مو عد الرحيل

[أحمدعبدالمجيدالرفاعي]

أريدُ الرحيلْ .. فلا تسأليني إلى أينْ
فرحيلي لبلادٍ لا تملكُ عنوانا
ليسَ إلى جـنـةٍ أنْـشُـدُ نعيمها
ولا إلى نارٍ يَـحـضُـنـنـي جحيمها
رحيلي سيدتي .. إلى بلادٍ ما بينَ وبينْ
إنه إلى سيدةٍ تعرفُ كيفَ تَعْشَقُني
سيدة .. أجملُ ما فيها العينينْ
تَـضـمُّـنـي إلى صَـدْرٍ ليسَ يُشبههُ
صَـدْرُ ربّ أو أبوينْ
صـدرٌ .. أنسى عليه مأساتي
وكيفَ ضَـيَّـعـنـي رحيلُ القدمينْ
وسرقتني إلى بلادٍ لمْ يخلقها الله
فلا أمـانٌ أنشده خلفي
ولا أمـامـي .. ولا مِـنَ الجنبينْ
وبحورٌ هاجتْ بالمُقلتينْ

ابتسمي .. فقد حانَ موعد الرحيلْ
كفكفي الدموعَ سيدتي
فَمُحرَّمٌ على الدموعِ الآنَ أنْ تَسيلْ
دموعٌ .. تَمنيتُ أنْ تَـضْـنـيـكِ
في حكاية الأمس الذي مضى
وتنحدرُ على خَدَّيكِ بأسلوبٍ جميلْ
أسلوبٌ .. يُشبه لحني عندما يبكي
أسلوبٌ سيدتي .. للآنَ ما قِيْلْ

كفكفي دموعكِ وابتسمي
فالدموعُ لا تُحيي القتيلْ
فأنا .. أنا مِتُّ قبل يومينْ
وكنتُ لا أطلبُ منكِ الكثيرْ
فقطْ .. طلبتُ حُـبَّـاً يُشفيني
أرضى به .. ولو كانَ قـلـيـلْ

لمْ أدرِ أنَّ الحبَّ سلعةً تَبيعينها
والثمنُ لو تدري عندي ثَـقـيـلْ
اصمتي .. لا تنحبي
فقد كَـرهتُ الدمعَ .. كَـرهتُ العويلْ
لا لنْ أعودَ سيدتي
لنْ أعودَ ولو طلبتِ المُستحيلْ

ماذا تـظـنّـيـنَ الدنيا ..
أهي أنْ تُبقيني سجيناً بأسواري !
أقْـضِـمُ خيبتي .. وأرشفُ دمعتي !

مُخطئةٌ أنتِ ..
مُخطئةٌ أنتِ وتافهةٌ
أكبرُ مِنْ أنْ تفهمها امرأة أقداري
وأرضكِ .. حيثُ تعيشينَ يا صغيرتي
لا تَـعـدلُ كأساً ببحاري
فبحاري .. تَـضُـمُّ الدنيا
تَـضُـمُّ الكونَ بأسراري
لا لنْ تفهمي أسراري
فاصمتي عندَ التفكير وارتاحي
فمجردُ نُـطْـقَ اسمي لكِ
إنه سيدتي كيف تحتاري
كيف تخشي الغرق بأنهاري
فأسرقكِ إليَّ بتيَّاري
وأحرقكِ .. كأوراقٍ بُليتْ
أفنيها .. كما أفنيتِ أشعاري

وأنتِ يا صغيرتي .. أنتِ
أَقَـلُّ مِنْ ورقةٍ بأشجاري

دعيني أرحلُ عنكِ فترتاحي
فقليلةٌ أنتِ .. وتافهةٌ
وأكـبـرُ .. أكـبـرُ .. أكـبـرُ
مِـنْ عَـقْـلِـكِ أقـــــداري

[فاتن دراوشة]

تَـضـمُّـنـي إلى صَـدْرٍ ليسَ يُشبههُ
صَـدْرُ ربّ أو أبوينْ
صـدرٌ .. أنسى عليه مأساتي
وكيفَ ضَـيَّـعـنـي رحيلُ القدمينْ
وسرقتني إلى بلادٍ لمْ يخلقها الله
فلا أمـانٌ أنشده خلفي
ولا أمـامـي .. ولا مِـنَ الجنبينْ
وبحورٌ هاجتْ بالمُقلتينْ



هل هناك بلاد لم يخلقها الله يا أخي؟

وهل هناك وجوه مقارنة بين المخلوق والخالق؟

لا أدري لكنّي استهجنت هذه الصّور التي أوردتها هنا جدّا أخي.

مودّتي

[براءة الجودي]

جميل ماكتبت وأؤيد الأستاذة فاتن فيما شار إليه
فقد توقفتُ عند قولك ( بلاد لم يخلقها الله ) واستغربتُ من ذلك ولربما أفهمُ قصد الذي لم تجيد التعبير عنه أن البلاد الأخرى تشعر فيها بألم وغربة ولاتناسبك وكأنك تريد القول أنك خُلقتَ تعيش في وطنك الذي تحب وتبقى فيه وتضحي لأجله , كن هنا أمور كثيرة في الحياة وروف تجبر الإنسان على الرحيل والله أعلم
تقديري

[آمال المصري]

الكون كله خلق سبحانه وتعالى فكيف جئتنا ببلاد لم يخلقها الله ؟ وكيف وضعت الرب في منزلة الأبوين ؟
أتفق مع من الابنتين الكريمتين فيما ذهبتا إليه
ويبقى أن لك حرف جميل ونبضات ماتعة
بوركت

[نداء غريب صبري]

بلاد الخوف والقلق التي يسرق الحبيب إليها حبيبه في خياله لم يخلقهاالله بل الخيال
وبلاد الرعب التي يسرقنا إليها الطغاة في مشاعرنا لم يخلقها الله بل خوفنا
كل البلاد التي نعيشها في خيالنا خلقها خيالنا أخواتي

مشاعرك جميلة أخي
ولكني شعرت كأن هذه النثرية تحاول أن تكون قصيدة فتفشل

شكرا لك

بوركت

[ربيحة الرفاعي]

بلاد الخوف والقلق التي يسرق الحبيب إليها حبيبه في خياله لم يخلقهاالله بل الخيال
وبلاد الرعب التي يسرقنا إليها الطغاة في مشاعرنا لم يخلقها الله بل خوفنا
كل البلاد التي نعيشها في خيالنا خلقها خيالنا أخواتي
أعجبني تحليل الرائعة نداء غريب خيري لقول الكاتب " بلاد لم يخلقها الله"

نشكر للكاتب النص ولأديباتنا الكريمات إيجابية التفاعل من

دمتم جميعا بألق

تحاياي