المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وأفلت الحلم



عبد الله راتب نفاخ
01-05-2013, 12:10 PM
وأفلت الحلم:

أسند رأسه إلى وسادته، أغمض عينيه، حسب أن الحلم الذي سيراه قادر على أن يكسر ما اعتراه من قلق، دنيا الأحلام مفزعه الوحيد، كانت كذلك ولم تزل.
فرّ منه الحلم، أخذ يتقافز، لاحقه في دنيا العتمة المحيطة به لكن دون أن يصل إليه.
- الحق به .... لا بد أن تمسكه.
- تراجع ... فواضح أن إمساكك به مستحيل.
- اقبض عليه،فمن دونه لن تذوق طعم الحياة.
- تسلَّ عنه، وابحث عما يجدد حياتك غيره.
الأصوات المسعورة تلاحقه من كل جهة حتى تحجَّر دماغه، يغلبه الكلال، والحلم يمعن في الابتعاد ثم يغيب عن مرأى عينيه.
التفت متهالكاً إلى الوراء ليعود إلى حيث كان، فاجأه اختفاء الدرب الذي أتى منه، ومن أمامه انقطعت الطريق نحو الحلم وغاب مسربها.
دار حول نفسه مراراً، لكن كان عليه أن يعترف بالحقيقة الموغلة في المرارة آخر الأمر، أن كل دروبه قد ذهبت مع الريح، ولم يبق له إلا المساحة الواقف عليها وحدها، دون أن يتسنى له إبصار شيء من حوله غيرها.

أحمد عيسى
01-05-2013, 01:44 PM
وذلك يحدث لمن لا يلحق بحلمه ، فلا هو رضي بأن يبقى دون أن يحلم ، ولا هو تابع حلمه الى نهايته ، وظل في منتصف الطريق

الأديب القدير : عبدالله راتب نفاخ

حرفك راق وقصك سامق

تقبل مودتي واعجابي المستمر بكل ما تكتب

كاملة بدارنه
01-05-2013, 03:23 PM
ولم يبق له إلا المساحة الواقف عليها وحدها، دون أن يتسنى له إبصار شيء من حوله غيرها.

حين لا يبقى سوى المساحة للوقوف فقط فهذا يعني التّقييد وانتزاع الحريّة، عندئذ لن تكون الأحلام إلّا ضمن إطار الدّائرة الضّيقة
قصّة تحمل بين طياتها الكثير
بوركت
تقديري وتحيّتي

براءة الجودي
01-05-2013, 10:19 PM
إن كان صاحب عزيمة فلن يرضخ للمساحة الضيقة التي تجبره على سجن نفسه وانفلات الحلم من بين يديه وهو واقف مشدوه ينتظرُ من يشجعه من تلك الاصوات وكل صوتٍ يُدلي برأيه مما جعله يتحير ولايعلم مالذي يفعله , والعاقل الحكيم الذي يدرك مايريد بالضبط لاينتظر رأي الآخرين في مسألة أحلامه وطموحه , إن كان صادقا في تحقيقها سيتمسك بها بشدة ويركض وراءها أو سيركض في كل طريق يؤدي إليها وسيسعى ويسأل الدليل في طريقه إليها .
لكن في الحقيقة هناك أحلام قد نحرص ونتمسك بها ونريدها ولكن يقدر الله ويشاء أن تأتي ظروف قهرية أكبر من أن تستطيع التحكم بها وليست بإرادتك فتمنعك عن تحقيق هذا الحلم ..
فهل ياترى صاحب الهمة يستسلم ؟
كلا , بل سينتقل إلى حلم آخر يحققه قد يؤدي مستقبلا إلى تحقيق حلمه الأول مستقبلا وقد لايؤدي إليه , لربما يكره مايفعله الآن ويريد حلمه الأول مصمما عليه ولكن لله حكمة في كل شئ والخيرة فيما يختاره الله قد نجهل نحن البشر الحكمة منه ( وعسى أن تكرهواشيئا وهوخير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لاتعلمون) فتأملوا ياأولي الأبصار !
تقديري

عبد الله راتب نفاخ
05-05-2013, 10:53 AM
وذلك يحدث لمن لا يلحق بحلمه ، فلا هو رضي بأن يبقى دون أن يحلم ، ولا هو تابع حلمه الى نهايته ، وظل في منتصف الطريق

الأديب القدير : عبدالله راتب نفاخ

حرفك راق وقصك سامق

تقبل مودتي واعجابي المستمر بكل ما تكتب



أخي الغالي الكريم
كم يشرفني مرورك وإعجابك
ودوماً أنت للخير مصدر
حياك الله وبياك

عبد الله راتب نفاخ
05-05-2013, 10:54 AM
حين لا يبقى سوى المساحة للوقوف فقط فهذا يعني التّقييد وانتزاع الحريّة، عندئذ لن تكون الأحلام إلّا ضمن إطار الدّائرة الضّيقة
قصّة تحمل بين طياتها الكثير
بوركت
تقديري وتحيّتي


سلمكم الله أستاذتي
ودوماً في قراءتكم عمق
سلمتم ودمتم
أسعدكم الله

محمد الشرادي
05-05-2013, 11:00 AM
وأفلت الحلم:

أسند رأسه إلى وسادته، أغمض عينيه، حسب أن الحلم الذي سيراه قادر على أن يكسر ما اعتراه من قلق، دنيا الأحلام مفزعه الوحيد، كانت كذلك ولم تزل.
فرّ منه الحلم، أخذ يتقافز، لاحقه في دنيا العتمة المحيطة به لكن دون أن يصل إليه.
- الحق به .... لا بد أن تمسكه.
- تراجع ... فواضح أن إمساكك به مستحيل.
- اقبض عليه،فمن دونه لن تذوق طعم الحياة.
- تسلَّ عنه، وابحث عما يجدد حياتك غيره.
الأصوات المسعورة تلاحقه من كل جهة حتى تحجَّر دماغه، يغلبه الكلال، والحلم يمعن في الابتعاد ثم يغيب عن مرأى عينيه.
التفت متهالكاً إلى الوراء ليعود إلى حيث كان، فاجأه اختفاء الدرب الذي أتى منه، ومن أمامه انقطعت الطريق نحو الحلم وغاب مسربها.
دار حول نفسه مراراً، لكن كان عليه أن يعترف بالحقيقة الموغلة في المرارة آخر الأمر، أن كل دروبه قد ذهبت مع الريح، ولم يبق له إلا المساحة الواقف عليها وحدها، دون أن يتسنى له إبصار شيء من حوله غيرها.

أهلا أخي عبد الله.

لاحلم ليس مقصورا على الإنسان وحده، لكن الإنسان يمتاز بقدرته على أن يحكي جلنه...على أن يفسره...على ان يوظفه. لكن تهرب الأحلام منا و تضيع دروبنا و نبقى سجناء في حلقة ضيقة تغدو الحياة صعبة لا تطاق إذ بالحلم نخفف من توتراتنا...نقوي عزائمنا...نعطي معنى لكدنا...
صدقني أن النص من العيار الثقيل أخي.
تحياتي

الفرحان بوعزة
07-05-2013, 12:31 AM
بطل يتوهم أن الأحلام سوف تكسر سلطة القلق وتساهم في تغيير الواقع ، بطل لم يستطع أن يكون فاعلا في تغييره .. وهو لا يدري أن الأحلام تبقى ثابتة ورابضة في مكانها ما لم تتدخل الذات في تفعيلها وتحويلها إلى أفكار واضحة تترجم الواقع إلى فعل وسلوك ..
الأحلام تزيد من وتيرة القلق والتوتر عندما تشكل نفسها وتصبح محشوة برموز وطلاسم مقلقة أكثر نظراً لصعوبة تأويلها وتكييفها مع الطموحات التي تتماشى مع الواقع ..
والواقع أن البطل تعمد النوم لأنه لم يستطع أن يواجه أحلامه الحقيقية ، فتخيل أنها سوف تفتح له باب حلول عديدة ..
بطل جرى وراء أحلامه سواء كان واعياً أم غارقاً في نومه ، فتخيل أن أحلامه تهرب منه ولا يستطيع ملاحقتها ، تبتعد وتبتعد وهو يبقى في مساحة ضيقة ..
بطل يحتاج إلى قوة دافعة لتغيير خططه ، يحتاج إلى عزيمة لتطويع أحلامه وإخضاعها إلى قدراته وكفاءته ..لذلك نجده أنه لم يبرح مكانه كأنه لا زال في نقطة البداية ..
بطل هرب من واقعه المقلق والتجأ إلى النوم عنوة عسى أن يستمتع بلحظة الوصول إلى نتيجة تفرحه وترضيه ، وثق في الحلم ولم يثق في نفسه وذاته وقدراته الصامتة ..
أعجبتني طريقة تسريع السرد لمواكبة حركة وسرعة الزمن ، فكل شيء يتحرك من حوله ما عدا هو الذي بقي ثابتاً في مكانه مما يدل على فشله في الوصول إلى حل يتطابق مع الواقع من خلال أحلامه ..فأحلامه منفلتة منه في الواقع فكيف يعمل على تحقيقها في النوم ..؟
جميل أن يغوص الإبداع في متاهات النفس والذات والفكر والحلم في اليقظة والنوم الذي هو جزء من حياتنا ..
جميل ما كتبت وأبدعت أخي عبد الله ..
محبتي الخالصة ..
الفرحان بوعزة ..

آمال المصري
09-05-2013, 04:58 AM
رغم المقولة " لو بطلنا نحلم نموت " إلا أنه لايمكن أن نطلق ساقينا لرياح الأحلام تلفنا في دواماتها لتحجمنا وتحد من مساحة طموحاتنا
نص ثر الفكرة والمحمول واختزال رائع صيغ بذكاء أديبنا الفاضل
بوركت واليراع
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

محمد نعمان الحكيمي
17-05-2013, 01:21 AM
مررت على هذا المقام و صليت

لي عودة لقراءة النص و الاستمتاع بإبداعك مبدعنا الجميل


دمت نديا

كريمة سعيد
17-05-2013, 03:30 PM
قصة جميلة تحمل أبعادا إنسانية سامية
لقد ذكرتني بقصة الغراب الذي أراد أن يقلد مشية الطاووس...فلا هو احتفظ بمشيته ولا هو عرف محاكاة مشية الطاووس ...
لا بد من التشبث بما هو ممكن والسعي إلى تحقيقه لا الاكتفاء بالأحلام والضياع بينها وبين الواقع، فلا نبلغ الحلم ولا نعيش الواقع بما يتطلب وتقتضيه قيمنا...
راقني الإبحار مع حرفك الشامخ أيها الأديب الراقي
تقديري

ربيحة الرفاعي
05-06-2013, 02:41 PM
الهروب للحلم طريقة سلبية في اختيار الموت رفضا للواقع

نص موفق الطرح ساير بسرده المضمون وواكب بتسارعه ضرورة التناغم الانفعالي بين الحدث والفكرة يسير الكاتب بقارئه نحوها

دمت بخير أيها الكريم

تحاياي

الطنطاوي الحسيني
05-06-2013, 04:02 PM
يا اديبنا الحبيب لن يهرب الحلم
انما هو هرب من ذاته
لابد من المتابعة ولو كان الحلم بعيد المنال فسياتي يوما يتعب الحلم و يستند على كاهل احد فلن يجد الا كاهل من تعب و اجتهد ولحق به
اخي الحبيب الحلم و الامل عقيدة فلابد من التشبث بهما
اعانكم الله
راقني ما نقش قلمك الذهبي
دمت مبدعا ابدا

نداء غريب صبري
23-06-2013, 11:50 PM
ضاقت على المساحة حتى تحولت لزنزانة يقف عليها
قصة رائعة وتصوير أوضح وأدق من المعقول

شكرا لك أخي

بوركت