مشاهدة النسخة كاملة : الآباء والأبناء- معادلة غير مستحيلة
ربيحة الرفاعي
23-05-2013, 12:36 AM
تساءلت لوهلة لماذا يوجعنا جحود الأبناء أكثر مما يوجع غيرنا من الأمم التي تعانيه مجتمعاتها بصورة أكبر وأعتى، ووجدت الإجابة في حصرنا عوالمنا بأبنائنا، وإغلاقنا دنيانا عليهم، سيما بعد تقاعدنا من وظائفنا وتزايد أوقات فراغنا وحاجتنا بالتالي للصحبة من حولنا، بينما يبدأون هم بتوسيع عوالمهم وفتح أبوابها على شؤون تخصهم وعلاقات تمتد وتمتد بعيدا عنا، فأينا المخطئ في هذا؟ وهل فيه خطأ أصلا؟!
كثيرة هي القصص والأدبيات التي تناقش انشغال الأبناء ووحدة الآباء وافتقارهم للصحبة التي ينتظرونها في أبنائهم، مغفلين حاجة هؤلاء لبناء غدهم وأداء دورهم نحو أسرهم تماما كما فعلوا هم عندما كانوا في مرحلتهم العمرية والأسرية، وكثير ما يلقى عليهم (الأبناء) من لوم حتى ليتصورهم المرء خطاة جاحدين، ولو فعلوا غير يفعلون لكان جحودا وتقصيرا باتجاه آخر أقسى وأظلم للمجتمع بعمومه، فالزوج والأبناء في حاجة للرعاية والمتابعة والتعبير عن الحب، والاهتمام الذي يقيهم الوقوع في مكائد أخلاقية تحاك للجميع على مستوى العالم بأسره، فيما يشبه مؤامرة كونية بات تفسيرها شغل االكثيرين من الكتاب والمحللين، وبات معها حضور الآباء الصغار يقظين متابعين ضرورة لضمان حماية المجتمع كمتضرر أكبر من الانحرافات الممكنة.
فكيف يكون تحقيق التوازن في هذه المعادلة التي جعلناها مستحيلة وهي الأيسر لو أحسنّا تدبيرها، وعاينّا المشهد بشئ من الإنصاف غير متحيزين لأحدهما ولا منكرين حق الآخر بأن يمارس حياته طيبة متفقة وحاجاته وتطلعاته لغد لا يملك مؤمن ولا غير مؤمن أن يدّعي العلم بمداه، ولا يحق لعاقل أن يسقطه من حسابه أو يطالب غيره بإسقاطه بحجة ما بلغ من العمر أو أن عمره ما يزال أمامه طويلا ... وهل يعلم العمر إلا الله؟!
إن ما يبدي بعض الآباء من رفض للانتقال للعيش مع الأبناء بحجة الارتباط بالمنزل الذي وسعهم في صغرهم، والذكريات التي تسكنه، والاستقلال الذي يتحقق لهم فيه، سيبدو ببعض عدالة في الرؤية ظلما لمن يُفرض عليهم أن يقيموا أسرى لذكريات الآباء أو أن ينسحبوا ليتمزقوا بين بيتين في كل منها من يحتاجهم معه، وله في ذلك حق مشروع،
وبالمقابل فإن ما يبدي بعض الأبناء من حجر على آبائهم وتضييق متذرعين بما أحدث فيهم تقدمهم في العمر من ضعف صحة ووهن قوة، وما يوجهونهم نحوه من اكتفاء وخلود يائس لانتظار الموت، هو سلوك مجرم في حق من بذل حياته ليهبهم الحياة.
