مشاهدة النسخة كاملة : نقاش حول الضرورة الشعرية
د. سمير العمري
24-12-2004, 06:23 AM
الأخوة الشعراء والأدباء في واحة الخير:
لعلي أفتتح هذا الموضوع تلبية لأحبة كرام واستجابة لضرورة تناول هذا الأمر بالنقاش لتحديد دوره وأبعاده وانعكاساته على مسيرة الشعر العربي.
ولعلني أفتتح الحوار فحسب ولا أدلي بدلوي الآن ولا حتى ببعضه ريثما نسمع بعض وجهات النظر حرصاً على أن يكون الحوار حيادياً هادفاً يخلص إلى نتيجة تتبناها الواحة وتعمل بها.
وعليه فإنني أدعو الأخوة الأحبة ممن يجد عنده مما يدلي به أو يتساءل عنه أو يحاور بدليل أو يدحض بحجة أن يشاركنا هذا الحوار الهام بما نتوقع من الجدية والمصداقية والإفادة.
في انتظار البداية لا يهم إن كان سؤالاً أو مداخلة أو توضيح.
تحياتي ومحبتي
:os::tree::os:
ناصر ثابت
24-12-2004, 09:34 AM
شكرا لك أخي العزيز سمير على افتتاح النقاش حول هذا الموضوع المهم جدا للشعراء بشكل عام ولعشاق الشعر العربي بشكل خاص...
بداية دعونا نبدأ بهذا الحوار القصير مع الدكتور عبدالهادي الحاج، وملخص رأيه
أن الضرورة الشعرية أمر يجلب المصلحة للغة ويثريها
*هل يجوز للشاعر، ما لا يجوز لغيره بحجة «الضرورة الشعرية» وهل تبقى تلك الحجة أنشودة يغنيها ذلك الشاعر، كلما عجزت قامته على أن تمس سماء القصيدة الفصحى ونجد مثلا أن الناظم ابن مالك في ألفيته الشهيرة في النحو قد وقع في هذا المأزق بنفسه بحجة.. الضرورات الشعرية.. وقد قامت «ثقافة الجزيرة» باستضافة الدكتور عبدالهادي الحاج الأستاذ في كلية الآداب قسم اللغة العربية بجامعة الملك سعود للحديث حول هذا المصطلح الذي بالغ النحاة باستخدامه في كراريسهم النحويه وهل هذا المصطلح يعد ظاهرة في دراسة النحو العربي أم أن العلماء لهم مواقف تجاه استخدام هذا المصطلح في آراء متباينة ما بين الرفض والقبول.
* ماذا يعني «مصطلح.. الضرورة الشعرية» وخصوصا أن النحاة قد بالغوا كثيراً في شأنها؟
الضرورة أو الضرائر أحد المصطلحات التي تدوولت وسط النحاة والنقاد منذ القدم، ويستخدمونه في العديد من الظواهر اللغوية، ومشكلات التقعيد النحوي، وهي قضايا تتناثر في ثنايا البحوث النحوية والصرفية واللغوية أي التي تتعلق باللفظ والدلالة وإذا عرفنا أن اللغة سماع، فما سُمع من عربي يعتد به في الاستشهاد، فهو لغة سليمة لأن الجانب المعياري في تقعيد العلوم العربية لم يقم على سماع كامل وإنما قام على استقراء ناقص وهو ما يعرف عندهم بالاستقراء العلمي، ولكن نتائج الاستقراء العلمي ليست نهائية يتم الجزم بها حتى في العلوم الطبيعية ولا يمكن لعالم أن ينكر نتيجة توصل إليها غيره، ولا يمكن أن يجزم بحتمية النتيجة التي توصل إليها بنفسه، ولكن علماء النحو واللغة والنقد في العربية حاولوا أن يقيموا قواعد معيارية قائمة على ذلك السماع الناقص ويجزموا بخطأ ما خالف رأيهم، وهذا كلّه مبني على أن الشاهد رُوي عن ثقة.
فالضرورة من هذا المنطلق تعد حكماً غير دقيق، لأن هناك من يعدّ ظاهرة من الظواهر ضرورة، وهناك مَنْ لايعدّها ضرورة وابن مالك يقول:
ولاضطرار أو تناسب صرف
ذو المنع والمصروف قد لا ينصرف
يشير إلى أنه يجوز تنوين الممنوع من الصرف، ومنع ما حقه الصرف، وهناك من يقول: إن نوّنت الممنوع من الصّرف نكّرته إن كان معرفة. وأمر تعميم الضرورة ليس بجيد.
والوقوف عند هذه الضرورات المشار إليها، وإمعان النظر فيها، أمر يجلب مصلحة للغة ويثريها لأننا سنبحث جذور كل ضرورة ونرى مدى صدقها في متن اللغة لا كتاب لشخص معين.
* مفهوم «الضرورة» لم يقبله كثيرٌ من العلماء في النحو مثلاً بينما قبله الآخر، ما أسباب التباين في تلك الآراء؟
يقول المثل: كل رجل وصنيعته! فالقبول والرد للضرورة يقوم على مدى تفاعل العالم اللغوي باللغة ومعرفة أسرارها عندها يتبيّن له إن كانت هناك ضرورة تستدعي التوقف عندها أو لا. والتباين بين الفريقين قائم على منهج كل في قبوله للشاهد أو ردّه.
* «الضرورة» تجيز للشاعر ما لا تجيز لغيره في عالم النحو.. لماذا التسامح مع ذلك الشاعر.. وهل فعلا يمتلك واسطة أو فيتامين واو على حد تعبيرنا العامي؟
يقول الشاعر: لكل شاعر من البشر.. شيطانة انثى وشيطان ذكر.
أمّا ما يتعلق بالسماح للشاعر بالضرورة دون غيره لعلّ ذلك قائم على القيود التي تقوم حول النص الشعري. ويعفى منها الناثر في أغلب أحواله، ذلك هو السر في هذه المفارقة.
* هل «الضرورة» عجز يلجأ إليه من فقد مقومات اللغة مثلا..؟
أما مقولة أن الضرورة عجز يلجأ إليها من يفقد بعض مقومات اللغة فلعله أمر مردود، فما نسبت إليهم الضرورة هم عند فحول علماء اللغة فحول في مجالها، وإنما الأمر كما قلتُ يتعلق بطبيعة الضرورة ذاتها.
المصدر:
http://www.al-jazirah.com.sa/culture/17032003/almhrr197.htm
د.جمال مرسي
24-12-2004, 10:32 AM
أخي الحبيب د. سمير
أحسنت باختيارك هذا الموضوع المهم و جعله محورا للنقاش .
سأتابعه إن شاء الله قارئاً و كاتباً ما أتيح لي .
بارك الله بكم
أخوكم
د. جمال
بندر الصاعدي
24-12-2004, 11:34 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبيب أبا حسام
الأحبة أعضاء الواحة
سأتناول الموضوع من زاوية أخرى دون الخوض في حيثيات الضرورة من تحسين وقبول وتقبيح إلى أسبابها وانعكاساتها .
في اعتقادي أنَّ الضرورة هي ما اضطرَّت الشاعر إلى مخالفة الأبنية اللغوية والقواعد النحوية فلا بدَّ لنا من معرفة معنى الاضطرار ونحكمه جيداً ..
لذا أرى أنَّ الشاعر يحكم على نفسه وشاعريته وشعره من حيث تقديره لهذه الضرورة وبالتالي الاستفادة منها في تجلية معنى أوْ تجويد صياغة.. الخ
أجد أنَّ الضرائر جانب آخر لجوازات الشعر فتلك لها علاقة بالكلمة وهذه لها علاقة بإقاع التفعيلة الحامل للكلمة وما الشعر إلا إقاع حامل للكلمات ومعانيها .
الحديث في هذا يطول كما هو الحال في الجوازات ..
والفيصل في الأمر مَا يريد لنفسه الشاعر من منزلة مقبولة في الوسط الأدبي إضافة إلى مرجعية الشاعر وخلفيته بالموروث ..
تحاياي
د. سمير العمري
24-12-2004, 03:51 PM
الأخوة الأحبة:
لعلي أشير بداية إلى أن هذا الموضوع يحمل جوانباً عدة ومحاوراً مختلفة يمكن النقاش حولها لتصب كل تلك الراوفد في نتيجة مفيدة نتوافق عليها جميعاً ونعتمدها إما باتباع أو بتجديد تتبناه رابطة الواحة.
ولعلني حرصاً على التزام مسار الحوار العملي نحدد النقاش بهذه الأسئلة:
1. ما هي الضرور الشعرية وهل من تعريف واضح لها؟؟
2. متى تستخدم الضرورة الشعرية وهل من حدود لها؟؟
3. هل استخدام الضرورة دلالة على القدرة أم على العجز في البيان؟؟
4. هل للشاعر فعلاً الحق في استخدام هذه الضرورة لتجاوز القواعد والأصول؟؟
5. هل تستوي الضرائر الشعرية؟ هل تقبل كلها بذات القيمة؟؟
6. هل تجاوز قواعد النحو والصرف بداعي الضرورة الشعرية أمر متاح لكل من نظم؟؟
7. ما هي انعكاسات استخدام الضرورة الشعرية على الأدب بشكل عام واللغة بشكل خاص؟؟
أرجو أن نجتهد في استقصاء هذه المحاور لنتمكن بعدها من استنباط الرأي النهائي بشأن الضرائر الشعرية واستخدامها.
لقد قامت مداخلات الأخوان الأفاضل بتناول جوانب مما طرحنا وأشكر لهما هذا كثراً وفي انتظار مداخلاتكم المثمرة.
تحياتي وتقديري
:os::tree::os:
بندر الصاعدي
25-12-2004, 10:28 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركات
1. ما هي الضرور الشعرية وهل من تعريف واضح لها؟؟
تعريف الضرورة الشعرية :
من تعريف الأولين قولهم : " هو ما وقع في الشعر مما لا يجوز وقوعه في النثر ". (1)
وقيل أيضاً : " ما أجازت العرب فيه مما لا يجوز في الكلام , سواء اضطروا إلى ذلك أو لمْ يضطروا , لأنَّهُ موضع ألفت في الضرائر "(2)
2. متى تستخدم الضرورة الشعرية وهل من حدود لها؟؟
بناء على التعريف الثاني نجد استخدامهما في مواضعَ ألفتْ فيها الضرائر , وحدود هذا الاستخدام بشكل عام هو حرية الشاعر أكان مضطرا أو لا وبشكلٍ خاص وهو ما يجب أن يأخذ به الشاعر في رأي من سبقوه كما أخذ عنهم اللغة والشعر وفي ذلك " سأل ابنُ جني أبا علي ,على : هل يجوز لنا في الشعر ضرورة ما جاز للعرب ؟ فقال : كما جاز لنا أن نقيس منشورنا على منشورهم , كذلك يجوز لنا أن نقيس شعرنا على شعرهم , فما أجازته الضرورة لهم أجازته لنا وما حظرته عليهم حظرته علينا , وإذا كان كذلك فما كان من أحسن ضروراتهم يكون من أحسن ضروراتنا , وما كان من أقبحها عندهم يكون من أقبحها عندنا , وما بين ذلك يكون بين ذلك . "(1)
3. هل استخدام الضرورة دلالة على القدرة أم على العجز في البيان؟؟
لو كان استخدام الضرورة أو الضرورة بعينها دلالة على قصور في البيان كمعيار لكان كل الشعراء وهني البيان , أما القدرة فتأخذ منحى آخر لا يحكم في الضرورة إلا توفيقياً حيث إذا وفق الشاعر في استخدامها مراعياً قبولها لدى جمهرة اللغة والأدب , واستفادته منها في تجلية معنى لا يتأتى إلا بها , وحفاظاً على رونق البيت بلاغياً , كان قديراً في مضمار علوم اللغة وآدابها .
4. هل للشاعر فعلاً الحق في استخدام هذه الضرورة لتجاوز القواعد والأصول؟؟
لو لم يكن للشاعر الحقُّ في استخدامها لما عرفنا الضرائر , ولوجدنا شاعراً خلا شعره منها .
5. هل تستوي الضرائر الشعرية؟ هل تقبل كلها بذات القيمة؟؟
بناءً على إجابة أبي على في أحد المحاور السابق نجد أنها لا تستوي ومعيارها قوله " ما كان من أحسن ضروراتهم ... الخ " فهي تعتمد على خلفيتنا وعلاقتنا بالموروث .
6. هل تجاوز قواعد النحو والصرف بداعي الضرورة الشعرية أمر متاح لكل من نظم؟؟
وهي بداعي الضرورة أنشأت خلاف بين العلماء والأدباء فكيف يكون الحال إذا كان متاح هذا التجاوز لكل من نظم , إذن التجاوز هو معلوم ومحدود ليس لنا الحق في أن نضيف أو نحذف إنما لنا القبول والرفض في الضرورات , أمّا إتاحة الحرية لكل من نظم فهذا مرفوض لا محالة , فلا بدَّ من أن يعلم الناظم أو الشاعر الضرائر بأنواعها ومواضعها ورأي الأولين فيها بين القبول والرفض .
7. ما هي انعكاسات استخدام الضرورة الشعرية على الأدب بشكل عام واللغة بشكل خاص؟؟
لا نستطيع تحديد الانعكاسات بسببٍ بسيط ألا وهو ملازمة هذه الضرائر للشعر منذ نشأته , علما بأن الشعر نشأ قبل أن تنضج اللغة التي نزل بها القرآن وهي في أكمل حلتها , والمهم هنا هو مدى استخدام هذه الضرائر , وبالتالي نستطيع تحديد الانعكاسات بعد دراسة وبحث وتقصي , من هنا أستطيع القول أن عشوائية استخدام الضرائر والإكثار منها سيؤدي إلى اضطرابات في اللغة لأنَّ الشعر يعد مرجعا لغوياً بعد القرآن والسنة لذا علينا أن نرجع في الشعر إلى ما رافق سير القرآن والسنة ونأخذ به ..
هذا ما لدينا والله ولي التوفيق
سنعود فالنقاش في أوله
1- أهدى سبيل إلى علمَي الخليل .. تأليف الأستاذ محمود مصطفى .
2- ضرائر الشعر لأبي الحسن المعروف بابن عصفور .
سامر هشام سكيك
27-12-2004, 05:59 PM
الموضوع مهم للغاية..
الضرورة الشعرية تم التحدث عنها بتفصيل في كتب الشعر القديمة..ولم أجد اختلافا بينها حول هذه الضرورات الشعرية..
هل يمكنكم أن تفيدوني في أوجه الاختلاف بين العلماء في هذا الشأن؟
د. سمير العمري
28-12-2004, 04:55 AM
الأخوة الأحبة في واحة الخير:
لعلي أشرت أن الأخوان الشعراء المبدعين والأدباء المتمرسين هنا في الواحة قادرون بإذن الله على تناول هذا الأمر بالحوار والنقاش. نحتاج أن نعيد تقييم الأمر وفق المتطلبات والظروف الحالية ونقارن بين الفائدة والضرر في هذه القضية.
نعلم أن هناك العديد من المراجع التي تحدثت عن هذا ويمكن لكل إنشان أن يختار منها ما يريد. أنا هنا أنادي بتناول مستقل يعتمد ما اجتهد فيه الأولون ويدخل إلى ذلك ماهية الواقع الأدبي الحالي وتداعيات ضعف اللغة واستمراء كل ناظم أو قائل أو ناقل ما يراه ويفنده كأنه مرجعية وقانون. السابقون من نتبع ولكنهم لا عصمة لهم ويؤخذ من كلامهم ويرد عليه والأهم هو أن نتناول ما رأوا في زمانهم بمرونة وواقعية لا أقصد فيها تساهلاً بل ربما تشدداً.
هل يمكن أن نستمر في هذا الاتجاه ونحاول من خلال الإجابة على الأسئلة المقترحة بشكل متعمق وإضافة أسئلة جديدة أن نستقصي الأمر من جميع جوانبه ونخلص إلى نتيجة ليست بالضرورة مخالفة مطلقة أو اتباع مطلق.
في انتظار رأيكم.
تحياتي وتقديري
:os::tree::os:
د. سمير العمري
09-01-2005, 04:45 PM
لعلي وأنا أرى عزوفاً عن المشاركة وميلاً إلى التعامل مع الضرائر الشعرية بشكل متبع لما ورد من القديم دون إحاطة بذات العلم بما يهدد مستقبل اللغة الشعرية خاصة واللغة العربية على وجه العموم.
إنني أرى أن يتم تحديد معايير واضحة لاستخدام الضرورة الشعرية بما يتناسب مع معناها ومفهومها وأثرها. وبناء عليه وبدون إسهاب أراني سأجيب عن الأسئلة هنا بشكب مقتضب وملخص كرأي خاص غير ملزم.
1. ما هي الضرور الشعرية وهل من تعريف واضح لها؟؟
الضرورة الشعرية ومن خلال مضمون مسماها هي لجوء ناظم الشعر إلى مخالفة ما هو معلوم بالضرورة من قواعد اللغة والنحو والصرف في ظروف معينة وسياق محدد بما لا يمكن معه إيجاد البديل دون الإخلال بالتركيب أو المعنى. وهذا مختص بالشعر دون النثر.
2. متى تستخدم الضرورة الشعرية وهل من حدود لها؟؟
نعم يجب أن يكون حدود لاستخدام الضرورة الشعرية فلا يكون ذلك إلا في أضيق الحدود وبعد استنفاذ كل محاولة واحتمال لتجاوز ذلك. وتستخدم الضرورة الشعرية في أضيق الحدود حفاظاً على معنى مبتكر أو عظيم أو الحفاظ على تركيب مميز أو متين.
3. هل استخدام الضرورة دلالة على القدرة أم على العجز في البيان؟؟
استخدام الضرائر الشعرية في جل المواقف دليل عجز في قدرات الشاعر اللغوية أو النحوية وحتى الشعرية في تجاوز هذا الأمر. الضرورة تذهب عادة ببهاء البيت والقصيدة ويجمل بالشاعر أن يتجنب ذلك ما استطاع. هذا لا ينفي أن بعض الضرائر مقبولة وتدل على تمكن الشاعر وقدرته لا العكس ولكن هذا لا يكون إلا من شاعر متمكن ندر استخدامه للضرائر في شعره ثم يستخدمها بشكل مبتكر وفي معنى كبير وتركيب مميز.
4. هل للشاعر فعلاً الحق في استخدام هذه الضرورة لتجاوز القواعد والأصول؟؟
يود الشويعر ذلك ويندفع منافحاً عنه ، أما الشاعر فيتحرى أن يتخلص من ذلك ما استطاع ويشعر ببعض خجل من اضطراره للجوء إلى الضرورة. الضرورة ما وجدت إلا لتستخدم ولكن بالقطع دون إفراط أو استسهال.
5. هل تستوي الضرائر الشعرية؟ هل تقبل كلها بذات القيمة؟؟
بالطبع لا. هناك بعض الضرائر مما تستقبل وهناك مما تستقبح وتستنكر. تخفيف الهمز مثلا يقبل بشكل غير مؤذ للنفس ولا للأذن في حين أن بناء كلمة على وزن صرفي غريب مثلاً ينحى بالمعنى إلى غير ما يقصد له وإن تشابهت الحروف أمر ممجوج. وهناك أيضاً ضرورة أخف من ضرورة فمثلاً وصل همزة القطع أخف على النفس من قطع همزة الوصل. وربما يجدر الإشارة إلى أن كثرة تكرار الضرورات في القصيدة أو في القصائد وإن صغرت تستقبح وتذهب برونق القصيدة بشكل كبير.
6. هل تجاوز قواعد النحو والصرف بداعي الضرورة الشعرية أمر متاح لكل من نظم؟؟
هذا مما يقبح من الضرائر ومما ينهى عنه في أغلب الأحوال. لا يعني نظم الشعر عدم التزام قواعد اللغة ومعانيها. الشعر أحد الوسائل التي تعبر عن المعنى كما النثر ولا تختلف عنه إلا فيما يعرف من اختلاف. وما كانت الضرائر الشعرية إلا لتعين على قيود الوزن والعروض. ولقد نجد كل من نظم بضع أبيات قد أعطى لنفسه الحق في أن يوجد قواعد جديدة للغة لا تتتبع إلا هواه ولا تخضع لمنطق أو نظام ، فإن نوقش فيها جاء بشاذة من شواذ الشعر وساقها شاهداً وهذا مما لا يعتد به فليس كل أمر يستشهد به ولا كل بيت يعتد به. هذا مما نأمل أن لا نعين عليه لما ينطوي على ذلك من نتائج خطيرة على مستقبل الشعر واللغة.
7. ما هي انعكاسات استخدام الضرورة الشعرية على الأدب بشكل عام واللغة بشكل خاص؟؟
هذا مما لا أشك فيه البته. إن التهاون في الصغائر يوصل إلى الكبائر. ولو اعتبرنا كل خطأ صدر من شاعر ضرورة مقبولة نبحث عن تسويغها بشواذ اللغة في هذا الزمن الذي تجاهد فيه اللغة الفصيحة ضد كل طوفان اللغات المحلية وضد المؤامرات التي تحاك للتخلص منها كآخر وسيلة تجمع العرب معاً كأمة لكنا كمن يعين على ضياع اللغة واندثارها شيئاً فشيئاً. إن الأقدمين حين أرسوا معانى ومعالم الضرورات الشعرية لم يقصدوا بهذا أن يتجنى على اللغة من لا يعرف قواعدها ولا علومها. إن استخدام الضرورة الشاعرية لا يجب أن يكون إلا من عرف القاعدة ليخالفها مضطراً أما من يخالف القاعدة دون أن يعرفها فهذا جاهل باللغة متجن عليها.
تحياتي وتقديري
:os::tree::os:
بندر الصاعدي
10-01-2005, 07:42 AM
منطقيٌّ ما قلت أخي سمير
ولكن ليس بمقدورنا أن نلزم الشعراء , خصوصًا إذَا لجأوا إلى القديم من الحديث حول الضرائر وأخذوها من أئمة اللغة والنحو الأدب ..
ربما الأجدى لنا ولهذا الموضوع هو دراسة الضرائر دراسةً موضوعية علمية بالبحث والاستقراء يقوم بها نخبة من اللغويين والنحويين والأدباء حتى يصلوا إلى نتائج مقنعة مرضية , فتصدر في كتابٍ مستوفٍ جميع جوانب الدراسة ..
وهذا الأمر يجتاج إلى الوقت والمصادر والأيدي الجادة في الدراسة والبحث.
لكم التحية والتقدير
د. سمير العمري
10-01-2005, 12:52 PM
أخي الحبيب بندر:
حسن أنك تتابع معي.
لم أقل بإلزام الشعراء ولكن الشاعر الذي يحترم حرفه ويقدر قدرته هو من يلزم نفسه ويحرص على تجنب هذه الأمور إلا في محلها وضرورتها. هو إذن إلزام ذاتي وتناولنا هنا هو مجرد مداولة وتوضيح بعد أن أقلقني مسارعة الكثير ممن نظم بعض أبيات إلى إعطاء نفسه الحق ليس في كسر كل القواعد بحجة الضرورة بل وبالفتوى والبت في أمور اللغة كخبير.
وأعود لأقول: المجتهد في المخالفة لا يكون كذلك إلا من أثبت معرفة تامة بالقاعدة واستخدمها ملياً. أما من يخالف دون أن يثبت عنه التمكن فما هو إلا جاهل.
إن ما قدمتُ أخي ليس بحثاً وإنما رأي ولا أخالفك الدعوة وإن كنت أرى أن البحث إنما يكون لإرساء قواعد وضوابط وما الضرائر الشعرية إلا مخالفة لها لا يمكن ضبطها وإلا أصبحت قواعد ، وإنما الفيصل هو في حرص الشاعر على حرفته والتزامه القواعد ما استطاع.
أما ما أقترح من فيصل في الحكم على الضرورة من الهنة هو احتمالية وجود البديل والمخرج. إن كتب أحد الشعراء فلجأ لضرورة ثم أجمع أحد النقاد فأوجد البديل الصادق المناسب دون أن يؤثر على جمالية المعنى وتميز المبنى ووافقه بعض رأي نزيه فحينها يعتبر ما فعل هنة وقصوراً ومخالفة للقواعد دون ضرورة.
تحياتي وتقديري
:os::tree::os:
خالد الحمد
31-10-2005, 02:51 PM
أخي الفاضل د سمير العمري
بادىء ذي بداءة أعتذر منك فلك العتبى حتى ترضى
فقد أفردتُ موضوعاً في منتدى النقد الأدبي عن هذا الموضوع
ولم أعلم عن موضوعك إلاّ هذه اللحظة وكنت أتمنى
أن نبهني أحد الإخوة في رسالة خاصة حتى أوقف بحثي
ونركز الجهد هنا كي تعم الفائدة ولكن قدر الله وما شاء فلعل
ولعله لاتثريب علي في نقل ما كتبته هناك إلى هنا وقد أناقش الموضوع
من زاوية واحدة فقط وأورد أشهر الضرائر الشعرية
الضرورة الشعرية : هي المخالفة اللغوية التي يلجأ إليها
الشاعر ،مراعاة للقواعد العروضية وأحكامها
قبل الدلوف في هذا الموضوع لا بد أن نعلم علماً يقينا أن الضرورة
وجدت منذ العصر الجاهلي فقل أن نقرأ لشاعر إلا وقع في هذه
المعضلة وقد ذهب اللغويون طرائق قددا فمنهم من توسع بالأمر
وقال بأن هذه الضرورات الشعرية تجعل اللغة مرنة
وتساعد على نموها بينما رأت فئة أخرى أنها تكون فقط بحدود
المعقول فلا يلجأ لها الشاعر إلا إذا اضظر لها فجعلوا من اسمها
نصيباً بيد أن الفئة الثالثة عنّفت على من استخدمها وقالوا بأنها
تخدش اللغة وأمطروامن أيدها بالهجوم وزعموا أن من أيدها
من اللغويين والشعراء يرى أن هناك فجوة وفوهة بينهم وبين
الإبداع الشعري قتسربلوا بعذر الضرورةالشعرية وفي حقيقة
الأمر لا نستطيع إنكار هذه المعضلة الشائكة فالأمرجليٌّ وواضح
فبالتتبع والاستقراء يندر أن تقرأ لشاعر عربي خلو شعره
من ذلك ولكن الشاعر البارع هو من يتجنبها ولا يكثر منها فالمتلقي
يمجُّ كثرتها إذا إذا كثرت هذه الضرورات في قصيدة ما فإن القارىء
والمتذوق والناقد سوف يستهجنون تلك القصيدة وتصبح في نظره
فجة فلا إفراط ولا تفريط وسوف أورد بعضاً من هذه
الضرورات الشعرية مع الأمثلة:
1 ــ تنوين المنادى المبني على الضم ، كقول الشاعر:
سلام الله يامطرٌ علينا ** وليس عليك يامطر السلامُ
فقد أورد الشاعر المنادى (( مطر)) منوناً وهو أساساً
مبني على الضم
2 ــ تنوين الممنوع من الصرف، كقول عمر بن أبي ربيعة:
تهيمُ إلى نُعْمٍ فلا الشمل جامع** ولا الحبل موصول ولا القلب مقصرُ
فالشاعر نوَّن (( نعم)) وهي ممنوعة من الصرف ، لأنها مونث
وكان حقه أن يقول لولا ضرورة الوزن: (( تهيمُ إلى نُعْم))
3 ــ مد المقصور، كقول الشاعر:
هي حوريتي وحسبي منها ** نظرة يستشف منها الرضاء
وردت (( الرضاء)) والصحيح هو أن يقول (( الرضى ))
ولكن مدّ المقصور للضرورة الشعرية
4 ــ استعمال (( ال )) بمعنى الذي كقول الشاعر:
ما أنت بالحكم الترضى حكومته ** ولا الأصيل ولا ذي الرأي والجدل
فقد أضاف (( أل )) إلى الفعل والأصل أن تضاف إلى الأسماء
5 ــ الإخلال بالتركيب الصرفي ، كقول الشاعر:
تنفي يداها الحصى في كل هاجرة ** نفي الدراهيم تنقاد الصياريف
فالصحيح (( الدراهم )) و (( الصياريف ))
6 ــ حذف (( الفاء )) من جواب الشرط كقول الشاعر:
من يفعل الحسناتِ الله يشكرها ** والشر بالشر عند الله مثلانِ
الصحيح أن يقال : فالله يشكرها
7ـــ حذف الفعل بعد لام الجازمة ، كقول الشاعر:
احفظ وديعتُك التي استودعتها ** يوم الأعارب إن وصلت وإنْ لَمِ
أي وإن لم تصل
8 ــ حذف (( رُبَّ )) بعد الواو، كقول الشاعر:
وليلٍ كموجِ البحرِ أرخى سدوله ** عليَّ بأنواع الهموم ليبتلي
والأصل أن يقول: وَرُبَّ ليلٍ
9ــ تسكين المتحرك ، كقول الشاعر:
سيروا بني العم فالأهواز منزلكم ** ونهر تيري فلا تَعْرفْكمُ العربُ
والصحيح أن يرفع الفعل المضارع (( تعرف )) بالضمة لا بالسكون
10ــ فك الادغام الواجب كقول الشاعر:
مهلاً أعاذلُ قد جربت من خُلُفي ** إني أجودُ لأقوام وإن ضننوا
والصحيح أن يقال: وإن ضنُّوا
ومن الضرورات الشعرية:
11ـ إشباع حركة ضمير في الحشو ، حيث يتولد منها حرف مد يناسب الحرف
الأخير منه ، نحو : همُ – همو
عرفتهُ ـــ عرفتهو
فيهِ ــــ فيهي
وهكذا
12ـ جعل همزة القطع همزة الوصل والعكس
13ـ تخفيف المهموز
وقد أعود للموضوع إن أذن الله لي بذلك
د. سمير العمري
31-10-2005, 07:26 PM
لا بأس أخي الحبيب أبا علي فالأمر يحتاج إلى وقفات كثيرات في زمان يريد فيه البعض الكثير أن يجعل من الضرائر الشعرية قاعدة لا استثناء ، وإني ليسعدني أن نعيد النقاش هنا وسأعود إليه معك مفصلاً ومفنداً بعد العيد السعيد كل عام وأنتم بخير.
ما أتيت اليوم إلا شاكراً ومادحاً ومرحباً برجل الهمة والعزيمة.
تحياتي
:os::tree::os:
خالد الحمد
31-10-2005, 09:34 PM
دكتور سمير
أنا هنا نقلت لكم بعض الضرائر ولا يعني
ذلك تأييدي لها ولكن ثمة المستحسن
والمستقبح موجود
كل عام وأنت بخير
ودمت شامخا
نورا القحطاني
13-02-2006, 01:37 AM
http://framboise78.free.fr/Fleurs/bouquet4.gif
لا اعرف ما الذي أتي بي هنا ...!
ولكن الذي أعرفه أنكم شعراء وفرسان الواحة الغراء
بارك الله فيكم ودمتم بخير...
موضوع مفيد لمن أرد أن يستفيد
*
*
*
http://framboise78.free.fr/Fleurs/rosereflet.gif
تحية عطرة
نـورا
معاذ الديري
13-02-2006, 01:59 AM
شخصيا وان كنت لم اقرأ جميع الردود اقول من وجهة نظر خاصة انني ضد الضرورة ايا كانت . وان اكثر من يدافع عنها هم اكثر من يسنخدمونها ويتذرعون بماقام به الاولون علما ان الاولين بشر يمكن ان يصيبوا ويخطئوا .ولن يقنعني احدهم بضروراته التي لا ضرورة لها البتة ..
وكما قال الدكتور سمير فان الشاعر الذي يحترم حرفة لن يلجأ للضرورات .
ولا ابالغ ان قلت انني افضل حذف بيت فيه ضرورة على نشره بضرورته .
لكن ان كان ولابد فيجب ان يكون المعنى واضحا غير ملتبس . والضرورات تقدر بقدرها .
واقول ايضا ان كل ضرورة تكسر قاعدة نحوية تفقد البيت كل جمالية ممكنة فيه وتجعله من الاجدى ان لا يكون.
ان كثرة استخدام الضرورات اليوم تظهر مدى ضعف القاعدة اللغوية والمفرداتية عند مستخدمها في رأيي الخاص .
د. سمير العمري
16-03-2006, 03:28 PM
شخصيا وان كنت لم اقرأ جميع الردود اقول من وجهة نظر خاصة انني ضد الضرورة ايا كانت . وان اكثر من يدافع عنها هم اكثر من يسنخدمونها ويتذرعون بماقام به الاولون علما ان الاولين بشر يمكن ان يصيبوا ويخطئوا .ولن يقنعني احدهم بضروراته التي لا ضرورة لها البتة ..
وكما قال الدكتور سمير فان الشاعر الذي يحترم حرفة لن يلجأ للضرورات .
ولا ابالغ ان قلت انني افضل حذف بيت فيه ضرورة على نشره بضرورته .
لكن ان كان ولابد فيجب ان يكون المعنى واضحا غير ملتبس . والضرورات تقدر بقدرها .
واقول ايضا ان كل ضرورة تكسر قاعدة نحوية تفقد البيت كل جمالية ممكنة فيه وتجعله من الاجدى ان لا يكون.
ان كثرة استخدام الضرورات اليوم تظهر مدى ضعف القاعدة اللغوية والمفرداتية عند مستخدمها في رأيي الخاص .
أحسنت وأظنني أعود لأتناول جزئيات تحتاج إلى بعض استفاضة بهذا الخصوص وبكل صراحة.
تحياتي
:os::tree::os:
صابر ربحي ابو سنينة
21-03-2006, 04:41 PM
الأخوة الزملاء
تحية طيبة وبعد:
اريد التمثيل ببعض الأبيات التي كتبت واحتاجت من وجهة نظري للضرورة الشعرية:
مثال1:
أيا اخت العرب سيدتي*** مدامٌ منك اسقينا++مرتجل
هنا لم نلفظ الف أخت ليستقيم الوزن فهل هذا يجوز ويعتبر ضرورة؟
مثال2:
اريد النجاة نعم كنني *** صنعت الهلاك لتلك النجاة++ مرتجل
هنا حذفنا لام كنني والأصل لكنني لإقامة الوزن فهل هذا يجوز ويعتبر ضرورة؟
مثال3:
لكم تمنيت يرقَ قدري*** ويهتف الجمع لي ويجري+من قصيدة الوهم
هنا لم نشبع الف يرقى لإقامة الوزن فهل هذا يجوز ونعتبره ضرورة؟
مثال4:البيت كما هو:واعلم بأنك في زمان سطواته اسِنّه
واعلم بأنك في زمان** سطواته صارت اسنّه=بعد التعديل
البيت على مجزوء الكامل المرفّل في الصورة الثانية بمعنى اضيف له مقطع طويل
س: تقطيع البيت - -ب-/(ب ب -ب-)5 زمان= وهي عروض البيت جاءت زائدة حرفاً فهل هذا يجوز ويعتبر ضرورة؟
انا طالب علم وانا حقاً لا اعلم الإجابة وهو ليس اختبار وانما اريد المعرفة فمن يعرف فليدلي بدلوه ولن يستريح من أسألتي هه 00هه00 بارك الله بالجميع والى ان اجد امثلة اخرى سوف اضعها مجالاً للطرح ان شاء الله0
د. أحمد علي
08-05-2006, 06:47 AM
الأستاذ الشاعر / صابر أبو سنينة
لا أدري لماذا تلجأ للضرورة الشعرية وما الذي يلجئك إليها بالضبط . فمن المؤكد أنك شاعر لا ترتجل قصائدك ارتجالا ولا تقع الضرورة إلا تحت ضغط السرعة والارتجال ، فإذا أخذت وقتك في كتابة القصيدة وجدت أنك قادر على أن تستبدل أبياتا منها بأبيات إذا شعرت أن فيها ما قد يخل بالوزن أو باللغة . ولقد رأيت أن الزملاء في الملتقى سكتوا عن الرد على مداخلتك فبقيت أسئلتك معلقة بلا جواب طوال ستة أسابيع ، فلعلي أكون موفقا في الإجابة عنها :
في المثال رقم 1 ضرورتان لا ضرورة واحدة ، فالأولى حذف الهمزة من (أخت) والثانية قطع ألف الوصل من (اسقينا) . ويمكن قياس الضرورة الأولى على قول كعب بن زهير :
وَيلُمِّها خُلّة لو أنها صدقت ======== موعدها أو لو ان النصح مقبول
والشاهد فيه قوله ( ويلمها) وأصله ( ويلُ أمِّها) أو ( وَي لأُمِّها ) . والأم والأخت من الأقارب من الدرجة الأولى فلم نشتط في القياس إذن بعيدا ، فما رأيك ؟ وفي بيت كعب ضرورة أخرى من هذا النوع ، إذا وافقني على ذلك الإخوان ، وذلك قوله : (لو ان) والأصل فيه ( لو أن ) .
وأما المثال الثاني فالضرورة فيه غريبة بعض الشيء ؛ ذلك أن ما أعرفه هو أن (لكن) تتعرض للحذف من آخرها لا أولها ، قال النجاشي :
ولست بآتيه ولا أستطيعه ========ولاك اسقني إن كان ماؤك ذا فضل
قال الجوهري في الصحاح (لكن) : يريد: ولكن ، فحذف النون ضرورةً ، وهو قبيح.
وفي المثال 3 فإنك حتى لو أشبعت المد لظل الأسلوب ركيكا ، فأنت بحاجة إلى جلب أداة قبل الفعل ليعمل هو والأداة قبله عمل المصدر ( رقياً ) . ثم إنك بما توهمته في هذا المثال بأنه ضرورة إنما هو خطأ نحوي ، فالفعل مجزوم من غير أن تسبقه أداة جزم، والحال في هذا المثال أنك تعديت الخطوط الحمر فيما يسمح به في الضرورة.
وأخيرا في المثال 4 أظن أني اطلعت على الرواية التي ذكرتها من أبيات أبي العتاهية في أحد دوايينه ، غير أن الرواية في كتاب الجليس الصالح والأنيس الناصح للمعافى بن زكريا هي :
واعلم بأنك في زمانِ ======== مُشَبِّهاتٍ هُنّ هُنّه
وهي كذلك في ديوانه بالموسوعة الشعرية الإلكترونية . أما الوقوف على النون من (زمان) في العروض فليس ضرورة وزنية ( وإن كنت أوحيت لي أن أكتب عما يمكن أن نسميه الضرورة الوزنية أو الإيقاعية ) وإنما لا يجوز على مقطع ينتهي بساكنين في العروض إلا بغرض التصريع . ولم ير في الشعر شيء من ذلك جائزا إلا في عروض واحد للمتقارب تجيء فيه العروض مقصورة على نحو شاذ، كقوله:
فرُمنا القصاصَ وكان التقاصُّ ======== فرضا وحتما على المسلمينا
ولذلك رأى البعض أن الرواية هي ( وكان القصاص ) ، والله أعلم .
صابر ربحي ابو سنينة
08-05-2006, 12:45 PM
بارك الله بك د0 احمد علي ولعلك اكرمك الله قرأت ما اقتبسته من استفساري الأول:"انا طالب علم وانا حقاً لا اعلم الإجابة وهو ليس اختبار وانما اريد المعرفة فمن يعرف فليدلي بدلوه ولن يستريح من أسألتي هه 00هه00 بارك الله بالجميع والى ان اجد امثلة اخرى سوف اضعها مجالاً للطرح ان شاء الله0 "
اقتباس:
وفي المثال 3 فإنك حتى لو أشبعت المد لظل الأسلوب ركيكا ، فأنت بحاجة إلى جلب أداة قبل الفعل ليعمل هو والأداة قبله عمل المصدر ( رقياً ) . ثم إنك بما توهمته في هذا المثال بأنه ضرورة إنما هو خطأ نحوي ، فالفعل مجزوم من غير أن تسبقه أداة جزم، والحال في هذا المثال أنك تعديت الخطوط الحمر فيما يسمح به في الضرورة.
هل لي بمزيد من التوضيح لأني وللأمانة لم افهم ما هو الخطأ النحوي واين الركاكة في الأداة وما هي الخطوط الحمراء التي تعديتها وبارك الله بك0
د. أحمد علي
08-05-2006, 04:11 PM
صحة الأسلوب أن يقال :
لقد تمنيت أن يرقى قدري
وأما في عبارتك فقد جُزِم الفعل بلا جازم ، وليس هو أيضا جواب شرط ، وكان المطلوب لاستقامة العبارة الإتيان بعد أفعال معينة باحد الحروف التي تجعل الفعل يعمل عمل المصدر كما أوردنا بأعلاه ، فكأنك قلت ( تمنيت رقيّ قدري ).
والخطأ النحوي هو في جزم ( يرقى ) بلا موجب للجزم ، وهو ما يذكرني بالضرورة التي لجأ إليها امرؤ القيس في قوله :
فاليوم أشربْ غير مستحقب ===== إثما من الله ولا واغلِ
وكان المبرّد قد نزّه أمرأ القيس عن الوقوع في الخطأ النحوي فأكد أن الرواية الحقيقية هي : ( فاليوم أُسقى )
مع تحياتي ،،،
د. سمير العمري
08-05-2006, 09:22 PM
أرفع هذا الموضوع القديم لأقدمه بين يدي المهرجان الأدبي طمعاً في أن يتناوله الشعراء والنقاد بشكل واف ومنصف بما يخدم حركة النقد وبما يرتقي بالأدب الجميل.
تقبلوا التحية والتقدير
:os::tree::os:
د. أحمد علي
08-05-2006, 10:29 PM
ما بين الضرائر الوزنية والضرائر الشعرية
لا يخرج وزن الشعر العربي عن كونه مقاطع من اللغة تتنوع ما بين قصيرة وطويلة وتترتب على نحو معين . وهناك مواضع معينة يسمح للشاعر فيها أن يخرج عن هذه السيمترية في ترتيب هذه المقاطع وقد سمى العروضيون هذا الخروج بالزحاف . وإذا نحن تتبعنا مواضع الزحاف في أوزان الشعر العربي وجدناها قليلة بالقياس إلى العدد الكبير من المقاطع في الشطر الشعري ، وما ذلك إلا لأن هناك مقاطع تجمد فلا تزاحف وهذه تسمى الأوتاد ومقاطع قد تزاحف ولكن الزحاف فيها يقبح وهذه سنسميها الضرائر الوزنية .
فمن الضرائر الوزنية كل زحاف مزدوج في التفعيلة إلا زحاف الخبل في الرجز فإنه سائغ وقد أكثر منه الشعراء والرجاز . وكذلك زحاف قبض ( مفاعيلن ) في حشو الطويل ، وخبن ( مستفعلن ) الثانية والرابعة في بيت البسيط ، وغير ذلك مما يمكن تتبعه في ملاحظة مسلك الشعراء المجيدين على مر العصور إزاء المباح من استخدام الزحاف . فمع أن كل ما ذكره الخليل من أشكال الزحاف مباح استخدامه إلا أن الثقل في بعضه يجعل الشعراء يتجنبونه محافظة منهم على سلاسة الإيقاع في قصائدهم .
وكما أنه في الضرورة الشعرية يباح كل تصرف ما دام لا يقترب من انتهاك السلامة النحوية ، فإنه في الضرورة الوزنية يباح كل تصرف ما دام لا يكسر الوزن .
صابر ربحي ابو سنينة
09-05-2006, 02:34 PM
اقتباس:
أن كل ما ذكره الخليل من أشكال الزحاف مباح استخدامه إلا أن الثقل في بعضه يجعل الشعراء يتجنبونه محافظة منهم على سلاسة الإيقاع في قصائدهم .
وكما أنه في الضرورة الشعرية يباح كل تصرف ما دام لا يقترب من انتهاك السلامة النحوية ، فإنه في الضرورة الوزنية يباح كل تصرف ما دام لا يكسر الوزن .
بارك الله بكم استاذنا الفاضل لكم اردت استيضاح هذا الجانب الذي اشرت اليه باركك الله وزدنا استاذنا الفاضل واشكرك بالغ الشكر على التوضيح بالنسبة لبيت لكم تمنيت يرقى قدري0
نادية بوغرارة
30-05-2012, 05:24 PM
تعتبر الضرورات الشعرية من أهم المواضيع التي تكثر حولها النقاشات في النقد الشعري ،
وتخصيص موضوع لمدارستها ، لا شك سيستفيد منه الجميع .
الدكتور سمير العمري ،
دمت والعطاء المستمر .
ربيحة الرفاعي
31-05-2012, 01:33 AM
موضوع هام يستحق استعادته من تحت أكوام الصفحات أملا بأن يتناوله شعراؤنا بما يسهم في رسالة واحتنا لحماية اللغة العربية والشعر العربي الأصيل
نشكر لك رفعه ، رفع الله قدرك أيتها النادية
تحاياي
نداء غريب صبري
08-04-2015, 01:19 AM
موضوع هام يستحق استعادته من تحت أكوام الصفحات أملا بأن يتناوله شعراؤنا بما يسهم في رسالة واحتنا لحماية اللغة العربية والشعر العربي الأصيل
نشكر لك رفعه ، رفع الله قدرك أيتها النادية
تحاياي
شكرالرفع الموضوع أستاذتي
بوركت
فجر القاضي
08-04-2015, 10:28 PM
أوّاه ... هذا ما تبحث عنه كل الحروف ....
طبعاً أنا لم أتعلم العربية في الجامعة ..
ولكن في أحد الردود للدكتور سمير قال
يخجل الشاعر من الضرورات إذا استخدمها ..
هذا عين الصواب ...
ضرورة واحدة هي التي أحبها ... هي جر المجزوم من القوافي
ومن يعش ثمانين حولاً لا أبا لك يسأم ِ
مجرد رأي ولكم الأمر أساتذتي
د.حسين جاسم
12-07-2015, 03:16 AM
قد تكون مشاركتي في الموضوع مستقبحة لأني لست شاعرا، لكن لدي ما أقول
فالضرورة يصفها اسمها ولا تكون إلا اضطرارا وقد خص بها الشعر لأن فيه من القيود ما قد يصعّب على الشاعر الالتزام الواجب بقواعد اللغة فيضطر للتجاوز في حدود عرفناها بلجوء الأقدمين لها
والاضطرار يقل بزيادة القدرة، ويزيد بنقصها، لهذا فأنا أؤيد ما يلح عليه الدكتور سمير العمري بهذا المعنى وأرى أن الشاعر الفحل يتحرج أو يجب أن يتحرج من الضرورة في شعره
تقديري
ادريس اوبلا
18-12-2019, 03:55 PM
هل يمكن إدخال إحداث بعض التغييرات في الأوزان الشعرية في دائرة الضرورة الشعرية، كأن يدخل زحاف على تفعلة غير الزحافات المعروف بها كل بحر مثلا، حيث يمكن للشاعر أن يبني القصيدة كلها على ما يحدثه من تغيير وزني؟
عادل العاني
24-12-2019, 02:52 PM
موضوع مهم جدا ومازال الحديث فيه لم يحسم , فكثير من الشعراء يدخلون زحافات لم تأت بها أية حجة.
وأحيي الأخ خالد على ما عرضه وهنا لا أريد التعرض لكل ما تفضل به لكنني أتحفظ على هذه الضرورة الشعرية :
9ــ تسكين المتحرك ، كقول الشاعر:
سيروا بني العم فالأهواز منزلكم ** ونهر تيري فلا تَعْرفْكمُ العربُ
والصحيح أن يرفع الفعل المضارع (( تعرف )) بالضمة لا بالسكون
.....................
ووجهة نظري أننا لو أيدنا تسكين الفعل المضارع بدون جزم لأدخلنا في متاهة جديدة , وأن نجيز جزم الفعل المضارع بدون أداة جزم , ورأيي أن إضافة الفاء لجواب الطلب (المجزوم) هنا هو الضرورة وليس جزم الفعل. علما بأن أحدى الضرورات هي حذف فاء جواب الشرط ويمكن هنا أن نضيفها كضرورة لفعل مجزوم لكونه جواب الطلب.
وهذا سيحصر الضرورة بجواب الطلب فقط وليس كما تفضل الأخ خالد بجزم الفعل المضارع المرفوع.
تحياتي وتقديري
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir