المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قراءتان في قصّة: ويروغ منك / لانا عبد السّتار



الفرحان بوعزة
17-04-2013, 12:57 PM
وقفا معا على بوابة الذاكرة يتبادلان ابتسامة باهتة تخفي مشاعر متبلدة وقلوبا مثلجة
قالت برقةّ مفتعلة:-
- تأمل معي صفحتنا المطوية على قلبين تعانقا في سنوات القحط ، وتعال نجدد الصفحة.
ردّ بهدوء كاذب أخفى رغبته بإنشاب مخالبه في عنقها :-
- طويناها وانتهت، أكتبي غيرها إن استطعت.
واستطرد قبل أن يدير لها ظهره
- في دفتر غيري

الأخت الفاضلة والمبدعة المتألقة ..لانـــا .. تحية طيبة ..
وقفا معاً على بوابة الذاكرة / أعتقد أن الذاكرة مليئة بذكريات متعددة الألوان ، فهما لم يقفا على بوابات عديدة ، ولما يتدرجا في تعداد الذكريات السعيدة والحزينة .. بل وقفا على بوابة ضيقة من الذاكرة وربما كانت عابرة .. وما بقي منها سوى ذلك العناق الذي ربما أملته الظروف ، عناق مفتعل مبني على الصدفة أو التحايل ، عناق لم يكن مبني على الصدق والوفاء .. فرغم تقارب جسديهما فإن قلب كل منهما بقي بعيداً عن الآخر ..
حوار البطلة كان مغلفاً بسخرية مريرة ، لأنها كانت متيقنة أن تجديد العلاقة بعيد المنال ، ومع ذلك رمت بشركها عسى أن تكشف مشاعره نحوها .. لكن البطل فطن للعبة الجديدة ، فتسلح بسلطة الهدوء فعرف كيف يتملص منها عن طريق التجريح والإهانة الصريحة ../ طويناها وانتهت، أكتبي غيرها إن استطعت / وهو متيقن أنها لن تستطيع أن تربط علاقة مع أحد .. ربما نهبت الأيام نضارتها وطراوتها ..
يمكن استخلاص زمنين في القصة ، الزمان الماضى / حيث كان اللقاء والفراق ، الزمان الحاضر هو بدوره لا يخلو من لقاء وفراق .. لكن لكل وضعية على مستوى الفعل والسلوك والتصرف وجهاً .. فوضعية الزمن الحاضر كانت حاسمة بعدما وصلت ذروة التأزم في العلاقة إلى النهاية ..علاقة كانت مبنية على المراوغة والمداهنة والانتهازية .. نص جميل ارتكز أساساً على حوار دقيق بعيد عن الزيادات اللغوية التي لا تخدم النص القصصي ..
جميل ما كتبت وأبدعت أختي لانـــا ..
تقديري واحترامي ..
الفرحان بوعزة ..

كاملة بدارنه
17-04-2013, 01:22 PM
وقفا معا على بوابة الذاكرة يتبادلان ابتسامة باهتة تخفي مشاعر متبلدة وقلوبا مثلجة
قالت برقةّ مفتعلة:-
- تأمل معي صفحتنا المطوية على قلبين تعانقا في سنوات القحط ، وتعال نجدد الصفحة.
ردّ بهدوء كاذب أخفى رغبته بإنشاب مخالبه في عنقها :-
- طويناها وانتهت، أكتبي غيرها إن استطعت.
واستطرد قبل أن يدير لها ظهره
- في دفتر غيري
قصّة رائعة كلماتها منتقاة بدقّة لتتناسب ووتيرة الحركة البطيئة فيه ...
العنوان فعل مضارع (يراوغ) المراوغة مستمرّة
الوقوف لا حركة فيه، والوقوف على بوّابة الذّاكرة يعني أنّ الفكر لم يسترجع ملفّات الذّكريات التي كان من الممكن أن تغيّر نشاط وحركة الفعل.
الابتسامة باهتة، والمشاعر والقلوب على غير عادتها... الأمور على غير حقيقتها ... مشاعر مصطنعة .
الصّفحة مطوية وهذا يدلّ على الإخفاء لعدم الحاجة في الإظهار لأنّ لا جديد فيها، فهي قد طويت على قلبين في سنوات القحط. ولكنّ كلمة تعانقا من المفروض أن تعكس فتح الصّفحات، وسنوات خير، وجاءت هنا لإنكار الجفاء وتبعاته، ولإخباره بأنّها لم تبتعد بمشاعرها عنه.
جاء الرّد هادئا ويخفي ثورة لم تَظهر نتائجها... وهي الرّغبة في إنشاب مخالبه - تصوير رغبة وشراسة حيوانيّة (المخالب) - في عنقها ... هو حاقد ولم يظهر ذلك.
ومضمون الرّدّ يعكس رغبة في إبقاء الصّفحات مطويّة ... يضع حدّا لقلبه، وينفي صفة عناق القلبين؛ داعيا إيّاها لكتابة صفحات جديدة على دفتر جديد .
نهاية جازمة بغلق الباب الذي وقفا عنده، ورفض لأيّ جديد بينهما، وتضع حدّا للمراوغة .
جميل ما قرأت عزيزتي الأديبة لانا
بوركت
تقديري وتحيّتي

ربيحة الرفاعي
25-04-2013, 12:12 AM
قراءتان أدبيتان تفصيليتان بقلمين متمكنين
في نص قصيّي أراه مثالا مائزا في القصة القصيرة جدا

رائع ما قرأت هنا

دمتما أديبينا بألق ودامت صاحبة النص

تحاياي

لانا عبد الستار
27-04-2013, 01:46 AM
د. فرحان بوعزة
أ. كاملة بدارنة
شكرا بارتفاع قامتيكما
تحليل عميق عاقل متأمل
أسعدني جدا
أشكركما