المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غياب تقويم مهارة الحفظ



فريد البيدق
28-03-2013, 06:14 PM
غياب تقويم مهارة الحفظ تقويما مباشرا في النحو والإملاء والخط

(1)
تتعدد أركان المنهج التعليمي لتشمل: الأهداف، والمحتوى، والوسائل، والأنشطة، وطرق التدريس، والتقويم.
وتتعدد الأهداف لتشمل أهدافا معرفية وأهدافا وجدانية وأهدافا مهارية، وقد صنف بلوم الأهداف المعرفية إلى المهارت العقلية التي يهدف التعليم إلى تحقيقها كما نقلتها كتب المناهج كليات التربية.
ما هي هذه المهارات؟
إنها الحفظ أو التذكر، والفهم، والتطبيق، والتحليل، والتركيب، والتقويم أو النقد.
وقد جعل بلوم مقياسه مقياسا تصاعديا جعل في قاعه وبدئه الحفظ أو التذكر، فانعكس ذلك عندنا حربا شعواء على الحفظ ودعوة إلى إهماله ومحاربته على الرغم من أنه وارد مهارةً من المهارات، وعلى الرغم من أنه لازم لكل ما بعده من المهارات؛ فالمهارات الأعلى تشمل التي قبلها.
وقد صُنفت الأهداف المهارية في سلسلة تصاعدية أيضا تشمل: الملاحظة، والتقليد، والتجريب، والممارسة، والإتقان والإبداع.
وأراها لازمة لتكوين المهارات العقلية؛ فهي تحدد الطريقة التي بها تتكون كل مهارة منها.
وتنهض الأهداف من بين مكونات المنهج لتمثل دعامة المنهج.
كيف؟
يرتبط بها كل ما عداها من أجزاء المنهج من محتوى وأنشطة ووسائل وطرق تدريس وتقويم، فإذا غابت مهارة عقلية من الأهداف فإنها تغيب في بقية أركان المنهج.
كيف؟
إن مهارة الحفظ التي يرتبط بها الإسلام في حفظ كتاب الله وحديث رسوله وغير ذلك انحطت؛ لأن بلوم جعلها بدء السلم التصاعدي، فانعكس ذلك عندنا -نحن التابعين لكل ما يأتي من الغرب- اختفاءً في بعض عناصر المنهج.
كيف؟
(2)
في مقال سابق عنوانه "طريقة تدريس الإملاء من عوامل إضعاف تعلم الكتابة" بينت أن اللغة العربية تشمل علوما لها موضوع وقواعد ومواد تطبيقية، وإن من هذه العلوم النحو والإملاء والخط في جزئه النظري.
وإن مهارة الحفظ قد غابت في تقويم هذه العلوم في بند المفاهيم والمحتوى.
كيف؟
في النحو والإملاء يختار المحتوى اختيارا وظيفيا وليس تبعا لترتيب المادة في العلم.
كيف؟
إن علم النحو والإملاء قد رتبا في أبواب، ولا يُلتزم بهذا الترتيب في اختيار المحتوى التعليمي، إنما يُختار المحتوى على وفق الموضوعات التي تظهر في قراءات طلاب المرحلة التعليمية وكتاباتهم وتحتاج إلى تغذية، فتوضع في المقرر؛ لذا يختفي في التقويم والاختبار السؤال عن المفاهيم في كل من النحو والإملاء والخط، وتتركز الأسئلة في الاستخراج والإعراب والتغيير والكتابة.
هذا شأن التعليم العام، وهو على عكس شأن التعليم الأزهري الذي يعرض المحتوى على ترتيب العلم، ويجعل كل أسئلته أو جلها في مهارة الحفظ بذكر المفاهيم والأنواع والشروط و... إلخ.
(3)
فلعل المعلمين يضعون في النحو والإملاء والخط سؤالا يقيس مهارة الحفظ قياسا مباشرا، وتكون درجته ملائمة لأهميته، ولا يتابعون ما هو موجود في كل الاختبارات القائمة على إهمال الحفظ.
لماذا؟
حتى تثبت المفاهيم، ويُزال عن مهارة الحفظ ما علق بها من هوان!

