محمد أحمد دركوشي
16-05-2013, 04:46 PM
هذه قصيدتي بعنوان : العزف على سيف دمشقي
من مجموعتي الشعرية أزاهير الرماد
------------------------------
موتى بنو يعربٍ هلْ نافعٌ عتبُ=وهلْ مجيبٌ دعاءً ميّتٌ ترِبُ
عجبتُ من نافخٍ في الما ليوقدَهُ=وطالبٍ من أصمّ الصّخرِ ينتحبُ
يا بنَ الكرامةِ منْ أنباكَ أنّ بني= عدنانَ طرًا عقارَ الحزمِ قد شربوا
عاتبتَ قومًا صِغارًا لا قرارَ لهمْ=حتى الذبابُ حماهمْ راحَ يغتصبُ
عاتبتَ من ليسَ يُرجى حينَ نائبةٍ=أسيافهُ في الوغى التنديدُ والشَجَبُ
واللهِ لو هدّمَ الشيطانُ كعبتهمْ=لما شكتْ بينَهم في حَانها العنبُ
فليسَ في تغلبٍ " جنّ غطارفةُ "=وليسَ عندَ تميمٍ " جحفلٌ لجبُ "
وليسَ في العربِ العرباءِ معتصمٌ=ولا لديهمْ صَلاحُ الدينِ يُنتدبُ
يا بنَ الكرامةِ هلْ أغواكَ مجمعهمْ=عندَ " النبيلِ" تلاقى القادةُ النجبُ
واعدتَ نفسكَ بالبشرى فلا ألمٌ=يأتيكَ منْ حاكمِ الفيحاءِ أو نصبُ
لا هدمُ أبنيةٍ أو هتكُ محصَنةٍ=ولا بيوتٌ بأرضِ الشامِ تنتهبُ
واللاجئونَ إلى أوطانهمْ رجَعوا=مثلَ الملوكِ كأنّ الناسَ ما نُكبوا
ومنْ قضى نحبَه سمّوا بكنيتهِ=ساحاتِ درعا كما ازدانتْ بهم حلبُ
وأدبرتْ فتكةُ الجوعِ الذي ضَويتْ=منهُ الجبالُ على الأيامِ والهَضَبُ
فالبَرّ يطرحُ بُرّاً في مراتعنا =والبحرُ مَرجانهُ وَفرٌ لمنْ يهبُ
لا أيّمٌ ترتجي خبزَ الزناةِ ولا= يزاحمُ الكلبَ بينَ الحاوياتِ أبُ
ألفى بقايا طعامٍ فاستوى فرِحاً=طيراً إلى طفلةٍ في الدّارِ ترتقبُ
فلمْ يجدْ دارهُ في الحيّ قائمةً =ولم يجدْ غيرَ نارِ الحقدِ تلتهبُ
يا بنَ الكرامةِ لمْ تمنعْكَ كثرتهمْ= مَا أكثرَ الذرّ لكنْ مَا لها غضبُ
أنّاتكَ الحمرُ لن تلقى لها أذنًا=سَلْ غزةً أهلَها هل يُرتجى العربُ
كمْ قمّةٍ عُقدتْ في غزّةٍ ومضتْ=وأهلُ غزّةَ عن غاياتها غَيَبُ
لو أنّهم أنفقوا بعضَ الذي بذلوا=في حفلهم لانتفى من أرضنا السّغبُ
اليومَ يختلفُ الأربابُ في سببٍ=وفي غدٍ قمّةٌ كي يُعرفَ السّببُ
وبعدها قمّةٌ للصّلحِ عاجلةٌ=وما سوى الكلمِ المعسولِ يُنتخبُ
بئسَ الرعاةُ رعاةٌ كلّما اجتمعوا=تجرّأ الذئبُ حتى ضاقتِ التربُ
**=**
هذي بلادي تعدّ الدهرَ نازفةً=جراحُها كالليالي في الورى قشبُ
يفرّخُ الموتُ أجداثاً لصبيتها=في كلّ سَاحٍ قبورٌ أينما لعبوا
هذي بلادي على أشلائها هجعتْ=وأرضها الروضُ يا مرعى الظبا خرَبُ
وأهلها الصيدُ في ساحاتها جثثٌ=تساقطوا مثلما تسّاقطُ الرطبُ
ومن نجا منهمُ يوماً إلى أجلٍ= أوفى أصيحابهِ التنكيلُ والتعبُ
مشرّدًا عافَ دفءَ الدارِ من وجلٍ=إلى خيامٍ بناها الذلّ والوصبُ
ومنْ تخلّفَ لا يبغي بها بدلًا=دونَ اغترابٍ عنِ الأوطانِ مغتربُ
ما حيلةُ الحرّ والشبيحةُ اغتصبوا=عاثوا, أذلّوا, أضلّوا, هدّموا, عطبوا
فإن تشظّى إلى الجوزاءِ منتفضًا=وفجرّ النفسَ بالباغي فلا عجَبُ
همُ الأذلّةُ والأرذالُ ما برحوا=الحرّ حرٌّ وإنْ داسوا وإن ضربوا
لا يشرفُ الذئبُ بالعدوانِ مفترسًا=ولا يهينُ الضحايا أنهمْ سلبُ
يا بنَ الكرامةِ لا ترهبْكَ حربُهمُ=إنْ ضرّموها فهمْ يومَ الردى حطبُ
فاسمعْ صريخهمُ في كلّ معركةٍ=مثل الكلابِ أمامَ الأسْدِ تنسحبُ
تاللهِ لولا عديدُ الفرسِ ما ثبتوا=تاللهِ لولا عتادُ الروسِ ما ركبوا
خمسونَ عامًا شعاراتٌ ممانعةٌ=وما تحرّرَ جولانٌ ولا نقبُ
خمسونَ عامًا وخيرُ الأرضِ منتَهبٌ=وحجّةُ اللصّ حربٌ سوفَ تلتهبُ
وعندما قرّر الحربَ الضروسَ رمى=شعبًا تربّتْ على أمجادهِ الحقبُ
كمْ عربدتْ في سماءِ الشامِ آمنةً=عقبانُ صهيونَ لا خوفٌ ولا رهَبُ
نارُ الخطاباتِ ترميها بكاذبةٍ=هل يحسنُ الحربَ من صمصامهُ الخطبُ
يخادعونَ الألى في كلّ مسألةٍ=عديلُ إعلامهمْ بينَ الورى الكذبُ
فكلّما ذبحوا في حمصَ منتفضًا=وفي حماةَ أطاحوا بالذي يثبُ
وكلّما قصفوا فرناً ومدرسةً=قالوا لنا: ثورةُ الأحرارِ ترتكبُ
وقامَ بوقٌ إلى الشاشاتِ مدّعياً=سبيُ العذارى لتقطيعِ الفتى سببُ
وصاحَ فينا: عصاباتٌ مسلّحةٌ=مندسّةٌ دأبها التخريبُ والشغَبُ
والشعبُ لم ينتفضْ يومًا لمظلمةٍ=هاجَ ابتهاجًا بما جادتْ بهِ السّحبُ
**=**
يا بنَ الكرامةِ صارَ الدينُ مغنمةً=باثنينِ رانتْ على قلبيهما الرتبُ
شيخيّ( ) عوجَا على درعا ومسجدِها=يخبركما حمزةٌ عنْ صبيةٍ كتبوا
الله .. حريّة .. في ساحِ مدرسةٍ=فاستنفرَ الجيشُ وهوَ اليومَ ينقلبُ
عوجا على العمَريّ المبتلى تريَا=أمّ الخبائثِ في محرابهِ شربوا
ومصحفَ اللهِ في أرجائهِ مزقاً=كمْ كنتُ أشفى بهِ إن شفّني الوصبُ
شيخَيَّ مَا حكمُ من يلقى منيّتَه=مدافعاً عنْ جَناءِ العمرِ يُنتهبُ
شيخيَّ مَا حكمُ من يُردى لمأثرةٍ=يصدّ عن حرّةٍ في الحيّ تغتصبُ
شيخيّ هل يَذبحُ الأطفالَ منتقِماً=فقيهُ قومٍ لهُ للمصطفى نسبُ؟
شيخيّ كلُّ يتيمٍ قلبهُ حَرَقٌ =يشكوكما لقويّ أخذهُ عجَبُ
وكلّ أمّ على طولِ البلادِ خلا =من طفلها صدرُها تدعو وتنتحبُ
**=**
يا بنَ الكرامةِ صُمَّ الأذنَ عن وترٍ=ألحانهُ في رواقِ " الأمنِ " تصطخبُ
المستبدّ كمَا المحتلّ كنسُهما=في شرعةِ الحرّ حقّ ليسَ ينشعِبُ
يا ليتني في قرى حورانَ محترقٌ=للوحشِ عظمي ومَا ضمّ الحشا نهَبُ
ولا أرى واحدًا في الشامِ مضطَهدًا=يثوي على الذلِ جندَ الغربِ يرتقبُ
هلْ يسعفُ الغربُ دارًا جارَ صاحبها=وما لهُ حَلبٌ فيها ولا جلبُ
غزا طرابلسَ من بغدادَ مجتهدًا=والزيتُ يلمعُ في عينيهِ والذهَبُ
كمْ يدّعي نصرةَ الإنسانِ قادته=تزولُ عنهُ بهمْ يا سيّدي الكربُ
فإنْ ألمّ بنا من أهلنا ألمٌ=أو جارَ جارٌ علينا منهمُ انقلبوا
وهيئةُ الأممِ الحمقاءُ لعبتهمْ=تغفو إذا عدِموا تصحو إذا نهبوا
**=**
يَا أيها الشعبُ ثرْ للحقّ منتسِباً=كلّ الخيولِ إليكَ اليومَ تنتسبُ
لا ترجُ نصرَ الذي يرنو منيّته=لديكَ ما كانَ يا شعبي لكَ الغلَبُ
فهمْ يرونَ ربيعَ الشامِ منتصراً=شتاءَ أنظمةٍ ظلماءَ ترتعبُ
أفقْ فليسَ يدعّ الوحشَ مفترسًا=إلا يمينكَ فيها السّيفُ يُختضبُ
ليستْ حقوقُ الورى من حاكمٍ هبةً=إنّ الحقوقَ بعزمِ الشعبِ تُكتسبُ
لا بدّ يبطشُ بالطاغي ضَحيّتهُ=فمصرعُ الظلمِ كالأقدارِ مُكتتبُ
يا أيهّا الشعبُ إنْ أغلظتُ معذرةً =وإنْ أطلتُ نشيدَ النارِ لا عجبُ
أنا الدمشقيّ مغروزٌ بخاصرتي=كلّ السّيوفِ التي اعتزّتْ بها العربُ
لا فادياً في فراشي اليومَ مضطجعٌ=فهلْ يضيعُ دمي أمْ يغضبُ الغضبُ
**=**
إني لأشكو وما في الجسمِ من عللٍ=والعينُ من غيرِ داءٍ دمعها سرِبُ؟
تفطّرَ القلبُ من قتلٍ أطالعهُ=وصدّعَ النفسَ ألا ترعوي النوَبُ
ضجّتْ على شفتي الألفاظُ غاضبةً=حتى خشيتُ بحدّ الحرفِ تحتربُ
أبتْ لديّ انتظامًا في مقطّعةٍ=وكيفَ ينتظمُ المذبوحُ يضطربُ
فالشعرُ إنْ لم يكنْ ريحاً وعاصفةً= أولى بمنْ ينظمُ الأوزانَ يحتجبُ
الشعرُ سيفٌ دمشقيٌّ عزفتُ بهِ=وهوَ الغرامُ الذي قد كنتُ أرتكبُ
عذرًا إذا ابتلتِ الأسماعُ من نغمي =فخدّ حرفيَ من فرطِ البكا رطبُ
من مجموعتي الشعرية أزاهير الرماد
------------------------------
موتى بنو يعربٍ هلْ نافعٌ عتبُ=وهلْ مجيبٌ دعاءً ميّتٌ ترِبُ
عجبتُ من نافخٍ في الما ليوقدَهُ=وطالبٍ من أصمّ الصّخرِ ينتحبُ
يا بنَ الكرامةِ منْ أنباكَ أنّ بني= عدنانَ طرًا عقارَ الحزمِ قد شربوا
عاتبتَ قومًا صِغارًا لا قرارَ لهمْ=حتى الذبابُ حماهمْ راحَ يغتصبُ
عاتبتَ من ليسَ يُرجى حينَ نائبةٍ=أسيافهُ في الوغى التنديدُ والشَجَبُ
واللهِ لو هدّمَ الشيطانُ كعبتهمْ=لما شكتْ بينَهم في حَانها العنبُ
فليسَ في تغلبٍ " جنّ غطارفةُ "=وليسَ عندَ تميمٍ " جحفلٌ لجبُ "
وليسَ في العربِ العرباءِ معتصمٌ=ولا لديهمْ صَلاحُ الدينِ يُنتدبُ
يا بنَ الكرامةِ هلْ أغواكَ مجمعهمْ=عندَ " النبيلِ" تلاقى القادةُ النجبُ
واعدتَ نفسكَ بالبشرى فلا ألمٌ=يأتيكَ منْ حاكمِ الفيحاءِ أو نصبُ
لا هدمُ أبنيةٍ أو هتكُ محصَنةٍ=ولا بيوتٌ بأرضِ الشامِ تنتهبُ
واللاجئونَ إلى أوطانهمْ رجَعوا=مثلَ الملوكِ كأنّ الناسَ ما نُكبوا
ومنْ قضى نحبَه سمّوا بكنيتهِ=ساحاتِ درعا كما ازدانتْ بهم حلبُ
وأدبرتْ فتكةُ الجوعِ الذي ضَويتْ=منهُ الجبالُ على الأيامِ والهَضَبُ
فالبَرّ يطرحُ بُرّاً في مراتعنا =والبحرُ مَرجانهُ وَفرٌ لمنْ يهبُ
لا أيّمٌ ترتجي خبزَ الزناةِ ولا= يزاحمُ الكلبَ بينَ الحاوياتِ أبُ
ألفى بقايا طعامٍ فاستوى فرِحاً=طيراً إلى طفلةٍ في الدّارِ ترتقبُ
فلمْ يجدْ دارهُ في الحيّ قائمةً =ولم يجدْ غيرَ نارِ الحقدِ تلتهبُ
يا بنَ الكرامةِ لمْ تمنعْكَ كثرتهمْ= مَا أكثرَ الذرّ لكنْ مَا لها غضبُ
أنّاتكَ الحمرُ لن تلقى لها أذنًا=سَلْ غزةً أهلَها هل يُرتجى العربُ
كمْ قمّةٍ عُقدتْ في غزّةٍ ومضتْ=وأهلُ غزّةَ عن غاياتها غَيَبُ
لو أنّهم أنفقوا بعضَ الذي بذلوا=في حفلهم لانتفى من أرضنا السّغبُ
اليومَ يختلفُ الأربابُ في سببٍ=وفي غدٍ قمّةٌ كي يُعرفَ السّببُ
وبعدها قمّةٌ للصّلحِ عاجلةٌ=وما سوى الكلمِ المعسولِ يُنتخبُ
بئسَ الرعاةُ رعاةٌ كلّما اجتمعوا=تجرّأ الذئبُ حتى ضاقتِ التربُ
**=**
هذي بلادي تعدّ الدهرَ نازفةً=جراحُها كالليالي في الورى قشبُ
يفرّخُ الموتُ أجداثاً لصبيتها=في كلّ سَاحٍ قبورٌ أينما لعبوا
هذي بلادي على أشلائها هجعتْ=وأرضها الروضُ يا مرعى الظبا خرَبُ
وأهلها الصيدُ في ساحاتها جثثٌ=تساقطوا مثلما تسّاقطُ الرطبُ
ومن نجا منهمُ يوماً إلى أجلٍ= أوفى أصيحابهِ التنكيلُ والتعبُ
مشرّدًا عافَ دفءَ الدارِ من وجلٍ=إلى خيامٍ بناها الذلّ والوصبُ
ومنْ تخلّفَ لا يبغي بها بدلًا=دونَ اغترابٍ عنِ الأوطانِ مغتربُ
ما حيلةُ الحرّ والشبيحةُ اغتصبوا=عاثوا, أذلّوا, أضلّوا, هدّموا, عطبوا
فإن تشظّى إلى الجوزاءِ منتفضًا=وفجرّ النفسَ بالباغي فلا عجَبُ
همُ الأذلّةُ والأرذالُ ما برحوا=الحرّ حرٌّ وإنْ داسوا وإن ضربوا
لا يشرفُ الذئبُ بالعدوانِ مفترسًا=ولا يهينُ الضحايا أنهمْ سلبُ
يا بنَ الكرامةِ لا ترهبْكَ حربُهمُ=إنْ ضرّموها فهمْ يومَ الردى حطبُ
فاسمعْ صريخهمُ في كلّ معركةٍ=مثل الكلابِ أمامَ الأسْدِ تنسحبُ
تاللهِ لولا عديدُ الفرسِ ما ثبتوا=تاللهِ لولا عتادُ الروسِ ما ركبوا
خمسونَ عامًا شعاراتٌ ممانعةٌ=وما تحرّرَ جولانٌ ولا نقبُ
خمسونَ عامًا وخيرُ الأرضِ منتَهبٌ=وحجّةُ اللصّ حربٌ سوفَ تلتهبُ
وعندما قرّر الحربَ الضروسَ رمى=شعبًا تربّتْ على أمجادهِ الحقبُ
كمْ عربدتْ في سماءِ الشامِ آمنةً=عقبانُ صهيونَ لا خوفٌ ولا رهَبُ
نارُ الخطاباتِ ترميها بكاذبةٍ=هل يحسنُ الحربَ من صمصامهُ الخطبُ
يخادعونَ الألى في كلّ مسألةٍ=عديلُ إعلامهمْ بينَ الورى الكذبُ
فكلّما ذبحوا في حمصَ منتفضًا=وفي حماةَ أطاحوا بالذي يثبُ
وكلّما قصفوا فرناً ومدرسةً=قالوا لنا: ثورةُ الأحرارِ ترتكبُ
وقامَ بوقٌ إلى الشاشاتِ مدّعياً=سبيُ العذارى لتقطيعِ الفتى سببُ
وصاحَ فينا: عصاباتٌ مسلّحةٌ=مندسّةٌ دأبها التخريبُ والشغَبُ
والشعبُ لم ينتفضْ يومًا لمظلمةٍ=هاجَ ابتهاجًا بما جادتْ بهِ السّحبُ
**=**
يا بنَ الكرامةِ صارَ الدينُ مغنمةً=باثنينِ رانتْ على قلبيهما الرتبُ
شيخيّ( ) عوجَا على درعا ومسجدِها=يخبركما حمزةٌ عنْ صبيةٍ كتبوا
الله .. حريّة .. في ساحِ مدرسةٍ=فاستنفرَ الجيشُ وهوَ اليومَ ينقلبُ
عوجا على العمَريّ المبتلى تريَا=أمّ الخبائثِ في محرابهِ شربوا
ومصحفَ اللهِ في أرجائهِ مزقاً=كمْ كنتُ أشفى بهِ إن شفّني الوصبُ
شيخَيَّ مَا حكمُ من يلقى منيّتَه=مدافعاً عنْ جَناءِ العمرِ يُنتهبُ
شيخيَّ مَا حكمُ من يُردى لمأثرةٍ=يصدّ عن حرّةٍ في الحيّ تغتصبُ
شيخيّ هل يَذبحُ الأطفالَ منتقِماً=فقيهُ قومٍ لهُ للمصطفى نسبُ؟
شيخيّ كلُّ يتيمٍ قلبهُ حَرَقٌ =يشكوكما لقويّ أخذهُ عجَبُ
وكلّ أمّ على طولِ البلادِ خلا =من طفلها صدرُها تدعو وتنتحبُ
**=**
يا بنَ الكرامةِ صُمَّ الأذنَ عن وترٍ=ألحانهُ في رواقِ " الأمنِ " تصطخبُ
المستبدّ كمَا المحتلّ كنسُهما=في شرعةِ الحرّ حقّ ليسَ ينشعِبُ
يا ليتني في قرى حورانَ محترقٌ=للوحشِ عظمي ومَا ضمّ الحشا نهَبُ
ولا أرى واحدًا في الشامِ مضطَهدًا=يثوي على الذلِ جندَ الغربِ يرتقبُ
هلْ يسعفُ الغربُ دارًا جارَ صاحبها=وما لهُ حَلبٌ فيها ولا جلبُ
غزا طرابلسَ من بغدادَ مجتهدًا=والزيتُ يلمعُ في عينيهِ والذهَبُ
كمْ يدّعي نصرةَ الإنسانِ قادته=تزولُ عنهُ بهمْ يا سيّدي الكربُ
فإنْ ألمّ بنا من أهلنا ألمٌ=أو جارَ جارٌ علينا منهمُ انقلبوا
وهيئةُ الأممِ الحمقاءُ لعبتهمْ=تغفو إذا عدِموا تصحو إذا نهبوا
**=**
يَا أيها الشعبُ ثرْ للحقّ منتسِباً=كلّ الخيولِ إليكَ اليومَ تنتسبُ
لا ترجُ نصرَ الذي يرنو منيّته=لديكَ ما كانَ يا شعبي لكَ الغلَبُ
فهمْ يرونَ ربيعَ الشامِ منتصراً=شتاءَ أنظمةٍ ظلماءَ ترتعبُ
أفقْ فليسَ يدعّ الوحشَ مفترسًا=إلا يمينكَ فيها السّيفُ يُختضبُ
ليستْ حقوقُ الورى من حاكمٍ هبةً=إنّ الحقوقَ بعزمِ الشعبِ تُكتسبُ
لا بدّ يبطشُ بالطاغي ضَحيّتهُ=فمصرعُ الظلمِ كالأقدارِ مُكتتبُ
يا أيهّا الشعبُ إنْ أغلظتُ معذرةً =وإنْ أطلتُ نشيدَ النارِ لا عجبُ
أنا الدمشقيّ مغروزٌ بخاصرتي=كلّ السّيوفِ التي اعتزّتْ بها العربُ
لا فادياً في فراشي اليومَ مضطجعٌ=فهلْ يضيعُ دمي أمْ يغضبُ الغضبُ
**=**
إني لأشكو وما في الجسمِ من عللٍ=والعينُ من غيرِ داءٍ دمعها سرِبُ؟
تفطّرَ القلبُ من قتلٍ أطالعهُ=وصدّعَ النفسَ ألا ترعوي النوَبُ
ضجّتْ على شفتي الألفاظُ غاضبةً=حتى خشيتُ بحدّ الحرفِ تحتربُ
أبتْ لديّ انتظامًا في مقطّعةٍ=وكيفَ ينتظمُ المذبوحُ يضطربُ
فالشعرُ إنْ لم يكنْ ريحاً وعاصفةً= أولى بمنْ ينظمُ الأوزانَ يحتجبُ
الشعرُ سيفٌ دمشقيٌّ عزفتُ بهِ=وهوَ الغرامُ الذي قد كنتُ أرتكبُ
عذرًا إذا ابتلتِ الأسماعُ من نغمي =فخدّ حرفيَ من فرطِ البكا رطبُ