أيمن العتوم
26-12-2004, 02:36 PM
العِرَاقُ الحُرّ
شعر: المهندس أيمن العتوم
أَيّهَا المَطْعُونُ بِالحُزْنِ المُخَثَّرْ =وَالذِي مَا بَيْنَ نَهْرَيْه تَمَرْمَرْ
وَالذِي مِنْ نَكْبَةٍ يَمْشِي إِلى=نَكْبَةٍ أُخْرَى ، وَسَفَّاحٍ وَعَسْكَرْ
أَنْتَ مَنْ نَادَيْتَ؟! نَادَيْتَ سَرَاباً=وَقَطِيْعَاً بَيْنَ جَزّارِيْهِ يُنْحَرْ
وَكِيَانَات ٍ... خِياناتٍ ... تُغَنّي=لَحْمَ جُرْحَيْكَ، وَمِنْ نَزْفَيْهِ تَسْكَرْ
آهِ يَا حُزْنَ العِرَاقِيِّيْن ... آهِ أَكْبَرْ=آهِ لو تنفَعُ آهِ ... لَوْ تُقَدَّرْ
إِنَّهُمْ قَدْ زَرَعُوا فِيْكَ المَنَايَا=ثُمَّ سَاقُوكَ لأَعْدَائِكَ فَاحْذَرْ
**********
آهِ يَا بَغْدَادُ مَنْ يَرْثِي لَنَا؟=وَدِمَانَا عُرِضَتْ في كُلِّ مَتْجَرْ
مَنْ تُرَاهُ يَشْتَرِيْهَا فَلَقَدْ=بِيْعَ أَغْلاهَا بِمَا هُوَ أَحْقَرْ
وَطَنٌ كَانَ يُسَمَّى عَرَبِيَّا=وَأَبِيّا، وَإِذَا استُنْهِضَ شَمَّرْ
ثُمَّ جَاءَتْهُ (أَمِيرْكَا) فَتَهَدَّى=بِهُدَاهَا... وَتَجَلَّى... وَتَطَوَّرْ
صار (بوشُ) الشَّيْخَ مُفْتِيها ومُهْدِيها=ومُقْرِيها ، وَيَتْلُو مَا تَيَسَّرْ
مَرْجِعِيٌّ فَهْوَ شِيعِيٌّ إِذَا شِئْتَ=وَسُنِّيٌّ مِنَ الأَزْهَرِ أَزْهَرْ
أَلَّفَ (التَّيْسِيْرَ في التَّفسِيْرِ)=وَ (التَّذْلِيلَ في الذُّلِّ) وَ (تَخْدِيْرَ المُخَدَّرْ)
وَلَهُ في الفِقْهِ :(أَحْكَامُ الحُكُوْمَاتِ)=جلَهُ : (المَعْرُوْفُ فِي مَا كَانَ مُنْكَرْ)
وَلَهُ في (مَجْلِسِ الإِفْتَاءِ) صَوْلاتٌ=وَجَوْلاتٌ وَلِلْفَتْوَى تَصَدَّرْ
**********
آهِ يَا بَغْدَادُ مَا السِّرُّ الذي=يَجْعَلُ الأَرْضَ مِنَ الطَّاغُوْتِ أَكْبَرْ؟!
كُلَّما هُمْ حَرَّقُوها بِالصَّوَارِيْخِ=وَبِالنّ يْرَانِ وَ(النَّابُلْمِ) تَخْضَرْ
يَا بِلادَ الحُزْنِ وَالجُوْعِ=وَقَامَاتِ المَآسِي وَالفَجِيعِيِّ (المُفَلْتَرْ)
ما الذي حَقَّاً تَبَقّى؟ مَنْ سَيَشْقَى=مَنْ سَيَبْقَى... مَنْ سَيَرْقَى... مَنْ يُؤَمَّرْ؟!
كَرْبَلاءُ اليَوْمَ لَيْسَتْ وَحْدَهَا=كُلُّ شِبْرٍ في بِلادِي صَارَ يُنْحَرْ
قُلْ لِمَنْ بَاعَ بِلادِيْ لـِ (إِيَادِ)=قُلْ لِمَنْ سُيِّدَ فيها وَ (تَيَوَّرْ)
(التَّمَاثِيْلُ) التي تَصْنَعُهَا=كَفُّ (أَمْرِيْكَا) عَلَيْهَا سَتُدَمَّرْ
وَالبُطُولاتُ لَهَا أَفْذَاذُهَا=وَالشَّهَادا ُ لِشَعْبٍ لَمْ يُزَوَّرْ
لَمْ يَبِعْ قُدْسِيَّةَ الجُرْحَ الحُسَيْنِيِّ=وَيَوْمَاً لِعَلِيٍّ مَا تَنَكَّرْ
إِنَّهُمْ فَجْرُ الكَرَامَاتِ وَنُوْرٌ=في دَيَاجِي البُؤْسِ وَالأَحْزَانِ نَوَّرْ
هُمْ هُنَا في (النَّجَفِ الأَشْرَفِ)=في (الفَلُّوجَةِ) الجَيْشُ المُظَفَّرْ
**********
آهِ يَا حُزْنَ العِرَاقِيِّيْنَ يَا=وَرْدَ السَّمَاوَاتِ وَيَا غَيْمَاً مُقَطَّرْ
أَسْكَنَ التَّارِيْخُ في حُنْجُرَتِي=خِنْجَرَاً يَدْمَى وَفي عَيْنَيَّ خِنْجَرْ
يَا بِلادَاً حَلُمَ السَّوْسَنُ فِيها=فَأَتَى مِنْ رَحْمِهِ مِسْكٌ وَعَنْبَرْ
إِنَّ بَغْدَادَ التي أَعْرِفُهَا=سِنْدِبَادٌ مِنْ ضِفَافِ الحُُلْمِ أَبْحَرْ
إِنَّهَا (دَارُ سَلامٍ) وَأَمَانٍ=وَحَضَارَاتٍ وَأَنْهَارٍ وَكَوْثَرْ
مَا الذي يَحْدُثُ حَقَّاً في بِلادي؟=فَالحَلِيْمُ الحُرُّ فِيْهَا قَدْ تَحَيَّرْ
ما اللَّيالي؟ مَا النِّهَايَاتُ؟ وَمَاذا=في عُصُوْرِ الحُبِّ وَالحَرْبِ تَغَيَّرْ؟
أَلِهَذَا الحَدِّ شِخْنَا وَشَرُخْنَا؟=أَلِهَذَا الحَدِّ قَلْبٌ يَتَحَجَّرْ؟
مَا تُرَانَا؟! رَقَمَاً في لُعْبَةٍ=يَدُ (أَمْرِيْكَا) بِهَا تَلْهُو وَتَسْخَرْ
وَحُكُومَاتٍ دُمَىً في كَفِّها=وَإِلى أَهْدَافِهَا صَارَتْ تُسَيَّرْ
بَبَّغَاوَاتٌ تُحَاكِي مَا يَقُوْلُ السَّيِّدُ=السَّامِي وَبِالبَاطِلِ تَجْهَرْ
**********
وَطَنِي يَا مِزَعَاً مَنْهُوْبَةً=وَأَبَارِيْق مِنَ الفُخَّارِ تُكْسَرْ
ذِيْ فِلَسْطِيْنُ استُبِيْحَتْ وَعِرَاقِي=يَشْرَبُ المَوْتَ الصَّلِيْبِيَّ المُدَبَّرْ
سَلَّمَتْ (لِيْبْيَا) وَأَرْخَتْ مُقْلَتَيْهَا=وَتَمَنَّتْ لَوْ مِنَ البَاغِيْنَ تُعْذَرْ
ضَيَّعَتْ تَارِيْخَهَا مِنْ يَوْمَ جَاءَتْ=(بِكِتَابٍ) لَمْ يَكُنْ يَوْمَاً (بِأَخْضَرْ)
(عُمَرُ المُخْتَارُ) يَبْكِيْ سَيْفَهُ=حِيْنَمَا أَصْبَحَ في كَفِّ (مُعَمَّرْ)
