المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تلاشي



سعاد محمود الامين
24-05-2013, 06:13 AM
تلاشي
يقف أمام المرآة المثبتة على الخزانة الخشبية المتهالكة، التي تشاركه الحجرة الفارغة المعتمة، لايجد ضوء الشمس طريقه إليها، فجميع منافذها مغلقة بإحكام، المرآة قد شرخ صفاءها، فتلاصقت قطع صغيرة تحتمى ببعضها من التناثر..ينظر إلى هيئته، ثم يتحسس قسمات وجهه المتعدد، نزولا عند جسده المقسم، حتي أسفل قدميه. يعتريه الهلع فينخرط فى بكاءٍ طويل:
ــــ لمن كل هذه الوجوه والأقدام؟!
كلما أفل النهار وهدأ الكون، عند راحة البدن تعتريه هواجس العدمية، يحيط جانبي فمه بيديه وينادى اسمه بأعلى صوته:
ـــ تيرنا...تيرنا...
فترجٍع الجدران صدى صوته:
ـــــ ت ت ي ي رررن ن آآ..
تنفرج أساريره ..فيتمتم
ــ هذا اسمى! أذن أنا موجود.....
يصمت محدقا فى الفراغ:
ـــــ ولكن! من الذى يناديني؟
ثم يقفز متجها نحو المرآة...ويبدأ فى التلاشي.

مصطفى حمزة
25-05-2013, 08:56 AM
تلاشي
يقف أمام المرآة المثبتة على الخزانة الخشبية المتهالكة، التي تشاركه الحجرة الفارغة المعتمة، لايجد ضوء الشمس طريقه إليها، فجميع منافذها مغلقة بإحكام، المرآة قد شرخ صفاءها، فتلاصقت قطع صغيرة تحتمى ببعضها من التناثر..ينظر إلى هيئته، ثم يتحسس قسمات وجهه المتعدد، نزولا عند جسده المقسم، حتي أسفل قدميه. يعتريه الهلع فينخرط فى بكاءٍ طويل:
ــــ لمن كل هذه الوجوه والأقدام؟!
كلما أفل النهار وهدأ الكون، عند راحة البدن تعتريه هواجس العدمية، يحيط جانبي فمه بيديه وينادى اسمه بأعلى صوته:
ـــ تيرنا...تيرنا...
فترجٍع الجدران صدى صوته:
ـــــ ت ت ي ي رررن ن آآ..
تنفرج أساريره ..فيتمتم
ــ هذا اسمى! أذن أنا موجود.....
يصمت محدقا فى الفراغ:
ـــــ ولكن! من الذى يناديني؟
ثم يقفز متجها نحو المرآة...ويبدأ فى التلاشي.
الفاضلة المبدعة سعاد
أسعد الله أوقاتك
رائعة من القصص القصيرة جداً .. تحمل جواز العالميّة ..
لماذاّ ؟
لأنّها توقف لحظةً من حياة إتسان لا يُبالي به أحد .. منبوذ .. فقير ... يبحثُ عن ذاته الموجودة فيه وحده !
سرد بحوار ووصف وبتكثيف رائع وومضة من أمضّ الومضات !
هذا النصّ هديّة تزيد في عمر القارئ الإنسان
ألف تحية وتقدير
- شُرخ صفاءها = صفاؤها
- فتلاصقت قطع صغيرة = قطعاً صغيرة

بهجت عبدالغني
25-05-2013, 11:23 AM
نص عبقرية
لا تصوغه إلا يد متمكنة من أدواتها ، وروح شفافة رقيقة ، تعرف كيف تصل إلى لحظة إنسانية بحق ، إنسانية لا تعرف حدود الزمان والمكان ..

نعم قصيرة هي قصتك أديبتنا ، لكنها كبيرة بحجم حياتنا
نص ينضح فلسفة ووجعاً ..

دمت بخير وألق



تحياتي وتقديري ..

سعاد محمود الامين
25-05-2013, 04:43 PM
الأستاذ القدير مصطفى
تحية طيبة
أشكرك على انقاذ النص من التلاشى وابتعاث النص لرأس الصفحة ناثرا دررك التى افتقدتها زمنا.. عميق امتنانى وتقديرى للتصويب الأ تخشى على من الغرور؟ دمت بألف خير

سعاد محمود الامين
25-05-2013, 07:10 PM
الأخ الاديب بهجت الرشيد
تحية طيبة
لقد سعدت كثيرا بتعليقك الجميل.. ومرورك على النص . شكرا جزيلا لك ودمت بخير

آمال المصري
26-05-2013, 06:28 AM
نص رائع بفلسفته وانفعالات البطل الذي تملكته الرهبة والاضطراب خشية العدمية
أعادني بقكرته إلى فلسفة الوجودية لديكارت وسارتر
شكرا لك ألفا على نص من أجمل ماقرأت
صباحك معطر

سعاد محمود الامين
26-05-2013, 12:29 PM
الأديبة الأستاذة آمال
تحيةطيبة
أشكر مرورك الذى كنت انتظره حقيقة...كما سعدت بتعليقك المشجع ولا انسى لك نصائحك الأولى دمت بالف خير

أحمد عيسى
26-05-2013, 01:14 PM
نعم هذا نصٌ قصير جداً
هذه قصة قصيرة جداً لكل كتاب هذا الفن أقول لهم دون أدنى مجاملة : اقرؤوها ، وتعلموا منها كما تعلمت أنا ..
كان البعض ينزعج مني حين أرد على بعض ما يسمى قصص قصيرة جداً ، حين يختلط مفهوم : الغموض والترميز ، بمفهوم الضباب والفوضى ، لتكون القصة القصيرة جداً مجرد كلمات ليس لها تفسير الا في ذهن صاحبها ، ان وجد هذا التفسير أساساً ..
أما هنا ، فهذه مساحة من الغموض ، ومن الاغراق في التفاصيل الصغيرة في ذات البطل ، تجعلنا نشعر كهو ، نرى من خلاله ، نستشعر صوته وقسمات وجهه ، لتجدنا نشعر بغربته كما يشعر بها ، ونتيه مع صرخته كلما صرخ ، ثم نهتف / من هو ؟ ، وكيف صار وهو يسكن كل منا ...؟

النص أنموذج للقصة القصيرة جداً أهنئ الكاتبة على روعتها في طرحه
تحيتي أستاذة سعاد محمود الأمين
وتهنئتي بهذا المنجز القصير في عدد سطوره الكبير في قيمته .

سعاد محمود الامين
26-05-2013, 03:34 PM
الاخ الأديب أحمد
تحية عطرة
لك شكرى وعميق امتنانى لهذا التعليق الذى ثلج صدرى، وجعلنى أسأل نفسى هل هذه أنا التى يكتب عن نصوصها مثل هذه التعليقات التي أجد نصى متواضعا لايستحقها..شكرى مكررا على التشجيع والإشادة التي حتما ستدفع بي الى الأمام ومنك استفيد واتعلم لك مودتى ودام قلمك متألقا وآمل أن أكون عند حسن الظن فى الآتى..دمت بخير

ناديه محمد الجابي
26-05-2013, 05:47 PM
قد تحاصرنا عدد من الأفكار والمشاعر السلبية.. هذه المشاعر عندما تتمكن منا وتحتلنا
لا تجعلنا فقط نحيا أوقاتا تعيسة, وإنما تسبب لنا آلاما نفسية قويةـ فيشعر الإنسان بالرغبة
في وجود مخرج من هذا الألم .. قد يكون المخرج بالموت أو بالتلاشي.
وقد عبرت هنا عن هذه اللحظة التعيسة التي تبلغ قمة الذروة عند هذا الإنسان البائس بقلم
وصل إلى قمة التمكن ـ تحركه عقلية قد استطاعت التوحد مع البطل والغوص في نفسه
والتفاعل مع مشاعره بسبك مميز وألق في الأداء .
أثني على تعليق كل من سبقني ـ خاصة الأخ الفاضل/ أحمد عيسى ـ فليس كل من كتب
كلمات غامضة مبهمة ليس لها تفسير إلا في عقل صاحبها ممكن أن تكون قصة قصيرة
ولكنك هنا قدمت نموذجا حقيقيا للقصة القصيرة كأروع ما تكون.
عزيزتي سعاد ..
استشعرت من أول كلمة قرأتها لك في الواحة إنني أمام موهبة حقيقية, وقلم متمكن, وجريء
ومع كل قصة جديدة أتأكد أكثر من كل هذا .... تحياتي وودي.

سعاد محمود الامين
26-05-2013, 06:06 PM
الصديقة الاديبة نادية
تحية طيبة
لقد اشتقت لتعليقاتك التي تظهر كرمك الفياض فانت لم تبخلى علي يوما قلمك.الذى كان له عظيم الأثر فى دفعى وتشجيعى سعدت بمرورك وتحليلك وسبر غور بطلنا المعذب الباحث عن نفسه.عميق امتناني ومودتي ودمت بخير..

كريمة سعيد
27-05-2013, 04:59 PM
تصوير بليغ لحالة إنسانية تتحايل على واقعها لتتغلب على صراعها من أجل التعرف على الذات من جهة، ومن أجل البقاء من جهة ثانية....
فأجزاء المرآة تشوش على وعي البطل بذاته وهو يتطلع إلى انعكاسه في أجزاء مختلفة ...
قصة جميلة جدا تنفتح على تأويلات متعددة بحسب الزاوية التي تنطلق منها القراءة....
بوركت عزيزتي ودمت متألقة وسعيدة

سعاد محمود الامين
27-05-2013, 05:08 PM
الأديبة كريمة
تحية طيبة
سعدت بمرورك ومشاركتك التى ازدان بها متصفحى ألف شكر ودمت بخير

نداء غريب صبري
14-06-2013, 04:56 AM
قصة قصيرة جدا بفلسفة إنسانية سامية وبأسلوب جميل ممتع
أنا سعيدة بقراءة هذا النص أختي

شكرا لك

بوركت

سعاد محمود الامين
14-06-2013, 02:18 PM
الأديبة الشاعرة نداء
لك التحية وكل الاحترام
أسعدنى مرورك...وجميل تعليقك..الذى زين المتصفح..دمت بألف خير

ربيحة الرفاعي
11-07-2013, 10:53 PM
مهارة في التكثيف عالية جدا، وأداء قصي بديع في اختياره مساقط الحدث وتمكنه في الوصف والتصوير
بديع ما قرات هنا وماتع

دمت بألق

تحاياي

سعاد محمود الامين
11-07-2013, 11:16 PM
الأستاذة ربيحة
تحية من عند الله مباركة فى هذا الشهر الكريم رمضان
شكرا على مرورك..زمن لم أر قلمك الذى انتظره..اليوم سعدت به أثلجت صدري.. تقديرى وامتنانى وودى لك .

كاملة بدارنه
13-07-2013, 05:37 PM
رحلة بحث عن الذّات رائعة ...
سرد بتكثيف جميل ولغة جاذبة
بوركت
تقديري وتحيّتي

سعاد محمود الامين
13-07-2013, 08:29 PM
الأديبة الأخت كاملة
تحية مباركة رمضان كريم
شكرا على مرورك وتعليقك ولمداخلاتك أثر جميل على نفسي شكرا لابتعاثك النص مرة أخرى ودمت بخير

د. سمير العمري
25-07-2013, 05:32 PM
نص يحمل طرحا مهما عن الشعور بالعدمية مقابل الشعور بالأدمية ، ولكن بطل القصة هنا خير من أولئك الذين يداسون بالنعال ولا يهتمون حتى في سماع أصواتهم أو معرفة أسمائهم رغم أنهم ينحدرون من خير أمة أخرجت للناس.

لا فض فوك!

دمت بخير وعافية!

تقديري

سعاد محمود الامين
26-07-2013, 03:28 AM
الأديب د.سمير العمرى
تحية طيبة
أسعدني اليوم مرورك من هنا وشرفني..الشعور بالعدمية مرير عندما لايجد الإنسان ذاته.. داخل مجتمعه..ولا يملك من حطام الدنيا سوى آدميته..المهدورة..والذين يداسون تحت الأقدام..هؤلاء قابضون على الجمر.. كان الله فى عونهم..وهكذا هي تصاريف الحياة وكل إلى مصيره.. ولله الأمر من قبل ومن بعد.دام قلمك مدافعا عن خير أمة ودمت بألف خير

لانا عبد الستار
14-07-2014, 02:33 AM
قصة إنسانية يتألق فيها أسلوبك في تصوير بحث الإنسان عن ذاته باستعراض حالة عاقلة لذلك
قاصة رائعة أنت

أشكرك

سعاد محمود الامين
14-07-2014, 06:17 AM
الأديبة لانا
تحية عطرة
شكرا لابتعاثك نص كنا العهد به قديما
ولكنه وجد رواجا منقطع النظير(ربما كان مرآة عاكسة للبعض )
ومداخلات ونقد فى كثير من المواقع
لذلك هذا النص أثير لدي
سعدت جدا بمشاركتك.. الراقية دمت بألف خير

خلود محمد جمعة
16-07-2014, 02:18 PM
المرآة المتكسرة والغرفة المقفرة والعزلة التي تسكنه
تقنية في تجنيد كل رمز لنصل الى ذات المكان و نعيش لحظة التفاعلات النفسية التي أدت الى تلاشيه في ذاته وبالتالي تلاشيه في حاضره
مقدرة قصية تصل بنا للحدث بدقة لذا عزيزتي أبحث عنك دائماً
دمت متجددة
تقديري وكل المودة:014::014:

سعاد محمود الامين
16-07-2014, 06:43 PM
الأديبة خلود
تحية عطرة
يامرحي..
ويالحظ نصوصي بك لقد سعدت بهذا الوسام
سلمت ذائقتك الجميلة
دمت بخير