نداء غريب صبري
04-04-2013, 12:49 AM
موضوع تعليمي مهم، أجده مفيدا في المجال التعليمي

شكرا لك أخي

بوركت

مصطفى حمزة
04-04-2013, 09:24 PM
شكراً أستاذ فريد على اختيار هذا الدرس المفيد
هناك اتجاه قوي في بعض البلدان العربيّة إلى إلغاء كل ما هو ( حفظ ) من مقرر اللغة العربيّة
وبالتالي ( حظر ) أي سؤال امتحاني يقيس مهارة الحفظ !!
تحياتي

ربيحة الرفاعي
25-04-2013, 12:21 AM
في تنمية مهارة الحفظ دعم للمردود المختزل لدى الطالب يستعين به على تطوير قدراته فيما يليه
وأيا ما يكون مجال هذا الحفظ فهم بناء للمهارات وتأسيس لما يتبعها

موضوع نافع

دمت بخير أيها الكريم

تحاياي

فريد البيدق
25-04-2013, 10:38 AM
بورك الجمع الكريم، ودام الحرف المثري!

كاملة بدارنه
27-04-2013, 08:02 PM
السّلام عليكم أستاذ فريد ...
حتّى مهارة الحفظ التي كانت الأولى في "سلّم بلوم" تنازل عنها أصحاب النّظريّات الجديدة في مهارات الفهم التي أصبحت بأربع مستويات ... وهذا ما أدّى إلى اكتشاف ضعف شديد لدى الطّلاب في حفظ المواد. ومع الأسف مناهج التّعليم تتّبع النّظريّات الغربيّة، وتتبنّى كلّ ما يأتون به من جديد. (لا أدري إن كان الوضع كذلك في كلّ الدّول العربيّة)
" حدد كل من باريت وديتشانت وسميث وكارلن واولسون وديلنر وهيلمان وبلير وروبلي أربع مستويات للفهم هي: فهم المعنى الحرفي للنص، وفهم المعنى الاستنتاجي ، والفهم الناقد، والفهم الابتكاري. وفيما يلي تعريف لكل مستوي من هذه المستويات.

(1) فهم المعنى الحرفي للنص:
عرف ديتشانت وسميث Dechant & Smith 1977 فهم المعنى الحرفي بأنه التقاط المعنى الحرفي الرئيس المباشر للكلمة أو الجملة أو الفكرة من السياق• وعرفه باريت Barrett 1977 بأنه فهم الأفكار والمعلومات والأحداث التي ورد ذكرها صراحة أو صمنا في النص المكتوب.
بانتقال التلاميذ من مادة عملية سهلة إلى مادة علمية أكثر تعقيدا، فانهم يواجهون صعوبات تحول دون التقاطهم للمعنى الحرفي للنص من بين تلك الصعوبات: صعوبة بعض المفردات، وصعوبة تركيب بعض الحمل، وعدم القدرة على إدراك طريقة تنظيم الأفكار في النص المقروء، وعدم القدرة على تحديد أهمية كل فكرة• لذا فان تدريس القراءة ينبغي أن يساعد التلاميذ في التغلب علي تلك الصعوبات (كارلين Karlin 1980).
بارك الله فيك
تقديري وتحيّتي

(2) الفهم الاستنتاجي:
عرف باريت Barrett 1977 الفهم الاستناجي بأنه الفهم الذي يتطلب من القارئ مزج المحتوى الحرفي للقطعة المقروءة مع معلومات القارئ وحدسه ومخيلته كأساس لما يقوم به من تخمينات وافتراضات. وعرفه رتشيك وليست وليرنر Richek, List & Lerner 1983 بأنه القدرة على قراءة ما بين السطور وما وراء السطور، والقدرة على التقاط المعاني الضمنية العميقة التي أرادها الكاتب ولكنة لم يذكرها صراحة في النص• وأضاف يونج وآخرون Young et al 1976 أن ما يستنتجه القارئ يكون مبنيا على شيء مذكور صراحة أو ضمنا في النص.

(3) الفهم الناقد:
عرف ديتشانت وسميث الفهم الناقد بأنه إصدار الحكم على جودة ودقة وصدق المادة المقروءة. وأضاف مانجييري وبادر وواكر Mangieri, Bader & Walker 1982 أن الفهم الناقد هو إصدار الحكم على اللغة والتأثير العام للنص في ضوء معايير مناسبة.
(4) التذوق:
عرف باريت Barrett 1979 التذوق بأنه التعرف والاستجابة لمهارة الكاتب في استعراض موضوع وحبكة وخلفية الأحداث، ، وشخصيات مثيرة، ومهارته في اختبار واستخدام أسلوب أدبي مثير."
بارك الله فيك
تقديري وتحيّتي

فريد البيدق
28-04-2013, 11:09 PM
زادك الله تعالى ثراء لتزيدينا إثراء!