الأمة ويعطي رأيا إسلاميا فيها، كان قبل عهد (حزب) البعث هيئة مستقلة لها خصوصيتها وكذلك منصب المفتي كان يعتبر موازيا لرئيس الوزراء، لكن مع وصول (البعث) إلى السلطة تحول مجلس الإفتاء إلى هيئة تقدم الخدمات لآل الأسد»، ويؤكد الرشيد لـ«الشرق الأوسط» أن مجيء النظام الحالي في السبعينات حد من نفوذ المؤسسة الدينية السنية وأعطى صلاحيات لوزير الأوقاف المعين من قبله، ليصبح هو الآمر الناهي في شؤون الدين يعين المفتين في المحافظات ويتمسك بقرار المؤسسة». ويضيف: «لقد أفرغ النظام السوري المرجعية الدينية الأولى في البلاد من محتواها وصلاحياتها وسخرها لخدمة أهدافه السياسية فصار الخطباء على منابر المساجد يقومون بالدعاء لرئيس البلاد أكثر مما يدعون لله».

وفي حين يشير عماد الدين الرشيد إلى أن مشايخ الصف الثاني في المؤسسة الدينية انضموا بمعظمهم إلى الثورة السورية وساهموا بإشعال المظاهرات ورعايتها، إضافة إلى تقديم الدعم والمعونات الإغاثية»، يؤكد السعيد أن «رجال الدين المنشقين عن النظام بدأوا بتنظيم صفوفهم من خلال تشكيل رابطة علماء الشام ورابطة العمل الإسلامي وهيئة الشام الإسلامية، إضافة إلى هيئة العلماء الأحرار»، مشيرا إلى أن «ما يعيق توحيد جهود هذه التشكيلات تعدد الأجندات المناطقية وضعف التمويل».

وبحسب مصادر دينية منشقة فإن «النظام السوري يمسك بقرار المؤسسة الدينية الرسمية عبر مفتي الجمهورية الشيخ أحمد بدر الدين حسون، إلى جانب وزير الأوقاف عبد الستار السيد، إضافة إلى الشيخ محمد رمضان البوطي والشيخ حسام الدين فرفور والشيخ بشير عبد الباري ونحو ثمانية مشايخ آخرين مقربين جدا من السلطة».

مع العلم أن «مجلس الإفتاء الأعلى» يتألف من مجموعة من المفتين المؤيدين للنظام ويتبع للحكومة السورية ممثلة بوزارة الأوقاف برئاسة المفتي حسون.

وأصبح حسون مفتيا لسوريا بعد وفاة المفتي العام السابق أحمد كفتارو عام 2004، بدعم من مستشار رئيس الجمهورية للشؤون السياسية وعضو القيادية القطرية، هيثم صفايحي «بسبب ولائه الشديد للسلطة»، حسب مصادر مطلعة.

وبحسب المصادر فإن «ولاء المفتي حسون للنظام في سوريا يرتبط بمصالح اقتصادية، فهو يشرف على جمعيات خيرية مثل «جمعية رفع المستوى الصحي والاجتماعي»، وهي مرخصة من قبل النظام، ومصدر مهم من مصادر الدخل لما يأتيها من تبرعات مالية هائلة من إيران ومن الداخل والخارج، وكذلك يشرف على «الجمعية الخيرية للأيتام».

ولعب حسون بحسب المصادر نفسها «دورا سلبيا خلال «الثورة» السورية، فإنه، وإضافة إلى مواقفه المساندة للرئيس الأسد، قام بالإشراف شخصيا على التحقيقات التي جرت مع المنشقين من المؤسسة الدينية، إضافة إلى اعتقال 18 إماما وخطيبا معارضا من حلب بتوجيه مباشر منه.

ويشير المؤرخ الديني السوري عادل قابنجي لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الأنظمة السياسية التي تعاقبت على الحكم في سوريا لم تبدِ أي رغبة بإخضاع المؤسسة الدينية الرسمية لها إلا بعد وصول البعث إلى السلطة عام 1963، إذ كانت هذه المؤسسة مستقلة وتمارس وظيفتها بشكل شرعي وسلطتها محترمة في المجتمع السوري. ولكن مع وصول «البعث» إلى الحكم كحزب ديكتاتوري شمولي وتعاظم دور أجهزة المخابرات في مفاصل الحياة الاجتماعية بدأ اختراق معظم القطاعات في المؤسسة الدينية السنية، لا سيما طبقة رجال الدين».

إلى ذلك، اعتبر لؤي الصافي عضو المجلس والوطني والائتلاف السوري المعارض فتوى حسون «متأخرة ومخطئة في العنوان»، مضيفا على صفحته الشخصية على موقع «فيس بوك»: «ليطمئن مفتي النظام أن الشعب السوري الحر واعٍ لمسؤولياته الوطنية والأخلاقية والدينية، وأن بيانه جاء متأخرا سنة على الأقل، وأنه أخطأ التوصيف والعنوان».

واستغرب الصافي من «موقف مجلس الإفتاء الأعلى الذي لا ينحاز إلى الشعب السوري الذي يشن النظام ورعاته في طهران وموسكو حربا ظالمة عليه بكل ما أوتى من سلاح وقوة».

زهراء المقدسية
16-03-2013, 06:55 PM
http://www.aawsat.com/details.asp?section=4&article=720533&issueno=12523

__________________________________________________ _________________
«مجلس الإفتاء الأعلى» السوري يدعو إلى «الجهاد» مع نظام الأسد

اعتبر الوقوف بوجه الجيش «خيانة»


المفتي حسون
القاهرة: أدهم سيف الدين بيروت: «الشرق الأوسط»
أثارت الفتوى التي أصدرها مجلس الإفتاء الأعلى في سوريا حول الدعوة للجهاد إلى جانب قوات نظام الرئيس بشار الأسد ردود فعل مستهجنة في أوساط المعارضين والمؤيدين على حد سواء. وفي سابقة لمجلس الإفتاء الأعلى، في جمهورية تعتبر علمانية، أصدر المجلس فتوى تعتبر الدفاع عن «سوريا الموحدة وعن الشعب السوري فرض عين على جميع أبناء الشعب السوري كما هو فرض عين على جميع الدول العربية والإسلامية»، كما حذر المجلس الإفتاء في بيان صدر مساء أول من أمس وبث عبر وسائل الإعلام الرسمية «من أن الوقوف في وجه جيشنا العربي السوري وقواتنا المسلحة.. خيانة ومساهمة في إضعاف قوته التي أعدت ولا تزال للمعركة الفاصلة ضد الصهاينة ومن يقف وراءهم».
وأثارت هذه الفتوى عاصفة من التعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي اتسمت غالبيتها بالسخرية من «نظام يدعي أنه علماني ثم يلجأ إلى مجلس الإفتاء لإصدار فتوى جهادية»، ومنهم «من تساءل عما إذا كان الالتحاق بالجهاد يستلزم الوضوء أولا». إلا أن رجل دين دمشقيا رفض الإفصاح عن اسمه وصف الفتوى بالمهزلة، لافتا إلى أنه تم التمهيد لها من قبل الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي إمام الجامع الأموي في خطبة يوم الجمعة الماضي، حين حض أبناء الشعب السوري على الالتحاق بالقوات المسلحة للدفاع عن سوريا.

ولفت رجل الدين إلى أن «فريضة الجهاد فرض عين في سبيل الله وفي سبيل الله فقط ولإعلاء كلمة الله وراية لا إله إلا الله، أما الدفاع عن الوطن فواجب مقدس وليس فريضة»، وأضاف: «فما بالنا بشبيحة النظام الذين يستبيحون حرمات بيوت الله ومدفعيات تدك المآذن والمساجد وتسب الصحابة وتكفر بالله داخل بيوت الله؟».

واعتبر ناشطون الفتوى الموجهة إلى السوريين والمسلمين عموما «تغطية لتبرير إدخال قوات إيرانية وعراقية لتقاتل إلى جانب قوات النظام»، بينما قالت مصادر إن «هناك معلومات عن نية النظام استقدام جنود من إيران، وقد أكد ذلك النائب اللبناني وئام وهاب في مقابلة له على قناة (المنار) التابعة لحزب الله مؤخرا، حيث أعلن عن استقدام نحو 500 ألف جندي احتياطي من طهران إلى سوريا»، بالتزامن مع حديث أمين عام حزب الله حسن نصر الله عن «مقتل عناصر تابعين له في مهمات جهادية داخل سوريا، ولم ينكر مشاركة الحزب في المعارك بريف حمص بزعم حماية سكان لبنانيين شيعة يسكنون في قرى على الأراضي السورية»، ناهيك بتشكيل كتائب أبو الفضل العباس في منطقة السيدة زينب من جهاديين شيعة إيرانيين ولبنانيين مهمتهم حماية مقام السيدة زينب والثأر للحسين.

