تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : عصيّ الدّمع



كاملة بدارنه
21-04-2013, 07:18 PM
اقتُحم البيت بطريقة متوحّشة، ودخل أحد الجنود سائلا عن أحمد. لم يعترف أحد منّا باسمه، فهددنا بأخذ أمّي بدلا من أحمد، اندفعت واقفا أمامه قائلا: أنا أحمد ماذا تريد؟
وضع القيود بيدي، والعصابة على عينيّ وقادني بقسوة إلى سيّارة الجيب التي أسرعت بنا متّجهة صوب السّجن، لكنّ صوتها المزعج لم يمنعني من الحديث مع من رافقني في هذه الرّحلة العصيبة.
سمعت صوت صرير بوّابة ضخمة بعدما توقّفت السّيارة، وجاء من أنزلني بقوّة ضاغطا على ذراعي.. لاعنا وشاتما.
فتحت عينيّ في غرفة التّوقيف، وإذ بنا مجموعة من الشّبان ننتظر التّحقيق. وقفنا طويلا مكبّلي الأيدي والأرجل حتّى وصل ضابط التّحقيق. وطلب إحضاري إلى غرفة منفردة.
- اسمك؟ لم أُجب.
- لماذا لا تجيبني؟ نظرت إليه نظرة احتقار وقلت: أنت تعرف اسمي ، فتلقّيت الصّفعة الأولى. ولمّا أبقيت عينيّ مسمّرتين في حدقتي عينيه، ازداد غيظا وأتبع الصّفعة بركلة قويّة كادت توقعني أرضا، لكنّي حافظت على اتّزاني، وبقيت واقفا بثبات أمامه.
- ما علاقتك بالمدعو عزيز؟.. من تُسمّونه الشّهيد!
- أنت تعرف أنّه صديقي.
- صديقي... آآآآ صديقك... يعني أنت تعرف عنه كلّ شيء.
- لا، لا أعرف سوى أنّه صديقي... فتلقّيت الرّكلة الثّانية، فيما كان يكرّر مستهزئا: صديقي...
- لا شكّ أنّك مشتاق له، وإن لم تعترف بكلّ شيء ستلحق به! أين كنتم تجتمعون وتخطّطون؟ ومن هم أصحابكم ؟.. تدرك أنّي أستطيع أن أعدّد أسماءهم، ولكن، أريد ذلك منك أنت. قال وعيناه تقدحان شررا، وقبضة يده على أهبة التّوحّش.
- لم نجتمع، ولم نخطّط. أخبرتك أنّه صديقي وزميلي في الدّراسة الجامعيّة.
- أيعلّمونكم أساليب الإرهاب هذه في الجامعة؟ أهذا ما يزرعونه في أدمغتكم ؟ حبّ القتل والشّغب؟
- نحن نحبّ الحياة بكرامة وعزّ وشموخ! ولا نحبّ الإذلال والخنوع... هذا ما غرسه فينا آباؤنا، وتنمّيه جامعاتنا....
- هكذا إذًا. فلتَعِش بكرامة. وانهالت الصّفعات واللّكمات والشّتائم، ولم أفق إلّا وأنا في مكان مظلم، ورائحة الرّطوبة والعفن تزكم أنفي.. آلام في البطن تكاد تمزّق أمعائي تخالطها اعتصارات المعدة جوعا.
جلست وقد قرفَصَت روحي لوعتي على صديقي سامر الذي غادرني شهيدا، وسياط الجلّاد قرفصت الجسد، فلم أستطع الحراك. وعيناي لم ترغبا بالبقاء مفتوحتين، فالظّلمة تلغي قيمتهما.
وجهُ أمّي يبتسم لي، وتخبرني قسماته بشدّة شوقها وحنانها لاحتضاني... أجري نحوها حاضنا إيّاها وأبثّها همومي وجوعي وتعبي... أشعر أنّي طفل بين ذراعيها، تهدهدني فأحلم بطيور الغابة مغرّدة، وفراشات أحلامي تلاحق زهرات الرّبيع الجميلة...
جسم غريب يحبو فوق كفّي مسبّبا خدوشا أفاقتني فزعا، وإذ بفأر يتقافز على جسمي، ولم أجد أمّي. لعنته وتمنّيت لو أبقاني حيث كنت.
جسمي ثقيل ومرهق ولا أستطيع الوقوف، وأخاف أن تقرض جسمي الفئران. ظللت مقرفصا... أحسّ بتورّم في الوجه وبعض أجزاء الجسد، ولكثرة ما حرّكت يديّ المنهكتين لإبعاد تلك القوارض عنّي خارت قواي، وضاعت إشارات الوقت ولم أدركه.
تثاقل جفناي مستصعبين تحمّل ظلام اللّيل، وظلمة الأفكار ووهن الأعصاب...
الوقت ظهرا يا ولدي... أرى النّور يبسط عباءاته على الكون، والشّمس ضاحكة تدعو النّاس لمحو سحنات العبوس المرتسمة على الوجوه، وكأنّها تقول لهم هأنذا أضيء عليكم، فأضيئوا أنتم نفوسكم، وامسحوا القتامة عن قلوبكم.
صرير مزعج كأنّه دويّ رعد يعيدني للظلمة، ويمحو الضّياء الذي أنار المكان وقلبي للحظات...
يقتادني السّجان للتّحقيق مرّة أخرى، وتتجدّد رحلة الرّكلات والشّتائم، ويبدع المحقّق هذه المرّة بابتكار أساليب الإذلال والتّحقير، لكنّني لم ولن أهزم أمام جبروته. حافظت على أعصابي الواهنة قويّة أمامه، وتجاهلت جوعي وألمي.. هدّدني بإعادتي إلى زنزانة الجرذان، فلم آبه لتهديداته، وكان الجفاف باديا على شفتيّ أثناء ردّي، فأمر بإحضار كوب من الماء. توقّع أن أهجم عليه لأشرب فلم أفعل.. سألني: ألست عطشا؟ قلت بلى! ولماذا لا تشرب؟ هاك تفضّل واشرب. وإذا اعترفت ستشرب أطيب الأشربة، وستحظى بما يرضيك.
لم أعره اهتماما... لحظات صمت تسود المكان ليكسرها صوت حذائه وهو يقترب منّي ليقدّم لي كوب الماء، مددت يدي فابتعد متضاحكا، ثمّ دنا وناولني إيّاه. أجبرني عطشي الشّديد على تناوله، ولكنّه كان ماء ساخنا كاد يحرق فمي!.
أعادوني إلى الزّنزانة بعد تناول وجبة من الطّعام كانت أشبع بالسّمّ الزّعاف بالنّسبة لي. وأدركت أنّها ليلتي الثّانية في المعتقل.
جلست برفقة أهلي وأصدقائي نتحدّث عن الدّراسة، نناقش مواضيع مختلفة، نذهب للتّسوّق ثمّ أعود إلى غرفة التّحقيق، والرّكلات والصّفعات، فيوقظني الوجع الشّديد من أحلام يقظتي، وأعود إلى وحدتي وظلمة المكان، والشّوق يحملني على أجنحة الألم إلى هناك...
لا أدري كم مكثت... أحسست أنّ الزّمن توقّف والحياة تجمدّت إلّا من حركة لساني طالبا من ربّي فكّ كربتي، ومن نشاط خيالي الذي حملني إلى حيث أحبّ، إلى مَن نيران الشّوق إليهم صلت مشاعري، ولم تبقني هناك طويلا.
أمشي وقدماي مكبّلتان، ويدي مربوطة بيد الشّرطيّ بعد أن نقلت إلى السّجن البعيد. الجسم يترنّح تعبا، والقيود تعيق الحركة، وعيناي تعانيان وأحاول فتحهما بصعوبة، وإذ بأذني يخترقها صوت سماعات تصدح في ساحة السّجن :
أراك عصيّ الدّمع شيمتك الصّبر أما للهوى نهي عليك ولا أمر
نعم أنا مشتاق...
توقّفت ولم أنصع لأوامر الشّرطيّ بالمشي؛ لأتأكّد ممّا أسمع، ابتلعني شعور غريب، ووجدتني ألتهم دموعي التي ذرفت غزيرة حارّة، بعد أن حُبِست وإيّاي وظلّت أبيّة عصيّة.

مصطفى حمزة
21-04-2013, 09:18 PM
أختي العزيزة ، الأستاذة كاملة
أسعد الله أوقاتك
مشهد من مشاهد الظلم التي يعيش أزهى أيامه في بلادنا .. منذ عقود
والذي أبدع في تصويره سرداً عبد الرحمن منيف في ( شرق المتوسط )
أحسنتِ حين تركتِ الزمان والمكان في القصّة مفتوحين ليراها الكثيرون تخصّهم ، وهي كذلك
كان الأقوى في بعض المواضع لو تركتِ التعذيب يحكي عن نفسه ، بدل أن تتحدثي أنتِ عنه
السردُ - على قوّة اللغة - سلسٌ شائق ، والحوار مناسب لثقافة المعتقل الجامعي ، ولوضاعة المحقق الجاهل ..
وأدخل التضمين من رائية أبي فراس شعوراً حزيناً من لون خاص ، لا سيّما حين نستحضر معه صوتَ أم كلثوم تصدح به
بصوتها الصخريّ الرقيق ..
تحياتي

ناديه محمد الجابي
21-04-2013, 10:14 PM
ممارسات ممنهجة في التعذيب تتم في المعتقلات الموجودة في كل البلدان العربية
إبتداء من الضرب والركل والرفس, مرورا بالصعق الكهربائي والحرمان من الماء
والطعام وإنتهاء بالأغتصاب للنساء وللرجال على حد سواء .

صورتي بقلمك بصياغة محكمة, ووصف دقيق صورة لهذا المشهد المؤلم
بلغة سامقة بديعة, وبراعة في التعبير, وقدرة على الإيحاء والتغلغل في وجدان
القارئ بالتأثير والإنفعال والتفاعل.
أحييك عزيزتي كاملة على قص تمتلكين كل أدواته
كتبت فأبدعت .. تحياتي وودي.

براءة الجودي
21-04-2013, 11:22 PM
كالعادة وصفك جميل ويجعلا نعيش المشهد والقصة وكأنا من ابطالها وممن حضروها , ولكن أرى قصصك دوما مستواها افضل واقوى من هذه
استاذتنا الفاضلة / كاملة
تقديري لكِ

هَنا نور
21-04-2013, 11:26 PM
أمشي وقدماي مكبّلتان، ويدي مربوطة بيد الشّرطيّ بعد أن نقلت إلى السّجن البعيد. الجسم يترنّح تعبا، والقيود تعيق الحركة، وعيناي تعانيان وأحاول فتحهما بصعوبة، وإذ بأذني يخترقها صوت سماعات تصدح في ساحة السّجن :
أراك عصيّ الدّمع شيمتك الصّبر أما للهوى نهي عليك ولا أمر
نعم أنا مشتاق...
توقّفت ولم أنصع لأوامر الشّرطيّ بالمشي؛ لأتأكّد ممّا أسمع، ابتلعني شعور غريب، ووجدتني ألتهم دموعي التي ذرفت غزيرة حارّة، بعد أن حُبِست وإيّاي وظلّت أبيّة عصيّة.




وكأنهم لم يشيدوا زنازينهم إلا لكل فارس نبيل ! وكأنهم لا يعلمون أنهم وإن قهروا أجساد النبلاء بالحبس والتنكيل ، فقوة أرواحهم تقهر السجن والسجان وعزة نفوسهم تستعصي على البوح بما يجدون ..
قصةٌ رائعة، رسمت بدقة تفاصيلها مشهداً متكرراً في بلادنا. وتميز المشهد باللمسة الأخيرة لأديبتنا المبدعة ، بالربط بين الأمير الفارس الأسير أبي فراس الحمداني وبين فارسنا المعتقل " أحمد " في واحدة من أهم شيم الفرسان ألا وهي الصبرُ..

دمتِ مبدعة سيدتي ودام قلمك متألقاً
احترامي وتقديري

كاملة بدارنه
23-04-2013, 01:41 PM
أختي العزيزة ، الأستاذة كاملة
أسعد الله أوقاتك
مشهد من مشاهد الظلم التي يعيش أزهى أيامه في بلادنا .. منذ عقود
والذي أبدع في تصويره سرداً عبد الرحمن منيف في ( شرق المتوسط )
أحسنتِ حين تركتِ الزمان والمكان في القصّة مفتوحين ليراها الكثيرون تخصّهم ، وهي كذلك
كان الأقوى في بعض المواضع لو تركتِ التعذيب يحكي عن نفسه ، بدل أن تتحدثي أنتِ عنه
السردُ - على قوّة اللغة - سلسٌ شائق ، والحوار مناسب لثقافة المعتقل الجامعي ، ولوضاعة المحقق الجاهل ..
وأدخل التضمين من رائية أبي فراس شعوراً حزيناً من لون خاص ، لا سيّما حين نستحضر معه صوتَ أم كلثوم تصدح به
بصوتها الصخريّ الرقيق ..
تحياتي
وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته أخي الأستاذ مصطفى... أعزّك الله في الدّارين.
شكرا لك على مرورك العبق والمثري الذي أسعد به دائما
هي قصّة استوحيتها من حكاية شخصيّة للأخ الشّاعر رفعت زيتون، والتي لمسنا أثرها أيضا في قصيدته الرّائعة :يا ليل فاحذر جنود الفجر
بارك الله فيك
تقديري وتحيّتي

كريمة سعيد
23-04-2013, 03:31 PM
تصوير رائع لعجز آلة القمع الشرسة عن النيل من صمود أصحاب القضية ومقاومتهم الباسلة
محبتي وتقديري

محمد الشرادي
24-04-2013, 04:03 PM
اقتُحم البيت بطريقة متوحّشة، ودخل أحد الجنود سائلا عن أحمد. لم يعترف أحد منّا باسمه، فهددنا بأخذ أمّي بدلا من أحمد، اندفعت واقفا أمامه قائلا: أنا أحمد ماذا تريد؟
وضع القيود بيدي، والعصابة على عينيّ وقادني بقسوة إلى سيّارة الجيب التي أسرعت بنا متّجهة صوب السّجن، لكنّ صوتها المزعج لم يمنعني من الحديث مع من رافقني في هذه الرّحلة العصيبة.
سمعت صوت صرير بوّابة ضخمة بعدما توقّفت السّيارة، وجاء من أنزلني بقوّة ضاغطا على ذراعي.. لاعنا وشاتما.
فتحت عينيّ في غرفة التّوقيف، وإذ بنا مجموعة من الشّبان ننتظر التّحقيق. وقفنا طويلا مكبّلي الأيدي والأرجل حتّى وصل ضابط التّحقيق. وطلب إحضاري إلى غرفة منفردة.
- اسمك؟ لم أُجب.
- لماذا لا تجيبني؟ نظرت إليه نظرة احتقار وقلت: أنت تعرف اسمي ، فتلقّيت الصّفعة الأولى. ولمّا أبقيت عينيّ مسمّرتين في حدقتي عينيه، ازداد غيظا وأتبع الصّفعة بركلة قويّة كادت توقعني أرضا، لكنّي حافظت على اتّزاني، وبقيت واقفا بثبات أمامه.
- ما علاقتك بالمدعو عزيز؟.. من تُسمّونه الشّهيد!
- أنت تعرف أنّه صديقي.
- صديقي... آآآآ صديقك... يعني أنت تعرف عنه كلّ شيء.
- لا، لا أعرف سوى أنّه صديقي... فتلقّيت الرّكلة الثّانية، فيما كان يكرّر مستهزئا: صديقي...
- لا شكّ أنّك مشتاق له، وإن لم تعترف بكلّ شيء ستلحق به! أين كنتم تجتمعون وتخطّطون؟ ومن هم أصحابكم ؟.. تدرك أنّي أستطيع أن أعدّد أسماءهم، ولكن، أريد ذلك منك أنت. قال وعيناه تقدحان شررا، وقبضة يده على أهبة التّوحّش.
- لم نجتمع، ولم نخطّط. أخبرتك أنّه صديقي وزميلي في الدّراسة الجامعيّة.
- أيعلّمونكم أساليب الإرهاب هذه في الجامعة؟ أهذا ما يزرعونه في أدمغتكم ؟ حبّ القتل والشّغب؟
- نحن نحبّ الحياة بكرامة وعزّ وشموخ! ولا نحبّ الإذلال والخنوع... هذا ما غرسه فينا آباؤنا، وتنمّيه جامعاتنا....
- هكذا إذًا. فلتَعِش بكرامة. وانهالت الصّفعات واللّكمات والشّتائم، ولم أفق إلّا وأنا في مكان مظلم، ورائحة الرّطوبة والعفن تزكم أنفي.. آلام في البطن تكاد تمزّق أمعائي تخالطها اعتصارات المعدة جوعا.
جلست وقد قرفَصَت روحي لوعتي على صديقي سامر الذي غادرني شهيدا، وسياط الجلّاد قرفصت الجسد، فلم أستطع الحراك. وعيناي لم ترغبا بالبقاء مفتوحتين، فالظّلمة تلغي قيمتهما.
وجهُ أمّي يبتسم لي، وتخبرني قسماته بشدّة شوقها وحنانها لاحتضاني... أجري نحوها حاضنا إيّاها وأبثّها همومي وجوعي وتعبي... أشعر أنّي طفل بين ذراعيها، تهدهدني فأحلم بطيور الغابة مغرّدة، وفراشات أحلامي تلاحق زهرات الرّبيع الجميلة...
جسم غريب يحبو فوق كفّي مسبّبا خدوشا أفاقتني فزعا، وإذ بفأر يتقافز على جسمي، ولم أجد أمّي. لعنته وتمنّيت لو أبقاني حيث كنت.
جسمي ثقيل ومرهق ولا أستطيع الوقوف، وأخاف أن تقرض جسمي الفئران. ظللت مقرفصا... أحسّ بتورّم في الوجه وبعض أجزاء الجسد، ولكثرة ما حرّكت يديّ المنهكتين لإبعاد تلك القوارض عنّي خارت قواي، وضاعت إشارات الوقت ولم أدركه.
تثاقل جفناي مستصعبين تحمّل ظلام اللّيل، وظلمة الأفكار ووهن الأعصاب...
الوقت ظهرا يا ولدي... أرى النّور يبسط عباءاته على الكون، والشّمس ضاحكة تدعو النّاس لمحو سحنات العبوس المرتسمة على الوجوه، وكأنّها تقول لهم هأنذا أضيء عليكم، فأضيئوا أنتم نفوسكم، وامسحوا القتامة عن قلوبكم.
صرير مزعج كأنّه دويّ رعد يعيدني للظلمة، ويمحو الضّياء الذي أنار المكان وقلبي للحظات...
يقتادني السّجان للتّحقيق مرّة أخرى، وتتجدّد رحلة الرّكلات والشّتائم، ويبدع المحقّق هذه المرّة بابتكار أساليب الإذلال والتّحقير، لكنّني لم ولن أهزم أمام جبروته. حافظت على أعصابي الواهنة قويّة أمامه، وتجاهلت جوعي وألمي.. هدّدني بإعادتي إلى زنزانة الجرذان، فلم آبه لتهديداته، وكان الجفاف باديا على شفتيّ أثناء ردّي، فأمر بإحضار كوب من الماء. توقّع أن أهجم عليه لأشرب فلم أفعل.. سألني: ألست عطشا؟ قلت بلى! ولماذا لا تشرب؟ هاك تفضّل واشرب. وإذا اعترفت ستشرب أطيب الأشربة، وستحظى بما يرضيك.
لم أعره اهتماما... لحظات صمت تسود المكان ليكسرها صوت حذائه وهو يقترب منّي ليقدّم لي كوب الماء، مددت يدي فابتعد متضاحكا، ثمّ دنا وناولني إيّاه. أجبرني عطشي الشّديد على تناوله، ولكنّه كان ماء ساخنا كاد يحرق فمي!.
أعادوني إلى الزّنزانة بعد تناول وجبة من الطّعام كانت أشبع بالسّمّ الزّعاف بالنّسبة لي. وأدركت أنّها ليلتي الثّانية في المعتقل.
جلست برفقة أهلي وأصدقائي نتحدّث عن الدّراسة، نناقش مواضيع مختلفة، نذهب للتّسوّق ثمّ أعود إلى غرفة التّحقيق، والرّكلات والصّفعات، فيوقظني الوجع الشّديد من أحلام يقظتي، وأعود إلى وحدتي وظلمة المكان، والشّوق يحملني على أجنحة الألم إلى هناك...
لا أدري كم مكثت... أحسست أنّ الزّمن توقّف والحياة تجمدّت إلّا من حركة لساني طالبا من ربّي فكّ كربتي، ومن نشاط خيالي الذي حملني إلى حيث أحبّ، إلى مَن نيران الشّوق إليهم صلت مشاعري، ولم تبقني هناك طويلا.
أمشي وقدماي مكبّلتان، ويدي مربوطة بيد الشّرطيّ بعد أن نقلت إلى السّجن البعيد. الجسم يترنّح تعبا، والقيود تعيق الحركة، وعيناي تعانيان وأحاول فتحهما بصعوبة، وإذ بأذني يخترقها صوت سماعات تصدح في ساحة السّجن :
أراك عصيّ الدّمع شيمتك الصّبر أما للهوى نهي عليك ولا أمر
نعم أنا مشتاق...
توقّفت ولم أنصع لأوامر الشّرطيّ بالمشي؛ لأتأكّد ممّا أسمع، ابتلعني شعور غريب، ووجدتني ألتهم دموعي التي ذرفت غزيرة حارّة، بعد أن حُبِست وإيّاي وظلّت أبيّة عصيّة.


أخت كاملة. كيف حالك؟ أتمنى أن تكوني بألف خير.

لو تكلمت مخافر الشرطة في وطننا العربي لحكت لنا عن أبشه الجرائم التي ابتكرها خيال محققين أنذال تفانوا في خدمة الحاكم و نسوا خالقهم و تجاهلوا حرمة الذات اّلإنسانية فانتهكوها و نكلوا بها باساليب لا تخطر على بال. لكن قسوتهم و جيروتهم كانت عبر العصور تواجه برجال صناديد لا يخافون في الحق أحدا و يتحملون كل العذابات من أجل كرامة الإنسان.
تحياتي أختي

ربيحة الرفاعي
24-04-2013, 09:29 PM
غاب الرمز هنا واحتشدت ملامح الصراع بمهارة قصية اعتمدت الاسترجاع والحوار الداخلي في حبكتها بما يستدرج القارئ ليعيش الحسّ بكل زخمه واحتدامه
فكان أن سالت دمعة التلقي مع التصاعد الحركي للصورة في قفلة بكت حروفها حرقة عند عصيّ الدمع

لمشاهد القمع على امتداد البسيطة ثقلها الحسي نرنقي به النصوص الأدبية والحوارات الفكرية

بديع قصّك دائما يا سيدة الحروف

دمت بألق

تحاياي

كاملة بدارنه
25-04-2013, 09:36 PM
ممارسات ممنهجة في التعذيب تتم في المعتقلات الموجودة في كل البلدان العربية
إبتداء من الضرب والركل والرفس, مرورا بالصعق الكهربائي والحرمان من الماء
والطعام وإنتهاء بالأغتصاب للنساء وللرجال على حد سواء .

صورتي بقلمك بصياغة محكمة, ووصف دقيق صورة لهذا المشهد المؤلم
بلغة سامقة بديعة, وبراعة في التعبير, وقدرة على الإيحاء والتغلغل في وجدان
القارئ بالتأثير والإنفعال والتفاعل.
أحييك عزيزتي كاملة على قص تمتلكين كل أدواته
كتبت فأبدعت .. تحياتي وودي.
أهلا بك اخت نادية ...
شكرا لك على مرورك العبق
بوركت
تقديري وتحيّتي

أحمد عيسى
26-04-2013, 09:51 AM
مشهد صيغ باقتدار من أديبة امتلكت حرفاً سامقاً ولغة راقية

الأديبة القديرة كاملة بدارنة


كان نصاً مبدعاً ، حمل دموعنا على الانهمار في النهاية ، وكأن الحروف الأخيرة كانت المفتاح لها

تقديري

عبدالله عيسى
26-04-2013, 04:56 PM
الفاضلة . الأديبة / كامـــــــــلة
" عصي الدمع " سرد موجع .. جاء لينقل للمرفهين خلف الجدر حقائق فرسان سجون الوطنية ، التي اصبحت الأن هي
الملهم الموجع لشعرائنا وأدبائنا . تمتلكين ثروة أدبية ، رأيتها في سرد موفق . تحياتي وإعجابي الشديد بالسهل الممتنع

آمال المصري
29-04-2013, 02:29 AM
صورت لنا أديبتنا القديرة كاملة أحدى صور التعذيب والقمع ومشاعر المقهور مابين أحلام يقظته واستدعائه للتحقيق .. وفوضى أنظمة الحكم في بلادنا العربية
كما تعودناك في نصوصك مبهرة أثق دئما في تناول وجبة أدبية دسمة على مائدة صفحاتك
بوركت واليراع الماهرة
ولك محبتي والتحايا

كاملة بدارنه
30-04-2013, 06:40 PM
كالعادة وصفك جميل ويجعلا نعيش المشهد والقصة وكأنا من ابطالها وممن حضروها , ولكن أرى قصصك دوما مستواها افضل واقوى من هذه
استاذتنا الفاضلة / كاملة
تقديري لكِ
أهلا بك أخت براءة
شكرا لك على مرورك الكريم... أحببت الإشارة إلى مواطن الضّعف التي رأيتها في القصّة
بوركت
تقديري وتحيّتي

فاطمه عبد القادر
03-05-2013, 11:21 PM
أراك عصيّ الدّمع شيمتك الصّبر أما للهوى نهي عليك ولا أمر
نعم أنا مشتاق...

السلام عليكم
كم بطل أنجب هذا الشعب ؟؟
إنه حقا شعب الأبطال....
متى سنحطى بقيادات تقدّر هذة العذابات ,وهذة البطولات ؟؟ فلا تنحرف أبدا,ولا تنجرف وراء شيء!
أشكرك كاملة العزيزة
قصة مؤثرة للغاية
ماسة

كاملة بدارنه
20-05-2013, 11:00 AM
وكأنهم لم يشيدوا زنازينهم إلا لكل فارس نبيل ! وكأنهم لا يعلمون أنهم وإن قهروا أجساد النبلاء بالحبس والتنكيل ، فقوة أرواحهم تقهر السجن والسجان وعزة نفوسهم تستعصي على البوح بما يجدون ..
قصةٌ رائعة، رسمت بدقة تفاصيلها مشهداً متكرراً في بلادنا. وتميز المشهد باللمسة الأخيرة لأديبتنا المبدعة ، بالربط بين الأمير الفارس الأسير أبي فراس الحمداني وبين فارسنا المعتقل " أحمد " في واحدة من أهم شيم الفرسان ألا وهي الصبرُ..

دمتِ مبدعة سيدتي ودام قلمك متألقاً
احترامي وتقديري


أهلا بك أخت هنا
أشكرك على مرورك المثري المميّز
بوركت
تقديري وتحيّتي

فوزي الشلبي
24-05-2013, 05:36 PM
أجل يا عصي الدمع..كفّ الدموعَ شيمتك الصبرُ...كيف يكون الصبرُ أيتها العزيزة كاملة...وقد كبل الظلم أيدينا وأجفاننا...ذلك لأننا نقابل عسف الظلم بالعزيمة الصادقة...أليس الإباءُ هو اللغة التي نقابل بها أعداء الحياة والإنسان! ولن يفت من عزمنا لكماتهم ولا تجويعهم...إنما نحن الذين نجلدهم ونعذبهم بعذاباتنا..إن كانوا يستطيعون النوم في إغفاءة وادعة على وساد السعادة!

تقدير كبير لضمير حي يقظ ينبض بالإباء!

أخوكم.

عبدالرحيم الحمصي
30-05-2013, 11:37 PM
نص سردي سلس الانسياب
رغم أنف الوجع .

محبتي
وتقديري .

:os:الحمصـــــــي :os:

هنــا محمد
15-06-2013, 09:53 PM
وآآه من الخاتمة وهي تعود لتجمع
مدى الظلم والألم
والقوة والثبات الذي لن ينتهي
في صدر كل حـر نبيل
نص رائــع أديبتنــا المبدعــة
كاملــة بدارنه
محبــة وتقــدير




هن ا

مُنتظر السوادي
15-06-2013, 11:39 PM
نعيشُ هذه المعاناة بكلّ تفاصيلها وأسوء منها ، بورك حرفك البهي

واسمحي لي بعض الملاحظات التي تعبر عن وجهة نظر لا أكثر :

1- ( وضع القيود بيدي، والعصابة على عينيّ وقادني بقسوة إلى سيّارة الجيب التي أسرعت بنا متّجهة صوب السّجن ) . ترفع عبارة صوب السجن لأنه معصوب العين فكيف عرف الاتجاه .
2- ( - اسمك؟ لم أُجب.
- لماذا لا تجيبني؟ ) . الحوار يبدو لو كان كلّ متكلم في سطر لكان أفضل ، فيكون :
- اسمك ؟
- لم أجب .
- لماذا لا تجيب ؟ [ونرفع النون والياء]
3- ( أين كنتم تجتمعون وتخطّطون؟ ومن هم أصحابكم ؟.. تدرك أنّي أستطيع أن أعدّد أسماءهم، ولكن، أريد ذلك منك أنت. قال وعيناه تقدحان شررا، وقبضة يده على أهبة التّوحّش. ) الفعل " قال " أراه غريبا بعد النقطة ، يبدو نحتاج كلمة ثانية بعد قال .
4- ( أعادوني إلى الزّنزانة بعد تناول وجبة من الطّعام كانت أشبع بالسّمّ الزّعاف بالنّسبة لي. ) كانت أشبع بالسُّمِّ لم أفهمها ، أهو أشبه بالسّمّ ؟ أم غير ذلك ؟

أتمنى أن تقبلي ملاحظاتي مع الاعتذار

سامية الحربي
15-06-2013, 11:43 PM
القديرة الأديبة كاملة بدارنه التقطتِ مشهد دخول الشُرط باقتدار . صور إذلال الإنسان على يد أخيه الإنسان الذي صورها ممدوح عدوان في كتابه "حيونة الإنسان" تنوح هنا لكن الإباء والشموخ يتداعى عنوانه "عصي الدمع" . تحياتي وتقديري.

كاملة بدارنه
18-06-2013, 10:48 PM
تصوير رائع لعجز آلة القمع الشرسة عن النيل من صمود أصحاب القضية ومقاومتهم الباسلة
محبتي وتقديري
شكرا لك عزيزتي الأخت كريمة على كلامك القيّم
بوركت
تقديري وتحيّتي

نداء غريب صبري
09-07-2013, 01:43 AM
فكرت عندما قرأتها
هل قمع المحتل أللمواطنين سوأ من قمع أنظمتنا لنا؟

قصة كتبتها أستاذتي بمهارة عالية فجاءت مناسبة جدا للحالتين
وجعلتنا نبكي بحرقة حالنا في هذه وفي تلك

شكرا لك استاذتي

بوركت

فاتن دراوشة
09-07-2013, 07:44 PM
كلّما زادوهم تعذيبا وتنكيلا ازدادوا قوّة وإصرارًا فالنّفوس تزداد منعةً وقوّةً عندما تعتاد الصّبر على الملمّات

قصّة رائعة بأسلوبها ومضمونها ومغزاها أمتعتنا بمتابعتها غاليتي

دمت مبدعة

محبّتي

كاملة بدارنه
11-07-2013, 11:37 PM
أخت كاملة. كيف حالك؟ أتمنى أن تكوني بألف خير.

لو تكلمت مخافر الشرطة في وطننا العربي لحكت لنا عن أبشه الجرائم التي ابتكرها خيال محققين أنذال تفانوا في خدمة الحاكم و نسوا خالقهم و تجاهلوا حرمة الذات اّلإنسانية فانتهكوها و نكلوا بها باساليب لا تخطر على بال. لكن قسوتهم و جيروتهم كانت عبر العصور تواجه برجال صناديد لا يخافون في الحق أحدا و يتحملون كل العذابات من أجل كرامة الإنسان.
تحياتي أختي
أهلا بك أخ محمّد
شكرا لك على المرور المثري... كرامة الأنسان تمتهن من قبل مَن لا يخافون الله
بوركت
تقديري وتحيّتي

كاملة بدارنه
29-07-2013, 02:00 AM
غاب الرمز هنا واحتشدت ملامح الصراع بمهارة قصية اعتمدت الاسترجاع والحوار الداخلي في حبكتها بما يستدرج القارئ ليعيش الحسّ بكل زخمه واحتدامه
فكان أن سالت دمعة التلقي مع التصاعد الحركي للصورة في قفلة بكت حروفها حرقة عند عصيّ الدمع

لمشاهد القمع على امتداد البسيطة ثقلها الحسي نرنقي به النصوص الأدبية والحوارات الفكرية

بديع قصّك دائما يا سيدة الحروف

دمت بألق

تحاياي
وبديع حضورك المتألّق عزيزتي الأخت أم ثائر
شكرا على المرور الكريم المثري
بوركت
تقديري وتحيّتي

كاملة بدارنه
06-08-2013, 12:26 AM
مشهد صيغ باقتدار من أديبة امتلكت حرفاً سامقاً ولغة راقية

الأديبة القديرة كاملة بدارنة


كان نصاً مبدعاً ، حمل دموعنا على الانهمار في النهاية ، وكأن الحروف الأخيرة كانت المفتاح لها

تقديري
شهادة من قاصّ متمكّن أعتزّ بها
شكرا على الحضور الكريم أخي أحمد
بوركت
تقديري وتحيّتي

كاملة بدارنه
06-08-2013, 12:28 AM
الفاضلة . الأديبة / كامـــــــــلة
" عصي الدمع " سرد موجع .. جاء لينقل للمرفهين خلف الجدر حقائق فرسان سجون الوطنية ، التي اصبحت الأن هي
الملهم الموجع لشعرائنا وأدبائنا . تمتلكين ثروة أدبية ، رأيتها في سرد موفق . تحياتي وإعجابي الشديد بالسهل الممتنع
أهلا أخ عبدالله
أشكرك على كلماتك الرّاقية ورأيك الكريم
بوركت
تقديري وتحيّتي

كاملة بدارنه
06-08-2013, 12:31 AM
صورت لنا أديبتنا القديرة كاملة أحدى صور التعذيب والقمع ومشاعر المقهور مابين أحلام يقظته واستدعائه للتحقيق .. وفوضى أنظمة الحكم في بلادنا العربية
كما تعودناك في نصوصك مبهرة أثق دئما في تناول وجبة أدبية دسمة على مائدة صفحاتك
بوركت واليراع الماهرة
ولك محبتي والتحايا

العزيزة آمال...
شكرا على جميل حضورك وثقتك الرّائعة
دمت متميّزة
بوركت
تقديري وتحيّتي

كاملة بدارنه
24-08-2013, 08:13 PM
أراك عصيّ الدّمع شيمتك الصّبر أما للهوى نهي عليك ولا أمر
نعم أنا مشتاق...

السلام عليكم
كم بطل أنجب هذا الشعب ؟؟
إنه حقا شعب الأبطال....
متى سنحطى بقيادات تقدّر هذة العذابات ,وهذة البطولات ؟؟ فلا تنحرف أبدا,ولا تنجرف وراء شيء!
أشكرك كاملة العزيزة
قصة مؤثرة للغاية
ماسة
أهلا بك عزيزتي الأخت فاطمة على المرور الرّائع
بوركت
تقديري وتحيّتي

كاملة بدارنه
13-09-2013, 05:41 PM
أجل يا عصي الدمع..كفّ الدموعَ شيمتك الصبرُ...كيف يكون الصبرُ أيتها العزيزة كاملة...وقد كبل الظلم أيدينا وأجفاننا...ذلك لأننا نقابل عسف الظلم بالعزيمة الصادقة...أليس الإباءُ هو اللغة التي نقابل بها أعداء الحياة والإنسان! ولن يفت من عزمنا لكماتهم ولا تجويعهم...إنما نحن الذين نجلدهم ونعذبهم بعذاباتنا..إن كانوا يستطيعون النوم في إغفاءة وادعة على وساد السعادة!

تقدير كبير لضمير حي يقظ ينبض بالإباء!

أخوكم.
مرور ومداخلة رائعان أشكرك عليهما جزيلا
بارك الله فيك ايّها الأخ الكريم
تقديري وتحيّتي

كاملة بدارنه
13-09-2013, 05:43 PM
نص سردي سلس الانسياب
رغم أنف الوجع .

محبتي
وتقديري .

:os:الحمصـــــــي :os:

شكرا لك اخ عبد الرّحيم على المرور الكريم
بوركت
تقديري وتحيّتي:001:

كاملة بدارنه
13-09-2013, 05:44 PM
وآآه من الخاتمة وهي تعود لتجمع
مدى الظلم والألم
والقوة والثبات الذي لن ينتهي
في صدر كل حـر نبيل
نص رائــع أديبتنــا المبدعــة
كاملــة بدارنه
محبــة وتقــدير

هن ا
مرورك أروع عزيزتي أخت هنا
شكرا لك وبارك الله فيك
تقجيري وتحيّتي

كاملة بدارنه
19-09-2013, 09:46 PM
نعيشُ هذه المعاناة بكلّ تفاصيلها وأسوء منها ، بورك حرفك البهي

واسمحي لي بعض الملاحظات التي تعبر عن وجهة نظر لا أكثر :

1- ( وضع القيود بيدي، والعصابة على عينيّ وقادني بقسوة إلى سيّارة الجيب التي أسرعت بنا متّجهة صوب السّجن ) . ترفع عبارة صوب السجن لأنه معصوب العين فكيف عرف الاتجاه .
2- ( - اسمك؟ لم أُجب.
- لماذا لا تجيبني؟ ) . الحوار يبدو لو كان كلّ متكلم في سطر لكان أفضل ، فيكون :
- اسمك ؟
- لم أجب .
- لماذا لا تجيب ؟ [ونرفع النون والياء]
3- ( أين كنتم تجتمعون وتخطّطون؟ ومن هم أصحابكم ؟.. تدرك أنّي أستطيع أن أعدّد أسماءهم، ولكن، أريد ذلك منك أنت. قال وعيناه تقدحان شررا، وقبضة يده على أهبة التّوحّش. ) الفعل " قال " أراه غريبا بعد النقطة ، يبدو نحتاج كلمة ثانية بعد قال .
4- ( أعادوني إلى الزّنزانة بعد تناول وجبة من الطّعام كانت أشبع بالسّمّ الزّعاف بالنّسبة لي. ) كانت أشبع بالسُّمِّ لم أفهمها ، أهو أشبه بالسّمّ ؟ أم غير ذلك ؟

أتمنى أن تقبلي ملاحظاتي مع الاعتذار
أهلا بك أخ منتظر وشكرا على المرور الكريم
بوركت
تقديري وتحيّتي

الدكتور ضياء الدين الجماس
26-09-2013, 05:41 PM
لقد عشت بواقعية مع القصة لدقة رسم الأحوال التي نسمعها حقيقة ممن يخرجون من السجون
بورك القلم والحرف
دمت ذخرا لنا

نزار ب. الزين
28-09-2013, 03:39 PM
http://www.freearabi.com/عصي-الدمع=ق-ق=كاملة-بدارنة.htm



أختي الفاضلة كاملة
تم تزيين مجلة العربي الحر
بإبداعك " عصي الدمع "
أرجو الضغط على الرابط أعلاه
دام عطاؤك و تميزك
نزار ب. الزين

كاملة بدارنه
28-10-2013, 02:50 PM
القديرة الأديبة كاملة بدارنه التقطتِ مشهد دخول الشُرط باقتدار . صور إذلال الإنسان على يد أخيه الإنسان الذي صورها ممدوح عدوان في كتابه "حيونة الإنسان" تنوح هنا لكن الإباء والشموخ يتداعى عنوانه "عصي الدمع" . تحياتي وتقديري.
أهلا بك أخت غصن وبمرورك الكريم الذي يسعدني
شكرا لك وبارك الله فيك
تقديري وتحيّتي

كاملة بدارنه
28-10-2013, 02:54 PM
فكرت عندما قرأتها
هل قمع المحتل أللمواطنين سوأ من قمع أنظمتنا لنا؟

قصة كتبتها أستاذتي بمهارة عالية فجاءت مناسبة جدا للحالتين
وجعلتنا نبكي بحرقة حالنا في هذه وفي تلك

شكرا لك استاذتي

بوركت
فعلا عزيزتي نداء حالنا يبكي لأنّ أساليب البطش والتّنكيل باتت ميزة للأنظمة العربيّة أيضا!
أسعدني مرورك وشكرا لك
بوركت
تقديري وتحيّتي

د. سمير العمري
18-06-2014, 11:57 AM
كاميرا أدبية دقيقة تصور مشهدا واقعيا بكل تفاصيله ليصبح القص هنا وسيلة لا غاية ويصبح المحمول هو الغاية والآرب بكل ما فيه من نبل وسموق وشموخ.

رأيته بكل ما فيه من أثر وتأثير يستحق أن يكون مشهدا مصورا في حملة الانتصار للأسرى.

رائع هذا الحمل للهم فلا فض فوك ولا عدمتك أمتك التي تحتاج أمثالك من أولي الهم والهمة!

تقديري

خلود محمد جمعة
07-07-2014, 10:29 AM
التقاط لصورة من صور الواقع العربي بعدسة قلمك الدقيقة
وصف دقيق بسرد مائز واسلوب مشوق ولغة قوية
قصة محزنة وجميلة تدعو للفخر
نهاية موجعة فجرت دمعه ودمعنا
بورك الحرف الذهبي
دمت بخير
تقديري

لانا عبد الستار
03-09-2014, 02:04 AM
بات التعذيب بسوط القريب أشد وجعا وقسوة من سياط العدو بل إن العدو بات بتعلم منه كيف يكون التنكيل
كان الله في عون هذه الشعوب التي لبتليت بمثل هؤلاء ولكنها للأسف ترضخ لهم ولا أعلم إلى متى
هو نص رائع وموفق في فكرته وفي أسلوبه

أشكرك

كاملة بدارنه
08-11-2014, 05:52 PM
لقد عشت بواقعية مع القصة لدقة رسم الأحوال التي نسمعها حقيقة ممن يخرجون من السجون
بورك القلم والحرف
دمت ذخرا لنا
شكرا لك دكتور ضيار على المرور الكريم
بوركت
تقديري وتحيّتي

كاملة بدارنه
08-11-2014, 05:53 PM
http://www.freearabi.com/عصي-الدمع=ق-ق=كاملة-بدارنة.htm



أختي الفاضلة كاملة
تم تزيين مجلة العربي الحر
بإبداعك " عصي الدمع "
أرجو الضغط على الرابط أعلاه
دام عطاؤك و تميزك
نزار ب. الزين

رحم الله أستاذنا الفاضل نزار وأسكنه فسيح جنّاته

كاملة بدارنه
08-11-2014, 05:54 PM
كاميرا أدبية دقيقة تصور مشهدا واقعيا بكل تفاصيله ليصبح القص هنا وسيلة لا غاية ويصبح المحمول هو الغاية والآرب بكل ما فيه من نبل وسموق وشموخ.

رأيته بكل ما فيه من أثر وتأثير يستحق أن يكون مشهدا مصورا في حملة الانتصار للأسرى.

رائع هذا الحمل للهم فلا فض فوك ولا عدمتك أمتك التي تحتاج أمثالك من أولي الهم والهمة!

تقديري
شكرا لك أخي الدّكتور سمير على المداخلة الرّائعة والمرور الكريم
بوركت
تقديري وتحيّتي

كاملة بدارنه
08-11-2014, 05:55 PM
التقاط لصورة من صور الواقع العربي بعدسة قلمك الدقيقة
وصف دقيق بسرد مائز واسلوب مشوق ولغة قوية
قصة محزنة وجميلة تدعو للفخر
نهاية موجعة فجرت دمعه ودمعنا
بورك الحرف الذهبي
دمت بخير
تقديري
وبورك حضورك الرّائع دوما عزيزتي خلود
شكرا لك وبارك الله فيك
تقديري وتحيّتي

كاملة بدارنه
08-11-2014, 05:57 PM
بات التعذيب بسوط القريب أشد وجعا وقسوة من سياط العدو بل إن العدو بات بتعلم منه كيف يكون التنكيل
كان الله في عون هذه الشعوب التي لبتليت بمثل هؤلاء ولكنها للأسف ترضخ لهم ولا أعلم إلى متى
هو نص رائع وموفق في فكرته وفي أسلوبه

أشكرك
"لابدّ للقيد أن ينكسر" ولن تدوم سياط ظلم الظّالمين لأنّ سيوف الحقّ أقوى
شكرا لك عزيزتي الأخت لانا على مداخلتك القيّمة
بوركت
تقديري وتحيّتي

د.حسين جاسم
22-02-2015, 01:31 AM
قمع وقهر وظلم ونفس أبية مكابرة
جميل أن جعلته يبكي لتلك الكلمات وتلك النغمة، فقد بدأ المرقعون يتهمون الأبطال بجفاف المشاعر وموت القلوب وهذا نص يسمل عيونهم

لغة قوية بدون تعقيد وأسلوب سهل مشوق في قصتك الرائعة أيتها الكاتبة الرائعة
أحييك

كاملة بدارنه
08-06-2015, 05:27 PM
قمع وقهر وظلم ونفس أبية مكابرة
جميل أن جعلته يبكي لتلك الكلمات وتلك النغمة، فقد بدأ المرقعون يتهمون الأبطال بجفاف المشاعر وموت القلوب وهذا نص يسمل عيونهم

لغة قوية بدون تعقيد وأسلوب سهل مشوق في قصتك الرائعة أيتها الكاتبة الرائعة
أحييك
شكرا لك أخي الدّكتور حسين على بهاء الحضور وروعته وقراءاتك القيّمة دائما
يسعدني أنّ حرفي يروق لك، ويشرّفني ثناؤك
بارك الله فيك
تقديري وتحيّتي