تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : عذبة النسمات



د. سمير العمري
05-12-2002, 02:29 AM
خَفَــــقَ الحَنِيـــنُ فَرَدِّدِي خَفَقَاتِـــي=وَتَرَقْـــ رَقِي يَا عَذْبَـــةَ النَّسَـــــمَاتِ
وَتَأَوَّبِـي طَيــفًا يُهَدْهِـــدُ خَاطِــرِي=وَيَزِيـــدُ حَــرَّ الشَّــوْقِ فِي زَفَرَاتِـي
وَيُعيــدُ مَا سَلَبَ الخَيَالُ مِنَ النُّهَى=ويُحِيـــدُ تِيـــهَ الدَّرْبِ عَنْ خُطُوَاتِـي
يَا مَنْ بِطُهْرِكِ قَدْ أَضَــأْتِ مَشَاعِرِي=قَبَسًــــا مِنَ المِصْـبَاحِ وَالمِشْـــكَاةِ
تَسْمُـو المَغَانِــي فِي صِفَاتِكِ لِلذِي=يَرْجُو التَّوَحُّــدَ فِي مَعَانِـــي الـــذَّاتِ
وَتَؤُودُ فَلْسَــفَةَ التَّأَمُّـــلِ عَبْــــرَةٌ=تَتْلُـــو عَلَيــكِ الصَّــمْتَ سَمْتَ ثَبَــــاتِ
هَمَسَتْ تَلُمُّ الحَرْفَ بَعْثَرَهُ الجَوَى=رُوحٌ سَقَاهَــا البَيــنُ كَـــأْسَ مَمَـــاتِ
وَرَنَتْ إِلَيْــــكِ عُيُونُ مَنْ بَانَتْ بِـــهِ=عَنْ نَاظِرَيْكِ شَــــوَاسِعُ الفَلَــــوَاتِ
هِيَ فُرْقَــةُ الأَجْسَــــادِ لَكِنَّ الهَـــوَى=فِـي النَّفْسِ لِلأَخْــلاقِ وَالمَلَكَــــاتِ
أَمْ أَنْتِ يا عَنْـقَـــاءُ رِحْلَـــةُ حَالِــــمٍ=بِالمُسْـتَـح يـــلِ وَلاتَ حِيــنَ نَجَــــاةِ
ضَنَّ الزَّمَــانُ عَلَيَّ بِالقَمَـرِ الذِي=يَهَبُ السُّــــرُورَ وَيُذْهِبُ الحَســــرَاتِ
فَهَوَاكِ أَرْفَقُ بِالفُــؤَادِ مِنَ الدِّمَـــا=وَأَرَقُّ مِنْ رِيْقِــــي عَلَـى لَهَوَاتِــــــي
وَسَنَاكِ أَلْصَـقُ بِالخَيَــالِ مِنَ الرُّؤَى=فِي صَـحْوِ أَفْكَارِي وَفِي غَفَوَاتِــي
كَمْ حُجَّ قَبْــلَكِ نَحْوَ كَعْبَـــةِ مُهْجَتِــي=مِنْ غَيـــــرِ إِحْـــرَامٍ وَلا مِيقَـــاتِ
وَحَجَجْتِ بِالإِحْسَاسِ حِجَّةَ يُوسُــفٍ=لِلسِّجْنِ حَتَّى صِـــرْتِ فِي عَرَفَاتِي
يَا عَــــاذِلاً قَلْبِــي إِلَيْـــكَ عَنِ التِي=مَلَكَتْ بِوَحْيِ النُّـــورِ كُلَّ جِهَـــاتِــي
حَامَتْ فَرَاشَــتُهَا فَهِمْتُ عَلَى الرُّبَـــى=أُبْــدِي رَحِيــقَ القَلْبِ والبَتَـــلاتِ
إِنْ ضَجَّ عَنْهُ الشَّــوقُ أَنْكَرَ نَبْضَــهُ=وَإِذَا سَـــجَا فَالدَّمْــعُ فِي الحَدَقَـــاتِ
يَنْجُو بِمَا ادَّرَعَ الوَقَــــارَ نَهَــــارَهُ=وَهُوَ الأَنِينُ المَحْضُ فِي الظُلُمَـــاتِ
مَــا زِلْــتُ أَرْفَـــأُ بِالتَّــوَرُعِ خَيْمَــةً=تُؤوِي الفُـــؤَادَ كَنَاسِـــكٍ بِصَــــلاةِ
وَطَفِقْتُ أَدْفَعُنِــي عَنِ الوَلَــهِ الذِي=جَعَلَ الهِزَبْــرَ أَسِــيرَ طَـرْفِ مَهَـــاةِ
لَكِـــنَّ أَشْـــوَاقَ المُحِبِّ تَشُـــــدُّنِي=نَحْـــوَ التِي أَوْدَعْتُهَـــا خَلَجَـــــــاتِي
أَجْرِي بِمَاءِ الشِّــعْرِ دَهْشَــةَ حَالِــمٍ=لأَضُــمَّ دِجْلَــــةَ رُوحِهَــا لِفُرَاتِــــي
حَدَّقتُ أَنْظُـــرُ فِي مَعَــالِمِ سِحْـرِهَا=مُتَبَتِّـــلا فِـــي مُحْــكَـــمِ الآيَــــــاتِ
فَرَأَيْتُهَــا لِلعَيـــنِ بَهْجَــةَ فِتْنَـــةٍ=وَعَلَى جَبِيــنِ الكَـــونِ تَـــاجَ سِــــمَاتِ
وَرَأَيْتُ فِي الجَــوْزَاءِ يَرْفُــلُ ظِلُّهَــا=وَيَلُـمُّ خَلْفَ الشَّمْسِ ظِــلَّ شَتَـــاتِي
طَبَعَــتْ عَلَــى خَــدِّ البَنَفْســجِ قَبْلَــــةً=فَدَنَـــا لَهَـــا البُسْتَـــانُ بِالبَسَـمَاتِ
بِشَـذَا كَرَيَّا الصُّبْحِ عَبَّقَـهُ النَّــــدَى=وَجَوَى كَوَجْــــدِ اللَّيْـــلِ مِنْ أنَّـــاتِي
نَازَعْتُهَــــا قَلْبِــي بِنَفْسِ مُكَابِـــــرٍ=فَاسْـــتَ ْكَمَتْ فِي أَرْفَـــقِ الكَلِمَـــاتِ
وَإِذَا نَهَيْتُ القَلْبَ غَضَّ مِنَ الأَسَى=وَأَجَالَ طَرْفَ الوَجْــدِ بِالعَبَــــــرَاتِ
أُخْفِي الضَّنَى حَتَّى إِذَا امْتَقَعَ النَّوَى=نَاجَيْتُهَـــا بِالشَّـــوْقِ فِــي خُلُوَاتِــي
أُصْــغِي لَهَا وَالطَّيْفُ يُؤْنِسُ وِحْدَتِي=فَأَعِيــشُ دَهْرِ الأُنْسِ كَاللَحَظَــاتِ
هِيَ فِــي الفُـــؤَادِ تَمَكَّنَتْ فَتَحَكَّمَتْ=صَــرْحًا لَــــهُ تَأْوِي سِـــنِينُ حَيَاتِي
صَرْحَ الوِفَـاءِ فَإِنْ تَصَدَّعَ أَوْ هَوَى=هَوَتِ الرُّؤَى وَأَطَـــاحَ بِالمُهْجَـــاتِ
لَــمْ تَلْقَهَـــا عَيْنِـــي وَلَكِــنَّ النُّهَــى=بِجَمَالِهَـــ غَطَّتْ عَلَى القَسَــــــمَاتِ
أَحْبِبْ بِهَــــا مِــنْ أقْحُـــوانِ تَــوَدُّدٍ=تَهَبُ النَّــدَى وَتَغُضُّ عَنْ عَثَرَاتِــي
وَهَبَتْ فَلا أَسَــــفٌ عَلَى مَــا أَذْهَبَتْ=وَدَنَتْ فَـلا جَزَعٌ لِمَــــا هُــــوَ آتِ
حَازَتْ عَلَى البَلَــجِ الأَجَــلِّ وَلَمْ تَــطَأْ=بِالحُــبِّ إِلا أَكْـــــرَمَ الغَايَـــــاتِ
مَــا زَالَ قَلْبِـــي لِلهَــــوَى مُتَطَلِّعًـــــا=كَتَطَل ُـــــعِ السَّـــارِينَ لِلنَّجْمَــــاتِ
المُقْلَــةُ افْتَرَشَــتْ بِسَـــاطَ أَثِيرِهَـــا=وَاللَهْفَـ ةُ انْتَظَرَتْ عَلَى الشُّــرُفَاتِ
أَمْ أَنْتَ يَا دَهْـــرَ التَّصَــرُّمِ عَاقِـــــدٌ=أَنْ تَفْجَـــعَ الحِرْمَــانَ بِالحُرُمَـــاتِ
لَــوْلا ضِـــيَاءُ الأُمْنِيَـــاتِ تَفَــــاؤُلًا=لَسَرَى كَفِيــفُ القَلْبِ فِـي الشُـبُهَاتِ
فَالنَّفْــسُ تَهْفُـــو وَالحَــوَادِثُ تَقْتفِـي=وَالسَّـــــعْد يَأْبَــــى مَـرَّةً وَيُوَاتِــــي
لَــوْ بَرَّنِي قَـدَرِي لَعَانَقْـــتُ المَــدَى=وَلَطِرْتُ لِلمَحْبُــــوبِ دُونَ أَنَــــــاةِ
وَخَطَبْتُـــهُ كَفَّ الزَّوَاجِ مُخَضَّبًـــــا=مُتَعَطِّ ـــرًا بِالــــوُدِّ وَالقُبُـــــــــلاتِ