مشاهدة النسخة كاملة : اللهُ يرحمه ..
مصطفى حمزة
30-03-2013, 08:20 PM
اللهُ يرحمُه
بعدَ سنتين ونصفِ السنةِ من خُطوبتهما ، قدّر اللهُ .. وماتَ " صابر " عن تسـعةٍ وعِشـرينَ عاماً بسكتةٍ دماغيّةٍ مُفاجِئةٍ ! وأصبَحَ رَقْماً في السجلّ السّرمديّ ..
يومَ وفاتِهِ بَكَتْهُ خطيبتُهُ " وفاء " بنتُ العشرين ربيعاً بُكاءً مُرّاً ، وأغميَ عليها أكثرَ من مرّةٍ وكانتْ كأنّها لم تُصَدّق موتَه المفاجئ ! وبكى عليه أهلُ خطيبتِه ، وإخوتُه الأربعة وناحتْ عليه أختُهُ ودمعتْ أعينُ الجاراتِ .. أمّا أمُّهُ ، فَواهاً لأمّهِ ! لكنّ الرجالَ لمْ يُبالوا ، فوضعوه بعدَ الغسْلِ داخلَ النعـشِ وأوْصَدوا عليه ، ثمّ رفعوه على الأكتافِ وساروا بهِ إلى المقبرة ، خارجَ المدينة .
في طريق الجنازةِ أخفضَ أصحابُ المتاجر أصواتَ الأغاني ، ووحّدوا الحيَّ الباقيَ ، ثم أطلقوا للطربِ والدندنة العَنان حينَ واراها أولُ منعطف !
وعندَ القبرِ كان ثَمَّ رجلٌ مسكينٌ ينتظرُ الأمواتَ ليعيشَ ... يتناولُ الجثّةَ الملفوفةَ من أيدي الرجالِ ويُمدّدها في حفرتها التي جهِدَ في حَفْرِها ، ويُسوّي اللحدَ ، ثمّ يُهيلُ الترابَ فوقَها بهمّةٍ ونشاطٍ ، ثُمّ يمسَحُ عرقَه بظاهرِ ساعِدِهِ ، وعيناه تبحثان عن أهل الميّت ! فيتقدّمُ " محمد " أخو المرحوم " ويضع في يده مبلغاً من المال ، فيمضي المسكين إلى " أفراخِه " المنتظرين !
انتهتْ أيّامُ التعزيةِ الثلاثةُ ، فانصرفتْ أختُه " سلوى " إلى " أطفالٍ صِغارٍ ، وزوجٍ لا يُحبّ الحزن " !
واقترحت زوجةُ أخيه الكبير أن يكونَ الاجتماعُ في بيتهم الليلةَ " ليراجعوا تكاليفَ الجَنازة ! " فوافقوا ولمْ ينتبه أحدٌ منهم إلى ذهول العجوز !
وفي الأيام التالية تلقّتْ " وفاء " الكثيرَ من التعازي بوفاة خطيبها الشابّ . ثم زارتهم " أم سعيد " وفي حقيبتِها صورةُ شابٍّ وسيمٍ ، يعمل في إحدى دول الخليج .لمّا سمعتها تُحدّث أمّها عنه رمتها بنظرةِ كُرهٍ شـديدٍ ، وجَرَتْ إلى غرفتـها وهي تُغالبُ البُكاء ! وهنـاك سَفَحت دموعَها الحارّةَ فوقَ مخدّتها على حبيبها الراحل ! استرجعتْ عبرَ نحيبِها أوقاتاً معه لاتُنسى وأحلاماً بنتْها معه حجراً فوقَ حجر .. وحين قفزت إلى ذاكرتها جلساتُ " الشـاي بالقرفة " في مقهى"اللؤلؤة " عند الكورنيش الجنوبيّ " أحسّتْ بقلبها يحترق ، وراحتْ تُناجي جدرانَ غرفتها المغلقة عليها !
في يوم " الأربعين " حينَ انصرفتِ المُعزّياتُ بقيتْ " أم سعيد " جالسة . وسمعتها " وفاء " تهمسُ في أذن أمّها :
- " إلى متى ؟ ! ما زالت صبيّة .. حرام .. الحيّ أوْلى من الميّت ! "
وفي عصرِ اليومِ التالي حينَ كانوا ينتظرون أمَّ سعيد مع الشابِّ صاحبِ الصورة ، وأهلِهِ .. كانت وفاء على أحرّ من الجمر !!
***************
الفرحان بوعزة
31-03-2013, 12:19 PM
اللهُ يرحمُه[/CENTER
بعدَ سنتين ونصفِ السنةِ من خُطوبتهما ، قدّر اللهُ .. وماتَ " صابر " عن تسـعةٍ وعِشـرينَ عاماً بسكتةٍ دماغيّةٍ مُفاجِئةٍ ! وأصبَحَ رَقْماً في السجلّ السّرمديّ ..
يومَ وفاتِهِ بَكَتْهُ خطيبتُهُ " وفاء " بنتُ العشرين ربيعاً بُكاءً مُرّاً ، وأغميَ عليها أكثرَ من مرّةٍ وكانتْ كأنّها لم تُصَدّق موتَه المفاجئ ! وبكى عليه أهلُ خطيبتِه ، وإخوتُه الأربعة وناحتْ عليه أختُهُ ودمعتْ أعينُ الجاراتِ .. أمّا أمُّهُ ، فَواهاً لأمّهِ ! لكنّ الرجالَ لمْ يُبالوا ، فوضعوه بعدَ الغسْلِ داخلَ النعـشِ وأوْصَدوا عليه ، ثمّ رفعوه على الأكتافِ وساروا بهِ إلى المقبرة ، خارجَ المدينة .
في طريق الجنازةِ أخفضَ أصحابُ المتاجر أصواتَ الأغاني ، ووحّدوا الحيَّ الباقيَ ، ثم أطلقوا للطربِ والدندنة العَنان حينَ واراها أولُ منعطف !
