المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : على مراد الله...



ريمة الخاني
25-03-2013, 10:09 AM
على مراد الله...

في كل مرة أجد ألما صعبا يجتاحني وأنا أذهب إليه لرؤية ولدي..
وأعلم تماما العلم ضرورة ذهابي..فكل أمر مضى عليه زمن طويل يتصلب كعجينة إسمنت ولا يعد قابلا للتشكيل مرة أخرى بل بات للكسر أقرب...
كنت أود لو انفردت به مرة واحدة, وفي كل مرة يعدونني بمتسع من الوقت كي استمتع بقربه ويستمتع بقربي براحة أكثر..ولكن..
هيهات...
تقفزلذاكرتي قصة سيدتنا مريم, هل لإنجابها بلا رجل حكمة بالغة؟.هل هذا يعني أنه يمكننا العيش بلا رجل؟.
لكنني مازلت أفتقد لوجوده معي, ومقولة :
قوة حاجة الرجل لامراة أكثر من حاجتها له ليست القاعدة أبدا...
وبرغم ما وجدت به من سيئات لاتحتمل!. مازلت .أحبه..
نعم مازلت أذكر عينيه الجميلتين وهي تنظر للنساء بنظرات لاتعجبني...
وسلوكه الفج الغريب في المنزل..
وردات فعل غير متوقعة لمواقف طارئة في حياتنا..ماكان يداويها بقوة...
لكن حبه لمنزله وإخلاصه كان يشفع له ..فماذا حصل بعد هذا ولماذا؟؟؟؟
هل كان السبب هو قلبي الطيب المشكل بطريقة مفزعة ؟.
أم هي قلة حيلتي بصراحة ؟.
أم لتقدمي في العمر؟.
أدلف للداخل على أمل أن يخرج إلي وقد أدخلتني الخادمة.
لم أكن أريد رؤية زوجته الغربية الجديدة, فقد انزاحت تربيتي لابني وتغير جداً...
لم يعد كما ربيته ولم أعد كما كنت...
أنتظر طويلا وأنا أقلب عيني بين مناحي أناقة الغرفة...فلاهي ذوقي الذي أحب ولا هي حياتي التي أتخيل..شيئ مختلفت تماما...
كانت تلك البقعة الغريبة ,تملك من الترف وزحمة التحف الكثير...مما لاأستطيعه...صعب أن تجد ماتفتقد له بقوة حولك..وهو يلمع بتشفٍ...
حتى أنني وجدت شيئا من بصمتي في زاوية مهملة من الغرفة فقفزت من فوري أريد التأكد..تلك هي قطعة فنية من السيراميك البارد كنت صنعتها قديما...
وإنه ...ذات الإناء الصيني الصغير المرسوم باليد... غيرت زاويته.. وعدلت طريقة عرضه وعدت لجلستي..أنتظر من جديد.
ظهر أمامي كمارد المصباح ...ارتعشت بلا شعور مني...انتابتني قشعريرة
ترتجف أنحاء من جسدي عنوة...
قلت بلا سيطرة :
-أنتَ؟
-أنتِ؟
وقفت جفلة ... رغم علمه بمجيئي ..اقترب مني...
دمعت ْعيناه...كدت أبكي ..
تمالكت شعوري لأتحلى ببعض شجاعة...
-افتقدتكَ...
-افتقدتكِ...
لم أجد مكانا لإعراب جملة مضى عليها زمن طويل...وتكررت كثيرا..
دلف ابني عندها مندهشا من جمودنا ....قائلة بعفوية:
-حبوا بعضكم..
ليبتسم من مفاجأة جميلة غشيته..وهي نظراتنا الحميمة..
شبّك أيدينا ببعضها على ذهولنا الغريب...
لكنها حضرت الآن وحدها ...تلاشى الغيم الماطر من سماء الحضور...
جلست معه..
وحدنا في الغرفة..
وعندما انتهى الوقت المحدد..قال طفلي الحبيب :
-لاترحلي..
ريمه الخاني 24-3-2013

ناديه محمد الجابي
25-03-2013, 12:15 PM
قصة استوقفتني بما حوت من مشاعر إنسانية أجدت تصويرها
المراة عندما يطغى عليها الشعور بالفقد ـ الفقد للرجاالذي أحبت
رغم عيوبه ومساوئه ـ والفقد للترف الذي تجد نفسها محاطة به
في منزل طليقها الذي تزوج من أمراة غربية .. تاتي لزيارة
إبنها , ولم نعرف لما يحتفظ الأب بحضانة الأبن .
وعندما يدخل الأب إلى الغرفة نجد ان المشاعر بينهما مازالت
موجودة ومستعرة. يدلف الأبن..
-حبوا بعضكم..
(ليبتسم من مفاجأة جميلة غشيته..وهي نظراتنا الحميمة..
شبّك أيدينا ببعضها على ذهولنا الغريب... )
ثم تدخل الزوجة .. فتتلاشى المشاعر
وتبقى الأم مع إبنها .. الذي يتمنى أن لا ترحل.

مشاركة ندية, بلغة متينة, وتعابير جميلة, حملت الفكرة
ومضمون القصة لتصل إلى المتلقي بدون أن يتوه في
سراديب التأويل.
استمتعت بما قرأت.. فشكرا لقلم مبدع.

:hat::hat:

عبد السلام دغمش
26-03-2013, 08:50 PM
الأخت ريما الخاني
كم هي ثقيلة لحظات اللقاء على تلك الزوجة ما بين شوقها لولدها وحرجها الكبير من مقابلة طليقها.
قصة جميلة صورت حالات نفسية مختلفة هي الزوجة المطلقة وابنها وزوجها بسرد سلس و ماتع
تحياتي

كاملة بدارنه
27-03-2013, 09:06 AM
تظلّ بقايا الحبّ القديم مدفونة في سراديب اللاوعي، فتطفو على السّطح ذات لقاء!
قصّة جاذبة في سردها، قيّمة في فكرتها وتصاويرها
بوركت
تقديري وتحيّتي
(تمام - شيء مختلف - قائلا )

براءة الجودي
27-03-2013, 09:23 AM
قصة جميلة بلغة سهلة وسرد سلسل ممتع
تحاياي

ريمة الخاني
27-03-2013, 10:56 AM
قصة استوقفتني بما حوت من مشاعر إنسانية أجدت تصويرها
المراة عندما يطغى عليها الشعور بالفقد ـ الفقد للرجاالذي أحبت
رغم عيوبه ومساوئه ـ والفقد للترف الذي تجد نفسها محاطة به
في منزل طليقها الذي تزوج من أمراة غربية .. تاتي لزيارة
إبنها , ولم نعرف لما يحتفظ الأب بحضانة الأبن .
وعندما يدخل الأب إلى الغرفة نجد ان المشاعر بينهما مازالت
موجودة ومستعرة. يدلف الأبن..
-حبوا بعضكم..
(ليبتسم من مفاجأة جميلة غشيته..وهي نظراتنا الحميمة..
شبّك أيدينا ببعضها على ذهولنا الغريب... )
ثم تدخل الزوجة .. فتتلاشى المشاعر
وتبقى الأم مع إبنها .. الذي يتمنى أن لا ترحل.

مشاركة ندية, بلغة متينة, وتعابير جميلة, حملت الفكرة
ومضمون القصة لتصل إلى المتلقي بدون أن يتوه في
سراديب التأويل.
استمتعت بما قرأت.. فشكرا لقلم مبدع.

:hat::hat:
حضورك ورايك أسعدني جدا..
دمت في بهاء الحرف سابحة لشط الامان.
محبتي دوما.

ريمة الخاني
28-03-2013, 09:42 AM
الأخت ريما الخاني
كم هي ثقيلة لحظات اللقاء على تلك الزوجة ما بين شوقها لولدها وحرجها الكبير من مقابلة طليقها.
قصة جميلة صورت حالات نفسية مختلفة هي الزوجة المطلقة وابنها وزوجها بسرد سلس و ماتع
تحياتي

تشرفت بحضورك البهي.
أدام الله علي مرورك الجميل.

ريمة الخاني
30-03-2013, 05:11 AM
تظلّ بقايا الحبّ القديم مدفونة في سراديب اللاوعي، فتطفو على السّطح ذات لقاء!
قصّة جاذبة في سردها، قيّمة في فكرتها وتصاويرها
بوركت
تقديري وتحيّتي
(تمام - شيء مختلف - قائلا )

هذا صحيح....
سرني انها لفتت نظرك وأعجبتك.
كل تقديري ومحبتي أستها الرائعة.

ربيحة الرفاعي
24-04-2013, 06:13 PM
قص جميل السرد شائق الفكرة عرض لصراع إنساني مؤثر تعيشه البطلة

دمت بخير أديبتنا

تحاياي

آمال المصري
06-05-2013, 04:52 PM
مازالت هناك عواطف مستترة تحتاج لموقف أو لقاء يدعمها أو نظرة تؤججها
ورغم ذلك تظل هي على الهامش تقتات سويعات تحياها برفقة الابن تختلس النظرة التي تدعمها الذكريات
نص إنساني رائع سلس اللغة أوصل الفكرة بيسر
شكرا لك أديبتنا الفاضلة
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

ريمة الخاني
19-05-2013, 10:30 AM
قصة جميلة بلغة سهلة وسرد سلسل ممتع
تحاياي

تشرفت بحضورك البهي حفظك الله ورعاك.

ريمة الخاني
19-05-2013, 10:32 AM
قص جميل السرد شائق الفكرة عرض لصراع إنساني مؤثر تعيشه البطلة

دمت بخير أديبتنا

تحاياي

شهادتك تسعدني دوما فانت متذوقة رائعة.
تقديري.

ريمة الخاني
19-05-2013, 10:34 AM
مازالت هناك عواطف مستترة تحتاج لموقف أو لقاء يدعمها أو نظرة تؤججها
ورغم ذلك تظل هي على الهامش تقتات سويعات تحياها برفقة الابن تختلس النظرة التي تدعمها الذكريات
نص إنساني رائع سلس اللغة أوصل الفكرة بيسر
شكرا لك أديبتنا الفاضلة
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

شكرا لانها أعجبتك وشكرا أيضا لمرورك العطر أستاذة آمال.
مع الامتنان.