تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : بغْداد امْرأة الكَبائِر



محمد الزهراوي أبو نوفل
02-05-2013, 03:35 AM
بغْداد
امْرأة الكَبائِر

لوْ لاها ما
خَفقَ العِشْقُ
هِيَ جِدارِيّةُ
الصّبْحِ مُكلّلةَ
الجَبينِ البَهِي.
ترْتَسِمُ ظِلاًّ..
تَرْتقُ جُرْحاً يَكبُرُ
وَتَصْهلُ
في الّرّيحِ.
لها تَسْريحةُ
بَحْرِ تَموجُ بينَ
العِبارة والعَبيرِ.
مِنْها الأبْيَضُ
يَمْتَدُّ تَنُزُّ نَبيذاً.
اَلْهَمُّ الجارِحُ..
يَأكُلُ ثَدْيَيْها !
غجَرِيّةَ الأضْدادِ
والرّغَباتِ..
اَلْبَحْرُ
هِيَ والدّهْر.
بِسَوالِفِها
تُطَوِّقُ عُمْري..
امْرأةٌ وحيدة !
بغْدادُ غيرُ دَمٍ
مُتْرِبٍ أوْ ..
قواريرُ طيـنٍ.
بِرِياحي
أحْرُثُها ياسَميناً
وَجْهُها في كُلِّ
الصّوَرِ مِلْءُ عيْنَيَّ
كُلُّ النِّساءِ
مودَعاتٌ في
بَسَماتِها البَعيدة
كُلُّ صِفاتِ
الخَيْلِ فيها..
ما أكْثَرَ ما أغاضَ
كُحْلُها حُسّاداً
وأوْدَتْ بِعُشّاقٍ !
في بَراري الحُلْمِ..
أفْسَدوا الْموَدّةَ بيْنَها
وَبيْني حتَى جَفتْني
الغَجَريّةُ وطَوّحتْ
بي جِراحُها
في غِنـاءٍ !
ترْعى الوُعولَ..
تُكَفْكِفُ
دمْعَتيْنِ في خنْدقٍ
وَسِوى الرّومِ لا
يَزالُ يَتَرَبّصُ
بِاغْتِصابِها الرّومُ.
توغِلُ في شُجوني..
وما زِلْتُ بَعيداً.
ها نَهاراتُها تُشاكِسُ
يَأْسي وَوُرودُها
تُقاوِم ُالذّبولَ في
شَكْلِ القَصيدَةِ.
أغيبُ أسْتَقْصي..
مُنْعَزِلاً صَواعِقَها
في البحْـر.
في مَراسِمِ ذَبْحِها
تَحَسّسْتُ نبْضي
وهاطِلاً ..
خلخالُها اليَعْرُبِيُّ
في الضّلوعِ.
لَمْ أنَمْ بعْدُ..
إذْ لَمْ تفْهَمِ
النّيرانُ غاياتي
ولمْ تُفارِقْ دمي.
أرْسُمُها سابِحَةً
كَما أشْتَهي
فـي بياضٍ
وَسَماءٍ خَضْراءَ.
كَمْ وَكمْ أنا
هَرِمٌ أمامَها في
انْتِظارِ الصُّبْح.
فَلْياتِ الصّقيعُ..
قُرْبَ شَهْرزاد أنا
لا أشْعُرُ بِالْبَرْدِ.
وَحْدي أزْحَفُ..
أتعَبَتْني الْحُفَرُ أُطارِدُ
ضَمْآنَ ضَراوَةَ
عُرْيِها الْمَخْمورِ.
أتَبَعْثَرُ على حَصاها
معَ َ وَجَعـي !
يُزَلْزِلُني النّهْدُ..
مِن مَناحاتِها تُلَوِّحُ
لي نَجْمَةُ اللّيالي..
بِرِياحي أحْرُثُها
تَسْتَعِرُ..
أعْراسُ غَدِها
فـي جَوانِحي.
وَكُلُّ أحْلامِها
وَدِمائي تُهْدَرُ
فـي رِياحٍ ! ؟
لمْ يُفْنِها الجَرادُ
ولنْ تتْرُكَ الخَنْدَقَ..
فما أكْثَرَ ما أغْوَتْ
بِلياليها الْمُلوكَ !
وَبِمِلاحِها أثارَتِ
السِّنْدِبادَ وَالْجُنْد.
تُناديكُمْ..
والسّعفُ يَحْتَدِمُ
لِفَك طَوْقِ الحِصار.
لَها في المَسافاتِ
الوَهَجُ البِكْر.
كُلُّ الكُؤوسِ
أرَقْتُها مِنْ أجْلِ
فِتْنَةِ هذه الأنْثى !
وَ(ما وَجْدُ ثَكْلى
مثْل وجْدي..)
واقِعٌ أنا تحْتَ رَحى
حُزْنِها الثّقيلَةِ !
هِيَ أحِبّائي وَسُماّري
يَداها أصْباحٌ ماطِرَة
توجِزُ شُموساً في
عتْمَةِ الليْل..
هاهُمْ أوْلاءِ يَحْرَقونَ
بابِلَ أرْضَ حُبِّنا..
وَقَمَرَ النّخْلاتِ.
ماذا يُريدونَ مِن
امْرأةٍ تَحْلُمُ بالبَحر! ؟
شاخَتْ على
مُحَيّاها النُّدوبُ.
يَعُدّونَ خَطاياها
وَهِيَ القَتيلَةُ.
هذه امْرأةُ
كُلِّ الكَبائِرِ..
سيِّدَةُ البوْحِ حينَ
مَعي تُصَلِّي ! ؟
تسْتَعيثٌ امْرأتي..
اَلجُدْرانُ علَيْها
انْهارَتْ في
لَيالٍ عُسْـر.
وَلا مَن يُلَبّي ! ؟
يَوْماً ما أضَعُ
حَدّاً لِحَيائِها وأُشْعِلُ
الأرْضَ خلْفَ
حَقْوِها النّهارِيِّ
وقَوامِها الْمَمْشوقِ
بِمِياهي وَحَرائِقي
على دينِ العِشْق..
كَمَشْهَدِ وَداعٍ.
شاعر
مغرِبي

لطفي العبيدي
02-05-2013, 08:15 AM
عشق بملح الوطن
رائع ما خطّ قلمك المميز
دمت مبدعا احترامي
...

أحمد الأستاذ
02-05-2013, 09:52 AM
الله الله ما أجملك
الرائع/ محمد أبو نوفل
لوحة جميلة رقيقة, تداعب الحس وتستوطن الذات
إنها امرأة من بلّور, تلك الجنائن المعلقة
تسابقو عليها ذئاب الغرب بأنيابهم المتعطشة, سفكوا دماؤها
اختطفوها في بدلة زفافها, وما زلت أيها العاشق تحلم باسترجاعها وأنا سأكون شريكك بالحلم
فكم من عاشق تسرقه رقّة بغداد
بوح رقيق, يجري في عروق كل من مرّ هنا
تحيتي وكثير الودّ

خليل حلاوجي
02-05-2013, 11:12 AM
توغِلُ في شُجوني..
وما زِلْتُ بَعيداً.




أغيبُ أسْتَقْصي..
مُنْعَزِلاً صَواعِقَها



وَحْدي أزْحَفُ..
أتعَبَتْني الْحُفَرُ أُطارِدُ
ضَمْآنَ ضَراوَةَ
عُرْيِها الْمَخْمورِ.



واقِعٌ أنا تحْتَ رَحى
حُزْنِها الثّقيلَةِ !





شاعر
مغرِبي




تراتيل صوفية في عشق ملكة الزمان ... والسلام.

محمد الزهراوي أبو نوفل
02-05-2013, 09:23 PM
عشق بملح الوطن
رائع ما خطّ قلمك المميز
دمت مبدعا احترامي
..............

الله الله ما أجملك
الرائع/ محمد أبو نوفل
لوحة جميلة رقيقة, تداعب الحس وتستوطن الذات
إنها امرأة من بلّور, تلك الجنائن المعلقة
تسابقو عليها ذئاب الغرب بأنيابهم المتعطشة, سفكوا دماؤها
اختطفوها في بدلة زفافها, وما زلت أيها العاشق تحلم باسترجاعها وأنا سأكون شريكك بالحلم
فكم من عاشق تسرقه رقّة بغداد
بوح رقيق, يجري في عروق كل من مرّ هنا
تحيتي وكثير الودّ
........................

في شُجوني..
وما زِلْتُ بَعيداً
أغيبُ أسْتَقْصي..
مُنْعَزِلاً صَواعِقَها

وَحْدي أزْحَفُ..
أتعَبَتْني الْحُفَرُ أُطارِدُ
ضَمْآنَ ضَراوَةَ
عُرْيِها الْمَخْمورِ.

واقِعٌ أنا تحْتَ رَحى
حُزْنِها الثّقيلَةِ !

شاعر
مغرِبي


تراتيل صوفية في عشق ملكة الزمان ... والسلام.
.......................

أعزّائي الأساتِذة:
ــ لطفي العبيدي
ــ أحمد الاستاذ
ــ خليل حلاوجي

تقْديري لِحضوركم الكريم
وتحِية تليق بِكم وبفَوح أحرُفكم
دمْتم أنْقِياء السِّروالسريرَة
وبألف خير

م . الزهراوي
أ . ن

ربيحة الرفاعي
27-04-2014, 01:09 AM
لوحات شعرية تألق بعضها جمالا ومهارة تصوير
وحسّ وطني سامق يرتقي بالنصوص إذ يسكنها

دمت بخير

تحاياي

خلود محمد جمعة
29-04-2014, 07:05 AM
لوحة شعرية بحب الوطن
نتوه في بعض المعاني والصور
دمت بخير
مودتي وتقديري

نداء غريب صبري
25-06-2014, 01:44 AM
صور رسمت فيها حب الوطن فأمتعتنا
لكن الكتابة العامودية كما سماها أميرنا تجعل القراءة صعبة

ضَمْآنَ ضَراوَةَ
هل تعني ظمآن

شكرا لك أخي

بوركت

رويدة القحطاني
19-08-2014, 10:40 PM
صور وصور في سماء واسعة من الخيال
هذه هي الحداثة عينها
أحييك