تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : && وبينهما أرنب &&



عمر الصالح
14-04-2013, 02:34 PM
فى ذلك العنبر الفسيح.. حيث تتصاعد رائحة المخلفات ويتطاير زغب الفراء...
وقف منتصب القوام ... كرشه يتدلى أمامه كبالون منتفخ... بينما شاربه الكثيف يُخفى شفته ويعبث بفتحتى أنفه الواسعتين..!!
رجل إقترب من الخامسة والثلاثين من العمر .. ورغم أن الله قد إبتلاه منذ سنوات بمرض السكرى إلا انه لم يتعظ ولم يقدر المرض على خبو شهواته الشيطانية المتأججه..
هو رجل لا يعرف الإستقرار ولا يبحث عنه.. فقد نذر نفسه لنزواته وغزواته مابين النساء وكؤوس الخمر!..
دائرٌ يحومُ مابين أقفاص الأرانب يُطعم هذا ويراقب ذاك..إمتدت يداه إلى قفص الأنثى ليُخرجها فى مأموريةٍ إعتادت عليها...
مستسلمةٌ هى لأصابعة الفظة وأظافره التى تشبه أنيابا" توخز فى لحمها...
مستسلمةٌ هى كعادتها ربما لأنها ألفت القهر !...أو ربما لأنه يجود عليها بالرعاية ومايسد جوعها !.... يأخذها بين يديه ليضعها فى قفص الذكر العجوز لكى تبداء رقصة التزاوج والرزق الجديد!...
يُغلقُ القفص عليهما ويرجع للخلف حيث يسند ظهره على الجدار البارد كأنه لا يريد أن يكون عزولا" بينهم.. لكن عيناه الجاحظتين ترقبهما من بعيد حتى يتأكد أن كل شئٍ سار كما يشتهى له...!
هاتفه المحمول يهتز فى جيب بنطاله فيشرع فى إنتزاعه بقسوةٍ وعَجل مثل سيفٍ ينزعهُ من غِمده !..
إنها " دعاء".. معشوقته وفتاتهُ المفضلة.. كانت مشروع طالبة نابهة فى الجامعة.. لكن شهوة المال وإستعراض أنوثتها جرفتها لبحر الهوى وتجارة الحبوب المخدرة...
ورغم فظاظته وهمجيته إلا أنها تعشق سخاءه معها ورعايته لشئونها الصغيرة..!
صوتها مثل فحيح الأفعى يصيبهُ بالخَدر فتسرى همساتها تشل أوصالهُ وتلعب بكرة النارِ فى داخله...
محترفةٌ فى الهوى فلا تحتاج سوى لكلمات قليلة حتى يُسرع فى طلبها للحضور إليه على عجل !!...



دقائق الإنتظار تمر عليه ثقيلة جدا" فيحاول أن يُشغل نفسه مابين قفص وقفص... لكنهُ يتذكر الأرنب العجوز... لابد وأن كل شئ قد إنتهى كما إعتاد دائما"...
يقترب من القفص فى ثقة وعدم إكتراث... لكنه يتوقف فجأة على مشهد لم يتوقعه..

يقترب أكثر.. عيناهُ يزداد جحوظهما... قلبه يدق بعنف.. يتصبب العرق من جبينه قطرات باردة على صدره العارى.. أنفاسه لاهثةٌ كدب يطارد فريسته.. ..
ترتجف أوصاله فلا يقوى على الوقوف..
حتى لسانه تخشب فى فمه بعدما جف حلقه...
أهى مقدما غيبوبة السكر ؟.. فقد نسى تناول الدواء فى الصباح...
أم هى نظرات الأرنبة التى إنطفأ بريق عينيها وأرتخت أذناها كانما تُعلن الحداد!!...
يجثو على الأرض والرجفة تهز بدنه المكتنز كأنها زلزال يضرب جوفه!....
يتحرك لسانه فيتمتم بكلمات لايسمعها إلا هو...
شلالات من الدموع تنفجر من عينيه فيغطى وجهه بكفيه كأنما يختبأ من نفسه من الخجل.....
ينطلق لسانه مدويا"....
أستغفر الله
أستغفر الله
أسغفر الله
قالها وتمدد جسده على الأرض بلا حراك

مات الذكر العجوز ...!

ناديه محمد الجابي
14-04-2013, 05:43 PM
نهاية غير متوقعة ـ وقد هيأتنا أن نتوقع موت الأرنبة
ولكن موت الذكر العجوز أخافه وأرعبه ـ فقد كان يرى فيه نفسه
وهنا عندي ملحوظة ( سن 35) هو سن صغير على الوصف الذي تابعناه.
أبدعت في هذه القصة فكرة و وسرد,ووصف ـ وسقت النص بمهارة وحرفيه
مستخدما صورا غنية نابضة.
إنك أديب مبدع ـ دمت بكل خير.
همسة: تبداء: تبدأ

براءة الجودي
14-04-2013, 10:42 PM
جميلة القصة ووصفك فيها , جعلتنا نتابعها شغف ونستمتع
تحاياي

نداء غريب صبري
16-04-2013, 01:31 AM
قصة جميلة ومهارة في وصف مشاعره وأفكاره
وشرد مشوق أمتعتني قراءته

شكرا لك اخي

بوركت

عمر الصالح
16-04-2013, 02:06 AM
نهاية غير متوقعة ـ وقد هيأتنا أن نتوقع موت الأرنبة
ولكن موت الذكر العجوز أخافه وأرعبه ـ فقد كان يرى فيه نفسه
وهنا عندي ملحوظة ( سن 35) هو سن صغير على الوصف الذي تابعناه.
أبدعت في هذه القصة فكرة و وسرد,ووصف ـ وسقت النص بمهارة وحرفيه
مستخدما صورا غنية نابضة.
إنك أديب مبدع ـ دمت بكل خير.
همسة: تبداء: تبدأ

كل مداخلة لك تزيدنى حماس على المواصلة.

تحية ود وتقدير

عمر

عمر الصالح
17-04-2013, 02:37 AM
جميلة القصة ووصفك فيها , جعلتنا نتابعها شغف ونستمتع
تحاياي

كل الشكر على زيارتك الكريمة

عمر

محمد ذيب سليمان
17-04-2013, 06:00 AM
شكرا ايها الأديب على هذا النص الذي
اعاد اليه شيئا من ذاته وذكره بما
هومقدم عليه اوما هو منغمسبه من سوء
بوركت

عمر الصالح
18-04-2013, 01:07 AM
قصة جميلة ومهارة في وصف مشاعره وأفكاره
وشرد مشوق أمتعتني قراءته

شكرا لك اخي

بوركت

وأمتعتنى مداخلتك الطيبة

تحية تقدير وود

عمر

آمال المصري
19-04-2013, 08:57 AM
أفزعته النهاية التي سيكون عليها كما هذا الأرنب العجوز
ربما كانت رسالة وتذكرة وموعظة يختار على إثرها نهاية تليق بآدميته
مفارقة رائعة ونص ماتع هادف بلغة أنيقة
بوركت أديبنا الفاضل واليراع
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

عمر الصالح
24-04-2013, 04:19 AM
شكرا ايها الأديب على هذا النص الذي
اعاد اليه شيئا من ذاته وذكره بما
هومقدم عليه اوما هو منغمسبه من سوء
بوركت

سعيدٌ بمداخلتك يا شاعرنا الكريم

تحية تقدير وود

عمر

عمر الصالح
28-04-2013, 02:16 AM
أفزعته النهاية التي سيكون عليها كما هذا الأرنب العجوز
ربما كانت رسالة وتذكرة وموعظة يختار على إثرها نهاية تليق بآدميته
مفارقة رائعة ونص ماتع هادف بلغة أنيقة
بوركت أديبنا الفاضل واليراع
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

زيارة رائعة يا سيدتى...

كل التحية والمودة

عمر

ربيحة الرفاعي
14-05-2013, 02:24 AM
ذكر وذكر
وقصة تحمل دلالات قوية في سرد شائق ونص هادف رائق
أمتعت .. ورسمت السؤال في العيون في قفلتها

دمت بخير

تحاياي

عمر الصالح
18-05-2013, 01:51 AM
ذكر وذكر
وقصة تحمل دلالات قوية في سرد شائق ونص هادف رائق
أمتعت .. ورسمت السؤال في العيون في قفلتها

دمت بخير

تحاياي

دائما مداخلاتك يا سيدتى لها بريق وعمق

تحية تقدير وود

عمر

ناديه محمد الجابي
02-08-2023, 01:16 PM
قرأتها من جديد وكنت قد نسيتها فجذبني الوصف الدقيق واللغة البديعة المتقنة
السرد رائع والقص جميل، والتعابير ملفتة تركيبا وصورا
القصة أكثر من رائعة فكرة ولغة وأسلوبا وسردا وحبكة
سامية المعنى والهدف ولها دلالات كبيرة.
نص لا ينسجه إلا كاتب مبدع ــ دام إبداعك متألقا.
:v1::nj::0014:

عمر الصالح
14-08-2023, 06:12 PM
قرأتها من جديد وكنت قد نسيتها فجذبني الوصف الدقيق واللغة البديعة المتقنة
السرد رائع والقص جميل، والتعابير ملفتة تركيبا وصورا
القصة أكثر من رائعة فكرة ولغة وأسلوبا وسردا وحبكة
سامية المعنى والهدف ولها دلالات كبيرة.
نص لا ينسجه إلا كاتب مبدع ــ دام إبداعك متألقا.
:v1::nj::0014:

زيارة حضرتك دائما لها مذاق أدبى خاص .. وتضيف للنص

تحية تقدير وود

أسيل أحمد
01-02-2024, 10:15 PM
نص هادف بسرد قصي شائق
ونهاية واعظة جعلته يتراجع ويستغفر
أسعدتنا بحبكة السرد، وأحسنت الوصف والتعبيربأسلوب موفق ونهاية صادمة.
بوركت واليراع.

عمر الصالح
11-02-2024, 12:44 PM
نص هادف بسرد قصي شائق
ونهاية واعظة جعلته يتراجع ويستغفر
أسعدتنا بحبكة السرد، وأحسنت الوصف والتعبيربأسلوب موفق ونهاية صادمة.
بوركت واليراع.
زيارة كلها طيبة وسماحة خاطر

أسعدنى مرورك

تحياتى