المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخيل...هلين...باريس



محمد الشرادي
12-04-2013, 03:38 PM
أخبرته كاتبته الخاصة، أن شركته العملاقة لإنتاج الآلات الإلكترونية سترفع يوم السبت السرية عن اختراع مذهل. سيحدث نقلة نوعية في الخدمات الإنسانية. ستقدمه للجمهور في حفل غير مسبوق، بأضخم منتجع في العالم.
شيد السيد أخيل إمبراطورية صناعية باذخة، حققت نجاحات باهرة. بناء هذا الصرح الأسطوري، كان على حساب حياته الخاصة.لا مكان في دنياه للمتعة،و قلبه صخرة صلدة تهشمت عليها أحلام الكثير من منافسيه. في السوق لا مكان للرحمة. مزق خصومه. هد قلاعهم. بدد طموحاتهم.حتى كاتبته الباهرة الجمال، لا يلتفت إليها إلا حين يريد أن يصدر أمرا، أو يؤنبها عن خطأ كاد يكلفه الكثير.يعيش وحيدا في ضيعة مترامية الأطراف،لا يسمح لأحد بزيارتها، إلا إذا كان الأمر يتعلق بالعمل.
في اليوم الموالي لإشهار الابتكار الباهر،فاجأته الكاتبة ممدا في الصالون.عندما صافحته كانت الفرحة تغمرها كليا.لم تتأخر في تقديم المفاجأة التي تخبئها.فتحت الصندوق الحديدي الضخم،و بادرته بالكلام:
- من بين كل الربوهات التي قدمناها في الحفل ذكورا و إناثا،اخترت لك هذه الفاتنة، تقوم بوظائف المنزل بذوق ارستقراطي رفيع، لقد سميتها هيلين. لديها مؤهلات متعددة، ستكون لديك الفرصة لاكتشافها تدريجيا.
بهرته بوسامتها، و تناسق مظهرها،و الاختيار الموفق لألوانها،استبد به الإعجاب، فهمس:
- لقد صب فيها مهندسو الشركة كل قدرتهم على الخلق، يا لروعة ما أبدعت أناملهم! تكاد تكون غادة حقيقية.
نظرت إليه الكاتبة بفخر، و استرسلت في تعداد مزاياها بحماسة بالغة:
- لقد اعتمد المهندسون في مظهرها على مقاييس الجمال في كثير من الثقافات، لتبهر الناس في كل أنحاء العالم، لم يريدوها مجرد آلة منفرة، بل أرادوا لها أن تكون تحفة نادرة، تضفي على الوسط الذي تتحرك فيه رونقا لا يضاهى.
ضغطت الكاتبة على زر التشغيل. بسرعة فائقة حددت هيلين مكان المطبخ،و أعدت فنجاني قهوة لم يسبق لأخيل أن احتسى واحدا بمثل مذاقهما.
في المساء، عندما ولج قاعة الأكل،كانت المائدة تفوح بروائح زكية، لا عهد لأنف أخيل بمثل عبقها .دعته للجلوس.و ضعت شمعدانا جميلا قبالته.أشعلت الشموع الملونة.أطفأت الأضواء،ثم وقفت تتأمله و هو يتلذذ بما أعدته من وجبات مبتكرة بالكامل. بدا لها أنيقا، وكِبر سنه لم ينل من وسامته.مازال قادرا على إحداث رجات عنيفة في قلوب العذارى. حين قام من خلف المائدة، قدمت له وردة حمراء.أمسكت بيده، و قادته إلى شرفة القصر، حيث ينتظره كأس شاي معطر. و موسيقى هادئة. قبل جلوسه على الكنبة التي أعدتها هيلين بعناية فائقة، شكرها على ما أضفته على حياته من تجديد.إطراؤه شجعها على مد يديها، و الشروع في تدليك عنقه بحركات رقيقة،ربما قصدت أن تثير فيه قشعريرة لذيذة،و تحيي بداخلة مشاعر ماتت من فرط ما خاض من غزوات.لم يستسغ جرأتها.انفلت من بين يديها.رماها بنظرة حادة. فهمت مضمونها،و غادرت الشرفة :
- يا له من كائن غريب الأطوار! نموذج رجل الأعمال المتزمت.لم يتقن في حياته سوى الحروب الضارية،فتبلدت أحاسيسه، و نضب معين مشاعره.
باتت تربك السيد أخيل بتصرفاتها. لاسيما عندما ضبطها تتلصص عليه في الحمام،و تسترق السمع لحركاته،و همساته من خلف باب غرفة النوم:
- ألهذه الفاتنة الآلية أحاسيس إنسانية!؟ تدفعها للتقرب مني بشكل يهدم كل الحواجز الرسمية التي يجب أن تكون بيننا.
مع انفتاح أول نافذة للصباح على الضيعة، كانت الكاتبة في الصالون تنتظر.تراقبها هيلين بقلق بالغ،و الأسئلة تتناسل في أعماقها عن السر الكامن في هذه الزيارة المبكرة،و في ذلك الصندوق المنتصب أمام الخزانة.عندما نزل السيد أخيل من غرفته، تجاهل الكاتبة، و توجه نحو الصندوق. فتحه... ارتسمت على شفتيه ابتسامة خفيفة لا تخلّ بمظهر الوقار الذي يحب أن يكون عليه دائما....ثم التفت إلى الكاتبة:
- فتى وسيم. يليق أنيسا عذبا لهيلين.سأسميه "باريس"

ضغط على زر التشغيل.نظر باريس مباشرة نحو هيلين. مازالت صورتها المشرقة منقوشة في عينيه، عندما مرت أمامه أول مرة في حفل الاستعراض. توجه نحوها.لم تعره أي اهتمام.غادرت المطبخ،و جلست في الشرفة المطلة على الحديقة. أصيب باريس بصدمة عميقة.لأن هيلين تتحاشى التواجد معه في المطبخ.و تتجاهل كل الإشارات الرقيقة التي يرسلها.في حين تستجيب لطلبات السيد أخيل بحماسة كبيرة، تؤجج نار الغيرة في أعماقه. صارت تصرفاتهما مريبة تبعث على القلق. بات معها السيد آخيل مجبرا على حساب خطواته، و تدقيق حركاته حتى لا يغضب من جهة هيلين، و لا يثير حنق باريس من جهة أخرى.
وجد نفسه محشورا بين سندان مشاعر مستحيلة،و مطرقة غيرة حارقة يتعذر التنبؤ بعواقبها.دخل غرفة نومه مستشيطا، أجرى مكالمة بنبرة حادة.
عندما وصلت الكاتبة، كان السيد آخيل ملقى على الأرض، مضرجا بالدماء!؟

كريمة سعيد
12-04-2013, 04:34 PM
قصة جميلة استعارت أبطال الإلياذة (أخيل وباريس وهيلين الحسناء التي كانت سببا في الحرب الطاحنة بين إسبرطة وطروادة) لتمرر رسالة حول التخلي عن الصفات الإنسانية وما يتوهمه المتنفذون من دور لذلك في حماية أنفسهم وصيانتها... ولكنهم يقعون في شر أعمالهم....
بوركت القلم والفكر اللذين أبدعا هذه القصة الهادفة
محبتي وتقديري

حارس كامل
12-04-2013, 04:59 PM
هل هي معركة طراودة التي تابعتها من خلال الفيلم tory .
مجرد مزحه.
اهلا بك مرة أخري ..أود أن يكون المهرجان ناجحا.
عودة الي النص:
نص من النوع الثقيل معهود بأخي محمد الشرادي..
أضاف فكرة جديدة وإبداعا جديدا..
تحية تقدير أخي محمد الشرادي

كاملة بدارنه
12-04-2013, 08:49 PM
عندما وصلت الكاتبة، كان السيد آخيل ملقى على الأرض، مضرجا بالدماء!؟
قتله عقله وعلمه!
قصّة أبطالها جدد قدامى مميّزة الفكرة والعرض، تعكس ما وصل إليه العقل البشريّ من إنجازات قللّت الاهتمام بالصّفات الإنسانيّة
بوركت أستاذ محمّد
أطلت الغياب وعدت بهديّة جميلة
تقديري وتحيّتي

ناديه محمد الجابي
12-04-2013, 10:24 PM
أن يقتل رجل الأعمال الأنسان بداخله ويصبح قلبه مجرد صخرة صماء
لا مكان فيه للرحمة .. ويصبح بلا مشاعر فهذا ممكن وطبيعي
أما أن تحس الروبوهات وتتحرك مشاعرها وتحب وتغير وتقتل غيرة !!
فهذا ما لم استطع أن أهضمه .

أخي محمد .. افتقدناك فقد غبت وأطلت الغياب , فمرحبا بقدومك
تحياتي.

عبد السلام دغمش
12-04-2013, 11:54 PM
أخي محمد الشرادي
لعلّ هذه "الروبوتات" لها دلالة رمزية ..
يعتقد بعض رجال الأعمال أنهم بأموالهم يشترون السعادة..فمرّةً يختارون سائقاً وأخرى مربيا وأخرى مدير أعمال ..يظنون أن هؤلاء الموظفين هم مجرد آليين مجردين من المشاعر والأحاسيس ..لكن كثيراً ما تتحول هذه الأدوات البشرية إلى معاول تهدم وتنتقم .
الأسلوب والفكرة متميزة وتستحق التقدير
تحياتي

براءة الجودي
13-04-2013, 12:34 AM
نشعر أحانا أن الآلات اصبحت أكثر إنسانية من الإنسان نفسه
قصة رائعة كما تعودنا عليك
دمت مبدعا

محمد الشرادي
13-04-2013, 10:18 AM
قصة جميلة استعارت أبطال الإلياذة (أخيل وباريس وهيلين الحسناء التي كانت سببا في الحرب الطاحنة بين إسبرطة وطروادة) لتمرر رسالة حول التخلي عن الصفات الإنسانية وما يتوهمه المتنفذون من دور لذلك في حماية أنفسهم وصيانتها... ولكنهم يقعون في شر أعمالهم....
بوركت القلم والفكر اللذين أبدعا هذه القصة الهادفة
محبتي وتقديري

أهلا أختي كريمة

أشكرك على مرورك الجميل.
تحياتي

محمد الشرادي
13-04-2013, 10:21 AM
هل هي معركة طراودة التي تابعتها من خلال الفيلم tory .
مجرد مزحه.
اهلا بك مرة أخري ..أود أن يكون المهرجان ناجحا.
عودة الي النص:
نص من النوع الثقيل معهود بأخي محمد الشرادي..
أضاف فكرة جديدة وإبداعا جديدا..
تحية تقدير أخي محمد الشرادي

أهلا أخي حارس. كيف حالك. اشتقت للإخوة و الأخوات.أتمنى أن يكون الجميع بألف خير.
صاحب العرس يقول دائما أن عرسه هو الأجمل.
نعم إنها طروادة الأسطورة الرائعة.
أحييك أخي كامل على التحفيز المستمر.
تحياتي

محمد الشرادي
13-04-2013, 10:26 AM
قتله عقله وعلمه!
قصّة أبطالها جدد قدامى مميّزة الفكرة والعرض، تعكس ما وصل إليه العقل البشريّ من إنجازات قللّت الاهتمام بالصّفات الإنسانيّة
بوركت أستاذ محمّد
أطلت الغياب وعدت بهديّة جميلة
تقديري وتحيّتي

أهلا أختي كاملة كيف حالك؟ أتمنى أن تكوني بألف خير.
هناك أبطال في عالم السرد لا يمكن نسيانها ستظل تلهم الكتاب عبر العصور.
العقل البشري علبة في جزء منها الخير و في جزءمنها مثل علبة بندورا مليئة بالشر.
غبت بجسدي أما عقلي فكان معكم.
دمت أختي بألف خير.

بهجت عبدالغني
13-04-2013, 11:32 AM
هل هي قصة تحكي مستقبل التطور التكنلوجي الذي ينبؤ عن عالم جديد من الروبورتات تكتشف نفسها عبر استخدام برمجتها بطريقة غير متوقعة كما في فيلم ( I Robort )
الى درجة مزاحمة البشر حتى في مشاعرهم وعواطفهم !

أهي رسالة إلى من ينتجون دون مراعاة لقانون أخلاقي ، فينقلب عليهم منتوجهم بالقتل والدمار !


النص ممتع جذاب صيغ بأسلوب سلس مشوق


وإذا سمحت لي أن أضع حرف الألف على ( خيل ) في العنوان ليصبح ( أخيل )
فقد سقط أثناء الطباعة على ما أظن ..


تحياتي لك
ولقلمك الجميل


دمت بخير وعافية ..

محمد الشرادي
16-04-2013, 11:43 PM
هل هي قصة تحكي مستقبل التطور التكنلوجي الذي ينبؤ عن عالم جديد من الروبورتات تكتشف نفسها عبر استخدام برمجتها بطريقة غير متوقعة كما في فيلم ( I Robort )
الى درجة مزاحمة البشر حتى في مشاعرهم وعواطفهم !

أهي رسالة إلى من ينتجون دون مراعاة لقانون أخلاقي ، فينقلب عليهم منتوجهم بالقتل والدمار !


النص ممتع جذاب صيغ بأسلوب سلس مشوق


وإذا سمحت لي أن أضع حرف الألف على ( خيل ) في العنوان ليصبح ( أخيل )
فقد سقط أثناء الطباعة على ما أظن ..

أهلا أخي بهجت

نعم أخي بهجت نحن في عصر يتطور بشكل مدوخ و لا أحد يستطيع التنبؤ بمدى هذه التحولات العلمية. لكن الأكيد أن البشر باتوا مهددين من طرف الآلة بدأت تغتاله تدريجيا. و الإنسان منساق إلى هذا الاختيار المدمر. لأنه يتقدم إلى الأمام بعد أن أضاع البوصلة. بوصلة الأخلاق و القيم.
تحياتي

تحياتي لك
ولقلمك الجميل


دمت بخير وعافية ..

محمد الشرادي
16-04-2013, 11:48 PM
أن يقتل رجل الأعمال الأنسان بداخله ويصبح قلبه مجرد صخرة صماء
لا مكان فيه للرحمة .. ويصبح بلا مشاعر فهذا ممكن وطبيعي
أما أن تحس الروبوهات وتتحرك مشاعرها وتحب وتغير وتقتل غيرة !!
فهذا ما لم استطع أن أهضمه .

أخي محمد .. افتقدناك فقد غبت وأطلت الغياب , فمرحبا بقدومك
تحياتي.

أهلا أختي نادية

يؤسفني أن أقول لك أم المستقبل للآلة، وكل الأبحاث العلمية مركزة على تقليد البشر باختراع آلة بموصفات إنسانية كاملة، كأن الأمر يتعلق بخطة مبيتة لتدمير الإنسان.
أشكر أختي عن الترحيب تانية هي الظروف قد تطرك بعد المرات إلى الغياب. لكني لم أغب بقلبي لأنكم جميعا كنتم بداخله.
أشكرك أختي على عواطفك النبيلة.

عبدالإله الزّاكي
18-04-2013, 11:44 PM
- من بين كل الربوهات التي قدمناها في الحفل ذكورا و إناثا،اخترت لك هذه الفاتنة، تقوم بوظائف المنزل بذوق ارستقراطي رفيع، لقد سميتها هيلين. لديها مؤهلات متعددة، ستكون لديك الفرصة لاكتشافها تدريجيا.
بهرته بوسامتها، و تناسق مظهرها،و الاختيار الموفق لألوانها،استبد به الإعجاب، فهمس:
- لقد صب فيها مهندسو الشركة كل قدرتهم على الخلق، يا لروعة ما أبدعت أناملهم! تكاد تكون غادة حقيقية.


أرى أنّه يمكن إسقاط هذه الصورة على كل المبتكرات الإلكترونية الحديثة من هواتف نقالة ذكية و حواسيب جد متطورة و أجهزة تلفاز ذات التقنية العالية و التي يلهث لاقتناءها المستهلك كلّما جدّ في السوق جديد ! والأدهى أن الإنسان أصبح يتعامل معها أكثر ممّا يتعامل مع بني جلدته و كأنها وليٌّ حميم. و كذلك هذا التنافس المحموم بين الشركات للسيطرة على السوق و ما تمارسه من ضغط على مستخدميها من عمّال و أطر لتحقيق السبق.

قصّة جميلة بأبعادها و معانيها أخي الأديب محمد الشرادي كما عودتنا بخرجاتك المتميّزة. تحاياي و بالغ تقديري.

محمد الشرادي
02-05-2013, 04:43 PM
أخي محمد الشرادي
لعلّ هذه "الروبوتات" لها دلالة رمزية ..
يعتقد بعض رجال الأعمال أنهم بأموالهم يشترون السعادة..فمرّةً يختارون سائقاً وأخرى مربيا وأخرى مدير أعمال ..يظنون أن هؤلاء الموظفين هم مجرد آليين مجردين من المشاعر والأحاسيس ..لكن كثيراً ما تتحول هذه الأدوات البشرية إلى معاول تهدم وتنتقم .
الأسلوب والفكرة متميزة وتستحق التقدير
تحياتي

أهلا اخي عبد السلام

الآلة خطيرة تهدد مصير البشر.
تحياتي

محمد الشرادي
02-05-2013, 04:44 PM
نشعر أحانا أن الآلات اصبحت أكثر إنسانية من الإنسان نفسه
قصة رائعة كما تعودنا عليك
دمت مبدعا

لأخت براءة
أشكرك على المرور الجميل.
تحياتي

ربيحة الرفاعي
21-05-2013, 08:10 PM
استدعاء لرموز الأساطير لتوظيفها في نص حمل طرحا عصريا فوق المعقول ليوصل رسائل إنسانية صارخة تستحق وقفات تأملية مطوّلة على إسقاطاتها
توظيف جميل وتحرير لأبطال الإلياذة من أسر الفهم المحدود لشخصياتهم بأدوارهم في الأسطور

دمت بألق مبدعنا

تحاياي

نداء غريب صبري
08-06-2013, 05:02 PM
روبوتات قادمة من الماضي السحيق لتثبت في المستقبل أن الأمر واحد وان الأنسان لا يتغير
حتى الروبوتات التي تشبهه تصبح مثله واحدة لا تتغير

قصة رائعة أخي محمد الشرادي

شكرا لك

بوركت

الفرحان بوعزة
08-06-2013, 06:02 PM
سرد شيق ، ولغة متينة ، سلاسة في الأسلوب ودقة في التعبير .. كلها مقوما ت تدل على جودة الأدب الرفيع أخي سي محمد .. فعلا استمتعت بقراءة هذه القصة ،
إنها مرحلة ما يسمى ب/ تك تك/ كما عبر عنها محمد برادة .. فالتكنلوجيا الحديثة تحاول أن تجعل كل شيء مبرمجاً ،
ومهما حاول الإنسان أن يخلق ما يشبهه فلن يستطيع أبداً .. من أين يأتي بالمشاعر والأحاسيس والصفات الإنسانية التي لا زال العلم حائراً في طبيعتها وتكوينها ومراكزها .. ..
قبل أيام قرأت أن علماء بريطانيين اكتشفوا منطقة الغضب والكراهية في المخ ، وأن الحب يسكن بجوارهما .. عجيب ..
ومهما يكن فإن الإنسان سيبقى لغزاً محيراً للعلم .. فما يصنعه الإنسان ويكون مخالفاً للطبيعة لا بد أن يعود عليه بالويلات ..
نص جميل قوى الدلالة غني يستحق المتابعة والمناقشة ..
جميل هذا التعمق في الكتابة التي زاوجت بين ما علمي وأدبي بطريقة فنية ..
محبتي الخالصة ..
الفرحان بوعزة ..

سامية الحربي
08-06-2013, 08:10 PM
كالدبة التي قتلت صاحبها لكنها هنا من صنع يديه وما لقنها إياه من تعليمات ؟ ماذا لوكان صنع كلٌّ منا ربوته الذي ينفث فيه من أفكاره ؟ قصة رائعة وسرد ممتع . تحيتي وتقديري.

محمد الشرادي
08-06-2013, 11:58 PM
أرى أنّه يمكن إسقاط هذه الصورة على كل المبتكرات الإلكترونية الحديثة من هواتف نقالة ذكية و حواسيب جد متطورة و أجهزة تلفاز ذات التقنية العالية و التي يلهث لاقتناءها المستهلك كلّما جدّ في السوق جديد ! والأدهى أن الإنسان أصبح يتعامل معها أكثر ممّا يتعامل مع بني جلدته و كأنها وليٌّ حميم. و كذلك هذا التنافس المحموم بين الشركات للسيطرة على السوق و ما تمارسه من ضغط على مستخدميها من عمّال و أطر لتحقيق السبق.

قصّة جميلة بأبعادها و معانيها أخي الأديب محمد الشرادي كما عودتنا بخرجاتك المتميّزة. تحاياي و بالغ تقديري.

أهلا أخي سهيل
كل ما ذهبت إليه صحيحن و يا ليتنا نعرف ما تخبئ لنا التكنولوجيا في المستقبل.
تحياتي

محمد الشرادي
09-06-2013, 12:01 AM
استدعاء لرموز الأساطير لتوظيفها في نص حمل طرحا عصريا فوق المعقول ليوصل رسائل إنسانية صارخة تستحق وقفات تأملية مطوّلة على إسقاطاتها
توظيف جميل وتحرير لأبطال الإلياذة من أسر الفهم المحدود لشخصياتهم بأدوارهم في الأسطور

دمت بألق مبدعنا

تحاياي

أهلا اختي ربيحة
ظلت الاسطورة ملاذا لخيالنا، و صرنا نوظفها في الكثير من المناحي الأدبية و الفنية.
شكرا على مرورك الجميل.
تحياتي

محمد الشرادي
09-06-2013, 12:03 AM
روبوتات قادمة من الماضي السحيق لتثبت في المستقبل أن الأمر واحد وان الأنسان لا يتغير
حتى الروبوتات التي تشبهه تصبح مثله واحدة لا تتغير

قصة رائعة أخي محمد الشرادي

شكرا لك

بوركت

أهلا أختي نداء
ستظل أساطير الحب و الجمال عند اليونان تلهب خيالنا بدون انقطاع.
تحياتي

محمد الشرادي
09-06-2013, 12:06 AM
سرد شيق ، ولغة متينة ، سلاسة في الأسلوب ودقة في التعبير .. كلها مقوما ت تدل على جودة الأدب الرفيع أخي سي محمد .. فعلا استمتعت بقراءة هذه القصة ،
إنها مرحلة ما يسمى ب/ تك تك/ كما عبر عنها محمد برادة .. فالتكنلوجيا الحديثة تحاول أن تجعل كل شيء مبرمجاً ،
ومهما حاول الإنسان أن يخلق ما يشبهه فلن يستطيع أبداً .. من أين يأتي بالمشاعر والأحاسيس والصفات الإنسانية التي لا زال العلم حائراً في طبيعتها وتكوينها ومراكزها .. ..
قبل أيام قرأت أن علماء بريطانيين اكتشفوا منطقة الغضب والكراهية في المخ ، وأن الحب يسكن بجوارهما .. عجيب ..
ومهما يكن فإن الإنسان سيبقى لغزاً محيراً للعلم .. فما يصنعه الإنسان ويكون مخالفاً للطبيعة لا بد أن يعود عليه بالويلات ..
نص جميل قوى الدلالة غني يستحق المتابعة والمناقشة ..
جميل هذا التعمق في الكتابة التي زاوجت بين ما علمي وأدبي بطريقة فنية ..
محبتي الخالصة ..
الفرحان بوعزة ..

أهلا اخي فرحان
إضاءة عميقة للقصيصة، لكن يصعب علي ان أقول أن العلم لن....لأن المستقبل مفتوح على الكثير من المفاجآت الكبيرة.
تحياتي

د. سمير العمري
07-02-2014, 05:33 PM
هي قصة أقرب لقصص الخيال العلمي التي انتشرت حاولت أن أبحث عن عبرة محددة فيها غير التسلية فعز علي ذلك خلا رمزية من باتت الآلة أكثر منه إحساسا بالحياة وبالمشاعر حين فقد إنسانيته وبات أشد رتابة وجمودا من الآله.

وتظل أديبا مبدعا!

تقديري

رويدة القحطاني
01-09-2014, 12:32 AM
قصة جميلة تطرح فكرة جمود المشاعر عند بعض الناس ويتعاملون مع غيرهم بتكبر وخواء وقد ينتج عن هذا حالات كره وانتقام
سرني القراءة لأديب مميز.