تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : && رومانسية الفقر&&



عمر الصالح
12-04-2013, 02:38 PM
أكرمنى الله بأنى عشت فى مدن الفقر سنوات عديدة, ثم أكرمنى مرة" ثانية وانتقلت لطبقة ساكنى المبانى العالية !! , ورغم أن رغد العيش وطعم الغنى له مذاق خاص, ورغم أن العيش فى ظل وجود أنترية وجهاز تكييف نعمة كبيرة!!, إلا أنى أشهد بأن أحلى ذكرياتى


الأنسانية كانت فى مدن الفقر, حتى أنى من حين إلى أخر أشعر بالحنين لزيارة مدينتى القديمة, مرة" لكى أؤدب الطفل المغرور فى داخلى!!, ومرة" ربما أجد صفحات من كتاب عمرى نسيتها تحت حطام مدينتى القديمة.

مدينة الفقر ليس لها بوابات أو أسوار عالية, مفتوحة على الأفق, زوارها كثيرين, فى كل يوم ينضم الألاف إليها, لا تحتاج إلى تأشيرة ولا جواز سفر, وكثيرا" مايزورها أصحاب المعالى وأصحاب الياقات البيضاء, يتجولوا فيها كأنهم فى سفارى كينيا!!, كم يعجبهم مشاهدة حديقة الأنسان!!.
ثقافة الفقراء ورومانسيتهم عجيبة, خليط من الماء والملح, الدموع وقليل من الإبتسامات الضاحكة القلقة ,الخجولة يعقبها الجملة الشهيرة ( اللهم إجعله خييير) !!, وكأن لابد بعد الفرح من حزن, ولازلت أذكر الكثير من المشاعر الرومانسية التى عشتها بنفسى كبطل, وبعضها شاركت فيه كضيف شرف فى خلفية القصة!!.

اليوم فرح سناء بنت الأسطى رجب النجار, زغاريد محشرجة أرهقها الجوع , تتسل الى الشوارع الضيقة القريبة, عم رجب واقف أمام بيته الصغير وإلى جواره صندوقين من المياه الغازية, يقف والسعادة غيرت ملامح وجهه

الشاحب فى فخر يوزع الزجاجات على الأحباء والجيران الأقرب إليه!!, أم سناء يلتف حولها النسوة فى حوش البيت والأغنية تهز البيت المتهالك( أهوه جالك أهوووووه, ريح بالك أهووووووووه)!!,, وسناء تتمايل فى نشوة وسط

صديقاتها على إيقاع الأغنية, كم هى سعيدة فعلا" لأنه جاءها أهووووه, وربما يريح بالها فعلا", فأقل مكسب ستحصل عليه على الأقل أنها ضمنت أن تحتل نصف سرير للنوم بعدما كان نصيبها الربع أو الثلث على أقصى تقدير!!.

فى الشارع الخلفى, صرخات ونحيب وتأوهات, فقد مات عم عربى الحداد, وعم عربى كان دفتر أحوال الشارع, يعلم كل شاردة وواردة وأصل وفصل كل السكان القدامى والجدد, أم مصطفى زوجة عم عربى, أكتست بالسواد من

رأسها حتى قدميها, تبكى وتنتحب وتصرخ غير مصدقة نفسها( ياسبعىىىىىىىىىى, يا جملللللللى), وفعلا" كان عم عربى رجل (سبعى) لأنه كان يكدح ليل نهار , سبع أيام فى الأسبوع لكى يوفر لأهله قوت يومهم, وكان فعلا" (جمل) لأنه صبر و تحمل من أم مصطفى ما لا يتحمله الجمل فى صحارى النيجر القاحلة!!.

فى أخر الشارع وقفت تهانى مع يسرى صاحب مقلة اللب, أكثر من ربع ساعة واقفة أمام المقلة تحكى وتبتسم مع يسرى, وحجتها جاهزة أنها تشترى فول سودانى لأخيها الكبير!, عيونها فيها شوق وجوع, وأصابعها تناول يسرى

ثمن الفول وهو يطيل مسك يدها بحجة انه لايريد أخذ مال منها, خلف يسرى تنبعث نغمات من كاسيت أهلكته الأيام , صوت إيهاب توفيق ( الله يعوض علينا....باللى يفرح عنينا), وفجأه تنتفض تهانى وتتلعثم, فتسحب أصابعها الملتهبة من يد يسرى, فقد لمحت من بعيد أخيها الذى جاء يبحث لماذا تأخر الفول السودانى؟!!!.

ذكريات كثيرة تعبث فى قلبى ويكاد صوتها يمزق أذنى حتى هذه اللحظة

كريمة سعيد
12-04-2013, 02:53 PM
نص سردي جميل أراه مشروع رواية رائعة
همسة: تمنيت لو راجعته قبل إدراجه لتتجنب بعض الأخطاء المطبعية واللغوية ليخرج في حلة أبهى
بورك النبض

فاطمه عبد القادر
13-04-2013, 12:43 AM
مدينة الفقر ليس لها بوابات أو أسوار عالية, مفتوحة على الأفق, زوارها كثيرين, فى كل يوم ينضم الألاف إليها, لا تحتاج إلى تأشيرة ولا جواز سفر, وكثيرا" مايزورها أصحاب المعالى وأصحاب الياقات البيضاء, يتجولوا فيها كأنهم فى سفارى كينيا!!, كم يعجبهم مشاهدة حديقة الأنسان!!.

السلام عليكم
سرد جميل موفق ومشوِّق
الشوق دائما للبيت الأول ,وللهواء الأول ,والحارة الأولى,, مهما كان الوضع فقيرا .
شكرا لك أخي العزيز
ماسة

عمر الصالح
13-04-2013, 04:20 AM
نص سردي جميل أراه مشروع رواية رائعة
همسة: تمنيت لو راجعته قبل إدراجه لتتجنب بعض الأخطاء المطبعية واللغوية ليخرج في حلة أبهى
بورك النبض

زيارة أسعدتنى

تحية ود وتقدير

عمر

فاتن دراوشة
13-04-2013, 07:51 AM
ذكريات جميلة انسابت بعذوبة على أديم السّطر لتنديه

سعيدة بالتّحليق برفقة ذكرياتك مبدعنا

مودّتي

عمر الصالح
14-04-2013, 03:04 AM
مدينة الفقر ليس لها بوابات أو أسوار عالية, مفتوحة على الأفق, زوارها كثيرين, فى كل يوم ينضم الألاف إليها, لا تحتاج إلى تأشيرة ولا جواز سفر, وكثيرا" مايزورها أصحاب المعالى وأصحاب الياقات البيضاء, يتجولوا فيها كأنهم فى سفارى كينيا!!, كم يعجبهم مشاهدة حديقة الأنسان!!.

السلام عليكم
سرد جميل موفق ومشوِّق
الشوق دائما للبيت الأول ,وللهواء الأول ,والحارة الأولى,, مهما كان الوضع فقيرا .
شكرا لك أخي العزيز
ماسة

زيارة أسعدتنى كثيراً

تحية تقدير وود

عمر

محمد فجر الدمشقي
14-04-2013, 08:32 AM
نظرة انسانية جميلة جدا
فالفقر يمنحنا بصيص شعور
نحس بشيء ما لا يدركه الاغنياء لكن بشرط غنى النفس
شكرا لك

عمر الصالح
15-04-2013, 02:35 AM
ذكريات جميلة انسابت بعذوبة على أديم السّطر لتنديه

سعيدة بالتّحليق برفقة ذكرياتك مبدعنا

مودّتي

زيارتك دوماً تسعدنى

تحية تقدير وود
عمر

ناديه محمد الجابي
15-04-2013, 11:36 AM
أسلوب مائز, وسرد رائع , وتعابير جميلة
ولغة سلسة خرجت من القلب فولجت القلوب
وهى في رأي أقرب إلى القصةمنها إلى النثر
.تحية لهذا القلم المبدع.

ياسر ميمو
15-04-2013, 11:55 AM
ما شاء الله وتبارك الرحمن

حقيقة نص رائع رائع رائع

نص أقل ما يُقال عنه .... تحفة

نص يستحق كل التحية والتقدير والتكريم


سلمت ..... يمينك

براءة الجودي
15-04-2013, 08:41 PM
الفاضل / عمر الصالح
لديك اسلوبٌ مميز , فها ماقرأته قصة سردتها وليس خاطرة نثرية وأتمنى من المشرفين إن رأوا ذلك نقلها إلى قسمها الصحيح
المكاناأول يأسرك ويجذب بحلوه مره الذي عشت فيه حى وإن كان فقرا وألما وأوجاعا فللإنسان انطباعه الخاص وذكرياته الرائعة التي يخبأها
وحقيقة حرفك ياسرُ القارئ بصدقه وشفافيته ومعانيه الرائعات ويجعلنا نبتسم في بعض المشاهد الواردة رغما عنا
بارك الله بكَ

عمر الصالح
16-04-2013, 02:24 AM
نظرة انسانية جميلة جدا
فالفقر يمنحنا بصيص شعور
نحس بشيء ما لا يدركه الاغنياء لكن بشرط غنى النفس
شكرا لك

مداخلتك اسعدتنى فى بساطتها

تحية تقدير وود

عمر

عمر الصالح
17-04-2013, 02:42 AM
أسلوب مائز, وسرد رائع , وتعابير جميلة
ولغة سلسة خرجت من القلب فولجت القلوب
وهى في رأي أقرب إلى القصةمنها إلى النثر
.تحية لهذا القلم المبدع.

هو مقال قصصى..هكذا نشرته فى أحد المنتديات ثم صحيفة اليوم السابع لمصرية

رائعة زيارتك...


تحية تقدير وود

عمر

آمال المصري
23-04-2013, 04:56 AM
ورغم الفقر والعوز تستمر الحياة ... زواج وموت وحب و...
وربما هؤلاء يشعرون بسعادة عندما تدق أبوابهم بالقليل لايشعر بها سكنوا القصور
" الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا "
ولكن كثيرا مايكون المال نقمة على صاحبه يتمنى زوالها لينعم براحة البال ولو في خيمة
وأحيانا يكون البنون لعنة تصيب آباءهم " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ "

نص به الكثير من عناصر القصة صيغ من واقع الحياة بحرف سلس
بوركت أديبنا الفاضل واليراع
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

عمر الصالح
24-04-2013, 08:59 AM
ما شاء الله وتبارك الرحمن

حقيقة نص رائع رائع رائع

نص أقل ما يُقال عنه .... تحفة

نص يستحق كل التحية والتقدير والتكريم


سلمت ..... يمينك

أسعدتنى مشاركتك يا ياسر .كلها طيبة و ود

تحية تقدير

عمر

عمر الصالح
24-05-2013, 07:46 AM
الفاضل / عمر الصالح
لديك اسلوبٌ مميز , فها ماقرأته قصة سردتها وليس خاطرة نثرية وأتمنى من المشرفين إن رأوا ذلك نقلها إلى قسمها الصحيح
المكاناأول يأسرك ويجذب بحلوه مره الذي عشت فيه حى وإن كان فقرا وألما وأوجاعا فللإنسان انطباعه الخاص وذكرياته الرائعة التي يخبأها
وحقيقة حرفك ياسرُ القارئ بصدقه وشفافيته ومعانيه الرائعات ويجعلنا نبتسم في بعض المشاهد الواردة رغما عنا
بارك الله بكَ

اشعر بالإمتنان لروعة مداخلتك..

أتمنى أن أكون عند حسن الظن..

تحية ود وتقدير

عمر

نداء غريب صبري
11-06-2013, 05:55 AM
هذه بداية رواية جميلة
السرد رائع ولكن القصة لم تكتمل

شكرا لك أخي

بوركت

ربيحة الرفاعي
24-07-2013, 09:32 PM
سرد مائز بأسلوب جميل وقدرة تأثيرية عالية بإنسانية الطرح وروعة التعبير

دمت بخير

تحاياي

عمر الصالح
22-10-2013, 12:54 AM
ما شاء الله وتبارك الرحمن

حقيقة نص رائع رائع رائع

نص أقل ما يُقال عنه .... تحفة

نص يستحق كل التحية والتقدير والتكريم


سلمت ..... يمينك

بل الروعة فى طيبة حضورك


تحية ود وتقدير

عمر

عمر الصالح
22-10-2013, 12:55 AM
هذه بداية رواية جميلة
السرد رائع ولكن القصة لم تكتمل

شكرا لك أخي

بوركت

هو مقال قصصى...أفكر الأن فى إعادة صياغته وتحويله لقصة قصيرة


تحية ود وتقدير

عمر

عمر الصالح
16-12-2013, 11:16 AM
سرد مائز بأسلوب جميل وقدرة تأثيرية عالية بإنسانية الطرح وروعة التعبير

دمت بخير

تحاياي

بلاغة وطيبة ورؤية... كلها احتشدت فى مداخلتك

تحية تقدير وود

د. عمر الصالح

الكويت

خلود محمد جمعة
17-12-2013, 10:25 PM
من فات قديمو تاه (مثل شعبي )
الذكريات صور للماضي لا يمكن تمزيقه وإن كان الفقر خلفيته
للفقر بالرغم من قساوته يد حانية لا نستطيع نسيانها
نص راقني
دمت بخير
مودتي وتقديري

عمر الصالح
22-12-2013, 06:39 PM
من فات قديمو تاه (مثل شعبي )
الذكريات صور للماضي لا يمكن تمزيقه وإن كان الفقر خلفيته
للفقر بالرغم من قساوته يد حانية لا نستطيع نسيانها
نص راقني
دمت بخير
مودتي وتقديري

نعم.... ما ضاع صدى صوته مزق أذان الطفوله !

تحية تقدير وود

د.عمر

ناديه محمد الجابي
25-02-2024, 08:24 PM
نص جميل المضمون وسرد جميل محكم ومشاعر فياضة مفعمة بروائع الصور

(هو مقال قصصى...أفكر الأن فى إعادة صياغته وتحويله لقصة قصيرة)

أتمنى فعلا أن تعيد هذه المقالة لتصبح قصة قصيرة
وبأسلوبك الرائع من المؤكد إنها ستكون قصة ممتعة.
دمت بألق ودمت بروعتك.
:v1::nj:

عمر الصالح
14-04-2024, 04:39 PM
نص جميل المضمون وسرد جميل محكم ومشاعر فياضة مفعمة بروائع الصور

(هو مقال قصصى...أفكر الأن فى إعادة صياغته وتحويله لقصة قصيرة)

أتمنى فعلا أن تعيد هذه المقالة لتصبح قصة قصيرة
وبأسلوبك الرائع من المؤكد إنها ستكون قصة ممتعة.
دمت بألق ودمت بروعتك.
:v1::nj:



أفكر جديا فى تحويلها لقصة قصيرة حين يعطف الوقت ويسمح !

زيارة أعادتنى لكثير من الذكريات ..

تحية تقدير وود

عمر

أسيل أحمد
14-01-2025, 06:14 PM
نفس سردي روائي رائع وممتع ومميز بما حمل من ذكريات الطفولة
جذبني أسلوبك القصي الشيق والذي يوحي إلى قاص متمكن من أدواته.
بوركت واليراع.

عمر صالح
14-02-2025, 10:34 PM
نفس سردي روائي رائع وممتع ومميز بما حمل من ذكريات الطفولة
جذبني أسلوبك القصي الشيق والذي يوحي إلى قاص متمكن من أدواته.
بوركت واليراع.

تحياتى لك يا رقيقة الحرف

باقة ورد