مشاهدة النسخة كاملة : متى يا شام ينقشع الضبابُ؟
فوزي الشلبي
17-03-2013, 08:01 AM
متى يا شام؟
متى يا شامُ ينقشعُ الضّبابُ
وتُشرقُ شمسُ صُبحِكِ والهضابُ
***
ويرقصُ يومُنا في العمرِ عيداً
إذا شرُفتْ منازلهَا الكَعابُ
***
ويمتشقُ الحسامُ خصورَ عزٍ
فأسلستْ الأعنةُ والصِّعابُ
***
متى يا شامُ تقتبسُ الثُّريا
أنّى اتَّجه الشُّروقُ والاغترابُ
***
غداً يا شامُ من بردى شرابي
فقد نضبتْ ضروعٌ واحتلابُ
***
متى يا شامُ نجترحُ الحكايا
جُنونٌ سُؤلُ حبِّك والجوابُ
***
نزلتُ على الفراتِ أقيمُ عُرساً
ويُرقصني الجنونُ والاطِّرابُ
***
دمشقُ إذا رقصتُ بثوبِ حُرًّ
فذاكَ لِحُجَّّتي رقصَ التُّرابُ
***
ألا وهمتْ كلابٌ في أسودٍ
ونبحُ الكلبِ في الزأرِ انتحابُ
***
زئيرُ أسودنا في صرعِ كلبٍ
وإن لبستْ دروعَ الكلبِ غابُ
***
يجيءُ البأسُ فينا كفُّ سيفِ
إذا شوقُ المهندَةِ الرِّقابُ
***
فأقبلْ يا حسامُ على نفوسٍ
يسابقُ في جهنَّمها العذابُ
***
ألا إنَّ الكلابَ عدتْ علينا
وألسنَ في تأمُّرها الخطابُ
***
وألبستْ البراقعُ عينَ غدرٍ
وأهولُ منه ما تُخفي الثيابُ
***
فكنتمْ للتتارِ أكفَّ عونِ
وأنتمْ للصليبيينَ بابُ
***
وكنتمْ للأعادي حلفَ خزيٍ
فرنسا كنتمُ ولها الحجابُ
***
أبعد الليلِ إلا كسرُ قيدٍ
وينتصرُ الأحبةُ والصِّحابُ
***
وهذا الذلُّ لا يمضي بِحُرٍ
فطعمُ الموتِ أهونُ والشّرابُ
***
ويجثمُ فوقَ صدركِ زعمُ أُسْدٍ
وقد جثمتْ علوجٌ والكلابُ
***
خذي دمَنا لفجركِ طوقَ مجدٍ
فقد صدرت شيوخٌ والشَّبابُ
***
ذرينا نسطرُ التاريخَ سفراً
إذا نهضتْ نجودٌ واعترابُ
***
نفوسٌ للوغى نزلتْ ليوثاً
فأرعدتْ البوارقُ والسَّحابُ
***
زرعنا بالدماءِ لنا دروبا
فأورقَ في الرِّمالِ بها السَّرابُ
***
سئمنا الذُّلَّ في أكنافِ بعثٍ
وبوقُ الغربِ ما نعقَ الغرابُ
***
طعنتمْ دينَنا بسيوفِ غربٍ
وصِلُّكُمُ نما في الغدرِ نابُ
***
وهذا الحزبُ ما نسجتْ بميشو
خيوطُ الغدرِ ألبسَها الثيابُ
***
إذا هتفتْ بدارٍ بوقُ بومٍ
فأوَّلُ ما يحلُّ هو الخرابُ
***
كفانا من هرائكمُ التغني
ببعثٍ أوهم العطشَ اليبابُ
***
فأضحى الحسنُ بعد الشؤمِ قبحاً
ومخلبُ غدركمْ هذا الكِذابُ
***
فشامُ الخدِّ في الحسناءِ حسنٌ
وشؤمُ الغدرِ أنتمْ والذِّئابُ
***
بطولةُ ما بطشتمْ في عبادٍ
فأوغلتْ الأسنةُ والحرابُ
***
وذي الجولانُ ترسفُ في إسارٍ
لإسرائيلَ ما عبرَ الذبابُ
***
دمشقُ يبيعكُ السمسارُ سُحتا
ويزعمُ أنهُ أسدٌ ضِرابُ
***
فلا أنسى حَماةَ الشامِ ذخراً
وهل ينسى المحبُّ لها الإيابُ؟
***
وقد جاءتْ تُدوالُها الليالي
إذا نبحتْ بأبطحها كِلابُ
***
فأقبلَ بعدَ ليلكِ فجرُصبحٍ
وماذا بعدهُ إلا الذَّهابُ
***
إذا هدرتْ نواعيرٌ بصيفي
فيروي صاديَ الشَّوقِ القُّرابُ
***
سئمنا زعمكمْ والذَّبحُ فينا
فأينَ لشيمةِ الأُسدِ انتسابُ
***
إذا ما الأُسدُ حلَّت في مُقامٍ
رأيتَ نَجادةً وندا عُبابُ
***
لئنْ ذبحوا بحمزةَ طهرَ طفلٍ
فأيُّ بطولةٍ ما قد أصابوا؟
***
حميةُ ثورةٍ في أُسدِ درعا
وأنفسُ إنْ تذودَ بها غِضابُ
***
وما لبِستْ جيادٌ طوقَ حمصٍ
وسَمْتُ الحسنِ أن تجلو رقابُ
***
إذا عصفتْ بغدرٍ نارُ زحفٍ
فإنَّ الجبنَ أوَّلهُ ارتيابُ
***
فإدلبُ والنُّجومُ لها وطاءٌ
فأكرمْ بالنِّعالِ لها الرِّكابُ
***
شياطينُ الغوايةِ ما أضلُّوا
فيقفوا السالكينَ بها سرابُ
***
بديرِ الزورِ قد ألفيتُ قوماً
إذا حملوا كأنَّهمُ الشَّهابُ
***
عرانينُ الأنوفِ لشمُّ صيدٌ
إذا وردوا حياضَ الموتِ آبوا
وما برقتْ سيوفٌ نوءَ هطلٍ
كذا الشَّهباءُ تهطلُ والسَّحابُ
***
أرى الباغينَ قد ولُّوا لواذا
فأينَ البيدُ تهربُ والشِّعابُ
***
فأطلقْ للعنانِ لها الخزايا
وأطلقَ للدروبِ لها النِّشابُ
***
تكعُّ عنِ النِّضالِ لهُ الأيادي
فأزهى بالجسومِ لها الخِضابُ
***
ميامينُ الشآمِ ليوثُ غوثٍ
تسيرُ على الجمارِ ولا تهابُ
***
لئنْ أغرى عدوّاً بابُ عمروٍ
فآيُ المدِّ أن يتلوا انقلابُ
***
تولى فيكِ هذا الذِّئبُ قاضٍ
يسابقُ حكمُهُ الذّبحَ اغتصابُ
***
فأينَ الأُسدُ فيكمْ آلَ كلبٍ
وأنَّ القُربَ في الأهلِ اغترابُ
***
إذا ورثَ الجنونُ رؤوسَ قومٍ
فأوَّلُ ذاهبِ العقلِ الصّوابُ
***
جلونا أمرَنا للفجرِ نصراً
ويتلو سفرَنا هذا الكتابُ
بشار عبد الهادي العاني
17-03-2013, 11:51 AM
يسرني أن أكون أول الواصلين إلى جمال هذا الحرف , وإبائه.
حياك الله أيها المبدع الرائع , في أفياء واحة الخير والعطاء
لكم تحية وتقدير.
عبد الغفور مغوار
17-03-2013, 12:13 PM
قصيدة جميلة و محزنة و لست أدري كيف أهنؤك على هذا الإبداع و أعزيك في آن واحد في إخواننا السوريين الأحرار
وأضيف بيتين من شعري تصب في نفس الصور الفنية التي وضعتها هنا:
ليـس من يـزأر ليـثا، جـراء * تـزأر الـيوم زئـيرا عجابـا
مـخـلب هن الليـوث ونـاب * فـاتك.. يـا جرو هذا وغابـا
ولك مني أصدق التحايا
براءة الجودي
17-03-2013, 06:38 PM
رائعة , قوية , مشاعرٌ جيَّاشة , حماسية , فلله رُّك من شاعرٍ كتبَ فابدع أيَّما إبداع
أخي بعد إذنك لدي ملاحظة لربما أكون مخطأة بها ..