ويشار إلى أنه في الجيش العربي السوري الذي هو جيش عقائدي علماني كان يمنع منعا باتا أي مظهر ديني، لا سيما المظاهر الإسلامية كإطلاق اللحى أو الصلاة أو حتى النطق بالشهادة، وزاد ذلك بعد أحداث مجزرة حماه في الثمانينات، كما تم منع ارتداء الحجاب في المدارس وكل مظاهر التدين في مؤسسات الدولة.

وفي غضون ذلك، اعتبر الشيخ عبد الجليل السعيد، المدير الإعلامي السابق لمكتب مفتي سوريا أحمد بدر الدين حسون، وأول رجل دين ينشق عن النظام السوري، خلال اتصال مع «الشرق الأوسط» أن هذه الفتوى هي الورقة الأخيرة التي تستخدمها النظام السوري الآيل إلى السقوط، متهما «مجلس الإفتاء الأعلى بأنه هيئة مخابرات تتبع للتوجيه السياسي».

وقال السعيد: «كان الأجدى بالمجلس أن يوجه فتواه ضد النظام الذي قصف المساجد واعتقل الأئمة والمشايخ وأهان رموز المسلمين وكراماتهم»، مشيرا إلى أن «المجلس لم ينعقد منذ مدة طويلة»، مبديا استغرابه «من سرعة انعقاده في هذا الوقت لإصدار فتوى تدعم نظام الأسد».

وبحسب عضو المجلس الوطني السوري وأستاذ الشريعة الإسلامية، عماد الدين الرشيد، فإن «مجلس الإفتاء الأعلى الذي من المفترض أن يبت بقضايا الأمة ويعطي رأيا إسلاميا فيها، كان قبل عهد (حزب) البعث هيئة مستقلة لها خصوصيتها وكذلك منصب المفتي كان يعتبر موازيا لرئيس الوزراء، لكن مع وصول (البعث) إلى السلطة تحول مجلس الإفتاء إلى هيئة تقدم الخدمات لآل الأسد»، ويؤكد الرشيد لـ«الشرق الأوسط» أن مجيء النظام الحالي في السبعينات حد من نفوذ المؤسسة الدينية السنية وأعطى صلاحيات لوزير الأوقاف المعين من قبله، ليصبح هو الآمر الناهي في شؤون الدين يعين المفتين في المحافظات ويتمسك بقرار المؤسسة». ويضيف: «لقد أفرغ النظام السوري المرجعية الدينية الأولى في البلاد من محتواها وصلاحياتها وسخرها لخدمة أهدافه السياسية فصار الخطباء على منابر المساجد يقومون بالدعاء لرئيس البلاد أكثر مما يدعون لله».

وفي حين يشير عماد الدين الرشيد إلى أن مشايخ الصف الثاني في المؤسسة الدينية انضموا بمعظمهم إلى الثورة السورية وساهموا بإشعال المظاهرات ورعايتها، إضافة إلى تقديم الدعم والمعونات الإغاثية»، يؤكد السعيد أن «رجال الدين المنشقين عن النظام بدأوا بتنظيم صفوفهم من خلال تشكيل رابطة علماء الشام ورابطة العمل الإسلامي وهيئة الشام الإسلامية، إضافة إلى هيئة العلماء الأحرار»، مشيرا إلى أن «ما يعيق توحيد جهود هذه التشكيلات تعدد الأجندات المناطقية وضعف التمويل».

وبحسب مصادر دينية منشقة فإن «النظام السوري يمسك بقرار المؤسسة الدينية الرسمية عبر مفتي الجمهورية الشيخ أحمد بدر الدين حسون، إلى جانب وزير الأوقاف عبد الستار السيد، إضافة إلى الشيخ محمد رمضان البوطي والشيخ حسام الدين فرفور والشيخ بشير عبد الباري ونحو ثمانية مشايخ آخرين مقربين جدا من السلطة».

مع العلم أن «مجلس الإفتاء الأعلى» يتألف من مجموعة من المفتين المؤيدين للنظام ويتبع للحكومة السورية ممثلة بوزارة الأوقاف برئاسة المفتي حسون.

وأصبح حسون مفتيا لسوريا بعد وفاة المفتي العام السابق أحمد كفتارو عام 2004، بدعم من مستشار رئيس الجمهورية للشؤون السياسية وعضو القيادية القطرية، هيثم صفايحي «بسبب ولائه الشديد للسلطة»، حسب مصادر مطلعة.

وبحسب المصادر فإن «ولاء المفتي حسون للنظام في سوريا يرتبط بمصالح اقتصادية، فهو يشرف على جمعيات خيرية مثل «جمعية رفع المستوى الصحي والاجتماعي»، وهي مرخصة من قبل النظام، ومصدر مهم من مصادر الدخل لما يأتيها من تبرعات مالية هائلة من إيران ومن الداخل والخارج، وكذلك يشرف على «الجمعية الخيرية للأيتام».

ولعب حسون بحسب المصادر نفسها «دورا سلبيا خلال «الثورة» السورية، فإنه، وإضافة إلى مواقفه المساندة للرئيس الأسد، قام بالإشراف شخصيا على التحقيقات التي جرت مع المنشقين من المؤسسة الدينية، إضافة إلى اعتقال 18 إماما وخطيبا معارضا من حلب بتوجيه مباشر منه.

ويشير المؤرخ الديني السوري عادل قابنجي لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الأنظمة السياسية التي تعاقبت على الحكم في سوريا لم تبدِ أي رغبة بإخضاع المؤسسة الدينية الرسمية لها إلا بعد وصول البعث إلى السلطة عام 1963، إذ كانت هذه المؤسسة مستقلة وتمارس وظيفتها بشكل شرعي وسلطتها محترمة في المجتمع السوري. ولكن مع وصول «البعث» إلى الحكم كحزب ديكتاتوري شمولي وتعاظم دور أجهزة المخابرات في مفاصل الحياة الاجتماعية بدأ اختراق معظم القطاعات في المؤسسة الدينية السنية، لا سيما طبقة رجال الدين».

إلى ذلك، اعتبر لؤي الصافي عضو المجلس والوطني والائتلاف السوري المعارض فتوى حسون «متأخرة ومخطئة في العنوان»، مضيفا على صفحته الشخصية على موقع «فيس بوك»: «ليطمئن مفتي النظام أن الشعب السوري الحر واعٍ لمسؤولياته الوطنية والأخلاقية والدينية، وأن بيانه جاء متأخرا سنة على الأقل، وأنه أخطأ التوصيف والعنوان».

واستغرب الصافي من «موقف مجلس الإفتاء الأعلى الذي لا ينحاز إلى الشعب السوري الذي يشن النظام ورعاته في طهران وموسكو حربا ظالمة عليه بكل ما أوتى من سلاح وقوة».

فتوى مضحكة في وقت تدك صواريخ النظام مآذن المساجد وتنتهك الحرمات
والأعراض وتقتل وتبطش دون رحمة

ما أتعسنا مع وجود أئمة وعلماء دين كهؤلاء!!!

عبده فايز الزبيدي
16-03-2013, 08:43 PM
فتوى مضحكة في وقت تدك صواريخ النظام مآذن المساجد وتنتهك الحرمات
والأعراض وتقتل وتبطش دون رحمة

ما أتعسنا مع وجود أئمة وعلماء دين كهؤلاء!!!




يا سيدتي
لو كان حسون و محمد سعيد رمضان البوطي من أهل الإسلام ففيم َ تحالفهم
مع بشار الأسد و طغمته من نصيرية و روافض ، حكم علماء السنة و الجماعة بكفرهم
و صريح عدائهم للإسلام و لكن الوثنية ملة واحدة.

عايد راشد احمد
17-03-2013, 09:11 AM
السلام عليكم ورحمة الله

استاذنا الجليل

موضوع جيد وجهد مميز فيه الكثير من الصواب وايضا عليه بعض التحفظات في بعض النقاط الا ان الموضوع يقول الكثير زالكثير

بوركت ايها الكريم

تقبل مروري وتحيتي

عبده فايز الزبيدي
21-03-2013, 08:04 PM
السلام عليكم ورحمة الله

استاذنا الجليل

موضوع جيد وجهد مميز فيه الكثير من الصواب وايضا عليه بعض التحفظات في بعض النقاط الا ان الموضوع يقول الكثير زالكثير

بوركت ايها الكريم

تقبل مروري وتحيتي


أخي الحبيب
قال الإمام مالك بن أنس رحمه الله تعالى:
(كلٌّ يؤخذ من كلامه و يرد إلا صاحب هذا القبر .) و أشار إلي قبر الرسلو الكريم صلى الله عليه و سلم
و الحق أبلج و الباطل لجلج.