المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : معاناة الأسير ... عندما أكون وحيداً



باسم الخندقجي
15-03-2013, 07:40 PM
معاناة الأسير ... عندما أكون وحيداً

1- أفرحُ:
عندما أصحو من سكون الليل في جسدي على الصباح يُهيأ لي مائدةً للذاكرة و الكلام أكون منتعشاً و على أتمّ الفرح.. إذ أدركتُ حلمي قبل أن يهجرني من شدة السؤم و أخطاء الترجمة و صَمَمْ الدهشة..
هذا فرحي أنا.. أحتفي به لوحدي..
و عندما تردني أخبار الذين أحبهم فرحاً تباعاً أرتاح.. تسكنني الطمأنينة لان الذين أحبهم ما زالوا يفوقون عدد أصابع يدي الصغيرتين و يحتفون بالحياة رغم الفقدان و تظاهرهم بالنسيان في بعض الأوقات..
هذا فرحهم و أنا في البعيد لوحدي احتفل معهم في فرحهم..
2- أحزن:
عندما يسكنني الحزن فهذا هو الطبيعي في عالم انقلبت موازينه.. إذ هو حزني الذي احزن عليه حين يفارقني للحظة.. أو لا أعرف الحزن إلاّ حين يغادرني للحظة حتى اكتبه بأناقة حيت لا أكون مُبذّراً في نثره في ارض البياض بل معتدلاً حتى لا يخنقني الحزن و الابتذال..
هذا حزني.. أنا أحمله و يحملني دون أدنى عبء
و أما عندما يمر الحزن في درب الذين أحبهم .. يُصيبهم.. يمسُّهم بحداثة أو فاجعة فإنهم يحزنون.. يحملون الحزن جماعة.. يواسون بعضهم البعض.. فجلاء الحزن مواساة و كلمة عزاء و مساندة.. هذا حزنهم عندما يحلُّ عليّ متفرداً بي لا يخنقني بل يقتلني..
3- أمرضُ:
في الغربة الحديدية لا يصيب البرد الروح إلا في حالة واحدة و هي عندما تصاب باليأس و الخذلان..
و أما من كانت روحه محصّنة بالعشق و الأمل و الوطن فيكون سيد معكرته و كلماته و لا يصيبنَّهُ مسُّ البرد الخبيث.. و لكن ثمة جسد و للجسد أعباء.. يُصيبني البرد فالزكام "فالأنفلونزا" و الترجمة العربية الفورية لهذا المرض هي " نقصُ لمسة الأم"
هذا مرضي.. أُداويه بالبابونج الساخن - إن وجد - و بعض الليمون الطبيعي أو الصناعي .. و غطاء شتائي دافئ لأيام معدودة ثم أُشفى من هذه الوعكة الصحية.. و أما حين يصيب المرض أحد الذين أحبهم فلا شفاء بخوفي عليه سوى قربي منه.. و تهيئة أعضاء جسدي قرباناً لجسده حتى و إن كان مصاباً بالزكام.. حتى و إن كانت أمه بجانبه..
4- أُحب:
أنزوي في ركن البياض .. أمارس في الحب بكل ما أوتيت من كلمات حتى أخرج بنص قصير الأنفاس..
هذا حبي.. أُراعيه.. أحبه.. أُربّيه.. ثم أكتبه :
لا امرأة أشاركها عشاء حب..
لا امرأة أقف في حضرتها طفل حب..
لا امرأة أُلقي على عُريها في دمي قصيدة حب..
لا امرأة عندما يجرحها صُراخ الذكورية أبكي أنا عليها بكاء حب..
و لكن الكلمة في قلبي امرأة تلد للذين أحبهم قصائد تقيهم من الخسارة و الضياع في معارك
حبهم…


الأسير باسم الخندقجي
عضو اللجنة المركزية لحزب الشعب الفلسطيني
سجن ريمون المركزي
الحكم ثلاث مؤبدات

هاشم الناشري
15-03-2013, 07:49 PM
نسأل الله تعالى أن يفك أسرك أخي باسم وكل أسرانا

وأن يعيد الحق لأصحابه ، أنت وأمثالك شرف لهذه
الأمة .

أستأذنك في نقل موضوعك إلى قسم نصرة فلسطين

والقدس وحياك الله في واحتك أخي.

تحياتي وتقديري.

هاشم الناشري
16-03-2013, 08:57 PM
ليتني أستطيع تقبيل رأسك الأشم يا باسم ورأس أبيك.

أعتذر حيث كان عليّ نقله لفسم النثر الأدبي ، غير أن

قلبي وجه أناملي إلى قسم نصرة فلسطين نصركم الله
وأعزكم ،

وتحية للأخت المقدسية الأبية زهراء لتنبيهي لذلك.

محبتي وتقديري.

براءة الجودي
17-03-2013, 07:02 PM
نثر جيد ومؤلم لنا جميعا
نسأل المولى ان يفكسرك وينصر امة الإسلامعلى أعدائها الغاصبين
تحياتي لك

ربيحة الرفاعي
24-04-2013, 11:45 PM
الأسير الحرّ باسم الخندقجي
لك
تملأني حروفك بالأمل حتى وإن اكتنفها الحزن
ففيها دلالة على أن شعلة النور في النفوس الأبية أقوى واثبت من أن تطفئها أيدي الغدر وقسوة السجان

بحفظك ربي وصحبك ويرعاكم

تحاياي

نداء غريب صبري
18-08-2013, 09:02 AM
نثرك يملأني بالثقة في الله وأمتي ونفسي

شكرا لك أخي باسم الخندقجي

بوركت

فاتن دراوشة
21-08-2013, 08:24 AM
لهذا الحرف الغارق بالفرح والحزن والحبّ

لهذا الحرف الذي لم يعرف غير التّضحيات

تنحني الذّائقة احترامًا أخي باسم

أعلم أنّ السّجن بسجّانيه سجين في عينيك أيّها الشّامخ الحرف

سعيدة دائمًا بصحبة حرفك

مودّتي