هشام النجار
12-05-2013, 11:23 PM
قبل أن يكتشف كولومبوس أمريكا اكتشفها المسلمون ؛ عندما أبحر ثمانية من المسلمين من لشبونة فى القرن العاشر الميلادى لاكتشاف ما وراء بحر الظلمات .
ويؤكد المؤرخ البرازيلى جواكين هييروا أن العرب المسلمين زاروا البرازيل قبل البرتغاليين عام 1500م وأن قدوم البرتغاليين اليها كان بمساعدة البحارة المسلمين .
القصة مُذهلة ومفجعة ؛ فبعد أن اكتشفوها وأسهموا فى نهضتها عمدَ الأوربيون لاسترقاق الأفارقة المسلمين للسخرة ، وانقلب الوضع وبعد أن كان الرجلُ الأسمر ذو الثقافة والذوق الرفيع هو السيد الغنى والبرتغاليون الكسالى الأميون يعيشون كما لو كانوا عبيداً ، صارَ المسلمون هم العبيد واختطفوهم من بلدانهم وجعلوهم فى قعر السفن بعد أن ربطوهم بالسلاسل .
وظل العبيد الجدد متفوقين حضارياً وثقافياً والأكثر حيوية وابداعاً كما وصفهم مؤرخ برازيلى " هم من أنبل من دخل البرازيل خلقاً "
كان الاسلام حياتهم وكان لهم شيوخ وعلماء يعلموهم مبادئ الشريعة ، وكانوا يقرأون القرآن الكريم باللغة العربية بالرسم العثمانى برواية ورش ، وفى الغالب كانوا يصلون ويمارسون الشعائر خفية فى الأكواخ " السنزالا " .
ومن هذه الأكواخ خرج هدير التمرد ، فتصاعدت دعوات النضال فى مواجهة قهر العبودية ، حتى اندلعت الثورات الاسلامية الكبرى فى البرازيل والتى أطلق عليها المؤرخون اسم " ثورات العبيد المسلمين " ، والتى قادها الدعاة والشيوخ والعلماء برقى وأدب رفيع وشجاعة منقطعة النظير .
وفشلت الممارسات التنصيرية والقمعية فى وأد هذه الثورات التى كان الاسلام روحها والايمان وقودها ، وكانت العربية هى لغة التمرد والتفاهم بين الثوار .
وتم قمع هذه الثورات العادلة بمنتهى الوحشية ، وفعل البرتغاليون بمسلمى البرازيل ما فعل الأسبان بالهنود الحُمر .
يعود الدكتور مرسى الى البرازيل من خلف القرون بسحنة سمراء وروح اسلامية ، وقد تحررَ وطنه من عبودية وأسر الأنظمة الديكتاتورية ، وأيضاً بروح اسلامية ظاهرة حتى يكاد تدينه الشديد يجرح المراسم البروتوكولية فيرفض كأس شراب ظنه خمراً ويسحب يده الى الخلف فى حين تحاول رئيسة البلاد الامساك بها .
ربما لا يلتفت الكثيرون الى هذه الخلفية التاريخية ، وربما لا تذكر ديلما روسيف كيف كان يعتقل أجدادها معلمى المدارس القرآنية وكيف سحقوا الثوار سحقاً ومن بقى منهم صدروه ليقتل فى أتون حرب البرازيل مع البراجواى حتى لم يبق لهم أثر بعد معاناة وكفاح استمر لثلاثة قرون .
وربما لا يذكر مرسى أنه حفيد ذلك العربى الذى اكتشف البرازيل وأقام نهضتها على أكتافه ثم اذا بها تسحقه سحقاً وتفنيه تماماً من الوجود .
ذهبَ مرسى حُراً يحاول كسرَ سلاسلَ وأغلال الأسر والحبس الأمريكى الطويل وجده المغربى والسودانى والمالى والمصرى كان يُساق فى قعر سفينة مُقيداً بالسلاسل من عنقه .
المشهد وجودى اذا ما نظرنا بفلسفة التاريخ ، فهو ثائر يحمل أيضاً روحَ الاسلام ومعانى وأصول القرآن ، وقد ذهبَ يبحث عن أصول النهضة التى بناها أجداده وبدأوها هناك قبل قرون .
يلخصه الأديب البرازيلى الكبير من أصول دمشقية جورج مدرو فى حنين حضارى واعتداد ثورى تحررى قائلاً :
وأن أبى ابن المدور نسج لسفنى أشرعة
وأن أمى من آل زيدان نفحتنى بحب التوت زاداً
وطويت البحار أستهدى النجوم
والآفاق المضرجة بوهج الأغانى والآهات
واليوم صار لى مرافئ أرسو بها آمناً .
ويؤكد المؤرخ البرازيلى جواكين هييروا أن العرب المسلمين زاروا البرازيل قبل البرتغاليين عام 1500م وأن قدوم البرتغاليين اليها كان بمساعدة البحارة المسلمين .
القصة مُذهلة ومفجعة ؛ فبعد أن اكتشفوها وأسهموا فى نهضتها عمدَ الأوربيون لاسترقاق الأفارقة المسلمين للسخرة ، وانقلب الوضع وبعد أن كان الرجلُ الأسمر ذو الثقافة والذوق الرفيع هو السيد الغنى والبرتغاليون الكسالى الأميون يعيشون كما لو كانوا عبيداً ، صارَ المسلمون هم العبيد واختطفوهم من بلدانهم وجعلوهم فى قعر السفن بعد أن ربطوهم بالسلاسل .
وظل العبيد الجدد متفوقين حضارياً وثقافياً والأكثر حيوية وابداعاً كما وصفهم مؤرخ برازيلى " هم من أنبل من دخل البرازيل خلقاً "
كان الاسلام حياتهم وكان لهم شيوخ وعلماء يعلموهم مبادئ الشريعة ، وكانوا يقرأون القرآن الكريم باللغة العربية بالرسم العثمانى برواية ورش ، وفى الغالب كانوا يصلون ويمارسون الشعائر خفية فى الأكواخ " السنزالا " .
ومن هذه الأكواخ خرج هدير التمرد ، فتصاعدت دعوات النضال فى مواجهة قهر العبودية ، حتى اندلعت الثورات الاسلامية الكبرى فى البرازيل والتى أطلق عليها المؤرخون اسم " ثورات العبيد المسلمين " ، والتى قادها الدعاة والشيوخ والعلماء برقى وأدب رفيع وشجاعة منقطعة النظير .
وفشلت الممارسات التنصيرية والقمعية فى وأد هذه الثورات التى كان الاسلام روحها والايمان وقودها ، وكانت العربية هى لغة التمرد والتفاهم بين الثوار .
وتم قمع هذه الثورات العادلة بمنتهى الوحشية ، وفعل البرتغاليون بمسلمى البرازيل ما فعل الأسبان بالهنود الحُمر .
يعود الدكتور مرسى الى البرازيل من خلف القرون بسحنة سمراء وروح اسلامية ، وقد تحررَ وطنه من عبودية وأسر الأنظمة الديكتاتورية ، وأيضاً بروح اسلامية ظاهرة حتى يكاد تدينه الشديد يجرح المراسم البروتوكولية فيرفض كأس شراب ظنه خمراً ويسحب يده الى الخلف فى حين تحاول رئيسة البلاد الامساك بها .
ربما لا يلتفت الكثيرون الى هذه الخلفية التاريخية ، وربما لا تذكر ديلما روسيف كيف كان يعتقل أجدادها معلمى المدارس القرآنية وكيف سحقوا الثوار سحقاً ومن بقى منهم صدروه ليقتل فى أتون حرب البرازيل مع البراجواى حتى لم يبق لهم أثر بعد معاناة وكفاح استمر لثلاثة قرون .
وربما لا يذكر مرسى أنه حفيد ذلك العربى الذى اكتشف البرازيل وأقام نهضتها على أكتافه ثم اذا بها تسحقه سحقاً وتفنيه تماماً من الوجود .
ذهبَ مرسى حُراً يحاول كسرَ سلاسلَ وأغلال الأسر والحبس الأمريكى الطويل وجده المغربى والسودانى والمالى والمصرى كان يُساق فى قعر سفينة مُقيداً بالسلاسل من عنقه .
المشهد وجودى اذا ما نظرنا بفلسفة التاريخ ، فهو ثائر يحمل أيضاً روحَ الاسلام ومعانى وأصول القرآن ، وقد ذهبَ يبحث عن أصول النهضة التى بناها أجداده وبدأوها هناك قبل قرون .
يلخصه الأديب البرازيلى الكبير من أصول دمشقية جورج مدرو فى حنين حضارى واعتداد ثورى تحررى قائلاً :
وأن أبى ابن المدور نسج لسفنى أشرعة
وأن أمى من آل زيدان نفحتنى بحب التوت زاداً
وطويت البحار أستهدى النجوم
والآفاق المضرجة بوهج الأغانى والآهات
واليوم صار لى مرافئ أرسو بها آمناً .