تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ( لن أنتظر الهدية )



محمد محمود محمد شعبان
17-04-2013, 07:42 PM
( لن أنتظر الهدية )

قصة قصيرة بقلم / محمد محمود محمد شعبان .. ( حمادة الشاعر )

استقبلني ذو الهيئة المنسقة واللحية المشذبة والعطر الطيب المميز بابتسامة عريضة ووجهٍ متهللٍ ملؤه الأمل والحياة مسَلِّمًا عليَّ سائلًا عن حالي داعيًا لي بالبركة والخير .
حسبتُه يعرفني من قبل .. فمصافحته لي دلَّتْ على ذلك .. أخذت يمناه يمناي وأمسكت يسراه مرفقي فربَّت على كتفي .. طلته ينشرح لها الصدر وينفرج لها الهم .. بدا ستينيا في كامل لياقته البدنية كما بدت ابتسامته في أسنانه البيضاء الكاملة كأجمل ابتسامة رجل شاهدتها قبل ... عيناه لم تبرحا عينيَّ حتى مضى كالنسمة الحانية .
انتهى بي المسيرُ حيثُ جاري...( مخلص ).. واقفا في شرفة منزله ذي بالطابق الأول لا يغادر شاردة ولا واردة إلا وفصلها بنظره من أعلاها إلى أسفلها .. بادَرني بوجهٍ متجهم عششت فيه تجاعيد الشيخوخة وهالات الضعف والوهن وهو ابن الثلاثين ربيعا وابتسامةٍ صفراء وهو ينفخ دخان سيجارته ناحيتي ويسعل ويتمخط ويبصق على الأرض قائلًا :
:ـ أنا أخاف عليك ... لا تصافحْ هذا الرجلَ ( الماكرَ ) ثانيةً .
: ـ ( الماكر) ؟! ولماذا إذن ؟! ... غفر الله لنا وله ... لقد بدا الرجل طيبا ومريحا .
:ـ هههه... هذه طريقته في استدراج الآخرين يا مسكين ومن ثم استخدامهم .. يجعلك تستريح له أوَّلًا .. ولا مانع من بعض الهدايا والكتب الدينية .. ثم يدعوك بعد ذلك لتناول الطعام معه .. ثم لجلسة خاصة بحجة التعارف وتعلم الدين والدعوة للخير والتربية ، وهي ما تسمى ( أسرة ) لتجد نفسك منخرطًا في أعمال ( الشُّعَبِ ) و ( المناطق ) من أعمال البر المختلفة والدعوة .. ومساعدة الفقراء والمحتاجين وجمع تبرعات من أجل ذلك، وكذلك حضور الدروس المسجدية ومؤتمرات لنصرة (القضية الفلسطينية ) و (القضايا الإسلامية المختلفة) ( والقضايا العامة ) ، والاندماج في المجتمع بحجة ( خدمة المجتمع ) و ( إعادة البناء والإصلاح ) و، و، ...
:ـ وكيف عرفتَ كلَّ هذا يا ( مخلص ) .
:ـ هو جرَّبَ هذه ( الخديعةَ ) معي .
:ـ الخديعة ؟! ... وهل رأيتَ هذا فعلًا على أرض الواقع ؟
:ـ نعم ولكنه يتِّبع ( الجماعةَ المحظورةَ ).
: ـ ( المحظورة ) ؟! وهل الأعمال التي تقوم بها الجماعة محظورة ؟
: ـ لا ... ولكنهم يشتغلون بالسياسة ... ماذا أنت فاعلٌ الآن ؟
:ـ أنا ؟! ... سأقصِّرُ عليه المسافةَ .. ولن أدعه يبدأ معي من الصفر ... سأبدأ معه فورًا بالأعمال ولن أنتظر الهديَّةَ أو الطَّعامَ .. شكرًا لك جاري العزيز.
============================

تحيتي
محمد محمود محمد شعبان
حمادة الشاعر

آمال المصري
18-04-2013, 12:58 PM
للأسف حال بعض الشباب الذين لايقتدون إلا بتقاليع العصر ولا يغويهم سوى شياطين نفوسهم
كل نفس تنكأ مابداخلها على خارطة وتقاسيم صاحبها .. وهنا كان الوصف مدهشا
بوركت شاعرنا واليراع المبدعة
تحاياي

محمد ذيب سليمان
18-04-2013, 02:59 PM
بارك الله بك ..
دلني عليه سأسير معكم

شكرا ايها الحبيب

مصطفى الغلبان
18-04-2013, 03:05 PM
وأنا معكما يا فاضل، ما أروع هذا التسلسل المقنع، الذي يعكس مستوى التفكير الراقي لشباب يقرأ الغد بعين فاحصة، أحترمك وأقدّرك، وكل الحب منّا لكم أخي الكريم، قصة محكمة، متماسكة ، بناؤها كأنه جبل ضاربة أوتاده في عمق أرض المعارف، كل التحية والاحترام والتقدير.
أخوك مصطفى.

محمد محمود محمد شعبان
19-04-2013, 05:08 PM
للأسف حال بعض الشباب الذين لايقتدون إلا بتقاليع العصر ولا يغويهم سوى شياطين نفوسهم
كل نفس تنكأ مابداخلها على خارطة وتقاسيم صاحبها .. وهنا كان الوصف مدهشا
بوركت شاعرنا واليراع المبدعة
تحاياي

مرحبا أديبتنا الفاضلة
نعم كل ما قلته صحيح سيدتي
لا حرمنا حضورك الراقي


تحيتي

حمادة الشاعر

ربيحة الرفاعي
05-07-2013, 06:51 PM
ولا مانع من بعض الهدايا والكتب الدينية .. ثم يدعوك بعد ذلك لتناول الطعام معه .. ثم لجلسة خاصة بحجة التعارف وتعلم الدين والدعوة للخير والتربية ، وهي ما تسمى ( أسرة ) لتجد نفسك منخرطًا في أعمال ( الشُّعَبِ ) و ( المناطق ) من أعمال البر المختلفة والدعوة .. ومساعدة الفقراء والمحتاجين وجمع تبرعات من أجل ذلك، وكذلك حضور الدروس المسجدية ومؤتمرات لنصرة (القضية الفلسطينية ) و (القضايا الإسلامية المختلفة) ( والقضايا العامة ) ، والاندماج في المجتمع بحجة ( خدمة المجتمع ) و ( إعادة البناء والإصلاح ) و، و، ...

خطوات ثابتة نحو الجنة بمشيئة الله

أرفعها لمناسبة الوقت لموضوعها

دمت بخير مبدعنا

محمد كمال الدين
05-07-2013, 08:20 PM
قصة جميلة شاعرنا عبرت عن المخادعين الحقيقيين

ربما أسميها فرصة نجاة


خالص تحياتي لك أيها الرائع

براءة الجودي
05-07-2013, 09:04 PM
هههههههههه صدقتَ هم السفهاء والجاهلون والغافلون يرون الملتزم بتعاليم الدين ولمتمسك بشريعة ربه والمستقيم على نهجه إرهابيا تارة وتارة جماعة اعمالهم الخيرة والصالحة محظورة وله خطر كبير على خطط الصهاينة الفاسدة وأعوانهم من المسلمين بالاسم , هم ضرر كبير عليهم لأنهم ثابتو الإيمان رابطو الجأش ولن يزعزع عرش تقواهم كافرٌ بل أن الرعب ينتشر في قلوب الفاسقين ن رأوا وجها ينضح بالصلاح والاستقامة وقلبا ممتلئا بالعقيدة النقية التي لاتشوبها بدع أو شرك , فيسعون للقضاء عليهم ومن شدة خوفهم يحرصون على تشويههم في الغعلام وفي عقول الشباب المسلمة الصغيرة خصوصا من كانت اسرهم متحررة .
أحسنتَ في سردك وأسلوبك في عرض القصة
تقديري

محمد محمود محمد شعبان
10-07-2013, 01:58 PM
بارك الله بك ..
دلني عليه سأسير معكم

شكرا ايها الحبيب

بوركت وبورك الحضور أديبنا الفاضل
لا حرمناه
تحيتي
حمادة الشاعر

محمد محمود محمد شعبان
10-07-2013, 01:59 PM
وأنا معكما يا فاضل، ما أروع هذا التسلسل المقنع، الذي يعكس مستوى التفكير الراقي لشباب يقرأ الغد بعين فاحصة، أحترمك وأقدّرك، وكل الحب منّا لكم أخي الكريم، قصة محكمة، متماسكة ، بناؤها كأنه جبل ضاربة أوتاده في عمق أرض المعارف، كل التحية والاحترام والتقدير.
أخوك مصطفى.

سلمت وسلم مرورك الراقي شاعرنا الرائع
لا حرمناه
تحيتي
حمادة الشاعر

نداء غريب صبري
06-08-2013, 02:31 AM
كيف يفكر هؤلاء اليوم يا ترى
لقد قدّم لهم العلمانيون الحق مذبوحا على طبق خدعتهم المشتركة

تستحق هذه القصة أن نرفعها اليوم

شكرا لك أخي

بوركت

محمد محمود محمد شعبان
07-01-2014, 06:34 AM
خطوات ثابتة نحو الجنة بمشيئة الله

أرفعها لمناسبة الوقت لموضوعها

دمت بخير مبدعنا


الشكر كله لك أيتها القديرة
لا حرمنا حضورك الرائع


خالص التحية

حمادة الشاعر

سامية الحربي
07-01-2014, 10:02 PM
أثني على تعليق الشاعر مصطفى الغلبان, فلن أجد أفضل مما قال. تسلسل منطقي لحدث ومفاهيم لا منطقية عالجها النص باتزان و لغة هادفة سامية. دمت بألق وبانتظار المزيد. تحياتي وتقديري.