للكبار بزعمي الحق بأن يحتفظوا باستقلالهم ما دامت لهم عوالم ترضيهم وتكفيهم، وما داموا قادرين على اعتبار ابنائهم الذين استقلوا بحياتهم جزءا من دنياهم لا كلا تنحصر به فإن غابوا خلت، وعلى الأبناء أن يشجعوهم على ذلك إن حرصوا على استقلالهم هم وأن يعينوهم على الانطلاق في أحلام وبدايات جديدة كل بحسب اهتماماته وميوله واستعداداته، وكأنما العمر أمامهم ما يزال في أوله بغض النظر عن أعمارهم المحسوبة بالسنين ما داموا قادرين، فاتساع عوالمنا يحرر من قيودنا من يتحولون لأسرى لنا أو عبيدا آبقين إن باتوا هم عالمنا كلّه
ياسرحباب
29-06-2013, 01:39 PM
هي معادلة غير مستحيلة
و لكن تبدو صعبة احيانا
خالص الشكر على الطرح الجميل
لانا عبد الستار
06-07-2013, 11:29 PM
للكبار بزعمي الحق بأن يحتفظوا باستقلاقهم ما دامت لهم عوالم ترضيهم وتكفيهم، وما داموا قادرين على اعتبار ابنائهم الذين استقلوا بحياتهم جزءا من دنياهم لا كلا تنحصر به فإن غابوا خلت، وعلى الأبناء أن يشجعوهم على ذلك إن حرصوا على استقلالهم هم وأن يعينوهم على الانطلاق في أحلام وبدايات جديدة كل بحسب اهتماماته وميوله واستعداداته، وكأنما العمر أمامهم ما يزال في أوله بغض النظر عن أعمارهم المحسوبة بالسنين ما داموا قادرين، فاتساع عوالمنا يحرر من قيودنا من يتحولون لأسرى لنا أو عبيدا آبقين إن باتوا هم عالمنا كلّه
المعادلة ليست مستحيلة نعم
لكنها صعبة التحقيق مهما هونتها النظريات
فالأمر مرتبط ببنائنا النفسي
الأستاذة ربيحة الرفاعي
أشكرك
عبد الرحيم بيوم
16-08-2013, 01:27 AM
هو التفاهم والشعور بالآخر الذي فقد من حياتنا بين جيل واحد فكيف بجيلين مختلفين نظرا لتأثير متغيرات الحياة على الفكر منهجا فسلوكا
بوركت وطرحك
خليل حلاوجي
23-08-2013, 11:56 PM
للكبار بزعمي الحق بأن يحتفظوا باستقلالهم ما دامت لهم عوالم ترضيهم وتكفيهم، وما داموا قادرين على اعتبار ابنائهم الذين استقلوا بحياتهم جزءا من دنياهم لا كلا تنحصر به فإن غابوا خلت، وعلى الأبناء أن يشجعوهم على ذلك إن حرصوا على استقلالهم هم وأن يعينوهم على الانطلاق في أحلام وبدايات جديدة كل بحسب اهتماماته وميوله واستعداداته
لنا خصوصية تتبع ظرفنا الراهن فالاستقلالية والاتكالية لها بعد مجتمعي مشوش .. تجعلنا لا نعترف بالشفافية بين الآباء والأبناء .
تقديري.
ربيحة الرفاعي
26-08-2013, 10:48 AM
هي معادلة غير مستحيلة
و لكن تبدو صعبة احيانا
خالص الشكر على الطرح الجميل
قد تكون صعبة أحيانا إن غلبنا أنانيتنا أبناء أو آباء
وما أكثر ما يكون ذلك
شكرا لكريم مرورك فاضلنا
تحاياي
د. سمير العمري
03-09-2013, 01:02 AM
غلبت العادات فاستعبد الآباء الأبناء والآبناء الآباء ، وتداخلت بينهم مساحات كثيرة تخالف منهج الشرع ومنطق الحق والعقل.
هي معادلة غير مستحيلة نظريا ولكنها تحتاج جهدا جبارا وخارقا ليكون تطبيقها غير مستحيل من الجانب العملي.
مقال مهم ومفيد ، وليس خير من منهج الدين في كل هذا.
تقديري
ربيحة الرفاعي
05-09-2013, 06:55 PM
المعادلة ليست مستحيلة نعم
لكنها صعبة التحقيق مهما هونتها النظريات
فالأمر مرتبط ببنائنا النفسي
الأستاذة ربيحة الرفاعي
أشكرك
قد تكون معادلة صعبة .. نعم، لكنها بالتأكيد غير مستحيلة
وقد نجحنا بتخطي الكثير مما هو مرتبطنا ببنائنا ليس النفسي فقط بل والفكري والقيمي أحيانا
مرورك أسعدنا أيتها الرائعة
تحاياي
ربيحة الرفاعي
10-09-2013, 01:25 PM
هو التفاهم والشعور بالآخر الذي فقد من حياتنا بين جيل واحد فكيف بجيلين مختلفين نظرا لتأثير متغيرات الحياة على الفكر منهجا فسلوكا
بوركت وطرحك
هو ذاك مبدعنا
التفاهم وتقدير ظرف وحقوق الاخر ، فكيف بنا حين يكون هذا الآخر والدِينا
دمت وسموق حسّك
تحاياي
كاملة بدارنه
11-09-2013, 09:19 PM
للكبار بزعمي الحق بأن يحتفظوا باستقلالهم ما دامت لهم عوالم ترضيهم وتكفيهم، وما داموا قادرين على اعتبار ابنائهم الذين استقلوا بحياتهم جزءا من دنياهم لا كلا تنحصر به فإن غابوا خلت، وعلى الأبناء أن يشجعوهم على ذلك إن حرصوا على استقلالهم هم وأن يعينوهم على الانطلاق في أحلام وبدايات جديدة كل بحسب اهتماماته وميوله واستعداداته، وكأنما العمر أمامهم ما يزال في أوله بغض النظر عن أعمارهم المحسوبة بالسنين ما داموا قادرين، فاتساع عوالمنا يحرر من قيودنا من يتحولون لأسرى لنا أو عبيدا آبقين إن باتوا هم عالمنا كلّه
توقّفت هنا طويلا أقلّب الفكرة الرّائعة للتّعامل مع الأهل حين يكبرون... المشكلة هي أنّ الأهل لا يغرسون منذ الصّغر بذور الاهتمام بهم حين يحتاحون إلى أبنائهم في الكبر . يفنون شبابهم في توفير أحسن ما يكون ليقدّم لهم من مسكن ومأكل وملبس ، مدارس وجامعات وزواح .. وما إلى ذلك؛ لاغين أنفسهم أحيانا ليبحثوا عنها حين يترك الأولاد الأسرة، ويستقلّون كلّ وأسرته الجديدة، محاسبين إيّاهم على إهمالهم سرّا متحسّرين، أو علنا موبّخين . للوالدين حقّ على الأبناء، لكن أرى هنا بعض مبالغة من الكبار في حبّهم بقاء الأبناء قريبين جدّا منهم، ومتناسين أنّهم قاموا بنفس الدّور حين انفصلوا عن العائلة الأمّ منشئين عائلة جديدة. وهذه سنّة الحياة .
وألاحظ عزيزتي ربيحة أنّ الكبار لا يطلبون من الأبناء الدّعم والتّشجيع الذي طرحته، وبصراحة أراهم يرغبون بعودة الأبناء إلى أحضانهم ، وعودة الحياة إلى البيت - كما أخبرتني إحداهنّ مرّة، حين شبّهت بيتها بالخربة بعد زواج الأولاد وابتعادهم. وأظنّ ذلك ينبع من كون عالم الوالدين هو الأولاد فقط ، وابتعادهم قد يسبّب أزمة نفسيّة أحيانا عند البعض. المشكلة أساسها الكبار وأنانيّتهم، وحبّ التّملك للأولاد، وفراغ عالمهم ممّا يشغل .. والحديث هنا عمّن يستطيعون مزاولة حياتهم الخاصّة، وليس عمّن يحتاجون الخدمة.
ويظل للوالدين الحقّ بالاهتمام بهم ورعايتهم مثلما طالبنا الله بذلك.
مقالة رائعة تثير الجدل ...
بوركت
تقديري وتحيّتي
ربيحة الرفاعي
12-09-2013, 02:19 PM
لنا خصوصية تتبع ظرفنا الراهن فالاستقلالية والاتكالية لها بعد مجتمعي مشوش .. تجعلنا لا نعترف بالشفافية بين الآباء والأبناء .
تقديري.
الأمر متعلق بالدرجة الأولى بتصحيح الرؤية المجتمعية للكبار، وخلق وعي لكونهم ما يزالون ... أحياء
بعدها يمكن للشفافية أن تفرض وجودها بحكم الواقع
شكرا لمرورك المثري
تحاياي
نداء غريب صبري
14-09-2013, 12:49 AM
هل سيوافق الكبار على أن نترك لهم الحق بالحياة ليتركوا لنا الحق به!
نشعر أحيانا أنهم يريدوننا أن لا نكبر وأن لا نستقل عنهم
ونحن أيضا نحبهم ونحب أن يظلوا حولنا ومعنا
الحقيقة أستاذتي أن الصراع موجود فيهم وفينا وليس بينهم وبيننا
نحن نريدهم ونريد أن نتحرر منهم
وهم يريدوننا أن نكبر ليتحقق حلمهم لنا ويريدوننا أن نبقى صغارا لكي نبقى معهم
موضوعك رائع ومهم
شكرا لك سيدتي
بوركت
ربيحة الرفاعي
19-09-2013, 01:26 AM
غلبت العادات فاستعبد الآباء الأبناء والآبناء الآباء ، وتداخلت بينهم مساحات كثيرة تخالف منهج الشرع ومنطق الحق والعقل.
هي معادلة غير مستحيلة نظريا ولكنها تحتاج جهدا جبارا وخارقا ليكون تطبيقها غير مستحيل من الجانب العملي.
مقال مهم ومفيد ، وليس خير من منهج الدين في كل هذا.
تقديري
هي تقاطعات المصالح، وغلبة الأقوى -سيما اقتصاديا- على أرض الواقع حيث لا ضابط من حق محفوظ ضمنا لأيهما
وقد تحتاج المعادلة جهدا جبارا وخارقا كما أشرتم، غير أنها تبقى معادلة ممكنة إن توفرت النيّة الصادقة والإيمان بأن الاخر ليس مملوكا
شكرا للمرورك الدافع
تحاياي
ربيحة الرفاعي
11-11-2013, 11:44 PM
المشكلة هي أنّ الأهل لا يغرسون منذ الصّغر بذور الاهتمام بهم حين يحتاحون إلى أبنائهم في الكبر . يفنون شبابهم في توفير أحسن ما يكون ليقدّم لهم لاغين أنفسهم أحيانا ليبحثوا عنها حين يترك الأولاد الأسرة، ويستقلّون كلّ وأسرته الجديدة
وأظنّ ذلك ينبع من كون عالم الوالدين هو الأولاد فقط ، وابتعادهم قد يسبّب أزمة نفسيّة أحيانا عند البعض.
المشكلة أساسها الكبار وأنانيّتهم، وحبّ التّملك للأولاد، وفراغ عالمهم ممّا يشغل .. والحديث هنا عمّن يستطيعون مزاولة حياتهم الخاصّة، وليس عمّن يحتاجون الخدمة.
ويظل للوالدين الحقّ بالاهتمام بهم ورعايتهم مثلما طالبنا الله بذلك.
مقالة رائعة تثير الجدل ...
بوركت
تقديري وتحيّتي
ذاك تماما هو موضوعنا أيتها الفاضلة ..
فراغ عالمهم مما يشغلهم فلا يجدون غير أن يتشبثوا بامتلاك الأبناء كي لا تضيع أعمارهم سدى أو تذهب تجارتهم فيهم هباء
لهذا نقول أن لهم الحق بأن يحتفظوا باستقلالهم ما دامت لهم عوالم ترضيهم وتكفيهم، وما داموا قادرين على اعتبار ابنائهم الذين استقلوا بحياتهم جزءا من دنياهم لا كلا تنحصر به
وأن على الأبناء أن يعينوهم على الانطلاق في أحلام وبدايات جديدة كل بحسب اهتماماته وميوله واستعداداته
دمت وسامق مرورك
تحاياي
أحمد محمد النادي
16-11-2013, 07:40 PM
لماذا يوجعنا جحود الأبناء
لماذا قتلنا جحود الآباء
النظرة قد تكون بالقياس علي نظرة واحدة
أو فلسفة متأخرة شيئا ما
لكنني برأي مستبد
ولا أحسب إني أقتنع بغير ذلك
إني لأجد اليتم بذاك الجحود القديم
ومن يعيد الزمن
لا أحد
بهجت عبدالغني
17-11-2013, 02:48 PM
في رواية لا تثبت سنداً ، لكن مضمونها صحيح ..
جاء رجل إلى عمر بن الخطاب يشكو إليه عقوق ابنه فأحضر عمر الولد و أنّبه على عقوقه لأبيه و نسيانه لحقوقه عليه، فقال الولد : يا أمير المؤمنين أليس للولد حقوق على أبيه ؟ قال : بلى ، قال : فما هي يا أمير المؤمنين ؟ قال عمر : أن ينتقي أمه و يحسن اسمه و يعلّمه الكتاب أي "القرآن " . قال الولد : يا أمير المؤمنين إنّ أبي لم يفعل شيئًا من ذلك، أما أمي فإنها زنجيّة كانت لمجوس... و قد سمّاني جُعْلاً أي " خنفساء " و لم يعلّمني من الكتاب حرفاً واحداً . فالتفت عمر رضي الله عنه إلى الرجل وقال له : جئت إليّ تشكو عقوق ابنك وقد عققته قبل أن يعقّك، و أسأت إليه قبل أن يسيء إليك ...
فالأمر إذن معادلة لا بدّ من موازنة طرفيها
وهي غير مستحيلة ، وإنما تحتاج إلى فقه ودراية
أستاذتنا العزيزة ربيحة
موضوع مهم
بارك الله فيك وجزاك خيراً
تحاياي
ربيحة الرفاعي
08-12-2013, 11:19 PM
الحقيقة أستاذتي أن الصراع موجود فيهم وفينا وليس بينهم وبيننا
نحن نريدهم ونريد أن نتحرر منهم
وهم يريدوننا أن نكبر ليتحقق حلمهم لنا ويريدوننا أن نبقى صغارا لكي نبقى معهم
كل سطر عنوان كبير يحتمل مقالة فيه طويلة
ما أورعك وما أعمق فكرك وفهمك غاليتي
دمت بخير
تحاياي
ربيحة الرفاعي
23-12-2013, 01:32 AM
لماذا يوجعنا جحود الأبناء
لماذا قتلنا جحود الآباء
النظرة قد تكون بالقياس علي نظرة واحدة
أو فلسفة متأخرة شيئا ما
لكنني برأي مستبد
ولا أحسب إني أقتنع بغير ذلك
إني لأجد اليتم بذاك الجحود القديم
ومن يعيد الزمن
لا أحد
كأني بالوعاء الأدبي الذي حوى الردّ ضيّعني فلم أحط بما يريد كاتبنا قوله
فلولا أوضحت قليلا أيها الكريم؟
دمت بخير
تحاياي
ربيحة الرفاعي
31-12-2013, 12:30 AM
في رواية لا تثبت سنداً ، لكن مضمونها صحيح ..
جاء رجل إلى عمر بن الخطاب يشكو إليه عقوق ابنه فأحضر عمر الولد و أنّبه على عقوقه لأبيه و نسيانه لحقوقه عليه، فقال الولد : يا أمير المؤمنين أليس للولد حقوق على أبيه ؟ قال : بلى ، قال : فما هي يا أمير المؤمنين ؟ قال عمر : أن ينتقي أمه و يحسن اسمه و يعلّمه الكتاب أي "القرآن " . قال الولد : يا أمير المؤمنين إنّ أبي لم يفعل شيئًا من ذلك، أما أمي فإنها زنجيّة كانت لمجوس... و قد سمّاني جُعْلاً أي " خنفساء " و لم يعلّمني من الكتاب حرفاً واحداً . فالتفت عمر رضي الله عنه إلى الرجل وقال له : جئت إليّ تشكو عقوق ابنك وقد عققته قبل أن يعقّك، و أسأت إليه قبل أن يسيء إليك ...
فالأمر إذن معادلة لا بدّ من موازنة طرفيها
وهي غير مستحيلة ، وإنما تحتاج إلى فقه ودراية
أستاذتنا العزيزة ربيحة
موضوع مهم
بارك الله فيك وجزاك خيراً
تحاياي
أحلت على ما فيه ردّ متعلق بالتأسيس لبناء عند الأبناء نفسي سليم، يعينهم على الحكم بعدالة يبرون بها آباءهم
فماذا عن المرحلة المتقدمة من أعمار الآباء، حيث ينطلق الشباب في عوالمهم الجديدة متصورين أن عوالم آبائهم يجب أن تنحصر في وداع دنياهم و انتظار ملك الموت..
هي كما قلت مبدعنا معادلة تحتاج لفقه ودراية ..
دمت بخير
تحاياي
خلود محمد جمعة
05-01-2014, 01:08 AM
صعوبة المعادلة ليست في تطبيقها بل في فهمها
فبعض الآباء يعتبرون التضحيات التي قدموها لأجل أبنائهم هي صك عبودية للأبد متناسين انهم كانوا يوما أبناء
وأنه من الطبيعي الاستقلال للأبناء دون جحود للآباء
هناك ظروف خاصة تقتضي مكوث الأبناء
لكن من غير الطبيعي ان يظل الأبن ملتصق في ظل العائلة
بعد أن أمضى ما أمضى من عمره يتلقى دروس الاستقلالية
اذن هو التوازن في التصرفات المنطقية دون الحجر على ملكيتنا لاستقلالنا
على الآباء الخروج من دائرة الأبناء ليتحملوا فكرة خروج الأبناء من دائرتهم
يقضى الآباء حياتهم في التضحيات لأجل ان يوصلوا ابنائهم الى بر الأمان وبعدها للأبناء حرية اختيار مساراتهم في الحياة على أن يتركوا للآباء حرية اختيار اكمال طريقهم في الاتجاه الذي يحقق سعادتهم
على سبيل المثال الأبن الذي يريد ان يستقل في المسكن يترك لوالدته حرية اختيار طريقها حتى بزوج هي تراه مناسب لها
فعلى الأبناء فهم المعادلة ايضا
دمت شاعرتنا ربيحة منبرا للفكر
حبي وتقديري
ربيحة الرفاعي
20-02-2014, 12:23 AM
صعوبة المعادلة ليست في تطبيقها بل في فهمها
فبعض الآباء يعتبرون التضحيات التي قدموها لأجل أبنائهم هي صك عبودية للأبد متناسين انهم كانوا يوما أبناء
وأنه من الطبيعي الاستقلال للأبناء دون جحود للآباء
هناك ظروف خاصة تقتضي مكوث الأبناء
لكن من غير الطبيعي ان يظل الأبن ملتصق في ظل العائلة
بعد أن أمضى ما أمضى من عمره يتلقى دروس الاستقلالية
اذن هو التوازن في التصرفات المنطقية دون الحجر على ملكيتنا لاستقلالنا
على الآباء الخروج من دائرة الأبناء ليتحملوا فكرة خروج الأبناء من دائرتهم
يقضى الآباء حياتهم في التضحيات لأجل ان يوصلوا ابنائهم الى بر الأمان وبعدها للأبناء حرية اختيار مساراتهم في الحياة على أن يتركوا للآباء حرية اختيار اكمال طريقهم في الاتجاه الذي يحقق سعادتهم
على سبيل المثال الأبن الذي يريد ان يستقل في المسكن يترك لوالدته حرية اختيار طريقها حتى بزوج هي تراه مناسب لها
فعلى الأبناء فهم المعادلة ايضا
دمت شاعرتنا ربيحة منبرا للفكر
حبي وتقديري
أصبت أيتها الرائعة
صعوبة المعادلة في فهمها وليست في تطبيقنا لها، ومتى فهمناها واعترفنا بالحقوق التي تكفل فسيتحقق التفاهم الذي يضمن لكل من طرفيها هامش الحرية الذي يحتاج دون انكار لحق الآخر فيه ولا في نفسه
دمت بخير
تحاياي
فوزي الشلبي
24-03-2014, 03:17 PM
الأديبة النبيلة ربيحة
تحية كبيرة وود..لقد أثريت هذا المواضيع من جوانب شتى...إننا لسنا ملائكة..بشرٌ نصيبُ ونخطىءُ...وأبناؤنا الذين خلقهم الله على صورتنا كذلك...فلو نظرنا في التربية الإسلامية...لقال لنا الرسولُ (أو عليٌّ) صلى الله عليه وسلم: لا تقسروا أولادكم على أخلاقكم...فقد خلقوا لزمانٍ غير زمانكم...لو علمنا أبناءنا أن يقوِّموا أخطاءنا التي يرونها...بالحجة والحكمة...لقبلوا منا تقويم أخطائهم بالحكمة والموعظة الحسنة...علينا ألا نستطيل على أولادنا في بروج عاجية..علينا أن نشركهم في حل مشاكلنا...وان نشارك في حلِّ مشاكلهم!
تقديري الكبير لموضوع تربويٍ هو نبراسٌ يقودُ إلى تربية قويمة!
أخوكم
ربيحة الرفاعي
06-06-2014, 12:28 AM
الأديبة النبيلة ربيحة
تحية كبيرة وود..لقد أثريت هذا المواضيع من جوانب شتى...إننا لسنا ملائكة..بشرٌ نصيبُ ونخطىءُ...وأبناؤنا الذين خلقهم الله على صورتنا كذلك...فلو نظرنا في التربية الإسلامية...لقال لنا الرسولُ (أو عليٌّ) صلى الله عليه وسلم: لا تقسروا أولادكم على أخلاقكم...فقد خلقوا لزمانٍ غير زمانكم...لو علمنا أبناءنا أن يقوِّموا أخطاءنا التي يرونها...بالحجة والحكمة...لقبلوا منا تقويم أخطائهم بالحكمة والموعظة الحسنة...علينا ألا نستطيل على أولادنا في بروج عاجية..علينا أن نشركهم في حل مشاكلنا...وان نشارك في حلِّ مشاكلهم!
تقديري الكبير لموضوع تربويٍ هو نبراسٌ يقودُ إلى تربية قويمة!
أخوكم
سنعرف كيف نتمكن من هذا الاختلاف في الرؤية بين الجيلين، حين نصل للغة تواصل موحدة بيننا فنبث ونستقبل على موجة واحدة
وليت هذا يكون
شكرا لإضافتك الرائعة النافعة
لا حرمك البهاء
تحاياي
رويدة القحطاني
19-10-2014, 12:00 AM
كنت أقرأ في قسم القصة من دقائق فقط قصة للكاتبة نادية محمد الجابي تتحدث عن خيبة أم تنتظرأبناءها في زيارتهم الأسبوعية لها، لكن حياتهم تسرقهم منها فتعود بخيبتها لوحدتها
وتذكرت عندها أني كنت قرأت هذه المقالة في إحدى المرات قبل اشتراكي في الواحة، فجئت أبحث عنها في الأقسام الفكرية لأطرح على صفحتها تساؤلي
هل كانت الأم ستشعر بتلك الخيبة لوكان عالمها مليئا بما يجعلهم جزءا منه وليس كلّه طالما أنها جزء من عوالمهم وليست عوالمهم كلّها؟
سيرى الأبناء في تساؤلي تطرفا، وسيرى فيه الأباء مبالغة لأننا نشأنا على أن لا نفكر خارج الصندوق ، فماذا لوفكرنا؟
أسعدني أن كاتبة المقالة طرحت فكرا خارج الصندوق بشكل نادر
ربيحة الرفاعي
28-02-2015, 01:34 AM
كنت أقرأ في قسم القصة من دقائق فقط قصة للكاتبة نادية محمد الجابي تتحدث عن خيبة أم تنتظرأبناءها في زيارتهم الأسبوعية لها، لكن حياتهم تسرقهم منها فتعود بخيبتها لوحدتها
وتذكرت عندها أني كنت قرأت هذه المقالة في إحدى المرات قبل اشتراكي في الواحة، فجئت أبحث عنها في الأقسام الفكرية لأطرح على صفحتها تساؤلي
هل كانت الأم ستشعر بتلك الخيبة لوكان عالمها مليئا بما يجعلهم جزءا منه وليس كلّه طالما أنها جزء من عوالمهم وليست عوالمهم كلّها؟
سيرى الأبناء في تساؤلي تطرفا، وسيرى فيه الأباء مبالغة لأننا نشأنا على أن لا نفكر خارج الصندوق ، فماذا لوفكرنا؟
أسعدني أن كاتبة المقالة طرحت فكرا خارج الصندوق بشكل نادر
وأسعدتني قراءتك للمقالة من هذه الزاوية تحديدا "هل كانت الأم ستشعر بتلك الخيبة لوكان عالمها مليئا بما يجعلهم جزءا منه وليس كلّه طالما أنها جزء من عوالمهم وليست عوالمهم كلّها؟"
نعم غاليتي .. حين يحصر الكبار عوالمهم في أبنائهم تقتلهم الخيبة بهم إذا يعيشون عوالمهم لأن لهم فيها نصيب بقدر، وتحقيق التوازن المنصف لهما معا يكون بالمعادلة البسيطة جدا .. أن تتسع عوالم الكبار عن حصرها بالأبناء
فيض شكري لقراءتك الواعية
دمت بخير
تحاياي
د.حسين جاسم
03-07-2015, 01:44 AM
معضلة صعبة حلّها لا يكون بإعادة صياغة التفكير، فجميع النظريات عاجزة أمام البناءات النفسية المعقدة، وتعديلها يبدأ من جيل الشباب قبل أن يصبحوا كبارا ، فيقدمون لأنبائهم مع التربية التي يعترفون فيها بحق الأبناء بالاستقلال القدوة بعرض فهمهم لحق آبائهم بالاستقلال، ليستفيدوا من هذا الحق عندما يصبحون كبارا
أعجبتني المقالة بفهمها لحق الإنسان بالحياة
تقديري
ربيحة الرفاعي
09-06-2016, 03:24 PM
معضلة صعبة حلّها لا يكون بإعادة صياغة التفكير، فجميع النظريات عاجزة أمام البناءات النفسية المعقدة، وتعديلها يبدأ من جيل الشباب قبل أن يصبحوا كبارا ، فيقدمون لأنبائهم مع التربية التي يعترفون فيها بحق الأبناء بالاستقلال القدوة بعرض فهمهم لحق آبائهم بالاستقلال، ليستفيدوا من هذا الحق عندما يصبحون كبارا
أعجبتني المقالة بفهمها لحق الإنسان بالحياة
تقديري
بتمعن كهذا في موضوع المقالة، واستقراء صادق للفكرة المطروحة وسبل السعي باتجاهها يكون للقول معنى
شكرا لحضورك وتعليقك الراقي أيها الرائع
تحاياي
السعيد شويل
11-06-2016, 01:20 AM
*********************
كل عام وأنتم بخير أختى الفاضلة ربيحة الرفاعى
هذا الموضوع غاية فى الأهمية وخاصة لو نظرنا له من زاوية تربية النشأ ( تربية الآباء للأبناء وحيث سيصير الأبناء آباء من بعدهم )
ومن خلال النشأة السليمة منهم لن يصبح الأمر صعباً ولا مستحيلاً .
نحن مسلمين أنزل الله لنا منهج وشريعة فى كافة الأمور .. مافات وماجدّ أو يستجد
وكل راعٍ مسؤول عن رعيته .. والآباء مسؤولين عن الأبناء وسيحاسبون أمام الله عن ولايتهم لهم وقوامتهم عليهم
إن كانت نشأتهم لهم صحيحة فسوف تتعاقب الأجيال عليها .. وإلا فالهوة ستكون سحيقة
.......
ناديه محمد الجابي
07-02-2021, 11:54 AM
هى معادلة غير مستحيلة إذا تخلى كل طرف منهم على أنانيته فلا يمنع أحدهما الآخر من استقلاليته
ولا يتركه بدون رعاية ـ ويجب أن نتذكر قول الرحمن: ( وبالوالدين إحسانا)
مقال رائع ومهم ومفيد ـ فبارك الله فيك.
:v1::nj::0014:
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir