تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : شوق وألم



عبدالله
29-12-2004, 10:26 PM
شوق وألم

أشتاق إلى ليالي الثلج ..
أذكر طيفها الفضي .. يملأ موج أشرعتي ..
فأطويها بذاكرتي ..
وأوردتي ..
واخفيها ..

أحن إلى ..
أصداء همهمة ..
وأصوات ..
تسافر في نسيم الليل ..
تشجيني ..
فتحيي قلب باعثها ومخفيها ..

أحن إلى ..
أحاديث وأشعار ودندنة ..
فأذكرها ترانيما وأنشدها ..

أطير لأمسنا الماضي ..
على همس من الذكرى ..
و آمال وأشواق إلى اللقيا ..
فأعبر أرز* واديها وساميها ..

أمر قريبا من مغانيهم بأحلامي وأوهامي ..
أشم ظلال أزهار تطوقني وتحرقني ..
أنادي أين من كانوا دواما ..
نبض أفراحي و آلامي وأحزاني ..
أيها الإخوة والأخوات هذه مجرد محاولة في شعر التفعيلة وأرجو منكم نصحي وارشادي.

______
* الأرز : الشجر المعروف وليس الرز

د. سمير العمري
29-12-2004, 11:43 PM
أخي الكريم عبدالله:

دعني أولاً أسبق الجميع لأصفق بحرارة تقديراً لهذه المحاولة الرائعة بحق :NJ:

ثم إني أرى فيها معالم شاعرية واضحة وتباشير إبداع مقبل.

هذه المقطوعة الجميلة موزونة إلا قليلاً

أما تراكيبها فقوية .. وأما جرسها فمنساب .. وأما معانيها فمتألقة.

دعني أريك ما اختل من وزن وهو ليس كثيراً.


أولاً ألفت انتباهك أخي أن تفعيلة هذه القصيدة الغالبة هي تفعيلة الوافر "مفاعلتن" وعليها سنقوم بتعديل ما خرج عنها.


أشتاق إلى ليالي الثلج ..
أذكر طيفها الفضي .. يملأ موج أشرعتي ..
فأطويها بذاكرتي ..
وأوردتي ..
واخفيها ..

هذا المقطع رائع كامل الوزن إلا من بدايته ويمكنك أن تستبدله بالفعل "أحن" ولا ضير أن تكرر في بداية المقطع الثاني بل ربما أشار ذلك التكرار إلى حالة الاحتدام الشعوري فأصبح ميزة.

أحن إلى ..
أصداء همهمة ..
وأصوات ..
تسافر في نسيم الليل ..
تشجيني ..
فتحيي قلب باعثها ومخفيها

الهنة في لفظة أصداء إذ خرجت عن وزن "مفاعلتن" ربما أمكنك أن تعدلها على هذا النحو بإضافة تفعيلة تفيد المعنى ولا تضره.
أحن إلى سنا ماض غدا أصداء همهمة.


أمر قريبا من مغانيهم بأحلامي وأوهامي ..
أشم ظلال أزهار تطوقني وتحرقني ..
أنادي أين من كانوا دواما ..
نبض أفراحي و آلامي وأحزاني ..

وهنا الهنة الثالثة والأخيرة ويمكن تعديلها بإضافة لفظة واحدة فقط بهذا الشكل مثلا:
أمر بهم
قريباً من مغانيهم بأحلامي وأوهامي.


نخلص إلى أن هذه المحاولة أكثر من رائعة والعجيب أن يتميز عندك التدوير أكثر من الكثير من الشعراء المختصون بهذا الأمر. أنا هنا تناولت المبنى فقط دون المعنى لأن هذا هو أساس الكتابة الشعرية والذي يجب أن يتقنه الكاتب قبل أي شيء.

دعني أعيد كتابة رائعتك بتعديلي المقترح وببعض تدوير بسيط للأسطر.

أحن إلى ليالي الثلج ..
أذكر طيفها الفضي .. يملأ موج أشرعتي ..
فأطويها بذاكرتي وأوردتي ..
واخفيها ..

أحن إلى سنا ماضٍ غدا أصداء همهمة
وأصوات تسافر في نسيم الليل تشجيني ..
فتحيي قلب باعثها ومخفيها ..

أحن إلى ..
أحاديث وأشعار ودندنة ..
فأذكرها ترانيما وأنشدها ..

أطير لأمسنا الوردي ..
على همس من الذكرى ..
و آمال وأشواق إلى اللقيا ..
فأعبر أرز واديها وساميها ..
وتعبرني.

أمر بهم ...
قريبا من مغانيهم ..
بأحلامي وأوهامي ..
أشم ظلال أزهار تطوقني وتحرقني ..
أنادي أين من كانوا دواما ..
نبض أفراحي و آلامي وأحزاني ..



تحياتي وتقديري
:os::tree::os:

عبدالله
30-12-2004, 04:54 AM
أخي الكريم سمير العمري ..

أشكرك بحق على هذه الحفاوة وهذا التشجيع الكبير.
والحقيقة أنني بلا شك مدين لهذه الواحة بالكثير حتى مع مع وجود الخلاف أو الاختلاف.

بالنسبة لشعر التفعيلة فالحقيقة أنه حتى مع قدرتي على الكتابة فيه أكثر من الشعر العمودي، إلا أنني لا أعرف كيف ألتزم الوزن الصحيح فيه، فهو ليس على بحر معين (كما أفهم) حتى ألتزم تفعيلته.
والسؤال هنا، ما هو الحد الأدنى من المعرفة التي أحتاجها بمسألة الأوزان وبحور الشعور حتى أستطيع بنفسي تقييم ما أكتبه.
وبالنسبة لي فأنا أكتب بناء على إحساس بإيقاع معين أحس به دون أن أعرف قواعده وضوابطه.

وأما بالنسبة لمسألة التدوير فربما يكون سببها حبي للنشيد وممارسته كثيرا.

وشكرا مرة أخرى ..

د.جمال مرسي
30-12-2004, 06:38 AM
أخي الكريم عبد الله
السلام عليكم و رحمة الله
و اسمح لي ان اكون ثاني المارين على هذه القصيدة الجميلة كما قال اخي د. سمير معنىً و مبنىً
و أحيي فيك هذه الميل الرقيق لشعر التفعيلة المنضبط و الملتزم .
و أضيف أن قصيدة التفعيلة تلتزم بتفعيلة واحدة من أو القصيدة لآخرها بحيث تكرر مرة أو اثنتين أو ثلاثة أو أكثر بشكل مدور إلى أن يكتمل المعنى المطلوب في كل سطر و لن نسميه بيتا لأن البيت يلزمه صدر و عجز أما في التفعيلة فلا صدر و لا عجز و لكن تفعيلة من تفعيلات الشعر العربي المعروفة ( فاعلن .. فاعلاتن .. مفاعلتن .. فعولن .. متفاعلن .. مستفعلن .. مفاعيلن .. إلخ ) يتم كما قلت تكرارها في كل سطر إلى أن يكتمل المعنى الذي يريده الشاعر .
بلا شك أن القصيدة التي نثرتها مكتملة إن شاء الله بعد التغييرات البسيطة التي أجراها الصديق الشاعر سمير العمري
باستثناء هذا السطر :"أحن إلى ماضٍ غدا أصداء همهمة "
بارك الله في همتك
و أهلا بك
أخوكم د. جمال

محمود صندوقة
30-12-2004, 03:04 PM
مرور على عجل
وتصفيق حار لهذا الإبداع
تحياتي أخي الكريم

د. محمد الشناوي
30-12-2004, 03:34 PM
تصفيق لهذا الألق
وأطمئنك فلا تقلق

لديك الكثير ولا ينقصك إلا القليل ليكتمل إبداعك

فقط مع الممارسة ونصائح الخبراء هنا ستتقدم سريعا

تحياتي وودي و:0014::0014::0014:

د. سمير العمري
30-12-2004, 11:10 PM
أخي الكريم عبدالله:

أنت تستحق كل تكريم ولكني هنا لم أجاملك لشخصك بل أنصفت النص وهذا دأبي يعرفني به الجميع.

نصك بالفعل يستحق الحفاوة والاهتمام خصوصاً وهو باكورة شهية من حرف واعد.

وقبل أن أوضح لك أخي على عجالة ما أردت أستأذن في أن أشكر أخي د. جمال على تنبيهه على الخلل الذي حدث من سقوط كلمة سهوا في أحد تعديلاتي. وسأقوم بتعديل ذلك فوراً.

أما الحد الأدنى الذي يلزمك أن تعرفه عن العروض لتقيم كتاباتك بنفسك هو بالضبط ما أعرفه أنا ولا تراع فلست أعرف الكثير. ولعلك تعلم أنني غير مختص بالأدب ولا لي فيه دراسة ولا بحث وإنما حفظي كتاب ربي ودرايتي بالمعاني وأحكام تلاوته هي أكثر ما أعانني على الكتابة. أما ما يجب أن تعرف عن العروض فهو ما يلي:

أولاً: قصيدة التفعيلة تعتمد التفعيلات العربية وزحافاتها وعليه فيجب عليك أن تعرف هذه التفعيلات (وهي ليست كثيرة) وأن تعرف أهم زحافاتها المستساغة (وهذه أيضاًَ ليست كثيرة).

ثانياً: تكتب التفعيلات على شكل أسطر يمكن أن تكون تفعيلة واحدة حتى ست تفعيلات للتفعيلات السباعية وثمان تفعيلات للخماسية في سطر واحد ، والشاعر حر بحيب حاجته ورغبته والمعنى الذي يريد في أن يحدد عدد التفعيلات ومن هنا جاء مسمى "الشعر الحر" والذي أساء البعض تأويل معناه إلى جعل الشعر نثراً.

ثالثاً: للشاعر حرية أيضاً في اختيار القافية ولا يلزم الشاعر قافية واحدة بل يمكنه أن يجعل قافية محورية وقواف ثانوية.

رابعاً: مسألة تدوير الأسطر مسألة مهمة تزيد الشكل جمالاً والمعنى عمقاً. يفضل دائماً أن يكتمل المعنى والتفعيلات في سطر واحد ما أمكن ولا يلجأ إلى التدوير في سطر ثان إلا عند الضرورة كأن لا تكفي التفعيلات المسموحة في السطر لمعنى طويل ولأشياء قليلة أخرى.

خامساً: لشعر التفعيلة جرس داخلي وخارجي يغلب الداخلي هنا بسبك التراكيب وانسياب المعاني والحروف. من المهم التركيز على هذا.

أما تفعيلات الشعر العربي الأساسية أخي عبدالله فهي اثنتان خماسية (فاعلن و فعولن) وخمس سباعية (مستفعلن ، متفاعلن ، فاعلاتن ، مفاعلتن ، مفاعيلن)

ولكل تفعيلة مما سبق زحافات (أي تغييرات بتسكين حروف متحركة أو حذف حروف منها) مختلفة تختص بها.


أنت كتبت قصيدتك الجميلة على وزن تقعيلة "مفاعلتن" أي حرفان متحركان ثم حرف ساكن ثم ثلاثة حروف متحركة ثم حرف ساكن هكذا //o///o .
الزحاف الوحيد الذي تقبله تفعيلة مفاعلتن هو تسكين الحرف المتحرك الخامس المتحرك وهو ما يسمى بالعصب وحينها يصبح شكل التفعيلة كأنه "مفاعيلن".

هناك تفعيلة جميلة تستخدم كثيراً في الشعر وهي تفعيلة "متفاعلن" وهي سهلة أيضاً إذ لا تقبل إلا زحافاً واحداً هو تسكين الثاني المتحرك وهو ما يسمى بالأضمار فيصبح شكل التفعيلة كأنها "مستفعلن".

وهكذا يمكن شيئاً فشيئاً أن تتعرف على التفعيلات وزحافاتها حتى تعتاد عليها.

للمزيد من بعض التفصيل أحيلك إلى قسم العروض في موسوعة الواحة فربما أفادك مختصر العروض هناك.

https://www.rabitat-alwaha.net/arood.htm


تحياتي وترحيبي بك أخاً ثم شاعراً.
:os::tree::os:

إدريس الشعشوعي
30-12-2004, 11:32 PM
تحية لجمال و ابداع :0014:

في انتظار المزيد ...تحياتي ايها الجميل

عبدالله
31-12-2004, 12:47 AM
د. جمال مرسي ..

أشكرك شكرا جزيلا على تعليقك المثري والمفيد ..

عبدالله
31-12-2004, 09:57 PM
أخي الكريم محمود صندوقة

أشكر لك اطراءك العذب وتشجيعك الكبير ...

عبدالله
31-12-2004, 10:00 PM
أخي الكريم محمد الشناوي ..

شكرا على التشجيع والاطراء ..

مـي علـي
01-01-2005, 02:25 PM
عذبة جدا أخي عبد الله
بعد تعديل ما أشير إليه ستكون أكثر من رائعة

شكرا لرحلة خلابة

تقبل خالص تحياتي