مشاهدة النسخة كاملة : موعدٌ في الجامعة!
فوزي الشلبي
07-04-2013, 05:20 PM
موعد في الجامعة!
أمضى رفيق خمس عشرة دقيقة، وهو يصفف شعره الملبد" بالجل"، مستعملا المشط تارة وأصابعه تارة أخرى.. ثم انطلق في عجلة من أمره يرتدي قميصه.. وبنطاله.. وجواربه وحذاءه . ولم ينس أن يضع إسورة المطاط السوداء في يده اليمنى، بعد أن وضع ساعته الثمينة في يده اليسرى تماما.. نظر مرة أخرى إلى نفسه في المرآة..فتخيلها أمامه فأحس الرضا و الحبور، فابتسمت وابتسم لها..وهم بان يحادثها.. لولا صوت أمه، الذي انتهره من غفلته مذكرا بموعد الحافلة.. فانطلق حاملا دفتره وكتابه.. قاصدا باب الشقة ففتحه ثم رده خلفه بعنف..
نزل الدرج منقِّلا قدميه على حواف الدرج بخفة ونشاط.. حتى إذا احتواه الشارع. مضى إلى حيث موقف الحافلات. فلبث غير بعيد.. جاءت الحافلة فصعد إليها وسار الهوينى في ممشى الحافلة، يتخطى المقاعد التي بدا كل منها فارغا، إلا من شخص أو دون ذلك. ،وجلس في مقعد تاركا خلفه ثلاثة مقاعد، مبتعدا عن الكرسي الخلفي الطويل. مضت الحافلة في خط سيرها المرسوم متتبعة المواقف الواحد تلو الآخر.. أخذت المقاعد تمتلئ بالركاب الواحد تلو الآخر، كلما انتقلت الحافلةُ إلى موقف جديد.. حتى غُصت عن آخرها ..
من بعيد رأى سائق الحافلة عجوزا في العقد السابع، أو نحوا من ذلك، ممتلئ البدن بادي التعب.. فوقف حذاءه.. صعد الرجل درجات الحافلة متثاقلا. والتقط أنفاسه عندما استوى بقدميه على سطح ممشى الحافلة، وهناك أمسك بماسورة السقف ،وسار ببطء شديد مقتربا بخطواته التعبة إلى حيث تسمح له المسافة بينه وبين الكرسي الطويل في مؤخرة الحافلة.. ورفيق يرقبه منذ البداية، فتمنى في نفسه لو أسعفت الشهامةُ أحد الركاب، ممن هم في مثل سنه، أو من يقوى من الشباب على الوقوف فيقف للرجل الكهل فيجلسه مكانه، فيريح ويستريح. وتصارع الأمر في نفسه حتى تفاعلت عاطفتان؛ عاطفة تُسعرها الشفقة، أن ماذا لوكان الرجل أباه..أو كانت أمه.. والعاطفة الأخرى يسعرها الموعد القريب والشوق للقاء حبيب.. فعلا في القلب الخفقان، بل إنه ليسمعُ ضربات قلبه تقرعُ أذنيه، وازداد قلبه يشتد قبضا وبسطا كلما طرقت سمعه خطوات العجوز البطيئة المتثاقلة، .. وإنه ليحسُّ قلبه يكادُ يقفزُ من صدره.. حتى كاد أن يصل العجوز حيال رفيق.
لم يكن رفيق ليجهد نفسه تعب الوقوف.. ذلك إنه يتعرَّقُ جسمه لأبسط جهد.. كي لا تذهبُ رائحة العرق بكل العطر الغالي الذي ضمَّخ به وجهه وملابسه.. ، وإذ كان يغلي على جمر انتظار الموعد معها في الجامعة.. تراءت له صورتها.. رأى عينين ساحرتين.. ووجها كالقمر، وفمٌ يفتر عن ابتسامة وثنايا كاللؤلؤ، فاستوى جالسا لما استفاق من سطوة الخيال.. وازدحم قراران في نفسه ؛هما قرار عقله وقرار قلبه..فيتغالبان أو يستويان..يستمر شهيقه وزفيره بين القيدين..حتى إذا استقرت خطوتا الرجل متوازيتين تماما حياله.. شح حوله الهواء.. ومضت الحافلة تطوي الناس في طريقها وتطوي الطريق.
ناديه محمد الجابي
07-04-2013, 07:28 PM
.كادت الشهامة تختفي من حياتنا ـ وأصبحت النذالة موضة العصر
وبطل قصتنا تتصارع داخلة الغريزتان .. ويزدحم في عقله القراران
قرار عقله .. أن يغلب الشهامة فيقف للرجل العجوز.
وقرارقلبه.. ان يبقي على هندامه وعطره لموعده في الجامعة.
مقدرة هائلة على سرد شائق, ووصف دقيق, وتصوير بديع
ونهاية مفتوحة .. دمت بألق
براءة الجودي
07-04-2013, 09:30 PM
أحيانا نحتارُ بين أمرين أحدهمافيه منفعة ومصلحة عامة هي من الآداب والشهامة والإحسان , والثاني منفعة خاصة للشخص نفسه
ولاأعلم لم ذكرتني قصتك هذه ببعض النساء إن تسرَت وتمكيجة للذهاب إلى عرس ما وأتى وقتُ صلاة العشاء تراها بالكاد تسجد ولاتلامس جبهتها الأرض تماما أو لاتضع غطاء الراس بشكل جيد حتى لاتتشوه شكل التسريحة
فحين تركع يكاد يسقط الغطاء , فمالأولى هنا : الصلاة وإتمام الخشوع فيها أم عدم تأديتها جيدا من أجل مظهري الذي سيراه الناس !!
كما عودتنا أخي الفاضل / فوزي
مبدع بمعنى الكلمة , وصفك دقيق وتمتلك مهارة جميلة وقوية في السرد , كما أنَّ الخاتمة كان فيها إحساس عالي ومبهم
نفع الله بك .
ملاحظة ..
متتبعة المواقف الواحد تلو الآخر.. أخذت المقاعد تمتلئ بالركاب الواحد تلو الآخر،
ليتك لمتكرر هذه العبارة ( الواحد تلو الآخر ) في جملة واحدة ولو رايت بديلها في اد الجملتين لكان افضل من وجهة نظري
دمتَ
كاملة بدارنه
07-04-2013, 09:31 PM
تصوير دقيق لما يمكن أن يحدث مع شخص كلّ همّه المحافظة على حسن مظهره..
ولا يأبه بتقديم يد العون لمحتاج، وهو هنا لإنسان أحوج من يكون
سرد جميل
بوركت
تقديري وتحيّتي
فوزي الشلبي
09-04-2013, 08:37 PM
.كادت الشهامة تختفي من حياتنا ـ وأصبحت النذالة موضة العصر
وبطل قصتنا تتصارع داخلة الغريزتان .. ويزدحم في عقله القراران
قرار عقله .. أن يغلب الشهامة فيقف للرجل العجوز.
وقرارقلبه.. ان يبقي على هندامه وعطره لموعده في الجامعة.
مقدرة هائلة على سرد شائق, ووصف دقيق, وتصوير بديع
ونهاية مفتوحة .. دمت بألق
الغالية نادية:
تحية وود كبيرين...لما كانت الشهامة والنذالة ضدان...علينا إذن أن نشكل أخلاقنا في أي الفريقين نكون..إسقاطة على واقع نراه في الشباب في الحافلات العامة..
حيث لا يرتف لهم جفن ان يروا شيخا كبيرا..أو امراة تقف...فلا يقومون ويجلسونهم!
تقديري الكبير لزيارتك الكريمة..وثقتك الغالية!
أخوكم
فوزي الشلبي
09-04-2013, 09:24 PM
تصوير دقيق لما يمكن أن يحدث مع شخص كلّ همّه المحافظة على حسن مظهره..
ولا يأبه بتقديم يد العون لمحتاج، وهو هنا لإنسان أحوج من يكون
سرد جميل
بوركت
تقديري وتحيّتي
العزيزة كاملة:
تحية كبيرة وود...ألا يجب أن يكون الضعفاء هم الأولى بالرعاية والاهتمام؟...أليست قمة السعادة أن نؤثر على أنفسنا؟
أقدر زيارتك الكريمة وتقديرك الثمين!!
دعائي وودي!
اخوكم:
فوزي
فوزي الشلبي
09-04-2013, 09:31 PM
أحيانا نحتارُ بين أمرين أحدهمافيه منفعة ومصلحة عامة هي من الآداب والشهامة والإحسان , والثاني منفعة خاصة للشخص نفسه
ولاأعلم لم ذكرتني قصتك هذه ببعض النساء إن تسرَت وتمكيجة للذهاب إلى عرس ما وأتى وقتُ صلاة العشاء تراها بالكاد تسجد ولاتلامس جبهتها الأرض تماما أو لاتضع غطاء الراس بشكل جيد حتى لاتتشوه شكل التسريحة
فحين تركع يكاد يسقط الغطاء , فمالأولى هنا : الصلاة وإتمام الخشوع فيها أم عدم تأديتها جيدا من أجل مظهري الذي سيراه الناس !!
كما عودتنا أخي الفاضل / فوزي
مبدع بمعنى الكلمة , وصفك دقيق وتمتلك مهارة جميلة وقوية في السرد , كما أنَّ الخاتمة كان فيها إحساس عالي ومبهم
نفع الله بك .
ملاحظة ..
ليتك لمتكرر هذه العبارة ( الواحد تلو الآخر ) في جملة واحدة ولو رايت بديلها في اد الجملتين لكان افضل من وجهة نظري
دمتَ
العزيزة براءة:
تحية ود وإكبار..إذن يا عزيزتي هناك شيزوفرينيا في مطابقة ما نؤمن به على سلوكنا..الصلاة على تمامها في خشوع القلب...والمظاهر أمام الناس!
أقدر عاليا تقييمك الثمين...ثقة لطالما اعتززتُ بها!
تقديري وودي الكبير!
أخوكم:
فوزي
نداء غريب صبري
29-04-2013, 02:17 AM
قصة جميلة وصفت الصراع بين الشكلية والواجب وبين حق المحتاج بمساعدتنا وحق أنفسنا علينا
لقد اختفت النخوة بين الناس أو اوشكت أن تختفي
شكرا لك اخي
بوركت
فوزي الشلبي
01-05-2013, 11:35 AM
قصة جميلة وصفت الصراع بين الشكلية والواجب وبين حق المحتاج بمساعدتنا وحق أنفسنا علينا
لقد اختفت النخوة بين الناس أو اوشكت أن تختفي
شكرا لك اخي
بوركت
الشاعرة النبيلة نداء:
أشكر لك تقديرك الثمين للقصة..ثقة أعتز بها!
تقديري الكبير وودي المتصل!
أخوكم
ربيحة الرفاعي
23-05-2013, 01:55 AM
مشهد قد لا يسترعي اهتمام الكثيرين، لكنه شكل مدخلا قصيا أجاد الكاتب استخدامه لطرح الصراع بين الأنا المتحكمة بجل ممارسات الناس من حولنا والآخر المحتاج ليدنا نمدها بشئ من التضحية ينقلنا لمدارات في الإنسانية أعلى
تمنيت فيها بعض التكثيف فهو يزيد من جمالية النص
دمت أديبنا بخير
تحاياي
محمد ذيب سليمان
23-05-2013, 11:36 AM
شكرا ايها الرائع في دقة التوصيف مع استجلاب الحالة العامة عند ابناء هذا الجيل الذي
اختفت من نفوسهم ما كان يحمله ابناء الجيل السابق الذي كان يقف بمجرد ان يرى عجوزا او امرأة تدخل الحافلة
نعم هو صراع داخلي حول امرين الجدت الوصول اليهما واجدت استثمار الصراع الداخلي
مودتي
بهجت عبدالغني
23-05-2013, 08:58 PM
جمالها في بساطتها ، واقناصها مشهداً مكرراً معاشاً إلى لوحة أدبية
أجاد رسمها القاص عبر توصيفات دقيقة لحالة البطل الخارجية والداخلية
بأسلوب شيق ..
بعض التكثيف كان أجمل حسبما اشارت أستاذتنا ربيحة ..
دام إبداعك وعطاؤك
تحياتي وتقديري ..
فوزي الشلبي
24-05-2013, 01:53 PM
مشهد قد لا يسترعي اهتمام الكثيرين، لكنه شكل مدخلا قصيا أجاد الكاتب استخدامه لطرح الصراع بين الأنا المتحكمة بجل ممارسات الناس من حولنا والآخر المحتاج ليدنا نمدها بشئ من التضحية ينقلنا لمدارات في الإنسانية أعلى
تمنيت فيها بعض التكثيف فهو يزيد من جمالية النص
دمت أديبنا بخير
تحاياي
الأستاذة القديرة ربيحة:
تحية كبيرة وود ..أشكر لك تقييمك المميز للموضوع..كما أثمن غاليا إشارتك السديدة!
تقديري وودي المتصل!
أخوكم:
فوزي
فوزي الشلبي
24-05-2013, 01:59 PM
شكرا ايها الرائع في دقة التوصيف مع استجلاب الحالة العامة عند ابناء هذا الجيل الذي
اختفت من نفوسهم ما كان يحمله ابناء الجيل السابق الذي كان يقف بمجرد ان يرى عجوزا او امرأة تدخل الحافلة
نعم هو صراع داخلي حول امرين الجدت الوصول اليهما واجدت استثمار الصراع الداخلي
مودتي
الأخ الأديب الكريم أبا الأمين:
تحية وقبلة...أجل يا عزيزي، فما أجمل تلك الأيام التي كان يحترم صغيرنا كبيره...وتلميذنا أستاذه..حيثُ كان كوكبُ الأرض أكبر..ونفوس الناس أرقى وأجمل!
أشكر لك زيارتك الكريمة وتعليقك النبيل!
دعائي المتصل!
أخوكم:
فوزي
فوزي الشلبي
24-05-2013, 02:04 PM
جمالها في بساطتها ، واقناصها مشهداً مكرراً معاشاً إلى لوحة أدبية
أجاد رسمها القاص عبر توصيفات دقيقة لحالة البطل الخارجية والداخلية
بأسلوب شيق ..
بعض التكثيف كان أجمل حسبما اشارت أستاذتنا ربيحة ..
دام إبداعك وعطاؤك
تحياتي وتقديري ..
الأستاذ الكريم بهجت:
أشكر لك إشراقتك البهية على النص، فزاده إشراقا وافتتانا!
تقديري الكبير وودي!
اخوكم:
فوزي
آمال المصري
26-05-2013, 06:42 AM
صورة مألوفة في زمن المتناقضات الذي أصاب الكثير من القيم في مقتلٍ إلا من رحم ربي
كانت القدرة على الوصف فائقة وكأن الحرف نابض بالحياة واللغة جميلة ونهاية مفتوحة زادت من روعة النص
بوركت واليراع المبدعة شاعرنا الفاضل
تحاياي
فوزي الشلبي
02-06-2013, 06:21 PM
صورة مألوفة في زمن المتناقضات الذي أصاب الكثير من القيم في مقتلٍ إلا من رحم ربي
كانت القدرة على الوصف فائقة وكأن الحرف نابض بالحياة واللغة جميلة ونهاية مفتوحة زادت من روعة النص
بوركت واليراع المبدعة شاعرنا الفاضل
تحاياي
الغالية أمال:
تحية إكبارٍ وود..أجل أيتها الغالية...فما زال الغربُ يخترق مجموعتنا القيمية قيمة قيمة...فلايقف الصغير للكبير...ولا يحترم الطالب معلمه...فأدعو إلى أدب يرفع من قيمة الكبير ...قال صلى الله عليه وسلم: ليس منا من لا يوقر كبيرنا ولا يرحم صغيرنا!
تقديري وودي الكبير!
لانا عبد الستار
19-06-2013, 10:41 PM
الخيار ليس محيرا
والقرار ليس صعبا
ولكن المروءة نائمة
قصة محزنة
أشكرك
فوزي الشلبي
23-06-2013, 02:53 PM
الخيار ليس محيرا
والقرار ليس صعبا
ولكن المروءة نائمة
قصة محزنة
أشكرك
العزيزة لانا:
من يستحيله حزُّ المُدى، لا يحيله وخز المدى!
تقديري وودي!
خلود محمد جمعة
28-10-2014, 11:09 AM
لكل راكب قصته ومداراته التي يدور فيها وحدة حتى لم يبقى هناك مدى للرؤية
هناك مواضيع التفكير في تنفيذها يعنى انها قابلة للرفض وبقوة
الصراع كان في نظرة الناس له ولكنه حين تأكد أن كل يغني على ليلاه بقي غارقا في أحلامه
قصة جميلة
تقديري
فوزي الشلبي
28-11-2014, 09:39 AM
لكل راكب قصته ومداراته التي يدور فيها وحدة حتى لم يبقى هناك مدى للرؤية
هناك مواضيع التفكير في تنفيذها يعنى انها قابلة للرفض وبقوة
الصراع كان في نظرة الناس له ولكنه حين تأكد أن كل يغني على ليلاه بقي غارقا في أحلامه
قصة جميلة
تقديري
الأديبة النبيلة خلود:
تحية إكبارٍ وإعزازٍ وود..شاكرا لكم مروركم البهي وما اشرقت به شموسكَ على النص!
مرورُ كريم! وتعليقُ نبيل..
تقديري الكبير وخالص دعائي!
أخوكم
ناديه محمد الجابي
20-11-2024, 06:52 PM
هل ماتت النخوة والشهامة والمروءة والجدعنة في شباب اليوم
فكم من المشاهد الغير لائقة التي لا تراعى الأصول ولا الرجولة نراها يوميا
في الشوارع والمواصلات، مثل هذا الشاب يجلس فى الحافلة ويترك رجل مُسن يقف ولا يُبالى
لذا يجب دق ناقوس الخطر حفاظا على عاداتنا وأخلاقنا من الأنهيار في عالم
طغت فيه الحياة المادية على المبادئ والقيم والأصول
لا نجد ختاما خيرا مما قاله أمير الشّعراء أحمد شوق،:
وَإِذَا أُصِيبَ القَوْمُ فِي أَخْلَاقِهِمْ.. فَأَقِمْ عَلَيْهِمْ مَأْتَمًا وَعَوِيلًا"..
سلمت يداك.
:v1::0014::wow:
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir