تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مقال : البنا حجةٌ علينا



محمد عبد المجيد الصاوي
15-04-2013, 11:17 PM
البنا حجةٌ علينا

أ. محمد عبد المجيد الصاوي . غزة ـ فلسطين
أقف اليوم بين يدك يا سيد الشهداء في زماننا وحالي معك : من أين تأتي بالحكمة والقوة والبصيرة ، التي أجلت ظلماء وأحيت أمة .
أرتد إلى سنوات البناء والتشييد ، سنوات البذل والتضحيات الجسام ، فأراك قد عدت من مدرستك إلى بيتك بعد ساعات التعليم لنشء تزرع فيه حب الحياة في رؤية مصر والأمة وقد عاد إليهما النور والإشراق ؛ لتحاور أبناءك والزوج الرؤوم وتمدهم دفئا شمل الوجود أربعين عاما وأنت تتناول طعام الغداء الذي قاتلتك عليه الملوك .
أراك سيدي بعد ساعة من القيلولة ، وقد ارتديت عباءتك والعمة ، لتبدأ رحلتك الدائبة في الدعوة الخالدة ، لا تني لك قناة ولا يلين لك عزم ، وفي العطلة تجوب الأقاليم ، والنجوع ، والقرى ، والكفور ، تبني وتؤسس ، تغرس في النفوس الطيبات زرعا مباركا طيبا .

أعبر الأزمان إليك ، لأعيش زمن الرواء ، أنتشي بفيض حب أدركته همسات الروح منذ عقدين .

ها أنت في العيد قد اعتليت المنبر قبيل صلاة العيد ، وقد جبت بمن حولك الأفاق وحلقت فيهم بمحبة الله ، وبينت لهم علل الضعف ، مشردا لهم لأسباب القوة ، تكون أنت لهم القدوة الحية في البذل بالمال والنفس .

تسير بعد الصلاة ، وقد أقبلتَ على الناس ، تذكُرهم بالاسم واللقب وبأحب ما يودون أن تناديهم به ، وتذكِّرهم ، بشأنهم وتسألهم عن أبنائهم ، كما لو كنت واحدا منهم ، فتقبل عليك القلوب ، التي تلمستها لا بكبر أو خداع ، بل بروح المحب ، الذي من طبعه أن يكون مكسورا .
تصل بيتك برفقة الأب الشيخ والأخوة الأحبة ، لتبدأ يوما مباركا ، تستهله بالنحر .
أذكر عيدك ، وأنا أعيش عيدي ، فرق كبير بيننا يا سيدي ، ليس في الزمان أو المكان .. بل في روح إيمان سكنتك ، ونحن ليتنا نأبى أن تفارقنا .
وتمضي بك رحلة الدعوة وتستمر على يد المخلصين من الرعيل الأول لتدشين مسيرة البناء لصرح إسلامي فريد ، منيع ، يأبى الله إلا أن تمتلئ أركانه بالخير والنور .
سيدي ، كنت حجة لمن جاؤوا بعدك ، في تواضع وبساطة ، في حكمة وبصيرة ، في حب ملأت به من حولك اثنين وأربعين عاما ، هي سنوات عمرك المخملي ، في صبر وأناة ، وعدم استعجال قطف الثمار ، حتى تستوي على أمها ، في الدعوة لله بنور مستمد من قرآن وسنة وموروث أمة وسطية خيرية ، في التفاف الناس حولك وإقبالهم عليك ، وأنت الفقير الذي يجالسه علية القوم على أريكة عادية في بيتك البسيط الأنيق بتواضعه .
أقمت علينا الحجة ، بأن البناء : لن يهدم ، إن أنتم واصلتم وضع اللبنات ، وإعلاء الصرح ، ببذل الدماء وتقديم فاتورة المحنة الكبرى برضى نفس مطمئنة ، وقلوب على الله مقلبة ، غير مدبرة.
أكتب هذا يا سيدي في زمن باتت الدعوة إلى الله بحاجة لنتلمس فيها هدى نبينا وأئممتنا ، علنا نبصر أن الدعوة إلى الله حب وبذل ، وأن الهداة شأنهم الاحتضان والانتشال .
سيدي ..
علنا نكون قد نسِّينا أن الدنيا إن أقبلت يقبل معها بريع يلمع فيخدع .
لكن حسبنا أن الله أسرع مكرا .

ربيحة الرفاعي
18-04-2013, 04:37 AM
وتمضي بك رحلة الدعوة وتستمر على يد المخلصين من الرعيل الأول لتدشين مسيرة البناء لصرح إسلامي فريد ، منيع ، يأبى الله إلا أن تمتلئ أركانه بالخير والنور .
سيدي ، كنت حجة لمن جاؤوا بعدك ، في تواضع وبساطة ، في حكمة وبصيرة ، في حب ملأت به من حولك اثنين وأربعين عاما ، هي سنوات عمرك المخملي ، في صبر وأناة ، وعدم استعجال قطف الثمار ، حتى تستوي على أمها ، في الدعوة لله بنور مستمد من قرآن وسنة وموروث أمة وسطية خيرية ، في التفاف الناس حولك وإقبالهم عليك ، وأنت الفقير الذي يجالسه علية القوم على أريكة عادية في بيتك البسيط الأنيق بتواضعه .
أقمت علينا الحجة ، بأن البناء : لن يهدم ، إن أنتم واصلتم وضع اللبنات ، وإعلاء الصرح ، ببذل الدماء وتقديم فاتورة المحنة الكبرى برضى نفس مطمئنة ، وقلوب على الله مقلبة ، غير مدبرة.

أكتفي باقتباس ذروة هذه المقالة العلم وزبده محمولها
وأصفق طويلا لصدق القول ونقاء القلب ورفعة القلم
وأمضي

تحاياي لحرفك الأبي أديبنا

دمت بخير

محمد عبد المجيد الصاوي
18-04-2013, 03:28 PM
شكرا لك أختنا الفاضلة الشاعرة أ. ربيحة الرفاعي ..
هذا المقال .. كتبته أول أيام عيد الأضحى المبارك مساء ..
بعدما انتهيت من زيارة الأقارب والأرحام ..
تذكرت كيف كان البنا يقيم عيده كما بين في كتابه : مذكرات الدعوة والداعية ..
ورحت وارتحلت هناك وأقمت قليلا ..

محمد عبد المجيد الصاوي
27-04-2013, 05:42 AM
سيظل البنا أستاذ الجيل وإمامه ..
من لم ينهل من روضه عطائه ..
فقد فاته حظ عظيم ..

نداء غريب صبري
03-05-2013, 12:35 AM
الإمام البنا علامة وعلم كبير
جنّد نفسه وصحته ووقته وظرفه كله لخدمة الدين والدعوة
ومن يقرأ سيرته يرى كم نحن مقصرون

موضوعك رائع أخي
وفيه تذكير
وليتنا نتذكر ونعمل

شكرا لك

بوركت

محمد عبد المجيد الصاوي
13-05-2013, 09:17 PM
الإمام البنا علامة وعلم كبير
جنّد نفسه وصحته ووقته وظرفه كله لخدمة الدين والدعوة
ومن يقرأ سيرته يرى كم نحن مقصرون

موضوعك رائع أخي
وفيه تذكير
وليتنا نتذكر ونعمل

شكرا لك

بوركت
بوركت أختي الفاضلة أ. نداء غريب صبري
سيظل البنا حجة على من يبغي الدين لمآربه

خليل حلاوجي
13-05-2013, 09:31 PM
[CENTER]
أقمت علينا الحجة ، بأن البناء : لن يهدم ، إن أنتم واصلتم وضع اللبنات ، وإعلاء الصرح ، ببذل الدماء وتقديم فاتورة المحنة الكبرى برضى نفس مطمئنة ، وقلوب على الله مقلبة ، غير مدبرة.
[/RIGHT]

الفرق كبير بين عبارة ( حجة علينا ) و ( أقمت علينا الحجة ) وهو فراق جوهري في أصل العقيدة ... فالمعصوم : الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم وحده .. فوجب التنبيه ..

ثم :

لو تخيلنا - جدلًا - أن الإمام البنا حيّ بيننا ... فإن أول توجيه سيرد عنه : أن نجدد أفكاره التي وردت تخص واقع الحياة قبل ثمانين سنة .... أليس كذلك ؟


/

تقبل بالغ تقديري ..

محمد عبد المجيد الصاوي
13-05-2013, 11:44 PM
أخي الحبيب .. أ. خليل حلاوجي
شكرا للتنبيه ..
وأنا من دعاة التجديد في فقه الواقع بما لا يتعارض مع موروثنا من كتاب وسنة ..

براءة الجودي
14-05-2013, 02:09 AM
جزى الله خيرا لكل من ضحى وبذل وقته وروحه في نفع الأمة والجهاد بنطق كلمة الحق والسعي لها ومحاربة البغي والظلم والباطلشكرا لهذا المقال الجميل

محمد عبد المجيد الصاوي
16-05-2013, 03:44 AM
جزى الله خيرا لكل من ضحى وبذل وقته وروحه في نفع الأمة والجهاد بنطق كلمة الحق والسعي لها ومحاربة البغي والظلم والباطل شكرا لهذا المقال الجميل

والشكر موصول لك أختي الكريمة الشاعرة أ. براءة الجودي
وسيظل البنا نموذجا للداعية والمجدد

أحلام أحمد
17-05-2013, 08:44 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسمح لي بداية أن أُرحّب بك وبكل أبناء فلسطين الحبيبة
فحيّاك الله
....
مقالتك هذه أفرحتني وأحزنتني
أما الفرح فلأنك أنصفت هذا الرجل الذي رحل عن دنيانا ولا أُزكيه على الله لكنني أحسب شهيدا بإذن الله
وأما حزني فلأن هناك من أبناء مصر -وخاصة بعد تولّي مرسي رئاسة مصر- مافتئوا يُهاجمونه في كل محفل ومناسبة
ويعتبرونه شخصا بعيدا عن مباديء الدين التي دعا إلى تطبيقها
ومازالوا يصبون عليه وعلى جماعته جام غضبهم
بل وصل الاستهزاء والسخرية به حد تسمية الجماعة التي أسسها باسم الخرفان المتأسلمين
يُبكيني أن أرى أبناء مصر يذمّونه وهو الذي فعل ما فعل من أجلهم
لكن يُسعدني أن أجد أحد أبناء فلسطين ينتصر للحقّ الذي جاء به
ولن يخلو أي زمان من منصف مثلك
....
أذكر عيدك ، وأنا أعيش عيدي ، فرق كبير بيننا يا سيدي ، ليس في الزمان أو المكان .. بل في روح إيمان سكنتك ، ونحن ليتنا نأبى أن تفارقنا .
معك حق يا أخي الكريم فهذا هو ما نفتقده :008:
.....
أعبر الأزمان إليك ، لأعيش زمن الرواء ، أنتشي بفيض حب أدركته همسات الروح منذ عقدين .
ليتنا نعود دائما إلى تلك السير العطرة التي سطّرت تاريخنا المجيد
ونستلهم منها مشاعل تُضيء لنا مدلهمات سُبلنا
فنحن بحاجة إلى تلمّس مواطن القوة في سيرهم والاقتداء بهم في كفاحهم من أجل الحق
....
أخي الكريم محمد
مقالتك جميلة جدا وقد أسعدني مروري بها
استمتعت -حقا- بقراءتها
سلمت يمينك أيها الفاضل
ولك شكري وتقديري :001:

محمد عبد المجيد الصاوي
28-05-2013, 11:01 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسمح لي بداية أن أُرحّب بك وبكل أبناء فلسطين الحبيبة
فحيّاك الله
....
مقالتك هذه أفرحتني وأحزنتني
أما الفرح فلأنك أنصفت هذا الرجل الذي رحل عن دنيانا ولا أُزكيه على الله لكنني أحسب شهيدا بإذن الله
وأما حزني فلأن هناك من أبناء مصر -وخاصة بعد تولّي مرسي رئاسة مصر- مافتئوا يُهاجمونه في كل محفل ومناسبة
ويعتبرونه شخصا بعيدا عن مباديء الدين التي دعا إلى تطبيقها
ومازالوا يصبون عليه وعلى جماعته جام غضبهم
بل وصل الاستهزاء والسخرية به حد تسمية الجماعة التي أسسها باسم الخرفان المتأسلمين
يُبكيني أن أرى أبناء مصر يذمّونه وهو الذي فعل ما فعل من أجلهم
لكن يُسعدني أن أجد أحد أبناء فلسطين ينتصر للحقّ الذي جاء به
ولن يخلو أي زمان من منصف مثلك
....
أذكر عيدك ، وأنا أعيش عيدي ، فرق كبير بيننا يا سيدي ، ليس في الزمان أو المكان .. بل في روح إيمان سكنتك ، ونحن ليتنا نأبى أن تفارقنا .
معك حق يا أخي الكريم فهذا هو ما نفتقده :008:
.....
أعبر الأزمان إليك ، لأعيش زمن الرواء ، أنتشي بفيض حب أدركته همسات الروح منذ عقدين .
ليتنا نعود دائما إلى تلك السير العطرة التي سطّرت تاريخنا المجيد
ونستلهم منها مشاعل تُضيء لنا مدلهمات سُبلنا
فنحن بحاجة إلى تلمّس مواطن القوة في سيرهم والاقتداء بهم في كفاحهم من أجل الحق
....
أخي الكريم محمد
مقالتك جميلة جدا وقد أسعدني مروري بها
استمتعت -حقا- بقراءتها
سلمت يمينك أيها الفاضل
ولك شكري وتقديري :001:



أختي الفاضلة / أحلام أحمد
لك كل الشكر والتقدير على قراءتك الواعية المتفهمة لمتغيرات الدعوة في زماننا
فالبنا سيظل أستاذا لجيل البناة المشيدين لدعوة صادقة

لانا عبد الستار
18-06-2013, 03:26 AM
الإمام البنا وكثير من أئمتنا كانوا منارات هدى في وقتهم
ويحتاج وقتنا لمنارات غير مغلفة بالماضي لتضئ الحاضر

مقالة رائعة
أشكرك

محمد عبد المجيد الصاوي
19-06-2013, 04:16 PM
الإمام البنا وكثير من أئمتنا كانوا منارات هدى في وقتهم
ويحتاج وقتنا لمنارات غير مغلفة بالماضي لتضئ الحاضر

مقالة رائعة
أشكرك

أختي الكريمة لانا عبد الستار
نحن عندما ندور في فلك أئمتنا فإننا لا نبكي على أطلالهم
بل نقدمهم منارات نستضيء بها
معضلة زماننا أن أهل الريادة بعد لم يمسكوا بدفة القيادة

بوركت

وتقديري ومودتي