وَلِسُوْرِيَّا وَلُبْنَانِي وَسُوْدَانِي=لِكُلِّ العُرْبِ تَوْقِيْتٌ مُدَوَّرْ
يُنْهَبُ الزَّرْعُ إِذَا لَمْ تَحْمِهِ=وَهْوَ سَهْلٌ حَطْمُهُ إِنْ لَمْ يُسَوَّرْ
*********
كَمْ دُمُوْعٍ وَيَتَامَى وَأَيَامَى=وَمَلايينَ مِنَ الأَطْفَالِ تَجْأَرْ
جِئْتَ يَا بُوْشُ لِكَيْ تُنْقِذَهَا؟=أَمْ مِنَ الإِسْلامِ قَدْ جِئْتَ لِتَثْأَرْ؟
حَرْبُكَ الشَّعْوَاءُ لَيْسَتْ بِجَدِيْدٍ=إِنَّهَا حَرْبُ الصَّلِيْبِيِّيْنَ فَاجْهَرْ
إِنَّهَا حَرْبٌ ضَرُوْسٌ وَبِلادِي=لَحْمُهَا في سُوْقِ نَخَّاسِيْكَ يُنْشَرْ
فَانْهَشِ اللَّحْمَ وَمَزِّقْهُ وَجَهِّزْهُ=لِجَيْشٍ يَشْتَهِي اللَّحْمَ (المُبَسْتَرْ)
وَانْهَبِ الأَوْطَانَ وَاسْتَعْمِرْ وَدَمِّرْ=وَتَجَوَّلْ في بِلادِي وَتَبَخْتَرْ
إِنَّمَا أَنْتَ إِلَهٌ عِنْدَ قَوْمٍ=عَبَدُوا (بُسْطَارَ) أَمْرِيْكَا المُجَنْزَرْ
قَصْفُكَ الدَّامِي تَعَوَّدْنَا عَلَيْهِ=وَاتَّفَقْنَا أَنَّهُ أَمْرٌ مُبَرَّرْ!!
وَأَلِفْنَاهُ كَمَا لَوْ كَانَ (فِلْمَاً)=مَشْهَدَاً في كُلِّ يَوْمٍ يَتَكَرَّرْ
**********
آهِ يَا كِبْرَ العِرَاقِيِّيْنَ يَا=يَا شُمُوخَ النَّخْلُ في النَّهْرَيْنِ أَثْمَرْ
(أَفُرَاتٌ) أَمْ أُجَاجٌ أَمْ تُرَى عَذْبُكِ=بَعْدَ القَصْفِ يَا (دِجْلَةُ) مَرْمَرْ؟!
الصَّوَارِيْخُ التي خَطَّتْ بِمَا تَقْصِفُهُ=سِيْرَةَ (كَاوْبُوْيٍ) تَحَضَّرْ
وَأَزِيْزٌ... وَهَزِيْزٌ... وَهَزِيْمٌ=وَنَزِيْفٌ ... وَشَظَايَا تَتَشَطَّرْ
وَعَوِيْلٌ ... وَصُرَاخٌ ... وَهَدِيْرٌ=وَالحَمَامَاتُ لَهَا دَوْرٌ مُؤَخَّرْ
وَعُيُوْنٌ كَتَّمْتَ حُزْنَاً مُصَفَّى=بِفُؤَادٍ مِنْ أَسَاهُ يَتَفَطَّرْ
(اِلأَسَى مَا بِنْتَسَى) قَالَتْ وَمَالَتْ=وَعَلَى أَهْدَابِهَا الحُزْنُ تَشَجَّرْ
مِزَقُ اللَّحْمِ خَلِيْطٌ مْنْ قُلُوْبٍ=وَكُبُوْدٍ، وَرُؤُوْسٍ تَتَحَدَّرْ
فُقِئَتْ عَيْنٌ هُنَا، قُطِعَتْ رِجْلٌ هُنَا=فُصِلَتْ سَاقٌ عَنِ الجِسْمِ المُكَسَّرْ
سَالَتِ الأَمْعَاءُ وَانْشَقَّ قَدِيْدٌ الجِلْدِ=وَاللَّحْمُ عَلَى اللَّحْمِ تَكَوَّرْ
جَمِّعِ الأَشْلاءَ بِالأَشْلاءِ وَاصْنَعْ=جَسَدَاً يَنْبُتُ مِنْ شَعْبٍ مُذَرْذَرْ
آهِ هَلْ هَذِي بِلادِي يَا إِلهي؟=أَمْ سُعَارٌ ؟ أَمْ جَحِيْمٌ يَتَسَعَّرْ؟؟!
**********
أَيُّهَا الحَامِلُ رَشَّاشَاً عَلَى=كَتْفِهِ عِزَّاً، وَفي الأَرْضِ تَجَذَّرْ
كَمْ زَعِيْمٍ حَامِلٍ نِيْشَانَهُ=كَذِبَاً في جَوْلَةٍ فِيْهَا تَنَمَّرْ
دَعْ تَوَابِيْتَ الطَّوَاغِيْتِ وَتَعْكِيْرَ=(العَكَارِيْت ِ) وَشُنَّ الحَرْبَ وَاثْأَرْ
إِنَّهُ عَصْرٌ مِنَ الخُذْلانِ وَالذُّلِّ=العُرُوبِيِّ الحُكُومِيِّ المُكَرَّرْ
خُضْ غِمَارَ المُصْطَلَى وَحْدَكَ إِنَّا=دَأْبُنُا أَنْ نَشْتَكْي أَوْ نَتَذَمَّرْ
نَحْنُ لا نَمْلِكُ إْلاَّ أَنْ نَعُدَّ القَتْلَ=وَالعَدَّادُ مِنْ بَعْدُ يُصَفَّرْ
إِنْ تَحَسَّرْنَا عَلَيْكُمْ فَلأنّا=كَمْ نَسِيْنَا قَبْلَهَا أَنْ نَتَحَسَّرْ
**********
آهِ يَا (حَارِثُ) يَا (ضَارِي) وَيَا=(مُقْتَدَى الصَّدْرِ) وَيَا رَايَةَ (جَعْفَرْ)
اغْسِلُوْنَا مِنْ دُمَى الذُّلِّ جَمِيْعَاً=وَاقْبَلُوْنَا كَجُنُوْدٍ في المُعَسْكَرْ
سَوْفَ تَحْكِي صَفْحَةُ التَّارِيْخِ عَنْكُمْ=حِيْنَمَا في قَابِلِ الأَيَّامِ تُنْشَرْ
وَسَتَرْوِي : مَنْ تُرَى بَاعَ، وَمَنْ=خَانَ، وَمَنْ هَانَ، وَمَنْ لِلدَّمِ أَجَّرْ؟!
مَنْ عَلَى أَوْصَالِهِ شَدَّ وَمَنْ=لَحْمُهُ في تُرَبِ الأَرْضِ تَعَفَّرْ
النِّهَايَاتُ لِمَنْ يَمْلِكُهَا=وَالعِرَاقُ الحُرُّ لِلشَّعْبِ المُحَرَّرْ
عمّان
17 / 8 / 2004م
شعر: المهندس أيمن العتوم
أَيّهَا المَطْعُونُ بِالحُزْنِ المُخَثَّرْ =وَالذِي مَا بَيْنَ نَهْرَيْه تَمَرْمَرْ
وَالذِي مِنْ نَكْبَةٍ يَمْشِي إِلى=نَكْبَةٍ أُخْرَى ، وَسَفَّاحٍ وَعَسْكَرْ
أَنْتَ مَنْ نَادَيْتَ؟! نَادَيْتَ سَرَاباً=وَقَطِيْعَاً بَيْنَ جَزّارِيْهِ يُنْحَرْ
وَكِيَانَات ٍ... خِياناتٍ ... تُغَنّي=لَحْمَ جُرْحَيْكَ، وَمِنْ نَزْفَيْهِ تَسْكَرْ
آهِ يَا حُزْنَ العِرَاقِيِّيْن ... آهِ أَكْبَرْ=آهِ لو تنفَعُ آهِ ... لَوْ تُقَدَّرْ
إِنَّهُمْ قَدْ زَرَعُوا فِيْكَ المَنَايَا=ثُمَّ سَاقُوكَ لأَعْدَائِكَ فَاحْذَرْ
**********
آهِ يَا بَغْدَادُ مَنْ يَرْثِي لَنَا؟=وَدِمَانَا عُرِضَتْ في كُلِّ مَتْجَرْ
مَنْ تُرَاهُ يَشْتَرِيْهَا فَلَقَدْ=بِيْعَ أَغْلاهَا بِمَا هُوَ أَحْقَرْ
وَطَنٌ كَانَ يُسَمَّى عَرَبِيَّا=وَأَبِيّا، وَإِذَا استُنْهِضَ شَمَّرْ
ثُمَّ جَاءَتْهُ (أَمِيرْكَا) فَتَهَدَّى=بِهُدَاهَا... وَتَجَلَّى... وَتَطَوَّرْ
صار (بوشُ) الشَّيْخَ مُفْتِيها ومُهْدِيها=ومُقْرِيها ، وَيَتْلُو مَا تَيَسَّرْ
مَرْجِعِيٌّ فَهْوَ شِيعِيٌّ إِذَا شِئْتَ=وَسُنِّيٌّ مِنَ الأَزْهَرِ أَزْهَرْ
أَلَّفَ (التَّيْسِيْرَ في التَّفسِيْرِ)=وَ (التَّذْلِيلَ في الذُّلِّ) وَ (تَخْدِيْرَ المُخَدَّرْ)
وَلَهُ في الفِقْهِ :(أَحْكَامُ الحُكُوْمَاتِ)=جلَهُ : (المَعْرُوْفُ فِي مَا كَانَ مُنْكَرْ)
وَلَهُ في (مَجْلِسِ الإِفْتَاءِ) صَوْلاتٌ=وَجَوْلاتٌ وَلِلْفَتْوَى تَصَدَّرْ
**********
آهِ يَا بَغْدَادُ مَا السِّرُّ الذي=يَجْعَلُ الأَرْضَ مِنَ الطَّاغُوْتِ أَكْبَرْ؟!
كُلَّما هُمْ حَرَّقُوها بِالصَّوَارِيْخِ=وَبِالنّ يْرَانِ وَ(النَّابُلْمِ) تَخْضَرْ
يَا بِلادَ الحُزْنِ وَالجُوْعِ=وَقَامَاتِ المَآسِي وَالفَجِيعِيِّ (المُفَلْتَرْ)
ما الذي حَقَّاً تَبَقّى؟ مَنْ سَيَشْقَى=مَنْ سَيَبْقَى... مَنْ سَيَرْقَى... مَنْ يُؤَمَّرْ؟!
كَرْبَلاءُ اليَوْمَ لَيْسَتْ وَحْدَهَا=كُلُّ شِبْرٍ في بِلادِي صَارَ يُنْحَرْ
قُلْ لِمَنْ بَاعَ بِلادِيْ لـِ (إِيَادِ)=قُلْ لِمَنْ سُيِّدَ فيها وَ (تَيَوَّرْ)
(التَّمَاثِيْلُ) التي تَصْنَعُهَا=كَفُّ (أَمْرِيْكَا) عَلَيْهَا سَتُدَمَّرْ
وَالبُطُولاتُ لَهَا أَفْذَاذُهَا=وَالشَّهَادا ُ لِشَعْبٍ لَمْ يُزَوَّرْ
لَمْ يَبِعْ قُدْسِيَّةَ الجُرْحَ الحُسَيْنِيِّ=وَيَوْمَاً لِعَلِيٍّ مَا تَنَكَّرْ
إِنَّهُمْ فَجْرُ الكَرَامَاتِ وَنُوْرٌ=في دَيَاجِي البُؤْسِ وَالأَحْزَانِ نَوَّرْ
هُمْ هُنَا في (النَّجَفِ الأَشْرَفِ)=في (الفَلُّوجَةِ) الجَيْشُ المُظَفَّرْ
**********
آهِ يَا حُزْنَ العِرَاقِيِّيْنَ يَا=وَرْدَ السَّمَاوَاتِ وَيَا غَيْمَاً مُقَطَّرْ
أَسْكَنَ التَّارِيْخُ في حُنْجُرَتِي=خِنْجَرَاً يَدْمَى وَفي عَيْنَيَّ خِنْجَرْ
يَا بِلادَاً حَلُمَ السَّوْسَنُ فِيها=فَأَتَى مِنْ رَحْمِهِ مِسْكٌ وَعَنْبَرْ
إِنَّ بَغْدَادَ التي أَعْرِفُهَا=سِنْدِبَادٌ مِنْ ضِفَافِ الحُُلْمِ أَبْحَرْ
إِنَّهَا (دَارُ سَلامٍ) وَأَمَانٍ=وَحَضَارَاتٍ وَأَنْهَارٍ وَكَوْثَرْ
مَا الذي يَحْدُثُ حَقَّاً في بِلادي؟=فَالحَلِيْمُ الحُرُّ فِيْهَا قَدْ تَحَيَّرْ
ما اللَّيالي؟ مَا النِّهَايَاتُ؟ وَمَاذا=في عُصُوْرِ الحُبِّ وَالحَرْبِ تَغَيَّرْ؟
أَلِهَذَا الحَدِّ شِخْنَا وَشَرُخْنَا؟=أَلِهَذَا الحَدِّ قَلْبٌ يَتَحَجَّرْ؟
مَا تُرَانَا؟! رَقَمَاً في لُعْبَةٍ=يَدُ (أَمْرِيْكَا) بِهَا تَلْهُو وَتَسْخَرْ
وَحُكُومَاتٍ دُمَىً في كَفِّها=وَإِلى أَهْدَافِهَا صَارَتْ تُسَيَّرْ
بَبَّغَاوَاتٌ تُحَاكِي مَا يَقُوْلُ السَّيِّدُ=السَّامِي وَبِالبَاطِلِ تَجْهَرْ
**********
وَطَنِي يَا مِزَعَاً مَنْهُوْبَةً=وَأَبَارِيْق مِنَ الفُخَّارِ تُكْسَرْ
ذِيْ فِلَسْطِيْنُ استُبِيْحَتْ وَعِرَاقِي=يَشْرَبُ المَوْتَ الصَّلِيْبِيَّ المُدَبَّرْ
سَلَّمَتْ (لِيْبْيَا) وَأَرْخَتْ مُقْلَتَيْهَا=وَتَمَنَّتْ لَوْ مِنَ البَاغِيْنَ تُعْذَرْ
ضَيَّعَتْ تَارِيْخَهَا مِنْ يَوْمَ جَاءَتْ=(بِكِتَابٍ) لَمْ يَكُنْ يَوْمَاً (بِأَخْضَرْ)
(عُمَرُ المُخْتَارُ) يَبْكِيْ سَيْفَهُ=حِيْنَمَا أَصْبَحَ في كَفِّ (مُعَمَّرْ)
وَلِسُوْرِيَّا وَلُبْنَانِي وَسُوْدَانِي=لِكُلِّ العُرْبِ تَوْقِيْتٌ مُدَوَّرْ
يُنْهَبُ الزَّرْعُ إِذَا لَمْ تَحْمِهِ=وَهْوَ سَهْلٌ حَطْمُهُ إِنْ لَمْ يُسَوَّرْ
*********
كَمْ دُمُوْعٍ وَيَتَامَى وَأَيَامَى=وَمَلايينَ مِنَ الأَطْفَالِ تَجْأَرْ
جِئْتَ يَا بُوْشُ لِكَيْ تُنْقِذَهَا؟=أَمْ مِنَ الإِسْلامِ قَدْ جِئْتَ لِتَثْأَرْ؟
حَرْبُكَ الشَّعْوَاءُ لَيْسَتْ بِجَدِيْدٍ=إِنَّهَا حَرْبُ الصَّلِيْبِيِّيْنَ فَاجْهَرْ
إِنَّهَا حَرْبٌ ضَرُوْسٌ وَبِلادِي=لَحْمُهَا في سُوْقِ نَخَّاسِيْكَ يُنْشَرْ
فَانْهَشِ اللَّحْمَ وَمَزِّقْهُ وَجَهِّزْهُ=لِجَيْشٍ يَشْتَهِي اللَّحْمَ (المُبَسْتَرْ)
وَانْهَبِ الأَوْطَانَ وَاسْتَعْمِرْ وَدَمِّرْ=وَتَجَوَّلْ في بِلادِي وَتَبَخْتَرْ
إِنَّمَا أَنْتَ إِلَهٌ عِنْدَ قَوْمٍ=عَبَدُوا (بُسْطَارَ) أَمْرِيْكَا المُجَنْزَرْ
قَصْفُكَ الدَّامِي تَعَوَّدْنَا عَلَيْهِ=وَاتَّفَقْنَا أَنَّهُ أَمْرٌ مُبَرَّرْ!!
وَأَلِفْنَاهُ كَمَا لَوْ كَانَ (فِلْمَاً)=مَشْهَدَاً في كُلِّ يَوْمٍ يَتَكَرَّرْ
**********
آهِ يَا كِبْرَ العِرَاقِيِّيْنَ يَا=يَا شُمُوخَ النَّخْلُ في النَّهْرَيْنِ أَثْمَرْ
(أَفُرَاتٌ) أَمْ أُجَاجٌ أَمْ تُرَى عَذْبُكِ=بَعْدَ القَصْفِ يَا (دِجْلَةُ) مَرْمَرْ؟!
الصَّوَارِيْخُ التي خَطَّتْ بِمَا تَقْصِفُهُ=سِيْرَةَ (كَاوْبُوْيٍ) تَحَضَّرْ
وَأَزِيْزٌ... وَهَزِيْزٌ... وَهَزِيْمٌ=وَنَزِيْفٌ ... وَشَظَايَا تَتَشَطَّرْ
وَعَوِيْلٌ ... وَصُرَاخٌ ... وَهَدِيْرٌ=وَالحَمَامَاتُ لَهَا دَوْرٌ مُؤَخَّرْ
وَعُيُوْنٌ كَتَّمْتَ حُزْنَاً مُصَفَّى=بِفُؤَادٍ مِنْ أَسَاهُ يَتَفَطَّرْ
(اِلأَسَى مَا بِنْتَسَى) قَالَتْ وَمَالَتْ=وَعَلَى أَهْدَابِهَا الحُزْنُ تَشَجَّرْ
مِزَقُ اللَّحْمِ خَلِيْطٌ مْنْ قُلُوْبٍ=وَكُبُوْدٍ، وَرُؤُوْسٍ تَتَحَدَّرْ
فُقِئَتْ عَيْنٌ هُنَا، قُطِعَتْ رِجْلٌ هُنَا=فُصِلَتْ سَاقٌ عَنِ الجِسْمِ المُكَسَّرْ
سَالَتِ الأَمْعَاءُ وَانْشَقَّ قَدِيْدٌ الجِلْدِ=وَاللَّحْمُ عَلَى اللَّحْمِ تَكَوَّرْ
جَمِّعِ الأَشْلاءَ بِالأَشْلاءِ وَاصْنَعْ=جَسَدَاً يَنْبُتُ مِنْ شَعْبٍ مُذَرْذَرْ
آهِ هَلْ هَذِي بِلادِي يَا إِلهي؟=أَمْ سُعَارٌ ؟ أَمْ جَحِيْمٌ يَتَسَعَّرْ؟؟!
**********
أَيُّهَا الحَامِلُ رَشَّاشَاً عَلَى=كَتْفِهِ عِزَّاً، وَفي الأَرْضِ تَجَذَّرْ
كَمْ زَعِيْمٍ حَامِلٍ نِيْشَانَهُ=كَذِبَاً في جَوْلَةٍ فِيْهَا تَنَمَّرْ
دَعْ تَوَابِيْتَ الطَّوَاغِيْتِ وَتَعْكِيْرَ=(العَكَارِيْت ِ) وَشُنَّ الحَرْبَ وَاثْأَرْ
إِنَّهُ عَصْرٌ مِنَ الخُذْلانِ وَالذُّلِّ=العُرُوبِيِّ الحُكُومِيِّ المُكَرَّرْ
خُضْ غِمَارَ المُصْطَلَى وَحْدَكَ إِنَّا=دَأْبُنُا أَنْ نَشْتَكْي أَوْ نَتَذَمَّرْ
نَحْنُ لا نَمْلِكُ إْلاَّ أَنْ نَعُدَّ القَتْلَ=وَالعَدَّادُ مِنْ بَعْدُ يُصَفَّرْ
إِنْ تَحَسَّرْنَا عَلَيْكُمْ فَلأنّا=كَمْ نَسِيْنَا قَبْلَهَا أَنْ نَتَحَسَّرْ
**********
آهِ يَا (حَارِثُ) يَا (ضَارِي) وَيَا=(مُقْتَدَى الصَّدْرِ) وَيَا رَايَةَ (جَعْفَرْ)
اغْسِلُوْنَا مِنْ دُمَى الذُّلِّ جَمِيْعَاً=وَاقْبَلُوْنَا كَجُنُوْدٍ في المُعَسْكَرْ
سَوْفَ تَحْكِي صَفْحَةُ التَّارِيْخِ عَنْكُمْ=حِيْنَمَا في قَابِلِ الأَيَّامِ تُنْشَرْ
وَسَتَرْوِي : مَنْ تُرَى بَاعَ، وَمَنْ=خَانَ، وَمَنْ هَانَ، وَمَنْ لِلدَّمِ أَجَّرْ؟!
مَنْ عَلَى أَوْصَالِهِ شَدَّ وَمَنْ=لَحْمُهُ في تُرَبِ الأَرْضِ تَعَفَّرْ
النِّهَايَاتُ لِمَنْ يَمْلِكُهَا=وَالعِرَاقُ الحُرُّ لِلشَّعْبِ المُحَرَّرْ
عمّان
17 / 8 / 2004م