المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كِتاب الغَريبة



محمد الزهراوي أبو نوفل
28-04-2013, 04:03 PM
كِتابُ الغَريبَة

إلى
بُشْرى العلَوي الإسْماعيلي

أراها مِثلَمَا
اعْتدْتُ..
تَتبَذّلُ في تَرَفٍ
هَلْ أجْرُؤُ؟
أ أَغْرَقُ حتّى
رُكْبَتيّ في
هذا الكحْل ِ؟
أ أَمُدّ يَدي..
إلى الْعِفّـةِ ؟
أُهْدي
لِخَصْرِها شَطَحاتي
هِيَ ما تَحْتَ
الرّمادِ وَراءَ الأفقِ
وأنا الْهُدْهُدُ
أمْضي في
ريحِها إلى ما
لَسْتُ أدري.
توَّاقٌ إلى
الانْعِتاقِ مَع
الطّيْرِ مِنْها ..
و لكنْ إلى أيْن ؟
كأنّما أنا بِها
في غياباتِ
الْجُبِّ في
نَهاراتِها الأُخْرى
أو دَفينُ أرْدافِها.
كمْ هاجَرْتُ عَبْرَ
الأقاصي إلى هذهِ
الوَحْشةِ طَويلا! ؟
لَها عَليَّ في
الرُّؤْيَةِ سُلْطةُ الليْل
هذهِ مورِسْكِيّةٌ
مِنْ أنْدَلُسٍ ..
جَسَدٌ طافِحٌ بِأنْبِذَةٍ
تَغُصّ بِالرّبيعِ و الأنْهُرِ
لا تَعْرِفُ الْجَهْلَ ..
ولا تَسْتطيعهُ.
فنَحّوا عنْكمْ حُزْنَكمْ
هاهِيَ سِراجُ فِتْنَةٍ..
لا تَسْكنُ الدّيارَ
ولا تأكُلُ الثِّمارَ.
لِمرْآها
تَهْتزّ الْمُحيطاتُ
أسْمَعُ لَها الْهَديرَ ..
أهِيَ نُسْخَةُ
بُرْكانٍ مُنَقَّحَةٌ أمْ
سَنْفونِيَةٌ
يَعْزِفُها باخ ..
أمْ نَيْزَكٌ سَقطَ ؟
ها أنا وَإياها
نَقْضي الليْلَ سافِرَيْنِ.
كُحِّلَتْ عَيْني
عَمىً إنْ رَأتْ
عيْنٌ مِثْلَها
كمْ تُحاصِرُني ! ؟
بِلا عَدَدٍ سَكِرْتُ
مَعَ عَرائِها
السّاطِعِ في
الطُّرُقاتِ بِلا صَهْباءٍ
لَها أسْرارُها الْحبْلى
ولي أسْرارٌ
مَعَ الأميرَةِ.
سيِّدَةٌ مِن آلِ بَني
الأحْمَرِ ..
مِنْ غَرْناطَةَ.
بِأنْفاسِها
يَعْبقُ الثّرى
كَمْ باغَتَني النّهارُ
بِمِحْرابِها وَحيداً
لَوْلاها ما
كُنْتُ أحْلمُ .
كَالصّدّى تَسيرُ..
تُبْحِرُ بي الأغْنِية
بِبَهائِها
تُضيءُ مَتاهاتي
قَديـماً أعْلنتُها
لـي وَطناً
صَلِّ لَها ..
في كُلٍّ لَها شَكْلُ
فَصَلِّ يا الشّارِدُ.
تِلْكَ هِيَ
اَلكَيْنونَةُ ..
اَلتّكْوينُ الآخرُ
تَجَلّتْ فيهِ
صِفاتُ العِشْق
قال قائِلٌ ..
رغْمَ هُزالِها
فالشّكْلُ ناعِمٌ
قُلتُ وَهِيَ الدّواءُ
لي مِنَ الأدْواءِ.
وَ قالَ ..
تَمُدُّ لي كأْساً بارِدَة
وَ قُلْتُ..
هِيَ تَقْتلُ! ؟
فتَعالَ يا الشّارِدُ
وَاتْلُ مَعي
كِتابَ الْغَريبَةِ.
أنا غَرَقْتُ في
هَوى بَحْرِهَا
فقالَ ..
تبارَكَ السِّحْرُ
وَهذا الْجَلالُ
قُلْتُ
وَأنا الْمُصابُ ..
أرَقْتُ كؤوساً
وَ كُؤوساً مِنَ
الْكُفْر عَلى نَحْرِها
وَحْدي أتْلو ما
أوحِيَ عَن بَهائِها
الْكُلِّيِّ إليَّ ..
رَأيْتُها قَوْسَ
قُزَحٍ بِالأمْس
وَما تَظْهرُ أوْ
تتَضاحَكُ ..
إلا لِقَرامِطَةٍ.
وَ لَوْ ظَهَرَتْ لِلْكُلِّ ..
لَضاقَتْ بي
وَ بِها السُّبلُ.
وَ قَرَأتُها في
كُلِّ اللُّغاتِ ..
في سِفْرِ الرّؤْيا
وَ في قُرْآنِ مُحمّدٍ
هِيَ في اللّوْحَةِ
طَقْسٌ مُشْمِسٌ
وَعِنْدَ قَدَمَيْها ..
أشْلاءً يَرْتَمي البَحْر
هُنالِكَ إياها
في بَرْزَخٍ ..
هِيَ الْكَيُّ بِالنّارِ
مَنْ ذا لَمْ
يَصِرْ بِها صَبّاً..
وَليْسَ لَها أهْلُ ! ؟

شاعر مغرِبي

لطفي العبيدي
28-04-2013, 08:39 PM
رائع ما قرأت
لكن ارى شكل القصيدة شعرية
و ليست نثرية...

خليل حلاوجي
28-04-2013, 08:44 PM
هاهِيَ سِراجُ فِتْنَةٍ..
لا تَسْكنُ الدّيارَ
ولا تأكُلُ الثِّمارَ.
لِمرْآها
تَهْتزّ الْمُحيطاتُ
أسْمَعُ لَها الْهَديرَ ..
*
*
*
تُبْحِرُ بي الأغْنِية
بِبَهائِها
تُضيءُ مَتاهاتي





هنا صوت يشق صمت السحاب ... ليس كالصراخ ... بل نبض قلب صامت في محراب الولاء ..

بشرى العلوي الاسماعيلي
28-04-2013, 09:51 PM
أراه
كلما شيّد الغياب فقدًا
في مداه
أتعقب خطوات بوحٍ
يتعذر على العين
اقتناص بهائه
يرتدي حلّة بريقٍ
يشعل جذوة الحنين
يدغدغ نداء ا ت ذكرى
تستمطر عبرات الأشواق
أمدّ يدي بكلمات
تمشي على استحياءٍ بين السطور
تنتظر وشاحا من غزل أنامل
خارج سياج لحظة
داخل وطن صورة
تفوح الذاكرة بعطرها
أبحث عن عزلة
لألقاه على دروب التفكير!

بشرى العلوي الاسماعيلي
28-04-2013, 09:52 PM
قيمة شعرية كبرى فحواها الخيال الخصب والأدوات اللغوية العفوية والصور الملفتة .
بوركت أيها الأديب
وشكرا لك على هذا الاهداء البالغ الروعة

فاطمه عبد القادر
29-04-2013, 12:35 AM
كمْ هاجَرْتُ عَبْرَ
الأقاصي إلى هذهِ
الوَحْشةِ طَويلا! ؟
لَها عَليَّ في
الرُّؤْيَةِ سُلْطةُ الليْل

السلام عليكم
ما زالت الأندلس تحتل جزءً كبيرا من المشاعر العربية رغم مرور زمن طويل
شعر رأئع جدا ,يتدفق بانسيابية عذبة
شكرا لك أخي
ماسة

محمد الزهراوي أبو نوفل
29-04-2013, 03:18 AM
رائع ما قرأت
لكن ارى شكل القصيدة شعرية
و ليست نثرية...
....................
هاهِيَ سِراجُ فِتْنَةٍ..
لا تَسْكنُ الدّيارَ
ولا تأكُلُ الثِّمارَ.
لِمرْآها
تَهْتزّ الْمُحيطاتُ
أسْمَعُ لَها الْهَديرَ ..
*
*
*
تُبْحِرُ بي الأغْنِية
بِبَهائِها
تُضيءُ مَتاهاتي

هنا صوت يشق صمت السحاب ... ليس كالصراخ ... بل نبض قلب صامت في محراب الولاء ..
...............................
قيمة شعرية كبرى فحواها الخيال الخصب والأدوات اللغوية العفوية والصور الملفتة .
بوركت أيها الأديب
وشكرا لك على هذا الاهداء البالغ الروعة
.............
كمْ هاجَرْتُ عَبْرَ
الأقاصي إلى هذهِ
الوَحْشةِ طَويلا! ؟
لَها عَليَّ في
الرُّؤْيَةِ سُلْطةُ الليْل

السلام عليكم
ما زالت الأندلس تحتل جزءً كبيرا من المشاعر العربية رغم مرور زمن طويل
شعر رأئع جدا ,يتدفق بانسيابية عذبة
شكرا لك أخي
ماسة
.................
أعِزّائي الأساتِذة الكِرام:
لُطي العبيدي ــ خليل حلاوجي
بُشرى العلوي الإسماعيلي
فاطمة عبد القادر
شُكراً لكم على هذا الحصور
الباذخ وأنا ممْتن
لِمروركم النّبيل

ربيحة الرفاعي
09-02-2014, 06:11 PM
خيال خصب وتصوير جميل ولغة شاعرية

شكرا لك أيها الكريم

تحاياي

محمد الزهراوي أبو نوفل
12-02-2014, 02:06 AM
خيال خصب وتصوير جميل ولغة شاعرية

شكرا لك أيها الكريم

تحاياي

...............

الأستاذة الجليلة
ربيحة الرّفاعي

سعدْت بحضورِكِ الحميم

تقديري أيّتُها الودودة الكريمة
أنتِ كلّ الخير

أعتذِر عن هذا التّاخير
اللأ إرادي

عالي الودّ والاحتِرام

خلود محمد جمعة
13-02-2014, 12:18 AM
رأيت العشق يتلوى على ابواب غرناطة
ورأيت الحرف يتلون بهاء
كلمات بمعاني مائزة
دمت بخير
مودتي وتقديري

كاملة بدارنه
13-02-2014, 01:11 PM
هطول لغويّ فاض بالصّور الجميلة، والمشاعر المتدفّقة
بوركت
تقديري وتحيّتي

محمد الزهراوي أبو نوفل
17-02-2014, 11:15 PM
قيمة شعرية كبرى فحواها الخيال الخصب والأدوات اللغوية العفوية والصور الملفتة .
بوركت أيها الأديب
وشكرا لك على هذا الاهداء البالغ الروعة

........................

العزيزة الفاضِلة

بُشْرى العلَوي الإسماعيلي

أسْعَدني حضورَكِ وكم أنا مُشْتاق

لِدِفْء حرفِكِ البليغِ وسماع

دقّات نبْضِكِ النّقي
الحبيب

تقديري ومحبّتي

محمد الزهراوي أبو نوفل
17-02-2014, 11:25 PM
[COLOR="DarkSlateBlue"][SIZE="5"][CENTER]
رأيت العشق يتلوى على ابواب غرناطة
ورأيت الحرف يتلون بهاء
كلمات بمعاني مائزة
دمت بخير
مودتي وتقديري

..................
شُكرا لحضور الكريم

وللقِراءة وطلّتٍكِ الرائعة

عالي التّقْدير

محمد الزهراوي أبو نوفل
17-02-2014, 11:32 PM
[COLOR="Navy"][SIZE="5"][CENTER]هطول لغويّ فاض بالصّور الجميلة، والمشاعر المتدفّقة
بوركت
تقديري وتحيّتي

.................
الأستاذة كاملة..

ممتنّ لِحضورِكِ الكريم

ودِفْء بوْحِكِ العَطِر

كلّ المودّة وعالي
التّقدير