المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصّةُ إنسان ! تابعونا مع المفكر خليل حلاوجي



براءة الجودي
06-05-2013, 09:01 AM
أحبابي آل الواحة الكرام ..
سلامُ الله عليكم ورحمته وبركاته

http://im41.gulfup.com/Djmc3.gif

هاهي شمسُ الأصالة بزغتُ ونفحتِ الذكرى عبيرها في الأجواء الحالمة , وتربَّعتِ الدموع على الخدود شوقًا وحبًّا وفرحًا وحزنًا , كيف لا ؟ وقد وقعتْ أقدامي على ثرى العراق الأبيِّ , وعياناي أبصرتا شعبها المناضل القويّ , أخذتُ أتجوَّل بين حنايا هذه المدينة المترعة بالخيرات التي دمّر الكثير منها عين الحسود ويدُ الباغي , فإذا بي أرى فارسًا قادمًا من بعيد يتأمَّل جنَّة الله في أرضِ ( الموصل ) يمشي جواده بتأني وعزة وكأنَّما هو أميرٌ مجهول , ترجَّل عن فرسه وجلس مرتاحًا على ضفاف دجلة , تغوصُ رجليه بين الأعشاب الندية , التقط زهرة ملقاةُ وأخذ يداعبُ بتلاتها الرقيقة , توَّجت شفتيه ابتسامة صادقة , عذبة , لكأنَّها ابتسامةُ حنينٍ ! ثم أطلق بصره ينظرُ بسموٍّ إلى الأفق , كنتُ خلفه أرفع أصابع قدمي وأسير بخفة نحوه , ترددتُ كثيرا في الاقتراب منه والوجل يقرعُ قلبي , استجمعتُ كل ذرَّات الشجاعة وأكملتُ سيري حتى وصلتُ إليه , وهو لايحرِّكُ ساكنا , مسافرًا في عالمه الخاص متفكِّرا فيه , ألقيتُ عليه التحية ونظرتُ إلى عينيه مباشرة بفضول , كانتا تنطقان بقصص مبهمة اتضحت بعضُ معالمها الإنسانية الشريفة واختفت بعضها , شعرتُ بحيرةٍ في أمره وشرعتُ في الكلام : لكم سمعتُ عن العراق ودرستها في منهج التاريخ لكني لم أكن أتوقعها بهذا الجمال الذي رأيته ماثلا أمامي , العراق فيها مجدنا وحضارتنا العريقة , فيها حكايات أجدادنا التي خُلِّدت في الصحائف والقلوب , فقد حوت خلفاء المسلمين واتسع صدرها للجميع , أيها الفارس الشجاع إني لأرى فيكَ حكمة وصبرًا وهذه لاتتأتَّى غالبا إلا لمن مارس الحياة وجرَّب حلوها ومرَّها وناسها , فهلاَّ أخبرتني عنكَ بعد إذنك علَّي استفيد من علمك وفكرك المنير ؟

أجابني عن نفسه بكلِّ سرور نطق من أعماق قلبه قبل لسانه :
أنا خليل ابراهيم الطائي , ولدت في اللحظة التي أعلن راديو صوت العرب من القاهرة خبر هزيمة , وأصر جدي على تسميتي باسم (سالم ) ولكن أمي قالت إنه الخليل لأنها وجدت بي العوض عن أخي الأكبر حين اختطفه الموت المفزع ,وهو الطفل المعجزة ذو الوجه القمر, وشعره الاحمر, وعيناه الزرقاوتان ,وألمعيته في الرياضيات .
كانت تقول أن عين الحاسد جعلته يقفز في إناء السكر المغلي المعد لصناعة الحلاوة , كانت أياما موجعة عاشها بيتنا بين الدمع والحنين واليقين بقدر الله بتوالي الخسائر !
علمني أبي أن أعمل بيدي في صنع الحلويات ,وأعمل بعقلي في صنع التميز في المدرسة في آن واحد , حتى جاء عام ودخلت جامعة بغداد مغتربا لأدرس الهندسة الميكانيكية , ثم بعد التخرج قدمت أوراقي الى منظمة الطاقة الذرية في بغداد أيضا ثم جاءت الطائرات الأميركية في حرب ثعلب الصحراء لتقصف الموقع وتحيله إلى ركام , وتتواصل الخسائر في بلدي الجريح ..!
حينها عدت الى التجارة ورزقني الله تعالى وجاهة اجتماعية جعلت الناس تثق بمعاملتي , وحققت الكثير من النجاحات في تجارة المكسرات , والتي يسميها اهلي في الموصل ( جرزات ) حتى أمسيت أملك أشهر المحلات في شارع الجامعة وهو أشهر شارع في الموصل وأسميت المحل تسمية أدبية , جرزات تاج العروس , وهو اسم كتاب هو قاموس لغوي للزبيدي اليمني
طوال المرحلة كانت الهزيمة تؤرق مضجعي وتعمقت في فلسفة التخلف طارحا اسئلة وجودنا ...!!
لماذا خسرنا الحروب ؟ لماذا نخسر القدس؟
لماذا يرحل الشهداء ويظل الظالمين؟
لماذا يسقط اخي في السكر المغلي ويتركنا نتحسر مكانه المميز ؟
لماذا يستمر كل هذا ؟
هل الكراهية هي السبب ؟ أم إرادة القوة ؟أم أن السبب يكمن في ضعفنا الباطن !
هذه الأسئلة كانت حافزا للبحث عن الحقيقة التي لم أجدها فوق أرصفتنا الحزينة ولا في كتبنا ولا في مساجدنا وهكذا تتجدد المهمة , الآم الأمة تستنطق همتي وإمكاناتي , وقبل أربع سنوات قررت دراسة الشريعة أكاديميا فدخلت جامعة الموصل كلية التربية قسم علوم القرآن , لتبدأ رحلة مميزة

فقلتُ : لن تكون رحلةً مميزة إلا إن كان الإنسان مميزًا فيجعلها كذلك !

http://im41.gulfup.com/Djmc3.gif

لنحيي جميعنا ضيفنا الفاضل الباحث والأديب / خليل حلاوجي

فأهلا وسهلاَ بك على مائدة قهوتنا الأخوية , وقبل الجميع أبدا بسألتي :
ماذا يعني لكَ الضجيج بصمت ؟
متى بدأت علاقتك القوية مع القلم ؟
متى شعرتَ بالندم ؟
ماذا تعني لك هذه الآية الكريمة ( وماقدروا الله حقَّ قدره ) ؟
ماذا تعني لك الواحة ؟
من هو سمير العمري في نظرك ؟
هل أغواك شيطانك يومًا ما وقرأتَ شيئا من كتاب الإنجيل أو شيئا من هذه الكتب مع العلم أنه لايجوز فعل ذلك حسب ماسمعت ؟


وحتى تكتمل ملامح قصة إنسان ونستفيد من سيرته , نفسح الطريق لإخوتنا الأعضاء ليوجهوا الأسئلة فنكتشف الكنوز المخبوءة وتكونُ لنا عبرة من ذوي الخبرة


http://im41.gulfup.com/Djmc3.gif

بشار عبد الهادي العاني
06-05-2013, 01:22 PM
كما عودتنا الأخت براءة , على بهاء اللقاء وجميل المحاورة , هاهي تعود اليوم ومعها ضيف رائع أديب خلوق.
اسمحوا لي بأن أكون أول المرحبين بمفكرنا المبدع أستاذ خليل حلاوجي.
سأجلس في الصفوف الأولى متابعاً بشغف هذا اللقاء الشيق.
لكما الضيف والمضيف كل تحية وتقدير.

براءة الجودي
06-05-2013, 07:08 PM
أتمنى أن أرى ترحيب الأعضاء للضيف وأسئلتهم
دمتم بود

حسين العقدي
06-05-2013, 07:20 PM
في البداية أهنئ المتألقة براءة الجودي على حسن اختيارها ومهارتها في تقديم ضيوفها الكرام ..

ثم أرحب بأستاذنا القدير المفكر خليل حلاوجي وأرجو له قضاء وقت ممتع بصحبتنا ^_^

قد نثقل عليه في المداخلات والأسئلة وهذا لأننا نحبه ونحرص على معرفته عن قرب فأرجو أن يحتملنا=ناوي أطفشك بكثرة الأسئلة خخخ



*كانت لك تجربة مميزة في الشعر ولكنها (يتيمة) فهل ستتكرر؟

أكتفي بهذا السؤال الوحيد الآن ولي عودة أخرى بإذن الله ...خالص الود وطاقات ورد:0014:

عبد الرحيم بيوم
06-05-2013, 07:35 PM
احيي اختي براءة على جودة التقديم وجماله
وارحب باخي الحبيب خليل ترحيبا يليق بمكانته وحظوته الكبيرة في نفسي
فهو محط إعجابي وتقديري منذ دخولي لهذه الواحة العامرة خيرا وفضلا

فمن هو المفكر في رؤية اخي خليل
وما رأيك بمصطلح "المفكر الاسلامي
وكيف السبيل ليخدم امته ويكون من لبنات بناء مجد مستقبلها
ما تقييمك وما تقويمك للحركة الفكرية في العراق خاصة وفي باقي الدول العربية

تحياتي العطرة لك
وحفظك المولى

خليل حلاوجي
06-05-2013, 09:11 PM
تقف حروفي عاجزة عن رسم دهشتي ...

فالواحة - بيتنا - والدهشة : صنوان.

الشكر لجهدك : أديبتنا الأستاذة : براءة الجودي .. لاحد له ولا مدى.

بالنسبة للثراء في تساؤلات الأخوة والأخوات فهو مبعث سرور جعلني اقتنص الوقت لتأمل هذا الحوار ... فلنبدأ على بركة الله :




[CENTER][COLOR="SandyBrown"]


ماذا يعني لكَ الضجيج بصمت ؟


/CENTER]

الضجيج بصمت كنتُ - ولا زلتُ - أعيشه هذه الأيام ...
حين أغادر لحظة الفجر ... بيتي ... متوجهًا إلى بيت الله ..

ثمة كون صامت : أخرس .
وثمة ضجيج وجداني يعتمل في فؤادي ..
الناس نيام ونبضي مستيقظ ..
الشوارع خالية أمام بصري ، والدروب إلى الجنة مزدحمة أمام بصيرتي ..
الكون : اختصره في بضع خطوات تفصلني عن مكان السجود ..
وفي بضع مرات للـ( طلاق ) بين رياضيات الأرض ورياضيات السماء ... طلاق الضجيج والصمت والسكون..


ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ

وفي العراق اليوم : هناك الضجيج بصمت أعيشه اليوم ...
حين أعيش مع الناس كأي معاش فوق الأرض .. ثم ... تنفجر سيارة مفخخة أو عبوة ناسفة أو ينطلق الرصاص لمواجهة العراقي بالعراقي ... هنا يتحول الصمت ضجيجًا والضجيج صمتًا !!

ويبقى السؤال :
يؤرق وجداني : لماذا تحصل كل هذه الخسارات ؟


/

مودتي لقلوبكم العامرة بالإيمان .. يقينًا.

نادية بوغرارة
06-05-2013, 09:21 PM
متابعون بشغف لهذه الصفحات التي تعرفنا أكثر على الأستاذ خليل حلاوجي ،

أدام الله عليه نعمة الفكر .

مع التحية والشكر للأديبة براءة الجودي .

فاتن دراوشة
07-05-2013, 05:23 AM
لقاء سيورق في نفوسنا ويزيدها اخضرارا

هو مروري الأول لأحجز لي مقعدا وفنجان قهوة على مائدتك أيّها النّبيل

ولي عودة لطرح الأسئلة

مودّتي

مصطفى حمزة
07-05-2013, 10:43 AM
دخلتُ هنا فقط لأسجّلَ إعجابي الكبير ببراءة الجودي صحفيّة ً ..
ولي عودة بإذن الله

مصطفى حمزة
07-05-2013, 10:58 AM
أخي الحبيب الأستاذ خليل
أسعد الله أوقاتك
أودّ لو أسمع منكَ تعليقاً نقديّاً على هذه المقولة لصاحب الظلال - رحمه الله تعالى - وأبغي من سؤالي رفعَ ستارة أخرى عن شخصيّة الحبيب خليل :
( عندما نعيش لذواتنا فحسب، تبدو لنا الحياة قصيرة ضئيلة، تبدأ من حيث بدأنا نعي، وتنتهي بانتهاء عمرنا المحدود ... أما عندما نعيش لغيرنا، أي
عندما نعيش لفكرة، فإن الحياة تبدو طويلة عميقة، تبدأ من حيث بدأت الإنسانية وتمتد بعد مفارقتنا لوجه هذه الأرض !! )
ودمتَ بألف خير

آمال المصري
07-05-2013, 11:20 AM
تسجيل حضور وتحية لأديبنا الرائع / خليل حلاوجي
ولي عودة للمتابعة وربما مصحوبة بأسئلة كثيرة
شكرا لك براءة على لقاءاتك الرائعة
تحاياي

جلال طه الجميلي
07-05-2013, 06:19 PM
تحيةً للمفكر والشيخ الموسوعي الاخ خليل حلاوجي
وشكرأ للمتألقة براءة الجودي على حسن أختيارها وتقديمها
( هل تعتقد أخي الكريم أن الخطاب الديني والدعوي على وجه الخصوص آن له أن -يتغير-
طبعاً من حيث الطرح أو التعويل على -العقل- في هذا العصر المادي - دون المساس بالثوابت الايمانية والاخلاقية)

خليل حلاوجي
07-05-2013, 06:48 PM
[CENTER][COLOR="SandyBrown"]


متى بدأت علاقتك القوية مع القلم ؟




العلاقة بدأت في المرحلة الثانوية .. عندما كتبتُ تعبيرًا - إنشاءً - عن الربيع ارتجالًا فدُهِشَ المدرسُ بالصياغة وبكمية الأفكار الواردة في النص .. وبدقة اعتراضاتي على مهرجان يقام في الموصل كل ربيع ..

ثم لازمني القلم ... أبكيه ويبكيني ..

في العام 2005 دخلتُ الواحة : وعادت الروح إلى القلم من جديد بعد طول احتضار ..


الواحة : مكان ألهمني إعادة التكوين الفكري..


اليوم : أشعر أن القلم يؤدي مهام الرسل في عملية الإصلاح فهو يقارع (الصورة) في مواجهة معرفية مابينهما ..


بالغ تقديري.

خليل حلاوجي
07-05-2013, 07:05 PM
[FONT="Traditional Arabic"]

متى شعرتَ بالندم ؟






1- عندما اتيح لي السفر إلى خارج الوطن لإكمال الماجستير والدكتوراه .. فترددتُ

2- عندما قررت الكف عن تأسيس حزب فكري تحت مسمى : رابطة ( إخوان الرسول ) عام 2011 ...

3- عندما توقفت عن التلمذة على يد استاذي ( د. خالص جلبي ) لأسباب منهجية.

4- اشعر بالندم أني لم أعمل بالتدريس إلا منذ سنوات قليلة ...



بالغ تقديري للجميع ..

رياض شلال المحمدي
07-05-2013, 07:12 PM
**(( الله الله على عبق اللقاء مع خليل الروح ، شكراً لمن أتاح لنا هذه الوقفة مع من
يستحق منا عدّة وقفات ، سلامي والتحية للجميع ... ولا تغادرْ فسوف أعود !! ))**

بهجت عبدالغني
07-05-2013, 07:29 PM
حقيقة لا أدري ماذا أقول ، فإنكم معجبون بالخليل ولما رأيتموه واقعاً .. فكيف إذا رأيتموه وتعاملتم معه !
كلماتي جد فقيرة للتعبير عما يجول في خاطري
وأنا أعرفك يا صديقي واقعاً .. إنساناً نبيلاً .. دمث الأخلاق وكريم الطبع جواداً .. محباً للخير ناصحاً ..
صاحب طرفة وفكاهة وروح مرحة ونفس متواضعة
:noc:

صديقي الحبيب خليل
سنتابع قصتك الإنسانية هنا بشغف
ولا شك سنخرج منها بكنوز ودرر ..

وشكراً لك أستاذتنا الأديبة المبدعة براءة
على هذا الاختيار الجميل ، والكلمات الرائعة


ما هو مشروعك القادم ؟ ومتى يمكننا أن نصافحه ؟



مودتي وتحاياي

خليل حلاوجي
07-05-2013, 07:43 PM
[SIإZE="5"][FONT="Traditional Arabic"]




ماذا تعني لك هذه الآية الكريمة ( وماقدروا الله حقَّ قدره ) ؟


[/SIZE]

إذا كان الله هو : العظيم
فهل أن خلقه وأعني ( نحن ) و ( الكون ) : سر عظمته ؟ أم صورة عظمته ؟
وللجواب :

لابد للمجيب أن يتأمل ( حق قدر الله ) ... أقول يتأمل ... لأنها الطريقة الوحيدة للتدبر والتفكر لمثل هكذا سؤال ..

( حق قدر الله ) ...لو علمها عبد لما تجرأ وعصاه - جل في علاه ..
( حق قدر الله ) ... لو علمها محب لله عارف بأسماءه وصفاته وكماله وجلاله .. لما أحب غيره وسواه
( حق قدر الله ) ... لو علمها طائع للاذ هاربًا منه إليه .. ومن سواه ملجًا للخائفين الحائرين ... مَن ؟ مَن ؟


أتامل ضعفي الشديد فأتيقن بعلياءه ... أنا المخلوق لخالقي تذللًا أتذوق كبريائي ..

هو المتعالي فلا يقهر ... أرجو لله وقارا. فما لكم لاترجون لله وقارا



رباه : غوثك .

عبد السلام دغمش
07-05-2013, 07:54 PM
تحية أوجهها من هنا للأخت براءة وللمقدمة الجميلة لهذا اللقاء.
وللضيف الكريم وابلٌ من الترحيب والتقدير
والسؤال للأستاذ حلاوجي : ردودك و مشاركاتك على الأعمال الأدبية تحمل طابعاً مميزا فهي مختصرة و مباشرة وتجعلنا نتوقف لتتساءل : ما موقفك من الرمزية في العمل الأدبي ؟
والسؤال الثاني : من مِنَ المفكرين والكتّاب المحْدَثين تأثّرتَ بهم؟
تحياتي

ربيحة الرفاعي
07-05-2013, 07:58 PM
قالوا عن الكتب "تكتب في مصر وتطبع في لبنان وتقرأ في العراق"
لهذا كان للمكتبة في العراق مجدها وللفكر عمقه، وكان طبيعيا ومنتظرا أن تلمع في سمائها نجوم الفكر والأدب
وأن يلمع نجم فكري مستنير كالرائع خليل حلاوجي

نتوق للتعرف لهذه الشخصية المائزة لفكرها تطلعاتها رؤيتها للحاضر والغد في العراق، سوريا، ومصر وبقية دول المنطقة
واسمحوا لي أن يكون هذا سؤالي الأول هنا

دمت براءة الغالية وجميل اختيارك
وأهلا بضيفنا الكريم

تحاياي

معزوز أسامة
07-05-2013, 08:02 PM
هنا قررت البقاء حيث يطيب البقاء

متابع للحوار الرائع مع الضيف الذي أعزّه قلبي، الخليل "خليل حلاوجي"

لي عودة باذن الله ...
دمت و المميزة براءة الجودي بألف خير .

خليل حلاوجي
07-05-2013, 08:56 PM
[SIZE="5"][FONT="Traditional Arabic"]


ماذا تعني لك الواحة ؟
من هو سمير العمري في نظرك ؟




إنه سمير الخليل .. رجل من خارج الزمان يسبح في فضاء الأمل .. يرسم بشعره أنفاس اليقين .

لم أعرفه إلا : ثائرًا على الظلم والعتمة والدخان ..

حين تلمّستُ سبيله ... كنتُ لقلبه من المخلصين .. كأي شقيق للروح ..

حين تعب حرفي وارهقته الحيرة ... ناديتُ السمير .. لأقطف عنده ثمار الحضور


أما الواحة : فهي مهجعي ومولدي ... ففيها للخليل : هدنة ضمير .. ورهبانية تفكير .. وخلوة مع الله في ابجدية نور أناجيه وحيداً .. الواحة : القرار والفرار

و ..
ترعاكم عين الله التي لا تنام .

خليل حلاوجي
07-05-2013, 09:12 PM
[SIZE="5"]
هل أغواك شيطانك يومًا ما وقرأتَ شيئا من كتاب الإنجيل أو شيئا من هذه الكتب مع العلم أنه لايجوز فعل ذلك حسب ماسمعت ؟




لابد أن نحرر مصطلح (القراءة) ..

ما معنى (القراءة) ؟

وأيضًا :

ما معنى : (لا يجوز) ؟

وما معنى (سمعتُ) ؟

أقول :
1- قراءة الكتب السماوية التي بين أيدي الناس : أمر غير محرم.... النحرم اعتناق مضمون محرف لأي كتاب سماوي ..

2- نعم : قرأت ودرستُ الإنجيل ... ولكن ... بعد أن قرأت كتاب ( اظهار الحق ) للشيخ رحمة الله الهندي

3- لن اكمل وجهة نظري ما لم أقرأ منكم وعدًا بقراءة ( اظهار الحق ) ... لعل الله يحدث بعد ذلك أمرًا..


كم أنا فخور بهذه الحوارية الثرية ... أشكركم حد الدهشة.

خليل حلاوجي
07-05-2013, 09:40 PM
*كانت لك تجربة مميزة في الشعر ولكنها (يتيمة) فهل ستتكرر؟





أيها الحبيب الشقيق .. حضورك ثراء..

الشعر : انفاس شهيق ... لرئة الوجود.

لكن :

الشعر لايعطيني بعضه ... رغم أني أعطيه كل رئتي ووجودي ..


تقبل بالغ تقديري ..

فاطمه عبد القادر
07-05-2013, 11:46 PM
السلام عليكم
شكرا للصديقة براءة
وأهلا بالصديق العزيز خليل حلاوجي ,المفكر والمحلل والذي تعجبني آراءه دائما ,وتجد في عقلي مكانا واسعا لتتربّع .
سوف أتابع هذا المجلس انشاء الله بكل شغف ,
//
قرأتك مرة تقول ,يجب أن يكون الدين فوق السياسة ,,,
لا أنكر أن هذا قد أعجبني جدا, ورأيت هذة الفكرة لو طُبّقت فسوف تحل الكثير الكثير من المشاكل ,وسوف تضع الخلافات الأزلية بين الديانات والطوائف والمذاهب على الرّف ,لأن الدين واحد ,ومن أنزله لعباده هو الواحد عز وجل ,ولكنها الأزمنة ,وفعل الدهور هو الذي قد صنع الخلاف ,وما زال يصنع الخلاف .
هل لنا أن نسمع توسعا وإبحارا لك في هذا الموضوع ؟؟
شكرا لك
:vio:
ماسة

وليد عارف الرشيد
08-05-2013, 09:52 AM
الأخت براءة : اسمحي لي أولا أن أشكرك خالص الشكر لاختياراتك الرائعة ولأسلوبك المبهر الجميل .. ماشاء الله لاقوة إلا بالله
ثم أمر مسلمًا على أخي المبدع المفكر النقي الجميل الخليل مع نثر الكثير من الياسمين حيث هو
ثم أسأله : هل تعني لك مصطلحات الحداثة شيئا في الأدب؟ وهل تتعارض مع الأصل إن وافقت عليها من حيث المبدأ؟
وحسب معرفتي بالراقي الحبيب خليل فإنه لن يفوت علي فرصة أن يشمل الفكر فيما ذهبت إليه وليس الشكل فقط
محبتي وكثير تقديري وأسعد الله صباحكم

خليل حلاوجي
08-05-2013, 03:00 PM
كما عودتنا الأخت براءة , على بهاء اللقاء وجميل المحاورة , هاهي تعود اليوم ومعها ضيف رائع أديب خلوق.
اسمحوا لي بأن أكون أول المرحبين بمفكرنا المبدع أستاذ خليل حلاوجي.
سأجلس في الصفوف الأولى متابعاً بشغف هذا اللقاء الشيق.
لكما الضيف والمضيف كل تحية وتقدير.

مرحبًا بك أيها الرائع .. أشتاق لحوارك .. فأنتظرك .


تقبل مودتي : خالصةً.

نادية بوغرارة
08-05-2013, 03:17 PM
أيها الحبيب الشقيق .. حضورك ثراء..

الشعر : انفاس شهيق ... لرئة الوجود.

لكن :

الشعر لايعطيني بعضه ... رغم أني أعطيه كل رئتي ووجودي ..


تقبل بالغ تقديري ..

----------

وأعطاك الفكر بعضه وربما جلّه ، وحُرم ذلك كثيرون ،

وسيكون جميلا أن نصافح فكرك في شعرك ، مثلما صافحناه في نثرك .

متابعة لهذا النبع الرقراق .

آمال المصري
08-05-2013, 03:22 PM
إنه سمير الخليل .. رجل من خارج الزمان يسبح في فضاء الأمل .. يرسم بشعره أنفاس اليقين .

لم أعرفه إلا : ثائرًا على الظلم والعتمة والدخان ..

حين تلمّستُ سبيله ... كنتُ لقلبه من المخلصين .. كأي شقيق للروح ..

حين تعب حرفي وارهقته الحيرة ... ناديتُ السمير .. لأقطف عنده ثمار الحضور


أما الواحة : فهي مهجعي ومولدي ... ففيها للخليل : هدنة ضمير .. ورهبانية تفكير .. وخلوة مع الله في ابجدية نور أناجيه وحيداً .. الواحة : القرار والفرار

و ..
ترعاكم عين الله التي لا تنام .

قمت بتعريف أميرنا كما نراه فبوركت أديبنا الرائع
ونعم ما قلت في الواحة فحقا : القرار والفرار
بوركت أيها الأصيل
ومتابعة بشغف
تحاياي

خليل حلاوجي
08-05-2013, 04:01 PM
فمن هو المفكر في رؤية اخي خليل


تحياتي العطرة لك
وحفظك المولى





أخي وشقيق روحي ::: سعيدٌ هو قلبي بحضورك هنا بين سطور سيرتي ..

أخي الثائر على ضوضاء المتون ..


المفكر : إنسان يجيد التحدث بلغة ثلاثية في آن واحد :

لغة العلم + لغة الفلسفة + لغة الشريعة


لغة العلم : ابجديتها الرياضيات
لغة الفلسفة : ابجديتها المنطق والسببية والغائية
لغة الشريعة : ابجديتها الوحي والكشف


عندي مثلًا : أن الغزالي : مفكر جمع الأبجديات الثلاثة على الأقل في زمانه ..
بينما البيروني عالم ، بن رشد فيلسوف ... وبن تيمية عالم شريعة


/

لايمكن فهم وتحديد معنى ( التفكير ) ما لم نضع مواصفات ( المفكر ) الذي يرفض القبول بالمألوف ويتأمل مالايستطيع الآخرون تأمله ..

وهنا علينا أن نلحظ النوع ( السكوني : static ) عن المفكر الحركي ( dynamic ) فالأول يتأمل ولكنه قد يكون مصابًا بعلل عدة منها [ التكرار والاجترار والإلزام والأحادية والإنغلاق ] ، أما الحركي فهو الذي يقلب المتون المألوفة مثل كوبرنيكوس الذي لم يصدقه أحد حين قال أن الشمس وليست الأرض : محور الكون .. ومثال آخر : الفقهاء حركيون استثمروا النص المقدس لاستنباط الحكم الشرعي وبالمقابل فإن أتباع الفقهاء هم مفكرون سكونيون يحفظون قول شيخهم بآلية التكرار ..والإتباع

وهكذا فإني لا أقبل إطلاق ( المفكر ) على أي عالم لايشعر أن العلوم :كائن حي ينمو ويتجدد ، وأن طرائق التفكير ذاتها .. تخضع لعملية مزدوجة من ( الحذف والإضافة )

خليل حلاوجي
08-05-2013, 04:31 PM
وما رأيك بمصطلح "المفكر الاسلامي




يا حبيب القلب ... قبل الجواب أقف عند ( ياء النسب ) حين نشكلها مع مصطلح (إسلام) .. حزب اسلامي ، مؤتمر اسلامي ، جامعة اسلامية ، مفكر إسلامي ... وهكذا :

نقع في إشكال منهجي : فلدينا ألفاظ عدة تخدعنا اللغة حين لا تحيط بتمام معناها ... منها لفظ ( الجنة ) التي لن تستطيع اللغة أن تعطيها حقها ومستحقها بدليل أن الآية تصف الجنة بأنها ما لاعين رأت ولا خطر على بال بشر زمانًا ومكانًا .. وبالتالي استحالة مطابقة اللفظ للمعنى ..
وهكذا ..
( الإسلام ) دين الله
تبقى اللغة قاصرة على حصر مضمون و(قيمة) لفظ (الإسلام)والإحاطة بتفاصيل هذا اللفظ ، وبالتالي قد نقع في (فخ اللغة)


...مثلًا : لا أستطيع أن أشير إلى حزب ما .. بأنه حزب اسلامي والصحيح : حزب المسلمين .
كذلك : لا أستطيع أن أشير إلى إنسان ما .. بأنه مفكر اسلامي أو شيخ الإسلام ، والصحيح : مفكر مسلم ......




/

المخيف في الأمر : النسب إلى (الله) تعالى فنقول : حجة الله .. بينما الصحيح : ( ولي الله ) .. كما هو وارد في القرآن المجيد.


هذه مقدمة أولية ... وسأعود معرفًا مفصلًا ... إن شاء الله .

خليل حلاوجي
08-05-2013, 05:47 PM
وكيف السبيل ليخدم امته ويكون من لبنات بناء مجد مستقبلها




لابد من :


1- عنوان كتاب الأستاذ ( ابراهيم البليهي ) اسمه : حصون التخلف ..وهكذا فالمفكر عليه أن يعلمنا كيف نحطم تلك الحصون التي تطوق الخطاب الفكري النخبوي ..


2- على المفكر أن يسبق جماهيره لا أن يهرول خلفهم

3- أن يكشف لنا محنة ثقافتنا المزورة ..

4- أن يجدد الأدوات المعرفية للخطاب الثقافي

5- يستنفر المتون المقدسة ( كتاب الله وسنة رسوله ) لغاية النهضة ..

6- أن يحرر (العقل ) من أسره في متاهات الدجل والخرافة ..

7- فضح آليات ( العقل المستقيل ).


والله تعالى أعلم وأحكم.

عناية الجابي
09-05-2013, 08:30 AM
أخي الكريم خليل أظنني محظوظة حين اطلعت على غيض فكرك السامق
فإنه والله الدر المنثور...
أخي الكريم ...عٌلٍّمنا أن العراق هي مهد الحضارة وواحة القلم ومهبط اللغة
فيها مدرستا البصرة والكوفة ...من علوّ نخلها تسامقت الحروف ومن حلو
تمرها طاب مذاق الأدب والفكر..ولا زلنا نرى جنى ثمارها من خلالك مثالا
لا حصرا ...فهل أنت راضٍ عن مستوى اللغة في أرض الرافدين؟؟؟
وهل أن الفصحى في مد أو انحسار؟؟ في أرض العروبة كلها؟؟؟
ورجاءً أرجوه وأنا على أعتاب علمكم وفكركم أقف أتلمس مصادر
مائكم الرقراق أن ترشدني وإخواني الى أمهات الكتب وبطون اللغة التي
استقيتم منه هذا الفكر الراقي ...
بوركت أخي مرة أخرى وأسجل إعجابي .. وتقبل تحياتي لك وللأخت الكريمة براءة على
حسن الإختيار.

أحلام أحمد
09-05-2013, 10:46 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
صباحكم خير وبركة
http://im41.gulfup.com/3f4LE.jpg
.....
اختيار جميل أُخيتي الحبيبة براءة
فالأستاذ خليل حلاوجي ممن أُتابعهم
وكتاباته فريدة ومبهرة
هو أحد الذين أشعر أمامهم بالضآلة فلا ألبث أن ألتزم الصمت
له أُسلوب مميّز وعليه ينطبق القول:
الإعجاز في بلاغة الإيجاز
يُشعرك أنه ليس من أهل هذا العصر فأمثاله قد انقرضوا
...
هذا مرور للتحيّة
وسأعود -بإذن الله- لطرح أسئلتي
لكما شكري وامتناني على هذا اللقاء الشيّق :0014:

د. سمير العمري
09-05-2013, 02:08 PM
إنه سمير الخليل .. رجل من خارج الزمان يسبح في فضاء الأمل .. يرسم بشعره أنفاس اليقين .

لم أعرفه إلا : ثائرًا على الظلم والعتمة والدخان ..

حين تلمّستُ سبيله ... كنتُ لقلبه من المخلصين .. كأي شقيق للروح ..

حين تعب حرفي وارهقته الحيرة ... ناديتُ السمير .. لأقطف عنده ثمار الحضور


أما الواحة : فهي مهجعي ومولدي ... ففيها للخليل : هدنة ضمير .. ورهبانية تفكير .. وخلوة مع الله في ابجدية نور أناجيه وحيداً .. الواحة : القرار والفرار

و ..
ترعاكم عين الله التي لا تنام .

كنت أتابع برضا وسرور هذا اللقاء الذي يقدم للجميع خليل حلاوجي هذا المفكر بهدوء وصاحب التوجه التنويري في الخطاب والدعوة ، وسرني أن تسلط الأضواء على قصة هذا العراقي السامق والواحي المثابر وصاحب الرأي والرؤية لمزيد من التواصل والتفاعل مع جميع أعضاء ملتقى رابطة الواحة الثقافية قديمهم وجديدهم وصولا لنشر عرى المحبة والإخاء والسلام.

وإني وجدتني ملزما بالدخول كي أرحب بأخي خليل في هذا اللقاء الجميل المفيد ، وأن أشكره من القلب على ما تفضل به علي من وصف أرجو أن أكون أهله يوما ، ولأقول له: معا أخي خليل ... كلنا معنا يدا بيد نحو حالة ناهضة بالأمة فكرا وأدبا لنعيد الصياغة ونبني الوطن الحلم ونجسده واقها بأبجدية النور وبمنهجية التنوير!


تقديري

خليل حلاوجي
09-05-2013, 04:17 PM
ا


ما تقييمك وما تقويمك للحركة الفكرية في العراق خاصة وفي باقي الدول العربية





معلوم أن كل مرحلة ولها شروطها بحكم تعقيداتها ، ويبقى الإنسان العراقي مرتهن بالمحن ، ولكن : يجب أن نفرق بين المثقف وبين أدعياء الثقافة خصوصاً حملة الشهادات وفق ما حصل للحركة الفكرية زلزال سببه السياسيون .. المفكر فقد رتبة ومكانة تاريخية ,اضاع هيبته حين فشل في اسهام أو نشر وإشاعة السلام والتصحيح والنهضوية في واقع عراقي ملتهب ممتلئ بالعلل الثقافية كالجهوية والعشائرية والحيادية واستقالة العقل الثقافي ... حين قرر المثقف ألا يحارب الباطل وهاجر إلى خارج أسوار الوطن خوف الجلاد .. فلم يبق رجال الفكر إلا وتلوث صوتهم بضوضاء السياسة وشروطها القاسية .. أما مثقف اليوم .. بعد احتلال العراق عام 2003 : فإنه يقف مرتبكًا لايستطيع تفسير المجريات خصوصًا أمام حساسية من الفكر الديني ووقوفه من الضغط السياسي المشوش في وطنيته ، لقد هرب المفكر من جديد أمام الجهلة والغوغاء فتراه صامتًا يتماشي مع بشاعات الواقع الجديد ..
/
لا يستطيع المفكر اليوم إحداث تغيير شامل كامل في مجتمع عراقي يصارع فكرة التقسيم والمذهبية فخفتت أصوات الإصلاح وبرزت أصوات الترقيع ..
/
/

أنا أترقب الثقافة العراقية من خلال مؤسسساتها فلا أجدها مؤثرة في المشهد الفكري ، فالجامعات متأثرة بالايجابيات المصطنعة لما بعد الإحتلال .. والمثقف الأكاديمي لازال مسجونًا في مؤسسته لم يجرؤ على متابعة الشارع الحائر فأين منه واجب التقريب كردٍ على التخريب وأين واجب الائتلاف كردٍ على الاختلاف ...
/

كنا نلمح الأقلام المأجورة لصالح السياسي وصرنا نشاهد الأقلام التي ترافق الصوت الفوضوي المروج للبصمة الخرافية على مستوى الداخل والبصمة التآمرية لدول الجوار على مستوى الخارج في مشهد تشظي يؤشر نكوص فكري شنيع ..

/

ومع كل ما سبق :

فإني متفائل بظهور طبقة من مفكري الصحوة .. الذين يرفضون أن يكون عقلهم مستقيلًا أو مأجورًا أو مهمشاً كما هو الآن ... وهذا اليوم جد قريب ..



قلبي يشكر نبضك النقي أخي الحبيب ... وسعادتي غامرة بأسئلتك الثرية ... جزيت الجنان ورضا الرحمن .

كريمة سعيد
09-05-2013, 04:50 PM
لست أدري كيف لم أنتبه لهذا الموضوع الرائع من قبل
في البدء أشكر الرائعة العزيزة براءة على هذه الفكرة الجميلة وأأحييها على المقدمة المتميزة للمفكر الأديب خليل حلاوجي صاحب الشذرات المنيرة التي تستفز الفكر والروح دائما
أتيت للترحيب بك أيها الموصلي الشامخ وسعيدة بمتابعة هذا اللقاء الثري الذي سأستفيد منه لا محالة،....
مودتي وتقديري وكثير من الـ:0014:

خليل حلاوجي
09-05-2013, 05:21 PM
أخي الحبيب الأستاذ خليل
أسعد الله أوقاتك
أودّ لو أسمع منكَ تعليقاً نقديّاً على هذه المقولة لصاحب الظلال - رحمه الله تعالى - وأبغي من سؤالي رفعَ ستارة أخرى عن شخصيّة الحبيب خليل :
( عندما نعيش لذواتنا فحسب، تبدو لنا الحياة قصيرة ضئيلة، تبدأ من حيث بدأنا نعي، وتنتهي بانتهاء عمرنا المحدود ... أما عندما نعيش لغيرنا، أي
عندما نعيش لفكرة، فإن الحياة تبدو طويلة عميقة، تبدأ من حيث بدأت الإنسانية وتمتد بعد مفارقتنا لوجه هذه الأرض !! )
ودمتَ بألف خير


أستاذي الحبييب : كم أنا مسرور بحضورك وذوقك في السؤال ... وأنت تلمس شغاف قلبي المتخم بحب الظلال وشهداء الفكر ..


أستاذي النبيل :

قلة أولئك الذين يعيشون بيننا ولهم رسالة في الحياة مرتبطة بالسماء ... وأقل منهم من يدفع ثمن هذه الرسالة ... ذلك أننا في العالم الإسلامي اليوم نعيش تراجعًا مخيفًا على صعيد المضمون ، ألا ترى معي أن ( الفردية ) بدأت تتحكم في مفاصل مهمة من حياتنا الإجتماعية واسقاطاتها الإقتصادية ..
/
أنا أرى أن الكبائر اليوم هي غير الكبائر لأمس ، فالأنانية وحب الذات - أحيانًا - ترقى إلى حكم الكبيرة ... حين تدفع الإنسان المسلم إلى المطالبة دائما بحقوقه الخاصة فقط دون أن يفكر في تقديم ماهو مطلوب منه تجاه أمته الإسلامية . وأمست مقولة [ العيش للآخرين ] كما صورها الظلال لاعلاقة لها بمتن [الأخوة في الله ] بل أن بعض مؤسساتنا الاجتماعية بدأت تلبس لبوسًا غربيًا ماديًا كمؤسسة (الزواج) .. فتنكح البنت لمالها أو جاهها ويطلب الرجل لسطوته ووظيفته وماله .. كما يلمس ذلك من يعيش معي في العراق المسلم ..أكرر القول أن النسبة لهؤلاء في تصاعد بالقياس إلى الطبقة المؤمنة التي تحمل هم هذا الدين من خلال البذل للآخرين وهذا هو سر تخوفي ..مما يستدعي تثوير فكرة شيخنا صاحب الظلال والتأكيد على خلق الايثار فهو ملح الأرض ..
/
رافقني في أسواق البلاد ستجد التغالب والتنافس والحقد والغل ... والافراط في الأنانية .. في حين ستجد الناس في مستشفيات البلاد ودور الأيتام والعجزة .. ممن يتمثل قول الله – سبحانه وتعالى – { وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ } في تناقض مربك ..
إنه من الأشياء المهمة في علاج هذه المشكلة هو أن نربي الأجيال القادمة على الصبر والمصابرة لكي يتحمل أذى الآخرين في مرحلة أولية لتعليمهم ... الكرم والإيثار ..
/
ومن اجل ذلك :
نحن اليوم بحاجة إلى نوع خاص من التثقيف والتذكير الدائم بضرورة أن نحرر أنفسنا من وباء (الأنانية ) الذي يمنع النفوس من التضحية ، كي نعطي اكثر مما نطالب
أسأل الله عز وجل أن يستعملنا في طاعته وأن يوفقنا لما يحبه ويرضاه .



وقلبي ممتنٌ لبهاء حضورك .

خليل حلاوجي
09-05-2013, 06:08 PM
تحيةً للمفكر والشيخ الموسوعي الاخ خليل حلاوجي
وشكرأ للمتألقة براءة الجودي على حسن أختيارها وتقديمها
( هل تعتقد أخي الكريم أن الخطاب الديني والدعوي على وجه الخصوص آن له أن -يتغير-
طبعاً من حيث الطرح أو التعويل على -العقل- في هذا العصر المادي - دون المساس بالثوابت الايمانية والاخلاقية)

شاعرنا الأنور ...

رائع أنتَ ... حين تطل في نافذتي مستبصرًا سبل التجديد ... فأشكركَ على هذا السؤال الثري :

أقول يا شقيق الروح :

السؤال الاهم مرتبط بقضايا الإنسان وعلاقته بالدين وهو سؤال ناتج عن سؤال قديم يتحدث عن علاقة الدين بقضايا الإنسان ، وما هي العتبة الأولى للتجديد ؟ الإنسان المتدين أم الفهم الديني للإنسان ؟ هل نبدأ بإصلاح وعينا وثقافتنا وتجديد أدواتنا المعرفية أم إعادة قراءة نصوص الشريعة لغرض ملائمتها للتطور التلقائي لحياتنا على صعيد (الزمان والمكان) ... ثم إن الشعور بالحاجة إلى التجديد سيؤثر على تحقّق التجديد حين يوفر لذلك المناخ الفكري والسياسي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي ... وبعد أن اجتاز العراق مرحلة الانتقال من سلطان السلطة السياسية إلى سلطة أخرى أكثر استبداداً هي سلطة من يحتكر النص الديني عند من يتبنى نظرية ولاية الفقيه وتأثيرها على واقع السياسة في العراق اليوم ، إنها حلقة انتقال من الخوذة إلى العمامة وانتقال من المتن إلى الحاشية


وسؤال آخر :

عن ضرورة التجديد في الفكر الديني وآلة هذا التجديد هي ( العقل ) الذي يتلقى خطاب الشريعة عن طريق رجال الشريعة من فقهاء وخطباء وقضاة .. وهو عقل غير قادر على نقد الذات فضلًا عن نقد الآخر ..
إنّ مشكلة أغلب مفكّرينا أنّهم يمارسون نقد خطاب المؤسّسة الدينية التقليدية لزمن سابق للزمن الذي نعيش فيه .. فنقد الدولة الأموية والعباسية والعثمانية لا علاقة له اليوم باللحظة الراهنة فلدينا مشكلاتنا التي تختلف عن مشكلات أجدادنا ... لابد في عصرنا الراهن من تجديد مؤسساتنا وأجهزتنا ومنظوماتنا المعرفية التي تدعم أوضاعنا السياسية والتنموية


/

خذ لذلك مثالًا ... ما حصل قبل أيام من اعتقال ايران للمفكر الشيعي العراقي : أحمد القبانجي وهو رجل متحرر ويتحدث عن التجديد بواقعية بشكل مثير للإعجاب .. سترى أن الممانعة لا زالت قوية لأي صوت تصحيحي ضمن اطار صدام السياسة ورجالها مع الدين ورجاله ....

/

في المقابل نجد أن مدرسة الحديث تنشط في العراق لتطغى على الفضاء التجديدي خصوصًا العراق السني .. وهو أمر .. سيجعل العقل الفقهي يراجع الكثير من متونه ليخضع إلى إلزامية هذه المدرسة ..



لا زال الوقت مبكرًا لنشهد ظهور مجدد عراقي يسعى لتمحيص الخطاب الشرعي فيستثمر الشفاء الشرعي في معالجة الأوبئة الخرافية ، وأنا اقترحت على بعض مشايخي في قصم علوم القرآن في كلية التربية أن نقرأ :( تاريخ التفكير ) كمادة منهجية لها علاقة بكل تحديات الأصالة والمعاصرة خصوصًا بعدما قرأت للكثير من العلمانيين تدخلهم المخيف في مثل هكذا فضاء معرفي كما فعل ( محمد آركون ) وطريقته في قراءة المصحف أو كما يسميها هو ( المدونة المغلقة ) وتأثر الكثير من الشباب برؤيته ....

نعم اقترب أوان ضرورة التجديد ... لكنه لم يحن إلى الآن سيدي النبيل ..


و ..

مودتي لقلبك : عامرة.

كاملة بدارنه
09-05-2013, 06:23 PM
السّلام عليكم أخي الأستاذ خليل وأهلا بك ضيفا عزيزا وكاتبا ذا بصمة مميّزة في إبداعاته وردوده
أحببت المشاركة بسؤالين :
ما هو تأثير الوضع الرّاهن في العراق وفي العالم العربيّ عامّة على الحركات الأدبيّة من النّاحية الفكريّة ؟
هل تتوقّع ظهور تيّارات وألوان أدبيّة جديدة؟
شكرا سلفا

ساعد بولعواد
09-05-2013, 06:50 PM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
خالص إعجابي وتقديري للمتألقة المتميزة (براءة الجودي) على ما تقدمه لنا من حين لآخر من فناجين قهوة ترتشف بشغف فعلامة بنّها مسجلة بامتياز .
الحمد لله بداءة أن انتبهت إلى هذا اللقاء المميز مع الخليل المفكر والأديب السامق الحرف .
أستاذنا الفاضل هناك جملة أسئلة تؤرقني ،أرجو أن أجد إجابة وتفسيرا لها لدى جنابكم الموقر :
-1- لم ينظر إلى الأدب الإسلامي نظرة احتقار ولا مبالاة ،أو انصراف عنه لدى كثير من الأدباء.......؟
-2- لماذا هذا التساهل في التعامل مع الحرف العربي من حيث الرسم والبناء ، وعدم إعطاء الكلمة حقها (همزة الوصل والقطع -التاء بنوعيها - المرفوعات -المنصوبات - المجرورات ...........إلخ ).
-3- لماذا لانجد صدى للكتابات المغاربية في مشرقنا العربي ، وربما لا يعرف المثقفون شيئا عن الأدباء المغاربة.....؟
*استودعك الله الذي لا تضيع ودائعه*

خليل حلاوجي
09-05-2013, 07:14 PM
ما هو مشروعك القادم ؟ ومتى يمكننا أن نصافحه ؟




أخي وصاحبي وزميلي أيها البهجة معنىً ومبنى ..


مشروعي الذي أتفرغ له هذه الأيام ... حول


اللغة كمعيق للنهضة ..

وهو موضوع يندر الحصول فيه على مصادر لتشابك ارتباطه بالفكر والأدب والفلسفة وعلم الإجتماع ..



مودتي لقلبك عامرة .. وتحاياي لك بهجتنا.

خليل حلاوجي
09-05-2013, 09:34 PM
ما موقفك من الرمزية في العمل الأدبي ؟




للأدب دور هام في نقل الأحاسيس وبناء الأفكار وذلك بغاية : إمتاع المتلقي وهو هدف الكاتب .. ويتم ذلك باسلوب يقترب من الوضوح المغلف بالحّرَفية الأدبية .. وبناء جسر بين ضفتي (الكلمات/المعاني)
لابد من تحرير مفهوم (الرمزية) بداية والتفريق في معنى الرمز والغموض .. فالاستغراق في الرمز يوصلنا حد الغموض ، فأي عمل أدبي ملزم بتيسير وصول مقصوده إلى المتلقي ، بعض النصوص حين تسرف في الرموزية تتحول إلى ما يشبه اللغز تبعًا لتنوع الأفهام ، وقد تقودنا ( الرمزية ) إلى التعرف على معاني عميقة لبعض مفاصل النص حيث يستهلك مشاهد ماوراء الطبيعة وبعض متون العقائد الدينية كالجحيم أو الجنة أو صلب المسيح وهي هنا تخدم النص في ترجمة الحياة الباطنة ، تسهل على الكاتب والمتلقي التوفيق ما بين الشكل والمحتوى في تكامل يربط ( الحقيقة / المجاز ).
ويبقى المعول الأساس : البساطة ، فكلما كان النص بسيطًا في اسلوبه مهما احتوى على الرمزية .. كان نصًا جاذبًا للمتلقي
يقول ( جبران خليل جبران ) : " من يبيعني فكرا جميلا بقنطار من الذهب ومن يأخذ قبضة من الجواهر بدقيقة محبة ، ومن يعطيني عينا ترى الجمال ويأخذ خزائني "

شخصيًا : أحاول التناغم والتلاعب بالنص : رمزيًا ... ولعلي أوفّق ..



بالغ تقديري لثراء حضورك : أخي الحبيب.

رياض شلال المحمدي
09-05-2013, 10:19 PM
**(( السلامُ عليكم أستاذَنا العزيز :
لقاءٌ لا تجودُ به الليالي ... وفكرٌ حاملٌ لغةَ الغوالي

لم يُبقِ السابقون لللاحقين من تساؤلٍ إلا وأوفيْتَ مجيباً
عليهِ بكلّ ما جادت به نفائسُ فضلكَ ، ولكن – وكما قالوا –
" حُمّص بكلّ قدْر ينبص " فأحببْتُ أن أقول :
- إلى أيّ مدىً أنتَ تذهبُ مع مَن يقول بأنّ النقْدَ يرتكز على مقوّمات هي :
الفَهمُ والذوقُ والتمييز ؟
- ثم هل صحيح أنّ هناك حوارَ حَضارات أم هو صراع الحضارات ؟
- وأخيراً ، تاه بعضُ أهلِ الأدب ما بين الرومانسي والكلاسيكي ، فأين الصوابُ بينهما ؟

مع كثير تقدير واحترام .))**

هَنا نور
09-05-2013, 10:32 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشعرُ بالرهبةِ وأنا أسجل مشاركتي في هذه الصفحة ؛ فأنا في حضرةِ وليٍ من أولياءِ الله الصالحين ، هكذا أراكَ أستاذ خليل حلاوجي .

لا يحضرني الأن أيُ سؤال ، فأنا كلما قرأت لأستاذنا الكريم أجدُ ذهني متحفزاً للتساؤل ، حتى إذا انتهيتُ من القراءة أجدُك يا أستاذنا قد أجبتَ على سؤالي .

خالص شكري وامتناني وتقديري لكم أستاذنا.

و تحيةٌ عاطرة للأخت الكريمة براءة الجودي على حسن اختيارها وإدارتها للحوار.

ربيحة الرفاعي
09-05-2013, 10:49 PM
لابد أن نحرر مصطلح (القراءة) ..
ما معنى (القراءة) ؟
وأيضًا :
ما معنى : (لا يجوز) ؟
وما معنى (سمعتُ) ؟
أقول :
1- قراءة الكتب السماوية التي بين أيدي الناس : أمر غير محرم.... النحرم اعتناق مضمون محرف لأي كتاب سماوي ..
2- نعم : قرأت ودرستُ الإنجيل ... ولكن ... بعد أن قرأت كتاب ( اظهار الحق ) للشيخ رحمة الله الهندي
3- لن اكمل وجهة نظري ما لم أقرأ منكم وعدًا بقراءة ( اظهار الحق ) ... لعل الله يحدث بعد ذلك أمرًا..
كم أنا فخور بهذه الحوارية الثرية ... أشكركم حد الدهشة.

أنا قد قرأته أيها الصديق
وقرأت العهد القديم والعهد الجديد

وانتظر وجهة نظرك التي أثق أنها ستكون رائعة

خليل حلاوجي
10-05-2013, 09:48 AM
من مِنَ المفكرين والكتّاب المحْدَثين تأثّرتَ بهم؟




في البدء أود أن أحرر قيمة (التأثر) كونها قيمة مدورة لا ثبات لها ..

في العام 2000 صدمتني كتب المؤرخ الموصلي ( أ.د.عماد الدين خليل ) وموسوعيته وبصمته الأدبية وقراءة فلسفة التاريخ .. ثم بعد سنوات تحولت إلى شيخ شيخي المفكر ( مالك بن نبي ) فدهشت برؤيته حول الثقافة والقابلية للإستعمار ..

في العام 2005 قرأت في النت مقالة في جريدة الشرق الأوسط عن رجلٍ اسمه ( د.خالص جلبي ) والمقال يتعرض لشخصية (صلاح الدين الأيوبي ) فأرسلت اعتراضًا شديد اللهجة وبالغت في ذم الكاتب فجاءني الرد صادمًا ... قال لي الدكتور : ( أنتَ لاتملك فكرةً سوى التهجم على شخص الكاتب ، ولو كنتَ منصفًا لناقشت الفكرة بالفكرة .. أنتَ مفلس !! )

الحقيقة كانت هذه الجملة : نقطة تحول في مساري الفكري .. تابعت قراءة د. خالص ورؤيته حول ( اللاعنف ) وحول (الإيمان بلغة العلم ) وحول (سؤال النهضة)

وقادني فكر د.خالص إلى جودت سعيد وكتبه حول ( كن كإبن آدم ) و (رياح التغيير) و (حتى يغيروا ما بأنفسهم) ، وإلى (إبراهيم البليهي ) وكتابه (بنية التخلف) وكتاب جفري لانغ( حتى الملائكة تسأل)


أما الكتاب الذي صفعني فهو ( محنة ثقافة مزورة ) للصادق النيهوم .. ومن هنا قررت أن العلة لتاخرنا ليست علة سياسية سببها الطغيان ، بل هي علة فكرية سببها الانغلاق الثقافي ، وجعلتُ أولوياتي الشخصية ترتكز على معنى فكري فأنا أسعى لمواصلة دراسة الواقع وتحليل بنية التخلف فيه ، قررتُ أن أصارح نفسي : فمدارسنا لم تعد تظهر طالب العلم الحقيقي الناقد والبصير ، وهكذا نحن نكرر أنفسنا ولم نفهم القرآن ورغم أنه عندي [ كتاب الثورة الفكرية ] لكل من يقرأه ... وعلى حد تعبير جفري لانغ فان : ( القرآن يقرأ نفسية قارئه )
اذن : لدينا طرفي المعادلة = ( واقع متأزم ) + ( قرآن ) هو الشفاء .... فكانت اولوياتي تعشيق طرفي المعادلة ، ليس على الطريقة الوعضية لمشايخي ، بل العكس وذلك بأن أجعل الدين خادمًا للحياة
اولوياتي تتلخص في اعادة قراءة القرآن وفق روحية استلهام الحل من كلام الله ذاته
وهي فكرة تبدو غريبة بل ومعكوسة في الساحة الفكرية
فانا لااقول اننا نمتلك العقل النقدي ... وبالتالي كيف سيتسنى لنا اعادة قراءة كلام الله دون الادوات المعرفية
وعلى هذا الاساس ينبغي تهيئة المناخ المعرفي وادواته
هذا المناخ يرتكز على ثلاث شروط
1- اعادة قراءة العقائد والآيدلوجيات المطروحة اليوم
2-اعادة حسن استهلاك التقانات والتكنلوجيا المستخدمة اليوم
3-اعادة فهم التغالب المختبري للمستجدات العلوم في الفيزياء والبايلوجيا وعلم الفلك وذلك بمتابعة اشاراتها في القرآن.
وبمعنى أدق :
على من سيتصدى لقراءة القرآن النهضوي ان يكمل ادواته المعرفية في ثلاث علوم : 1- الايدلوجيا 2- التكنلوجيا 3- البايلوجيا
مع الاخذ بنظر الاعتبار أن هذه العلوم لاتعرف الثبات فهي متجددة تحديثية الوجهة
في تلك اللحظة سيتمكن قارئ القرآن استيعاب مراد الله في قوانينه وسننه وهي سنن لاتعرف التبديل ولا التحويل كما تنص الآيات في القرآن المجيد
فيحصل ثلاث توافقات
1- معرفتي بالسنن النفسية للانسان
2- معرفتي بالسنن الوجودية للكون
3- معرفتي بالسنن لاسماء وصفات خالقنا جل في علاه
المعارف الثلاث هي التي سترينا ملكوت السماوات وسترينا بشائر الظفر في الارض بل وستذيقنا جنة الارض وجنة السماء كما اشار لذلك بن الجوزي رحمه الله

هكذا بدأت أفهم شعاري النهضوي : القرآن هو الحل



/

أعتذر عن الإطالة ... ومودتي لقلوبكم عامرة .

خليل حلاوجي
10-05-2013, 12:42 PM
رؤيتك للحاضر والغد في العراق، سوريا، ومصر وبقية دول المنطقة





سيدتي الكريمة : كم هو خجلي يشتد اتساعاً أمام حروفك النيّرات .. وأنتم للعلياء رفقتي ..

أستاذتي :

هل أنا خائف من الحاضر ؟
وهل غد العراق ينذر بخراب المنطقة ؟
أقول :
لتشخيص الواقع لابد من المصارحة في قراءة الأحداث ، ففساد المسؤولين يرافقه عنف مبرر واغتيالات غامضة ، والكرد ومشكلتهم مع الانتماء الوطني ومحددات المشاركة في الحكم ، وتشويه الديمقراطية من خلال لعبة الصندوق الأنتخابي دون معرفة الثقافة الديمقراطية ، وعقلية الرموز السياسية المحصورة في فخ المؤامرة ، وحاجة الشارع العراقي إلى الرجل القوي (المخلص ) ، وسياسيون لا يفقهون بناء المؤسسات ، و قوات امنية تفتقر إلى ( فلسفة الأمن ) فهي مرتبكة في حماية نفسها وعجز عن وعي اشكالية الوزارات الامنية ، وقضاء غير قادر على محاكاة التشريع المجدي ، ومؤسسة البنك المركزي التي تحافظ على حياديتها ولكنها فاقدة السلطات على الحراك الاقتصادي .. الخطأ ألا نضع على الجميع عاتق بناء العراق الجديد وهو خطأ جوهري من حيث أن فكرة النهضة غائبة عن وعي الجمهور ..
وعليه فيمكن تلخيص مشكلات السياسي العراقي ..
1- غياب الثقة بين اطراف الشراكة السياسية
2- تبرير الاتهامات بعد أي فشل.
3- الانفراد بالسلطة كآلية وحيدة لتنفيذ أي قرار حكومي.



بعد هذا التشخيص : هل يمكن وصف الأدوية ؟

وفي صباح يوم لايعتقد فيه العراقيون أن مسؤولية تخليص البلاد مما يحصل تخص الساسة ورجال دين وفكر وثقافة بل تخص الجميع كلًا وفق مؤهلاته ووفق تضحياته .. في ذلك اليوم سيبدأ العراق مكانته ..طبعًا : الواقع لايبشر بخير .. لولا وجود أناس متخمين بالوطنية الحقة يدفعهم حب العراق إلى إعادة ترتيب أوراقهم ورسم ملامح جيل يتربى على البذل والوعي النهضوي .. وأنا أراهن على قدرة الجيل القادم بعد ربع قرن من هذا التوقيت بأنه سيبدأ في بناء دولة مدنية حديثة حين نتأكد أنهم تخلصوا من جميع المشكلات أعلاه ..
وبناء العراق بحاجة إلى تبني فلسفة (التحضر) وفق مخطط منهجي ووسائل لهذا التحول في : القوانين السلوكية في تقسيم العمل والتهدئة المجتمعية ونمو الإقتصاد النقدي وأثره التجاري ، وإنجاز المصالحة بين السلطة المتدهورة وسلطة ( الطبقات ) كالعشيرة والمذهب وسلطة (السوق) .. كل هذا يأتي بعد توضيح دور نظريات (السياسة الشرعية) بشقيها الشيعية والسنية بعد خوض غمار مواجهة قادمة مع الرؤية المستوردة بشقيها ( الليبرالي ) و(الإنسانوي) .


وحده الزمن كفيل بالنتائج ..قال تعالى {وأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض}

/

بالنسبة لمصر ثمة خصوصية حول واقعية خطاب الإخوان المسلمين وامتحانهم العسير .. ربما لي عودة لالقاء الضوء حول ذلك ..



لكم القلب نقيًا بحب الله .. ورضاه .. عن جميع أحبتنا.

خليل حلاوجي
10-05-2013, 02:01 PM
قرأتك مرة تقول ,يجب أن يكون الدين فوق السياسة ,,,
لا أنكر أن هذا قد أعجبني جدا, ورأيت هذة الفكرة لو طُبّقت فسوف تحل الكثير الكثير من المشاكل ,وسوف تضع الخلافات الأزلية بين الديانات والطوائف والمذاهب على الرّف ,لأن الدين واحد ,ومن أنزله لعباده هو الواحد عز وجل ,ولكنها الأزمنة ,وفعل الدهور هو الذي قد صنع الخلاف ,وما زال يصنع الخلاف .
هل لنا أن نسمع توسعا وإبحارا لك في هذا الموضوع ؟؟



بتأمل ما يحصل من حولنا ؟ سنجد سؤالًا كبيرًا .. والله . حيث أن الإنسان بدأ المرحلة الاولى لعهد مابعد الطفولة الانسانية ، نحن اليوم نعيش اليوم المُمَهِد للحياة الراشدة ، هذه الحروب ستنتهي ، والساسة سينكشف حبل كذبهم ، ورجال المال سيخسرون انسانيتهم ،ورجال الدين سيجددون موقفهم .. يبرزون للناس روح الدين لا قشوره ، نحن على أعتاب وعي إنساني جديد ، فستة مليارات معذب نعيش معهم سيدفعون ثمن هذا الوعي المتجدد ، وربما بعد عشرين عامًا سنرى الانسان الذي نبذ الكراهية وآمن بالحل السلمي لمشكلاته ربما سنشهد قانونًا جديدًا ليس للأمم المتحدة ، بل لبرلمان يوحد كل الشعوب ويرسم قوانين العدل للجميع ، أقول هذا وأنا مدرك أن صراع الحضارات اليوم سيكلفنا ملايين الضحايا ولعشرين سنة قادمة ستبكي الأرض أنهارًا ، أمريكا اليوم قرصان يمتد يده لكل انسان تسرق غد الناس وأموالهم وأحلامهم بل وعقائدهم - وهنا الخطورة - ولكنها في نهاية المشهد ستنتحر بفكرة عنف القوة الاستباقية ، وفي هذه الأوقات : سيظهر المثقف القرآني ، ويبث روح الإسلام الحقيقي ، وينقذ المشهد ، أما أنا وأنتم فما نحن سوى بذور لتلك الثمار الفكرية القرآنية ، لعل الله يحدث بعد ذلك أمرًا ، فيما يخص منهج تجديد الخطاب الديني : لنلاحظ أن الإشكالية تبدأ من العنوان ذاته ، فمصطلح التجديد غير مرتبط بالتنمية وغير مرتبط بالنهضة وهما المطلب وهما الغاية لنؤكد ان التجديد انما هو وسيلة.. وبتدقيق [ مصطلح الخطاب ] فلن ندرك أبعاد المصطلح مالم نقرا ماكتبه (ميشيل فوكو) حول سلطة الخطاب ، وعندها سنلحظ أن ثلاثية جديدة أخذت دورها في سياق التجديد الفلسفي للخطاب ، ثلاثية : [ الذات / المعرفة / السلطة ] وهنا لايمكن اعتبار خطابنا الوعظي كدعاة أو خطابنا الإرشادي كفقهاء أو خطابنا الإلزامي كقضاة وسواهم فهو خطابٌ بالمعنى الاصطلاحي ، وعليه فنحن نحتاج لرؤية جديدة نتاكد فيها على سبيل المثال من علمية علوم القرآن ونتاكد فيها من تجريبية علوم الحديث وغيرها من الفصول وذلك بالاستعانة بعلوم الآلة و المستجد من الادوات المعرفية واحدثها المشروع الالماني ( الجينوم القرآني ) وقد قسم لثلاث مراحل :
1- التدوين وجمع المعلومات
2- التصنيف والتبويب
3- وهي الخطوة الاهم : التحليل ... الذي تشارك فيه جميع العلوم التخصصية فآيات الفضاء نستعين لإدراكها بعلوم كيمياء الفلك وفيزياء المجرات بآخر ما أوردته وكالة (ناسا) مثلًا
وأنا اعتقد عند إكمال المشروع أن العلم الشرعي سيأخذ صورة جديدة ... في بصمة علمية جديدة ميسرة لكل أحد من داخل وخارج العالم الإسلامي ..

في ذلك اليوم سوف نقف مع العائق الفكري الأكثر صلابة : ليتوجب أن نحدد موقفنا من علاقة سلطة الفقيه المأمور من السلطان الآمر ، سوف يتبين للجميع عوار هذه العلاقة فللسلطة رجالها وللشريعة رجالها .. والعلاقة المرتبكة بينهما ستأخذ الأمة إلى العالمية متأثرة بما هو متاح من علوم شرعية تحدد سلطة ( المفسر والمحدث والفقيه والقاضي ) كمؤسسات عاملة وفاعلة وتطبيقية تمس حياة الناس ومعاشهم اليومي .. وبالتالي سترفض هذه السلطة خضوعها المبطن لسلطة المؤسسة السياسية .. ستفرز المواقف ويتضح تحديد المهام .. وسيقتنع الجميع أن سلطة المؤسسة الشرعية المنفصلة والمستقلة قد بلغت من القوة والرصانة والاستقلالية بمكان حدا بها أن تفرض هيمنتها لا على الجمهور فحسب بل على الواقع السياسي ..

وهكذا : هو فصل السلطة الذي يبرز أن كرسي رجل الدين أعلى كرسي رجل السياسة مرشدًا وموجهًا ومتحكمًا بقرارات المسلم الواعي والمثقف الثقافة القرآنية المنشودة ..

/

أتمنى أن وفقت في تبسيط هذه الفكرة .. فما كان صوابًا فمن الله وما كان غير ذلك فمن نفسي والشيطان ..

اتمنى على الجميع كدحًا معرفيًا لننال جميعنا رضا الله في الأرض وفردوسه في السماء

بوركت قلوبكم

هَنا نور
10-05-2013, 02:03 PM
أستاذنا الكريم

لدي الآن سؤالان :

أولاً : ما رأيكم ب " الأدب النسائي " - إن صحت التسمية ؟

ثانياً : من منظور الدين ، هل تري أن هناك مساحات من أفكار المرأة ومشاعرها تمثل عورة لا يجوز الكشف عنها ( في كتاباتها الأدبية ) حتى لا يطمع الذي في قلبه مرض ؟

قد يكون لي تساؤلات أخرى اعتماداً على جوابكم .

خالص احترامي وتقديري .

هَنا نور
10-05-2013, 03:08 PM
بتأمل ما يحصل من حولنا ؟ سنجد سؤالًا كبيرًا .. والله . حيث أن الإنسان بدأ المرحلة الاولى لعهد مابعد الطفولة الانسانية ، نحن اليوم نعيش اليوم المُمَهِد للحياة الراشدة ، هذه الحروب ستنتهي ، والساسة سينكشف حبل كذبهم ، ورجال المال سيخسرون انسانيتهم ،ورجال الدين سيجددون موقفهم .. يبرزون للناس روح الدين لا قشوره ، نحن على أعتاب وعي إنساني جديد ، فستة مليارات معذب نعيش معهم سيدفعون ثمن هذا الوعي المتجدد ، وربما بعد عشرين عامًا سنرى الانسان الذي نبذ الكراهية وآمن بالحل السلمي لمشكلاته ربما سنشهد قانونًا جديدًا ليس للأمم المتحدة ، بل لبرلمان يوحد كل الشعوب ويرسم قوانين العدل للجميع ، أقول هذا وأنا مدرك أن صراع الحضارات اليوم سيكلفنا ملايين الضحايا ولعشرين سنة قادمة ستبكي الأرض أنهارًا ، أمريكا اليوم قرصان يمتد يده لكل انسان تسرق غد الناس وأموالهم وأحلامهم بل وعقائدهم - وهنا الخطورة - ولكنها في نهاية المشهد ستنتحر بفكرة عنف القوة الاستباقية ، وفي هذه الأوقات : سيظهر المثقف القرآني ، ويبث روح الإسلام الحقيقي ، وينقذ المشهد ، أما أنا وأنتم فما نحن سوى بذور لتلك الثمار الفكرية القرآنية ، لعل الله يحدث بعد ذلك أمرًا.






عفواً أستاذنا ، لم أكن قد قرأت جوابكم على تساؤل الأخت فاطمة عبدالقادر قبل إضافة سؤاليّ السابقين. وقد أثار جوابكم هذا تساؤلاتٍ عدة سأكتفي بأحدها الآن وهو ذو صلة بالاقتباس أعلاه.

ما مدي اتفاق رؤيتكم هذه لمستقبل الإنسانية مع ما صح من حديثٍ للنبي - صلي الله عليه وسلم - حين قال:
" خير القرون قرني الذي بعثت فيهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم "
وفي رواية أخري : " خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يفشو الكذب "

خالص شكري وتقديري.

خليل حلاوجي
10-05-2013, 04:03 PM
هل تعني لك مصطلحات الحداثة شيئا في الأدب؟ وهل تتعارض مع الأصل إن وافقت عليها من حيث المبدأ؟



مشكلة مفهوم الحداثة أنه غربي المنشأ والتطور ، ومعلوم أن ثقافتنا العربية ترتكز على تراث ثقافي عميق ، في حين أن تأثير الثقافة الغربية على المضمون الأدبي ما زال مستمرًا من خلال تبني المناهج النقدية أو من خلال ترجمة نصوص إنسانية مميزة ، وكان هذا التأثر ظاهرة صحية تعين في محاولة الخروج من مشكلات عصرنا وتأشير الخلل الثقافي في الفضاء العربي ، ولكن هذا شئ والإبداع العربي شئ آخر . لقد سارت الحداثة الأدبية في طريق وعر حين أصبح الافتنان بالغموض من أجل الغموض والاستهانة عند البعض ممن أراد الخروج على التقاليد الشعرية مثلًا ، جعل البغض يشكك في تبني الحداثة عربيًا .. ثم إن سوء فهم التجديد ساهم هو الآخر في سوء فهم الحداثة ، فالشعر الحر الذي يعد تطورًا لاتجاهات الشعر العربي حين حمل مضمونًا راقيًا وجادًا كما هي قصائد درويش وأحمد مطر مثلًا هو علامة تجديد صحية .. رغم خروج الشعر الحر على القافية فقد ظل محتفظا بالروح الشعرية
وعليّ أن أنبه إلى ما مارسته الحداثة الغربية من نقد معاني الغيب والأبدية والتشكيك اللاهوت المسيحي هو غير ما تمارسه الحداثة العربية من نقد الأوضاع المزرية بدءً من هزيمة حزيران وإلى يومنا هذا فنقد الخالق هو غير نقد المخلوق فالأول : شاذ متمرد مرتبك والثاني جرئ منفتح مجدد ..الحداثة الغربية نزعت القداسة ووضعت الإنسان محل الآله وبالتالي أصبح الأدب الغربي لا أقول بلا قيم بل ( بلا مقدس ) سواء في الرواية والشعر والمسرح أوحتى في الفن والسينما... وهكذا أنا مع الأدب الذي يحتضن المقدس بل ويلتزم به ويجعل المنظومة القيمية للمقدس هي العين الناقدة لكل حرف يخطه هذا الأدب ..
ووفق ذلك : أرى ضرورة تجديد حقيقي يعارض الجمود ويرفض التخلف الثقافي الذي مارسه شعراء البلاط على مستوى القيم حين كانوا أداة بيد الحاكم في ترسيخ ثقافة التبعية للظلم ، حين لم تكن للأدب رسالة سوى تبرير الواقع بكل فواجعه ... وكلي طموح إلى لحظة يكون فيها الأديب المفكر سابقًا لجمهوره لا أن يهرول خلفه ...
وأنا مؤمن أن الأديب ليستطيع تغيير الواقع الجامد والمتخلف للثقافة العربية حين يتبنى قضية تطوير المقولات التي تبث الوعي المتجدد للثوابت فهو الجسر الضامن لكل متغيراتها.
/
/


بالغ تقديري يا شقيق الروح ..

خليل حلاوجي
10-05-2013, 04:11 PM
عفواً أستاذنا ، لم أكن قد قرأت جوابكم على تساؤل الأخت فاطمة عبدالقادر قبل إضافة سؤاليّ السابقين. وقد أثار جوابكم هذا تساؤلاتٍ عدة سأكتفي بأحدها الآن وهو ذو صلة بالاقتباس أعلاه.

ما مدي اتفاق رؤيتكم هذه لمستقبل الإنسانية مع ما صح من حديثٍ للنبي - صلي الله عليه وسلم - حين قال:
" خير القرون قرني الذي بعثت فيهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم "
وفي رواية أخري : " خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يفشو الكذب "

خالص شكري وتقديري.



الأستاذة نور ... وعلى عجل أقول :

1- نص الحديث ليس بهذه الصيغة وراجعي إن شئت كل كتب الحديث إنما النص يقول ( خير الناس ... ) والفرق بيّن بين اللفظين .

2- الخيرية هنا هي ( قيمة) وليست هي سلوكًا ، لأن الأصل : أن أكرمنا عند الله هو- حصرًا- أتقانا ..

3- من الخيرية أن يجلس رجل الشريعة في مكانه الصحيح ليمارس سلطته البشرية فوق أي سلطة أخرى ( سياسية ، عسكرية ، اقتصادية ، تعليمية ... وهكذا )


/

مودتي لقلوبكم العامرة بحب الله تعالى ..

هَنا نور
10-05-2013, 06:13 PM
الأستاذة نور ... وعلى عجل أقول :

1- نص الحديث ليس بهذه الصيغة وراجعي إن شئت كل كتب الحديث إنما النص يقول ( خير الناس ... ) والفرق بيّن بين اللفظين .

2- الخيرية هنا هي ( قيمة) وليست هي سلوكًا ، لأن الأصل : أن أكرمنا عند الله هو- حصرًا- أتقانا ..

3- من الخيرية أن يجلس رجل الشريعة في مكانه الصحيح ليمارس سلطته البشرية فوق أي سلطة أخرى ( سياسية ، عسكرية ، اقتصادية ، تعليمية ... وهكذا )


/

مودتي لقلوبكم العامرة بحب الله تعالى ..




عفواً أستاذنا ، لدي تعقيب بسيط علي ما يخص نص الحديث

ورد النص بعدة صيغ :

في مجموع الفتاوى لابن تيمية :
"خير القرون قرني الذين بعثت فيهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم."

وفي الفتح الرباني للشوكاني:
" خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يفشو الكذب."

وفي صحيح الجامع للألباني:
خير الناس قرني ، ثم الثاني ، تم الثالث ، ثم يجيء قومٌ لا خير فيهم "

وفي صحيح البخاري:
خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء أقوامٌ : تسبق شهادة أحدهم يمينه ، و يمينه شهادته. "

خالص شكري وتقديري.

خليل حلاوجي
10-05-2013, 06:18 PM
هل أنت راضٍ عن مستوى اللغة في أرض الرافدين؟؟؟
وهل أن الفصحى في مد أو انحسار؟؟ في أرض العروبة كلها؟؟؟




يقول ناعوم تشومسكي : أن اللغة مرآة العقل وأقول أنها معيار ومقياس لمدى النشاط التثقيفي كونها وسيلة نقل لخبرات الواقع ...
ومن هذا المنطلق فإننا نضع المعرفة المكتسبة - واللغة أبرز آلياتها - كدعامة في خدمة الحياة بصورتها التطبيقية وليس في خدمة المعرفة الموسوعية التي ننطلق منها دائما، كي نتعالى على الواقع ، بمعنى : أني أراقب المحتوى المعرفي - صعودًا وهبوطًا - من خلال مراقبة الشارع الثقافي اليوم .. لأصل إلى تشخيص ما نحن بصدده عن الفصحى وموقف المتحدثين بها فضلًا عن النخب المجتمعية..
وعليه : فزيارة سريعة إلى مدارسنا وما تعانيه في اسلوب تعليم اللغة يجعلنا نتأكد أن لغة التفكير فضلًا عن الفصحى في تدهور مستمر !!!
لا بد هنا أن نميز بين دخول مفردة ( سوقية ) في لغة ما ، وبين تحديث أو تغيير أو تطوير قواعد تلك اللغة ؛ فدخول المفردات الجديدة أو تأويلها أو موتها مرتهن بالسياق الطبيعي لمجريات الأحداث الحاصلة في العراق من توالي صور الاستعمار المنظـّم ثم تأثيرات العولمة اللغوية التي قد أفرزت مظاهر "أزمة الهوية اللغوية" خصوصًا أن اللغة العربية تحمل بصمة هوية الثقافة الإسلامية ، كما لا ننسى أثر اللغة الإعلامية : وإساءة تداول اللغة في شبكات الإنترنت والقنوات الفضائية .. ورغم كل ذلك فإننا نشهد تحصين لغتنا من خلال المتابعة المستمرة للمؤسسات التثقيفية وما حوته من نخب تدافع بشراسة عن الفصحى واعتمادها في سياقها النخبوي ..
أما فيما عدا هذه النخب فالأمر يبدو مغايرًا ، وهو يستدعي عملًا مؤسسساتيًا تتبناه الدولة من أجل النهوض بواقع الفصحى على المستوى الشعبي ... والحل لكل هذا يكون من خلال:
1- القرار مرتبط بالسياسة التعليمية وفلسفة الدولة التعليمية ...
2- أرى أن نبدأ بدراسة ( اللغة ) بشكل استقرائي مركزين على اللغة الناطقة والمحادثة وترويج دروس (التعبير الشفوي) وجعل هذا الدرس ينافس - إن لم أقل يتفوق - على دروس النحو والصرف
3- تخليص كتبنا المنهجية من مفردات عتيقة لا يستسيغها واقعنا اللغوي اليوم .. كتدريس شروح الشروح ، وتدريس الشواهد الشاذة مما لا طائل منه.
4- تبسيط دروس (البلاغة) وجعلها دروسًا ممتعة ، وعملية من خلال ترويجها بشكلها المبسط.
5- الإشراف على مصادر التثقيف كـ ( دور الترجمة ، معاهد الأئمة والخطابة ، رجال الإعلام ..) وربط هذه المهن بالشرط اللغوي التقويمي .


/


لعل الله يحدذ بعد ذلك أمرًا.


ممتن لروعة حضوركم ... جزيتم الجنة .

خليل حلاوجي
10-05-2013, 06:22 PM
عفواً أستاذنا ، لدي تعقيب بسيط علي ما يخص نص الحديث

ورد النص بعدة صيغ :

في مجموع الفتاوى لابن تيمية :
"خير القرون قرني الذين بعثت فيهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم."

وفي الفتح الرباني للشوكاني:
" خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يفشو الكذب."

وفي صحيح الجامع للألباني:
خير الناس قرني ، ثم الثاني ، تم الثالث ، ثم يجيء قومٌ لا خير فيهم "

وفي صحيح البخاري:
خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء أقوامٌ : تسبق شهادة أحدهم يمينه ، و يمينه شهادته. "

خالص شكري وتقديري.



جزيت الجنة أختنا ...

الكتابان الأوليان ليسا من كتب الحديث .. والصحيح ما ورد عند الإمام البخاري والترمذي بلفظ آخر فيه زيادة وأيضًا ما أورده الإمام الألباني أعلاه ..


بوركت جهودك ..

مازن لبابيدي
11-05-2013, 11:19 AM
أحسنت أختي الرائعة براءة الجودي بجلب الأخ الحبيب خليل إلى كرسي الاعتراف لاستجوابه على العلن .

ضيفك الحلاوجي إذن حلواني أيضا وبما أنه حلو الكلام وحلو الطلعة فقد اكتملت له أركان الحلاوة الأربعة .

عرفت الكثير عن هذه الشخصية الرائعة من المقدمة الجميلة لمقدمتها ومن أجوبة أديبنا المفكر المهندس عن الاسئلة ، لكن لا بد لي من لعقة إصبع من هذا العسل القراح .

وسؤالي لأخي الحبيب خليل : كيف تتبلور نواة المشروع الفكري عندك لتتكثف بعد ذلك مشروعا وعملا متكاملا ، وهل الكتاب عندك هو الناتج النهائي الطبيعي لمثل هذه المشاريع ؟

خليل حلاوجي
11-05-2013, 06:12 PM
ما هو تأثير الوضع الرّاهن في العراق وفي العالم العربيّ عامّة على الحركات الأدبيّة من النّاحية الفكريّة ؟
هل تتوقّع ظهور تيّارات وألوان أدبيّة جديدة؟




سؤال مفصلي آخر .. يثير الدهشة ... فشكرًا لك أديبتنا الكريمة ..


كما قلت في الرد السابق عن واقع الفصحى في بلادنا :
نحن نمر بمرحلة شائكة على مستوى الأدب و الفن بشكل خاص فضلًا عن الفكر ، هي مرحلة مرتبكة ما بين تراجع نوعي و اضطراب في الذائقة الأدبية نتيجة تأرجح الإنتماءات الوطنية وتشظيها وتخندقها خلف متاريس المذهبية وقيم التفتت العرقي والإثني بل وحتى الوطني ، ومع الأخذ بنظر الإعتبار بقاء الأسماء المعول عليها في ضمان العطاء الفطري لبلاد الرافدين - تاريخيًا وحضاريًا - أسماء توفر الجسر الضامن لتواصل الأجيال .. وهكذا يستمر عطاء الأدب على نطاق زمني متواصل.

من جهة ثانية : يلاحظ بروز مدارس فوضوية جديدة تحتمي بالخطاب العولمي ، ومدارس أخرى نكصت على عقبيها وقد تخندقت خلف حصون التمزق الجديد تنتظر اللحظة التي تبيع ولاءها للصوت الأنفع .. ولا نستطيع أن نعوّل على هؤلاء رغم ما لديهم من مواهب و قدرات قد تبدو في الظاهر أنها متعملقة !!

المسألة إذن نوعية : فالساحة مرتبكة بكم هائل يتدافع فيها ( الأمثل والرديء) كي يطغى أحدهما تبعًا للقرار السياسي الذي سوف يفسح المجال للظهور و التعريف بهؤلاء.. أو هؤلاء .

/
هل تتوقّع ظهور تيّارات وألوان أدبيّة جديدة؟

وكنتُ أسأل نفسي عن اسم لامع له بصمة تجديدية ؟ فتأتي الإجابة متعلقة في كيفية السبيل لنتخلص من معضلة تسييس الأدب ؟ واقصد بالتسييس ( الانحياز ) على حساب الرؤية ...
فهناك فرق بين أدب منحاز و بين أدب خاضع لتسييس ، نعم ستظهر تيارات جديدة بدعوى التحرر وتنامي الهويات الجديدة ... لكنها تيارات عصية على الإبداع لأنها لتحمل بذرة الأصالة ..فكما هو معلوم أن : السياسة نفعية تجاه ظاهرة الأدب .. وهي تنجح في أنها نضع الأدب تحت عباءة السياسي ..




/

الموضوع شائك ولن أستطيع الإيفاء بإتمامه .. لتغالب وتدافع اللحظة الراهنة بكل ماهو جديد ..
وربما جاءني خبر جديد فأعّدل من وجهة نظري ... وتتبدل رؤيتي .


والله تعالى أعلم وأحكم

الفرحان بوعزة
11-05-2013, 11:53 PM
تحيةً لأخي المفكر والمبدع خليل حلاوجي ، يسرني أن أكون من بين المحاورين لكم ..
وشكرأ للأخت المتألقة براءة الجودي على براعتها ولباقتها المشرفة في التقديم وحسن الاستقبال لأخينا وصديقنا خليل ..
**********************
يقول بروتون : يتصف الإنسان الجديد بالفراغ والعراء من كل شيء ، فقد الإديولوجيا والهوية ،الدين واللغة ، وكل ما يمت بصلة إلى الذات أصبح عار .. وشبيه بالبصل كونه لا يتوفر على لب ..
ــــ ما تعليقك على هذه القولة ..؟
التقنية تهدد الإنسان في وجوده ، فالتكنولوجيا الرقمية عمقت التبعية للغرب ، فتواجدنا بين استبداد علمي واستبداد سياسي ..وإذا ما تعلقنا بالموروث سنسقط في غياهب التخلف والانحدار الحضاري ..
سؤالي هو قديم وجديد في نفس الوقت ..
ـــــ هل هناك مرتكزات نستطيع أن نمر بها إلى العالم الجديد مع الحفاظ على هويتنا الحضارية ..؟
محبتي الخالصة ..
الفرحان بوعزة ..

مصطفى حمزة
12-05-2013, 06:03 AM
أخي الأكرم الأستاذ خليل
حياك الله ولا فُضّ فوك ، وزادك الله ونفع بك
أنا من أثلج قلبه وفكره بردّك الناظر من علِ على واقع أمتنا الفكري والاجتماعيّ .. الواقع المؤلم .. ولله الأمر
المقولة التي شكّلت سؤالي لك هي فعلاً لصاحب الظلال - رحمه الله - لكنها لم تكن من كتاب ( في ظلال القرآن ) بل هي نصٌ مقتطف من إحدى خواطره
الموسومة بـ ( أفراح الروح ) . وللأمانة التي أنت من حامليها وجب التنويه
دمتَ بألف خير

خليل حلاوجي
12-05-2013, 11:56 AM
-2- لماذا هذا التساهل في التعامل مع الحرف العربي من حيث الرسم والبناء ، وعدم إعطاء الكلمة حقها (همزة الوصل والقطع -التاء بنوعيها - المرفوعات -المنصوبات - المجرورات ...........إلخ ).
-3- لماذا لانجد صدى للكتابات المغاربية في مشرقنا العربي ، وربما لا يعرف المثقفون شيئا عن الأدباء المغاربة.....؟





وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته.في الأولى والآخرة .. وقلبي متخم بمودتكم ..

التساهل جاء من تساهل وتقزيم وتبسيط آليات التعلم في السنوات الأولى للتعليم .. لقد صار النجاح في مدارسنا مرتهن بالتلقين التبسيطي الذي يبتعد عن تتبع ( خط إملاء الكلمات ) .. بل وأكثر من هذا .. فإن مدارسنا لاتعير أهميةً إلى طريقة تلفظ الحروف .. وتتبع مخارج الحروف أيضًا ..
والحل جد بسيط : أن يكون درس القراءة في الصف الإبتدائي - الأول حصرًا - هو من مسؤولية معلم متخصص وقد حصل على شهادة خاصة في الطريق العلمية الحديثة ..المرتكزة على آليات ( الميتا معرفة ) وتنمية أشكال الذكاءات للطفل رابطًا الثالوث المعرفي ( معالجة المعلومات + مقومات الأداء + مقومات اكتساب المعرفة)
1- معالجة المعلومات : التخطيط والذاكرة و اتخاذ القرار
2- مقومات الأداء : التذكر والتأمل وتوليد الأفكار
3- مقومات اكتساب المعرفة : الرؤية والسماع و والخبرات الحسية


علينا تدريس المدرسين طرق .. الذكاء اللغوي .. ففاقد الشيئ لا يعطيه ..

//


فيما يخص صدى المغاربة .. أقول : إنها مسألة تقنية وفنية تخص علاقة الجامعات ودور النشر والمؤتمرات ومراكز البحث ... نحتاج إلى جهد من جهتين : رسمي واكاديمي .. خصوصًا أننا نعيش الانفتاح المعرفي ...

/

بوركتَ وأنرتَ ..

فاتن دراوشة
12-05-2013, 12:40 PM
آسفة لتأخّري عن شرب فنجان القهوة على مائدتك أستاذنا ولكنّي سأرابط في المكان مستمتعةً بكلّ ما يُطرح وطرح في هذا اللّقاء الثريّ بالحكمة والفائدة.

وهذه أوّل وقفة :

يقول الفيلسوف الفرنسيّ المسلم روجيه(رجاء) جارودي


"المستقبل ليس ما سيكون لكن ما سنصنعه، التاريخ لم يكن أبدًا محتومًا؛ لأنّ الإنسان ليس جمادًا ولا حيوانًا، إنه ليس أسير إحدى الغرائز ولا عبدًا للقدر، ولا الطّفل المدلّل للعناية الإلهيّة، ولا دمية متحرّكة لأيّ حتميّة.
يصنع الإنسان تاريخه الخاصّ، ما يفرّق الإنسان عن كلّ الكائنات الأخرى في الطّبيعة هو أنّه يبتكر المشروعات ويصنع المستقبل."

_ما هو رأيك بهذه المقولة والرؤية؟

_هل تعتبر ربيع ثورات شعبنا العربيّ خطوة في بناء مصير الأمّة والإنسان العربيّ؟ وهل حقّا استطاعت هذه الثّورات أن تحقّق ما انطلقت لأجله؟

_ ما هي الخطوات التي علينا كأمّهات وآباء اتّخاذها في تغيير نهج التّربية والتّنشأة لأجيالنا القادمة لكي ينشأ الجيل الذي سيحدث الفارق ويحرز التّغيير في مصير الأمّة؟

خليل حلاوجي
12-05-2013, 12:44 PM
إلى أيّ مدىً أنتَ تذهبُ مع مَن يقول بأنّ النقْدَ يرتكز على مقوّمات هي :
الفَهمُ والذوقُ والتمييز ؟



وعليكم السلام أستاذَنا الحبيب :

النقد الأدبي عرف مجموعة من المراحل التاريخية في تطوره الجدلي بنية ومرجعًا. متماثلًا مع تطور المجتمع وتحدياته عبر مراحله التاريخية سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا . ترتب على هذا أن شهد النقد مجموعة من الطفرات على مستوى النظرية والتطبيق والرؤية. وفي كل هذا كان ( الـــذوق الأدبي ) فاعلًا في الاحتكام إلى المقاييس الموضوعية ، وبلغة أدق : المعايير العلمية في الفهم والتفسير والتأويل.
التي صارت تحتكم إلى المعطيات المرجعية ، كالتحقيب التاريخي ، والتأويل الاجتماعي والسوسيولوجي ...وبعد بروز نظرية ( النــص ) باعتبار النص عالمًا بنيويًا مغلقًا ، جاء الحديث عن البنيوية التي تتعامل مع النص باعتباره علامات وإشارات ورموزًا وأيقونات. وبدأ الاهتمام بمرحلة النص بنيويا ابتداء من سنوات الثمانين إلى غاية سنوات العقد الأول من الألفية الثالثة. وما يزال هذا النقاش مستمرًا إلى يومنا هذا عن تصورات صورية مجردة داخل النص الأدبي وذلك بالبحث عن مبادئ عقلية كلية تخص العلاقة بين ( الكاتب ) من جهة و (المتلقي ) من جهة أخرى ... لقد أصبح ( النص الأدبي ) مرتهن بعلاقة ثالوثية ( النص - الكاتب - المتلقي ) وخضع النص كونه ( مادة ) نطبق عليه مقاييسنا المادية ... هذه التحولات أرادت وصف الظواهر الواقعية التجريبية ومعلوم أن النظرية في مجال العلوم التجريبية ليست هي النظرية في مجال العلوم الإنسانية ..
الحقيقة أني تأملت كل ذلك ... مرتبكًا ... حتى جاءت اللحظة التي قرأت فيها ثلاثية د. عبد العزيز حمودة [ المرايا المقعرة ، المرايا المحدبة ، الخروج من التيه ] وكان كتابًا مزلزلًا أنصح الجميع بتأمله ودراسته ..
فهو سيأخذنا من ارتباكات الحداثة إلى نظريات ما بعد الحداثة التي تجاوزت النص والبنية موضحًا الاهتمام بالذات سواء أكانت منتجة أم متلقية ، مستعرضًا كل التجليات الفلسفية والنصية والجمالية والذهنية.
وهكذا فإن الفهم والتمييز ومعهما الذوق الأدبي عوامل تحدد القراءة النقدية وتصب لصالح إثراء النص دون التجاوز من قبل الذين يؤمنون بتعدد القراءات ..

/
لك كل الشوق عامرًا بالنقاء ... أستاذنا النبيل .

خليل حلاوجي
12-05-2013, 06:15 PM
هل صحيح أنّ هناك حوارَ حَضارات أم هو صراع الحضارات ؟





معلوم أن العلاقات بين الأنساق الحضارية كان رائدها وموضوعها هو : الإنسان .. في كل الأنماط على اختلاف الأجناس واللغات والعقائد ، وأمر هذا الإنسان منذ لحظة هابيل وقابيل ومحاولة فهم الطبيعة العدوانية الفطرية حيث الإنسان يبغي ترسيخ المضمون للنوع الإنساني ، من حيث أن روح الحياة وسعيها لإيجاد قواسم مشتركة تحت تناقض [ الاختلاف والتنوع ] فلا مهرب من الفرقة والشقاق بين الأمم حتى جاء الإسلام حاملًا نظرية [ التدافع ] نحو مستوى أرقى من التعارف والتعاون والتآلف بين البشر كبديل عن التصارع والتصادم .. والتدافع في الرؤية الإسلامية، هي دفع الآخر وتحريكه من موقع العداوة والنزاع ، إلى موقع التعاون والتفاعل ... وحين قرأت نظرية [التداولية ] للمفكر الموصلي أد. عماد الدين خليل وهو يقرأ الآية الكريمة : {وتلك الأيام نداولها بين الناس} تأملت أن التدافع ينقسم باعتبار قصديته إلى قسمين اثنين: تدافع تغالب والمحرك فيه الأنانية ، وتدافع تكامل والمحرك فيه المضمون الإنساني . في صورتين متضادتين للتدافع ، نوع يحقق المنفعة والمصلحة الخاصة ويتأول صراع الآخر والقضاء عليه وإزالته . ونوع يسامح ويدفع الآخر للتخلص من مواقفه العدوانية - رغم أن بعضها فطري - وصولًا إلى إشراك هذا الظالم في تحقيق تكامل النوع الإنساني

ستقول لي : إن هذها التنظير لا أساس له من الواقعية واليوم نحن نشهد أبشع بربرية أميركية تبتلع الإنسان وتشوه معالمه .. فأقول : نعم وهذا الواقع يجعلني أصر على أن علاج الأمر يتطلب مستوى من الوعي الجمعي للرؤية القرآنية من شأنه أن يخدم السلم العالمي، والتعايش الدولي ... فضعف صوتنا السلامي أسهم في ارتفاع أصوات التناحر .. والصراع الحضاري .
وفي صباح اليوم الذي يؤمن الجميع أن [ التعاون ] قانون حياة الأفراد على مستوى الأسرة والمحلة والمدينة والمذهب والقومية والدول والعالم أجمع ، حين يصبح التعاون واقعًا يرعى من خلاله كل طرف لحقوق ومصالح الطرف الآخر .. ويظهر مفهوم [التداول] عندها سنفهم القرآن حق الفهم ..

أمام المفكرين اليوم مهمة جليلة وهي : توظيف الرصيد الفكري للقرآن والسنة في وضع أسس جديدة للتعاون بين إنسان اليوم لإقامة جسور الحوار المثمر وفتح العقول والتخلص من ثارات فكرية نشأنا عليها ترسخ الكراهية لكل ما سوانا ويسبق ذلك نشر ثقافة ترفض جمود وسكون الفعل الحضاري؛ كون الماضي هو الأمثل وزحزحة المستقبل عن الوعي الحضاري .. نحتاج إلى تكاتف فكري على مستوى المؤسسات لنشر ثقافة قول الله تعالى : ﴿وَلَوْلاَ دفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ، وَلـٰـكِنَّ اللهَ ذُوْ فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِيْن﴾ (البقرة:249)

الأمر ذو شجون ... وسيبقى الأمل يحكم الموقف .. إن شاء الله تعالى .
ممتن لثراء حضورك شاعرنا الأنور.

خليل حلاوجي
12-05-2013, 07:31 PM
أنا قد قرأته أيها الصديق
وقرأت العهد القديم والعهد الجديد

وانتظر وجهة نظرك التي أثق أنها سنكون رائعة


هل يجوز أن نقرأ الإنجيل ؟
سؤال مرتبك يعيدني إلى تحرير مفهوم (القراءة) وتبيان غايتها ووسائلها ، من حيث أن المشكلة لاتتضمن قراءة الكتب الأديان الأخرى بل جدواها ، إنّ المشكلة في الأمر تكمن في تحويل السؤال من قراءة فكرية إلى قراءة مزاجية قد وقع أغلب أشباه المثقفين في الآلية الثانية بينما لانزال نتابع المتخصصين في الأولى كما فعل – ديدات وشيخه رحمة الله الهندي - وهنا يكون الحذر من الجهل الذي يدفع القارئ للقراءة بعقلية تتابع ظاهر الكلمات ومطابقة الألفاظ متغافلين عن روح هذه الكلمات ومتغافلين عن المجاز في هذا الكتاب ...
هنا يتبين الحل للمشكلة : أن يكون الإنسان المسلم القارئ مثقفاً ثقافة فكرية من قبل أن يبدأ ، وإلا فإنه لن يستطيع أن يتوصل إلى جدوى القراءة بل جل ما سيفعله هو دعم مسبق يؤازر أي نقاش أوحوار للمطابقة ما بين أيدينا من كلام مجيد وبين ما في الإنجيل من كلام مشكوك في قدسيته وهي فرضية مسبقة لفعل القراءة ذاته ...
لذلك : أنا مقتنع بأن إمتلاك الثقافة الفكرية القرآنية هي الشرط الأول قبل قراءة مثل هذه الكتب وبالتالي سينفتح هذا المثقف على تأمل القيم وتحصين الإتجاهات ومطابقة الخطوط العريضة في العقيدة . وقد يدعم ذلك متون فلسفية وقواعد أدبية مختصة بالنقد الأدبي تؤهل هذا المثقف كي يستطيع أن يكتشف المشتركات ومن ثم يميز مواضع الخلاف وبالتالي يميز الغث من السمين. ولا ننسى أن مصطلح ( الكتب السماوية ) يمتد في العمق التاريخي إلى كتب الله السابقة وهي اليوم غير موجودة وليست موثقة ً، وكم تساءلت هل أنزل الله كتابًا إلى نوح عليه السلام ؟ كما أنزل صحف إبراهيم وموسى عليه السلام ..
/
/

حين قرأت الآية الكريمة : { فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ } يونس 94 .. تأملت هذا التوجيه السماوي للرسول الكريم بأن يتوجه إلى أناس يقرأون الإنجيل والتوراة من رجال الدين المسيحيون واليهودي ، وهذا السماح للرجوع إليهم يقودنا إلى عدم تحريم الرجوع إليهم على أقل تقدير ..
ثم أني رجعت إلى علماءنا للتأكد من أن الكتاب الذي بين يدي هؤلاء كونه صحيحًا أم غير ذلك ، خصوصًا أن التشكيك بهذه الكتب وتحريفها وارد في القرآن ....ورد في تفسيرهذه الآية لمحة ذكية : حيث (إن) أداة شرط وهي لا تفيد تحقق الوقوع ولكن تفيد إحتمال الوقوع ، وكأن الآية تفترض حالة ذهاب الرسول كفرضية وليس كواقع ، كقول أحدنا : إن درستَ نجحتَ فالكلام محمول على جواز الدراسة وبالتالي النجاح ، وكذلك حالة (الشك) في الآية فهي فرضية لا أنه حصلت فعلاً للنبي صلى الله عليه وسلم ، ولننتبه أن الآية تخاطب الرسول صلى الله عليه وسلم ومقصودها جميع المسلمين


/
/

حين قرأت سورة الصف عن مواصفات الرسول محمد صلى الله عليه وسلم التي جاءت في الإنجيل ، سارعت إلى مطابقة هذه البشارات مع ما قاله السيد المسيح عليه السلام الوارد على لسان [ يوحنا ] بمجيء الفارقليط وهي لفظة تعني (المخلّص المؤيّد) وتعني باللغة السريانية القديمة ( الفارقليط = كثير الحمد ) أي أحمد وهذا ماورد على لسان القس كارلوس نينوس – وهو متخصص باللغة السريانية القديمة - في لقاءه الشيخ رشيد رضا صاحب (المنار) اثناء حضوره مؤتمر الأديان في القاهرة.

/
/
ورد مصطلح [ الذّكر ] في القرآن الكريم فهل يشمل الكتب المقدسة ؟ ومعلوم أن الآية : {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} النحل 43 ، فسرّها بعض علماؤنا بأن أهل الذكر هم أهل الكتاب ... وأهل الذكر هم أهل النظر والتخصص بالعلم الشرعي والإطلاع على كتب الله ، الذين يحفظون تعاليم الله وواجبهم تذكير الناس وطبيعي جدًا أن منهم الأنبياء الكرام ومن بعدهم الأحبار والرهبان .. على اختلاف الطبيعة البشرية وخصوصية هذه الطبيعة البشرية للرسل فالآية تقر أن النبي وهو بشرٌ نبي هو المصدر الأوثق لجواب أي تساؤل من قبلنا ثم يأتي بعدهم أن نسأل المطّلعين من أهل الإختصاص والمعرفة. وهذه الآلية في الرجوع إلى العالم تقتضي الرجوع إلى الكتب التي بحوزتهم ..

/

بالغ تقديري .

خليل حلاوجي
12-05-2013, 08:56 PM
ما رأيكم ب " الأدب النسائي " - إن صحت التسمية ؟





أختنا الكريمة :
كم أنا سعيد بثراء حضورك .. وكلماتك المغلفة بالنقاء ... بارك الله بحرفك ..


/


يربط بعض الباحثين قضايا المرأة العربية كونها مرتهنة بثنائية [ الأنثوي - الذكوري ] مرّد ذلك - عندهم - نظام اجتماعي قوامه القوّة والتسلط ، وهو موقف أثّر في صيغة [ الخطاب الأدبي ]
وبالتالي حضور المرأة وأثره في الحياة الاجتماعية والثقافية والأدبية... ولقد تتبعتُ هذه الإشكالية لعل موقف الندية هو الذي رسم حضور الأدب النسائي !! وتبين لي عوار هذه المنطلقات..
فخطاب الضدية لم نلمسه في رواية أو قصيدة نسائية ، وكل ما وجدناه هو تأصيل القضايا المرتبطة بالهوية واللغة وأثر الحياة فيهما . فتأتي رؤية الكاتبة كشهادة اثبات توثق وتفصح بل وتعالج الواقع الذي تعيش فيه المرأة كونها عضوًا فاعلًا ضمن الحوض الاجتماعي .. فالأديبة هي صوت جنسها ... غير معنية بالندية ..
نعم رأينا - أدبًا نسويًا - قد مارس تأشير للكثير من البنى والقيم والسلوك المعاشي اليومي بل وعالج هذا الأدب الإضطراب كاشفًا الحجاب عن أحلام مستقبلية قد يفرزها النص الأدبي وهذا ما يفسر لنا الانشغال بل والإقبال على النثر وسردياته ، خصوصًا الرواية التي حملت لنا أسماء أديبات لامعات ..
من جهة أخرى : وبالعودة الى الواقع والمؤشر التاريخي فيه سنلمح قلة عدد الشاعرات ، في زمن سيادة القصيدة منذ العصر الذهبي للشعر وإلى يومنا هذا ، فكثرة الشعراء يرافقه حرمان الشعر من المرأة الشاعرة على مستوى شاعرية الخنساء وليلى الاخيلية ورابعة العدوية ، وهذا أمر لا علاقة له في أنوثة المرأة او في طبيعتها الانثوية... بل هو مرتهن بعوامل عدة ربما أحدها التنشئة الاجتماعية ..



بالغ تقديري ...

ساعد بولعواد
13-05-2013, 01:23 PM
-1- لم ينظر إلى الأدب الإسلامي نظرة احتقار ولا مبالاة ،أو انصراف عنه لدى كثير من الأدباء.......؟

حسنية تدركيت
13-05-2013, 02:37 PM
الله ساكون هنا بعد ان اتفرغ لقراءة هذه القصة لانسان اقدره واحترمه كثيرا

خليل حلاوجي
13-05-2013, 04:32 PM
من منظور الدين ، هل تري أن هناك مساحات من أفكار المرأة ومشاعرها تمثل عورة لا يجوز الكشف عنها ( في كتاباتها الأدبية ) حتى لا يطمع الذي في قلبه مرض ؟




حين قرأت ثلاثية الروائية الجزائرية ( أحلام مستنغامي ) تلمستُ بعض ما تشيرين إليه في سؤالك..
من منظور الدين : لدينا قاعدة أصولية تقول : ولدينا مصدر من مصادر الأحكام هي ( سد الذرائع ) ..ترجح عدم المبالغة في التصريح فيما يخص كشف المشاعر الوجدانية مابين الرجل والمرأة بشكل عام .. والحقيقة أن فارقًا جوهريًا بين تبسيط المشاعر أثناء عرضها وبين التعرض لما يخدش الحياء الفطري ... الذي يبالغ حتى يصل لدرجة القبح تصريحًا وتلميحًا ....

مايثير غرائز المتلقي ... مرفوض في النظرية الأدبية الإسلامية ... ويبقى السؤال : كيف نحدد هذا الرفض ؟ فنفصل ما بين المقبول والممنوح .. وهل نجعل الجمهور هو الحكم ؟ أم لابد من متابعة هذا الفوران والتغالب في الطرح خصوصًا بعد ثورة التواصل عبر آليات متجددة تنقل ( النص الأدبي ) عبر النت والفضائيات وما سواهما ..

الأمر يحتاج إلى دراسة اكاديمية ..

/

بالغ تقديري ..

خليل حلاوجي
13-05-2013, 04:56 PM
كيف تتبلور نواة المشروع الفكري عندك لتتكثف بعد ذلك مشروعا وعملا متكاملا ، وهل الكتاب عندك هو الناتج النهائي الطبيعي لمثل هذه المشاريع ؟




أخي وأستاذي وشقيق الروح ... سرّني أنك هنا في القلب .. والنبض ..


قلبي يقرؤك السلام عليكم وعلى آل بين النقاء من حولكم ..

/


كما نرى اليوم فإنّ تعدد المذاهب الفكرية في صورته الواقعية كان مصدرا لتهميش فكرة النهضة ، في المئة سنة الماضية شهدت بلداننا حراكًا فكريًا على المستوى الانفعالي ، فهذه القومية العربية ادعت لنفسها فكرة التحرر وتبنت فكرة النهضة ، وهذه الحركات الاسلامية وقد مارست دورها في التنظير للنهضة عبر الفكرة السلفية وفكرة ( ولاية الفقيه ) وفكرة حزب التحرير ، وهذه الحركة الاشتراكية وجدلها وتطبيقاته المشوه والمشوش في أغلب بلداننا مثل مصر والعراق واليمن ..

المهم :

أن الفكر النهضوي لم تتضح معالمه لأن الذي امتلك السلطة واجه معيقات - خارجية وداخلية - منعته من اتمام فروض النهضة ، أما من لم يكن في السلطة فظلّ ينظر ولم يستوعب حقيقة تحديات بناء الدولة ذاته ..
إذن : أنا اقول أن فكر النهضة لن يخرج من برجه العاجي إلا من خلال ايضاح الممانعات وأهمها التحديات الخارجية ، وبنفس المسار بناء الشخصية الاجتماعية النهضوية ، فلايزال الخارج يهدد متون استقلالنا الفعلي ، ولايزال مواطننا عالة على الدولة الوطنية فهو يأخذ من الدولة أكثر مما يمنح !! في تناقض عجيب .. وهكذا سيكون أمام مفكري اليوم استيعاب هاتين الحقيقتين للتخلص من الرسم في الفراغ .. لأن من ينظر للفكر النهضوي اليوم سيراه مترنحا من سكرات حقبة مابعد العولمة وافرازاتها المباشرة والعلنية وغير المباشرة وغير العلنية.
إن جُلّ فكر النهضة منفعل وليس فاعلًا ..والحل من وجهة نظري يتلخص في إعادة استثمار ماهو مطروح من نظريات تحرر .. ومناقشة معالجاتها النهضوية المشلولة ، ويمكن - مثلًا - تحديث فكر الإمام (حسن البنا ) رحمه الله ، أو يمكن تحديث فكر القومية العربية من خلال الطابع الإنساني ، أو يمكن تحديث الاشتراكية المشاعية من خلال تجاوز مخيالها التنظيري ..
بل وحتى الحركات الهامشية يمكن لها ان تتنفس هواء التجديد ( العلمانوية مثلا ).
اليوم بلداننا مستعدة لتوديع طاغوتية السلطة ولكنها غير مستعدة لاستثمار وعي التجديد والنهضة لأننا نحتاج إلى كسر قيد الإنغلاق الثقافي في مستويات المؤسسات الثقافية كالمدارس والجامعات ومراكز البحث ؛ وفي المستويات الفردية للمواطن البسيط ...ولو سلط المفكرون متون تجديدهم لمعالجة معضلة الإنغلاق الثقافي بالشكل التطبيقي العملي وفق خطة واضحة المعالم كما حصل في (كوريا الجنوبية مثلا ) حينها ساقول وبكامل مايسع التفاؤل : بأن فكر النهضة بدأ يستعيد عافيته
/
يتكرر السؤال عن أهمية أن يكون كلامنا عمليًا وواقعيًا ، كما يسألني الشباب بشكل مباشر تطلعًا لبرنامج عمل مبسط وواقعي يبدأ فيه الشاب من فوره بالتنفيذ ..
فأقول : يمكن لأي شاب أن يرسمَ فكرة النهضة ، أن يبدأ بداية مصيرية بأن يقارن الأربع والعشرين ساعة التي يقضيها هو مع مثيلتها عند الشاب الياباني أو الكندي أو الألماني ، عندها ستتضح للشاب العربي حجم واجباته وحجم الممانعات لتلك المهمة المصيرية ، ومثل هذا الحال يوجب عليه ألا يخضع لشروط أليأس ، بل عليه فعل ما يتيسر عنده وليكن شعاره : لتبدا نهضة الأمة من عندي ...
لعل الله يغير بعد ذلك أمرًا..




بالغ تقديري ..



وفقنا الله لنخدم الانسان اينما كان وحيثما دان ولخدمة قرآنه المجيد

خليل حلاوجي
13-05-2013, 05:04 PM
هل الكتاب عندك هو الناتج النهائي الطبيعي لمثل هذه المشاريع ؟




لايمكن جعل الكتاب الناتج النهائي للفعل الفكري النهضوي .. بل هو وسيلة الفكر .. لقد ذهب زمن الكتاب البشري الذي يخلق الثورة ... لأنه الزمن اليوم يشهد طفرات على مستوى مؤسساتي ، فالكتاب مرتبط بالكاتب والمكتوب له .. والفكر الفاعل يجب أن يأخذ بنظر الإعتبار هذا الثالوث ..

هناك بعض الرؤى التي تحاول جعل (القرآن) كتاب النهضة ، لكني وبعد تعمق رأيت أن التنظير في مثل هكذا مشروع أضاع فرصة الإنتفاع من هذا المشروع مثل مايروج ذلك الأخ الدكتور أحمد خيري العمري صاحب كتاب ( البوصلة القرآنية ) وما يفعله الشيخ طارق سويدان في بث ثقافة شعبوية حول هذا المحور ..


الجهد الفكري بحاجة اليوم إلى تجديد الأدوات المعرفية بشكلها التغالبي ..



/

بوركتم .

خليل حلاوجي
13-05-2013, 05:34 PM
يقول بروتون : يتصف الإنسان الجديد بالفراغ والعراء من كل شيء ، فقد الإديولوجيا والهوية ،الدين واللغة ، وكل ما يمت بصلة إلى الذات أصبح عار .. وشبيه بالبصل كونه لا يتوفر على لب ..


ــــ ما تعليقك على هذه القولة ..؟


الفرحان بوعزة .. وصوتٌ قادم من مدن الضياء والثراء ... كم أنا ممتن لقلبك لمثل هذا التساؤل الجوهري ..

اعترف لك أني لم أقرأ ( بروتون ) ولربما هو ينتمي للمدرسة العدمية التي راجت في ثمانيات القرن السابق .. أقول : ربما .. وعلى أية حال ففلسفة مابعد الحداثة تناولت هذا الخواء وعالجت العدمية عن طريق تنبيه الإنسان إلى ( الغائية ) والمصير ...
العدم وضع أمام الإنسان الغربي بضع أسئلة تخص غايته : أليست الأزمة الكبرى لأزماننا هي أزمة تناقض عميق للإنسان الذي دخل الحروب العالمية - الأولى والثانية - أليس درب الحياة الغربية مقفلًا و ليس أمام الأمس إلا الحروب والدم والعدم .. إنها أسئلة مرتبكة .. صار الإنسان حفارًا لقبره ، وجميع الملاحظات حول نقاء الدين وبهاء الشعر وروعة التصوير وروحانية الموسيقى هي ملاحظات غير مثمرة ، وهي ليست خطأً وما هي إلا لغطا عند أي إنسان يجهل مصيره الآخروي ... إنها الضريبة التي يدفعا الفكر الغربي جراء هوسُ إخضاع كل شيء للعقل .


أقول :


وحده الإيمان هو المخلص ... لا العقل وحده

بل الإيمان العقلاني .. هو الخلاص .. لا إيمان الإساطير والخرافة ..

ولو قرأ ( بروتون ) آية من كلام الله تعالى في قرآنه المجيد كما قرأها ( جفري لانع ) الذي قال بهد القراءة التي حررته من العدمية ...


هذا القرآن : حررني وأوجدني وأدهشني وخلصني واختصرني وارشدني ...



رباه غوثك ...

خليل حلاوجي
13-05-2013, 05:47 PM
التقنية تهدد الإنسان في وجوده ، فالتكنولوجيا الرقمية عمقت التبعية للغرب ، فتواجدنا بين استبداد علمي واستبداد سياسي ..وإذا ما تعلقنا بالموروث سنسقط في غياهب التخلف والانحدار الحضاري .. سؤالي هو قديم وجديد في نفس الوقت ..
ـــــ هل هناك مرتكزات نستطيع أن نمر بها إلى العالم الجديد مع الحفاظ على هويتنا الحضارية ..؟



اٌقسم بالله العظيم أني كنت أتحدث مع أحد الباحثين الشباب من أصدقائي .. وهو طالب - دكتوراه - في علوم الحاسوب ..

هذا الرجل يبحث آلية متجددة حول نظام ( الحوسبة السحابية ) ( CLOUD COMPUTING ) وهو تخصص دقيق ونادر ... هذا الشاب هو في الأصل حاصل على إجازة في القراءات القرآنية العشر بل وهو يؤجز الطلاب في المساجد ..

الشاهد من القصة : هذا التدافع الحضاري ولنقل - التوافق - مابين التغالب التكنلوجي و الرؤية العقائدية .. نعم التكنولوجيا الرقمية عمقت التبعية للغرب ، ولكن التقنية لم ولن تهدد الإنسان في وجوده ... لأن التبعية للغرب ليست مرتهنة بالتقنية ..
الاستبداد العولمي .. سياسي النزعة وبنفس الوقت سيكون تعلقنا بالموروث - بعد تنقيته - هو الملاذ والمواجهة لذلك الاستبداد ..


المرتكزات التي تسألني عنها تبدأ من اعترافنا بموقعنا - حق الاعتراف - دون خجل ودون مبالغة .. وملاحظة ماهو متوفر وماهو يمنع لغاية التحرر من صور الإستعمار المتجددة ..


أمامنا الكثير من المهام .. والكثير من الجهد .. والكثير من التضحيات ..


وللحديث شجون .. ودموع .

خليل حلاوجي
13-05-2013, 06:02 PM
أخي الأكرم الأستاذ خليل
حياك الله ولا فُضّ فوك ، وزادك الله ونفع بك
أنا من أثلج قلبه وفكره بردّك الناظر من علِ على واقع أمتنا الفكري والاجتماعيّ .. الواقع المؤلم .. ولله الأمر
المقولة التي شكّلت سؤالي لك هي فعلاً لصاحب الظلال - رحمه الله - لكنها لم تكن من كتاب ( في ظلال القرآن ) بل هي نصٌ مقتطف من إحدى خواطره
الموسومة بـ ( أفراح الروح ) . وللأمانة التي أنت من حامليها وجب التنويه
دمتَ بألف خير

أسعد الله عمرك برضاه ... وغمرك بسكينته ..


وفقك ربي ..

خليل حلاوجي
13-05-2013, 09:41 PM
يقول الفيلسوف الفرنسيّ المسلم روجيه(رجاء) جارودي
"المستقبل ليس ما سيكون لكن ما سنصنعه، التاريخ لم يكن أبدًا محتومًا؛ لأنّ الإنسان ليس جمادًا ولا حيوانًا، إنه ليس أسير إحدى الغرائز ولا عبدًا للقدر، ولا الطّفل المدلّل للعناية الإلهيّة، ولا دمية متحرّكة لأيّ حتميّة.يصنع الإنسان تاريخه الخاصّ، ما يفرّق الإنسان عن كلّ الكائنات الأخرى في الطّبيعة هو أنّه يبتكر المشروعات ويصنع المستقبل."
_ما هو رأيك بهذه المقولة والرؤية؟




قال تعالى { والله خلقكم وما تصنعون } ..
مع هذه الآية وقع الفكر المنحرف في مطب تناقض (الجبرية / القدرية) بين رافض ومستسلم لأثر الحرية الإنسانية في صنع القرار ..

السؤال القلق : إلى أي مدى يمكن للإنسان أن يقرر مصيره ؟

أقول سؤالًا قلقًا .. لأن حدود الحرية لم تزل مسألة غامضة في الفكر الإنساني فضلًا عن الإسلامي ..


بالغ تقديري..

خليل حلاوجي
14-05-2013, 11:50 AM
_هل تعتبر ربيع ثورات شعبنا العربيّ خطوة في بناء مصير الأمّة والإنسان العربيّ؟ وهل حقّا استطاعت هذه الثّورات أن تحقّق ما انطلقت لأجله؟



الربيع الفكري / 1

خليل حلاوجي


من تونس استيقظ الوعي عند رجل مثقف ، رجل يبيع البطاطا .. يفجر – بأدوات بسيطة – ثورة ..رجل إنتظر مئات السنين لكي تفعل الثقافة فعلها السحري في أعماقه وأعماقنا ، عندما كنا نقرأ لغرامشي عن (الهيمنة الثقافية)لم نكن نعلم أن هذا التونسي المثقف صرخ..واستمع التاريخ صوت ثقافته المكبوتة. بائع الخضار هذا غلب كل خطباء الجامعات والمساجد واخرج الثقافة من سجنها وأنتفضت على الطاغوتية وعلى السلطان الذي ظل يتحكم في مصائرنا حين استعان بشياطين الرعب ورهبان الخوف .
هل تصدقون أن مابين التمرد والسخرية والثورة خيط رفيع يفصل بين ثلاث عوالم. عندما تصاب الثقافة بالعمى ويصاب المثقفون بغبش الرؤية وخداع البصر ، عندما يستيقظ أهل الرأي في البلاد تبدأ الثورة ويصبح الأمر لمن يرى لا لمن يملك .. ويكون للكلام معنى واقعي لا معنى رمزي .. فمنذ مقتل سيدنا عثمان رضي الله عنه ونحن لم نعرف ولا نعرف كيف نحاكم حاكمنا(*) ، الحاكم الذي خدمناه في حين أن شريعتنا تأمره بأن يخدمنا .. فمن قلب المحاور ؟ وكسر البوصلة وأسكت أهل الرأي مئات السنين ؟ إن الوعي بــــ (الذات الواعية ) هي : القضية الأهم في الإسلام والتي من أجلها أرسل الله تعالى الرسل وأنزل الكتاب والميزان. وستظل مسألة تحقيق الوعي عند الإنسان مسألة شائكة ، فلو عرضنا بعوضة على أربع أشخاص أحدهما مزارع والثاني طبيب والثالث حارس والرابع مفسر للقرآن : سنجد أن المزارع سيراها حشرة لاتهمه بقدر مايهمه الجراد ، أما الطبيب فسيشرع ناصحاً لنا مهدداً عن مخاطر لسعاتها وما يلبث أن يضعنا في محور تشريحي مفصل لنفهم مايقول.أما الحارس فالبعوض طالما سببت له الأرق والانفعال النفسي والهياج المزاجي . أما مفسر القرآن فيرى أن المعجزة تكمن في تأمل البعوض ومافوقها .. رابطاً بين النص والواقع ذاهباً بنا تارة إلى الكلمات وتارة إلى المستنقعات .. لاحظ أن المرئي وهي (البعوض) واحد وتعدد المتلقين للرؤية قد اختلفوا كل بحسب وعيه العقلي وتكوينه الفكري ، وهكذا في كل مسألة لايهمنا الموضوع - موضع البحث - بل يهمنا تعدد واختلاف وجهات النظر في أي موضوع .. فالوعي يأتي في المقام الأول على الدوام .. ومشكلات الأمة لا يراها الجاهل كما يراها العالم ، ولا يراها الظالم كما يراها المظلوم ، ولايراها النافع كما يراها المضر .. وعليه فتناول (مسألة الوعي) وأثره في تصحيح مساراتنا هو الشغل الشاغل للربيع الفكري ، فمن هو المثقف الواعي بواقعنا وبكل تحدياته لنعول عليه معالجاً لوعي لحظتنا الراهنة وبالتالي معالجاً لمعضلاتنا ..وأين هو المثقف الذي نريد ؟ في قاموس لسان العرب لإبن منظور : ثَقِفَ الرجل: صار حاذقا فطنا(1) ومعلوم إن كل ما يحققه الإنسان ماهو إلأ صورة لكل مايفكر به ، فالثقافة هي التي تعطي للتدين قيمته وأيضاً للسياسة أو التعليم أوالإقتصاد القيمة .. فالثقافة:مجموع أعراف الناس والطرق والنظم والتقاليد التي تميز جماعة أو أمة .أما المثقف فهو الشخص الذي حاز على درجة من الوعي بذاته أولاً وبما حوله ثانياً ، ومن خلال التأمل العقلي لهذين الشرطين سنجد أن المثقف الذي يعيش معنا اليوم يكابد أزمة في منهج التثقيف ، سنجده يقف حائراً ما بين تأويل النص ليوافق مفهوم العقل أو يفعل العكس ليرضخ عقله لتلقي النص . وهي معضلة لم تحسم بعد في ثقافتنا- المزوة- على حد تعبير الصادق النيهوم. فالكثير من الظواهر في الكون لم يدركها العقل بعد كما أن الكثير من آيات القرآن لم يتوصل إلى تأويلها بعد [ مثال ذلك أننا لم ندرك العقل نفسه وحدود الإرادة فيه ] .فالعقل البشري قادر على أن يدرك (النص والواقع ) فهو الوسيلة لذلك ، ولن نقدر على أن ننفيه ولا نطرده ولا نهمله فالعقل وحده يوصلنا إلى تلقي مراد الوحي وفهم آيات القرآن ، فالفهم والإدراك لما من شأنه أن يدرك مع التسليم بما هو خارج عن مجاله[ فللعقل حدود لا يتخطاها ]. ولكننا نتوقف عندما نفشل في جعله هو " الحكم" الأخير. وما دام النص مُحكماً، فالمدلول الصريح للنص من غير تأويل هو الحكم. وعلى العقل أن يتلقى مقرراته هو من مدلول هذا النص الصريح. ويقيم منهجه على أساسه . وهنا تتضح أهمية المثقف القرآني : وهو يواجه بيئة فكرية مشوشة تجمع بين النقيضين فهي من جهة في غيبوبة الفهم المسبق - السابق للعقل- ومن جهة ثانية بيئة ترسخ "السلبية" التي لا عمل معها للإنسان ولا أثر له في هذه الأرض ، وإحالة إرادة الإنسان إلى الإرادة الإلهية ... الغيبوبة هي أن يظل صوت الحق وناطقيه نيام في الكهف ، وهو ما لاترضاه الشريعة .الغيبوبة سببها أن لغة الواقع هي ليست لغة النص [ فالسياسي في النص خادم للناس بينما نراه جعلهم خدماً له في الواقع ، والجيش في النص هو جيش العقيدة بينما نراه جيشاً للقائد ، وزكاة المال موظفة لخدمة الفقراء بينما نرى الفقير نفسه من يدفع الزكاة لا من يأخذها ، وجاء الإسلام لينشئ أمة، يسلمها قيادة البشرية بينما نرى الأمة مقادة لتشريعات مجلس الأمن الظالم وصندوق النقد المتجبر ] أما السلبية فسببها غياب التفكير الحسي حينما اختصر "التفكير الإسلامي" واقع الناس بالحياة الآخرة مهتماً بالجنة متغافلاً عن الجحيم الذي يعيشه الإنسان كل يوم ، فالسلبية تجاه تحديات حياة المسلمين سببه إغفال واقعية مايحصل لنا كوننا كل يوم ندخل الجحيم [ حجيم الطغاة والبغاة والقساة من مستعمري أرضنا وقلوبنا وغدنا وأحلامنا ] ثم الإصرار على إغفال أن الحكم الشرعي لم يريده الله لنا ثابتاً بل هو متغير تبعاً للمواقف بتغير ( الزمان والمكان والأحوال والأشخاص ...) حسب ما أقره علماء أصول الفقه، وبالتالي فهي شريعة تعتمد المذهب التجريبي قبل المذهب الوضعي! وهكذا اضطر الفكر إلى إبراز الذاتية الإنسانية، واضطر معه إلى تأويل بعض النصوص القرآنية تأويلاً تأباه طبيعة النص وانحصر مراد الشارع - وهو هنا الله تعالى - بمراد الفقيه الذي لم ينشغل بمتابعة غيبوبة الناس وسلبياتهم ، فالفقيه وهو يقود الحياة ربط التصور الإسلامي وجعله يرتكز على لحظة الموت والحساب الآخروي فحسب. رغم أن الثابت في الموت أنه ليس نهاية للتجربة الإنسانية . ولا حتى القيامة. فالتجربة والنمو في الذات الإنسانية مستمران أيضاً بعد الجنة والنار ( وهذا هو معنى الخلود). فالدنيا دار ابتلاء أي عمل وسعي وتجديد واستثمار، والآخرة دار حساب و عدل وجزاء الظالمين وجزاء للمظلومين . ففرصة العمل متوقفة في الآخرة كما أن الجزاء لايستكمل في الدنيا ..
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
الربيع الفكري /2

خليل حلاوجي

استوقفتني لمحة من التاريخ الإنجليزي وأنا أقرأ عن الملك (جيمس الأول) حين أصدر مرسوما يقول بأنه (الملك) يستطيع أن يحكم البلاد مطلق العنان ، كما أن من حقه إصدار أحكام دون أن تخضع للمرافعة أو الاستئناف في المحاكم. وكان رئيس القضاة حينذاك هو القاضي الشهير (اللورد كوك)Coke وكان شديد التمسك بالدين حتى اعتاد أن يقضي ربع يومه في الكنيسة فذهب اللورد كوك ليقول للملك (ليس من حقك أن تحكم في أي شئ ولابد لجميع القضايا أن تذهب إلي المحكمة للنظر فيها.)فقال له الملك: (إنني أرى أن القوانين قد وضعت علي أساس العقل ، فهل أنا أقل من قضاتك عقلا؟ .فأجابه رئيس القضاة: (أنه ما لا شك فيه أنكم تتمتعون بعلم وكفاءة مثاليين ، ولكن القانون يتطلب تجربة طويلة ودراسة عميقة. وفوق ذلك هو الميزان الذهبي الذي يزن حقوق الرعية ؛ وهو الذي يصون شخصيتهم.)فغضب الملك بشدة وقال : (هل أنا أيضا أخضع للقانون ؟ إن هذا المقال بمثابة تمرد وخيانة!)
فما كان جواب (اللورد كوك)(1) أن ذكر الملك برأي (براكتون)Bracton الذي قال : (إن الملك لا يخضع لأحد من الناس ؛ ولكنه خاضع لله وللقانون ) وهنا-لو جردنا القانون من (الله) فلن نجد أساسا معقولا للقول بأن : ( الملك خاضع للقانون)- لأن الذين صاغوا القانون ، وأصدروه بإرادتهم يستطيعون-في الوقت نفسه- تعديله وتغييره إذا ما أرادوا ذلك ، فكيف إذن سيخضعون لذلك القانون ؟ ) . .إن الإنسان إذا كان هو المشرع ، فهل يحل محل القانون والإله معا ، وحينئذ يستحيل احتواؤه داخل دائرة القانون ، بأي صورة من الصور.لقد أدي هذا العيب في القوانين الحديثة إلى الانتباه لخطورة هذا المنزلق مابين الشرائع السماوية المقدسة ومابين من يحتكرون ذلك من رجال الحكم والسياسة على مر أحقاب التاريخ . حتى تنبه لذلك مؤسسي الجمهوريات التي تقر مبدأ المساواة المدنية وأن هذه المساواة لا تنفذ فعلا في أية دولة .فلو أنك كنت تريد أن تحاكم رئيس جمهورية أي بلد عربي اليوم ، أو أحد حكام الولايات الأميركية ، فهل تستطيع ذلك ؟ كما تستطيع أن تحاكم أي مواطن عادي ، وللجواب نقول : لابد لك من الحصول علي موافقة الدولة. قبل الذهاب إلي المحكمة العربية ، فقد أضفي الدستور العربي في مواده على أن رئيس الجمهورية ونائبه لهم حصانة وهالة وامتيازا ، بحيث لا تمكن محاكمتهم إلا بعد موافقة البرلمان المركزي. وكذلك لابد من الحصول علي موافقة الحكومة لمحاكمة الوزراء!والأمر لا يقف بنا عند هذا الحد ، وحتى لو أن دستور دولنا العربية ساوى مافي دستور الولايات الأميركية ... فالأمر على أرض الواقع لن يتساوى إطلاقاً !!!
وبكلمة أخرى : لو أراد مفجر الثورة التونسية أن يحاكم رئيسه زين العابدين أو أي سياسي كبير بدل أن يحرق نفسه ، لكان عليه أن يسأل هؤلاء بأنفسهم : (هل تبيحون لنا محاكمتكم؟؟؟ ) !فهل مايجري عندنا منشؤه هو : عيب الدستور في بلداننا ، أم هو عيب القانون البشري بعامة ، وهو عيب موجود كما يروج البعض عند كل الدساتير الوضعية.؟ إن نظرة واحدة لكتب الشريعة الإسلامية سترينا أن ليس من الممكن أن يتحقق العدل الكامل إلا في ظل القانون الإلهي ، حيث يكون كل إنسان مساويا للآخرين أمام الدستور, وحيث تمكن مقاضاة أية سلطة سياسية وتنفيذية ، كما يحاكم ابن الشعب ، لأن الحاكم في هذا القانون هو (الله) سبحانه وحده ، والمحكومون هم سائر أفراد المجتمع دون أدني تمييز. فأين الخلل إذن ؟ هل هو في اغفال الناس لما هو مسطور في كتبنا الشرعية أم في كسل الناس عن تطبيق مافي شريعتنا أم في الخوف من طرح هذه الأفكار القرآنية المجيدة التي تحد من صلاحيات الحاكم الظالم؟؟ وأين هو المثقف الذي لم ينبه جمهوره عن فضائل الشريعة في هذه الصلاحيات الجوهرية؟
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
للمزيد : أنظر كتاب : الإسلام يتحدى / وحيد الدين خان



الربيع الفكري / 3

خليل حلاوجي

الشعب كله يعمل من أجل بناء المستقبل . والحاكم أوجدته الحياة ليدير شؤون الناس بالعدل والميزان .وعندما شاهد بائع البطاطا التونسي أن هذه المعادلة معكوسة في بلادنا العربية أحرق جسده . فأدهش العالم كله .. فكيف فكر في ذلك ؟
ثمة رغبة إنسانية متعطشة في إثبات الوجود وفهم الذات بالعمل وإعمار الكون عبر التجربة بشقيها : الروحي والمادي ، وتبقى التجربة الروحية هي الأهم لأنها تعطي للذات تذوق حقيقة وجودنا بالتالي تحفز الحركة الحية والنمو الفكري والفهم المتوثب والمتجدد والمتحرك في إطار تلك التجربة الروحية ضمن مقاصد الشريعة وتنظيمها لحياتنا. إنها تملك لغة خاصة بها هي ( لغة الإيمان) التي تقف بين لغتين هما ( لغة العلم ولغة الخرافة )لغة الإيمان تؤمن بالغيبيات المتعلقة بتصور الله ومفاهيم النبوة والمعاد في حين تعجز لغة العلم عن ذلك . ولغة الإيمان توضح كيف يتسنى لنا أن تؤمن بالسحر أو الروح ثم تفضح ادعاء لغة الخرافة لهما.. فهل سحرنا الحاكم لنخدمه جميعنا ونحن ساكتون ؟ إن الاندفاع والحماس لمقاومة انحراف معين يبدأ من معرفة آلية عمل هذا الانحراف وكيف يفعل هذا الانحراف فعله في واقعنا وكيف تسنى له البقاء والديمومة ، وكيف ينشئ الانحراف انحرافاً آخر. وهنا تبرز أهمية ( الوعي بالذات ) فمعه تعرض حقائق الواقع وحقائق التصور الإسلامي في بنية تكاملية شاملة ، وتناسق منهجي..حين نمارس التفكير فإننا في الحقيقة نستخدم عدداً من العناصر البالغة التعقيد, مثل مبادئنا العقلية وثقافتنا العامة,والعادات النفسية والفكرية وما يتاح لنا من معلومات متعلقة بموضوع التفكير, ولا نستطيع أن نستخدم كل ذلك في فراغ , فهناك ضغوط الواقع التي تحدد تفكيرنا,وتؤثر فيه بنسب متفاوتة . جميعنا يقول أن الدين به الثابت والمتغير، وأنه لابد من التفرقة بين القطعيات والظنيات، والأصول والفروع، والأهداف والوسائل.. ولكن أغلبنا غير متفق على تحديد ( الإسم للمسمى ) فالقطعيات والأصول أهداف ثابتة ولا مجال للتجديد فيها أما الظنيات والفروع والوسائل فهذه تحظى بمساحة كبيرة من المرونة وقابلية الاجتهاد البشري، فهل نعد مفهوم العفاف ونحن نناقش مسألة الحجاب مثلاً أو الولاء للحاكم ونحن ندرك أنه الظالم حين لا يتسنى لنا البراءة منه نعدهما كقضيتين من الأصول أم من الفروع ؟؟؟
إن الذي أكسب ديننا واقعيته وصلاحيته لكل زمان ومكان، ذلك أن النصوص متناهية، والأحداث والوقائع والقضايا غير متناهية، ولكن الاجتهاد والتجديد الذي يستدعي الحلول الشرعية المناسبة لأحداث عصرنا يعترضه التفريق بين ماهو قطعي(الدلالة أو الثبوت) عن الظني فيهما ..إن محاكاة حوادث الماضي المطلقة هي غير محاكاة النص فلا تقديس للتراث بكل أشكاله ولا أعني بالتراث القرآن والسنة فهما التراث المقدس ، بل أعني إعمال العقل في كل تفسير يفصل الواقع عن النص ويعطل البحث والتمحيص.. وكل تفسير يتيح لنا الانتفاع والاستئناس بالنص لخدمة الواقعة . فكيف نجعل ( الوعي بالذات ) يستعيد قيمته فوق أرضنا الحزينة ؟هذا ما سنعرضه في الحلقة التالية.

الربيع الفكري /4

خليل حلاوجي

جميعنا يدرك إن (الوعي بالذات) يعاني أضطراباً وتشوهاً - على المستوى الفردي – ونتلمس كل يوم جوانب من صور التشوهات ، ثم ما نلبث أن نتلذذ الغيبوبة والعودة إلى تفسير الواقع بلغة الحذر من الفتن مع أن القرآن يحذرنا من كيد الإنسان ووقوعه تحت سلطة الهوى والقرآن يستعرض الأمراض الإنسانية خذ مثلاً :
1- الكذب على الذات : حين نقرأ في الوصف القرآني شديد الوضوح ، قال تعالى {انظُرْ كَيْفَ كَذَبُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ}الأنعام24،فثمة فصام في بعض أطر الشخصية الإسلامية اليوم ونحن نعيش ونعاني منه مجتمعاتنا حيث تتفكك الروابط في الواقع ويستعاض عنها بالروابط اللفظية والشعارات الموهمة[مثال ذلك : طرح شعار وحدة الأمة ونحن نشهد التفكك على مستوى الأسرة الواحدة ، وطرح شعار السلام هو الحل في حين أن المسلمين في حالة حرب مع أنفسهم].إن غياب المعيار العلمي في تصنيف المواقف الحياتية جعل التخمين ورسم الحلم في الفراغ بديلاً عن استقصاء الواقع ومصارحة الذات بحقيقة الموقف الذي نحن فيه ،[ مثال ذلك : بدل أن نتابع الموقف الثقافي والاقتصادي للمرأة وهو واقع متأزم اليوم إنشغلت الأمة بترويج متون ثقافية تحكي صورة المرأة في التاريخ الإسلامي ، وهكذا فقد واقع المرأة البصمة التصحيحية للشريعة المحررة للمرأة من ظلم الوأد والتجاهل والتهميش وفي الوقت عينه فقد القصص التراثي دوره التوعوي أمام ضغط مشكلات انفجارية من نوع العنوسة وحرمان الأرث والزواج المتعدد وزواج المسيار والطلاق القسري]. فكيف نستفيق من ظاهرة الكذب على الذات ؟ هل نلجأ إلى تفسير النص لينطبق على الواقع ؟ أم نلجأ إلى تفسير الواقع ليفسر النص ؟ هل نعزو السهر والحمى(2) التي أصابت وتصيب بلادنا وإنساننا إلى انقطاع التواد والتراحم، أم نقلب المحاور ونكسر البوصلة كما نفعل كل يوم؟ أجاب عن كل ذلك بائع البطاطا التونسي.

2- تهميش الجوهر على حساب المظهر : زيارة واحدة للمساجد تجعلنا على يقين أن التكاليف الشرعية لم تعد فردية وأن ظاهرة التدين تتنامى مبشرة بالخير والاطمئنان ، ولكن زيارة واحدة إلى المحاكم سترينا التحول القيمي لطبيعة مشكلاتنا الحياتية ، فالناس تجتمع في الجمع والجماعات والحج ومن المفترض أن تعطي هذه المظاهر تحفيزاً لتبني القيم الأخلاقية الشرعية ومجابهة الشذوذ فيها ، ولكن الواقع يقول أن معيار [التنافس] طغى على معيار [التعاون]شاهد معي مظاهر التدين المنحصرة بالمبالغة ؛ فاللحية والحجاب والترداد على المساجد حالات لاتعكس حالات القطيعة في الرحم ولا حالات تنامي الرشوة وفقدان معيار الجودة في إنجاز العمل والميل إلى الطبيعة الاستهلاكية ، لقد أصبح شعار المسلم الواقعي : (أنا ومن بعدي الطوفان) وإن ظمئت فلا نزل القطر .. سواء فقه آثار رفع هذا الشعار أم تغافل عن كونه يحمله وكما قال الشاعر :
الخيرُ في الناسِ مصنوعٌ إِذا جُبروا والشَّرُّ في الناسِ لا يفنى وإِن قُبِروا
وأكثرُ الناسِ آلاتٌ تحرِّكها ... أصابعُ الدهر يوماً ثم تنكسرُ
وآلات اليوم هي المنافع التي يحج إليها إنساننا المقهور الساعي لإرضاء مطالب الحياة وتفاصيل المعيشة التي غدت صعبة جعلت استاذنا الدكتور عبد الكريم بكار يعنون كتابه بـ ( زماننا والعيش الصعب فيه ).

3- الفردية : المجتمع المسلم اليوم يفتقر إلى الفكر الموحد وبالتالي تخلو الثقافة من رؤى العمل المشترك والعمل المترابط ، وهي ثقافة تدرك الواقع دون أي تفاعل حقيقي معه ، فثقافة النخبة لا تحسن الاتفاق على القيم المادية وعلاقتها بالقيم المعنوية في الخطاب الشرعي[ انظر إلى اضطراب الفتاوى في مشكلات الربا مثلاً وكيف يستفتي الناس عن شراء السيارات اليوم هل هي ربوية محرمة أم أنها مشروعة]. والثقافة الشرعية كما يفهمها بسطاء الناس وهم جمهور المتلقين تلجأ للتعبيرات اللفظية كبديل للتغييرات المعاشية[انظر تعلق الغالبية ببرامج تلفازية عن تفسير الأحلام كونها محرك حياتي يعول عليه وبالمقابل انظر تعلق الغالبية بنظرية المؤامرة كونها دعوة للرضوخ بفواجع الواقع وآلامه] وهكذا أصبحت الفردية ملائمة تماماً للهوية الثقافية التي يتبناها المسلم اليوم وفي الفردية دعوة مبطنة للهرب إلى الفرص الضائعة والتشدق بالأمجاد ، إنها ثقافة تتبرأ من حامليها وكما قال الشاعر :
ألقاه في اليم مكتوفا وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء
ومن أجل كل ماسبق ولان اليد الفارغة تسارع إلى الشر والقلب الفارغ يسارع إلى الإثم. ولأن مشكلتنا في حقيقتها :[ ثقافية] فإن الحل لابد أن ينطلق من الثقافة ذاتها .. فما هي الثقافة المجدية ؟
هذا ما سنعرضه في الحلقة التالية.
الربيع الفكري / 5

خليل حلاوجي

ما هي الثقافة ؟ أقول : بصرف النظر عن مستويات الدراسة التي ينجزها المسلم. وبرغم أن هناك مائة وخمسين تعريفا للثقافة ، يؤكد على أنها: مجموع العادات والسلوك الديني والسياسي والفنون والعلوم إذا تميز بها مجتمع عن مجتمع آخر. ويميز بعض الباحثين بين ثقافة مادية تشمل الأدوات والسلع الاستهلاكية والتكنولوجيا من (سيارات ، جسور ، مستشفيات..) وثقافة غير مادية تشمل القيم والتقاليد والتنظيم الاجتماعي ( التدين، التسامح ، قبول الآخر ، الثارات ..) وتنطوي الثقافة على اكتساب وسائل اتصال ( اللغة، المطالعات ، الكتابات ، الفضائيات ) وأدوات عمل معينة ، تؤائم الأفكار والأعمال مثل (المدارس والمكتبات والمساجد ..) وهكذا تشمل الثقافة على زاد ضخم من المعرفة والاعتقاد، وعلى منظومة من القيم ، وعلى توجه ميول خاص ملازم ( حب الله ، التوافق الاجتماعي ..)ومن خصوصيات الثقافة الإسلامية أنها تستمد وجودها من الخالق جل وعلا من خلال تشريع سماوي لم يقتصر على العبادات وإنما تكفل بتوجيه السلوك الإنساني في المعاملات والعادات ونمط الحياة على مستوى الفرد والمجتمع وهنا يجب أن نفرق بين المسلم المثقف وثقافته الإسلامية فقد نجد طبيباً يمارس الشعائر الإسلامية من صلاة وصوم وحج لكنه في الوقت ذاته لا يعرف شيئاً عن مفاهيم قرآنية أساسية مثل التوحيد بمعناه الاجتماعي أو أنه لا يعرف شيئاً عن نظرية المقاصد الشرعية . وبالمقابل قد نجد مسلماً أمياً لا يقرأ ولا يكتب لكنه يدرك الكثير من المفاهيم والمقاصد القرآنية ويدرك روح الدين الإسلامي ويدرك مراد الله ورسوله فأي الفريقين نستطيع أن نطلق عليه أنه مثل هذا هو المثقف المجدي ؟.وهنا سنتوقف عند مفهوم (الفاعلية الثقافية) لنسلط الضوء من خلاله على معضلات الخطاب الثقيفي من داخل المنظومة الاسلامية.ونتابع قدرة الثقافة على توفير حياة كريمة للمجتمع المثقف ، ولتكون فاعلة في حياتنا لابد أن من تكوين شريحة في المجتمع قادرة على التخلّي عن بعض ما تملك، وتبذل شيئاً من جهدها ووقتها في سبيل تحقيق الخير لباقي الناس . وهذه الشريحة عليها أن تتحمل أعباء التزام العدل وأقصد بالعدل محورين إثنين 1- أن نعطي الآخرين حقوقهم كاملة . 2- أن نطالب الآخرين بحقوقنا كاملة. وهما هدفان متلازمان يصعب التنازل عن أحدهما للحصول على الآخر فعدالة بلاقوة وقوة بلا عدالة مصيبتان موجعتان . فما فائدة توفير نظام قضائي عادل يتولى إصدار الأحكام بنزاهة وشرف. ولا يتم تنفيذ إرادة هذا القضاء ، وما فائدة تنفيذ إرادة القضاء إذا كان الحكم فاسداً غير منصف . فلابد إذن من تفعيل تلك الثنائية ، ومثل هذا التوجه سيجعل الثقافة تحمل طابع الجدّية وتجعلنا نتخلص من الكثير من المشكلات بطريقة عملية ، وتجعلنا نعمل كثيراً ونتكلم قليلاً والجميع يشعر أننا نسير إلى الجنة ونحن فوق الأرض جنة العدل الشرعي وجنة دولة القسط وجنة موازنة الحقوق والواجبات .
والسؤال الآن : لماذا لم نشعر بالفاعلية الثقافية في مجتمعاتنا ؟ وللإجابة نستعين برأي د.علي الوردي وهو يقول: (إن الإنسان يخضع في حياته الاجتماعية لتنويم يشبه من بعض الوجوه التنويم المغناطيسي وهو ما يمكن أن نسميه بـ(التنويم الاجتماعي ). فالمجتمع يسلط على الإنسان منذ طفولته الباكرة إيحاءاً مكررا في مختلف شؤون العقائد والقيم والاعتبارات الاجتماعية. وهو بذلك يضع تفكير الإنسان في قوالب معينة يصعب الخروج منها. هذا هو الذي يجعل الإنسان الذي نشأ في بيئة معينة ينطبع تفكيره غالباً بما في تلك البيئة من عقائد دينية وميول سياسية واتجاهات عاطفية وما أشبه. فهو يظن أنَّهُ اتخذ تلك العقائد والميول بإرادته واختياره ولا يدري أنَّهُ في الحقيقة صنيعة بيئته الاجتماعية. ولو أنَّهُ نشأ في بيئة أخرى لكان تفكيره على نمط آخر)(3) إن مظاهر تخلف بعض مظاهر الثقافة الإسلامية ( جامعاتنا اليوم في الربع الأخير ضمن جامعات العالم ) هو تخلف نتج عن تخلف المثقف المسلم ، ورغم أن الإسلام لا يعرف الشيخوخة أبداً فهو رسالة السماء لأهل الأرض حيثما كانوا ومهما دانوا ، والإسلام المتجدد سيبقى كالشمس تعطي للحياة نورها. وسيظل الرسول في الأرض سراجاً منيراً،قال تعالى{وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً } الأحزاب46 ولكن المسلمين هم الذين شاخوا وضعفوا فلم نعد نرى سعة في العلم ولا ابتكاراً في التفكير ولا تنمية في الإنتاج ولا توثب في الدعوة ولا مصداقية للشباب المثقف ولا استراتيجية للتأثير على عقليته ورسم غده المرتجى..وقالها : الشاعر محمد الفراتي :
إِن النجومَ الزهرَ في غسقِ الدجا ... يا غِرُّ لاتغني عن المصباحِ
وعليه فإن [ الجهل بالواقع ] يكون مركباً إذا غفل العقلاء عن الاعتراف به وبأخطاره ، و عندما تخلى المثقف عن فهم واقعه كمثقف فقدت الثقافة الإسلامية فاعليتها ، لقد ارتضى هذا المثقف بالهرولة خلف جمهوره بدل أن يقود هذا المثقف جماهيره نحو تغيير الواقع بكل تحدياته، ومارس خطابه الانشغال بانجازات السلف وتغافل عن تحصيل المكاسب التي سيوفرها التثقيف الشرعي [ واقتصار الثقافة على ترويج فضائل الشعائر وألحق المعاملات كتبع لها ] وهذا الأسلوب مارسه المثقف كنوع من الهروب عن وظيفته في إصلاح حياة معقدة للغاية. وهذا ماعاتب به القرآن رسول الله محمد {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ..}المائدة67 يقول الجصاص [فيه أمر للنبي ص - بتبليغ الناس جميعا وما أرسله به إليهم من كتابه وأحكامه وأن لا يكتم منه شيئا خوفا من أحد ولا مداراة له وأخبر أنه إن ترك تبليغ شيء منه فهو كمن لم يبلغ شيئا بقوله تعالى وإن لم تفعل فما بلغت رسالته فلا يستحق منزلة الأنبياء القائمين بأداء الرسالة وتبليغ الأحكام ](4)وبالقياس نرى أن المثقف الذي استمرأ النوم الفكري لم يبلغ رسالته ولن يعصمه التاريخ ، فماهي أمراض التثقيف وما أنماط المثقفين ؟ هذا ماسنراه في حلقة تالية.
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
(2) :في الحديث الشريف عن النعمان بن بشير قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : (المؤمنون كرجل واحد إن اشتكى رأسه تداعى له سائر الجسد بالحمى و السهر ) قال الألباني حديث ( صحيح )
(3): لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث ، الدكتور علي الوردي، مطبعة الإرشاد - بغداد- 1969
(4)أحكام القرآن : أحمد بن علي الرازي الجصاص أبو بكر : دار إحياء التراث العربي - بيروت ،تحقيق : محمد الصادق قمحاوي ج 4 : ص 116

خليل حلاوجي
14-05-2013, 12:18 PM
ما هي الخطوات التي علينا كأمّهات وآباء اتّخاذها في تغيير نهج التّربية والتّنشأة لأجيالنا القادمة لكي ينشأ الجيل الذي سيحدث الفارق ويحرز التّغيير في مصير الأمّة؟



لن يظهر جيل النهضة إلا من أصلابنا نحن .. جيل تخلص من رواسب الزمان والمكان وتأثيراتها على الممارسة اليومية لتفاصيل حياتنا .. وهو أمر مرهون بتغيير طرق التربية والتعليم في مجتمعنا ، فنجعل ( فهم الذات ) بدل ( إخضاع الذات ) وهدف التربية تطوير قدرة الطفل على التفكير الحر والتفكير الإبداعي وتوافقه مع القيم السائدة والمألوفة إلى الدرجة التي يصل بها حدًا ينقد حالة الفصام بين تلك القيم وبين واقعه اليومي ... نعلمه الإعتراض المنضبط ونعلمه كيف يطالب بحقوقه من أي مسؤول عنه سواء أكان أبًا أو معلمًا أو صديقًا وما سواهم.
جيل يختلف عن سابقيه ، جيل قادر على التكيف مع محيطه المتجدد رغم كل ما يعتريه من تحديات ومتغيرات سريعة ، وذلك بتنمية [ روح المبادرة ]
وهذه بعض النقاط كخارطة عمل ..
1- الاهتمام بتربية الطفل من سن يومه الأول إلى السنة الثالثة .. والبدء بتأسيس مؤسسات ترعاها الدولة في هذا الخصوص وهو أمر تفتقر إليه بلداننا ..
2- تدريس الذين يتزوجون متون برامج توعوية بطرق التربية كون ذلك هو ( علم ٌ له اصوله وضوابطه )
3- الاهتمام بمشاكل الشباب بشكل واقعي وحيوي
4- التنسيق مع وسائل الإعلام
5- التأكيد لتأشير أي ممارسة سلبية بصورة علنية بغرض علاج هذا الخلل ..
/
/
أول مهمة للآباء ... توفير ( التقدير الذاتي ) للأبناء .. فحين يشعر الإبن أنه متخم بالرعاية التطبيقية كونه عضو فاعل في المجتمع وليس عالةً على ألاخرين .

/

بالغ تقديري ... لحضوركم الثري ... وممتن لهذا الرقي أستاذة فاتن .

عبدالصمد حسن زيبار
14-05-2013, 03:09 PM
أغرف من هذا الثراء .............. خليل
لي عودة للنبع الثري

خليل حلاوجي
14-05-2013, 05:19 PM
-1- لم ينظر إلى الأدب الإسلامي نظرة احتقار ولا مبالاة ،أو انصراف عنه لدى كثير من الأدباء.......؟

أخي المبدع ...

لم أجد هذه النظرة - الاحتقار واللامبالة - عند أحد ... ولا علم لي بهكذا تصور !!

أما مسألة الانصراف : فلأن الأدب اليوم يميل إلى إمتاع ومؤانسة المتلقي ، وبعض فنون الأدب الإسلامي لا تتوافق وهذه الغاية ...

والله تعالى أعلم وأحكم ...


تقبل بالغ تقديري ..

خليل حلاوجي
14-05-2013, 05:30 PM
كانت الأسئلة ثرية حد الدهشة واطمح أن نتواصل في مديات أوسع وفتح باب التساؤل في قضايانا المصيرية التي وجدتث هنا بعضًا منها في أسئلتكم النبيلة ... وإنه لمن دواعي افتخاري وسروري أن نكمل ما بدأناه ... حول الفكر والسياسة والأدب والنهضة ..

أشكر كل الذين دخلوا هنا ... مرحبين بهذا اللقاء

أشكر كل الذين دخلوا هنا ... منصتين لتفاصيل الكلمات التي ترسم غدنا .. وتحررنا .

أشكر كل الذين دخلوا هنا ... مرتقبين ومراقبين ... ممن يحملون همّ هذه الأمة الإسلامية والإنسانية ..

أشكرهم بشكل شخصي ولا يسعني أن أردد اسمائهم .. فالأسماء وأصحابها : في القلب ..

أشكر كل الذين آمنوا برسالة الواحة ... وانتظر المزيد ... ولن اتخلى عن ( إعادة صياغة الثقافة ) معكم احبتي وأساتذتي الكرام ..

ومعًا .. سنكدح إلى الله كدحًا ... ومعًا : سنلاقيه برضاه وطاعته ..

لن أشبع من اسئلتكم ... حتى تقوم قيامة عمري الفاني .. بينكم ...

أنا مرآتكم .. وأنا كثير بكم ..

والله شهيد ..

براءة الجودي
14-05-2013, 06:36 PM
بل نحنُ من يجب أن نشكرك على عطاءك وبذل وقتك وجهدك وصدرك الرحب لتحمل أسئلة الجميع والإجابة الشافية التي تروي عطش المتلقي
حقيقة كان لدي أسئلة وترددتُ في طرحها خشية الإثقال عليك
من اسئلتي ..
1- لماذا يردد العلمانيون الدين لله والوطن للجميع ؟
2- الدولة الأموية ماسبب تزعزعها وشتاتها هل هي حقًّا تنادي بالعروبة وتنبذ المسلمين من الفرس ولاتوليهم مناصب لأنهم لايرجعون من اصل العرب ؟
3- مالسبب الحقيقي في قيام ثورة العباسيين للتخلص من بني أمية ؟
4- أبرز مافي الدعوة الإسلامية بناء الرجال وتعويدهم على الصبر والصمود والجلد وعزلهم عن مجتمع الجاهلية وصياغتهم صياغة جديدة فكرًا وقلبًا وقالبًا وروحًا وجسدًا فهل تذكر لي شخصيات تغيرت كليا بعد الإسلام واثرت قصة حياتها فيك ؟
5- الرسول محمد صى الله عليه وسلم هو الرجل الوحيد الذي سجله التاريخ بأنه صاحب رسالة وباني أمة ومؤسس دولة , والرسل قبله ألم يكونوا كذلك ؟؟
6- ككاتبة كيف أجعل من قلمي مساهما في نهضة المجتمع وإنارة الفكر وإقناع العقول ؟؟

خليل حلاوجي
14-05-2013, 07:03 PM
1- لماذا يردد العلمانيون الدين لله والوطن للجميع ؟




سيدتي الكريمة .. هذا شعار مفخخ !!
لأن : الحقيقة تقول : أن الدين والوطن والجميع : لله

العلمانيون صادقون حين يرون أن الدين قد اختصره واقع الحال برجل الدين فالبابا هو الممثل الأوحد لله ، ومرشد الثورة هو الممثل الأوحد للمعصوم ، والمريد يرى في شيخه ممثلًا أوحدًا للطهر والتوجيه.

الدين لله لا لهؤلاء الرجال .. هكذا تقول النظرية السنية للإسلام فلا معصوم إلا رسول الله .. لا وليّ ولا مرشد ولا فقيه ولا مفسر ولا قاضي ولا حاكم ولا معلم يحق له أن يدّعي العصمة ..

ولكن :

التاريخ يشهد أن بعض فتراته جعلت للدين ممثلين ينوبون فيه عن لسان الشريعة .. في حين أن روح الإسلام تؤكد أن الرسول جاء ليخرجنا من عبادة العباد - أيًا كانوا - إلى عبادة رب العباد .. ليخرجنا من ضيق تحكم الإنسان بمصير أخيه الإنسان ..

وهنا وفي هذا الزاوية لم أجد من يعترف أن واقعنا في دولنا الإسلامية : واقع علماني ... رغم أننا نرفع شعار الدول الإسلامية .. هذه العلمانية نلمسها في صيغ دساتيرنا وتشوش نظريتنا السياسية بل وتغافل تاريخنا عن فضح هذه الإشكالية .


أما علمانيو الغرب .. فحق لهم إعلان العلمانية ... لأنهم ثاروا على الكنيسة ولم يثوروا على الله ... وليس صحيحًا أن الغرب لا يملك ضميرًا بل إنه لا يملك ضميرًا مقدسًا على حد تعبير المسيري رحمه الله وأنا أقول أن ضبابية قيمة ( المقدس ) لا زالت مضطربة في الغرب قبل الشرق .. ومن واجب العقلاء توضيح المبهم لهذه (القيمة) خصوصًا أن السياسة الآن شوهت قيمة (المقدس ) فجعلوا الناسَ يصدقون أن ( السوق ) هو البديل عن ( المقدس الروحي ) فتشوه الحضور الإنساني وابتلعت السياسة كل القيم وكل الأسس الذوقية والجمالية واضطرب المستقبل ووصم الحاضر بالحيرة

نعم : الغربي حائرٌ مشوش منفصل عن ذاته الحضارية ..

/

وياليت القادم .. هو الشفاء ... لا أقول : لعل.



بالغ تقديري ..

خليل حلاوجي
14-05-2013, 07:12 PM
2- الدولة الأموية ماسبب تزعزعها وشتاتها هل هي حقًّا تنادي بالعروبة وتنبذ المسلمين من الفرس ولاتوليهم مناصب لأنهم لايرجعون من اصل العرب ؟




الدولة الأموية قامت على أساس : ( الدين في خدمة الدنيا ) بينما كانت رؤية الإمام علي تؤكد أن (الدنيا في خدمة الدين)

لا علاقة ولا صحة ولا يثبت أمام السند التاريخي ما يؤكد أن الأموية تنابذ الفرس العداء .. كل مافي الأمر أن الشروط التي فرضها الواقع السياسي كانت تصب في مصلحة ( الراعي ) دون تأكيد ماهية ( الرعية ) فضلًا عن هوية الرعية القومية .. ولا يغرنك أصوات من يحاجج باسم الشعوبية آنذاك فالهوية الإسلامية كانت تؤكد زوال الفروق العرقية في هذه الدولة الأموية الفتية .. اللهم بروز ذلك مع بدء الدولة العباسية ومحنة أبو مسلم الخرساني ..

/

طالما تبادر إلى ذهني سؤال قلق :

لماذا لم ينصف التاريخ فلسفة الإمام الحسن بن علي وهو خليفة شرعي تنازل طوعًا عن حقه الشرعي ؟ وما أبعاد رؤيته الناضجة ؟ وما أثرها على مجريات ما حدث ؟

أسئلة تستفز وعينا الحضاري .. تنتظرنا .



/

بالغ تقديري .

خليل حلاوجي
14-05-2013, 09:07 PM
3- مالسبب الحقيقي في قيام ثورة العباسيين للتخلص من بني أمية ؟



هي ليست ثورة بل انتقال سلطة حكم من عائلة إلى عائلة بذات المنهاج .. سميت العباسية نسبة إلى العباس عم الرسول وهذا ترميز يحمل دلالات عميقة حول تطور النظرية السياسية المخالفة لروح الإسلام كونه لا يقر بالتوريث الشرط لانتقال السلطة .. فالجميع يؤكد أنه الأولى في قيادة أمر المسلمين وأموالهم ومستقبلهم : بنو أمية وبنو العباس بل لقد تواصل مطلب الخلافة لرجل من آل البيت من ذرية أبي طالب عم النبي .. أيضًا سرًا تارة وعلنًا تارةً أخرى .. لم يكن ضعف مؤسسات الدولة في نهاية العهد الأموي مرده انشغال مؤسسة الحكم بتوطيد سلطان الخليفة المتزعزع وهو يقمع الثائرين ضده .. بل هي قضية صراع ولاءات ومصالح لم يهتم بنو أمية بها الأمر الذي أدخلهم في اتون صراعات ما بين أنصارهم في الشام والمنشقين من زعماء الأمويين على أنفسهم ... حتى جاء اللقاء الحاسم بين الأمويين ومعارضيهم من العباسيين على أحد فروع دجلة بالقرب من مدينتي ( الموصل ) فيما يسمى الآن منظقة " الزَّاب الأعلى".


الولاءات المتصارعة كانت تتنافس على كسب الولاءات والأنصار .. تحت إلزامات كرسي الخلافة .. كما يحصل في مفهوم (الانقلابات العسكرية ) بلغة اليوم .. وكما يحصل اليوم من استبدال مرسي بحسني مثلًا ، وما تزال الأمة تستبدل الأشخاص وتبقي على أصل الفكرة والمنهج ... والنظام الذي لاتطيق تغييره فهي غير مستعدة فكريًا لذلك ...


/

بالغ تقديري .

بهجت عبدالغني
14-05-2013, 09:12 PM
درست العلوم الشرعية ..

ـ ما هي ملاحظاتك على علم ( أصول الفقه ) ؟
ـ كيف تنظر إلى التفسير القرآني اليوم ، هل حقاً جمدنا على الماضي ؟
ما رأيك بمشروع الجينوم القرآني الذي يقوم به الألمان ؟ ثم أليس نحن أحق بهم للقيام بهذا المشروع ؟


مودتي ..

خليل حلاوجي
14-05-2013, 10:47 PM
ـ ما هي ملاحظاتك على علم ( أصول الفقه ) ؟



[/CENTER][/SIZE]

أستاذ بهجت : هل تذكر جلساتنا الحوارية في الكلية مع د. عمار ود. ناصر ... وكم هو مؤلم الانغلاق عن طرح مثل هكذا سؤال ... خصوصًا وأنا أنقل رؤية علماء التجديد المعاصرين ورؤاهم ..
كنا نتحدث عن التخصص وأثره في التجديد فأصول فقه الاقتصاد هو غير أصول فقه السياسي حيث الواقع اليومي يدعونا إلى التوسع أكاديمية تجديد هذه الأصول ..إنّ تجديد أصول الفقه ضرورة عاجلة ، كي نتأمل ظهور الدولة الإسلامية التي لن تظهر إلا بعد تقريب أصول الفقه لدارسي القانون والمشتغلين بالقضاء في عالمنا الإسلامي ، فهذا التجديد هو القاعدة الضامنة لفك الاشتباك ما بين الفكر التشريعي والتطبيق القانوني لتلك الأفكار .. من حيث أننا نعيش مرحلة فراغ تشريعي بعد المرحلة الاستعمارية. علينا التعمق للتخصص فيما هو حق الله وعزله عما هو حق العباد ..والتفريق بين الحكم الشرعي الواجب ديانة والواجب قضاء، والواجب ديانة فقط... لابد من تجديد قواعد فهم النصوص لتمييز وظيفتها عند للتطبيق ، لابد من بحث دليل أحكام تحت مسمى ( فتح الذرائع ) وبحث دليل المصالح المرسلة وفق قراءة معاصرة وواقعية لضمان تدبير مصالح الناس التي أوجبها الشارع مع ملاحظة تطابق وتلاقي الوحي والعقل البشري بمنهجية ثابتة ومقننة يميز فيها الثوابت عن المتغيرات

/

الحديث يطول ..

والأيام كفيلة بإظهار الأنفع والأجدى للناس ..
قال تعالى : {أما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض }

فاتن دراوشة
14-05-2013, 11:26 PM
كم أنا سعيدة وأنا أحلّق بين هذه الأسئلة الرّائعة وهذه الإجابات الموغلة في العمق والفائدة

ولي جلسة أخرى لارتشاف فنجان تأمّل آخر على طاولة الحلاوجي



يقول المنفلوطيّ:

"الدّعاة الصادقون لا يبالون أن يسمّيَهم النّاس خونة أو جهلة أو زنادقة أو ملحدين أو ضالّين أو كافرين، لأنّ ذلك ما لا بدّ أن يكون" .

ترى ما هي أوجه المعاناة التي تعرّضت لها في مسيرتك؟ سواء أكان على صعيد الأفراد أو على صعيد المجتمع؟

وما هي أبعاد وحيثيّات المتعة التي تنهل منها كلّما ازداد الثّمن الذي تدفعه في سبيل نشر الحقّ؟



هل يمكنك وصف مدى حرّ الجمار التي تقبض بيديّ فكرك عليها في زمن يعود به الإسلامُ غريبا، ويغدو به المسلم القابض على دينه كالقابض على الجّمر؟




ولي عودة فأنا لا أقنع بقليل تحليق في رحاب فكرك الواسع أستاذي

مودّتي

خليل حلاوجي
15-05-2013, 08:46 AM
أبرز مافي الدعوة الإسلامية بناء الرجال وتعويدهم على الصبر والصمود والجلد وعزلهم عن مجتمع الجاهلية وصياغتهم صياغة جديدة فكرًا وقلبًا وقالبًا وروحًا وجسدًا فهل تذكر لي شخصيات تغيرت كليا بعد الإسلام واثرت قصة حياتها فيك ؟




مارس الإسلام في عملية بناء شخصية الرجال تحولًا معرفيًا .. يتضمن النجاح في التخلص من طرق تفكير موروثة وجاهلية .. وبين طرق تفكير قرآنية متجددة .. ولكل مدرسة خصائصها واتباعها وإلى حد اليوم ..

علينا تأمل الطرقتين ليتسنى لنا تحديد واقعنا الشخصي والمجتمعي ..

1- خصائص طرق التفكير الموروثة الجاهلية :
1- الإعتقاد أن العقل (واحد) في كل زمان ومكان وأنه سرمدي أبدي .
2- خلط التاريخي مع المقدس
3- توظيف النص المقدس لترسيخ آلية الاتباع
4- تبرير الأساطير.
5-العجز عن تأويل أي رؤية تجديدية غير مألوفة
6- الحيادية لما هو شخصي ومألوف.


أما خصائص طرق التفكير القرآنية وهي طرق متجددة :
1- العقل متأثر بالزمان والمكان ..
2- ظاهرة الوحي لا يدركها إلا العقل الإيماني
3- تحصين المقدس برؤى عقلانية حرة في ادراك ظاهرة المقدس نفسه
4- لايبرر إلا بدليل شرعي أو منطقي أو علمي .
5- قادر على تأويل أي تجديد ... بل هو فرضٌ شرعي وإلا صار الكفر إيمانًا.
6- ابراز الفارق بين المتناقضين .. فلا وجود للحلول الوسطى ولا هناك منطقة الاعراف إلا مابين الجنة والنار ..
7- فصل المعقول عن اللامعقول ... بالتأمل والتدبر وإعمال العقل ..
8- يخضع للمتون العلمية ولا يتعداها ..

/

المثال الذي تأثرت به .. سيدنا عمر بن الخطاب الذي رفض موافقة الكثير من المواقف وأبدى رأيه أمام الرسول صلى الله عليه وسلم .. فمنها ما وافقه القرآن والرسول عليها ومنها سوى ذلك .. إنه الشخص العقلاني في إيمانه ... القادر على تجاوز اللحظة بكل تحدياتها وتطويعها تارة وتطويع النص تارة أخرى لصالح قانون ( المنفعة ) و(جلب المصلحة) .. وهذا لا يعني أني أقول أن الصحابة كانوا غير ذلك .. بل على العكس كانوا رضوان الله عليهم جميعًا مدركين لحدود التوافق والاعتراض ... كونها حدود عقلية يحثنا عليها الشرع الحنيف .. وهو أمر ناتج عن صفاء فهم لروح القرآن ..

أما على مستوى التاريخ فالأشخاص كثر .. تأثرت منهجيًا برؤية (الجاحظ) وقرأته بامعان شديد ، رغم تحفظي على اعتزاله .. وتأثرت وجدانيًا بالغزالي ، رغم تحفظي على تذبذبه .. وتأثرت أدبيًا بالحريري صاحب المقامات .. وتأثرت فلسفيًا بابن مسكويه .. أما من العلماء في أيامنا هذه فأنا متوقف بين رجلين كتبا عن ( نقد العقل العربي ) و ( نقد العقل الإسلامي ) الجابري وآركون رحمهما الله ولم أزل أمحص وأدقق في كل ما ذهبا إليه علّني أتلمس بينهما طريقًا ثالثًا يعيد توازن لحظتنا الراهنة .. والحقيقة أن فكرهما مخيف لحد الغضب .. فكم مزّقتُ اوراقًا كتبتها وأنا أحاورهما .. وكم صرختُ معترضًا .. لكني في نهاية كل مرة أعود محاورًا هادئًا أدفع الحجة بالحجة .. دون وجل أو انحياز ..

أقول : لابد من شجاعة ومصارحة في الطرح ..

لابد من قبول أي فكر .. والتخلص من الحكم على ظاهر أي فكر .. ولن يعود الزمن الذي كان يخدعنا بالعناوين .. فأنا أؤمن بالتخصص الدقيق الذي يجعلنا نتسلح في الرد عل الآخر _ أيًا كان هذا الآخر _ هكذا فهمت القرآن وهكذا نتابع قدوتنا واسوتنا في الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ..


/

بالغ تقديري ..

خليل حلاوجي
15-05-2013, 12:43 PM
الرسول محمد صى الله عليه وسلم هو الرجل الوحيد الذي سجله التاريخ بأنه صاحب رسالة وباني أمة ومؤسس دولة , والرسل قبله ألم يكونوا كذلك ؟؟




سبق الرسول أنبياء كثر ورسل من اولي العزم صنعوا المعجزات كحقيقة ماثلة على أرض الواقع كلٌ في زمنه وظرفه التاريخي وبالمقابل هناك من الأنبياء ممن لم يصدقهم أحدٌ من الناس ومنهم من صدقهم رجلٌ واحد أو رجلين ... في دلالة عميقة حول الكف عن ربط الفعل النبوي بالجدوى ... إنما ربطه بالآليات المتجددة ... وهنا يتبادر سؤال : لماذا ختمت النبوات ؟ والبشرية كل يوم بأمس الحاجة لهذا المنهل السماوي ؟

أقول : إن معجزة النبي ليست أنه استطاع أن يكون نبيًا ورئيس دولة وقائدها ... بل معجزته القرآن حصرًا ... وهذا القرآن المعجزة هو الذي ينبغي أن نلجأ إليه لاستكشاف المزيد من روح النبوة المتجدد ..

/


بالغ تقديري ..

خليل حلاوجي
15-05-2013, 02:46 PM
ككاتبة كيف أجعل من قلمي مساهما في نهضة المجتمع وإنارة الفكر وإقناع العقول ؟؟




1- التخصص .
2- المصارحة .
3- وضوح الرسالة .
4- العمل المؤسساتي ضمن رابطة أو مركز بحث أو جامعة ..
5- تجاوز الأطر القديمة في الكتابة وفي الطرح ...
6- متابعة الرأي الآخر - أيًا كان - فالأديب يتعلم من ناقديه ..
7- إنكار الحيادية في القضايا الكبرى ..

/

بالغ تقديري ..

خليل حلاوجي
15-05-2013, 09:09 PM
ـ كيف تنظر إلى التفسير القرآني اليوم ، هل حقاً جمدنا على الماضي ؟




[/CENTER][/SIZE]



التفسير آلية لحفظ مغزى القرآن .. فالقرآن لا تنقضي عجائبه .. ولا يخلق عن كثرة الرد كما نص الحديث الشريف الصحيح وهنا نلمس إشارة حول التجديد في علم التفسير وعلاقته بتأويل آياته ...

الاسلام السياسي اليوم يستفز وعينا الثقافي لتجديد ( اصول علم التفسير ) ذلك أن اتخاذ الشعارات الدينية المغلفة كشعار (الاسلام هو الحل) ستسهم كوسيلة من وسائل السيطرة على عقولنا .. خصوصًا أننا نتمسك بيقين لا يتزعزع بمسلمة أن القرآن المجيد الصالح لكل زمان ومكان يوجب علينا أن نعتمد على الدليل العلمي في شتى فروع المعرفة الأنسانية ، من أجل تقديمه. من أجل اثبات قدرة النص على تفسير الواقع المتجدد
كل تفاسير القرآن التي بين ايدينا تعكس حقيقة الخطأ في فهمنا لأجتهادات شخصية متسلسة زمانيًا ... فاجتهاد القرطبي لم يعد يصلح ليومنا الحاضر مثلًا ..
نحن بحاجة ماسة اليوم لمعاضدة التخصص العلمي في التفسير فكيمياء القرآن وعلم الفلك القرآني وعلم نفس القرآني ... تستفز أصحاب الفكر النير من المسلمين لتنبيهنا لضرورة البحث عن حقائق الامور
/

رأيي مبسوط مع شرح وافي في مقال خاص .. سأضعه هنا ..

لك الود عامرًا .. أستاذ بهجت ..

عبدالصمد حسن زيبار
16-05-2013, 02:48 PM
خليل
الأسئلة تشابكت في ذهني و أنا امام هذا الزخم في حضرة فارس يطير بجناحين السلم و العلم
فلتحدثنا عن قصتك مع شيخك خالص جلبي ؟ و كيف استلهمت أفكاره حول منهج السلم و العلم بمعنى آخر امتدادات اللقاء معه و نقاط الاختلاف؟
لي عودة إن شاء اللطيف القدير

براءة الجودي
17-05-2013, 12:51 PM
سينتهي اللقاء يوم الأحد القادم إن شاءالله

فاتن دراوشة
18-05-2013, 08:21 AM
كنتُ أتمنّى أن يطولَ اللّقاء لنتمكّن من ارتشاف مقدار أكبر من جرار الحكمة المعتّقة هنا

بانتظار المزيد والمزيد من سيول روعتك أستاذنا

مودّتي

هاشم فزع
18-05-2013, 11:05 PM
شكرا للاخت براءة الجودي
لقد منحتينا فرصة طيبة للتعرف
على الاستاذ الانسان الكريم خليل حلاوجي
سؤالي ......
التصوف فكر ام أنه حالة متغيرة ام أنه طريق مبتدع
ام بحث روحي عما يرضي المعشوق
أم أنه جلدٌ للذات بذنب وبغير ذنب
شكرا


هاشم فزع الدليمي HASHIM ALDILEMI

براءة الجودي
19-05-2013, 10:26 AM
هل من إجابة أستاذنا خليل على الأسئلة المتبقية أم أُغلق ؟؟

فاتن دراوشة
19-05-2013, 09:05 PM
هل من إجابة أستاذنا خليل على الأسئلة المتبقية أم أُغلق ؟؟

لا أعتقد الأستاذ خليل يتخلّف عن الردّ إلاّ لطارئ ليتك تؤجّلين إغلاق الموضوع ريثما يردّ على الأسئلة غاليتي

براءة الجودي
19-05-2013, 10:16 PM
نعم وهذه نيتي أن أؤجله , لأن الاستاذن خليل كما قلتِ لايعرض عن اي سؤال مهما بدا وهذا لكرمه وتواضعه
نسأل الله أن يكون المانع خيرا , وننتظر عودته
جزيتِ خيرا أختي فاتن

بهجت عبدالغني
19-05-2013, 10:29 PM
غداً إن شاء الله سأتصل به
واذكره بالمرور هنا والاجابة ..




تحياتي ..

بهجت عبدالغني
20-05-2013, 06:54 PM
أساتذتي الكرام

أنقل خالص تحيات الأستاذ خليل حلاوجي وامتنانه وشكره لقلوبكم الطيبة
واعتذاره لعدم تمكنه من التواصل مع بقية الأسئلة لانشغاله الشديد بالامتحانات النهائية

:0014:


مع خالص الدعوات

خليل حلاوجي
21-05-2013, 09:44 AM
خليل
فلتحدثنا عن قصتك مع شيخك خالص جلبي ؟ و كيف استلهمت أفكاره حول منهج السلم و العلم بمعنى آخر امتدادات اللقاء معه و نقاط الاختلاف؟



السلام عليكم أحبتي وعذرًا عهن الغياب الطارئ ...
الحبيب الشقيق الأستاذ عبد الصمد ..

دعني أجزئ الموضوع على مستويات، ليسهل البحث ، فمن الناحية العملية والمعرفية لابد من غور عمق فكرة اللاإكراه الاسلامية ، ولأن النفس السلامية(الإنسانية) كينونة واحدة، والإنسان السلامي الذي نرنوا إليه أمة وحده، سيكون التجزيئ في حالتنا (قيمة) تجعل البحث ممكنا أكثر، لنقل أن المستوى الأول من اللاعنف الذي أؤمن به : هو لا عنف موضعي اتبناه كأسلوب في العمل اليومي في تفاصيل السلوك ومن ثم في الرؤية والنظر والمشاعر في مستويات قريبة من رؤية الشريعة (القرآن والسنة ) وهنا يلزمني هذا التوجه لأتفحص ذواتنا من حيث طرفي المعادلة ( أنا ومن حولي ) .. ولنفتش داخل بيوتنا ، ولنراقب ما يحدث بين الأقارب عندنا، في الأحياء والمدن والمدارس والجوامع والوزارات ...أعتقد أننا مطالبون وبصورة ملحة بتحرير هذه المساحة الضرورية للتعبير عن الذات وتمييزها ( فنفرق بين التعادي والتسامح ) ... حتى يمكننا أن نقول(للآخر) من نحن؟ وما ذا نريد؟ وماذا نعمل، وأي مسلك نتبع؟ فنميز الناس تبعًا للون وجوهر وغاية العمل المتبادل في خدمة البشر، وعند هذه النقطة نكون قد فعلنا كما فعل الشيخ (جودت سعيد) منذ أربعين عامًا عندما كتب لللإعلان وليس للإقناع ، وأقصد كتابه ( مذهب ابن آدم الأول ) حين دعا (على مستوى جماعي وليس على مستوى فردي) وعندها نكون نقترب في مستوى الفهم من الآية (ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين، ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم) ... لقد توقفت عند خطوات أربع هي درجات سلّم العمل السلمي : حيث يبدأ بالدعوة أو البلاغ بحسب القرآن والذي بدوره لن يكون واضح القيمة والأثر في مسألة ( السلم ) ما لم يتجسد في واقعنا اليومي الاجتماعي على شكل عمل صالح ، والصلاتح هنا بمعنى أن يكون العمل نافعًا وحتى يأخذ هذ النفع البعد القرآني، يجب أن يتحرر من كل الألوان كالعقيدة والعرق والطائفة فيصبح نفعا إنسانيا يستهدف الإنسان المجرد بغض النظر عن أية صبغة أو لون، يتلوا ذلك الإعلان أو الإنحياز إلى هذا النموذج الإنساني العالي من السلوك، وفي هذه المرحلة يكون للإعلان قيمة، لأننا عندما نعلن عن ( قيمة قرآنية ) فإننا ندعوا الناس إلى واقع متجسد شاخص ناطق، وفي المرحلة الرابعة يحدد القرآن وبطريقة نهائية غاية في الوضوح الطريق الذي يؤدي للتقدم، في هذا المضمار، وتقليص قائمة المعترضين والاعلان عن المعادين بطريقة واضحة لا غموض فيها عبر (ادفع بالتي هي أحسن) باعتبارها الطريقة التي تنصر العمل بطريقة مضاعفة .. أسمع منذ سنوات من الشيخ جودت سعيد عن أهمية أن يتمكن العرب من صناعة سلام عربي عربي، وهذا ليس لاعتبار السلام العالمي ليس ملحا أو أنه ليس على الأجندة، لكن لأن تحقيق الانجازات الكبرى العالمية يجب أن يسبقه نجاحات محلية، وتقدم في المستويات المحلية الموضعية الصغيرة.
فأضع هذا التوجه في محجل التطبيق وأنا أعيش في العراق فأراني أفشل حتى في الإعلان عن هذا التوجه وهنا تكمن المفارقة الكبرى والخلاف الأكبر مع شيخي د. خالص .. اننا بحاجة الى مصالحة وطنية حقيقية مستندة على قاعدة فكرية متينة تقر وتعترف بحق الآخر وهو عندي اليوم ( شبيهنا في الوطن والعقيدة ) وهذا التشابه لازال مشوشاً ومحكومًا بالبصمة السياسية لا الفكرية ضمن تغالب مشبوه مابين الوطن والوطنية .. فلا ينفع اعترافنا بوجودتشابه وهو في الواقع تلاحقٌ لفكرة التغالب لا التعايش ... اليوم نحن بأمس الحاجة لهذا التقرير ... لان رابط المواطن في أوطاننا هو الذي يقتل المواطن
فالانتماء العرقي والطائفي ... هو الداعي الى قتل الآخر المخالف ، في حين نريد هذا الاختلاف داعيا ً للوحدة وفق قاعدة الاسلام العظيمة في التنوع
حين يعلم السني او الشيعي أو الكردي أو العربي ... أن الولاء لاعلاقة له الا بالمنفعة ... فستكون لدينا اول كتيبة سلمية تجاهد في بلادنا ... ماقصدته أن القتل بات مرتبطًا بمصلحة ما ... والمصلحة مرتبطة بالمنفعة ... ترانا وقد يخدعنا هذا التوافق أحيانًا هذا الولاء المقيت ..أما حين ننتمي جميعنا إلى انسانيتنا ومبادئنا وقيمنا ونتغافل عن المنافع الآنية ... سنفهم اللاعنف القرآني .. وأن الإنسان قيمة مطلقة .. فهو في لحظات من حياته يكون ( الشر كله ) وفي لحظات يصبح ... الخير كله...ولأن الله خلقنا بيده ولأن فينا نفخة من روح الله ، وهذه النفخة هي التي تجعلنا نعلق الآمال على هذا الإنسان حتى في أشد أحوال بُعد هذا الإنسان عن ربه، فالقلوب بين اصبعين من أصابع الله يقلبها كيف يشاء ..ولنتأمل قول الرسول صلى الله عليه وسلم (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده) ثم لا يخفى علينا كيف هو حال علاقاتنا الاجتماعية اليوم .. أتأكد أننا اليوم بحاجة ماسة لادراك فقه التناصح بيننا على الطريقة السلمية ، ذلك أن صحابة الرسول عليه السلام كانت شخصية متوازنة فيها الشدة على العدو والرحمة فيما بين أهل القبلة أجمع ( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكافرين رحماء بينهم .. ) واليوم نرى بعض أخوان الرسول قلبوا محاور تلك الشخصية ...
أعرف أن الصبر على ما لم نحط به خبرا من أصعب أنواع الصبر على الإطلاق حتى على الإنبياء فما بالك بنا نحن، فكيف تصبر على مالم تحط به خُبرا ؟؟؟

/

بالغ تقديري ..

خليل حلاوجي
21-05-2013, 10:19 AM
التصوف فكر ام أنه حالة متغيرة ام أنه طريق مبتدع
ام بحث روحي عما يرضي المعشوق
أم أنه جلدٌ للذات بذنب وبغير ذنب
شكرا


هاشم فزع الدليمي HASHIM ALDILEMI
أخي وزشقيق روحي الأستاذ هاشم ..
التصوف هو كل ماذكرته أستاذنا الحبيب : حين ننجح في أن نتلطع إلى ثمرات التصوف ونتائج الإنتماء إلى فنون التصوف ... فالعلاقة جدلية بين روحية التحرر وبين التصوف .. واياك أن تظن أني اقصد بالتصوف التقشف واعتزال الناس والكون , بل هو التصوف المعرفي المؤسس على مرجعية ثقافية تناقش رؤية ( وحدة الوجود ) بلغة عقلانية مع ما افرزته علوم اليوم .. ثم فهم ابعاد ( الاعتراف بالتعددية الدينية) التي ستؤسس لمبدأ (القبول بالآخر) ثم التصوف الذي يعتمد و
لايبتعد عن المال و السلطة ... مع ملاحظة الرد على أدعياء [ انسنة الإله ] واسكات متونهم المشوهة والمشوشة ، ومع ملاحظة أن بعض طرق التصوف خالفت جذريًا فكرة التوحيد القرآنية فأسست لمفهوم اتباع المريد للشيخ بصورة مرتبكة .. فلا حاجة إلى وسيط بين المسلم و ربه ومن بعدها سنرى التصوف الذي يؤمن بالعلم و منجزاته و بالفلسفة و يرفض الخرافة و الأسطورة و تهميش العقول ... وبالتالي سنرى دور رجل الدين مهيمنًا على الواقع الثقافي ومرشدًا لرجل الحكم وسندًا لمؤسسات الدولة .
عندما قرأت ما قاله الإمام النووي رحمه الله تعالى في رسالته "مقاصد الإمام النووي في التوحيد والعبادة وأصول التصوف": "أصول طريق التصوف خمسة:
1-تقوى الله في السر والعلانية
2-اتباع السنة في الأقوال والأفعال
3-الإعراض عن الخلق في الإقبال والإدبار
4-الرضى عن الله في القليل والكثير
5-الرجوع إلى الله في السراء والضراء"
أدركتُ أننا اليوم بحاجة إلى تفعيل هذه الأصول وإعادة قراءتها ضمن تحديات لحظتنا الراهنة وما ىهذه الأصول الخمسة سوى قيمة تنظيرية بحاجة إلى ما يدعمها واقعًا .. فالعولمة وتحدياتها وتشظي مؤسسة الدولة وهذا التمزق العرقي والمذهبي يدعونا لفهم روح التوصف من جديد ...
إن الأخذ من التراث بصيغة التقليد يجعلنا عاجزين عن التجديد, فالمنهج الصوفي عليه أن يعيد تشكل هوية الإنسان في بعده الغائي والواقع الحياتي, في عصر سادت فيه قيم وتصورات مثل: ( صدام القيم, نمذجة القيم, ما بعد العدمية, فقدان المعنى, تعدد القراءات..)مما جعل هوية الإنسان مهددة في مستواها ومستواها الثقافي, فالتصوف هو السلاح القادر على انقاذ هزيمة الإنسان وإعادته إلى بؤرة الكون كخليفة يؤثث هذا الكون بإيمانه العميق

/


بالغ تقديري ..

خليل حلاوجي
21-05-2013, 10:25 AM
قلبي يشكركم أحبتي .. وأنا ممتن حد الدهشة بحضوركم هنا بين حروفي .. لا حرمني ربي رفقتكم في الدارين ..

وسنكمل المسار .. كدحًا .. إلى الله ورضاه ...


وعذرًا من كل الذين لم يسمح وقتي بمتابعة ترحيبهم وتساؤلاتهم على أمل أن نلتقي قريبًا ...

أشكر الجميع ..
وجزاكم الله خير الجزاء ..

براءة الجودي
21-05-2013, 06:31 PM
جزاك ربي خيرا أستاذ خليل حلاوجي فقد أجبت إجابات شافية وكافية ووافية فلاحرمنا المولى عطاءك
واشكر جميع الأعضاء الكرام على تفاعلهم وأسئلتهم الرائعة فلا حرمنا المولى إخاءكم في جنان الخلد
سأغلق الموضوع ريثما ينتهي أستاذنا خليل من مشاغله ويرسل لي الإجابات على الأسئلة التي لم يرد عليها بعد وسأضيفها لكم هنا إن شاءالله
تحياتي للجميع

خليل حلاوجي
19-06-2013, 04:35 PM
سؤال الأستاذ الحبيب : بهجت الرشيد ... أقول :

الجينوم القرآني والمنجز الألماني
للقرآن مظهر ومضمون ، كلام ومفاهيم ، صور وقيّم ، ظاهر وباطن ، تفسير وتأويل ، افعل ولا تفعل ، انساني وسماوي ، للقرآن منطق خاص كونه نزل من السماء على بشر من لحم ودم !!
وقراءة القرآن يتطلب أن نعتمد الأدوات اللغوية، لنحاول الوصول للغاية عبر تلمس وتحديد العديد من المفاهيم، من حيث انه - أي القرآن - يصدم فينا الكثير من المسلمات وبالتالي فهو ينظّم طريقة تفكيرنا ؛ في لاءات ثلاث : لا أسرار - لا كهنوت - لا رهبانية.
والمهم في ذلك أن نميّز في فهمنا وتفسيرنا لمراد الله إلى تشابك العلاقة مابين كلمات القرآن واسقاطات ذلك على الواقع للفرد من جهة وللمجتمع من جهة ثانية ، فالبشر يسمعون الكلمة القرآنية ويختلفون في معاني تلك الكلمة ، فكلمة مثل ( الشهيد ) تعني عند اللغوي غير ما تعنيه عند الفقيه وغير ما تعنيه عند المفسر وغير ما تعنيه عند الاصوليين ، وهذا ما اشار إليه ( محمد إقبال ) أن مصادر المعرفة هي ليست النصوص بل الطبيعة والتاريخ.
من يقرأ كتب التفسير لمشايخنا يجد العجب العجاب _ انظر كتاب التفسير والمفسرون لمحمد حسن الذهبي - فلكل مفسر مدرسة ينتمي إليها ولكل مفسر منهج خاص به يستنفر مافي ذهنه وتنشئته المتأثرة بمستجدات عصره ، فتفسير ابن كثير مثلا متأثر بزمن عاشه ابن كثير ونحن كقراء لجهد ابن كثير علينا أن نتوقف عن استيعاب مفاهيم مكررة لا تفرق بين الجديد والقديم ، فما كتبه مفسرون سابقون يجب أن ندرك اختلافهم عن مفسرين معاصرين ، ذلك أن اجترار ما مضى لن يعطينا أي عمل إبداعي.
ومن أجل ذلك انشغل علماء ألمان بالدراسات الشرقية فقاموا هذه الأيام بعمل مثير وغريب في نفس الوقت : يعكف حاليًا فريقان من العلماء على محاولة فك الجينوم القرآني - ومصطلح الجينوم نحته د. خالص جلبي - ومعلوم أن أول من قام بمثل هكذا دراسة هو المستشرق (تيودور نولدكه) قبل عقود من خلال دراسته عن (تاريخ القرآن) التي ترجمت بحوالي 800 صفحة
ثم هو اليوم أخذ المشروع اسم (الماموت Mammutproject) نسبة للفيل العملاق المنقرض، بدأته (د. انجيليكا نويفيرث ) بميزانية مليوني يورو وبسقف زمني ثماني عشرة سنة.سوف يجمع اولاً (بنك معلومات Databank) حيث الكود القرآني مكوّن من 114 سورة وأكثر من 6200 آية وهو عمل يشبه ما ظهر في كتاب ( فهرس الحديث ) قبل خمسين عامًا وهو كتاب ضم مدخلا لكل حديث ومظنة وجوده في أي صحيح من الصحاح التسعة ، ثم تأتي المرحلة الثانية لينفذ تحليل العمل الأول ، فيتم تفكيك الآيات وتاريخها ونزولها وفقهها وقراءاتها وما قاله علم اصول الفقه عنها وما قاله علم مصطلح الحديث عنها والنحو والبلاغة والسيرة .. وبمرحلة ثالثة تضع القرآن تحت المجهر التطبيقي كلمة كلمة لنجد فهماً جديداً للآية في عملية هضم معرفي ناضج وفق علم الدلالة ، ويشرح لنا د. خالص جلبي ما قام به الشيخ السوري [جودت سعيد] وطرحه لفكرة عن الآيات المفتاحية والأجنة القرآنية، وهي تطبيقات قام سعيد بتسليط الضوء على عدد من الآيات لاستخراج كنوز جديدة وبناء مفاهيم حيوية تخص لحظتنا المعرفية الراهنة ، ومن هذه الآيات : آية البقرة عن الاستخلاف( إني جاعل في الأرض خليفة ) ، وآية السير في الأرض من سورة العنكبوت ( قل سيروا في الأرض )، وآية زيادة الخلق من سورة فاطر. (ويخلق ما لا تعلمون).