تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : شكراً لغدرك لي ..!!



محمد ادريس علي
19-03-2013, 01:54 AM
الهمس يكابرُ حيناً والصمت إرتجل, والحزن غيّم ثم هطل فالروح منه إرتوت, و صرتُ كما الشئ في تجاويف العطش, ولم أعد بذاك العنفوان حين اللقاء في عهدنا, للحزن نبعٌ ولكن فيك لحزني منابع, وأجدني ألتحفُ الشَجى ثوباً وأنام ملء الاسى والدمع يرسمك دروباً على الوسادة .
هل بي مسٌ طائف ؟
أم مسّني جنون الحزن الدائم ؟
فالعاشق عندما يحزن يُغَيبه الأنين, وينزوي تحت عباءة الصمت مغشياً, ويضمُ وسادة الدمعِ بخده, ويترك القلب ينبض بالوجع, ويرسل الفكر يستجدي داعِ الفراق واسباب النوى, ولا يفضي فكري لشئ سوى غاياتكِ لزينة الحياة ومتاعها, وأتوه فاقداً دليل الوصول اليكِ و أضلُ دروب الإياب منكِ, وأجد نفسي في منتصف الطريق أقطنُ وعودكِ السرمدية التي أوفيتِ بها إفكاً وإفتراء , وعودكِ كانت أطول من تلك القصور العاجية التي تلهثين خلفها , كانت أشدُ برقاً من زجاجاتها, منقوشة بدقة أعمدتها, وعودٌ منثورة كحبات اللآلئ التي يشتهي لها غروركِ .
الروابي قاحلة بعدك, والقلب أجرد في غيابك, والهمٌ كَسَا المكان, والجسد سَرول النحول, وحفرتُ اخاديد الندم وإستدمعت المُقل, هجرتُ الليالي خشية أن اكون حبيس همومه , و نازعت النهارات خوفاً من شماتة المارين, وبقيتُ انسان ارفض الأوقات, الأزمنة بدونك تصفعني وتجردني المشاعر .

ايامٌ وليالي و انا ملجوم الأماني, مردوع الأحلام, عكسك تماماً, كلما اسرعتِ خطواتكِ نحو غاياتكِ أجد نفسي تكبح طموحاتي , ولا اشتهاء للأمنيات, وحين أرى دأبكِ في الإغتنام السهل وإرضاء غرورك كنتُ أمارس الصمت بوَجل, وابتلع الغصة كلما تبتعدين عن قلبٍ إحتواكِ جوف نبضاته .

اليوم فقط سألت نفسي , لمَ لا اتوسل اليكِ ان تعودي, رغم حزني الذي كان يسكنني مذ اسرجتِ جواد رغباتك وغادرتِ قلبي , لا اعلم تفسيراً لهذا, لماذا ألجمني الصمت وآثرت الانزواء؟ وحضنت حزني وهجرت الليالي؟ ولكني ادركت اخيراً ان العاشق الحقيقي لا يتوسل, والمحب الوفئ يجعل كرامته جناحه الأيمن وحبه جناحه الأيسر, ويفردهما معاً في خط مستقيم, لا يعلو احدهما الآخر , نعم لا يتوسل يا عزيزتي بل يجعل لكل منهما مقداراً من الاهتمام , دون اجحاف, وحين تركضين لإشباع غرورك بملذات الحياة كنتُ انصف حبك دون مقت , صان قلبي حبك كما يصون نبضاته , حملك رغم غدرك له و رعاكِ رغم إعراضكِ عنه .

الحب بحر وانت عمقه, اتذكرين هذه العبارة ؟ كانت تخرج منك بنبرة جاذبة وتجعلني أثمل , وحين لا تصرّحين بها كنت اراها لغة ً في عيونك, وفي غيابك كنت اتسلل الى مخطوطاتكِ وأقرأ , فالذكريات احياناً تعيدنا الى تتبع قصاصات الفرح التي رسمناها , الذكريات لا تبيعنا الحزن فقط , وهنا أدركت ان الحياة فرح وحزن, سقم وشفاء, لقاء وفراق, حضور وغياب , طموح وامنيات , وأدركت انكِ تبتعدين اكثر واكثر , وطموحاتكِ تقترب منكِ اكثر و اكثر .
كلما أراكِ تصعدين سلالم امنياتكِ تأبى نفسي وكره المهجور ويحلق , غدرك لي حسبته اضاعني, بل منحني قوة , اعترف اني هشّمتُ طموحاتي حينها, ولكني أحسُ التحام شئ بداخلي , كتبي المرصوصة تذكرني بأدراج السلام التي تسارعين الخطى لبلوغ العُلا , و كلما حط قدمك درَجاً كلما حضنت كتاباً وألتهمه بنهم , تسارعين نحو مجدٍ مزيف وانا اسارعُ نحو علمٍ مكتسب , هصَر اليأس و رضّ القنوط .
بنيت القصور .
وملأتُ الكنوز بالدرر .. ولا غرور

شكراً لغدرك ..

آمال المصري
25-03-2013, 01:48 AM
كلما حط قدمك درَجاً كلما حضنت كتاباً وألتهمه بنهم , تسارعين نحو مجدٍ مزيف وانا اسارعُ نحو علمٍ مكتسب , هصَر اليأس و رضّ القنوط .
بنيت القصور .
وملأتُ الكنوز بالدرر .. ولا غرور

شكراً لغدرك ..


القوي من ينسج المجد من خيوط اليأس
لك الغرور مباح أيها الرائع
قصور من ألق كنت أتجول بين أروقتها هنا
علقت على جدرانه من الفخامة أجمل اللوحات والصور
بوركت واليراع
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

كاملة بدارنه
25-03-2013, 08:09 AM
لغة رائعة نسجت منها ديباجة إبداعيّة خيوطها المشاعر والعتاب
لله درّك
هكذا جمال تمنّيت أن يحظى بالمراجعة ( كتابة الهمزة) وبعض الأخطاء
بوركت
تقديري وتيّتي
(داعي - همومها - إنسانا - السّلالم )

ناديه محمد الجابي
25-03-2013, 09:26 AM
اعترف اني هشّمتُ طموحاتي حينها, ولكني أحسُ التحام شئ بداخلي , كتبي المرصوصة تذكرني بأدراج السلام التي تسارعين الخطى لبلوغ العُلا , و كلما حط قدمك درَجاً كلما حضنت كتاباً وألتهمه بنهم , تسارعين نحو مجدٍ مزيف وانا اسارعُ نحو علمٍ مكتسب , هصَر اليأس و رضّ القنوط .
بنيت القصور .
وملأتُ الكنوز بالدرر .. ولا غرور


يكتشف المحب الغدر ممن أحب فتتبخر الأوهام التي كان يعيشها
وينجو القلب من زيف المشاعر والخداع
وكأنه أفاق بعد نوم, أو طلع النهار بعد طول ظلام.

جميلة كلماتك , وجميل أن يعتز الإنسان بكرامته
وأن لا يهدمه الغدر وإنما يجعله يبني نفسه من جديد .
شكرا لك على كلمات معبرة ورائعة.
تحياتي وتقديري.

:os:

فاطمه عبد القادر
25-03-2013, 11:18 AM
ولكني ادركت اخيراً ان العاشق الحقيقي لا يتوسل, والمحب الوفئ يجعل كرامته جناحه الأيمن وحبه جناحه الأيسر, ويفردهما معاً في خط مستقيم, لا يعلو احدهما الآخر , نعم لا يتوسل يا عزيزتي بل يجعل لكل منهما مقداراً من الاهتمام , دون اجحاف

السلام عليكم
التسول هو التسول ,وأبشع أنواع التسول هو تسول العاطفة .
الكرامة أبقى...
ومن لا يحبك حبا شفافا ,بعيدا عن المادة, قريبا للروح ,لا يستحق منك دمعة واحدة ولا ذرة حزن.
ولكن الأمر ليس باليد على كل حال .
ولكن هناك الإيمان والصبر (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ).
وتأكد ,,أنه عندما تمتلىء عينها من بهرجات الدنيا ,سوف تبكِ دما عليك .
نص رائع لولا بعض الأخطاء
نرجو مراجعة النص قبل النشر ليتم الألق
شكرا
ماسة

براءة الجودي
27-03-2013, 08:35 AM
نصك الرائع الباذخ الشامخ في شكله ومضمونه يستحق عدة وقفات من القارئ منها
تمثيلك جناحين الطير أحدهما الكرامة واحدهما الحب للتوازن بينهما هذا هو التفكير الصائب في نظري مهما بلغ حبنا لشخص ما ومعزتنا له إلا أن هناك فرق بين التواضع مع حفظ كرامة الإنسان وبين الذلة والتوسل والرجاء بزعم أن المحب لمن يحب مطيع فالطاعة ليس في كل شئ جميل ان يكون لكلا المحبين شخصية مستقلة وراي خاص واختلافات واتفاقات فبراي تزيد من الترابط والألفة وتجذب كل منهما للآخر
لن أطيل أكثر أكتفي بشكري وتقديري لك ايها الكريم

فاتن دراوشة
27-03-2013, 10:41 PM
يُقال أنّ الضربة إن لم تقتلك تمنحك القوّة

والغدر كذلك رغم الألم النّاجم عن طعناته نجده يهب المرء قوّة ومناعة ضدّ الصّدمات

بوح بهيّ صيغ بأسلوب رائع يفيض سلاسة رغم ما اكتنفه من حزن وأسى

دام لقلمك الجمال أخي

مودّتي

فاتن

زهراء المقدسية
28-03-2013, 03:39 PM
ولكني ادركت اخيراً ان العاشق الحقيقي لا يتوسل, والمحب الوفئ يجعل كرامته جناحه الأيمن وحبه جناحه الأيسر, ويفردهما معاً في خط مستقيم, لا يعلو احدهما الآخر

رائعة هذه الصورة وقد حلق الحب والكرامة على علوّ واحد
لا حب دون كرامة ولا كرامة إلا مع وفاء الحبيب

بوح جميل وقدرة رائعة على البوح
تحية لشموخك

نسرين بن لكحل
01-04-2013, 01:37 PM
من المؤسف حقّا أن نمنح مشاعرنا لمن لا يستحقّ،و لكنّنا رغم الخيبة لا نتوقّف عن الحبّ ..فالحبّ طاهر مقدّس .و العيب في القلوب ليس فيه.
و لا توسّل في الحب و لا استجداء،فالعطاء بالترجّي أشبه بالشّفقة .
النصّ رائع جدّا بكلّ ما حمله من مشاعر و تعابير قويّة ،راق لي حقّا المكوث هنا ..تمنيّت لو حظي بمراجعة قبل نشره..
تحيّاتي لهذا الحرف المتألّق.

محمد ادريس علي
07-04-2013, 12:59 AM
الجليلات ..
آمال المصري
كاملة بدرانة
نادية الجابي
فاطمة عبدالقادر
براءة الجودي
فاتن دراوشة
زهراء المقدسية
نسرين بن لكحل

اشكركن علن هذا المرور الضاوي, مع العذر على تأخر حضوري امام اهل العلم والأدب, أقسم اني عشقت الكلمة والحرف بعد ولوجي بوابات الواحة وأنهل من جميل حروفكم ..
تشرفت جداً بهذا الوجود الجميل .. لولا مشاغل الحياة لتمنيت ان اكون هنا ليل نهار .

زيدونا علماً .. ونحن خلفكم سائرون ..

تحاياي ..

محمد ادريس علي
07-04-2013, 01:01 AM
الجليلات ..
آمال المصري
كاملة بدرانة
نادية الجابي
فاطمة عبدالقادر
براءة الجودي
فاتن دراوشة
زهراء المقدسية
نسرين بن لكحل

اشكركن على هذا المرور الضاوي, مع العذر على تأخر حضوري امام اهل العلم والأدب, أقسم اني عشقت الكلمة والحرف بعد ولوجي بوابات الواحة وأنهل من جميل حروفكم ..
تشرفت جداً بهذا الوجود الجميل .. لولا مشاغل الحياة لتمنيت ان اكون هنا ليل نهار .

زيدونا علماً .. ونحن خلفكم سائرون ..

تحاياي ..

ربيحة الرفاعي
28-04-2013, 05:09 PM
للحزن نبعٌ ولكن فيك لحزني منابع, وأجدني ألتحفُ الشَجى ثوباً وأنام ملء الاسى والدمع يرسمك دروباً على الوسادة .

المحب الوفئ يجعل كرامته جناحه الأيمن وحبه جناحه الأيسر, ويفردهما معاً في خط مستقيم, لا يعلو احدهما الآخر
وأدركت انكِ تبتعدين اكثر واكثر , وطموحاتكِ تقترب منكِ اكثر و اكثر .

غدرك لي حسبته اضاعني, بل منحني قوة , اعترف اني هشّمتُ طموحاتي حينها, ولكني أحسُ التحام شئ بداخلي
كتبي المرصوصة تذكرني بأدراج السلام التي تسارعين الخطى لبلوغ العُلا , و كلما حط قدمك درَجاً كلما حضنت كتاباً وألتهمه بنهم
تسارعين نحو مجدٍ مزيف وانا اسارعُ نحو علمٍ مكتسب , هصَر اليأس و رضّ القنوط .

شكراً لغدرك ..

نبض ساحر وحس غامر وانتصار على وجع الصفعة باهر
وتعابير جميلة منمقة رسمت الطعنة والنصر

ظلم لهذه القطعة البديعة أن تعتري حرفها العثرات
وددت لو حظي من كاتبنا ببعض مراجعة قبل اعتماد نشرها

تحاياي

محمد عبد المجيد الصاوي
28-04-2013, 05:23 PM
الذكريات لا تبيعنا الحزن فقط

محمد عبد المجيد الصاوي
28-04-2013, 05:25 PM
حقا .. فالذكريات هي صفحات كتابنا ..
كنت أخي محمد إدريس علي ..
ذلك المحب ذا الكرامة ..
وما أجملك إذ رسمت صورة الحب والكرامة كجناحين
ليس لأحدهما أن يكون مهيضا ..
تمتلك ناصية الحديث عن الذات .. بأدوات .. ستزيد تطورا ..
لذا اسمح لي بهمسة ..
ولربما علق بها من قبلي ..
وهي : ضرورة ضبط الهمزات ..
فيجب أن تميز همزة القطع عن همزة الوصل ..
وبوركت تخط جراحات تأبى الانكسار ..

د. سمير العمري
13-05-2013, 10:31 PM
قرأت هذا النص يا محمد فدعني أقول لك ما يلي:

هنا وجدت أنك قادر على أن تكون كاتب نثر من الدرجة ألولى فديباجة نصك وملكة موهبتك تدل على هذا وتؤكد أنك أديب مقبل بقوة على الساحة. وفي نفس الوقت وجدت أن أحد أهم عوامل وأدوات التألق الأدبي تعوزك ألا وهي التمكن اللغوي ثم التكثيف والبلاغة ، وأزعم أنك ببعض صقل وتركيز سيكون لك وقريبا شأن كبير على مستوى النثر الأدبي فالزم تغنم!

وسأتابع حرفك ولن أبخل عليك برأي أو نصح أو توجيه متى احتجت مني هذا.

تقديري

محمد ادريس علي
13-05-2013, 11:21 PM
تقديري استاذي دكتور سمير العمري
وأسأل الله العلي القدير أن يمتعك بنعمة الصحة والعافية
وان يجعلك زخراً لنا وللأمة الاسلامية والعربية
جد سررتُ بمرورك على موضوعي المتواضع, وأشهد الله اني عشقتُ الكلمة هنا في الواحة وابتليت بحب الحرف وإن كان هناك فضل من بعد الله عز وجل , فالفضل يرجع اليكم ويرجع الى هذه المنارة الشامخة, واحتنا التي تنشر الأمل و نوره الينا كل لحظة , والذي ارى في شخصي لستُ بالمستوى الفكري والأدبي لأتحدث عنها , ولكن الذي استطيع ان اقوله : لم تفيدني اي فصل دراسي جلست فيه لحصص اللغة العربية مثلما افادتني واحتي التي اعتز بها .
اشكر لك ثناءك اخي الكريم د. سمير العمري, ونهجك وأسلوبك ورقة حديثك مع تلامذتك يكفي لصنع جيل واعٍ متمسك بقيمه , و بعون من الله ومنكم سوف اكرس جهدي و وقتي لجمع معلومات بقدر كبير عما أشرت اليه .
لك احترامي وتقديري .

نداء غريب صبري
02-06-2013, 01:16 AM
غدرك لي حسبته اضاعني, بل منحني قوة , اعترف اني هشّمتُ طموحاتي حينها, ولكني أحسُ التحام شئ بداخلي
ما اكثر الكلام الجميل الذي يقوله الغادر
وتفضح كذبه تصرفاته

نثر جميل أخي

شكرا لك

بوركت