المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وحدة الوجود !



عبده فايز الزبيدي
09-04-2013, 08:20 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين إياك نعبد و إياك نستعين ، و صل اللهم على سيد الأولين و الآخرين و خاتم الأنبياء و المرسلين سيدنا محمد بن عبد الله الهاشمي القرشي و على آله و صحبه أجمعين، أمَّا بعد:
فعقيدة وحدة الوجود هي أخبث عقائد الشيطان و أهله و أضرها على الإسلام و أهله و أكيدهم للدين باسم الدين ، يدين بها طائفة من المتمسحين بالشريعة الحنيف تُسمى بالصوفية.

عبده فايز الزبيدي
11-04-2013, 08:58 AM
سأعتمد بشكل رئيس في بيان (وحدة الوجود) على كتاب (عقيدة الصوفية و حدة الوجود الخفية) للدكتور / أحمد بن عبد العزيز القصير، أثابه الله الجنة ؛ حيث لم يقع بين يدي حتى الساعة أوفى منه في جلاء حقيقة هذه العقيدة ، و إن وجدتُ من نفسي ما يستحق الذكر فسأقدمه بقولي: (قلت)، أو من مصدرٍ آخر فسأنبه عليه ، أي ما تراه هنا هو تلخيص كتاب (عقيدة الصوفية وحدة الوجود الخفية) مع ملاحظة تقديمي و تأخيري لمواضيع الكتاب حسب ما يقتضيه التلخيص ، والله ولي التوفيق .

عبده فايز الزبيدي
11-04-2013, 09:27 AM
معنى وحدة الوجود في اللغة:
الوَحدة :الانفراد ، قال ابن فارس :(الواو و الحاء و الدال أصل واحد يدل على الانفراد) .
و في المصباح المنير: (الوجود:خلاف العدم)
معنى وحدة الوجود اصطلاحاً:
وحدة الوجود عقيدة كُبرى من عقائد الصوفية ، تعني _ بأوجز عبارة_ : أنَّ الله تعالى و العالم شيءٌ واحدٌ !

اسم (وحدة الوجود):
ادعى بعض الكتاب أن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله هو أوَّلُ من أطلق اسم (وحدة الوجود) على هذه العقيدة ، أي أن هذه التسمية ليست من الصوفية بل من مخالفيهم. و الواقع أن هذا الإدعاء غير صحيح، فإنه و إن كان لا يُعرف بالتحديد متى ظهر هذا الاسم ، إلا أن عدداً من أئمة التصوف _ قبل عصر ابن تيمية _ قد استخدموا هذا الاسم ، منهم ابن عربي ، و ابن سبعين ، و القونوي .
و من ذلك قوا ابن عربي :( فأثبت الكثرة في الثبوت ، وانفِها من الوجود، و أثبتِ الوحدة في الوجود ، وانفِها من الثبوت)
وقوله:
فلست غيراً لهُ ، و لا هو **** لوحدتي في الوجود ثاني
وقول ابن سبعين:( العامة و الجهال[ أي: غير الصوفية ] غلبَ عليهم الكثرة و التعدد ، و الخاصة و العلماء * غَلبَ عليهم الأصل، و هو وحدة الوجود )
و قول القونوي: ( و لم يصحْ الإدراك للإنسان من كونه واحداً ، وَحدة حقيقية ، كوَحدة الوجود)
__________________________________________________ __________________
* قلتُ :المتصوفة يسمون أنفسهم بالعارفين و العلماء و الخواص و أهل الحقيقة أي أهل علم الباطن ، و يسمون مخالفيهم بالجُهَّال و الظلاميين و الوهابيين و الإرهابيين و... أهل الشريعة أي أهل علم الظاهر .

بهجت عبدالغني
11-04-2013, 05:12 PM
سنتابع معك أخي عبده فايز الزبيدي
هذه السلسلة التي تتناول موضوعاً مهماً وخطيراً



دعائي وتحياتي

محمد صلاح علي
11-04-2013, 07:01 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك أخي الفاضل " عبده فايز الزبيدي " وتحية ,

اسمح لي أن أحجز مقعدا في الصف الأول , فهذا موضوع بالغ الأهمية وأود أن أتابعه ,

تابع على بركة الله , حفظكَ ربي ..

عبده فايز الزبيدي
12-04-2013, 09:59 AM
الأحبة الكرام
الأستاذ/ بهجت الرشيد
و الأستاذ/ محمد صلاح علي
تشرفت بمروركم و خالص ثنائكم و أسأل الله لي و لكم و لعموم المسلمين الخير!
محبكم.

عبده فايز الزبيدي
12-04-2013, 10:32 AM
أسماء أخرى لوحدة الوجود:
لقد استخدم الصوفية أسماء و مصطلحات كثيرة للدلالة على وحدة الوجود ، و منها ما يلي:
1- التوحيد: إفراد الحق بالوجود في الأزل و الأبد .
2- الفردانية: و هي انفراد الحق بالوجود بانطباق بحر الأحدية على الكلِّ بحيث لم يبقَ وجودٌ لغيره.
3- المشاهدة: رؤية الحق في الأشياء.
4- الشهود: رؤية الحق بالخلق.
5- الفناء: و هو زوال الرسوم [أي:الأكوان] جميعاً بالكلية ، في عين الذات الأحدية ، مع ارتفاع الاثنينية.
6- الحقيقة: و هي شهود الحق في تجليات المظاهر.
7- التحقيق: و هو شهود الحق في صور أسمائه التي هي الأكوان.
8- الجمع: و هو إشارة إلي حقٍّ بلا خلق.
9- جمع الجمع: شهود الخلق قائماً بالحق.
10- الإحسان: و هو شهود الله تعالى ، و الحضور معه في كل شيء ، و مشاهدة تجلّـيهِ في كلِّ شيء.

ثمَّ إن الصوفية كما قالوا بـ(وحدة الوجود) ، قالوا _ أيضاً _ بـ (وحدة الموجود) *؛ لكونهم يرون أنَّ الوجود هُوَ الموجود ، سواءً بسواء.
يقول ابن عربي : (فهو من حيثُ الوجود عينُ الموجودات).
و يقول الغزالي: ( فالموجود وجهه فقط).
و يقول على وفا : ( هو تعالى ذاتُ كلُّ موجود ، و كلُّ موجود صفته) .
و يقول أيضاً : ( الوجود _ بالحقيقة _ هو الموجود ، و الموجود ليس إلاَّ هو الوجود ).
و يقول ابن عجيبة: ( انفراد الحق بالوجود ، و ليس مع الله موجود) .
و يقول أحمد المستغانمي : ( فالله سبحانه و تعالى يجب في حقه الوجود ، و الوجود هو عين الموجود).
_____________
* قلتُ: و هذا رد على ما قاله شيخ الأزهر السابق عبدالحليم محمود :(إن موضوع (وحدة الموجود) من الموضوعات التي استخدمها أعداء الصوفية في تأليب الجماهير المؤمنة...) و ما أورده المؤلف من أقوال أئمة التصوف في مسألة (وحدة الموجود) لا يقبل الرد بحال.

محمود محمد اليافعي
12-04-2013, 03:39 PM
:wow:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين إياك نعبد و إياك نستعين ، و صل اللهم على سيد الأولين و الآخرين و خاتم الأنبياء و المرسلين سيدنا محمد بن عبد الله الهاشمي القرشي و على آله و صحبه أجمعين، أمَّا بعد:
فعقيدة وحدة الوجود هي أخبث عقائد الشيطان و أهله و أضرها على الإسلام و أهله و أكيدهم للدين باسم الدين ، يدين بها طائفة من المتمسحين بالشريعة الحنيف تُسمى بالصوفية.


فعلاً اخي الكريم القائلين بوحدة الوجود على خطر عظيم فهذه عقيدة خبيثة شيطانيه يجب التصدي لها ومحاربتها ووأدها قبل استفحالها والله المستعان "'

ناديه محمد الجابي
12-04-2013, 05:20 PM
أن هذا المذهب(*) الفلسفي هو مذهب لا ديني، جوهره نفي الذات الإلهية، حيث يوحِّد في الطبيعة بين الله تعالى وبين الطبيعة(*)، على نحو ما ذهب إليه الهندوس أخذاً من فكرة يونانية قديمة، وانتقل إلى بعض غلاة المتصوفة كابن عربي وغيره، وكل هذا مخالف لعقيدة التوحيد في الإسلام، فالله سبحانه وتعالى منزه عن الاتحاد بمخلوقاته أو الحلول فيها.

نحن نتابع معك هذا الموضوع المهم بمنتهى الأهتمام فأكمل على بركة الله .

عبده فايز الزبيدي
13-04-2013, 11:23 AM
الأساتذة الكرام:
محمود محمد اليافعي و نادية محمد الجابي
شكرا لكبير التشريف و بديع الإفادة
فأهلا بكم و سهلا!

عبده فايز الزبيدي
13-04-2013, 11:25 AM
ما تقتضيه وحدة الوجود في نظرة المؤمن بها من الصوفية *تجاه الله و الكون ألخصه بما يلي:
1- إنكارهم ثنائة الوجود
2- اعتقادهم عدم الكائنات.
3- اعتقادهم أن الكائنات هي الله.
4- محاولتهم الجمع بين الكثرة والوحدة.
5- اعتقادهم تجلي الله في صور المخلوقات.
6- اعتقادهم أن كلَّ شيء هو الله.
7- ادعاؤهم بأنَّ الكائنات الدنسة هي الله .
8- ادعاؤهم أن الله هو الموجودات و المعدومات و الممتنعات.
و الشرح في قابل المشاركات إن شاء الله!
__________________________________________________ ____________
* قلت: يقابل الصوفية في جمهور أهل السنة العرفانية في جمهور الشيعة ،فكلا الفريقين يذهب للقول بعقيدة (وحدة الوجود).

عبده فايز الزبيدي
22-04-2013, 08:32 PM
1. إنكارهم ثنائية الوجود:
إنَّ مما يعلم بضرورة العقل و بديهته أنَّ الوجود ينقسم إلي قسمين: وجود واجب ، و وجود ممكن ،و لكن الصوفية ينكرون ثنائية الوجود هذه ، و يعتقدون أن الوجود واحد يقول النابلسي:
ليس الوجود كما يقال اثنان **** حقٌّ و خلقٌ ، إذ هُما شيئانِ
هذا المقالُ عليه قبْحُ عقيدةٍ **** عند المحقِّقِ ظاهر البُطْلانِ
و يقول أيضاً : الوجود عندهم [أي عند الصوفية] حقيقة واحدة )
2.اعتقادهم عدم الكائنات:
يدَّعي الصوفية أنَّ الله تعالى هو الذي له الوجود وحده ، أمَّا الكائنات و المخلوقات فهي معدومة أزَلاً و أبداً ، و يرون أن عقول المحجوبين (غير الصوفية) تتوهم و تتخيل أن المخلوقات موجودة.
يقول الجيلي:
ليس الوجود سوى خيال عندَ مَنْ **** يدري الخيالَ بقدره المتعاظم
و يقولُ شيخُ الصوفية الأكبر ابن عربي: (الكونُ خيال)
و يقولُ داود القيصري : (الخلقُ موهومٌ ، لذلك يُسمى خلقاً ، فإنَّ الخلقَ في اللغة : الإفك) .
3.اعتقادهم أنَّ الكائنات هي الله:
لا يعني الصوفية بهذه الأقوال إنكار الأشياء المحسوسة ، و جحد الكائنات المشهودة ، كالبحار ، و الجبال ، و الأشجار ، و نحو ذلك ، و إنَّما مقصودهم إنكار كونها خلقاً ، لاعتقادهم أنَّ الكائنات _ كلّها _ هي الله تعالى.
يقول القاشاني : ( كلّ خلقٍ تراهُ العيونُ فهو عين الحقِّ ، و لكنَّ الخيال َ المحجوب سمَّاه خلقاً ، لكونه مستوراً بصورة خلقية) .
و يقول النابلسي: ( و ما هما [ أي : الخالق ة المخلوق ] اثنان ، بل عينٌ واحدة ) .

4 . محاولتهم الجمع بين الكثرة والوحدة:
يرى الصوفية أن هذا التعدد لا يتنافى مع الوحدة ، لأنه عندهم تعدد نسبي اعتباري ، لا تعدد حقيقي.
يقول محمد الحفناوي: 0 عند السادة الصوفية [ أي : للوجود ] مفهومان: عام ، و هو الأفراد الإضافية ، خاص ، و هو حقيقة واحدة مطلقة ، موجودة وجوداً حقيقياً واجبياً ، و أمَّا العام فأمر اعتباري لا وجود له إلاَّ تخيلاً ، و هو مظهر لحقيقة الوجود الحقّ الواحد ، و اختلاف أفراد هذا الوجود العام بحسب استعدادها ؛ فلا يوجب تغيراً و لا تكثراً في تلك الحقيقة ).

5. اعتقادهم تجلي الله في صور المخلوقات:
يعتقد الصوفية أنَّ الله تعالى يظهر و يتجلى في صور المخلوقات المختلفة ، فهو _ عندهم_ الظاهر في جميع المظاهر ، لا على معنى أنه يتحد ، أو يحل في مخلوق ، بل هم يرون ( أن الله ما يتجلى إلاَّ على نفسه ، و لكن تُسمى اللطيفة الإلهية عبداً باعتبار أنها عوض عن العبد ، و إلاَّ فلا عبد و لا رب ، إذ بانتفاء اسم المربوب انتفى اسم الرَّب ، فما ثَمَّ إلاَّ الله وحده) .
أمَّا عن سبب ظهور الله في صور الكائنات _ عند أهل الوحدة_ فهو أن الله كان وجوداً مطلقاً ، ليس له اسم و لا صفة ، ثُمَّ أراد أن يرى نفسه في مرآة هذا الوجود ، و أن تظهر أسماؤه و صفاته ، فظهر في صور الكائنات المعدومة العين ، الثابتة في علمه تعالى.
و إذا قال الصوفية: نحن لا نرى الأكوان ، فإنَّما يعنون أنهم لا يرونها خَلْقاً ، و لكنهم يرونها حقَّاً .
و هذا ما كشفه لنا الصوفي المعاصر أحمد المستغانمي بقوله: ( العارف يرى واحداً في وجود اثنين ، أي : يرى الوجود من حيث ظاهره نقطة من طين ، و من حيث باطنه خليفة رب العالمين ، إن لم نقل هو هو ، و المعنى : أنه يرى الرحمن في صورة إنسان )
و ادّعاء الصوفية رؤيتهم لله تعالى في الدنيا على الدوام ، و أنهم لم يُحجبوا عنه طرفة عين ، حقيقته اعتقادهم أنهم يرون الله في الأكوان ، بل يرونه في الأكوان .
يقول شيخهم الأكبر ابن عربي : ( العارف من يرى الحقَّ في كلِّ شيء ، بل يراه عين كل شيء ) .





6. اعتقادهم أنَّ كلّ شيء هو الله:
و بناءً على عقيدة الوحدة فإن القوم يعتقدون أن الله تعالى هو كلّ ما يُرى ، بل و ما لا يُرى أيضاً .
يقوا ابن سبعين: الله فقط ، هو الكلّ بالمطابقة .
يقول الصوفي المعاصر علي اليَشْرُطي : ( الوجود هو الكتاب ، و الأنبياء سُوره ، و أكابر المسلمين و الكفار آياته ، و عامة الخلق كلامه ، و الوجود الناقص حروفه ، و المجموع هو الله ) .

7. ادعاؤهم بأنّ الكائنات الدنسة هي الله :
يقولُ ابن سبعين:اختلط في الإحاطة الزَّوج مع الفردِ، و اتحد النجو معَ الورد.
و الإحاطة هي من الاصطلاحات التي يستخدمها ابن سبعين حين يشير إلي وحدة الوجود.
و يقول الشُّشْتري متغزلاً في الذات الإلهية:
محبوبي قدْ عَمَّ الوجود
و قد ظهَرَ في بيضٍ و سُود
و في النَّصارى مع اليهود
و في الخنازير مع القرود .
و الشُشتري هذا من المشايخ المُعَظَّمين عند الصُّوفية ، يصفونه بأنَّه (الإمام الكبير ، و الصُّوفي الشهير) .
و يقول شيخ الجامع الأزهر في وقته مصطفى العروسي : (الخبير اللطيف الظاهر في كلِّ المراتب ، الخسيس منها و الشريف).

8. ادعاؤهم أن الله هو الموجودات و المعدومات و الممتنعات.
يقول ابن عربي: ( العلي بنفسه: هو الذي يكونُ له الكمال الذي يستغرق جميع الأمور الوجودية و النِّسب العدمية ، بحيث لا يمكن أن يفوته نعت ٌ منها ، و سواء كانت محمودة عُرفاً و عقلاً و شرعاً ، أو مذمومة عُرفاً و عقلاً و شرعاً ، و ليس ذلك إلاَّ لمسمى (( الله )) خاصة)
و يقول النابلسي عن الله تعالى : ( قَرُبَ و بَعُدَ ، و دنا و علا ، و جمَعَ بين المثلين ، و الضَّدين ِ ، و الخِلافين ، و النَّقِيضين).

السعيد شويل
23-04-2013, 01:06 AM
***************************
أخى عبده فايز

السلام عليكم ورحمة الله

***

الهدف نبيل فى مشاركتكم والنفس صافية .. ولكن :

تعلم أن علم الكلام لم يلجأ إليه التابعين إلا لدحض أقوال فلاسفة زمانهم الذين كانوا يدينون بغير دين الإسلام

ولذا : أقول لكم رأيى ولكم حرية الإختيار :

أن تبين فى كتبكم أو موضوعاتكم تعاليم وأصول وأحكام الإسلام

أما مثل تلك الموضوعات الشائكة " التى لايؤمن منها من الإرتياب " فهى مذمومة ( واعذرنى أن أقول لك أنها مذمومة )

حتى وإن أقبلت على تفنيد وإبطال كل ما يقال فيها

********

وأشكركم ولكم كل التحية والتقدير

عبده فايز الزبيدي
23-04-2013, 06:21 PM
***************************
أخى عبده فايز

السلام عليكم ورحمة الله

***

الهدف نبيل فى مشاركتكم والنفس صافية .. ولكن :

تعلم أن علم الكلام لم يلجأ إليه التابعين إلا لدحض أقوال فلاسفة زمانهم الذين كانوا يدينون بغير دين الإسلام

ولذا : أقول لكم رأيى ولكم حرية الإختيار :

أن تبين فى كتبكم أو موضوعاتكم تعاليم وأصول وأحكام الإسلام

أما مثل تلك الموضوعات الشائكة " التى لايؤمن منها من الإرتياب " فهى مذمومة ( واعذرنى أن أقول لك أنها مذمومة )

حتى وإن أقبلت على تفنيد وإبطال كل ما يقال فيها

********

وأشكركم ولكم كل التحية والتقدير

أخي الحبيب/ السعيد شويل
إن شاء الله سنوضح القضية بعبارة سلسة و شهادة من كلام القوم ، و إن أشكل عليك شيء فيشرفني أن أجدك مشاركاً ؛
فدين الله واضح و لكن القول على أهل العقائد الذي يزعمون أن الدين له ظاهر و باطن .:0014:

عبده فايز الزبيدي
24-04-2013, 07:26 PM
الحلول و الاتحاد :
عقيدتان نشأتا في بعض الأديان الوثنية ، و الفلسفات القديمة ، و ظهرتا بين النصارى الذين حرّفوا دين المسيح عليه السلام ، حيث ادعوا حلول الله أو اتحاده به ، كما ظهرتا في العالم الإسلامي عند بعض غُلاة الطوائف ، و بخاصة الفرق المُظهرة للتشيع ، الذين زعموا حلول الله تعالى ، أو اتحاده بعلي بن أبي طالب رضي الله عنه أو ببعض ذريته.
فالحلول عند من يعتقده : هو نزول الذات الإلهية في الذات البشرية .
و الاتحاد عند من يعتقده : هو اختلاط و امتزاج الخالق بالمخلوق.

موقف الصوفية من الحلول و الاتحاد:
لقد نُسب القول بالحلول و الاتحاد إلي بعض الصوفية و الواقع أني لا أعرف طريقة من طرق التصوف ، و لا داعيةً من دعاته يؤمن حقيقة بالحلول أو الاتحاد لأن هاتين العقيدتين تخالفان أصلاً مُهماً عند الصوفية و هو (الوَحدة) ، فإن الحلول يستلزم حالاً و محلاً ، و الاتحاد يستلزم شيئين يحصُل اتحادهما ، و هذه اثنينية ، و هي منفية عندهم ‘ فإذا كان الوجود واحداً فلا حلول و لا اتحاد.
قال ابن عربي: (واحذر من من الاتحاد في هذا الموضع ؛فإن الاتحاد لا يصح )
و قال أبو حامد الغزالي: ( العارف الكامل كالمتحد بمذكوره، لستُ أقول: متحداً بالذات ، فلا تغفل و تغلط ، و تُسيء الظن)

و الصوفية يرون أن القول بالحلول و الاتحاد شرك أو كفر *، أمَّا أنه شرك : فلأن مَن اعتقَدَهما قد جعل الله موجوداً آخر ، و أمَّا كفر : فلأنه قد أنكر وَحدة الوجود ، و جَحَدها.
قال أحمد الفاروقي السرهندي: ( الحلو و الاتحاد كفر)
و قال الحلاج:
و الشرك إثبات غيرٍ **** و الشرك لا شكَّ جحد

- و ليس هذا لصحة في طريق الصوفية ، و لا لاستقامة في عقيدتهم ، و إنَّما لأن الصوفية يعتقدون ما هو أسوأ من الحلول و الاتحاد ، و هو وَحدة الوجود.


_______________________
*قلتُ: مع كلِّ هذا التأكيد على كفران الصوفية بعقيدتي: الحلول ، و الاتحاد ، إلا أن بعض أئمتهم ورد في كلامه ما يدل على اتيانهم ما ينهون عنه كقول الحلاج:
أنا من أهوى و من أهو أنا **** نحن روحانِ حللنا بدنا .
و ابن الفارض يقول:
و هامت به روحي بحيث تمازجا أتْــَّ ــحادا ، و لا جُرم تخلَّله جِرمُ
-و يقول أحد شعراء وحدة الوجود المعاصرين و لا أسميه؛ لعلَّ الله يهديه:
لو كان لي أمْرُ الوجودِ عِنايَةً**** لأَمَرْتُهُ بالحُبِّ أنْ يَتَزَوّدا
وَلَعَلَّ أجْمَلَ ما يكونُ عِبادَةً **** قَلْبٌ .. تَوَحّدَ بالجَمالِ فَوَحّدا

ريبر أحمد
30-04-2013, 12:41 PM
أعمل حاليا في بحث فكري عنوانه الحب وجود والوجود معرفة
فأجد أن الحب وجود والوجود معرفة
إن الوجود استقى منه الانسان كل شيء كل بوادر الخير والشر
ومن خلال الوجود بدأ إدراك الانسان لحقيقة الحب والمعرفة
فالانسان ابن الوجود ابن التراب والتراب وجود

عبده فايز الزبيدي
30-04-2013, 08:55 PM
أعمل حاليا في بحث فكري عنوانه الحب وجود والوجود معرفة
فأجد أن الحب وجود والوجود معرفة
إن الوجود استقى منه الانسان كل شيء كل بوادر الخير والشر
ومن خلال الوجود بدأ إدراك الانسان لحقيقة الحب والمعرفة
فالانسان ابن الوجود ابن التراب والتراب وجود


أخي الحبيب/ ريبر أحمد
حياك الله!
لدي سؤالان:
1. ما هو الوجود في نظرك؟و هل هو وجود واجب أم وجود ممكن؟
2. هل تحب الجمال المطلق الساري ، أم الجمال العرضي؟
و يشرفني بعد هذا التواصل معك هنا:0014:

جلال طه الجميلي
30-04-2013, 09:18 PM
أخي الزبيدي
============
هذه المواضيع قد أُشبعت بحثاً ودراسةً ولم يعُدْ في طرحها كبير فائدة

اللهمَّ ألا اذا كان الباحث قد أهتدى الى كشفٍ أو تحليل غفل عنه الاخرون

ولعمري - وما عمري عليَّ بهيّنٍ - ما وجدتُ فيها حرفاً واحداً لم يقلهُ من تقدمك

عبده فايز الزبيدي
30-04-2013, 09:43 PM
أخي الزبيدي
============
هذه المواضيع قد أُشبعت بحثاً ودراسةً ولم يعُدْ في طرحها كبير فائدة

اللهمَّ ألا اذا كان الباحث قد أهتدى الى كشفٍ أو تحليل غفل عنه الاخرون

ولعمري - وما عمري عليَّ بهيّنٍ - ما وجدتُ فيها حرفاً واحداً لم يقلهُ من تقدمك

أخي الكريم/ الجميلي
حياك الله!
أتشرف بتواجد قلمك مشاركاً و حسب قولك أن هذا المواضيع أشبعت بحثاً و دراسة
فهذا يعني أنك مطلع على دراسات القدامى و المحدثين ؛ و بالتالي من حق الجميع عليك أن تفيدنا بما وجدت ،
و ما كتبتُ هذا الموضوع إلا لتوضيح حقائق هذه الفرقة الباطنية ، التي تقول في حق الله الكفر البشع ، و قلت إني سألخص كتابا للدكتور عبدالعزيز القصير و سأضيف إليه ما أراه جديدا بحكم تسارع الزمن و ظهور الأشخاص على المسرح الصوفي كالبوطي و علي جمعة و بعض ما تمدنا به التقنية الرقمية من حفلات الحضرة و الذكر الصوفي .:0014:

عبد الرحيم بيوم
02-05-2013, 11:06 AM
متابعون لك اخي الكريم
وبيان الانحراف العقدي اول ما يلزم نخبة الامة المنتمية للاسلام معرفته
فعلى العقيدة يقوم أول الاصلاح

بوركت

عبده فايز الزبيدي
02-05-2013, 05:17 PM
متابعون لك اخي الكريم
وبيان الانحراف العقدي اول ما يلزم نخبة الامة المنتمية للاسلام معرفته
فعلى العقيدة يقوم أول الاصلاح

بوركت


أخي الحبيب/ عبدالرحيم صابر
يشرفني مرورك و يسعدني دعاؤك؛
فبارك المولى الكريم في أنفاسك !

محبكم

عبده فايز الزبيدي
02-05-2013, 05:20 PM
وَحدة الشهود:
الشهود في اللغة: حضور الشيء ، معَ إدراكه : إمَّا بالبصر و إمَّا بالبصيرة.
الوَحدة هي الإنفراد.

موقف الصوفية من وحدة الشهود:
قَسَّم كثيرٌ من العلماء و الباحثين الوحدة قسمين:
1. وحدة الشهود: و يعنون بها تلك الحالة النفسية التي تحصل لبعض العُبَّاد، حينما يذهلون عن العالم ، و لا يشعرون به ، وع اعتقاد أنه موجود وجوداً حقيقياً غير الله (1)
2. وحدة الوجود: و هي اعتقاد أن وجود العالم عين وجود الله.
و أرى أنَّ هذا التقسيم غير واردٍ على الصوفية، لأن الصوفية لا يعتقدون وحدة الشهود بهذا المعنى ، لتضمنها الاعتقاد بوجودين: وجود واجب قديم ، و وجود ممكن حادث ،بل يرون أن هذا الاعتقاد إنَّما هو للمحجوبين العوام ، أو على أحسن الأحوال للمبتدئين في سلوك طريق التصوف ، الذين لم يعفوا بعد الحقيقة.
ولكن الصوفية قد استخدموا مصطلح (وحدة الشهود) في الدَّلالة على معتقدهم في الوجود، فحيثما ورد هذا المصطلح في كلام القوم فإنَّما يعنون به: استشعار الصوفي وحدة الوجود، و شهوده الدائم للوجود الإلهي في مظاهر الكون.
يقول ابن البنا السرقسطي في منظومته (المباحث الأصلية ):
ثُمَّ امتحى (2)في غاية الشّهود **** فأطْلَقَ القولَ : أنا معبود .
و يقول محمد السمنودي: ( المشاهدة : هي رؤية الحقّ في كلِّ ذرة من ذرات الوجود ).
و قد أشار أحد الصوفية المعاصرين (3)إلي التلازم بين وحدة الشهود و وحدة الوجود ، فقال: ( إذا قال الصوفي: لا أرى شيئاً غيرَ الله ، فهو في حال وَحدةِ شهود ، و إذا قال: لا أرى شيئاً إلا و أرى الله فيه ، فهو في حالة وجود).
و يقول مؤسس الطريقة الشاذلية أبو الحسن الشاذلي: ( أبَى المحققون أن يشهدوا غير الله تعالى لِما حققهم به من شهود القيومية و إحاطة الديمومة).
و قد علَّـقَ على هذه الجُملة شيخ الأزهر السابق عبدالحليم محمود بقوله:( هذه الكلمة الحق، التي هي تفسير لما يقوله الصوفية في وحدة الوجود).

و بهذا يتضح أن الصوفية لا يقصدون بوحدة الشهود إلا وحدة الوجود، و يؤكد هذا أمور ثلاثة:
1. أن الصوفية كلهم مطبقون على التصريح بوحدة الشهود.
2. أن أهل وحدة الشهود ، المدافعين عنها ، الداعين لها ، هم أهل وحدة الوجود.
3. أن الصوفية مجمعون على التصريح بوحدة الشهود، و مع ذلك فهم يؤكدون أن هناك سرَّا لم يكشف ، و لا يجوز التصريح به (4) ، و لا شك أن هذا المعتقد المستور هو غير وحدة الوجود بتامعنى المشهور منها ، فليس هذا المستور إلا الاعتقاد بوحدة الوجود.

_________________________
قلت معلقاً:
1. و هذا لا يقبله الصوفيون لأنه عين الاثنينية و هم ينفونها.
2. المَحو نقيض الصحو ،وهو من مصطلحات الصوفية التي ابتدعوها تقيـَّة ،و يعني المحوالفناء أي :فناء وجود الصوفي في وجود الله ، و الصحو هو البقاء و المشاهدة .
3. هو نهاد خياطة :كاتب سوري معاصر له إسهاماته في نشر المذهب الصوفي و الدفاع عنه.
4. و لهذا السبب ترى الصوفية قديماً و حديثاً يكفرون الحلاج تقية ؛ لأنه كشف هذا السر و فضح المعتقد ، و بعضهم يعتذر له لأنه لم يطق كتمان السر ، و ممن كفر الحلاج الصوفي المعاصر محمد سعيد رمضان البوطي لذات السبب.

عبده فايز الزبيدي
10-05-2013, 08:00 PM
الفناء *
يستخدم الصوفية في كلامهم مصطلح (الفناء) ، و لا يخرج هذا المصطلح عندهم عن الاعتقاد بوحدة الوجود.
و قد قسَّمَ شيخ الإسلام ابن تيمية الفناء إلي ثلاثة اقسام:
القسم الأول: فناء عن عبادة ما سوى الله،فيفنى بعبادة الله عن عبادة ما سواه، وهذا حقيقة التوحيد و الإخلاص ، الذي أرسل الله به الرسل.
القسم الثاني: فناء عن شهود ما سوى الله.
القسم الثالث: فناء عن وجود ما سوى الله ، وهو قول أهل وحدة الوجود ، الذين يقولون:وجود الخالق هو وجود المخلوق ، ما ثمَّ غير و لا سِوى.
و هذا التقسيم صحيح ، فهذه الأقسام الثلاثة يشملها معنى الفناء اللغوي العام ، الذي هو العدم و الزوال.
و لكن الصوفية _الذين ابتدعوا هذا المصطلح _لا يرتضون إلا القسم الأخير من الفناء ، الذي هو الفناء عن وجود السِّوى ، باعتقاد وحدة الوجود.
قال القشيري : ( إذا فني [أي:الصوفي ] عن توهّم الآثار من الأغيار ، بقي بصفات الحق)
قال ابن عجيبة: ( إذا قال الفقير [ أي: الصوفي ]: أنا من أهوى و من أهوى أنا قَبْلَ تحقق فنائه فما أبعده عن الصواب ، و إذا تحقق فناؤه فلا يقوله إلا مع من يصدِّقه في حاله ، و إلا تعرَّض لقتله).
و ما يرد في كلام الصوفية من معَانٍ أُخر للفناء – مخالفة لوحدة الوجود _ فإنما هي خاصة بالعوام ، أو المبتدئين في التصوف، أو يكون إيراد هذه المعاني منهم على سبيل التقيَّة ، و التلبيس على الناس.


__________________________________________________ __________
*قلتُ:
الفناء من المصطلحات الشهيرة في كتابات المتصوفة و يقابله البقاء كالكثير من مصطلحاتهم المتلازمة كالتجريد والتفريد ، و الصحو و المحو ،و الجمع و التفرقة .... و لكن لمصطلحي الفناء و البقاء علاقة وثيقة بمسألة عقيدة وحدة الوجود و وَحدة الشهود التي تمثل لب العقيدة الصوفية .. و يحدثنا المتصوف المعاصر نهاد خياطة عن هذه العلاقة في مقالته( التصوف الإسلامي بين وحدة الشهود و وحدة الوجود) المنشورة بموقع ديوان العرب بتأريخ 21-5-2008م، بقوله:( إذا قال الصوفي: "لا أرى شيئًا غير الله"، فهو في حال وحدة شهود. وإذا قال"لا أرى شيئًا إلا وأرى الله فيه"، فهو في حال وحدة وجود. ولعل هذا أوجز تبسيط ممكن لهذين الاصطلاحين اللذين يختزلان التجربة الصوفية في أبعادها كلِّها. فحال وحدة الشهود هي حال الفناء؛ وحال وحدة الوجود هي حال البقاء ، والفناء والبقاء متلازمان، لا ينفك أحدهما عن الآخر؛ وكذلك وحدة الشهود ووحدة الوجود: فإذا كنتَ فانيًا عن شيء، فأنت لا بدَّ باقٍ بغيره؛ أو إذا كنتَ باقيًا في شيء فأنت لا محالة، فانٍ عن سواه. وهذا أمر طبيعي، بما أن الإنسان عاجز عن جمع همَّته، أو تسليط انتباهه، على أكثر من موضوع واحد في نفس اللحظة. هذه الورقة التي أكتب عليها، إن فكرت فيها (طولها، عرضها، لونها، إلخ ...)، تعذَّر عليَّ أن أكتب عليها؛ وإن فكرت في الكتابة أو فيما أكتب، تعذَّر عليَّ التفكير في الورقة. في الحالة الأولى، يقال في المصطلح الصوفي: أنا باقٍ بالورقة، فانٍ عن الكتابة؛ وفي الحالة الثانية، يقال: أنا فانٍ عن الورقة، باقٍ بالكتابة..
و المثال الذي كثيراً ما يسوقه الصوفية تبيانًا لحالي الفناء والبقاء ،جواب قيس ليلى عندما سئل "أين ليلى"، وقوله: "أنا ليلى!" فقيسٌ، لما قال ما قال، كان فانيًا عن نفسه باقيًا بليلى . لكن خير مثال يوضح لنا حالي الفناء والبقاء، كونه منتزَعًا من حياتنا المعاصرة، مثال الممثل السينمائي أو المسرحي الذي يؤدي دورًا رَسَمَه له المخرج: الممثل في هذه الحالة يتكلَّم كلامًا غير كلامه هو، ويأتي أفعالاً ليست أفعاله هو، بل كلامه وأفعاله كلام وأفعال الشخصية التي يؤدي دورها.. بالتعبير الصوفي نقول: إن الممثل فانٍ عن نفسه باق بدورهٍ.

عبده فايز الزبيدي
21-05-2013, 07:46 PM
مصادر وحدة الوجود*


وحدة الوجود في الهندوسية(1):

الهندوسية_و تسمى البراهمية_ دين وثني ، نشأ في الهند في القرن العشرين قبل الهجرة ...

و يزعم الهندوس من أنهم يؤمنون بإله عظيم هو رب العالمين ، لكنهم وصفوا هذا الإله بما يدل على أنه _عندهم _ الوجود المطلق ، و الوجود الواحد ، و أنَّ ما سواه مظاهر له.

جاء في (الأوبانيشاد) _ و هو من كتبهم المقدسة_ أن الإله هو:

_ الظاهر عن كلِّ شيء ظاهر.

_ وهو الروح المحيطة بكل هذا العالم.

_وهو أصل كل ما هو موجود.

_و الكل سوف يرجع إليه .

_و جميع البشر يتنفسون و يعيشون بداخله.

و من أهم الكتب الهندوسية المقرِّرة لوحدة الوجود كتاب (الفيدا نتا) ، فقد تضمّن هذا الكتاب عبارات كثيرة تُصرِّح أن الله والعالم شيءٌ واحد.

و من ذلك قولهم: ( هذا الكون كلّه ليس إلاّ ظهوراً للوجود الحقيقي الأساسي ،و إن الشمسَ و القمر ، و جميع جهات العالم ، و جميع أرواح الموجودات أجزاء لذلك الوجود المحيط المطلق ، إن الحياة كلها أشكال لتلك القوّة الوحيدة الأصليّة ، و إن الجبال و البحار و الأنهار تُفجّر من ذلك الروح المحيط، الذي يستقر في سائر الأشياء)

و تظهر عقيدة وحدة الوجود في هذا الكتاب _ أيضاً – من خلال عناوين أبوابه ، فقد قُسِّم الكتاب إلي أربعة أبواب ، و هي :

الباب الأول: عبادة الإله .

الباب الثاني: وحدة الوجود.

الباب الثالث: طريقة حصول النجاة .

الباب الرابع: الاتحاد بالروح العليا.

و قد ضرب كهان الهندوس عدَّة أمثلة محاولة منهم تقريب فكرة الوحدة من الأذهان ، ومنها:
-الملح الذائب في الماء: هو موجود مع أننا لا نشاهده بأبصارنا ، و كذلك _ بزعمهم_ الإله سارٍ في الكون ، مع أننا لا نشاهده .
- الأنهار تنساب نحو المحيط لتمتزجَ به ، تاركة أسماءها و أشكالها ، و كذلك _ عندهم _ الهندوسي الكامل يمتزجُ بالإله بعد فنائه عن نفسه...
و الهندوسي الحقيقي- عندهم هو الذي يعمل للاندماج و الفناء في الذات الشاملة ، و ليس هو من يعمل بالنشاطات الاجتماعية أو الاقتصادية ، فالمثل الأعلى هنا الانعزال ، إنه بلوغ مرتبة الكاهن المتسوّل الساكن في الغابة ، الذي رفض المجتمع ، وانعكف على ذاته ، ليظفر بوحدة الوجود.


وحدة الوجود في الطَّاوية(2):
الطاوية دين وثني ، نشأ في الصين ، في القرن العاشر قبل الهجرة ، على يد فيلسوف صيني اسمه ( لي به)، ثمَّ سمَّاه أتباعه )لاو تزي) أي: الشخص الكبير المُجرِّب.
و هذه النحلة نسبتها إلي الكلمة الصينية (الطاو) التي تعني: الطريق الصحيح ،و من كلام أصحاب هذه النحلة عن حقيقة (الطاو) يتبين لنا أنهم كانوا من المؤمنين بوحدة الوجود.
يقول الطاويون:
- الطاو:الوجود و الأساس ؛ذلك الأمر الذي لا يمكن بيانه و توضيحه.
- يستحيل أن يحيط به الإنسان ؛ لأنه يظهر في أجساد و أشكاال كثيرة جدا.
- هو أصل كل موجود ، و ليس له أصل.
- هو فراغ هائل عميق يحوي كل ما هو موجود,
- و من أدعية هؤلاء و مناجاتهم لطاو:
يا طاو، يا عظيم ، يا فيَّاض ، يا موجود في كل الوجود.
و يعتقد الطاويون أن دينهم هو الطريق الذي يجب أن يسلكه الناس ؛ لكي يظفروا بالاتصال التام ، أو الوحدة التامة بينهم و بين الطاو ، أو القانون الأعظم ، أو الوجود.
و الطريق إلي هذه الغاية _ عندهم _ يقوم على مراحل متعددة:
تبدأ – هذه المراحل _ بمرحلة يخلو فيها الفرد إلي نفسه ، و يقطع كلَّ صلة بينه و بين الأشياء المحسوسة ، و يترك الأعمال و لو كانت نافعة ، و يقتصر على التأمّل .
و تتلو تلك مرحلة ثانية ، تقوم على الامتناع عن كلِّ ما من شأنه الحيلولة بين الروح و الوصول إلي الحقائق المجرّدة،
و في هذه المرحلة يتجرد ذهن الإنسان عن الماديات ، حتى يصير روحاً ..و بعد ذلك تأتي مرحة الإشراق ، حيث يدرك لفرد الحقائق المجردة إداركاً مباشراً لا واسطة فيه.
و أخيرا تأتي المرحلة النهائية: و هي مرحلة الاندماج التام بين الفرد و الطاو ، أو الكل، أو الإله ، بحيث تفنى ذات الفرد في الروح الكلية.
______________
* قلتٌ: هذا مبحث هام شرعه المؤلف ليؤكد على وثنية التصوف، و أن حالها حال تلك الديانات الباطلة ، و أن معينهم في الأصل واحد و هو إبليس حيث أن الناس على سماطين ، سماط لا يعبد إلا الله وحده و الآخر لا يعبد إلا الشيطان و التصوف خير شاهد على عبادة الشيطان .
1. الهندوسية أو البراهمية يوجزها صبري المقدسي في مقالته دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات ، في الحوار المتمدن العدد: 4081 ، بتأريخ: 2013 / 5 / 3 ::
(... عبارة عن معتقدات وعادات وسلوك يلتزم بها أتباعها كطريق روحي يهدف الى إكتشاف الذات من خلال التأمل في الله والتقشف في الصوم، وكل أنواع التجرّد الذاتي لغرض السيطرة على الجسّد ورغباته العديدة. والغاية التي يتمناها كل هندوسي أولا وأخيرا هي الاتحاد بالله (براهما) ولكن هذا لن يحصل وفقا لمعتقداتهم إلا إذا تخلصت النفس من شرورها ونزاعاتها وشهواتها ورغباتها وهي ما يسمونها بمرحلة الإشراق والانطلاق نحو الأسمى، بإعتبار أن الروح تعود من حيث صدرت، فهي جزء من الله وتعود إليه لتتحد به ...).
2. الطاوية هي فلسفة وثنية تؤمن بوحدة الوجود و من قرأ كتاب الطاو(التاو)إنجيل التاوية ،وجد مشابهة كبيرة بين هذه الديانة الفلسفية و الصوفية فمثلا:
_ تعريف التاوية للهيولي الأول أو المسبب الأول صاحب الوجود الواجب هو عين تعريف المتصوفة قديما و حديثا فانظر:
(... اعلم آن الطاو،
معني مجرد ، لا شكل متجسد،
لكنه قيمة لاتتناهي.
دلالته تعزب علي الأفهام.،
بيد أنه أصل الوجود ومجمع أسراره،
هو انثلام حدٌ النصل،
وحل أطراف الخيط المعقود.
هو صفاء لوامع السنا في شوارق النور،
وكدر العواصف في خضم رياح ورمال.
فهو المعني المجرد،
تحت ستر أسرار.
تخاله غيبا معدوما، وهو عين الوجود.
لست أعرف منشأة او مصدر وجوده، فربما،
هو أسبق وأقدم عهدا من الآلهة).

_ ومن مصطلحات و مجاهدت المتصوفة التجريد و التجرد و هي كذلك في التاوية حيث يقول:
(جرد نفسك من رغائبها تعاين تجلياته
الأسرار والتجليات أمران سيان في المنشأ
ولكنهما لا يستويان بالاسم عند صدورهما
استواؤهما أدعوه ظلمة وخفاء
ظلمات وراءها ظلمات
بوابة كل الأسرار ).

_و التطلع للباطن ببصيرة القلب من تعاليمهم كما هي في الصوفيىة:
(أن ترى الخافي ، هذا ما يدعى بصيرة
أن تجنح إلى اللين ، هذا ما يدعى قوة
استخدم الضوء الداخلي
تنج من الرزايا).
_أخيرا لا يشك عاقل أن التصوف جاءت به الأوائل من المتصوفة من هذه الديانات الضالة لدرجة أن عقيدة الصوفي في اليوم الآخر هي نفس عقيدة التاو حذو النعل بالنعل : فالطاو يرى أن الموت هو الوصول إلي الحالة الأثيرية و الصوفيون يرون أن الموت والقيامة حيث اليوم الآخر هما حالة البقاء حيث وحدة الوجود، يقول الصوفي دواود القيصري: ( ... القيامة الكبرى : هي الفناء في الذات ، وذلك بطلوع شمس الذات الأحدية ، من مغرب المظاهر الخلقية ...) ، و يقول عبدالمنعم الحنفي وهو صوفي معاصر :(القيامة الكبرى :هي ظهور الحقيقة الإلهية)، و الحكيم التاو يلبس ملابس خشنة ،و كذلك يزعم المتصوفون أن سبب تسميتهم لكون المتصوفة الأول اشتهروا بلابس الصوف...... فما الصوفية سوى أسلمة التاوية وتعريبها .