وعندَ القبرِ كان ثَمَّ رجلٌ مسكينٌ ينتظرُ الأمواتَ ليعيشَ ... يتناولُ الجثّةَ الملفوفةَ من أيدي الرجالِ ويُمدّدها في حفرتها التي جهِدَ في حَفْرِها ، ويُسوّي اللحدَ ، ثمّ يُهيلُ الترابَ فوقَها بهمّةٍ ونشاطٍ ، ثُمّ يمسَحُ عرقَه بظاهرِ ساعِدِهِ ، وعيناه تبحثان عن أهل الميّت ! فيتقدّمُ " محمد " أخو المرحوم " ويضع في يده مبلغاً من المال ، فيمضي المسكين إلى " أفراخِه " المنتظرين !
انتهتْ أيّامُ التعزيةِ الثلاثةُ ، فانصرفتْ أختُه " سلوى " إلى " أطفالٍ صِغارٍ ، وزوجٍ لا يُحبّ الحزن " !
واقترحت زوجةُ أخيه الكبير أن يكونَ الاجتماعُ في بيتهم الليلةَ " ليراجعوا تكاليفَ الجَنازة ! " فوافقوا ولمْ ينتبه أحدٌ منهم إلى ذهول العجوز !
وفي الأيام التالية تلقّتْ " وفاء " الكثيرَ من التعازي بوفاة خطيبها الشابّ . ثم زارتهم " أم سعيد " وفي حقيبتِها صورةُ شابٍّ وسيمٍ ، يعمل في إحدى دول الخليج .لمّا سمعتها تُحدّث أمّها عنه رمتها بنظرةِ كُرهٍ شـديدٍ ، وجَرَتْ إلى غرفتـها وهي تُغالبُ البُكاء ! وهنـاك سَفَحت دموعَها الحارّةَ فوقَ مخدّتها على حبيبها الراحل ! استرجعتْ عبرَ نحيبِها أوقاتاً معه لاتُنسى وأحلاماً بنتْها معه حجراً فوقَ حجر .. وحين قفزت إلى ذاكرتها جلساتُ " الشـاي بالقرفة " في مقهى"اللؤلؤة " عند الكورنيش الجنوبيّ " أحسّتْ بقلبها يحترق ، وراحتْ تُناجي جدرانَ غرفتها المغلقة عليها !
في يوم " الأربعين " حينَ انصرفتِ المُعزّياتُ بقيتْ " أم سعيد " جالسة . وسمعتها " وفاء " تهمسُ في أذن أمّها :
- " إلى متى ؟ ! ما زالت صبيّة .. حرام .. الحيّ أوْلى من الميّت ! "
وفي عصرِ اليومِ التالي حينَ كانوا ينتظرون أمَّ سعيد مع الشابِّ صاحبِ الصورة ، وأهلِهِ .. كانت وفاء على أحرّ من الجمر !!
***************
[CENTER]في بداية النص حدد السارد منطلق خطاطته السردية بحدث موت صابر المفاجئ ، وهو حدث يدفع القارئ إلى تصورات عدة للنتائج وما يتفرع عنها من أحداث جزئية قد تتشابك وتتداخل ، أحداث ترفع من ذروة الصراع إلى درجة التعقيد .. لكن السارد اختار أن يبقى الصراع صامتاً يمر في هدوء عبر النفس والذات ، فمراسم الدفن فرضت سلطتها وأبعدت كل تفسير وشرح ونقاش قد يفضي إلى التحقيق في سبب موته المفاجئ ..
انطلق السارد بحكيه المتميز متتبعاً كل حركات الشخوص الفاعلة في تجسيد حدث الدفن ، فرغم تفاوت الشخوص في الانفعال والتوتر إلا أنهم يشتركون جميعاً في المؤازرة والمساندة.. فرغم أنهم يشتركون في الحزن ، لكنه حزن يتفاوت بين أفراد الأسرة ،وكان حزن الأم كان أكبر وأعمق يجري في ذهول واستغراب وتشتت الذهن وعدم التركيز ، فكأنها حائرة أمام تفسير كيفية موته المفاجئ ..
فحدث الموت الغامض والمفاجئ استقبلته الأسرة كحدث لا يمكن مقاومته ، لكن السارد فتح كوة جديدة لما حضرت أم سعيد وهي تتحدث مع أم الخطيبة ، آنذاك أطلت الخطيبة إلى الحدث من زاوية الماضي عن طريق الاسترجاع والتداعي بعدما تذكرت مشروب الشاي بالقرفة .. وهي إرهاصات إيحائية قد تعطي للقارئ فرصة إعادة بناء الحدث وترتيبه منطقياً ، حدث نشتم منه أن هناك مؤامرة حيكت في الخفاء من وراء ذلك المشروب السام ، فيميل الاعتقاد أن صابر المسكين مات مسموماً لتحويل الخطيبة لسعيد وليس لصابر ..
نص جميل يفضي إلى قدح خيال القارئ وتنشيط ذخيرته الثقافية ، وما قراءتي إلا قراءة تركيبية تحاول ملامسة المعاني القريبة ، نص يشكل فضاء لغوياً متميزاً مفتوحاً ،تتخفى ضمنه تعددية باطنية لها صور تسمح بقراءات رمزية متباينة تؤطرها تيمات متعددة : الموت ،الحياة، الألم ، الحزن ، الغرابة، التعجب ،التآمر ، القتل العمد ، ضعف الإيمان .. المصلحة الخاصة ......
جميل ما كتبت وأبدعت أخي مصطفى ..
محبتي وتقديري ..
الفرحان بوعزة
سعاد محمود الامين
31-03-2013, 12:27 PM
يا لروعة السرد والحكى.. كنت أبحث عن سبب الوفاة المفاجئ.. كيف يتوقف قلب حمل كل تلك المشاعر للحبيبة ربما لم يتحمل.. يفقد الميت نفسه والشمس تغيب وتشرق.. والحياة تستمر كا فهمت من هذا النص بوركت أخى الأستاذ مصطفى.
ناديه محمد الجابي
31-03-2013, 01:31 PM
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن مشيعي الجنازة قد وكل بهم ملك فهم مهتمون محزنون حتى إذا أسلموه في ذلك القبر ، و رجعوا راجعين أخذ كفاً من تراب فرمى به و هو يقول : ارجعوا إلى دياركم أنساكم الله موتاكم فينسون ميتهم و يأخذون في شرائهم و بيعهم كأنهم لم يكونوا منه و لم يكن منهم .
الحي أبقى من الميت
وسمى الإنسان إنسانا لأنه سريع النسيان, والحياة لا تتوقف لموت أحد .
ذكرتني قصتك بقريب لي خشينا عليه ان يفقد عقله, من قوة حزنه على
زوجته التي توفت بعد أصابتها بمرض عضال ـ وقد ظل يبكي عليها الليل
مع النهار ولكن ذلك لم يمنع انه تزوج بعد ستة أشهر..
سرد رائع, شائق, وسلاسة في التعبير
ثراء فكري ولغوي أوصل الفكرة بوضوح تام
دمت أديبا رائعا. :os:
عبد السلام دغمش
31-03-2013, 01:57 PM
الأستاذ مصطفى
لعل النسيان من أوفر النعم..
استوفتني الأسماء " صابر " و " وفاء" و "أم سعيد" وهي أسماء لها بصمتها في موضوع القصة..الصبر والوفاء صنوان ..ثم نجد " سعيد" يرث الأمر من بعد!
ثم استوقفني مشهد الجنازة حين مرّت بأصحاب المحلات وأخفضوا من صوت الأغاني ..ثم عادت بعد تواري الموكب بين الطرقات ..وهو مشهد مصغّر يختصر المشهد الكبير وهو تجاوز " وفاء" لتلك الأزمة..
هي مشاهد من الواقع لأقدار تحكمنا وما علينا إلا أن نتعايش معها..
تحياتي
مازن لبابيدي
31-03-2013, 02:44 PM
القصة بسرديتها الماتعة وحبكتها المتقنة تضمنت عدة ومضات وقصص قصيرة عبرت عن زوايا متنوعة يتفاعل المجتمع من خلالها مع قضية الموت الذي قال فيه عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه "ما رأيت يقينا أشبه بالشك من يقين الناس بالموت ثم لا يستعدون له" .
عمل يستحق الكثير من الوقفات لإيفاء حقه .
تقديري وإعجابي بإبداعك أستاذي مصطفى حمزة
وأطيب تحية
حارس كامل
31-03-2013, 04:01 PM
اخي الأكرم الأستاذ مصطفي
لن أكثر من المدح من النص فهو يستحق أكثر من ذلك.
النص هو تجسيد كامل لفن القصة القصيرة ابتداء من العنوان الذي تم اختياره بعناية فائقة ليكتمل مع وحدة النص،فمن يقرأ النص بعناية يفهم لماذا تم اختيار العوان "الله يرحمه".
السرد تم بلغة مترعة بالمعاني البلاغية الجميلة..تفاصيل الجنازة بتفاصيلها المؤلمة..وانتهاء الحبيبة التي تم اختطاف حبيبها ولوعتها،ولكن..الله يرحمه!!
تحياتي اخي الفاضل
ننتظر دوما إبداعك
آمال المصري
31-03-2013, 05:10 PM
يحتل الحزن من القلوب مسكنا تتفاوت فترة الإقامة كل على حسب حجم الحزن في النفوس
ورغم ذلك تدور عجلة الحياة ولا تتوقف أمام معضلات الحياة وإن كانت أشدها كربة وإن كان هادم اللذات ومفرق الجماعات
جاء التصوير للمشهد الجنائزي من صميم الواقع وربما ذكرني بالعديد من مثله
ذكرني بوالد أحد الجيران والذي كان يقيم مع ولده قد سقط من الطابق السابع في ساقط الضوء بالطابق الثاني والذي يُفتح بابه عندي ليقع جثة هامدة ويجتمع عندي أهله وأقرباؤه ليولولوه ويندبوه ويتساقطون مغشيا عليهم من هول المنظر .. لأرى الابن يهمس لزوجه, ثم تهمس الزوجة لابنتها أن تصعد لبيتها لتوالي الطبخ الذي تركته فوق النار, ثم أكملت نحيب وراح الابن يحتضن جثة أبيه ...
نص يدعو للتفكر والتأمل في أحوال البشر ويجعلنا نفكر في نهايتنا ... أو ربما مابعدها
لندرك أننا لن نصطجب معنا سوى أعمالنا فلنعطها قدرا وفيرا .. لنجدها مؤنسا لوحشتنا يوم يهال علينا التراب, وينفض من حولنا الجمع
بوركت أستاذ مصطفى واليراع المبدعة
تحاياي
كاملة بدارنه
31-03-2013, 09:25 PM
وفي عصرِ اليومِ التالي حينَ كانوا ينتظرون أمَّ سعيد مع الشابِّ صاحبِ الصورة ، وأهلِهِ .. كانت وفاء على أحرّ من الجمر !!
نهاية واقعيّة ورائعة رغم أنّها قلبت المشاعر التي رافقت القراءة
باتت المشاعر متقلّبة خلال وقت قصير...
أمر يحيّرني في الواقع وأقف مشدوهة أمام ما أرى من مثل هذه المواقف
قصّة صوّرت المشاهد بريشة فنّان، وجاء السّرد رائعا
بوركت
تقديري وتحيّتي
بهجت عبدالغني
31-03-2013, 10:01 PM
نص ذكي وضع مجموعة من الصور الواقعية المعاشة في إطار أدبي محكم
سرد سلسل للأحداث ..
لم يخلُ من نقد لبعض الحالات السلبية
أصحاب المحلات والطرب .. تكاليف الجنازة وذهول العجوز ..
وبين هذا وذاك تمضي الأيام ، وكما يقول سيد قطب رحمه الله في ( أفراح الروح ) :
( بين الحين والحين يندفع الموت فينهش نهشة ويمضي ، أو يقبع حتى يلتقط بعض الفتات الساقط من مائدة الحياة ليقتات ! … والحياة ماضية في طريقها ، حية متدفقة فوارة ، لا تكاد تحس بالموت أو تراه !…
لقد تصرخ مرة من الألم ، حين ينهش الموت من جسمها نهشتا ، ولكن الجرح سرعان ما يندمل ، وصرخة الألم سرعان ما تستحيل مراحا … ويندفع الناس والحيوان ، والطير والأسماك ، الدود والحشرات ، العشب والأشجار ، تغمر وجه الأرض بالحياة والأحياء !… والموت قابع هنالك ينهش نهشتا ويمضي … أو يلتقط الفتات الساقط من مائدة الحياة ليقتات !! .
الشمس تطلع ، والشمس تغرب ، والأرض من حولها تدور ، والحياة تنبثق من هنا ومن هناك … كل شيء إلى نماء … نماء في العدد والنوع ، نماء في الكم والكيف … لو كان الموت يصنع شيئا لوقف مد الحياة ! … ولكنه قوة ضئيلة حسيرة ، بجانب قوى الحياة الزاخرة الطافرة الغامرة …!.
من قوة الله الحي ..: تنبثق الحياة وتنداح !!. ) .
أستاذنا الحبيب مصطفى حمزة
دمت بخير ودام إبداعك
دعائي ومحبتي وتقديري ..
مصطفى حمزة
31-03-2013, 10:51 PM
أخي الأكرم ، الأستاذ الفرحان
أسعد الله أوقاتك
تأبى في البحر إلاّ أن تكون الغوّاص ! فلك جزيل شكري وامتناني وتقديري
ولكن أظن - مجرد ظن ههه - أنك شطحتَ كثيراً فكراً وخيالاً بموضوع ( مشروب الشاي بالقرفة ... ذلك المشروب السام ) !!!
أدعوك الآن لشرب الشاي بالقرفة .. ولن تنسى لذته هه !
تحياتي
مصطفى حمزة
31-03-2013, 10:56 PM
يا لروعة السرد والحكى.. كنت أبحث عن سبب الوفاة المفاجئ.. كيف يتوقف قلب حمل كل تلك المشاعر للحبيبة ربما لم يتحمل.. يفقد الميت نفسه والشمس تغيب وتشرق.. والحياة تستمر كا فهمت من هذا النص بوركت أخى الأستاذ مصطفى.
أختي الكريمة سعاد
أسعد الله أوقاتك
( كيف يتوقف قلب حمل كل تلك المشاعر للحبيبة ربما لم يتحمل ) تساؤل لطيف ، لايعرف عُمقه ربّما إلاّ العاشقون !
أشكر مرورك والثناء
تحياتي
الفرحان بوعزة
31-03-2013, 11:08 PM
أخي الأكرم ، الأستاذ الفرحان
أسعد الله أوقاتك
تأبى في البحر إلاّ أن تكون الغوّاص ! فلك جزيل شكري وامتناني وتقديري
ولكن أظن - مجرد ظن ههه - أنك شطحتَ كثيراً فكراً وخيالاً بموضوع ( مشروب الشاي بالقرفة ... ذلك المشروب السام ) !!!
أدعوك الآن لشرب الشاي بالقرفة .. ولن تنسى لذته هه !
تحياتي
تحياتي أخي مصطفى .. فعلا شطحت ، معذرة إن سئت الظن بأم سعيد .. ربما تكون نيتها حسنة لكنها تسرعت ،
مما يدخل الشك والريبة .. عايشت هذه الواقعة .. على أي حال أتمنى أن لاتكون قراءتي جنت على النص وأفسدت نكهته الأدبية المضمخة بنكهة القرقة ..
محبتي وتقديري ..
الفرحان بوعزة ..
مصطفى حمزة
01-04-2013, 10:58 AM
أختي العزيزة ، الأستاذة نادية
أسعد الله أوقاتك
مداخلة قيّمة ومباركة بعطر الحديث الشريف ، وطريفة بما سردتِ من قصة قريبك
شكراً ، وشرّفني الثناء
دمتِ بألف خير
مصطفى حمزة
01-04-2013, 11:08 AM
الأستاذ مصطفى
لعل النسيان من أوفر النعم..
استوفتني الأسماء " صابر " و " وفاء" و "أم سعيد" وهي أسماء لها بصمتها في موضوع القصة..الصبر والوفاء صنوان ..ثم نجد " سعيد" يرث الأمر من بعد!
ثم استوقفني مشهد الجنازة حين مرّت بأصحاب المحلات وأخفضوا من صوت الأغاني ..ثم عادت بعد تواري الموكب بين الطرقات ..وهو مشهد مصغّر يختصر المشهد الكبير وهو تجاوز " وفاء" لتلك الأزمة..
هي مشاهد من الواقع لأقدار تحكمنا وما علينا إلا أن نتعايش معها..
تحياتي
أخي الأكرم ، الأستاذ عبد السلام
أسعد الله أوقاتك
ملحوظتك التي تخصّ الأسماء ذكيّة ، وفي العمق
وقراءتك للنصّ انطباعيّة شفيفة
أشكر مرورك
دمتَ بألف خير
مصطفى حمزة
01-04-2013, 11:14 AM
القصة بسرديتها الماتعة وحبكتها المتقنة تضمنت عدة ومضات وقصص قصيرة عبرت عن زوايا متنوعة يتفاعل المجتمع من خلالها مع قضية الموت الذي قال فيه عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه "ما رأيت يقينا أشبه بالشك من يقين الناس بالموت ثم لا يستعدون له" .
عمل يستحق الكثير من الوقفات لإيفاء حقه .
تقديري وإعجابي بإبداعك أستاذي مصطفى حمزة
وأطيب تحية
أخي الحبيب ، أديبنا الفذّ الدكتور مازن
حياك الله ، وأسعدك برضاه عنك
كم أعجبتني قراءتك ، وكم شرّفني الثناء
دمتَ بألف خير
فاتن دراوشة
01-04-2013, 11:45 AM
هيَ سنّة الله في خلقه
ما من مخلوق يرتطم بجدار الموت ويبقى عنده
حبّه للحياة والمضيّ قدما يدفعه للنّسيان وطرق باب الآتي
نصّ عميق المغزى حيك بأسلوب ممتع
دام لحرفك الجمال أستاذنا
مودّتي
فاتن
لانا عبد الستار
26-04-2013, 10:30 PM
عندما يموت الميت يفقده أهله على درجات
ولا اختلاف على أن الدرجة الأعلى هي درجة الأم
وهي وحدها من لا تستطيع أن تعود للحياة الطبيعية بعده
قصة جميلة ومؤثرة
أشكرك
مصطفى حمزة
26-04-2013, 11:14 PM
هيَ سنّة الله في خلقه
ما من مخلوق يرتطم بجدار الموت ويبقى عنده
حبّه للحياة والمضيّ قدما يدفعه للنّسيان وطرق باب الآتي
نصّ عميق المغزى حيك بأسلوب ممتع
دام لحرفك الجمال أستاذنا
مودّتي
فاتن
ودمتِ قارئة عميقة النظر بهيّة البيان أختي العزيزة الأستاذة فاتن
أشكر مرورك والثناء
تحياتي
مصطفى حمزة
26-04-2013, 11:17 PM
عندما يموت الميت يفقده أهله على درجات
ولا اختلاف على أن الدرجة الأعلى هي درجة الأم
وهي وحدها من لا تستطيع أن تعود للحياة الطبيعية بعده
قصة جميلة ومؤثرة
أشكرك
أختي الفاضلة أديبتنا لانا
أسعد الله أوقاتك
لاشكّ فيما كتبتِهِ عن الأم ، فبعد الأم ( احفر وطمّ ) كما يقول مثلُنا .. والأمثال ضمير الشعوب لولا صدقُها لما عاشت ..
أشكر مرورك والثناء
دمتِ بألف خير
نداء غريب صبري
17-05-2013, 12:33 AM
الله يرحمه
الدنيا لا تقف إلى الأبد حزنا على ميّت أخي مهما كنا نحبه
حتى أمه ستعود للحياة بالتدريج
الحمد لله الذي خفف عن الانسان بالنسيان
قصة إنسانية رائعة
شكرا لك اخي
بوركت
مصطفى حمزة
17-05-2013, 03:45 PM
الله يرحمه
الدنيا لا تقف إلى الأبد حزنا على ميّت أخي مهما كنا نحبه
حتى أمه ستعود للحياة بالتدريج
الحمد لله الذي خفف عن الانسان بالنسيان
قصة إنسانية رائعة
شكرا لك اخي
بوركت
أسعد الله أوقاتك أختي العزيزة ، الأديبة نداء
أوافقك الرأيَ ... إلاّ قولكِ عن الأم ..
ستعود للحياة بالتدريج ولا شك ، لكنها لن تكون حياة كالحياة !!!
عاينتُ ذلك بنفسي ...رأيتُ أمي بعد وفاة أخي ، ورأيتُني ورأيت زوجتي بعد استشهاد ابننا ... لقد خلعت الحياة عنها ثوباً لن تلبسه مرة أخرى أبداً !!
أسعدني مرورك المميّز دائماً ، وشرّفني الثناء
دمت بألف خير
هَنا نور
20-05-2013, 11:30 PM
أديبنا الكبير أستاذ مصطفى حمزة:
أسعد الله أوقاتك
كعادتك أستاذ مصطفى تأخذ القارئ إلى داخل الصورة ليعيش الحدث كواحدٍ من شهوده.
قصة واقعية بامتياز مزدحمة بالشخصيات التي اكتفيت فقط بتسميتها دون وصفها ؛ فنحن نعرف كل هؤلاء ولا تخفى علينا أوصافهم.
أكثر ما يلفت النظر في هذه القصة هو رمزية الأسماء : فمن مات كان " صابر " والذي يبدو أنه نفدَ صبرُه على الدنيا فقرر الرحيل مبكراً. وهي " وفاء " و التي انسكب وفاؤها دموعاً حَرَّى ، حتى إذا جفت المآقي ظنت أنها قد أدت حق الوفاء. وهذه " أم سعيد " وكم من سعيدٍ حملته في حقيبتها و أخرجته إلى الدنيا عندما حان موعده مع السعادة.
يقولون أن كل شيءٍ يولد صغيراً ثم يكبر إلا الحزن ؛ فإنه يولد عملاقاً ثم يتقزم شيئاً فشيئأً حتي يتلاشى . والراحلون يتركون في نفوسنا فراغاً بحجم ما كانوا يشغلون، ويتحدد عمرُ هذا الفراغ وحجمه بمقدارِ وفائنا و كم ما تحتويه الذاكرة من ذكرياتٍ مع هذا الراحل.
وحدها الأم تبقى أحزانها عملاقةً كما وُلدت ، ويظل فراغُ راحلها لا يملؤه غيرُه ، غير أن الله قد ربط على قلبها.
مصطفى حمزة
21-05-2013, 06:09 AM
أديبنا الكبير أستاذ مصطفى حمزة:
أسعد الله أوقاتك
كعادتك أستاذ مصطفى تأخذ القارئ إلى داخل الصورة ليعيش الحدث كواحدٍ من شهوده.
قصة واقعية بامتياز مزدحمة بالشخصيات التي اكتفيت فقط بتسميتها دون وصفها ؛ فنحن نعرف كل هؤلاء ولا تخفى علينا أوصافهم.
أكثر ما يلفت النظر في هذه القصة هو رمزية الأسماء : فمن مات كان " صابر " والذي يبدو أنه نفدَ صبرُه على الدنيا فقرر الرحيل مبكراً. وهي " وفاء " و التي انسكب وفاؤها دموعاً حَرَّى ، حتى إذا جفت المآقي ظنت أنها قد أدت حق الوفاء. وهذه " أم سعيد " وكم من سعيدٍ حملته في حقيبتها و أخرجته إلى الدنيا عندما حان موعده مع السعادة.
يقولون أن كل شيءٍ يولد صغيراً ثم يكبر إلا الحزن ؛ فإنه يولد عملاقاً ثم يتقزم شيئاً فشيئأً حتي يتلاشى . والراحلون يتركون في نفوسنا فراغاً بحجم ما كانوا يشغلون، ويتحدد عمرُ هذا الفراغ وحجمه بمقدارِ وفائنا و كم ما تحتويه الذاكرة من ذكرياتٍ مع هذا الراحل.
وحدها الأم تبقى أحزانها عملاقةً كما وُلدت ، ويظل فراغُ راحلها لا يملؤه غيرُه ، غير أن الله قد ربط على قلبها.
أختي الفاضلة ، الأديبة هنا
أسعد الله صباحك
ماأشرِتِ إليه حول رمزيّة الأسماء صائب ، وله دورٌ مُلمح إلى الشخصيّة ..وأشير هنا إلى أن نجيب محفوظ كان من الكتاب الحريصين على اختيار أسماء شخصياتهم بحيث ترمز إلى دورها أو مكانتها أو وظيفتها في القصّة .
كنتُ أستشعرُ في ردّكِ حرفاً بليغاً هادئاً دافئاً مواسياً ، يفلسف الصبر ..
تحياتي وتقديري
ربيحة الرفاعي
09-06-2013, 10:42 PM
بمهارة أمسك القاص بخيوط حبكته ليوظفها في بناء قصي شائق السرد كان الاسترجاع أحد وسائل استثارته ذهن القارئ ليساهم في منطقة الفكرة، وبقدرة وصفية وأداء إبداعي مائزين ابتدأ بالحدث الرئيس الذي وقعت في فلكه وضمن تداعياته مساقط الأحداث ترسم مسار الصراع الإنساني مع الحياة وسلطة إرادة البقاء في مواجهة الانهيارات الداخلية للشخوص، فاستدرج المتلقي ليندمج مع المشهد كأحد عناصره تفاعلا وقراءة
بارعا كنت في تخطيط التصاعد الدرامي وتصوير اللوعة مقدمة لقلب الصفحات بصورة قد تبدو أشد فجيعة من الموت عينه بما تحكي من وهمية انفعال اللحظة الإنساني الآيل للتلاشي
دمت بروعتك أديبنا
تحاياي
مصطفى حمزة
10-06-2013, 08:49 AM
بمهارة أمسك القاص بخيوط حبكته ليوظفها في بناء قصي شائق السرد كان الاسترجاع أحد وسائل استثارته ذهن القارئ ليساهم في منطقة الفكرة، وبقدرة وصفية وأداء إبداعي مائزين ابتدأ بالحدث الرئيس الذي وقعت في فلكه وضمن تداعياته مساقط الأحداث ترسم مسار الصراع الإنساني مع الحياة وسلطة إرادة البقاء في مواجهة الانهيارات الداخلية للشخوص، فاستدرج المتلقي ليندمج مع المشهد كأحد عناصره تفاعلا وقراءة
بارعا كنت في تخطيط التصاعد الدرامي وتصوير اللوعة مقدمة لقلب الصفحات بصورة قد تبدو أشد فجيعة من الموت عينه بما تحكي من وهمية انفعال اللحظة الإنساني الآيل للتلاشي
دمت بروعتك أديبنا
تحاياي
ودمتِ أختي العزيزة الأستاذة ربيحة فكراً نافذاً ، وقلماً ناقداً فارساً ، وقارئةً شفّة الإحساس
لاحُرمَت الواحة ظلال حضورك الرطيب
تحياتي
سلوى سعد
10-06-2013, 09:00 PM
نص جميل ورائع
شكرا لك
مصطفى حمزة
14-06-2013, 11:11 PM
نص جميل ورائع
شكرا لك
أختي الكريمة سلوى
أسعد الله أوقاتك
أشكرك على مرور بخمس كلمات ...
تحياتي
سامية الحربي
15-06-2013, 11:58 PM
ربما من يقرأ النص ويمعن في اسم "وفاء" يجد نوع من التناقض وهذا ربما لا يؤيده الواقع و ظروف وفاء. ماذا تفعل صبية عشرينية بذكرى ميت و قد أتتها الفرصة التي في نظرها ونظر أهلها ربما لا تتكرر ؟! سرد ماتع وخصوصًا تصوير غفلة أهل الحي حالما أهالوا التراب على الجثة .حقيقة متكررة لا نتعظ منها . تحيتي لك أستاذي الكريم .
مُنتظر السوادي
16-06-2013, 12:30 AM
العنوان يفضح النصّ، ويقتل المفاجأة ، الله يرحمه عنوان لم يمتلك من القدرة على إخفاء الدلالة قليلا ، فبمجرد أن نعرف الموت وكلمة الله يرحمه نقول أن الميت انتهى من القاموس نهائيا ، لهذا أحببت عنوانا مغايرا لهذا النص حتى يحتفظ بحيوية المفارقة التي تتضح مع الثلث الأخير .
ثمة كلمة " كان " زائدة في موضعين :
1- (وأغميَ عليها أكثرَ من مرّةٍ وكانتْ كأنّها لم تُصَدّق موتَه المفاجئ ! ). مباشرة نقول كأنها .
2- (وعندَ القبرِ كان ثَمَّ رجلٌ مسكينٌ ينتظرُ الأمواتَ ليعيشَ .) يبدو أن لا داع لحضور كان في الموضعين .
يبقى النص واقعيا جميلا
بورك حرفك
مُنتظر السوادي
16-06-2013, 12:34 AM
الأستاذ فرحان بوعزة
تحية طيبة
قراءتك رائعة ومقتضبة ، شكرا جزيلا لك .
لكن النص هو الدليل الأقوى لكل قراءة نقدية ، وهو ما قد اعتمدته في قراءتك ، لهذا نتساءل .
( حدث نشتم منه أن هناك مؤامرة حيكت في الخفاء من وراء ذلك المشروب السام ، فيميل الاعتقاد أن صابر المسكين مات مسموماً لتحويل الخطيبة لسعيد وليس لصابر ..)
لم يذكر النصّ كلمة عن شراب ، ولم نشم أية رائحة للمؤامرة ، لأن الخطوبة طال زمنها الى أكثر من سنتين ، إذ لو كانت ثمة مؤامرة لما تأخرت إلى هذا الزمن فضلا عن أن الكاتب يقول بصريح العبارة عن سبب الموت إنها جلطة دماغية .
تقبل ملاحظتي
مع الاعتذار
مصطفى حمزة
16-06-2013, 06:00 AM
ربما من يقرأ النص ويمعن في اسم "وفاء" يجد نوع من التناقض وهذا ربما لا يؤيده الواقع و ظروف وفاء. ماذا تفعل صبية عشرينية بذكرى ميت و قد أتتها الفرصة التي في نظرها ونظر أهلها ربما لا تتكرر ؟! سرد ماتع وخصوصًا تصوير غفلة أهل الحي حالما أهالوا التراب على الجثة .حقيقة متكررة لا نتعظ منها . تحيتي لك أستاذي الكريم .
أختي الفاضلة ، الأديبة غصن
أسعد الله أوقاتك
أشكر ثناءكِ ، وقراءتك الأنثويّة البديعة .
تحياتي
مصطفى حمزة
16-06-2013, 06:03 AM
العنوان يفضح النصّ، ويقتل المفاجأة ، الله يرحمه عنوان لم يمتلك من القدرة على إخفاء الدلالة قليلا ، فبمجرد أن نعرف الموت وكلمة الله يرحمه نقول أن الميت انتهى من القاموس نهائيا ، لهذا أحببت عنوانا مغايرا لهذا النص حتى يحتفظ بحيوية المفارقة التي تتضح مع الثلث الأخير .
ثمة كلمة " كان " زائدة في موضعين :
1- (وأغميَ عليها أكثرَ من مرّةٍ وكانتْ كأنّها لم تُصَدّق موتَه المفاجئ ! ). مباشرة نقول كأنها .
2- (وعندَ القبرِ كان ثَمَّ رجلٌ مسكينٌ ينتظرُ الأمواتَ ليعيشَ .) يبدو أن لا داع لحضور كان في الموضعين .
يبقى النص واقعيا جميلا
بورك حرفك
أخي الأكرم ، الأستاذ منتظر
أسعد الله اوقاتك
هكذا أحبّ الردود وأتمناها ؛ قراءة نقديّة بناءة من قارئ شفيف الحس ، نافذ النظرة .
تحياتي وتقديري
د. سمير العمري
02-09-2013, 04:23 PM
لعل النص يتناول أمور عدة من بينها مفاهيم الوفاء وطبائع النفس البشرية ، وأما الوفاء فليس في أن لا تستمر الحياة وأن يموت الأحياء بموت أحبابهم ، وأما النفس البشرية فمجبولة على الحزن وعلى النسيات أو السلو وكل أمر بأوان وبهذا تستمر الحياة وتدوم.
نص رائع ركز على الفكرة وانتقد تصرفات الناس ممن لا يراعون الحال ولا يميزون التصرف في الوقت والمآل.
دام ألقك!
تقديري
مصطفى حمزة
03-09-2013, 06:24 PM
لعل النص يتناول أمور عدة من بينها مفاهيم الوفاء وطبائع النفس البشرية ، وأما الوفاء فليس في أن لا تستمر الحياة وأن يموت الأحياء بموت أحبابهم ، وأما النفس البشرية فمجبولة على الحزن وعلى النسيات أو السلو وكل أمر بأوان وبهذا تستمر الحياة وتدوم.
نص رائع ركز على الفكرة وانتقد تصرفات الناس ممن لا يراعون الحال ولا يميزون التصرف في الوقت والمآل.
دام ألقك!
تقديري
أخي الحبيب الدكتور سمير
أسعد الله أوقاتك
يُحاول الأديب في القصّة الواقعيّة أن ينقل الواقع بقالب أدبيّ جميل ، مختبئاً وراء ( قناع ) ما استطاع .. ويترك الباقي
للقارئ الحصيف أمثالكم .. وبحسَب الميول والاتجاهات تكون الآراء و القراءات .. وفي كل منها - في رأيي - شهادة تقدير للنص
مع شكري وتقديري
دمتَ بخير أيها الأمير
تحياتي
هشام النجار
07-01-2014, 02:50 PM
هذا النوع من القصص ليس صادماً فحسب انما يقوم بذكاء وحرفية وامتاع بكشف وتعرية مجتمعات ونفوس ومتناقضات ومحاولات البعض تقمص بطولات وأخلاقيات وقيم مثالية لا يمتلكونها فى الأساس ولا ينتمون اليها ولا تنتمى اليهم .
بديهيات وأحداث يومية تختلط فيها وتتعارك وتتصارع المصالح والمشاعر ، وسرعان ما يُغلب الانسانُ مصلحته ويضع مشاعرَه وقيمَه المُثلى التى لا تصلح غالباً للتطبيق فى واقع الناس فى سجل النسيان مع من مضى وغيبه القدر .
قد تتذكر " سلوى " أخاها – وتأملوا الدقة فى اختيار أسماء أبطال القصة – لكنها لن تستطيع أن تذكره دائماً فى جلسات أسرتها وتستعيد ذكرياتهما معاً بشكل معلن لتجد فى هذا بعض " السلوى " ، لأن لديها زوجاً لا يحب الحزن وتقليب المواجع .
وقد تستطيع خطيبة البطل المُتوفى " وفاء " الصمود على وفائها والضغط فى استمرار هطول دموعها يوماً أو يومين أو عشرة أيام أو شهراً ، لكن المصلحة تحرق المشاعر وتخلفها رماداً بدخان ضعيف ممزوج الرائحة ، لعدة شهور أو أعوام – فى أحسن الأحوال ، ثم تطفئها شيئاً فشيئاً مياه العِشرة وطاحونة الحياة والأولاد ومشاكلهم والعلاقة الزوجية ومرور السنون والأيام ، حتى يصبح أعظم الوفاء لصاحب الذكرى أن تذكره يوماً احداهن فى خاطرعا ولو بدعاء " الله يرحمه " .
" كانت وفاء على أحر من الجمر " ... كانت هذه هى جملة الخاتمة المدهشة !
فلا داعى للسؤال هنا : كيف حدث هذا التحول الدراماتيكى خلال أربعين يوماً ؟ أو كيف توقف الدمع المدرار مع الزهد فى الملذات والبدائل والفتور والنفور من مجرد فكرة التحول الى علاقة جديدة فيها ما فيها من مغريات ، الى اشتياق متأجج بنيران الرغبة ؟
فهكذا تسيرُ الحياة ، ولو كان ما حدث قدراً مع " الخطيب " قد حدث لوفاء قبله وأصبح هو المُمتحن فى ساحة الوفاء ، فلن يكون وفاؤه لها بأطول عمراً من وفائها له – أربعين يوماً - ، بل ربما أقل بكثير ، وهناك من الرجال من يستيقظ بعد اليوم الثالث على زوجة جديدة ، نظراً لتفاوت العاطفة وغلبة المصلحة بين الرجال والنساء ، والتى أشارَ اليها الكاتب فى تفاصيل ومواقف مصاريف الجنازة والدفن والتُربى وأصحاب المتاجر ، بل بصورة مباشرة أشار الكاتب لذلك فى قوله " لكن الرجال لم يبالوا " .
صراع خفى بين المصالح والمشاعر أتقنَ الكاتبُ هنا تصويرَه وتتبعه فى مشاهد متتابعة متصاعدة ، غلب عليها وضعُ الشيئ أمام نقيضه ووضع الانسان نفسه أمام نفسه عارياً كيوم ولدته أمه ؛ فهل ما يُظهره من مشاعر وقيم مثلى حقيقة وله ما يدل ويبرهن عليه من الواقع أم أنه مجرد ادعاء وتظاهر ؟
" الله يرحمه " .. ليس الرجل الذى مات من عامين ونصف ، بل الوفاء الحقيقى كقيمة مثلى عند كثير من البشر – الا من رحمَ الله - ، أما وفاء كواحدة من ملايين مثيلاتها ينظرون بعين الواقع وبميزان المصالح فهى على أحر من الجمر اشتياقاً للوسامة وأموال الخليج على باب " أم السعد " .
مصطفى حمزة
13-01-2014, 06:18 PM
أخي الأكرم الأستاذ هشام
أسعد الله أوقاتك
أعجبتني جداً قراءتك النقديّة المتأنية الواعية
كما شرفني أن ينال نصّي ما ناله من قلم ناقد بصير مثلك
تحياتي وتقديري
خلود محمد جمعة
15-01-2014, 06:55 AM
قصة جمعت بين صراع النفس البشرية وعرت التناقضات التي تحتلها
ذكاء أدبي في اختيار الأسماء ، استرجاع الأحداث و قدرة الوصف
بناء نصي بحبكة محكمة واسلوب سردي مريح
هناك بعض النصوص الأدبية (شعر ،نثر أو قصة) برغم جمالها لكنها متعبة في القراءة والتحليل والرمزيه
نصوصك مريحة للعين والذهن والفؤاد
أما عن التصاعدات الدرامية في القصة فهي سبحان الله طبيعة البشر ومشاغل الحياة وردود الافعال المتفاوته بين البشر كل حسب صلة الود ومستوى التفكير والعاطفة
اما عن الأم فلا تنسى والله وحده اعلم ما في فؤادها المثلوم
تقبل من تلميذتك كل التقدير
دمت بخير
مصطفى حمزة
18-01-2014, 07:43 PM
قصة جمعت بين صراع النفس البشرية وعرت التناقضات التي تحتلها
ذكاء أدبي في اختيار الأسماء ، استرجاع الأحداث و قدرة الوصف
بناء نصي بحبكة محكمة واسلوب سردي مريح
هناك بعض النصوص الأدبية (شعر ،نثر أو قصة) برغم جمالها لكنها متعبة في القراءة والتحليل والرمزيه
نصوصك مريحة للعين والذهن والفؤاد
أما عن التصاعدات الدرامية في القصة فهي سبحان الله طبيعة البشر ومشاغل الحياة وردود الافعال المتفاوته بين البشر كل حسب صلة الود ومستوى التفكير والعاطفة
اما عن الأم فلا تنسى والله وحده اعلم ما في فؤادها المثلوم
تقبل من تلميذتك كل التقدير
دمت بخير
أختي العزيزة ، الأديبة خلود
أسعد الله أوقاتك
ما كنت أحسبك ناقدة بالفطرة حتى قرأتُ قراءتك أعلاه لنصّي !
ابقي هكذا : تسجلين انطباعك بهذا القلم الذكي الطيب ليقع ما تكتبين وقع السلسل العذب على نفس المسافر الصّدي ..
تحياتي
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir