تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : && سمكة الزينة &&



عمر الصالح
28-04-2013, 05:15 AM
كل شئٍ فى غرفتهِ الضيقة يشير إلى الفوضى والوحشة.. لم يكن من معالم الجمالِ سوى صورة معلقة على الجدار تبتسم صاحبتها فى ثقةِ وإغراء.. وحوض فى الزاوية تسبح فى جوفهِ سمكة ملونة أهداها له أحد أصدقائه.. نهض متكاسلا" يفرك عينيه ربما يرى اليوم أجمل من سابقه..طقوسه اليوميه فى الصباح هى لم تتغير .. يمعن النظر إلى الصورة المعلقة ثم يبتسم لها وكأنه يلقى عليها تحية الصباح ثم يقفز من سريره متجها" إلى حوض السمك ليراقب حركتها فى دلالٍ ورقة.. تلك المخلوقة كانت دائما" محط إعجابه وتساؤلاته.. فلقد خلقها الله لكى تسبح فى فضاء فسيح من الماءِ فأى سعادة لها فى ذلك المعتقل الزجاجى؟!.. وكيف إفتتن بها وكل ظنه أن الأسماك مخلوقة لكى تسد جوعه!..




لابد الأن أن يستعد لنوبة عمله المسائى فاليوم مختلف... ما إن وصل إلى فيلا مخدومه حتى إستبدل ملابسه وإستعد مع رفاقه لإستقبال المدعويين على عشاء خاص بمناسبة عيد ميلاد همام بيه صاحب الفيلا.. همام هو رجل الأعمال الأشهر ولذا بدأ المدعوون بالحضور فى كامل الأبهة والخيلاء.. وبدأت حديقة الفيلا الأنيقة تعج بهم فى كل زاوية... نسمات الهواء تحمل معها أبهى العطور الباريسية وإنكسار الأضواء الملونة على مياه النافورة المتدفقة يرسم لوحة من سعادة وإثارة..هذا هو أحمد الهلالى أكبر مستورد للسيارات.. وهذا هو زهران رجب صاحب أكبر وكالات الأزياء النسائية المستوردة.. رجال أعمال ووزراء وساسة ورجال إعلام كلهم يتبادلون الضحكات تقطعها الأنخاب المثلجة!..

فى ركن خافت الأضواء وقفت جيهان نعيم أميرة الأغنية الشبابية وأميرة قلوب الشباب.. لم يصدق عيونه وهو يراها تقف وحيدة مستندة على جذع شجرة الأكاسيا العجوز!... كم هو معجبٌ بها وكم طاف بخياله وهو يتمعن صورتها على الجدارِ فى غرفته حتى أوشك أن يسمعها تنطق له وتبادله الغزل!.. رفعت إصبعها فى دلالٍ وإستعلاء فهرول إليها لتطلب منه كأس أخر من التانجو بناش.. عيونه تتفحصها من أخمص قدميها حتى شعرها وهو غير مصدق فاغرا" فاه فى وجوم!.. ولولا إصطدام أحدهم به ربما خر صريعا" من روعة عيونها!..لكن ماسر كل هذا الحزن والشحوب المرتسم على وجهها!.. ماسر وقوفها وحيدة رغم أنها نجمة الجماهير التى تطاردها الكاميرات والمعجبون!...

مضت الليلة وهو أشبه بعضو فى خلية نحل لا تهدأ حتى إقترب صباح اليوم التالى وإنفض الحفل... طوال الطريق إلى بيته وصورة وجهها الحزين لاتفارقه..لم يكن يتوقع أبدأ" أن تبدو بهذه التعاسة والحزن.... سبعة ادوارٍ تعود أن يصعدها يوميا" حتى وصل إلى باب غرفته وهو يلهث متوسلا" للباب العتيق أن يفتح له جوف الغرفة!..فى ثوانى إستبدل ملابسه ثم إرتمى على سريره يغط فى النوم مثل دب أعياه صعود جبل الجليد!..
ش
الثانية ظهرا" يستفيق على رنين الهاتف المزعج.. كان على الطرف الأخر زميله فى العمل يخبره بمصرع جيهان نعيم فى حادث سيارة أثناء عودتها لبيتها من الحفل بعدما أسرفت فى الشراب.. ينهض مصدوما" فتسقط سماعة الهاتف من يده ثم يهرع لحوض السمك فى لهفة وخوف ! ..

يبتسم ثم يمضى لينزع صورة الجدار ودموعه تسقط على سريره!..

مصطفى حمزة
28-04-2013, 09:14 PM
أخي الأكرم ، الأديب عمر
أسعد الله أوقاتك
ربما كانت سمكة الزينة في الحوض هي المعادل الوجداني لتلك الفاتنة جيهان لدى البطل.. وإلا لكان في النص عدم توازن
نصٌ سرديّ جميل انتهى بخاتمة متراخية هادئة
تحياتي

براءة الجودي
28-04-2013, 11:51 PM
قصة هادفة واسلوبك جميل فيها , ذكرتني بأحد القصص التي كتبتها وهو أن القناعة السعادة الحقيقية ليست في الثروة فقد نجد اصحاب مالي وجاه ونجوم ومشهورين يظنهم العالم أسعد السعداء وهم على العمس أشقى الاشقياء يكاد يقتلهم الحزن , فسبحان الله !!
شكرا لك أخي عمر

عمر الصالح
29-04-2013, 06:43 AM
أخي الأكرم ، الأديب عمر
أسعد الله أوقاتك
ربما كانت سمكة الزينة في الحوض هي المعادل الوجداني لتلك الفاتنة جيهان لدى البطل.. وإلا لكان في النص عدم توازن
نصٌ سرديّ جميل انتهى بخاتمة متراخية هادئة
تحياتي

اشكرك على زيارتك الطيبة يا صديقى
تحية تقدير وود

عمر

عمر الصالح
29-04-2013, 11:56 PM
قصة هادفة واسلوبك جميل فيها , ذكرتني بأحد القصص التي كتبتها وهو أن القناعة السعادة الحقيقية ليست في الثروة فقد نجد اصحاب مالي وجاه ونجوم ومشهورين يظنهم العالم أسعد السعداء وهم على العمس أشقى الاشقياء يكاد يقتلهم الحزن , فسبحان الله !!
شكرا لك أخي عمر

اسعدتنى مشاركتك

تحية ود وتقدير
عمر

عمر الصالح
02-05-2013, 02:05 AM
اتمنى من إدارة المنتدى حذف هذه القصة

آمال المصري
02-06-2013, 06:17 AM
اتمنى من إدارة المنتدى حذف هذه القصة

معذرة أديبنا الفاصل .. فالنص أصبح ملكا للمتلقي وخاصة بعدما نال حقا من الردود
لذا لا يجوز الحذف مالم تتقدم بمخاطبة الإدارة العليا مرفقا سببا مقنعا للحذف
بوركت
ولك التحايا

عمر الصالح
06-06-2013, 01:14 PM
معذرة أديبنا الفاصل .. فالنص أصبح ملكا للمتلقي وخاصة بعدما نال حقا من الردود
لذا لا يجوز الحذف مالم تتقدم بمخاطبة الإدارة العليا مرفقا سببا مقنعا للحذف
بوركت
ولك التحايا

ولك تحية مثلها

ناديه محمد الجابي
06-06-2013, 06:35 PM
كانت صورة المغنية المشهورة المعلقة في غرفته, وحوض سمك الزينة
هما قطبي الحياة في غرفته التي يعم فيها الفوضى والوحشة ـ يأنس بهما
ويحدثهما ويستمتع بوجودهما معه..
فلما رأى المغنية حقيقة في الحفل, هاجت أحاسيسه, وفغرفاه غير مصدقا
إنه يراها في الحقيقةـ وإن كان قد هاله ما رآه على وجهها من حزن وتعاسة
ووحدة .. فلما سمع في اليوم التالي بمصرعها في حادث سيارة هرع إلى سمكته
ليتأكد إنها مازالت بخير.
استطعت ان تأسرني إلى آخر كلمة من خلال قصتك متينة الصياغة, شيقة الحكي بسرد بديع
تسربل بالعفوية فصدق الحس وتغلغل في النفس.
لقد جاء نصك شائقا ألقا.

عمر الصالح
09-06-2013, 12:52 AM
كانت صورة المغنية المشهورة المعلقة في غرفته, وحوض سمك الزينة
هما قطبي الحياة في غرفته التي يعم فيها الفوضى والوحشة ـ يأنس بهما
ويحدثهما ويستمتع بوجودهما معه..
فلما رأى المغنية حقيقة في الحفل, هاجت أحاسيسه, وفغرفاه غير مصدقا
إنه يراها في الحقيقةـ وإن كان قد هاله ما رآه على وجهها من حزن وتعاسة
ووحدة .. فلما سمع في اليوم التالي بمصرعها في حادث سيارة هرع إلى سمكته
ليتأكد إنها مازالت بخير.
استطعت ان تأسرني إلى آخر كلمة من خلال قصتك متينة الصياغة, شيقة الحكي بسرد بديع
تسربل بالعفوية فصدق الحس وتغلغل في النفس.
لقد جاء نصك شائقا ألقا.

طالبت بحذف القصة من الواحة لأننى ألمنى ما تعرضت له من غبن رغم أنها لاقت نجاحاً كبيراً فى أماكن أخرى..

مداخلتك أنصفتها بكل الصدق..


زيارة رائعة تمنيتها...

تحية ود وتقدير

عمر

ربيحة الرفاعي
13-07-2013, 01:33 AM
تعجبني مهارتك السردية وأداؤك القصّي الملفت
ولا أخفيك أني أجد في مستوى الثقة التي ترسم به تفاصيل نصك ما يشدّني إليه أكثر لأبحث عما وراء الصور والأحداث الصغيرة

جميل ما قرأت هنا فكرة ونصا

دمت بخير أديبنا

تحاياي

نداء غريب صبري
05-08-2013, 02:12 AM
أنت قاص رائع
وتكتب بأسلوب جميل أخي
والقصة امتعتني

شكرا لك

بوركت

عمر الصالح
10-09-2013, 04:40 AM
تعجبني مهارتك السردية وأداؤك القصّي الملفت
ولا أخفيك أني أجد في مستوى الثقة التي ترسم به تفاصيل نصك ما يشدّني إليه أكثر لأبحث عما وراء الصور والأحداث الصغيرة

جميل ما قرأت هنا فكرة ونصا

دمت بخير أديبنا

تحاياي

شهادة من استاذة كبيرة اعتز بها

تحية تقدير

عمر

عمر الصالح
27-04-2016, 08:49 PM
أنت قاص رائع
وتكتب بأسلوب جميل أخي
والقصة امتعتني

شكرا لك

بوركت

زيارتك زادت سعادتى..وتركت بصمة خاصة بينى وبين النص

تحياتى لك

خلود محمد جمعة
05-05-2016, 10:01 AM
القاص الجيد فقط من يسرد ما وراء الحدث دون ان يكتبه
وقد اتقنت الوصول اخي
راقت لي نصا ومضمونا
اسجل اعجابي
كل التقدير

عمر الصالح
05-05-2016, 11:39 PM
القاص الجيد فقط من يسرد ما وراء الحدث دون ان يكتبه
وقد اتقنت الوصول اخي
راقت لي نصا ومضمونا
اسجل اعجابي
كل التقدير

أشكرك على كلماتك الطيبة

تحية تقدير

عمر

ناديه محمد الجابي
14-08-2023, 09:49 PM
قصة ماتعة بأسلوبها الدبي الرشيق، ولغتها المتينة ، ومعانيها الراقية
صياغة محكمة ووصف دقيق وسرد ممتع وأسلوب جميل وخيال محلق
نص جميل بحرفه وطرحه وعمقه
دام نبض قلمك ودام إبداعك.
:v1::0014::wow:

عمر الصالح
20-08-2023, 02:29 PM
قصة ماتعة بأسلوبها الدبي الرشيق، ولغتها المتينة ، ومعانيها الراقية
صياغة محكمة ووصف دقيق وسرد ممتع وأسلوب جميل وخيال محلق
نص جميل بحرفه وطرحه وعمقه
دام نبض قلمك ودام إبداعك.
:v1::0014::wow:

مداخلة ولا أروع كلها تقدير وسماحة خاطر

تحية تقدير وود

عمر

أسيل أحمد
20-08-2023, 10:24 PM
بديع هذا الحرف برقة سرده وعزوبة تعبيره ، وانسياب حرفه ورائق ما نثرت من مشاعر
قصة مصورة بكاميرا عالية الوضوح ، وبتصوير دقيق غرقنا في جمال فكرك.
أداء جميل راق بحرفية الصياغة والتعبير.

عمر الصالح
24-08-2023, 10:22 PM
بديع هذا الحرف برقة سرده وعزوبة تعبيره ، وانسياب حرفه ورائق ما نثرت من مشاعر
قصة مصورة بكاميرا عالية الوضوح ، وبتصوير دقيق غرقنا في جمال فكرك.
أداء جميل راق بحرفية الصياغة والتعبير.

زيارة اسعدتنى بأناقة حروفها وطيب الخاطر

تحياتى