تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : غربة ,,,6



فاطمه عبد القادر
22-03-2013, 05:39 AM
غربة ,,,6

لسْتُ متطرِّفة ,,لسْتُ متعصِّبة ,,
أتشبثُ برأيي ,,,ولكنّني لا أفرضُه على أحد ,حتى لو أحبَبْت ,وحتى لو استطعْت.
أحترمُ الإنسان,, وأحترمُ أفكارَه وأشعرُ بعذاباتِه مهما كان ,وأينما كان .
ولكنَّني أمامَ الُمحرَّمات, مثل مسمارٍ فولاذي دقَّتْهُ الأيَّامُ بصوَّانةٍ كبيرة ,وما زالت الأيامُ تطرقُ رأسَه بمطرقتِها العجيبة ,
فيثبتُ ثبوتاً أزلياً لا تزعزعُه المؤثّرات ,ولا تجرفُه المتغيّرات .
لحمُ الخنزير مثلاً محرَّم !.
عرفتُ ذلك منُذ تفتَّحتُ على الحياة .
لكنَّ المسألة لم تعدْ التَّحريم فقط بالنِّسبةِ لي ,بل تحوَّلت إلى حالةِ اشمئزازٍ عنيفة .
فأنا لا أنطقُ اسم ذلك المخلوق أبدًا ,ولا أتورَّط بقراءةِ اسمهِ أو كتابتهِ ,ولا أودُّ سماعهِ , لا بالعربيَّة, ولا بأيةِ لغةٍ أخرى ,وأتحاشى ذلك ما استطعْت ,
حتَّى أنَّني أفزعُ من الدُّخول إلى قسمِ اللحوم في المحلات, كي لا تصطدمُ عيناي بمنظرِها وقراءةِ الإسم عليها.
أعرفُ أنَّني أبالغُ كثيراً ,ولكنّ هذا ليسَ بيدي ,فقد تضخَّمَ الأمرُ في إحساسي يوماً بعد يوم ,وخاصةً عندما أصبحتُ في بلادٍ غربيّة .
هكذا,,, حرَّمتُ على نفسي دخول المطاعم تحريماً كاملاً ,خاصةً السويديَّة,والأوروبيَّة كلِّها بشكلٍ عام ,ونادراً جداً ما أسمحُ لنفسي بالوجباتِ الجاهزة ,
إلا إذا كنت مضطرَّة ,وحتى أُقيم حولها تحقيقاً دقيقاً, وأتأكدَ من نقائِها .
/
كنَّا في مدرسةِ اللغة خليطاً عجيباً من الناس ,لو خَفقتهم عزيزي القارىء بخفّاقٍ كهربائيّ لمدةِ ساعات, سوف ينفصِلون عن بعضِهم عند خروجِهم من قاعةِ الصَّف .
في القاعة,, نتلقَّى الدروسَ معاً, نتكلَّمُ قليلاً مع بعض بلغتِنا الجديدة ,وعندما نخطو عتبةِ القاعة ننفصلُ تلقائياً, كما ينفصلُ الزيتُ والماء ,
فترى الصّينيين, أو الكوريين ربَّما , مع بعضِهم ,الألبان مع بعضِهم ,الإيرانيين أيضاً ,وكذا العراقيين ,,,وهكذا ,,
كلُّ فئةٍ تنضمُّ لفئتِها ,وتترغلُ بلغتِها الخاصَّة .
منذُ اليوم الأوَّل,, شدَّتني لهجةُ امرأةٍ تُدعى رندة ,كانت تتكلَّم اللهجة الفلسطينيَّة الحقيقيَّة ,
لهجتُها أشعرتني ببعضِ الأنس والرَّغبة في محادثتها ,خاصَّةً أنَّني رأيتُها تجلسُ وحيدةً على طاولتِها ساعةَ الغداء,تنظرُ للعراقيين ,تستمعُ لأحاديثِهم ,
وتبتسمُ أحياناً ,لكنَّها لا تشاركهم ,فهم مجموعة من سبعةِ أشخاصٍ تقريباً رجالاً ونساء ,تجمعهم كارثةُ واحدة ,وهمومٌ مشتركةٍ واحدة , وغربةٌ واحدة ,
لذلك,, تراهم منهمكين بالكلام لا يكفون,,, ولا مكان لأحدٍ بينهم .

أحضرتُ طعامَ الغداء ,وتوجَّهتُ مباشرةً نحوَ طاولةِ رندة ,سلمتُ عليها ,وسألتُها إذا ما كان يمكنُني الجلوس إلى الطاولة ,
سألتُها مع انَّني أعلمُ مسبقاً أنَّ هذا السؤال غيرُ مفروضٍ في ذاك المكان بالذَّات .
رحَّبَتْ رندة ترحيباً حاراً ,وكأنَّها كانَتْ تنتظرني منذُ قرنٍ منَ الزَّمن ,أو كأنَّها قدْ عثرَتْ على كنزٍ في هذة الأجواء الضبابيَّة الصامتة .
رحتُ أسألُ رندة مباشرةً بينما أعدُّ أطباقي على الطاولة.
~~من أي مكانٍ أنت في فلسطين يا رندة ؟؟.
~~لستُ من فلسطين,,,أجابتْ,
لم يعجبْني جوابَها قط ,,,فقذفتُها بنظرةٍ حادَّة, ظانَّةً أنَّها تريدُ إخفاءَ ذلك ,فهناكَ منْ فعلَها من قبل ,
كأنَّ نكبةَ فلسطين هي عار الفلسطينين وحدهم !!
بلْ هي عارُ العربِ جميعاً, والمسلمين كلِّهم ,ووصمةُ عارٍ على جبينِ الإنسانيَّةِ جمعاء .
وماذا كانَ بإمكانِ شعبٍ بسيطٍ أن يفعلَ إزاءَ قوىً تتطاحنُ على فريستها كالتَّماسيح ,في مستنقع موبوءٍ بعبادةِ
المصالح واللاضمير ؟؟,
غير قنابل نوويَّةٍ تُلقى على هوريشيما وغيرِها, وعد بلفور ,أحلام صهيونية تتحقق بعد طولِ انتظار
,في حربٍ عالميةٍ متوحِّشة,
~~ولكنَّ لهجتُك فلسطينيَّة أصليَّة !! أجبت
~~أنا أردنيَّة ,من عمَّان,قالتْ هذا بطريقةٍ عفويَّةٍ بريئة.
صدَّقْتُها,
~~نعم ,,نعم ,الأردن وفلسطين بلدٌ واحد ,
أنا من قريةٍ في الجليل الأعلى من فلسطين ,قلتُ هذا ونظرتُ نحوَها نظرةً عابرة ,
فرأيتُ صليباً ذهبياً كبيراً نسبياً يتأرجحُ على صدرِها .
يا ألله,,,, قلتُ في سرِّي,عندما يرَى المسيحيون أنفسَهم في أوروبا, ينفجرُ فيهم إيمانٌ مفاجىء,فيتقلَّدون
الصلبان الكبيرة ويحاولون إبرازَها بجدِّيِّة !!
أم يحبّون إبراز هويَّتهم المسيحيّة يا تُرى ,ليشعروا بالانتماء لهذة البلاد المسيحيَّة بشكل من الأشكال ؟؟
أو ربَّما ليقولوا بصوتٍ مسموعٍ بأنَّهم غيرُ مسلمين .
فالمسلمين,, لا يندمجون بسهولةٍ في المجتمع الأوروبّي وهذا ما يزعج السويديين .الكثيرُ منهم يشعرونَ بالعارِ من شغلِ نسائِهم وبناتِهم ,
متشبّثين بمجد الثلاثينيّات ,ثم أنَّهم يحتقرون العديد من الأشغال الشريفة والمُفيدة ,ومنها التمريض مثلا ,ومنها كلّ أعمالِ التَّنظيف,
وكأنَّنا شعبٌ غير مأمورٍ بالنظافة ,أوامر ربانيّة إلهيّة .
ثمَّ منهم مَنْ يشكو الحالَ دائماً, وخاصَّةً النّساء, وبالذَّات البعضُ من العراقيَّات ,بأنَّهنَّ في بلاِدهنَّ كنَّ ملِكَات ,
عندَهُنَّ القصورُ والخدمُ والحشم ,ولم يعملنَ شيئاً بأيديهنَّ في حياتِهنَّ ,وكلّ همِّهنَّ النزهات والرّحلات والنوادي .
هل كان العبّاسيون هكذا يا تُرى ؟؟
وهكذا ,,,كنَّ يُثِرْنَ حنقَ بعض اللبنانيات ,اللواتي يبالغنَ كثيراً في عرضِ أزيائِهنَّ ,ويعتبرْنَ أن الموضة تُبرز رقيّهنَّ ,
وثراءَ أصلهنْ .
مثلُ هؤلاءِ النّسوة, يشتُمنَ أنفسهّنَّ دون دراية ,ويقلنَ للملأ (نحنُ نسوة تافهات) .
ولكنّني أستطيع القول ,أن هذة الصفات السلبيَّة تختفي باضطراد والحمد لله .
ولكنَّ الوصمة الكبرى هو الإرهاب ,
هكذا,, دُمغنا بالإرهاب بسببِ حادثةِ أبراج (منهاتن) في أميركا ,
ولو كنَّا نحنُ االمسلمين نمتلكُ تقنيةَ تفجيرِ مثلَ تلك الأبراجِ العظيمةِ ,القويةِ ,والرائعة لكنَّا إذن أمةٌ من أقوى وأعتى الأمم .
كمْ حاولَ الخبراء الفرنسيين وغيرهم إثبات أنَّ الطائرات المدنية لا يمكنها فعلَ هذا لوحدها ,
ولا يمكنُها حتى لو اصطدمت صدفة ببرجٍ أو بناءٍ أن تذيبَ الحديد هكذا وتهدمَ البناء بالكامل , لكن لا فائدة ,,وبعدها تمَّ غزو أفغانستان والعراق و,,و,,و.
هل تملكُ القاعدة مثلَ هذة التقنيَّة الرهيبة ؟,أو نصفها ؟,أو ربعها ؟
أنا,,,لا أعتقد.
لذا,, فأنا على كلّ حال لا ألوم الأصدقاء المسيحيين على إبراز هوياتهم ,
مع أنَّ الأوروبيين إجمالاً ,وخاصةً السويديين ,أو معظمهم ,لا يسألون ,ولا يتساءلون عن أديان الأفراد ,ولا يهمّهم الأمر, لا من بعيد, ولا من قريب ,
ولا فرق عندهم بين المُسلم والمسيحيّ والبوذيّ والمُلحد ,
فالإنسان على حدِّ رأيِهم لا يختارُ دينَه عادةً ,بل يولدُ به ,وهذا ليس شأنه .

سمعتُ صوتَ رندة فجأةً تقول
~~عزيزتي ,,,أينَ شردتِ ؟؟
~~ظننُْتُ أنَّكِ فلسطينيَّة من القدس أو النّاصرة أو ربّما بيت لحم ,كونك مسيحيَّة, قلتُ ذلك لأملأ الفراغ ,وأقرِّبَ المسافات .
~~ربَّما كنتُ من هناك في الأصل, فهذا ليس غريباً, قالت رندة وهي واثقةً بما تقول.
ثم أردفَتْ ,أليسَ من الممكن أن نكونَ كلِّنا شعباً واحداً ,وأصبحنا يهوداً عند مجيء سيِّدِنا موسى ,وانقلبَ بعضُنا للمسيحيَّة عندما جاء سيدُنا المسيح
,ثمَّ للإسلام في الفتوحات الإسلاميَّة ؟؟؟,
~~نعم ,,نعم ليس غريباً ما قلته ,وفي الحقيقةِ ,لا أحدٌ يستطيعَ معرفةِ أصلِه بدقّة ,فهذا أمرٌ متعبٌ جداً ,يكفي أنَّنا جميعاً ننتمي للإنسان,
فهذة نعمةٌ كبرى من الله, يجبُ أن نشكرَه عليها .
~~رندة ,,يجب أن تتذوَقي هذا الملفوف اللذيذ والساخن, فهو من صنع يدي,قلت هذا فجأة,وقدَّمتُ لها بضعةَ أصابعٍ من الملفوف على الفور ,
قالت وهي تمضغُ الملفوف,
~~هو لذيذٌ جداً,, يوماً ما,, ستتذوّقين الملفوف الذي أصنعه أنا .
~~إنشاءَ الله ,,قلت.
يوماً بعد يوم, أصبحتْ رندة صديقتي الوحيدة والحقيقيّة في ذلكَ المعهد ,نجلسُ معاً ,نخرجُ معاً, نتحدثُ معاً ,,
والحقيقة وجدتُها سيّدةً لطيفةً جداً .
أدْرَكَتْ رندة أنَّني لا آكل من طعامِها ,فأنا أجاملُها بنصفِ موزة ,أو نصفِ تفَّاحة ,أو فنجانِ قهوة , أمَّا المطبوخات!!,,أبداً,,لا.
كم حاوَلَتْ أن تجعلَني أتذوَّقها,, وكنتُ دائماً أُراوغ, فتارةً أقولُ أنَّني أكلتُ دون أن تراني, وهي طيّبة ,
وتارةً أقولُ لها (هذة الأكلة بالذَّات لا أحبّها ) ,ودائماً أغيرُ الموضوع,,, ويمشي الحال .
وكنتُ أعلمُ أنَّني لو قلتُ لها بأنَّ المشكلة هو اللحم الذي لا يُسمى , فإنَّها ستقسمُ بكلِّ الأيمان أنَّه غير موجود,, وتحرجني ,,وأيضاً, لن أذوقَه.

في يومٍ مشهود ,خرجنا للغداءِ كالعادة .
وبينما كنتُ منهمكةً في تسخينِ غدائي وترتيبِه على الطّاولة ,إذ برندة تقولُ ملهوفة ,
~~واه ,,نسيتُ غدائي في البيت ,نسيتُ العلبَ على الطّاولة في المطبخ, ولم أُحضرْ سوى زجاجةِ العصيرِ هذة ,
قلتُ ببساطة ,
~~لا عليكِ يا عزيزتي,, سأقسِمُ طعامي معكِ بالتَّساوي ,وهذا سيساعدُك كي تعودي مثلَ حرف الألف ,
إذ أنَّها كانت تفخرُ دائماً بأنَّها كانت نحيفةً سابقاً ,,كحرفِ الألِف.
فكَّرَتْ رندة قليلاً ُثمَّ أردفَتْ ,
~~اليوم,,, سندلِّلُ أنفسَنا ونأكلُ في المطعم ,ما رأيك ؟؟
~~لا,,لا,,لا,,أبداً لا ,,,اذهبي أنتِ إذا أردْتِ, فأنا لم أعتدْ على الأكلِ في المطاعم ,,وأرجوكِ ,لا تلحِّي ,
~~لماذا هذا الإصرارِ العجيب ؟؟ قالتها باستغراب ,
~~تعرفين أنَّ لحمَ الخنزير معتمدٌ في المطاعم السويديَّة ,وتعرفين الباقي,
~~ستتفادينَ الموضوع من غيرِ شك, قالتْ وهي تعيدُ أغراضي لحقيبةِ الطعام المربَّعة ,وأنا أقاومُها,,,
لكنَّها اعتقلتني تقريباً ,وهي تردد على حسابي ,على حسابي ,,معتقدةً أنَّها تغريني لأمشي معها ,
مشيتُ على مضضٍ وأنا أقول ,أنتِ تعرفين أنَّ هذة ليست مشكلتي على الإطلاق ,على كلٍ سنرى ماذا سنفعل .

أخذنا المصعدَ نزولاً ,فالمطعم في الطابقِ الأرضيّ من المبنى ,
دخلَتْ أمامي واثقةً سعيدةً مرحة ,ودخلْتُ خلفَها متردِّدةً منقبضة ,كانَتْ تسبقني في كلِّ شيء ,تصرَّفَتْ بعفويَّة ,وتصرَّفْتُ بألفِ حساب.
هبَّتْ أبخرةٌ الطعامِ بوجهي ,,,أصابني شيءٌ من الغثيان ,وانقبَضَتْ معدتي, وكأنها تعلنُ الإضرابَ عن الطعام,,
وقعَتْ عينايَ على إحدى المرايا الكثيرة هناك,, فوجدتُني مكفهرَّةَ الوجة ,مقطَبةَ الحاجبين, مزمومةَ الشّفتين .

هذة المشروبات أولاً بكلِّ أنواعِها معروضةً أمامي ,وعليَّ أن أختار .
كولا ؟؟ لا,,لا ,,فيها الكثيرُ من السُّكر ,ثم أنَّني أقاطعها بدافعٍ وطنيّ .
مياهٌ غازيَّة ؟؟ لا,,لا,,مالِحة .
بيرا ؟؟ طبعاً لا .
أسماءٌ كثيرةُ مرَّت أمامي وأنا أقولُ لنفسي لا,,, ولا,, ولا ,,.
وأخيراً أخذْتُ عبوةَ ماءٍ معدنيَّة ووضعتُها في الصينيَّة .
هذة أدواتُ الأكل ,,
سكّينَة ؟؟؟ ولماذا السكّينة ؟لماذا سأحتاجُُها ؟؟ لا ,,
ملعقة ؟؟ وماذا سألعقُ في هذا اليومِ المشؤوم ؟؟ , لن آخذها .
شوكة ؟؟ نعم ,,ربّما .
تناولتُ الشوكة, ووضعتُها في الصينيَّة .
صحن ؟؟ لا أعرفُ نوعَ الصحون التي سوف أحتاجُها, ولا كم قطعة ,سوفَ أرى ,سأعود ,
ثم هذا هو الطّعام ,,
وعاءٌ مملوءٌ بالأرزِّ المسلوق .
جيد قلت لنفسي ,ولكن سأرَى أولاً ماذا يمكنني أن آخذ بجانبِ هذا الأرز ,
وعاءٌ آخر مملوءٌ بحساءٍ أخضر وفيه قطعٌ كبيرةٌ من اللحم المطبوخ ,
اقشعرَّ بدني ,,
طفقتُ أقرأ المكونات ,سبانخ ,لحم عجل ,كذا,, كذا,,
هو حقاً لحمُ عجل ,أعرفُ أنَّهم لا يكذبون في أمرٍ كهذا,ولكن ماذا لو فُرِمَ هذا اللحم على نفسِ الطاولة التي فُرِمَ عليها ذلك اللحم فنالَه ما نالَه ,
لا,,لا,,لا,,,,لا أريدُه ,سوف أرى .
وعاءٌ ثالثُ فيه خليطٌ متنوّعٌ من الخضروات ,وكراتٍ من اللحم المفروم ,قرأت المكوّنات ,أفهمُ أشياءً وتغيبُ عني أشياءَ أخرى ,
المُهمُّ هو اللحم, ما هو يا تُرى ؟؟لحمُ عجلٍ مفروم ,هذا صحيح ,ولكن ماذا لو فُرِمَ هذا اللحم بنفسِ الآلةِ التي فُرِمَ فيها ذاك ؟؟
لا ,لا ,,لن آخذَ منه .سوف أرى.
خطوةٌ أخرى ,,وجدْتُ نفسي أمامَ الموظّف البائع الذي يجلسُ خلفَ آلةِ الحساب .
قدَّمَ التَّحيَّةَ كالعادة ,ففاجأني ,,,
نظرْتُ في عينيه ,ونظرَ في عينيَّ, ثم أسقطنا معاً نظرةً على الصينيَّة التي بيدي ,فإذا به يقولُ مازحاً
(هل تشربينَ الماءَ بالشّوكة ؟) .
أغرقْتُ في ضحكةٍ صفراء ,ثمَّ قلتْ ,أنا في الحقيقة لا أريدُ شيئاً, (مالي أنا ووجع القلب),سأعيدُ كلَّ شيءٍ لمكانِه, وأضعُ الشّوكةَ في الجلي .
أعتقدُ أنَّه لم يفهمْ قصدي ,فالله وحدَه يعلمُ كيف عبَّرتُ عن ما أردتُ قولَه بخصوصِ وجع القلب, لكنَّه ظلَّ ساهماً ولمْ يقلْ شيئاً .
أعدتُ ألأغراض , وانطلقتُ فوراً حيث تجلسُ رندة ,فإذا بها تأكلُ بشهيَّةٍ عجيبة ,
خطفتُ حقيبتي بسرعة وأنا أقولُ لها كلمةً عاميِّة مشهورة ( لُغِّي يا رندة ,,صحة وهنا,) حرف الألِف ,أليسَ كذلك ؟؟.
انطلقتُ مسرعةً للخارج بينما صوتُها يلاحقني مستفسراً ,
عندما صرتُ خارجَ المطعم ,إذ بالبائع المسكين يركضُ خلفي مسرعاً ,ويستوقفُني قائلاً
~وجعُ القلبِ خطيرٌ وقاتل ,هل أطلبُ الإسعاف؟ ,هل تحتاحينَ مساعدة ؟
شكرتُه كثيراً ,وأخبرتُه أنّ لا شيءَ من هذا أبداً ,لكنَّه سوء ترجمة ,ابتسمَ معتذراً,, وانصرفَ بسرعة,
مَنْ قالَ أنَّ الأفراد في السويد لا يهتمّون بأحد ؟؟ فهذا فردٌ قد اهتم .
صعدت ,,وجلستُ على طاولة لوحدي, وأخرجتُ طعامي ,
لم أكنْ غاضبةً ,ولا حزينة ,كنتُ راضيةً جداً, معجبةً بذكائِي وحسنِ تصرُّفي ,
وبينَ الفينةِ والفينة, أكتمُ موجةَ ضحكٍ تجتاحُني .
ماسة
:os:

كاملة بدارنه
22-03-2013, 02:23 PM
حكاية بسرد جميل ونفس طويل ...
جعلتني أرافقك وكأنّي عشت التّجربة
حين نمتعض من أمر ما، وترسخ حرمته وعدم قناعتنا به، يصعب علينا الإخفاء، وقد نعيش جحيما للتّخلّص من موقف يجمعنا به
بوركت عزيزتي الأخت فاطمة
تقديري وتحيّتي

عبد السلام دغمش
22-03-2013, 02:35 PM
الأخت فاطمة عبد القادر
وصف جميل لحالات من الاغتراب يعيشها المرء ويكون محاطاً بتحديات حين يكون الخيار الصعب فإما أن يندمج ويطوي قناعاته ومبادئه ، وإنما أن يكون حريصاً متمسكاً.
النص أشار بذكاء إلى التعايش مع من يخالفنا في المعتقد لكن بالضوابط.
استمعت بالنص الجميل المنساب سلاسةً و فكرةً

ناديه محمد الجابي
22-03-2013, 10:39 PM
عاشقة أنا لأسلوبك وسردك وقصصك الرائعة في الغربة
والمعلومات التي تغذي بها القص تثريه وتزيد قيمته وتزيد
من متعتنا . وكل قصصك في الغربة رائعة..
توقعت في البداية أن تكون رندا يهودية من يهود الأردن
ولكن الصليب المعلق على صدرها لغى الفكرة, وحصر الفكرة
في لحم الخنزير والخوف من الأقتراب منه.
طريقتك في القص تسرق مني كل الحواس
تحية إليك بحجم روعة قلمك.

آمال المصري
26-03-2013, 10:48 PM
سافرت معك غربتك وعشت معك قلقك وصحبتك وحتى غثيانك وتملصك بذكاء ودهاء كل مرة من ....
استمتعت بالتجول معك ماسة وبأسلوبك الشائق وسرديتك الجميلة التي عهدتها منك
بوركت واليراع البديعة
ولك محبتي وودي

براءة الجودي
27-03-2013, 09:43 AM
رائعة استاذتنا الغالية فاطمة
حقا المغترب في الدول الغربية ربما يعاني الكثير لاختلاف الديانات والمبادئ وحتى العادات , لكن بالنسبة لي لاأجد الأمر بتلك الصعوبة حتى لو اجتمعتُ مع زميلة مسيحية مثلا , أد أني افتخر لو قلتها بصراحة : اود أن أتأكد أهو لحم خنزير لأن ديننا يحرم علينا ذلك , لأني ارى الصليبيين يفتخرون بأحكامهم ويطبقونها فنحن أهل الدين الصحيح أحق لنا بذلك
أعجبني كثيرا حرص البطلة وتمسكها لتتأكد مما هو أمامها إن شكت فيه , لكني اراى شيئا من المبالغة في بعض تساؤلاتها وشكوكها كقولها .. ربما فثرم في نفس فرامة لحم الخنزير , المسلم إن تأكد وعرف ماأمامه من اللحم أو اي شئ ىخر وتيقن فلا داعي للشكوك الزائدة هذا برأيي
قصة تستحق القراءة أكثر من مرة لما فيها من ماني وهدف سامي
تحياتي

فاطمه عبد القادر
09-04-2013, 02:26 PM
حكاية بسرد جميل ونفس طويل ...
جعلتني أرافقك وكأنّي عشت التّجربة
حين نمتعض من أمر ما، وترسخ حرمته وعدم قناعتنا به، يصعب علينا الإخفاء، وقد نعيش جحيما للتّخلّص من موقف يجمعنا به
بوركت عزيزتي الأخت فاطمة
تقديري وتحيّتي


وعليكم السلام صديقتي العزيزة كاملة
أشكر رأيك الجميل ,لقد سررت به ,خاصة كونك شعرت أنك في قلب التجربة .
نعم ,,,,واللحوم بالذات ,ودون كل المأكولات ,لو شعر المرؤ بشيء ما تجاهها, ستتقطب النفس دونها, ولن يحل القطب أي شيء ,حتى لو كانت اللحمة حلالا.
وهكذا كل أمور الحياة ايضا !!
شكرا لك كاملة ,نورت المكان
ماسة

محمد عبد المجيد الصاوي
18-04-2013, 05:00 PM
أختي الكريمة أ. فاطمة عبد القادر ..
السرد كان فيه إمتاع ..
واللغة كانت من البهاء والجلاء بمكان ..
والفكرة قد تراوحت في طرحها وتأكيدها بدهاء قصصي ، ورمزية غير مغرقة ..
نقلت لنا لمحات عن العيش في الغرب ..
وعن مجتمعه ومجتمع الوافدين ..
وأراك استطعت توظيف الصراع بأن جعلت من الفتاة المسيحية صديقةً لك في سردك ..
وبينت كيفية التقاء أبناء الوطن الواحد بمشاربهم المتعددة
وقدمت أيضا نظرة تسربت عبر الثنايا حول الإرهاب دمغتها بحجة مانعة علميا وتقنيا ..
وأرى أن المعالجة ( واسمحي لي بهذه الهمسة )
كانت تقتضي أن تكثفي محور الصراع الحضاري بمزيد من رسم لوحات قصصية ..
بأن تزيد في رسم معاناة العربي الفلسطيني هناك .. وتحكي عن همومه ..
لعل كما قرأت ( غربة 6 ) توحي بأن هناك المزيد من اللوحات ..
لكن هذه اللوحة احتاجت للمعالجة بشكل أمسَّ ..
تقبلي المرور ..

د عثمان قدري مكانسي
19-04-2013, 01:28 AM
تابعت قصتك إلى نهايتها
كنت منذ البداية أقول في نفسي : ( لا ينبغي أن نحمّل انفسنا أكثر مما ينبغي ) فأنا أشتري ما أريد وأبتعد عما أكره - بل أمقت- دون أن أغالي
ألتزم بديني وعاداتي ولا أكلف نفسي ما لا يلزم ،
ابتسمت لأن زوجتي تتصرف في بعض الأحيان كما فعلتِ أنتِ ، فأقول لها : رفقاً بنفسك وبي يا أم حسان .
ثم أنثني لنفسي قائلاً إن النساء أكثر شفافية من الرجال ربّما ... ويُحمّلن أنفسهنّ ما قد يزعجهنّ أحياناً ... واعذريني ولتعذرني أم البنين كذلك
لك تحياتي

فاطمه عبد القادر
08-05-2013, 03:05 PM
الأخت فاطمة عبد القادر
وصف جميل لحالات من الاغتراب يعيشها المرء ويكون محاطاً بتحديات حين يكون الخيار الصعب فإما أن يندمج ويطوي قناعاته ومبادئه ، وإنما أن يكون حريصاً متمسكاً.
النص أشار بذكاء إلى التعايش مع من يخالفنا في المعتقد لكن بالضوابط.
استمعت بالنص الجميل المنساب سلاسةً و فكرةً


وعليكم السلام أخي العزيز عبد السلام دغمش
شكرا لك يا صديقي
شكرا لموافاتك ولرأيك
مبادئنا التي أخذناها عن ديننا ليس لعبة لنطويها ,,ونندمج
إنها أوامر الله عز وجل ,وبدونها نحن لا شيء !!!
نحتفظ بها ,,نعض عليها بالنواجذ ,نلقنها لصغارنا ونقنعهم بأهميتها ,,,ثم نندمج
هذا حقنا وواجبنا ,
شكرا لك مرة أخرى ,,ومرات
أتمناك بكل الخير
ماسة

فاطمه عبد القادر
28-05-2013, 12:38 PM
عاشقة أنا لأسلوبك وسردك وقصصك الرائعة في الغربة
والمعلومات التي تغذي بها القص تثريه وتزيد قيمته وتزيد
من متعتنا . وكل قصصك في الغربة رائعة..
توقعت في البداية أن تكون رندا يهودية من يهود الأردن
ولكن الصليب المعلق على صدرها لغى الفكرة, وحصر الفكرة
في لحم الخنزير والخوف من الأقتراب منه.
طريقتك في القص تسرق مني كل الحواس
تحية إليك بحجم روعة قلمك.


وعليكم السلام يا صديقتي
كم أنا سعيدة بكلامك يا ناديا العزيزة
أشكرك ,,,وأتمنى أن تنال هذه السرديات في الغربة إعجابكم يا أصدقائي الأعزاء
الروعة في مداخلتك ساطعة
أتمنّاك بألف خير
كوني بالجوار دائما
ماسة
:0014:

فاطمه عبد القادر
04-06-2013, 01:04 PM
سافرت معك غربتك وعشت معك قلقك وصحبتك وحتى غثيانك وتملصك بذكاء ودهاء كل مرة من ....
استمتعت بالتجول معك ماسة وبأسلوبك الشائق وسرديتك الجميلة التي عهدتها منك
بوركت واليراع البديعة
ولك محبتي وودي


وعليكم السلام صديقتي العزيزة آمال
أشكر الأنس الذي منحته لي بمرافقتي
أشكر شعورك ورأيك وموافاتك يا آمال العزيزة
بارك الله بك ودام دفعك
كوني بألف خير
ماسة

لانا عبد الستار
21-06-2013, 08:04 AM
هل عانيت الغربة فعلا؟
هذا بوح حرّة عانتها وتألمت بها قبل ان تتكيف مع الممكن منها
أمتعتني قصتك
أشكرك

فاطمه عبد القادر
07-07-2013, 02:40 PM
رائعة استاذتنا الغالية فاطمة
حقا المغترب في الدول الغربية ربما يعاني الكثير لاختلاف الديانات والمبادئ وحتى العادات , لكن بالنسبة لي لاأجد الأمر بتلك الصعوبة حتى لو اجتمعتُ مع زميلة مسيحية مثلا , أد أني افتخر لو قلتها بصراحة : اود أن أتأكد أهو لحم خنزير لأن ديننا يحرم علينا ذلك , لأني ارى الصليبيين يفتخرون بأحكامهم ويطبقونها فنحن أهل الدين الصحيح أحق لنا بذلك
أعجبني كثيرا حرص البطلة وتمسكها لتتأكد مما هو أمامها إن شكت فيه , لكني اراى شيئا من المبالغة في بعض تساؤلاتها وشكوكها كقولها .. ربما فثرم في نفس فرامة لحم الخنزير , المسلم إن تأكد وعرف ماأمامه من اللحم أو اي شئ ىخر وتيقن فلا داعي للشكوك الزائدة هذا برأيي
قصة تستحق القراءة أكثر من مرة لما فيها من ماني وهدف سامي
تحياتي


وعليكم السلام صديقتي العزيزة براءة
أشكر موافاتك يا براءة الغالية وأشكر مشاركتك وتساؤلاتك
بالنسبة لي فأنا لا أجد غضاضة أبدا بتطبيق شرائع ديني أمام كائنٍ من كان ,,
وأفخر بذلك طبعا ,لإيماني الراسخ بالقضايا التي ذُكرت بالقرآن خاصة ,فهي لا جدال فيها البتة
سؤالك كان لماذا لم أقلها بصراحة ؟
والجواب موجود في سطور القصة
(وهو أنها تعلم ذلك ,ولو قلتها على المائدة فسوف تحلف لي بكل الأيمان أن طعامها خال من ذلك اللحم,
وسوف تحرجني بأيمانها ومع ذلك لن,, ولن,, ولن,, آكل منه ,
وهذا فيه خدش لصداقتنا ,لذلك فالتهرب كان الحل الجميل واللطيف, طالما كان يفي بالغرض ).

المسلم إن تأكد وعرف ماأمامه من اللحم أو اي شئ ىخر وتيقن فلا داعي للشكوك الزائدة هذا برأيي
نعم ,,طبعا,, كلامك صحيح ,
والجواب موجود في سطور القصة أيضا ,
(وهو أن الأمر لم يعد بالنسبة لي قضية حلال وحرام فقط ,بل تعدى ذلك لموضوع نفسي بحت,
وهو الرفض النفسي أو (( القرف )) الذي لا حكم فيه ,لأنه حالة شخصية .
أشكر مداخلتك يا صديقتي
دمت بكل الخير
ماسة

ربيحة الرفاعي
03-08-2013, 05:22 PM
تجربة أخرى من تجارب الغربة تسردينها علينا بأسلوبك الشائق وأدائك الجميل
وهي تجربة ملفتة على كل حال
لا حرمك البهاء

تحاياي

فاطمه عبد القادر
15-08-2013, 11:03 PM
أختي الكريمة أ. فاطمة عبد القادر ..
السرد كان فيه إمتاع ..
واللغة كانت من البهاء والجلاء بمكان ..
والفكرة قد تراوحت في طرحها وتأكيدها بدهاء قصصي ، ورمزية غير مغرقة ..
نقلت لنا لمحات عن العيش في الغرب ..
وعن مجتمعه ومجتمع الوافدين ..
وأراك استطعت توظيف الصراع بأن جعلت من الفتاة المسيحية صديقةً لك في سردك ..
وبينت كيفية التقاء أبناء الوطن الواحد بمشاربهم المتعددة
وقدمت أيضا نظرة تسربت عبر الثنايا حول الإرهاب دمغتها بحجة مانعة علميا وتقنيا ..
وأرى أن المعالجة ( واسمحي لي بهذه الهمسة )
كانت تقتضي أن تكثفي محور الصراع الحضاري بمزيد من رسم لوحات قصصية ..
بأن تزيد في رسم معاناة العربي الفلسطيني هناك .. وتحكي عن همومه ..
لعل كما قرأت ( غربة 6 ) توحي بأن هناك المزيد من اللوحات ..
لكن هذه اللوحة احتاجت للمعالجة بشكل أمسَّ ..
تقبلي المرور ..


وعليكم السلام أخي العزيز محمد
إن محور الصراع الحضاري شديد الحضور ومدمر للأعصاب أحيانا ,
وجله يقع على عاتق المرأة ,فهي التي عليها أن تعيش الحضارتين معا ,
وعليها الوقوف على قدميها تعمل وتعمل وتعمل حتى تتقطع أنفاسها ,
خاصة الجيل الأول ,أما الثاني فهو أفضل حالا ,
ومعاناة العربي بغض النظر إن كان فلسطينيا أم غير ذلك هي المعاناة الأكبر .
شكرا لحضورك الرائع يا صديقي
البهاء في قراءتك ,دمت بكل الخير
ماسة

فاطمه عبد القادر
23-08-2013, 12:23 PM
تابعت قصتك إلى نهايتها
كنت منذ البداية أقول في نفسي : ( لا ينبغي أن نحمّل انفسنا أكثر مما ينبغي ) فأنا أشتري ما أريد وأبتعد عما أكره - بل أمقت- دون أن أغالي
ألتزم بديني وعاداتي ولا أكلف نفسي ما لا يلزم ،
ابتسمت لأن زوجتي تتصرف في بعض الأحيان كما فعلتِ أنتِ ، فأقول لها : رفقاً بنفسك وبي يا أم حسان .
ثم أنثني لنفسي قائلاً إن النساء أكثر شفافية من الرجال ربّما ... ويُحمّلن أنفسهنّ ما قد يزعجهنّ أحياناً ... واعذريني ولتعذرني أم البنين كذلك
لك تحياتي



وعليكم السلام أخي العزيز عثمان مكانسي
أهلا بك ,وشكرا لمداخلتك وقراءتك ورأيك ,
الدين أخي واحد ,وهو يُسْر ,,,ولا يجوز أن نعسّره ,كي لا يبتعد عنه الناس تعبا ومللا ,
لكن أمزجة البشر هي المختلفة ,
هناك من يتصلب ببعض الأمور ,ويجد بعضها أسهل ,
هناك من يتصلب بالأمور كلها ,
هناك من يتساهل أكثر من اللازم ,
الكمال لله وحده ,

ألتزم بديني وعاداتي ولا أكلف نفسي ما لا يلزم ،

طبعا ,,هكذا يجب أن يكون المسلم في كل الأرض ,كلامك صحصح .
ولا داعي لأعذرك أنا أو أم حسام ,بل علينا أن نعتذر نحن لك ,
شكرا لقدومك يا صديقي ,
دمت بخير
ماسة

عمر الحجار
23-08-2013, 01:26 PM
الرائعة فاطمة عبد القادر


انا كلاجئ اعيش في غربة مع ذاتي مع محيطي غربة مع الاقدار
وما هم لو كانت غربتي في السويد او سوريا او ساحل العاج
الحال هو ذاته
لاجئ بكل لغات الارض
لاجئ بكل عيون الناس
لاجئ بكل اديان النساك


فهل من فرق بالامكنة، طالما انا لاجئ


دمت مبدعة ورائعة

فاطمه عبد القادر
15-09-2013, 01:49 AM
هل عانيت الغربة فعلا؟
هذا بوح حرّة عانتها وتألمت بها قبل ان تتكيف مع الممكن منها
أمتعتني قصتك
أشكرك


وعليكم السلام صديقتي العزيزة لانا
ومن يا صديقتي لا يعاني في الغربة ؟؟وخاصة البدايات الأولى ؟
حتى الوحوش تعاني لو انتقلت بفعل البشر (لأنها لا تتصرف لوحدها إلا بالغريزة التي تدلها على الأنسب دائما )من الغربة .
شكرا لقدومك يا لانا العزيزة ,شكرا لرأيك
ماسة

عدنان الشبول
15-09-2013, 02:15 AM
بريطانيا حيث أعيش ، تحترم صراحة ، فمعظم المدارس فيها لحم حلال يقدم لأولاد المسلمين ، لا وبل بعض مدارسها لا تقدم الا اللحم الحلال فقط . تنتشر محلات اللحوم في لندن أيما انتشار وكذلك المطاعم والمساجد وتحترم الأديان ولا أبالغ إذا قلت أكثر من بعض بلاد المسلمين ، لن أطيل على كل حال .

أسلوب جميل ممتع منك سيدتي

لك مني الف تحية وسلام

سلوى سعد
15-09-2013, 06:18 AM
قصة رائعة جدا وسرد جميل
شكرا لك أختي فاطمة

فاطمه عبد القادر
30-09-2013, 10:11 AM
تجربة أخرى من تجارب الغربة تسردينها علينا بأسلوبك الشائق وأداببئك الجميل
وهي تجربة ملفتة على كل حال
لا حرمك البهاء

تحاياي


وعليكم السلام صديقتي ربيحة
شكرا لموافاتك يا ربيحة العزيزة
شكرا لرأيك الجميل
البهاء في قلبك عزيزتي
دمت بألف خير ومودة
:0014:
ماسة

فاطمه عبد القادر
08-10-2013, 11:44 AM
الرائعة فاطمة عبد القادر


انا كلاجئ اعيش في غربة مع ذاتي مع محيطي غربة مع الاقدار
وما هم لو كانت غربتي في السويد او سوريا او ساحل العاج
الحال هو ذاته
لاجئ بكل لغات الارض
لاجئ بكل عيون الناس
لاجئ بكل اديان النساك
فهل من فرق بالامكنة، طالما انا لاجئ
دمت مبدعة ورائعة


وعليكم السلام أخي العزيز عمر الحجار
جميلة مداخلتك ,رائعة زيارتك
لا فرق ,,طالما أنا لاجىء لأن غربتنا في قلوبنا
شكرا لك أخي
أضأت على الموضوع بكل جمال
ماسة

فاطمه عبد القادر
27-10-2013, 10:42 PM
بريطانيا حيث أعيش ، تحترم صراحة ، فمعظم المدارس فيها لحم حلال يقدم لأولاد المسلمين ، لا وبل بعض مدارسها لا تقدم الا اللحم الحلال فقط . تنتشر محلات اللحوم في لندن أيما انتشار وكذلك المطاعم والمساجد وتحترم الأديان ولا أبالغ إذا قلت أكثر من بعض بلاد المسلمين ، لن أطيل على كل حال .
أسلوب جميل ممتع منك سيدتي
لك مني الف تحية وسلام


وعليكم السلام
أنت في بريطانيا إذن ,بريطانيا لا تختلف عن السويد ,ولا عن كل البلاد الأوروبية ,
لوغضضنا النظر عن سياستهم في الشرق ,وعن ما يفعلوه في بلادنا المسكينة ,وفي شعوبنا الأكثر من مسكينة ,
لقلنا أنهم قد توصلوا لرقيّ إنسانيّ ما زلنا في بلدنا نحلم بظلّه ,
وما زلنا نقرع طبول الدين ونعقّده ونتمادى في تعقيده دون فائدة ,
ولو سألنا عن السبب سنجد أن سياستهم المالسة هي السبب ,
لكن الشعوب هي الشعوب,,, بريئة دائما ,
والسياسة هي السياسة ,,آثمة آثمة ,
ما قلته عن احترامهم للإنسان وللأديان صحيح ,وهنا نفس الشئ,
لكني تكلمت عن مدارس الكبار ,أنت تعرف هذا أكيد ,هنا يختلف الأمر تماما ,
شكرا لك أخي
شكرا لموافاتك
شكرا لرأيك
ماسة

فاطمه عبد القادر
07-11-2013, 10:28 PM
قصة رائعة جدا وسرد جميل
شكرا لك أختي فاطمة


وعليكم السلام صديقتي العزيزة سلوى
الشكر لك يا سلوى
شكرا لقراءتك ,شكرا لرأيك ,شكرا لتوقيعك .
دمت بكل الخير
ماسة

نداء غريب صبري
05-03-2014, 11:48 AM
فرأيتُ صليباً ذهبياً كبيراً نسبياً يتأرجحُ على صدرِها .
يا ألله,,,, قلتُ في سرِّي,عندما يرَى المسيحيون أنفسَهم في أوروبا, ينفجرُ فيهم إيمانٌ مفاجىء,فيتقلَّدون
الصلبان الكبيرة ويحاولون إبرازَها بجدِّيِّة !!
أم يحبّون إبراز هويَّتهم المسيحيّة يا تُرى ,ليشعروا بالانتماء لهذة البلاد المسيحيَّة بشكل من الأشكال ؟؟
أو ربَّما ليقولوا بصوتٍ مسموعٍ بأنَّهم غيرُ مسلمين .
فالمسلمين,, لا يندمجون بسهولةٍ في المجتمع الأوروبّي وهذا ما يزعج السويديين .الكثيرُ منهم يشعرونَ بالعارِ من شغلِ نسائِهم وبناتِهم ,
متشبّثين بمجد الثلاثينيّات ,ثم أنَّهم يحتقرون العديد من الأشغال الشريفة والمُفيدة ,ومنها التمريض مثلا ,ومنها كلّ أعمالِ التَّنظيف,
وكأنَّنا شعبٌ غير مأمورٍ بالنظافة ,أوامر ربانيّة إلهيّة .

قصة جميلة تتحدث عن معاناة الغريب
والغريب غريب حتى لو لم يكن في السويد أختي ولا يعرف غير مجرّب

شكرا لك أختي

بوركت

خلود محمد جمعة
07-03-2014, 10:38 PM
تبدأين الحديث بعفوية وتتلون حروفك بالحكمة بسرد سلس ماتع ومسترسل
ارى النبل وراء قصصك ولا اعلم لم تذكرينني بوالدتي
قصة باحت بالكثير مما تختلج فيه صدورنا ومما نعانيه في صحراء الغربة
ماسية الحرف والقلب
دمت بخير
مودتي وتقديري

فاطمه عبد القادر
26-03-2014, 02:47 PM
فرأيتُ صليباً ذهبياً كبيراً نسبياً يتأرجحُ على صدرِها .
يا ألله,,,, قلتُ في سرِّي,عندما يرَى المسيحيون أنفسَهم في أوروبا, ينفجرُ فيهم إيمانٌ مفاجىء,فيتقلَّدون
الصلبان الكبيرة ويحاولون إبرازَها بجدِّيِّة !!
أم يحبّون إبراز هويَّتهم المسيحيّة يا تُرى ,ليشعروا بالانتماء لهذة البلاد المسيحيَّة بشكل من الأشكال ؟؟
أو ربَّما ليقولوا بصوتٍ مسموعٍ بأنَّهم غيرُ مسلمين .
فالمسلمين,, لا يندمجون بسهولةٍ في المجتمع الأوروبّي وهذا ما يزعج السويديين .الكثيرُ منهم يشعرونَ بالعارِ من شغلِ نسائِهم وبناتِهم ,
متشبّثين بمجد الثلاثينيّات ,ثم أنَّهم يحتقرون العديد من الأشغال الشريفة والمُفيدة ,ومنها التمريض مثلا ,ومنها كلّ أعمالِ التَّنظيف,
وكأنَّنا شعبٌ غير مأمورٍ بالنظافة ,أوامر ربانيّة إلهيّة .
قصة جميلة تتحدث عن معاناة الغريب
والغريب غريب حتى لو لم يكن في السويد أختي ولا يعرف غير مجرّب
شكرا لك أختي
بوركت



وعليكم السلام ,
هل تعتقدين أن الغريب غريب فعلا ,حتى لو كان عربيا مسلما في بلد أخر عربي ومسلم ؟؟
أستشعر أنك مصرية تعيش في ليبيا أليس كذلك يا ناديا ؟؟
نعم أختي ,,الغربة هي أي مكان يعيش فيها الإنسان بعيدا عن أهله وأقاربه وجيرانه وناسه ,حتى لو كان في نفس البلد في مدينة أخرى فقط .
صدقيني ,,,أنا ولدت في لبنان ,وطول وجودي هناك كنت بين أهلي وأصدقاء طفولتي ,ومع ذلك ,,فشعور أهلي بالغربة قد انتقل لي ,
لذلك أستطيع القول ~أنني ما خبرت حنان الوطن في حياتي ,وأعتقد أنه لن يحصل ,~
وستظل هذه النقطة غصة في فؤادي ولن تزول إلا عند زوالي ,
لكن ,,أقول أيضا أن الغريب غريب نعم ,لكن الغربة بين ناس يشبهونك ويتكلمون لغتك ربما أسهل بكثير ,
وأقول أيضا أن لكل حياة مهما كانت,,,,وأينما كانت , إيجابياتها وسلبياتها ,ولا شيء يكمل في هذه الحياة ,
ومن العبث بحثنا عن الكمال,لأنه لله عز وجل ,وفقط لله ,
شكرا لقدومك يا صديقتي ,نوّرت المكان
ماسة

فاطمه عبد القادر
04-04-2014, 11:58 PM
تبدأين الحديث بعفوية وتتلون حروفك بالحكمة بسرد سلس ماتع ومسترسل
ارى النبل وراء قصصك ولا اعلم لم تذكرينني بوالدتي
قصة باحت بالكثير مما تختلج فيه صدورنا ومما نعانيه في صحراء الغربة
ماسية الحرف والقلب
دمت بخير
مودتي وتقديري


وعليكم السلام عزيزتي خلود ,
يشرفني كثيرا أن أذكرك بوالدتك الكريمة يا خلود العزيزة ,
أطال الله عمرها بكل صحة وسلامة ,وعمرك يا صديقتي ,
النبل في قلبك ,شكرا لتوقيعك الكريم ,
وأهلا بك دائما ,
ماسة