المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسالة جندي في جبهة السويس / إهداء للزميلة مهى



مهند صلاحات
25-12-2004, 10:42 PM
رسالة جندي في جبهة السويس


الرسالة الأولى 29/10/1956

يا والدي!

هذي الحروفُ الثائرهْ

تأتي إليكَ من السويسْ

تأتي إليكَ من السويسِ الصابرهْ

إني أراها يا أبي، من خندقي، سفنُ اللصوصْ

محشودةٌ عندَ المضيقْ

هل عادَ قطّاعُ الطريقْ؟

يتسلّقونَ جدارنا..

ويهدّدون بقاءنا..

فبلادُ آبائي حريقْ

إني أراهم، يا أبي، زرقَ العيونْ

سودَ الضمائرِ، يا أبي، زُرقَ العيونْ

قرصانهم، عينٌ من البللورِ، جامدةُ الجفونْ

والجندُ في سطحِ السفينةِ.. يشتمونَ.. ويسكرونْ

فرغتْ براميلُ النبيذِ.. ولا يزالُ الساقطونْ..

يتوعّدونْ



الرسالة الثانية 30/10/1956



هذي الرسالةُ، يا أبي، من بورسعيدْ

أمرٌ جديدْ..

لكتيبتي الأولى ببدءِ المعركهْ

هبطَ المظليّونَ خلفَ خطوطنا..

أمرٌ جديدْ..

هبطوا كأرتالِ الجرادِ.. كسربِ غربانٍ مُبيدْ

النصفُ بعدَ الواحدهْ..

وعليَّ أن أُنهي الرسالهْ

أنا ذاهبٌ لمهمّتي

لأرُدَّ قطّاعَ الطريقِ.. وسارقي حرّيتي

لكَ.. للجميعِ تحيّتي.



الرسالة الثالثة 31/10/1956



الآنَ أفنَينا فلولَ الهابطينْ

أبتاهُ، لو شاهدتَهم يتساقطونْ

كثمارِ مشمشةٍ عجوزْ

يتساقطونْ..

يتأرجحونْ

تحتَ المظلاتِ الطعينةِ

مثلَ مشنوقٍ تدلّى في سكونْ

وبنادقُ الشعبِ العظيمِ.. تصيدُهم

زُرقَ العيونْ

لم يبقَ فلاحٌ على محراثهِ.. إلا وجاءْ

لم يبقَ طفلٌ، يا أبي، إلا وجاءْ

لم تبقَ سكّينٌ.. ولا فأسٌ..

ولا حجرٌ على كتفِ الطريقْ..

إلا وجاءْ

ليرُدَّ قطّاعَ الطريقْ

ليخُطَّ حرفاً واحداً..

حرفاً بمعركةِ البقاءْ



الرسالة الرابعة 1/11/1956



ماتَ الجرادْ

أبتاهُ، ماتتْ كلُّ أسرابِ الجرادْ

لم تبقَ سيّدةٌ، ولا طفلٌ، ولا شيخٌ قعيدْ

في الريفِ، في المدنِ الكبيرةِ، في الصعيدْ

إلا وشاركَ، يا أبي

في حرقِ أسرابِ الجرادْ

في سحقهِ.. في ذبحهِ حتّى الوريدْ

هذي الرسالةُ، يا أبي، من بورسعيدْ

من حيثُ تمتزجُ البطولةُ بالجراحِ وبالحديدْ

من مصنعِ الأبطالِ، أكتبُ يا أبي

من بورسعيدْ..




نزار قباني

عبد الوهاب القطب
25-12-2004, 11:12 PM
اخي الرائع

مهند

شكرا على القصيد ة

لقد امتعتنا رغم نكأك للجروح

تحياتيوحبي

المخلص

عبدالوهاب القطب

مهند صلاحات
25-12-2004, 11:43 PM
اشكرك مرورك استاذي عبد الوهاب
هنالك المزيد قمت باضافته في صفحة أخرة
فقد قمت باضافة العديد من نخبة قصائد نزار
اتمنى ان تعجبك

شكرا لك مرة أخرى

لحظة صدق
26-12-2004, 11:14 AM
اولا شكرا يامهند على الاهداء الرائع ده

وشكرا على قصائد نزار
فانا كنت ابحث عن بعضها والحمد لله انى وجدت بعضها فى نقلك لها

فانا اعتبر نزار القبانى ظلمه الاعلام على انه شاعر النساء والأثداء والشفاه الحمراء

وهى الصورة التى حرص الإعلام العربى على ترسيخها فى الأذهان عن هذا الشاعر العملاق

لكن تعالى نعيد قرائت نزار بهدوء ونعرف

الوجة الاخر لنزار


اكيد هناك اختلاف

مها او مهى كما تنادينى دوما


تحياتى

مهند صلاحات
26-12-2004, 09:16 PM
الزميلة مهى او مها
ربما اقول مها بالالف الممدوة واكسر قواعد اللغة فيها لاني ارفض ان انهي اسما يرفض الانكسار والخوع بحرف مكسور
ولاني اتمنى ان تظلي قائمة عاليا اناديكي بمهى رغما عن اللغة وعن سيبويه ان رفض
نحن نكسر في كل مناحي حياتنا فلماذا نكسر انفسنا حتى في اسمائنا
لدي قصة صغيرة حدثت ذات مرة وكلما تذكرتها ضحكت
لي صديق اباه سافر ذات مرة لسوريا سنة 1968
على الحدود اخذ الضابط جواز سفره وساله ما اسمك
قال له مكتوب عندك بالجواز
فاصر الجندي ان يقول له الاسم والرجل ازداد اصرارا على عدم قول اسمه
فاخذه لضابط المخابرات وساله الضابط : ايها المزور لماذا ترفض ان تقول ما اسمك ام انك نسيت اسمك الجديد في واز السفر المزور
ضحك الرجل وقال له
يا سيدي انا لست مزورا ولم انسى اسمي ايضا ولكني يا سيدي مكسور
اسمي في جواز السفر منتصر
ولكننا منذ عشرين عام ونحن مهزومون فخجلت ان اقول منتصر فيسمعني احدهم

هذه القصة اتذكرها حين اصادف انسان اسمه نصر او منتصر او غبراء او اي اسم من الاسماء الكبيرة التي صارت مثل الحلم
:)