المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صاحبةُ الكهف



هَنا نور
21-04-2013, 05:53 AM
صاحبةُ الكهف

هي لا تدري كم لبثت في كهفها.. أوَت إليه عندما ساد الظلمُ مدينتَها . منذ متى..؟ هي لا تدري! .. فكهفها بابُه غربي لا يرى الشمس إلا وهي ذاهبة .. وهي لا تذكر كم شمساً غربت عليها.
أضاء البرق ظلمة كهفها فانتبهت .. و ارتعدت لصوت الرعد .. وقفت على باب كهفها ، تمتمت بدعائها واغتسلت بماء السماء..حتى توقف المطر . شعرت بدفءٍ يذيب أحزانها .. وتمتمت " أحبكَ يا موسم المطر"
عادت إلى كهفها ، وثيابُها المبللةُ تقطرُ رحمةً على الأرض القاسية .. عاشت حالةً من الفرح حتى جفت ثيابُها وانتهى موسم ُ المطر.
بدأ موسمُ الجليد .. تجمدت فرحتها من جديد.. لكنها تمردت وقررت أن تُنهيَ موسم الجليد.
في أحد أركان كهفها كانت تفترش حطباً ناعماً جمعته من حول الكهف لأعشابٍ نبتت في موسم المطر ثم جفت في موسم الفَناء. أخذت كل الحطب وأشعلت ناراً. أضاءت النار كل أركان الكهف ، وأذابت الجليد.
كانت النار قوية لم تحتمل البقاء قريباً منها .. ابتعدت وابتعدت حتى تكيفت..كم هو رائعٌ ..الشعورُ بالانتصار .
نور النار يخبو شيئاً فشيئاً، والأركان تعود تظلم شيئاً فشيئاً..
اللظى يخمد هوناً هونا.. وتقترب هي وتقترب كي تستعيد الدفء.
خبا النور، وخمدت النار .. ووجدت نفسها تفترش التراب في كهفها المظلم .. وقد تجمد حولها كل شيئ.

كاملة بدارنه
21-04-2013, 09:13 AM
الكهف هو الذّات التي تسكنا في مسائل التّمايز والتّباين ..
نستطيع أن نوجد لحظات الدّفء، ولحظات البرد.
نهاية يائسة باستسلامها للبرد والظّلمة .. وافتراش التّراب
قصّة بسرد سلس ورمز جميل
بوركت
تقديري وتحيّتي

محمد ذيب سليمان
21-04-2013, 11:47 AM
نص رائع بكل المعاني ورمزية موفقة
وكل صورة به تشي بما هو اجمل
كمكنت احب نهاية حينما تمردت وانتصرت على الظلام
ولكن ...
مودتي

ربما انني كتبت نصا شيها "سيجارة ""

ناديه محمد الجابي
21-04-2013, 01:08 PM
قد يجابه المرء مشاكل فتعتريه مشاعر سلبية مثل الأحباط, والقلق, والخوف, والظلم
فيتقوقع على نفسه وينعزل عن مجتمعه ( وهو ما عبرت عنه هنا بالكهف)
بينما المشاعر الإيجابية تجعل الأنسان يعيش حياته بهناء وسرور وفرح
(وهو ما عبرت عنه .. بموسم المطر) ـ بينما تجعله الأفكار السلبية يشعر بالحزن
والغضب, وتصبح حياته جحيما لا يطاق ( وهو ما عبرت عنه بموسم الجليد)
وقد تغلبت عليها بالنور والنار التي أذابت الجليد ـ وقد عبرت عن هذا الشعور
بأنه شعور بالإنتصار . فلما بعد هذا الإنتصار تعودي إلى اليأس فتخمد النار
وتجد بطلتك نفسها تفترش التراب في الكهف المظلم وقد تجمد من حولها كل شىء.

هنا قرأت حرف خصب في نص مدهش
عشت فيه بين روعة المعاني ورمزيته وتميزه
تحياتي والورود.

هَنا نور
22-04-2013, 12:06 AM
أساتذتي المبدعون
أستاذة كاملة بدرانه ، أستاذ محمد ذيب سليمان ، أستاذة نادية الجابي
أشكر لكم تفضلكم بقراءة أقصوصتي وزاد فضلكم بالتعليق والثناء الجميل عليها .

حتى أنا لا تعجبني هذه النهاية ! ومن منا يحب أو يريد الكآبة ؟! حتى بطلة القصة ذاتها رفضت الكآبة وتمردت عليها وحاربتها وحققت نصراً ، ولكنه لم يدم طويلاً.. هي جاهدت بما تملك ولكن خذلها ما لا تملك .. هل يملك أحدٌ أن يُبقي ناراً مشتعلة بلا وقود؟! هل يملك أحدٌ أن يلغيَ فصلاً من فصول الطبيعة ؟!
نحن فقط نستطيع أن نتكيف مع ما يستعصي علينا التحكم فيه، ولكلٍ منا طريقته في التكيف.

دمتم جميعاً بكل خير وسعادة.
تحياتي

آمال المصري
26-04-2013, 11:17 PM
كان الصمود هنا رائعة ومحاربة كل فصول الفشل تدل على قوة كان من الصعب أن يخور كما أوردتها النهاية
ولكن لأن لاستطاعة كل منا قدر لو تجاوزته لاستسلمنا وتملك اليأس منا
جميلة برمزيتها .. أنيقة بأسلوبها
بوركت واليراع
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

هَنا نور
27-04-2013, 04:57 AM
كان الصمود هنا رائعة ومحاربة كل فصول الفشل تدل على قوة كان من الصعب أن يخور كما أوردتها النهاية
ولكن لأن لاستطاعة كل منا قدر لو تجاوزته لاستسلمنا وتملك اليأس منا
جميلة برمزيتها .. أنيقة بأسلوبها
بوركت واليراع
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي



أستاذتي القديرة أستاذة آمال المصري

عندما نبذل كل ما في وسعنا لنصنع السعادة ويخذلنا مالا سلطان لنا عليه فإن الصبر على الهزيمة هو قمة الصمود .. و من فضل الله علينا أن الأرض تدور وتتغير الفصول، فلا فرحٌ يدوم ولا حزنٌ يدوم.

أسعدتني إطلالتك الكريمة
دمتِ بكل خيرٍ وسعادة .

ربيحة الرفاعي
13-05-2013, 11:26 PM
صورة بلغ من اليأس مبلغه وجسدته الخاتمة باستسلامها لحكمه وانصياعها لسطوته
وسرد حملت صوره ثقيلا ما أرادت السارده من قتامة تلوّن النص

كررت كلمة كهف بشكل مفرط أفقد النص انسيابه وما كان أسهل تجنب ذلك

دمت بخير

تحاياي

هَنا نور
20-05-2013, 11:56 PM
صورة بلغ من اليأس مبلغه وجسدته الخاتمة باستسلامها لحكمه وانصياعها لسطوته
وسرد حملت صوره ثقيلا ما أرادت السارده من قتامة تلوّن النص

كررت كلمة كهف بشكل مفرط أفقد النص انسيابه وما كان أسهل تجنب ذلك

دمت بخير

تحاياي



المبدعةُ الراقية أستاذة ربيحة الرفاعي:

أشكر لكِ تفضلك بقراءة هذا النص المتواضع والتعليق عليه ، فلك مني جزيل الشكر.

أما الحديث عن اليأس والقتامة فقد رأينا في واقعنا ما يفوق الوصف بؤساً وشقاءاً . فهل ينبغي على الكاتب ألا يستخدم سوى اللون الوردي؟

أشكر لك تنبيهي إلى فنية التكرار المبالغ فيه في هذا السرد، فأنا ما زلت أهوى الكتابة ولم أحترفها بعد.

خالص شكري وامتناني.
ودمتِ سيدتي بكل خيرٍ وسعادة .

عباس العكري
06-08-2016, 03:45 AM
صاحبة الكهف【هَنا نور】



https://4.bp.blogspot.com/-tgG5KBr0jJM/V6VCWSKeXCI/AAAAAAAAEUw/r6OpRhW_kL8nSycOHLpmEOJ-Tk67rSsLQCLcB/s1600/%25D8%25B4%25D8%25B1%25D9%258A%25D8%25AD%25D8%25A9 1.PNG

https://2.bp.blogspot.com/-aK8bAMzLRHA/V6VCWY8eScI/AAAAAAAAEU0/FyjDnI812U0TwyHwZTZAw45Oozup_pmYQCLcB/s1600/%25D8%25B4%25D8%25B1%25D9%258A%25D8%25AD%25D8%25A9 2.PNG

محمد فتحي المقداد
07-08-2016, 11:11 AM
عندما يتكهّف الواقع، ويفرض قساوة شروطه،
تستحيل الحياة جحيمًا لا يطاق..
رغم ذك لم تتوقف العجلة، وروح مقاومة المصاعب
ومحاولة تذليلها، وتمهيد الدرب من جديد، يستحق
ما بذلته، وهي تتشبّثُ ببقايا حياة فيها ما يغري بمغامرة
البقاء..
حكاية الألم تستطيل لتغطي مساحة أعمارنا، ولا مزيد
من الخيارات، إما الاستسلام.. أو التجذّر من أجل البقاء
نص جميل .. موجز.. حكى .. وحكى
تحياتي لك.. ذات القلم النابض
دمت بخير

هَنا نور
10-08-2016, 01:01 AM
صاحبة الكهف【هَنا نور】



https://4.bp.blogspot.com/-tgG5KBr0jJM/V6VCWSKeXCI/AAAAAAAAEUw/r6OpRhW_kL8nSycOHLpmEOJ-Tk67rSsLQCLcB/s1600/%25D8%25B4%25D8%25B1%25D9%258A%25D8%25AD%25D8%25A9 1.PNG

https://2.bp.blogspot.com/-aK8bAMzLRHA/V6VCWY8eScI/AAAAAAAAEU0/FyjDnI812U0TwyHwZTZAw45Oozup_pmYQCLcB/s1600/%25D8%25B4%25D8%25B1%25D9%258A%25D8%25AD%25D8%25A9 2.PNG

الأديب المبدع الأستاذ عباس العكري
شكراً جزيلاً على هذه الاحتفالية الرائعة بهذا النص المتواضع .. ولكم تمنيت لو أنك أطلعتنا على قراءتك للنص وما تود أن تنتقده فيه.. وهو واحد من النصوص التي أفكر في إعادة صياغتها. وقد استوقفني اختيارك لخاتمة النص كمقدمة له في احتفاليتك به مما جعلني أرى هذه الخاتمة رؤية ميكروسكوبية أظهرت ما لها وما عليها.. ومما أراه واجب التعديل فيها هو استبدال كلمة " رماد " بكلمة "تراب" حيث أنها الأنسب للتعبير عن بقايا النار التي انطفأت.
جزاك الله خيرا أستاذنا
خالص امتناني وتقديري.

هَنا نور
10-08-2016, 01:32 AM
عندما يتكهّف الواقع، ويفرض قساوة شروطه،
تستحيل الحياة جحيمًا لا يطاق..
رغم ذك لم تتوقف العجلة، وروح مقاومة المصاعب
ومحاولة تذليلها، وتمهيد الدرب من جديد، يستحق
ما بذلته، وهي تتشبّثُ ببقايا حياة فيها ما يغري بمغامرة
البقاء..
حكاية الألم تستطيل لتغطي مساحة أعمارنا، ولا مزيد
من الخيارات، إما الاستسلام.. أو التجذّر من أجل البقاء
نص جميل .. موجز.. حكى .. وحكى
تحياتي لك.. ذات القلم النابض
دمت بخير


أديبنا الكبير الأستاذ محمد فتحي المقداد
نعم .. مهما بلغت قسوة الحياة، فهناك دائما ما يغري بمغامرة البقاء.. لعلها متعة اكتشاف الذات وقدرتها اللامحدودة على التكيف واستخراج الأمل من رحم الآلام.

أستاذنا الكبير
تشرّفت بحضوركم المشرق، وأعتز كثيراً بقراءتكم التي فاقت النص روعةً وابداعاً.
احترامي وتقديري.