تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : صيد الخاطر لابن خيطر .. متجدد



على خيطر جمال الدين
30-04-2013, 09:43 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
هذه سلسلة سأتبع في سردها منهج ابن القيم -حفظه الله- في كتابه البديع الرائع ( صيد الخاطر) ، فأرجو من الله أن تنال إعجابكم ، والله الموفق .

*سألتُ نفسي يوما قائلا لها : يا نفسُ كم تحزنين إذا ما أصابك مكروه ؟! ، فربما كان أكثر مما رأيتِ ، فخففه الله عنك لدعاء سبق ، أو لمعروف مقدم ، أو لصدقة مخفية ، أولبر بوالدين ، أو ربما كان ابتلاءا ليُنظر هل تصبرين أم لا ، يا نفس أما كان لك قناعة وفرج في قوله تعالى " وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم " وقوله تعالى "فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا "
فالله الله في أفعالك ، فرب مكروه كان تقدمة لخير آت ...

عبد السلام دغمش
30-04-2013, 10:23 PM
أخي الحبيب
على معلوماتي فكتاب صيد الخاطر لأبي الفرج بن الجوزي فهل لابن القيم كتاب يحمل نفس العنوان؟
نرجو التوضيح
بورك فيك

على خيطر جمال الدين
01-05-2013, 09:55 PM
أخي الحبيب
على معلوماتي فكتاب صيد الخاطر لأبي الفرج بن الجوزي فهل لابن القيم كتاب يحمل نفس العنوان؟
نرجو التوضيح
بورك فيك
شكر الله لك أخي الكريم .
فعلا كتاب ( صيد الخاطر ) لابن الجوزي ، وكان ما ذكرته سبق قلم ...
دمت بخير وسلام.

على خيطر جمال الدين
01-05-2013, 09:57 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،

* تدبرتُ أحوال البشر وأفعالهم ، فوجدتُ أن النجاة كل النجاة في ملازمة الأدب ، فمن تأدب في جميع أحواله فاز وربح ربحا بلا خسران . هؤلاء سحرة فرعون لمّا تأدبوا مع نبي الله موسى حين قالوا له من باب الأدب "يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى "، فخيروه ابتداء ، فما كان من أمرهم إلا أن شرح الله صدرهم للإيمان به ...
وهذا رجل قد أمر الحجاج بقتله ، فقال للحجاج : لا جزاك الله عن السنة خيرا يا حجاج ! إن كنا قد أسأنا في الذنب ، فوالله ما أحسنتَ في العفو ، فإن الله تعالى يقول " حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء" ، فهذا يا حجاج قول الله في الكافرين ، فكيف بالمسلمين ؟! ، ، وما أحسن قول الشاعر :
وما نقتل الأسرى ولكن نفكهم *** إذا أثقل الأعناقَ حملُ القلائد
فما كان من أمر الحجاج إلا أن قال : اتركوه ، فوالله لولا أدبه لضُربت عنقه .
فيا لخلق هو زينة من غير حُليّ ، وهيبة من غير سلطان ، من تزين به علاه البهاء وكساه الوقار.

على خيطر جمال الدين
07-05-2013, 08:46 PM
*أهل النار*

تفكرتُ في حال أهل النار يوم القيامة ، وما يلاقونه من العذاب الشديد الأليم ، فقلتُ : اللهم أجرنا من النار ومن عذاب النار ، ومن كل عمل يقربنا إلى النار ، وذلك أن الله –سبحانه- جمع لأهل النار مع العذاب الحسي العذاب النفسي والوجداني أيضا ، وجمعتُ ذلك في عدة أمور ، منها أن عذاب أهل النار شديد مضاعف لا يفتر عنهم .قال تعالى "قالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ ۖ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا ۖ حَتَّىٰ إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ ۖ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَٰكِنْ لَا تَعْلَمُونَ"
وقال تعالى "إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون، لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون، وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين ".
ومنها أنهم يتمنون وقوع الموت من شدة خزي النار وعذابها ، فلا يُستجاب لهم ، ولا يُلتفت إليهم ، قال تعالى "وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ ۖ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ"
قال المفسرون : إن مالكا خازن النار تركهم ألف عام بعد هذا النداء لا يجيبهم ، ثم قال أجابهم قائلا " إنكم ماكثون "
وقال تعالى "والَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَىٰ عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا ۚ كَذَٰلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ"
ومنها أنهم يريدون الماء ويحتاجونه من شدة الظمأ ويطلبونه من أهل الجنة ، فلا يُعطونهم شيئا لأنه محرم عليهم . قال تعالى "وَنَادَىٰ أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ ۚ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ"

ومنها تمنيهم الرجوع إلى الدار الدنيا ليعملوا صالحا ، فلا يُلتفت إليهم أيضا . قال تعالى وَلَوْ تَرَى إِذْ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسهمْ عِنْد رَبّهمْ رَبّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَل صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ " وَقَالَ تَعَالَى " وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّار فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدّ وَلَا نُكَذِّب بِآيَاتِ رَبّنَا - إِلَى قَوْله - وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ " وَقَالَ تَعَالَى " وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوْا الْعَذَاب يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدّ مِنْ سَبِيل" وَقَالَ تَعَالَى " قَالُوا رَبّنَا أَمَتّنَا اِثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتنَا اِثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوج مِنْ سَبِيل " . وَقَالَ تَعَالَى " وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَل صَالِحًا غَيْر الَّذِي كُنَّا نَعْمَل أَوَلَمْ نُعَمِّركُمْ مَا يَتَذَكَّر فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمْ النَّذِير فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِير".
ومنها فوت تأسيهم بغيرهم من أهل النار ، فعادة الإنسان المُبتلى أنه يتأسى ويأنس بغيره ممن ابتُلوا بمثل ما ابتُلي به . قال تعالى " وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ"
وفي هذا من العذاب النفسي والجداني ما يكون وبالا عليهم .
ومنها الخلود الدائم في النار ، وعذابها الأليم ، وهذا الخلود فيه قطع الرجاء ، وخيبة الأمل ،فلا ينفع معه ندم ولا توسل ولا اعتذار ، ولا تجدي فيه شفاعة الشافعين ، ولا توسل المتوسلين . قال تعالى " قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون قال اخسئوا فيها ولا تكلمون"
وقال تعالى "إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون"
ومنها أنهم يلا قون من التهكم والسخرية ما يكون حسرة عليهم وندامة مثلما كانوا يفعلون في الدنيا ،وفي هذا من العذاب النفسي ما فيه . قال تعالى "فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون على الأرائك ينظرون .هل ثُوب الكفار ما كانوا يفعلون " وقال تعالى" وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ"
ومنها أن الله سيبدي لهم من صنوف العذاب مالم يكن في بالهم ولا في حسابهم . قال تعالى " وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لافْتَدَوْا بِهِ مِن سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ"
اللهم أجرنا من النار ومن خزيها ، ومن كل عمل يقربنا إليها...

على خيطر جمال الدين
29-05-2013, 06:12 PM
لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،

(رفقا بالقوارير )

عجبتُ لمن بُشر بالأنثى كيف يحزن ويغضب ؟! ، وكيف يظل وجهه مسودا وهو كظيم ؟! أليس هذا فضل من الله ونعمة ، وهبة ومنة ؟ . قيل بأن بُهلول المجنون دخل على أحد الخلفاء وقد بُشر بأنثى ،فغضب وحزن وترك الطعام والشراب ،فقال له بُهلول : ما هذا الحزن ؟ أجزعتَ لخلق سويّ أعطاكه رب العالمين ؟ أيسُرُّك أن مكا نها أبناءَ مثلي ؟!،فسُرّيَ عنه .
والأعجب منه أن يئد الرجل الأنثى من غير جرم ،ولا سابقة ذنب قال تعالى "وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت"،
وقد تحدث القرآن الكريم عن هذا الأمر قال تعالى " وإذا بشرأحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم . يتوارى من القوم من سوء مابشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألآ ساء مايحكمون "،وهذا الأمر عادة من عادات الجاهلية الموروثة فكانوا إما يمسكونهن على مذلة وحرمان ،فلا يعطونهن شيئا من الميراث ، وإما يقتلونهن أحياء دفنا في التراب ، وما زال إلى وقتنا هذا من يسير على نهجها ويقفو أثرها ،ولا حول ولا قوة إلا بالله ...
وأقول إن من الإناث لمن توزن بالآلآف المؤلفة من الرجال ، وإن من الذكور لمن يكون وبالا على أهله .في قصة الخضر وسيدنا موسى –عليهما السلام – انظر كيف قتل الخضر الغلام معللا قتله بأنه لو بقى حيا لأرهق والديه طغيانا وكفرا لأنهما كانا مؤمنين قال تعالى "وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا "
وما نجده من عقوق الذكور للوالدين أكثر بكثير مما نجده من عقوق الإناث للوالدين، وذلك لأن الطبع الأنثوي أكثر رحمة ورقة ولطفا من الطبع الذكوري ...

فالله اللهَ فيمن أوصى الرسول بهن في آخر حياته وهو على فراش الموت قائلا "الصلاة الصلاة .. و ما ملكت أيمانكم ...... الصلاة الصلاة و ما ملكت أيمانكم .... و كرر ذلك مرارا ......

ربيحة الرفاعي
29-05-2013, 11:26 PM
رأيت الأدب بمعنييه في المشاركة رقم "4"
فقد تأدب السحرة في حديث لموسى عليه السلام أدب خلق وسلوك
وتأدب من صدر بحقه قرار الحجاج بالموت أدب حرف لكنه لم يكن مهذبا حين قال "لا جزاك الله عن السنة خيرا يا حجاج ! إن كنا قد أسأنا في الذنب ، فوالله ما أحسنتَ في العفو "
***
اختيارات موفقة من مرجع عظيم لا يأتيه غير الحذق الفهيم
متابعون

على خيطر جمال الدين
04-06-2013, 04:09 PM
[QUOTE=ربيحة الرفاعي;831151]رأيت الأدب بمعنييه في المشاركة رقم "4"
فقد تأدب السحرة في حديث لموسى عليه السلام أدب خلق وسلوك
وتأدب من صدر بحقه قرار الحجاج بالموت أدب حرف لكنه لم يكن مهذبا حين قال "لا جزاك الله عن السنة خيرا يا حجاج ! إن كنا قد أسأنا في الذنب ، فوالله ما أحسنتَ في العفو "
***
اختيارات موفقة من مر
شكر الله لك جميل مرورك .
أظن أن الأمر التبس عليك أستاذتي ، فما أدلو به هنا إنما هو من بنيات أفكاري ، وصيد خواطري ، متمثلا بنفس فكرة ابن الجوزي-رحمه الله- , وليس ناقلا عنه .
"واتقوا الله ويعلمكم الله "

نداء غريب صبري
15-02-2014, 01:22 AM
واصل الصيد أخي
فهذه غنائم

شكرا لك

بوركت

خلود محمد جمعة
26-02-2014, 08:48 AM
تتصيد المواضيع بحرفية
بارك الله في صيدك فهو يثرينا
تابع نحن منصتون
دمت بخير مودتي وتقديري

مازن لبابيدي
07-04-2014, 08:29 AM
ذهبت تصطاد فحظيت بالجوهر .
أحسنت أخي الأديب الشاعر علي جمال الدين
سأتابع بحرص وشغف هذه الخواطر الرائعة .

تقديري وتحيتي

مازن لبابيدي
07-04-2014, 08:34 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،

* تدبرتُ أحوال البشر وأفعالهم ، فوجدتُ أن النجاة كل النجاة في ملازمة الأدب ، فمن تأدب في جميع أحواله فاز وربح ربحا بلا خسران . هؤلاء سحرة فرعون لمّا تأدبوا مع نبي الله موسى حين قالوا له من باب الأدب "يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى "، فخيروه ابتداء ، فما كان من أمرهم إلا أن شرح الله صدرهم للإيمان به ...
وهذا رجل قد أمر الحجاج بقتله ، فقال للحجاج : لا جزاك الله عن السنة خيرا يا حجاج ! إن كنا قد أسأنا في الذنب ، فوالله ما أحسنتَ في العفو ، فإن الله تعالى يقول " حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء" ، فهذا يا حجاج قول الله في الكافرين ، فكيف بالمسلمين ؟! ، ، وما أحسن قول الشاعر :
وما نقتل الأسرى ولكن نفكهم *** إذا أثقل الأعناقَ حملُ القلائد
فما كان من أمر الحجاج إلا أن قال : اتركوه ، فوالله لولا أدبه لضُربت عنقه .
فيا لخلق هو زينة من غير حُليّ ، وهيبة من غير سلطان ، من تزين به علاه البهاء وكساه الوقار.

قيمة رائعة حقا ، وليس كالأدب خصلة يؤتاها المرء بعد الإيمان والعلم وربما قبل الآخير .

أفهم من كلام سحرة فرعون التحدي والثقة وربما الاحتقار لما عنده من السحر ، غير أن خاطرتك تلفت النظر لتقدير آخر ، ولست على دراية بما قال المفسرون في ذلك .

تقديري أخي الحبيب

على خيطر جمال الدين
14-04-2014, 09:24 PM
ذهبت تصطاد فحظيت بالجوهر .
أحسنت أخي الأديب الشاعر علي جمال الدين
سأتابع بحرص وشغف هذه الخواطر الرائعة .

تقديري وتحيتي
شكر الله لك .
شهادتك هذه ستبقى وساما على صدري ماحييت .
طاب لي مرورك ، فلا حرمني الله إياه.
دمت في حفظ الله وكنفه .

على خيطر جمال الدين
15-04-2014, 09:07 PM
فضل العلم :

عجبت لمن عاش وأفنى عمره من غير كد وتعب ، ومن غير رغبة في تحصيل العلم النافع ، فهو ميت وإن كان في تعداد الأحياء ، فما العيش إلا عيش ذوي العلم لأنهم يستخدمون العلم على جميع حالاتهم ، فتراهم إن نزل بهم بلاء أوغم فزعوا وفروا إلى الله وهم يركبون مطية الصبر التي لا تدبر ، فلا يتمكن منهم شيطان من باب الجزع ، وتراهم إن نزل بهم رغد ويسر لا يركنون إليه بل يلوذون به بقدر الحاجة وهم منه على حذر ، لأنهم لا يأمنون أن ينقلب عليهم الزمان فيسلبهم ما أعطى ، فهم دائما على أهبة الاستعداد.
فالعاقل منْ ادخر من العلم ما ينفعه عند الحاجة والطلب ، واستعد للبلاء قبل أن يأتيه ، فلا يبغته فتقع حينئذ الحسرات .
والعلم أشرف من المال لأن المال ظل زائل ، والعلم باق ، ولأن المال أنت تحرسه ، والعلم يحرسك ، ولأن المال ربما ينفد في لحظات بالتلف والسرقة، أما العلم فهو راسخ في الذهن رسوخ الجبال الشامخة .

على خيطر جمال الدين
16-04-2014, 03:54 PM
إياك والعيبَ .

أكثر الخلق يعيبون البعض ولا ينظرون إلى عاقبة الأمر ، وتلك لعمري آفة البشر ، فيذهب البعض بمذمة غيره ولا يدري أنه ربما دارت عليه الكرة فأُصيب بمثل ما عاب به غيره.
وما من أحد عيّر غيره بنقيصة ، ولم يتب منها توبة نصوحا إلا أذاقه الله منها خصوصا العيوب الخِلقية التي لا شأن للإنسان بها ، ووالله لقد رأيتُ بأم عيني منْ عيّر غيره بعلة فما لبث أن أُصيب بها رغم تولي السنين ومرور الأيام.
وتدبرتُ الأمر في ذلك فرأيتُ أن الأمر راجع إلى الاعتراض والاستهزاء بقضاء الله كأن المعيِّر لم يعجبه قضاء الله في خلقه فمن ثمّ ذهب يعيبهم بما أجرى الله عليهم ، فكان الجزاء من جنس العمل .
فعلى الإنسان أن يبادر بالتوبة إذا وقع في مثل هذه الأمور ، فلا يأمن أن تدور عليه الكرة ، فكم منْ معيِّر أضحى مُعيَّرا .
والعاقل الفطن لو نظر إلى نفسه وما بها من عيوب ظاهرة وباطنة لشغله إصلاح ذلك عن مذمة غيره .لمّا سُئل أحد الصالحين : لم لا نراك تعيب أحدا ؟ . قال :

لستُ عن نفسي راضيا فأتفرغ لذم الناس !.
اللهم ارزقنا خلقا جميلا يمنعنا عن مذمة الناس ، واسترك بفضلك يا كريم عيوبنا.

محمد محمد أبو كشك
16-04-2014, 04:36 PM
جميلة جدا الفكرة ان شاء الله أتابعك اخي علي أكمل اخي الحبيب
كلمات رائعة وحكم ممتازة وقد ايقظت هذا الركن بعلمك ونثرك الرائع الذي لا يقل عن روعة شعرك

بهجت عبدالغني
16-04-2014, 06:09 PM
إياك والعيبَ .

أكثر الخلق يعيبون البعض ولا ينظرون إلى عاقبة الأمر ، وتلك لعمري آفة البشر ، فيذهب البعض بمذمة غيره ولا يدري أنه ربما دارت عليه الكرة فأُصيب بمثل ما عاب به غيره.
وما من أحد عيّر غيره بنقيصة ، ولم يتب منها توبة نصوحا إلا أذاقه الله منها خصوصا العيوب الخِلقية التي لا شأن للإنسان بها ، ووالله لقد رأيتُ بأم عيني منْ عيّر غيره بعلة فما لبث أن أُصيب بها رغم تولي السنين ومرور الأيام.
وتدبرتُ الأمر في ذلك فرأيتُ أن الأمر راجع إلى الاعتراض والاستهزاء بقضاء الله كأن المعيِّر لم يعجبه قضاء الله في خلقه فمن ثمّ ذهب يعيبهم بما أجرى الله عليهم ، فكان الجزاء من جنس العمل .
فعلى الإنسان أن يبادر بالتوبة إذا وقع في مثل هذه الأمور ، فلا يأمن أن تدور عليه الكرة ، فكم منْ معيِّر أضحى مُعيَّرا .
والعاقل الفطن لو نظر إلى نفسه وما بها من عيوب ظاهرة وباطنة لشغله إصلاح ذلك عن مذمة غيره .لمّا سُئل أحد الصالحين : لم لا نراك تعيب أحدا ؟ . قال :

لستُ عن نفسي راضيا فأتفرغ لذم الناس !.
اللهم ارزقنا خلقا جميلا يمنعنا عن مذمة الناس ، واسترك بفضلك يا كريم عيوبنا.




وأنا أشهد على ذلك ..
علمتني الحياة أن لا أعيب أحداً ، فقد رأيت المرء يصاب بما أعاب به غيره ..

صيدك ثمين
نفع الله بك

تحاياي وخالص دعواتي

نداء غريب صبري
17-04-2014, 02:02 AM
فضل العلم :

عجبت لمن عاش وأفنى عمره من غير كد وتعب ، ومن غير رغبة في تحصيل العلم النافع ، فهو ميت وإن كان في تعداد الأحياء ، فما العيش إلا عيش ذوي العلم لأنهم يستخدمون العلم على جميع حالاتهم ، فتراهم إن نزل بهم بلاء أوغم فزعوا وفروا إلى الله وهم يركبون مطية الصبر التي لا تدبر ، فلا يتمكن منهم شيطان من باب الجزع ، وتراهم إن نزل بهم رغد ويسر لا يركنون إليه بل يلوذون به بقدر الحاجة وهم منه على حذر ، لأنهم لا يأمنون أن ينقلب عليهم الزمان فيسلبهم ما أعطى ، فهم دائما على أهبة الاستعداد.
فالعاقل منْ ادخر من العلم ما ينفعه عند الحاجة والطلب ، واستعد للبلاء قبل أن يأتيه ، فلا يبغته فتقع حينئذ الحسرات .
والعلم أشرف من المال لأن المال ظل زائل ، والعلم باق ، ولأن المال أنت تحرسه ، والعلم يحرسك ، ولأن المال ربما ينفد في لحظات بالتلف والسرقة، أما العلم فهو راسخ في الذهن رسوخ الجبال الشامخة .


قرأت عن الشافعي أنه قال
رَأَيتُ العِلمَ صاحِبُهُ كَريمٌ
وَلَو وَلَدَتهُ آباءٌ لِئامُ
لَيسَ يزالُ يَرفَعُهُ إِلى أَن
يُعَظِّمَ أَمرَهُ القَومُ الكِرامُ
وَيَتَّبِعونَهُ في كُلِّ حالٍ
كَراعي الضَأنِ تَتبَعُهُ السَوامُ
فَلَولا العِلمُ ما سَعِدَت رِجالٌ
وَلا عُرِفَ الحَلالُ وَلا الحَرامُ

أتابعك وأنتفع

شك را لك أخي

بوركت

على خيطر جمال الدين
28-04-2014, 05:37 PM
إياك والعيبَ .

أكثر الخلق يعيبون البعض ولا ينظرون إلى عاقبة الأمر ، وتلك لعمري آفة البشر ، فيذهب البعض بمذمة غيره ولا يدري أنه ربما دارت عليه الكرة فأُصيب بمثل ما عاب به غيره.
وما من أحد عيّر غيره بنقيصة ، ولم يتب منها توبة نصوحا إلا أذاقه الله منها خصوصا العيوب الخِلقية التي لا شأن للإنسان بها ، ووالله لقد رأيتُ بأم عيني منْ عيّر غيره بعلة فما لبث أن أُصيب بها رغم تولي السنين ومرور الأيام.
وتدبرتُ الأمر في ذلك فرأيتُ أن الأمر راجع إلى الاعتراض والاستهزاء بقضاء الله كأن المعيِّر لم يعجبه قضاء الله في خلقه فمن ثمّ ذهب يعيبهم بما أجرى الله عليهم ، فكان الجزاء من جنس العمل .
فعلى الإنسان أن يبادر بالتوبة إذا وقع في مثل هذه الأمور ، فلا يأمن أن تدور عليه الكرة ، فكم منْ معيِّر أضحى مُعيَّرا .
والعاقل الفطن لو نظر إلى نفسه وما بها من عيوب ظاهرة وباطنة لشغله إصلاح ذلك عن مذمة غيره .لمّا سُئل أحد الصالحين : لم لا نراك تعيب أحدا ؟ . قال :

لستُ عن نفسي راضيا فأتفرغ لذم الناس !.
اللهم ارزقنا خلقا جميلا يمنعنا عن مذمة الناس ، واسترك بفضلك يا كريم عيوبنا.





أكثر الخلق يعيبون البعض ولا ينظرون إلى عاقبة الأمر ، وتلك لعمري آفة البشر ، فيذهب البعض بمذمة غيره ولا يدري أنه ربما دارت عليه الكرة فأُصيب بمثل ما أصيب به غيره.
وما من أحد عيّر غيره بنقيصة ، ولم يتب منها توبة نصوحا إلا أذاقه الله منها خصوصا العيوب الخِلقية التي لا شأن للإنسان بها ، ووالله لقد رأيتُ بأم عيني منْ عيّر غيره بعلة فما لبث أن أُصيب بها رغم تولي السنين ومرور الأيام.
وتدبرتُ الأمر في ذلك فرأيتُ أن الأمر راجع إلى الاعتراض والاستهزاء بقضاء الله كأن المعيِّر لم يعجبه قضاء الله في خلقه فمن ثمّ ذهب يعيبهم بما أجرى الله عليهم ، فكان الجزاء من جنس العمل ، وشيء آخر هو أن المعيِّر قد عُوفي ونسي شكر النعمة ، فقابل الإحسان إليه بالإساءة إلى خلق الله ، فكأن قد قيل له :

عافيناك فلم تؤد شكرنا ثم ذهبت تتتبع عورات غيرك !.

فعلى الإنسان أن يبادر بالتوبة إذا وقع في مثل هذه الأمور ، فلا يأمن أن تدور عليه الكرة ، فكم منْ معيِّر أضحى مُعيَّرا .
والعاقل الفطن لو نظر إلى نفسه وما بها من عيوب ظاهرة وباطنة لشغله إصلاح ذلك عن مذمة غيره .لمّا سُئل أحد الصالحين : لم لا نراك تعيب أحدا ؟ . قال :

لستُ عن نفسي راضيا فأتفرغ لذم الناس !.
اللهم ارزقنا خلقا جميلا يمنعنا عن مذمة الناس ، واسترك بفضلك يا كريم عيوبنا.

ناديه محمد الجابي
28-04-2014, 10:35 PM
*أهل النار*

تفكرتُ في حال أهل النار يوم القيامة ، وما يلاقونه من العذاب الشديد الأليم ، فقلتُ : اللهم أجرنا من النار ومن عذاب النار ، ومن كل عمل يقربنا إلى النار ، وذلك أن الله –سبحانه- جمع لأهل النار مع العذاب الحسي العذاب النفسي والوجداني أيضا ، وجمعتُ ذلك في عدة أمور ، منها أن عذاب أهل النار شديد مضاعف لا يفتر عنهم .قال تعالى "قالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ ۖ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا ۖ حَتَّىٰ إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ ۖ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَٰكِنْ لَا تَعْلَمُونَ"
وقال تعالى "إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون، لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون، وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين ".
ومنها أنهم يتمنون وقوع الموت من شدة خزي النار وعذابها ، فلا يُستجاب لهم ، ولا يُلتفت إليهم ، قال تعالى "وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ ۖ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ"
قال المفسرون : إن مالكا خازن النار تركهم ألف عام بعد هذا النداء لا يجيبهم ، ثم قال أجابهم قائلا " إنكم ماكثون "
وقال تعالى "والَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَىٰ عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا ۚ كَذَٰلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ"
ومنها أنهم يريدون الماء ويحتاجونه من شدة الظمأ ويطلبونه من أهل الجنة ، فلا يُعطونهم شيئا لأنه محرم عليهم . قال تعالى "وَنَادَىٰ أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ ۚ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ"

ومنها تمنيهم الرجوع إلى الدار الدنيا ليعملوا صالحا ، فلا يُلتفت إليهم أيضا . قال تعالى وَلَوْ تَرَى إِذْ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسهمْ عِنْد رَبّهمْ رَبّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَل صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ " وَقَالَ تَعَالَى " وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّار فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدّ وَلَا نُكَذِّب بِآيَاتِ رَبّنَا - إِلَى قَوْله - وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ " وَقَالَ تَعَالَى " وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوْا الْعَذَاب يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدّ مِنْ سَبِيل" وَقَالَ تَعَالَى " قَالُوا رَبّنَا أَمَتّنَا اِثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتنَا اِثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوج مِنْ سَبِيل " . وَقَالَ تَعَالَى " وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَل صَالِحًا غَيْر الَّذِي كُنَّا نَعْمَل أَوَلَمْ نُعَمِّركُمْ مَا يَتَذَكَّر فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمْ النَّذِير فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِير".
ومنها فوت تأسيهم بغيرهم من أهل النار ، فعادة الإنسان المُبتلى أنه يتأسى ويأنس بغيره ممن ابتُلوا بمثل ما ابتُلي به . قال تعالى " وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ"
وفي هذا من العذاب النفسي والجداني ما يكون وبالا عليهم .
ومنها الخلود الدائم في النار ، وعذابها الأليم ، وهذا الخلود فيه قطع الرجاء ، وخيبة الأمل ،فلا ينفع معه ندم ولا توسل ولا اعتذار ، ولا تجدي فيه شفاعة الشافعين ، ولا توسل المتوسلين . قال تعالى " قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون قال اخسئوا فيها ولا تكلمون"
وقال تعالى "إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون"
ومنها أنهم يلا قون من التهكم والسخرية ما يكون حسرة عليهم وندامة مثلما كانوا يفعلون في الدنيا ،وفي هذا من العذاب النفسي ما فيه . قال تعالى "فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون على الأرائك ينظرون .هل ثُوب الكفار ما كانوا يفعلون " وقال تعالى" وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ"
ومنها أن الله سيبدي لهم من صنوف العذاب مالم يكن في بالهم ولا في حسابهم . قال تعالى " وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لافْتَدَوْا بِهِ مِن سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ"
اللهم أجرنا من النار ومن خزيها ، ومن كل عمل يقربنا إليها...


اللهم أجرنا من النار** اللهم أجرنا من النار** اللهم أجرنا من النار**
وجميع المسلمين والمسلمات
الأحياء منهم والأموات . . .

اللهم حرم لحمي و جلدي و عظمي و شعري من نار جهنم

اللهم حرم لحم و جلد و عظم و شعر كل من قرأ هذا الدعـــــــاء من نار جهنم ..

اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا. . .

((اللهم ارحم موتانا و موتى المسلمين و اجعل الفردوس نزلا لهم ))

ناديه محمد الجابي
28-04-2014, 10:47 PM
فضل العلم :

عجبت لمن عاش وأفنى عمره من غير كد وتعب ، ومن غير رغبة في تحصيل العلم النافع ، فهو ميت وإن كان في تعداد الأحياء ، فما العيش إلا عيش ذوي العلم لأنهم يستخدمون العلم على جميع حالاتهم ، فتراهم إن نزل بهم بلاء أوغم فزعوا وفروا إلى الله وهم يركبون مطية الصبر التي لا تدبر ، فلا يتمكن منهم شيطان من باب الجزع ، وتراهم إن نزل بهم رغد ويسر لا يركنون إليه بل يلوذون به بقدر الحاجة وهم منه على حذر ، لأنهم لا يأمنون أن ينقلب عليهم الزمان فيسلبهم ما أعطى ، فهم دائما على أهبة الاستعداد.
فالعاقل منْ ادخر من العلم ما ينفعه عند الحاجة والطلب ، واستعد للبلاء قبل أن يأتيه ، فلا يبغته فتقع حينئذ الحسرات .
والعلم أشرف من المال لأن المال ظل زائل ، والعلم باق ، ولأن المال أنت تحرسه ، والعلم يحرسك ، ولأن المال ربما ينفد في لحظات بالتلف والسرقة، أما العلم فهو راسخ في الذهن رسوخ الجبال الشامخة .


فضل العلم على المال ( إبن القيم )

احدها: ان العلم ميراث الانبياء والمال ميراث الملوك والاغنياء
والثاني: ان العلم يحرس صاحبه وصاحب المال يحرس ماله
والثالث : ان المال تذهبه النفقات والعلم يزكوا على النفقة
الرابع : ان صاحب المال إذا مات فارقه ماله والعلم يدخل معه قبره
الخامس : ان العلم حاكم على المال والمال لا يحكم على العلم
السادس : ان المال يحصل للمؤمن والكافر والبر والفاجر والعلم النافع لا يحصل الا للمؤمن
السابع : ان العالم يحتاج اليه الملوك فمن دونهم وصاحب المال إنما يحتاج اليه اهل العدم والفاقة
الثامن : ان النفس تشرف وتزكو بجمع العلم وتحصيله وذلك من كمالها وشرفها والمال يزكيها ولا يكمله ولا يزيدها صفة كمال بل النفس تنقص وتشح وتبخل بجمعه والحرص عليه فحرصها على العلم عين كمالها وحرصها على المال عين نقصها
التاسع : ان المال يدعوها الى الطغيان والفخر والخيلاء والعلم يدعوها إلى التوضع والقيام بالعبودية فالمال يدعوها الى صفات الملوك والعلم يدعوها الى صفات العبيد
العاشر : ان العلم جاذب موصل لها الى سعادتها التي خلقت لها والمال حجاب بينها وبينها
الحادي عشر : ان غني العلم اجل من غني المال فإن غني المال غنى بامر خارجي عن حقيقة الانسان لو ذهب في ليلة اصبح فقيرا معدما وغني العلم لا يخشى عليه الفقر بل هو في زايدة ابدا فهو الغني العالي حقيقة كما قيل
غنيت بلا مال عن الناس كلهم ... وان الغني العالي عن الشيء لا به
الثاني عشر : ان المال يستعبد محبه وصاحبه فيجعله عبدا له كما قال النبي صلى الله عليه و سلم تعس عبد الدينار والدرهم الحديث والعلم يستعبده لربه وخالقه فهو لا يدعوه إلا الى عبودية الله

ناديه محمد الجابي
28-04-2014, 10:52 PM
إياك والعيبَ .

أكثر الخلق يعيبون البعض ولا ينظرون إلى عاقبة الأمر ، وتلك لعمري آفة البشر ، فيذهب البعض بمذمة غيره ولا يدري أنه ربما دارت عليه الكرة فأُصيب بمثل ما عاب به غيره.
وما من أحد عيّر غيره بنقيصة ، ولم يتب منها توبة نصوحا إلا أذاقه الله منها خصوصا العيوب الخِلقية التي لا شأن للإنسان بها ، ووالله لقد رأيتُ بأم عيني منْ عيّر غيره بعلة فما لبث أن أُصيب بها رغم تولي السنين ومرور الأيام.
وتدبرتُ الأمر في ذلك فرأيتُ أن الأمر راجع إلى الاعتراض والاستهزاء بقضاء الله كأن المعيِّر لم يعجبه قضاء الله في خلقه فمن ثمّ ذهب يعيبهم بما أجرى الله عليهم ، فكان الجزاء من جنس العمل .
فعلى الإنسان أن يبادر بالتوبة إذا وقع في مثل هذه الأمور ، فلا يأمن أن تدور عليه الكرة ، فكم منْ معيِّر أضحى مُعيَّرا .
والعاقل الفطن لو نظر إلى نفسه وما بها من عيوب ظاهرة وباطنة لشغله إصلاح ذلك عن مذمة غيره .لمّا سُئل أحد الصالحين : لم لا نراك تعيب أحدا ؟ . قال :

لستُ عن نفسي راضيا فأتفرغ لذم الناس !.
اللهم ارزقنا خلقا جميلا يمنعنا عن مذمة الناس ، واسترك بفضلك يا كريم عيوبنا.





يقول الله تعالى : " ياأيها الذين آمنوا لايسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولانساءٌ من نساءٍ عسى أن يكن خيراً منهن ولاتلمزوا أنفسكم ولاتنابزوا بالألقاب بئس الإسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون "

سبحان الله العظيم ...... الذي يرى حالنا لا يكاد يصدق أن هذه آية في قرآننا نزلت علينا نحن المسلمين بكل ما تحمل من تحذير ونهي شديد عن هذه السلوكيات الذميمة ولا يكاد يصدق أننا نتلوها فلنتأملها وتطرق أسماعنا ولكن لانعيها بكل أسف.

ناديه محمد الجابي
28-04-2014, 11:01 PM
وقت رائع ممتع قضيته مع خواطرك وتأملاتك
بورك فكرك ونبضك وحكمتك التي جادت بها قريحتك
أيها المغرد شعرا وأدبا وفكرا
نور الله قلبك بالعلم والدين
وشرح صدرك بالهدى واليقين
وحشرك بجوار النبى الأمين.

على خيطر جمال الدين
29-04-2014, 08:16 PM
فضل العلم على المال ( إبن القيم )

احدها: ان العلم ميراث الانبياء والمال ميراث الملوك والاغنياء
والثاني: ان العلم يحرس صاحبه وصاحب المال يحرس ماله
والثالث : ان المال تذهبه النفقات والعلم يزكوا على النفقة
الرابع : ان صاحب المال إذا مات فارقه ماله والعلم يدخل معه قبره
الخامس : ان العلم حاكم على المال والمال لا يحكم على العلم
السادس : ان المال يحصل للمؤمن والكافر والبر والفاجر والعلم النافع لا يحصل الا للمؤمن
السابع : ان العالم يحتاج اليه الملوك فمن دونهم وصاحب المال إنما يحتاج اليه اهل العدم والفاقة
الثامن : ان النفس تشرف وتزكو بجمع العلم وتحصيله وذلك من كمالها وشرفها والمال يزكيها ولا يكمله ولا يزيدها صفة كمال بل النفس تنقص وتشح وتبخل بجمعه والحرص عليه فحرصها على العلم عين كمالها وحرصها على المال عين نقصها
التاسع : ان المال يدعوها الى الطغيان والفخر والخيلاء والعلم يدعوها إلى التوضع والقيام بالعبودية فالمال يدعوها الى صفات الملوك والعلم يدعوها الى صفات العبيد
العاشر : ان العلم جاذب موصل لها الى سعادتها التي خلقت لها والمال حجاب بينها وبينها
الحادي عشر : ان غني العلم اجل من غني المال فإن غني المال غنى بامر خارجي عن حقيقة الانسان لو ذهب في ليلة اصبح فقيرا معدما وغني العلم لا يخشى عليه الفقر بل هو في زايدة ابدا فهو الغني العالي حقيقة كما قيل
غنيت بلا مال عن الناس كلهم ... وان الغني العالي عن الشيء لا به
الثاني عشر : ان المال يستعبد محبه وصاحبه فيجعله عبدا له كما قال النبي صلى الله عليه و سلم تعس عبد الدينار والدرهم الحديث والعلم يستعبده لربه وخالقه فهو لا يدعوه إلا الى عبودية الله


شكر الله لك أستاذتنا الفاضلة ،

معلومات قيمة ونافعة .
لا حرمني الله من كثير مرورك وزيادتك الطيبة .
دمت بخير وسلام .

على خيطر جمال الدين
29-04-2014, 08:19 PM
وقت رائع ممتع قضيته مع خواطرك وتأملاتك
بورك فكرك ونبضك وحكمتك التي جادت بها قريحتك
أيها المغرد شعرا وأدبا وفكرا
نور الله قلبك بالعلم والدين
وشرح صدرك بالهدى واليقين
وحشرك بجوار النبى الأمين.
شكر الله لك أستاذتي الكريمة .
تقبل الله طيب دعائك ،ولك بمثل ما دعوت به وأكثر .
أخجلتني بجميل قولك وحسن تواضعك !.
حفظكِ الله ورعاكِ .

محمد محمد أبو كشك
29-04-2014, 08:47 PM
جميل هذا الموضوع استمر اخي علي نحن متابعون لصيدك الثمين

على خيطر جمال الدين
17-06-2014, 06:45 PM
( آفة العامّة)


ما رأيت آفة تضر بالدين والدنيا معا كمثل جهل العامة ، وذلك أنهم لا يُحسنون علم الدين ، فتراهم يتخبطون في حياتهم ، ولا يراعون حلالا ولا ينكرون حراما ، فإذا نصحت أحدهم في أمر أعرض عنك بجانبه قائلا : الدين دين قلوب ، والمهم النية ، وهذا القائل الغاشم لو كُشفت له الحقائق تبين له سواد قلبه وسوء نيته ، ولو كانت نيته صحيحة لراعى حقوق الله في أفعاله وأقواله ، وتحرى الحلال في كل ما يأتيه .
وهم مطايا إبليس عليه لعنة الله ، فبهم يتم أمره من حيث انتشار الجهل وقلة العلم والورع، والوقوف في وجه الدعاة إلى الله ، فهم صيد سهل ويسير ، فلا يزال إبليس - عليه لعنة الله - يستدرجهم حتى يلوي أعناقهم ويوقعهم في شرك الضلال ، وربما أوقعهم في الكفر والعياذ بالله فضلا عمّا يوقعهم فيه من الآثام والعقوبات الدنيوية العاجلة لجهلهم واستخفافهم ..
ومن آفاتهم أيضا إضرارهم بأهل العلم لأنهم في واد وأهل العلم في واد آخر ، فلا يذهب أهل العلم مذهبا إلا سلكوا مذهبا آخر ، فهم أقرب إلى الحكام الظالمين يطيعون أمرهم ويتوددون إليهم ، فهم بذلك من أعوان الظالمين .
والناظر بعين الحقيقة إلى ما جرى في مصر في الآونة الأخيرة يرى أن الأداة الحقيقية والقوية التي استخدمها هؤلاء الظالمين الطغاة إنما كانت بسوء جهل هؤلاء العامة وبغشاوة أهل العلم أيضا ممن ران وطبع الله على قلوبهم ،فهم كثيرون ، وبكثرتهم تقوى قبضة الظالمين لأنهم يستخدمونهم وقت الحاجة ..
ولا يظن أحد ممن أيد هذا الظلم بكل أنواعه من قتل وحرق وسجن وزور وبهتان أنه سيسلم يوم القيامة إن سلم في الدنيا ،كلا والله .." ستكتب شهادتهم ويسألون ".
والتأييد أنواع : منهم من أيد بيده ، ومنهم من أيد بلسانه ، ومنهم من أيد بقلبه ، وذلك أضعف الخذلان والنكران !.
اللهم إنا نسألك فرجا قريبا ، وأن تأخذ الظالمين أخذ عزيز مقتدر .
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

مازن لبابيدي
25-06-2014, 05:29 AM
كلام صحيح إلى حد كبير ، إلا أنه من الإجحاف نسبة الجميع إلى سوء النية . الجهل نعم ألد أعداء الأمم وكانت أول كلمات القرآن "اقرأ" ، وإن العلم بأساسيات الدين مع حسن النية والتقوى تكفي المؤمن لينجو من الهلاك وينأى عن الزلل مع حاجته للسؤال فيما لا يعلم ، وقد رأينا من المتعلمين المثقفين مواقف يندى لها الجبين بينما اهتدى بعض البسطاء (ولا أقول الجهلاء) إلى الحق بسلامة فطرتهم ونقاء طويتهم ووقوفهم على الحق . أما عن الأحداث فهناك عوامل أخرى تضيف إلى الجهل دافعا للحيد عن جادة الحق مثل الخوف والطمع والاشتغال بضرورات الحياة ، ولا ننسى أن الكثير من أهل الحق لا تصل أصواتهم إلينا ، بينما يجعجع الباطل في محافل العهر والتضليل .

أحييك أخي علي ، بارك الله في فكرك وسددك على صراطه المستقيم .