أنّى اتَّجه الشُّروقُ والاغترابُ
أنَّى .. شعرتُ بثقلها ف هذا العجز !
تحياي لقلمك وحرفك الجميل
نافذ الجعبري
17-03-2013, 07:17 PM
ألأخ الكريم فوزي الشلبي
قصيدة سامقة غاضبة
نسأل الله النصر لأبطال الشام على عصابة المجرمين
وأن يفرج عنا وعنهم الكرب
سلمت أخي ودمت في حفظ الله
فوزي الشلبي
22-03-2013, 05:53 PM
يسرني أن أكون أول الواصلين إلى جمال هذا الحرف , وإبائه.
حياك الله أيها المبدع الرائع , في أفياء واحة الخير والعطاء
لكم تحية وتقدير.
الأستاذ الشاعر بشار:
أشكر لك إشراقتك الكريمة على النص...ثقة أعتز بها!
تقديري الكبير وودي!
أخوكم
فوزي الشلبي
22-03-2013, 06:01 PM
قصيدة جميلة و محزنة و لست أدري كيف أهنؤك على هذا الإبداع و أعزيك في آن واحد في إخواننا السوريين الأحرار
وأضيف بيتين من شعري تصب في نفس الصور الفنية التي وضعتها هنا:
ليـس من يـزأر ليـثا، جـراء * تـزأر الـيوم زئـيرا عجابـا
مـخـلب هن الليـوث ونـاب * فـاتك.. يـا جرو هذا وغابـا
ولك مني أصدق التحايا
الأستاذ الشاعر الكريم عبد الغفور:
أشكر لك زيارتك الكريمة وتقديرك النبيل...وأقدر إضافتك الشعرية البهية...مرورك على النص زاده إشراقا وبهاءً!
قبلاتي وودي الكبير!
أخوكم
فوزي الشلبي
22-03-2013, 06:16 PM
رائعة , قوية , مشاعرٌ جيَّاشة , حماسية , فلله رُّك من شاعرٍ كتبَ فابدع أيَّما إبداع
أخي بعد إذنك لدي ملاحظة لربما أكون مخطأة بها ..
أنَّى .. شعرتُ بثقلها ف هذا العجز !
تحياي لقلمك وحرفك الجميل
العزيزة براءة:
أشكر لك زيارتك الكريمة وإشراقتك البهية على النص...ثقة أعتزبها!
أنى...هنا أن نلفظ حرفي أن في أنى لتعطي مقطعا قصيرا...ليستقيم الوزن!
دعائي وودي المتصل!
أخوكم:
فوزي
فوزي الشلبي
22-03-2013, 07:02 PM
ألأخ الكريم فوزي الشلبي
قصيدة سامقة غاضبة
نسأل الله النصر لأبطال الشام على عصابة المجرمين
وأن يفرج عنا وعنهم الكرب
سلمت أخي ودمت في حفظ الله
الأخ الفاضل نافذ:
حياك الله وبياك...لما نثرت علي من جميل كلمك وكرمك...نصر الله الشام وأهلها من أولئك الأصنام الذين يستعبدون العباد!
فبلاتي وودي الكبير!
أخوكم:
فوزي
ربيحة الرفاعي
11-04-2013, 09:23 PM
ثورة إباء وتوقد إخاء وحس كريم استمطر الحرف تفاعلا مع جراح اخوتنا في شآم العز
دمت وصادق حسك
تحاياي
مروان جبران
12-04-2013, 03:41 AM
متى يا شامُ ينقشعُ الضّبابُ
وتُشرقُ شمسُ صُبحِكِ والهضابُ
قريباً قريباً قريباً سينقشع الضباب
وتشرق الشمس من جديد
اليس الصبح بقريب ؟؟ بلى وربي "
لافض فوك يا فوزي ،،،
محمد ذيب سليمان
12-04-2013, 10:48 AM
شكرا ايها الصديق الغالي علىهذا الجمال في المحتوى
من بناء ونسج ومعان وموسيقى
دمت مبدعا
فوزي الشلبي
12-04-2013, 02:36 PM
ثورة إباء وتوقد إخاء وحس كريم استمطر الحرف تفاعلا مع جراح اخوتنا في شآم العز
دمت وصادق حسك
تحاياي
الأستاذة الشاعرة الأديبة ربيحة:
نعم ايتها العزيزة...سنبقى نستمطر الحروف والكلمات..زخاتٍ زخات...حتى يرحل الليلُ عن الشام التي تكفلّ الله سبحانه باهلها!
أشكر لك زيارتك الكريمة وتقديرك البهي للنص!
دمت بالعطاء وارفة الظلال مخصبة!
أخوكم:
فوزي
فوزي الشلبي
12-04-2013, 02:38 PM
قريباً قريباً قريباً سينقشع الضباب
وتشرق الشمس من جديد
اليس الصبح بقريب ؟؟ بلى وربي "
لافض فوك يا فوزي ،،،
أيها الأديب النبيل مروان:
أشكرك على كرمك ونبلك ولطفك..نعم ياعزيزي ستشرق الشام...ويرحل الليل الكئيب!
قبلاتي وودي المتصل!
اخوكم
فوزي الشلبي
12-04-2013, 02:41 PM
شكرا ايها الصديق الغالي علىهذا الجمال في المحتوى
من بناء ونسج ومعان وموسيقى
دمت مبدعا
أيها النبيل ابا الأمين:
لك الشكر الموصول على ما تقدمت به في سابق الفضل ودائمه...أثمن عاليا تقديرك الكريم ...ثقة لطالما اعتززت بها!
قبلاتي ودعائي المتصل!
أخوكم
فاتن دراوشة
12-04-2013, 07:06 PM
تستحقّ الشام وأهلها الأبطال هذه الخريدة الرّائعة بصورها ومضامينها
حرف أبيّ شامخ يأبى الظلم ويصبو للتّحليق عاليا في فضاء الحريّة.
دام إبداعك أخي
فوزي الشلبي
17-04-2013, 07:30 AM
تستحقّ الشام وأهلها الأبطال هذه الخريدة الرّائعة بصورها ومضامينها
حرف أبيّ شامخ يأبى الظلم ويصبو للتّحليق عاليا في فضاء الحريّة.
دام إبداعك أخي
الغالية فاتن:
تحية وود وإكبار...أقدر عاليا تكريمك الثمين للنص...ثقة أعتز بها!
تقديري الكبير وودي المتصل!
أخوكم:
فوزي
فوزي الشلبي
17-04-2013, 07:32 AM
تستحقّ الشام وأهلها الأبطال هذه الخريدة الرّائعة بصورها ومضامينها
حرف أبيّ شامخ يأبى الظلم ويصبو للتّحليق عاليا في فضاء الحريّة.
دام إبداعك أخي
الغالية فاتن:
تحية وود وإكبار...أقدر عاليا تكريمك الثمين للنص...ثقة لطالما اعتززت بها!
نقديري الكبيردعائي الخالص!
أخوكم:
فوزي
د. سمير العمري
29-04-2013, 07:07 PM
قصيدة مطولة تحمل العزة والإباء ، راق لي فيها العديد من المواضع معنى ومبنى لعل من أهم ما راق لي وطاب ما يلي:
إذا هتفتْ بدارٍ بوقُ بومٍ
فأوَّلُ ما يحلُّ هو الخرابُ
حكمة رائعة وتركيب بديع!
كفانا من هرائكمُ التغني
ببعثٍ أوهم العطشَ اليبابُ
في العجز صورة مبهرة جدا!
إذا عصفتْ بغدرٍ نارُ زحفٍ
فإنَّ الجبنَ أوَّلهُ ارتيابُ
وهنا حكمة بالغة وأداء عال!
هذا واستوقفني فيها العديد من المواضع التي شابت الذائقة بما لا يستحب لعل من أهمها التهل الذي شاب النص فكان طول القصيدة عليها لا لها ، وتكرار مفردات وتراكيب أثار رتابة في الجرس ومللا في الحس ، ولك أن تعود لترى كم من مرة استعملت لفظة الكلب والكلاب مثلا ، وكم تركيب متشابه تماما إلا في اللفظة ، ثم هذا الترهل بتكرار المعاني بعيدا عن التكثيف اللغوي والإيحائي.
ثم هناك عدة هنات متفرقة لعل من أهمها:
شياطينُ الغوايةِ ما أضلُّوا
فيقفوا السالكينَ بها سرابُ
فيقفو
لئنْ أغرى عدوّاً بابُ عمروٍ
فآيُ المدِّ أن يتلوا انقلابُ
وهنا يتلو ، هذا بفرض قبول عدم نصب الفعل بعد أن وهذا مما لا يعتبر من الضرورات فالنحو مقدم على العروض.
متى يا شامُ تقتبسُ الثُّريا
أنّى اتَّجه الشُّروقُ والاغترابُ
هنا كسرؤ عروضي.
متى يا شامُ نجترحُ الحكايا
جُنونٌ سُؤلُ حبِّك والجوابُ
حكاية تجمع على حكايات لا حكايا.
نزلتُ على الفراتِ أقيمُ عُرساً
ويُرقصني الجنونُ والاطِّرابُ
لعلك أردت الاضطراب!
تقديري
فوزي الشلبي
01-05-2013, 10:46 AM
قصيدة مطولة تحمل العزة والإباء ، راق لي فيها العديد من المواضع معنى ومبنى لعل من أهم ما راق لي وطاب ما يلي:
إذا هتفتْ بدارٍ بوقُ بومٍ
فأوَّلُ ما يحلُّ هو الخرابُ
حكمة رائعة وتركيب بديع!
كفانا من هرائكمُ التغني
ببعثٍ أوهم العطشَ اليبابُ
في العجز صورة مبهرة جدا!
إذا عصفتْ بغدرٍ نارُ زحفٍ
فإنَّ الجبنَ أوَّلهُ ارتيابُ
وهنا حكمة بالغة وأداء عال!
هذا واستوقفني فيها العديد من المواضع التي شابت الذائقة بما لا يستحب لعل من أهمها التهل الذي شاب النص فكان طول القصيدة عليها لا لها ، وتكرار مفردات وتراكيب أثار رتابة في الجرس ومللا في الحس ، ولك أن تعود لترى كم من مرة استعملت لفظة الكلب والكلاب مثلا ، وكم تركيب متشابه تماما إلا في اللفظة ، ثم هذا الترهل بتكرار المعاني بعيدا عن التكثيف اللغوي والإيحائي.
ثم هناك عدة هنات متفرقة لعل من أهمها:
شياطينُ الغوايةِ ما أضلُّوا
فيقفوا السالكينَ بها سرابُ
فيقفو
لئنْ أغرى عدوّاً بابُ عمروٍ
فآيُ المدِّ أن يتلوا انقلابُ
وهنا يتلو ، هذا بفرض قبول عدم نصب الفعل بعد أن وهذا مما لا يعتبر من الضرورات فالنحو مقدم على العروض.
متى يا شامُ تقتبسُ الثُّريا
أنّى اتَّجه الشُّروقُ والاغترابُ
هنا كسرؤ عروضي.
متى يا شامُ نجترحُ الحكايا
جُنونٌ سُؤلُ حبِّك والجوابُ
حكاية تجمع على حكايات لا حكايا.
نزلتُ على الفراتِ أقيمُ عُرساً
ويُرقصني الجنونُ والاطِّرابُ
لعلك أردت الاضطراب!
تقديري
أيها الأديب الكريم د. سمير:
تحية كبيرة وود عظيم...لقد آنسني مرورك أيها النبيل...فما احتملت من كرم الزيارة...وما تجشم نبلك عناء الصبر وكفاءة التحليل..والنقد الذي يرفده العلم وصفاء المعين!
لقد غمرني لطفك بتحليل الأبيات التي أشرت سابقا...
صحيح ياعزيزي ما أشرت إليه في اعتماد لفظ الكلب أكثر من مرة ...لعله يشفع لي أنني لا أرى أسودا بل كلابا!
ولقد ضحكت من نفسي كثيرا...عندما حشرتُ ألف واو الجماعة، في المكان التي ليست لها..والتي إليها أشرت!
أما ما اشرت إليه من كسر عروضي في العجز:
أنّى اتَّجه الشُّروقُ والاغترابُ:
فيعتمدُ على الأداء: فإذا شطرت النون المشددة شطرين ليأخذ أوله مقطعا قصيرا بِ (أنْ) مخففة..لاستقام الوزن بلا حرجٍ في الاستكمال في التفعيلة مفاعلتن!
أم ما جاء في الصدر:
متى يا شامُ نجترحُ الحكايا
فهل جاز للمتنبي أن يجمع رمية على رمايا...وإذ هي رميات.. حيث قال:
وهل يخطي بأسهمه الرّمايا ...وما يخطي بما ظنّ الخطوبا
كم لاحظ أخي سمير...كيف حذف الهمز في ( يخطىء) ليستقيم لديه الوزن!
أما كلمة الاطِّراب...فهي من أصل الفعل الثلاثي (طرب) ...وليست للفعل اضطرب..التي أصلها الثلاثي (ضرب)
أكرر الشكر المتصل!
ولعل اجتهادي هذا..هو اجتهاد المقصر عن بلوغ!
واقبل تحياتي وقبلاتي!
أخوكم
د. سمير العمري
01-05-2013, 05:21 PM
أهلا ومرحبا بك أخي الكريم فوزي والذي اشهد بأنك شاعر مميز وصاحب بصمة جميلة في الشعر.
أما مقصدك من تكرار لفظة الكلاب فلم يغب عنا بادئ ذي بدء ولكنه كان أكثر بكثير من أن يسوغه هذا المقصد خصوصا وأن الكلاب إنما عرفت بوفائها وبرها بأهلها رغم نجاسة لعابها ، وأراك ظلمت الكلاب كثيرا إذ شبهت هؤلاء بها. وإنما أمثالهم أمثال الضباع التي تحمل نجاسة البدن والطبع والغدر والقسوة وكل ما يناسب مقام أمثالهم.
أما في قول المتنبي فليس الرمية هو ما جمع بل الرمِيَّة أي التي رميت بالسهم وهي هنا تشبه جمع عطية على عطايا وهدية على هدايا.
وأما تخفيف الهمز فهو من الضرائر الشعرية وأحيانا تكون مستحبة كما هنا وأحيانا تكون ممجوجة كما في مواضع أخرى.
أما طرب واضرب واضطرب فأقول فيها:
نعم أخي اضطرب هي صيغة افتعل من ضرب حولت تاؤها طاء لتقارب المخارج وسهولة النطق ، ولكن طرب لا أعلم لها اشتقاق افتعال ذلك أنه لا يصح منطقا وإنما لها اشتقاق انفعال باعتبار أن الطرب حالة نفسية تنبع من الداخل لا من الداخل فيقال انطرب انطرابا ، وكان يمكنك بالطبع أن تستعمل هذا الاشتقاق الصحيح والذي يؤدي الغرض المطلوب.
لكن افتراضي أنك قصدت الاضطراب جاء من عظيمثقتي بشاعريتك وإنك قصدت هذا المعنى بما يمنح للصورة عمقا وبعدا وأثرا نفسيا موجعا ويصف الحالة حين يكون الرقص جنونا وتوجعا باضطراب ما نرى من تلاطم الأحداث وتدافع الأمور في العراق وفي غيرها لا عن طرب من الواقع والطرب يكون من فرح وحزن وتناسب المعنى كما قلت ولكن الاضطراب تمنح بعدا مختلفا أقوى وأوجع للمعنى.
أما في البيت موضع النقاش فأقول:
متى يا شامُ تقتبسُ الثُّريا
أنّى اتَّجه الشُّروقُ والاغترابُ
تخفيف التشديد في أنَّى لا أجده مقبولا باعتبار تشابه االفظة حينها مع أنا ومع أنى ولكل معناها في سياقها باعتبار وجود بدائل كثيرة لتوصيل المعنى نفسه أو حتى ما هو أفضل منه بدون مثل هذه الضرورة المستثقلة كأن تقول مثلا:
متى يا شامُ تقتبسُ الثُّريا
وقد عقَّ الشُّروقُ والاغترابُ
متى يا شامُ تقتبسُ الثُّريا
إذا اختلط الشُّروقُ والاغترابُ
متى يا شامُ تقتبسُ الثُّريا
إذا جحد الشُّروقُ والاغترابُ
متى يا شامُ تقتبسُ الثُّريا
بما اتَّجه الشُّروقُ والاغترابُ
هذا رأينا محضناه أيها الأخ الكريم والشاعر المبدع فخذ أو فدع!
تقديري
فوزي الشلبي
01-05-2013, 07:25 PM
أهلا ومرحبا بك أخي الكريم فوزي والذي اشهد بأنك شاعر مميز وصاحب بصمة جميلة في الشعر.
أما مقصدك من تكرار لفظة الكلاب فلم يغب عنا بادئ ذي بدء ولكنه كان أكثر بكثير من أن يسوغه هذا المقصد خصوصا وأن الكلاب إنما عرفت بوفائها وبرها بأهلها رغم نجاسة لعابها ، وأراك ظلمت الكلاب كثيرا إذ شبهت هؤلاء بها. وإنما أمثالهم أمثال الضباع التي تحمل نجاسة البدن والطبع والغدر والقسوة وكل ما يناسب مقام أمثالهم.
أما في قول المتنبي فليس الرمية هو ما جمع بل الرمِيَّة أي التي رميت بالسهم وهي هنا تشبه جمع عطية على عطايا وهدية على هدايا.
وأما تخفيف الهمز فهو من الضرائر الشعرية وأحيانا تكون مستحبة كما هنا وأحيانا تكون ممجوجة كما في مواضع أخرى.
أما طرب واضرب واضطرب فأقول فيها:
نعم أخي اضطرب هي صيغة افتعل من ضرب حولت تاؤها طاء لتقارب المخارج وسهولة النطق ، ولكن طرب لا أعلم لها اشتقاق افتعال ذلك أنه لا يصح منطقا وإنما لها اشتقاق انفعال باعتبار أن الطرب حالة نفسية تنبع من الداخل لا من الداخل فيقال انطرب انطرابا ، وكان يمكنك بالطبع أن تستعمل هذا الاشتقاق الصحيح والذي يؤدي الغرض المطلوب.
لكن افتراضي أنك قصدت الاضطراب جاء من عظيمثقتي بشاعريتك وإنك قصدت هذا المعنى بما يمنح للصورة عمقا وبعدا وأثرا نفسيا موجعا ويصف الحالة حين يكون الرقص جنونا وتوجعا باضطراب ما نرى من تلاطم الأحداث وتدافع الأمور في العراق وفي غيرها لا عن طرب من الواقع والطرب يكون من فرح وحزن وتناسب المعنى كما قلت ولكن الاضطراب تمنح بعدا مختلفا أقوى وأوجع للمعنى.
أما في البيت موضع النقاش فأقول:
متى يا شامُ تقتبسُ الثُّريا
أنّى اتَّجه الشُّروقُ والاغترابُ
تخفيف التشديد في أنَّى لا أجده مقبولا باعتبار تشابه االفظة حينها مع أنا ومع أنى ولكل معناها في سياقها باعتبار وجود بدائل كثيرة لتوصيل المعنى نفسه أو حتى ما هو أفضل منه بدون مثل هذه الضرورة المستثقلة كأن تقول مثلا:
متى يا شامُ تقتبسُ الثُّريا
وقد عقَّ الشُّروقُ والاغترابُ
متى يا شامُ تقتبسُ الثُّريا
إذا اختلط الشُّروقُ والاغترابُ
متى يا شامُ تقتبسُ الثُّريا
إذا جحد الشُّروقُ والاغترابُ
متى يا شامُ تقتبسُ الثُّريا
بما اتَّجه الشُّروقُ والاغترابُ
هذا رأينا محضناه أيها الأخ الكريم والشاعر المبدع فخذ أو فدع!
تقديري
الأخ الكريم د. سمير:
أشكر لك هذا الكرم البالغ الذي غمرتني به...هذا الجهد الذي عاينت وعانيت من أجل النصح والإفادة.....فالشكر كل الشكر لك ووافر الامتنان ..ولا أظنكم إلا باب للخير الذي لا يغلق دونه باب...أشكرك على سعة صدرك...وبعدِ نظرك!
لقد أسعدني نقدك البناءُ جدا..وهذا فيءٌ من الرحمن أسبغه عليك!
قبلاتي وودي الكبير!
أخوكم:
فوزي
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir