تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الموت شعرا !!!



جبر البعداني
24-05-2013, 09:11 PM
الموت شعرا !!!
--------------
شعر : جبر البعداني
--------------
الـشـعـرُ مـــوتٌ مـــا ألـــذَّ الــمـوتَ شـعـرا
مــوتــوا لــنـقـرأَ أيُّــهــا الـشـعـراءُ ذِكْـــرا

مـــوتــوا جــمـيـعـاً فــالــحـروفُ خــنـاجـرٌ
بــيـدِ الـقـصيدةِ والـقـصيدةُ جــدّ سَـكْـرى

مــجـنـونـةٌ لـــغــةُ الــعــيـونِ فــكـيـفَ لــــو
مــنـحَ الــكـلامَ جـنـونُـها الأزلـــيُّ سِـحـرا

وعــنــيــدةٌ هــــــذي الــقــصـيـدةُ كــلّــمــا
كـتّـمـتًها صــرخـتْ بــوجـهِ الـبـوحِ جَـهـرا

فــــوقَ اشــتـهـاءِ الــحــرفِ فـــيَّ تـدلَّـلـتْ
أبــيــاتُـهـا فـلـثـمـتُـها عَـــجْــزاً وصَـــــدرا

الـــبـــوحُ لـــغـــمٌ قــــــد يُــفــجّـرُ نــفــسَـهُ
عــنـدَ الـسـكوتِ ولــن يـظـلَّ الأمــرُ سِــرّا

هـــــذا بُـــــراقُ الــشــعـرِ حَــــطَّ رحــالَــهُ
بـدَمـي لـيـعرجَ بــي إلــى الـعـلياء عـطرا

مـــن ســـدرةِ الأشـــواقِ غــيـمُ قـصـائدي
حُــبّــاً عــلـيـهِ تـسـاقـطـتْ شــعـراً ونــثـرا

يـــا ثـــوبَ مــريـمَ يـــا شـبـيـهَ قـصـيدتي
فـي الـطهرِ عـلِّمْ فـي فَمي الكلماتِ طُهرا

بَـوحـي تـصـعّدَ فــي الـسـماءِ وعــادَ لـي
بالوحيِ بُشرى - أيّها الدّرويشُ - بشرى

إنَّ الـــحـــيــاةَ قـــصـــيــدةٌ لا تــنــتــهــي
حــتّــى تــمــدَّ بــدايــةً أخــــرى لأُخــــرى

يـا صـاحبي فـي الحزنِ كيف نسيتَ بي
جـسـدَ الـنّـدى يــرِدُ الــورودَ وقــد تـعـرّى

فـــجــراً تــهــجّـى الــلــيـلُ آيـــــةَ نـــــورِهِ
نــــــــاداهُ روحُ اللهِ جـــبـــريــلٌ لـــيـــقــرا

حـــــزنَ الـيـتـامـى ، أغــنـيـاتِ دمــوعِـهـم
مَـــوتَ الَّــذيـنَ تـعـوَّدوا الإخــلاصَ غَــدرا

الـــريــحَ تــسـخـرُ مِــــن عِــنــادِ فَــراشــةٍ
ثـكـلـى وتـلـبـسُ حـلـمَها الـقُـزحيَّ سِـتـرا

فــنــجـانَ قــهـوتِـنـا الــمُـشـرّدَ ، ضــحـكـةً
عــلِـقـتْ بــثـغـرٍ عــاقَــرَ الأحـــزانَ دَهـــرا

صـــبـــراً يُــحــاولُـنـي أُحـــاولـــهُ عـــلــى
أمـــلٍ نُـواسـي بـعـضَنا بـالـصَّبرِ صَـبـرا

نــــزفَ الـقـصـيـدةِ ، لـــونَ آخـــر دمــعـةٍ
فـــي عَـيـنِ قـدِّيـسِ تــلا الأوجــاعَ سِـفْـرا

هــــــذا أنــــــا قـــلــقٌ تــلــبّـسَ عــاشــقـاً
الـمُـوجعاتُ عـلـيهِ - بِـئـسَ الـحـظّ - تـترى

قــــدَمٌ تــــزلُّ بــهـا الـخُـطـى إنْ حــاولـتْ
مـشـيـاً وأخـــرى لا تـــزالُ هـنـاكَ عـثـرى

رجُــــــــلٌ تــــبــــرّعَ لــلــحــيـاةِ بـــحَــظِّــهِ
مِـــن آخـــرِ الأعـــدادِ ثـــمَّ ارتـــدَّ صِـفـرا

يــتــراجــعُ الــشــيـطـانُ عَـــــن إغـــوائــهِ
وكــأنَّــمـا لــــدَمِ الــنـبُـوّةِ كــــانَ جِــســرا

نــاديـتُـهُ : يــــا نِــصـفـيَ ال مــــا كـنـتـهُ
فـيـصدُّني و ( كــأنّ فـي أذُنَـيهِ وقـرا) !

مـتـلـبّـسـاً كـــفّــاهُ تــغــرقُ فــــي دمــــي
سُـبـحانَ مَـن بـدَمي إلـى كـفَّيهِ أسـرى !

الـــشــعــرُ يـــكــفــرُ بــالــغــنـيِّ ومـــالـــهِ
والــشـاعـرُ الــصّـدّيـقُ لا يـحـتـاجُ أجـــرا

تــسـبـيـحـةُ الــفــقـراءِ أقـــــربُ ســـجــدةٍ
لـــلـــهِ زدنــــــا أيّـــهــا الـــوهّــابُ فـــقــرا

إنْ أصــــبـــحَ الـــديــنــارُ ربَّ قــصــيــدةٍ
فــأنــا أشــــدُّ فـصـائـلِ الـشـعـراءِ كــفـرا

آمــــنـــتُ أنَّ الـــشــعــرَ طــــهَّـــرَ قــلــبَــهُ
مِــــن وزرِ قــافـيـةٍ تــخــطُّ الــحـرفَ وزرا

الــمــدحُ عــهــرُ الــشـعـرِ كــيــفَ لـشـاعـرٍ
حــرُّ الـقـصيدةِ أن يـصـوغَ الـشعرَ عُـهرا

جُـــوعــاً أمـــــوتُ إذا الـقـصـيـدةُ رتّــلــتْ
صـبـراً فــإنَّ مــعَ الـشـديدِ الـعسرِ يُـسرا

دمـــعـــاً ســأذرفُــنــي بــعــيــنِ حــبــيـبـةٍ
عـــفّـــتْ تــقــدِّمُـنـي لــعــيــنِ اللهِ نــــــذرا

الـــحــزنُ ســـــوف يـــظــلّ أوَّلَ عـــاشــقٍ
زُفّـــتْ إلــيـهِ قـصـيـدتي الـعـصماءُ بـكـرا

والــلــيــلُ راودَ نــفــسَــهُ عَــــــن نــفــسِــهِ
لأطــــلَّ مـــن عـيـنـيهِ يـــا عـيـنـيَّ فــجـرا

أخـــــذتْ مـديـنـتُـنـا الــحـزيـنـةُ قِـسـطَـهـا
مـــن نـومِـنـا الأبـــديِّ بـالـقسطاسِ وتــرا

عـــرّافـــةَ الأحــــــزانِ مــــــلءُ دفـــاتـــري
وجـــعٌ سـيـتلوه الأســى سـطـراً فـسـطرا

والأنــبــيــاءُ عـــلـــى مـــوائـــدِ حَــيــرتـي
يــتـوافـدونَ فــحـيـرةُ الــشـعـراءِ مَــسـرى

عـيـسـى الـمـسـيحُ هــنـا أقــامَ وهــا هـنـا
طـــه إلـــى قــديـسِ روحـــيَ قـــد أســرّا

الــشـعـرُ آخــــرُ مــــا ســيُـوحـى لامْـــرئٍ
عــقــرَ الـكـهـانـةَ عــنــدَ بـــابِ اللهِ نَــحـرا

الـمُـتـعَـبـانِ : أنـــــا وطـــفــلُ جــوانــحـي
والـمُـترفانِ هـما : - فَـدَيتُكَ - أنـتَ أدرى

كُـــنّــا عـــلــى وشـــــكِ الــفــنـاءِ وردّنـــــا
مـــوتٌ سـنـحـيا كــي نـسـيرَ إلـيـهِ عـمـرا

فــالــشـعـرُ مـــــوتٌ والــقـصـيـدةُ رحـــلــةٌ
نــحْـوَ الـفـناءِ وجـرحُـها مــا خـلـتُ يَـبـرى

ســرّحــتُ آخــــرَ عـنـدلـيـبٍ عَــــن فــمــي
يــشــدو لأقـبـضَـهُ إلـــى جـنـبـيَّ صــقـرا

شــبّــابـتـي شـــرقـــتْ بــــــأوَّلِ رشـــفـــةٍ
مــن لـحـنِ أغـنـيةٍ تـعـيشُ الـحـزنَ قـسـرا

وأنـــا عــلـى شــبّـاكِ عــمـري يـــا هـــوى
مُـسـتـسـلـماً لــلـريـحِ تــذرونــي فــــأُذرى

بــيَـدي عَــصـرتُ الــكـرمَ قــبـلَ نـضـوجِـهِ
- ويـحـي- نـبـيذاً مُـسـكِراً راحـاً وخـمرا

حـــتّــى يــــدُ الــنـيـروز تــمــلأُ خــافـقـي
جــدبـاً وتُـلـبـس روضــتـي الـغـنّـاءَ قـفـرا

مُــــذ ألــــفِ عـــامٍ والــهـلالُ كــمـا تـــرى
نـفسُ الـهلالِ ؛ مـتى تـراهُ يصيرُ بدرا ؟!

تــسـعـونَ ألــــفَ مــحــاولٍ دخــلـوا إلـــى
خــدرِ الـقصيدةِ فـاستحالَ الـخدرُ قـبرا !

وحــــدي تـشـاركُـني الـقـصـيدةُ مـنـزلـي
كـوخـي الــذي مـاكانَ قـبلَ الـيومِ قـصرا

حــتــى رغــيــفُ الــحــزنِ تــأكـلُـه مــعـي
إذ نـحـتـسـي الآهــــاتِ تـعـذيـبـاً وقــهـرا

مــا أكـثـرَ الأحــلامَ ! ... كـيفَ تـضاءلتْ
فــي عـيـنِ مـجـروحٍ يــرى الآمــالَ إصـرا

فــالأرضُ ؛ حـتّى الأرضُ ضـاقتْ والـمدى
شـبـرٌ ؛ وبـعـضُ الـوقـتِ لا يـجـتازُ شـبرا

يــــــا فــتــنــةَ الــفــيــروزِ إنَّ مــواجــعـي
تــنــمـو عـــلــى الأوراقِ ألــمـاسـاً وتــبــرا

هــــــل رقّـــــةُ الــزيــتـونِ تُـــدعــى ذِلّـــــةٌ
أَم كــبـريـاؤكَ يــــا نــخـيـلُ يُــعــدّ كِــبــرا

فــهــنـاكَ حـــيــثُ اللهُ شـــــاءَ عَــزيـمـتـي
تــمـتـدُّ فــرعــاً بــاسـقـاً وهــنــاكَ جـــذرا

والــبـلـبـلُ الـــصّــدّاحُ مـــــلءُ حــنـاجـري
أطـلـقـتُـهُ بــسـمـاءِ أهـــلِ الــزيّـفِ نــسـرا

هــــــذي الــقـصـيـدةُ مـــولــدٌ فـلـتـجـعـلوا
مِــن كــلِّ عــامٍ مـثـلَ هــذا الـيـومِ ذكــرى

ســـتُّـــونَ بــيــتــاً كـــــلُّ بـــيــتٍ عــشــتُـهُ
عــامــاً ولا أدري فــهـل بـلّـغـتُ أمـــرا ؟!

الـــحـــبُّ مــعــركــةٌ وحـــيـــنَ خــسـرتُـهـا
أيــقـنـتُ أنّ هـزيـمـتـي ســتـعـودُ نــصـرا

شُـــكــراً لـــهــذا الــحُــبِّ أطــعــمَ أهــلَــهُ
وجَـــعَ الـنـهـايةِ قـبـلما ابـتـدأوهُ ، شُـكـرا

فاتن دراوشة
25-05-2013, 02:42 PM
ما أروع أن نموت صرعى سحر الشّعر

وما أجمل أن تتخم به الرّوح حدّ التّلاشي بين تفاصيله

المبدع المتميّز جبر البعداني

يطيب لنا التّلاشي ها هنا برفقة حرفك

مودّتي

جبر البعداني
25-05-2013, 03:16 PM
الشاعرة القديرة والأديبة الكبيرة أستاذتي فاتن دراوشة
وتظلّ متواضعتي محاولة في دائرة الفشل الشعري
تبحث عن محاولة آخرى
يتضمخ النص بالشاعرية الحقة بمرورك

مودتي

محمد ذيب سليمان
25-05-2013, 04:35 PM
شكرا ايها الشاعر الجميل على كل هذا التألق
والجمال الشعري الشعوري الذي حلقنا معه في آفاق
من التصوير الجميل والنسج البديع والمعاني الحسان
مودتي

محمد كمال الدين
25-05-2013, 05:33 PM
إنَّ الـــحـــيــاةَ قـــصـــيــدةٌ لا تــنــتــهــي
حــتّــى تــمــدَّ بــدايــةً أخــــرى لأُخــــرى

الله

قصيدة رائعة وصور ناطقة
أبدعت أيها الشاعر

خالص التحية

عماد أمين
25-05-2013, 06:19 PM
حرف جميل لشاعر يكتبُ الحزنَ جمالا.
سيصير الهلال بدرا إن شاء الله .
بل يكاد.
مطلع جميل وخاتمة أجمل.
وبينهما جمال لا يخفى لذي عقل.

مودتي وتقديري

جبر البعداني
26-05-2013, 06:05 AM
الشاعر الكبير محمد ذيب سليمان
شكراً تليق بمرورك الكريم أيها الشاعر الأصيل

مودتي

د. مختار محرم
26-05-2013, 09:01 AM
من أين أقبل حاملا بيديه سحرا
يحنو على أفيائنا ويفيض شعرا

متمترس خلف الجمال بحرفه
في عالم الإبداع صار الدرب سطرا

يا أول الشعراء في آفاقنا
يا أخر الشعراء تاه الشعر فخرا

إن الجمال قد اصطفاك لعرشه
وأنا اصطفيتك لانكسار القلب جبرا

معين الكلدي
26-05-2013, 10:07 AM
قصيدة كبيرة لشاعرٍ مُجيد ممتع بحق


القصيدة مترعةٌ بالصور الجميل الخلابة

لكنني لم أستسغ ( باب الله ) ( عين الله ) ( جبريلٌ ليقرا ) وغيرها ، في نظري أن في لغتنا الغزيرة في ألفاظها ومعانيها الغنى عن الخوض في أمورٍ أقل ما يقال عنها أنها شبهة !


أنت شاعرٌ حقيقي ونتابع تحليقك منذ أمدٍ بعيد وسعيدون بهذا المستوى المبهر ، ولكن أن أمحضك الصدق خيرٌ لك من أن أكتمك ما في نفسي وأنا أفخر بك بين نفسي وبين من أحب على الدوام

دم شاعراً مفوهاً بالجمال وللجمال

براءة الجودي
26-05-2013, 10:44 AM
الموت شعرا !!!
--------------
شعر : جبر البعداني
--------------
الـشـعـرُ مـــوتٌ مـــا ألـــذَّ الــمـوتَ شـعـرا
مــوتــوا لــنـقـرأَ أيُّــهــا الـشـعـراءُ ذِكْـــرا

مـــوتــوا جــمـيـعـاً فــالــحـروفُ خــنـاجـرٌ
بــيـدِ الـقـصيدةِ والـقـصيدةُ جــدّ سَـكْـرى

مــجـنـونـةٌ لـــغــةُ الــعــيـونِ فــكـيـفَ لــــو
مــنـحَ الــكـلامَ جـنـونُـها الأزلـــيُّ سِـحـرا

وعــنــيــدةٌ هــــــذي الــقــصـيـدةُ كــلّــمــا
كـتّـمـتًها صــرخـتْ بــوجـهِ الـبـوحِ جَـهـرا

فــــوقَ اشــتـهـاءِ الــحــرفِ فـــيَّ تـدلَّـلـتْ
أبــيــاتُـهـا فـلـثـمـتُـها عَـــجْــزاً وصَـــــدرا

الـــبـــوحُ لـــغـــمٌ قــــــد يُــفــجّـرُ نــفــسَـهُ
عــنـدَ الـسـكوتِ ولــن يـظـلَّ الأمــرُ سِــرّا

هـــــذا بُـــــراقُ الــشــعـرِ حَــــطَّ رحــالَــهُ
بـدَمـي لـيـعرجَ بــي إلــى الـعـلياء عـطرا

مـــن ســـدرةِ الأشـــواقِ غــيـمُ قـصـائدي
حُــبّــاً عــلـيـهِ تـسـاقـطـتْ شــعـراً ونــثـرا

يـــا ثـــوبَ مــريـمَ يـــا شـبـيـهَ قـصـيدتي
فـي الـطهرِ عـلِّمْ فـي فَمي الكلماتِ طُهرا

بَـوحـي تـصـعّدَ فــي الـسـماءِ وعــادَ لـي
بالوحيِ بُشرى - أيّها الدّرويشُ - بشرى

إنَّ الـــحـــيــاةَ قـــصـــيــدةٌ لا تــنــتــهــي
حــتّــى تــمــدَّ بــدايــةً أخــــرى لأُخــــرى

يـا صـاحبي فـي الحزنِ كيف نسيتَ بي
جـسـدَ الـنّـدى يــرِدُ الــورودَ وقــد تـعـرّى

فـــجــراً تــهــجّـى الــلــيـلُ آيـــــةَ نـــــورِهِ
نــــــــاداهُ روحُ اللهِ جـــبـــريــلٌ لـــيـــقــرا

حـــــزنَ الـيـتـامـى ، أغــنـيـاتِ دمــوعِـهـم
مَـــوتَ الَّــذيـنَ تـعـوَّدوا الإخــلاصَ غَــدرا

الـــريــحَ تــسـخـرُ مِــــن عِــنــادِ فَــراشــةٍ
ثـكـلـى وتـلـبـسُ حـلـمَها الـقُـزحيَّ سِـتـرا

فــنــجـانَ قــهـوتِـنـا الــمُـشـرّدَ ، ضــحـكـةً
عــلِـقـتْ بــثـغـرٍ عــاقَــرَ الأحـــزانَ دَهـــرا

صـــبـــراً يُــحــاولُـنـي أُحـــاولـــهُ عـــلــى
أمـــلٍ نُـواسـي بـعـضَنا بـالـصَّبرِ صَـبـرا

نــــزفَ الـقـصـيـدةِ ، لـــونَ آخـــر دمــعـةٍ
فـــي عَـيـنِ قـدِّيـسِ تــلا الأوجــاعَ سِـفْـرا

هــــــذا أنــــــا قـــلــقٌ تــلــبّـسَ عــاشــقـاً
الـمُـوجعاتُ عـلـيهِ - بِـئـسَ الـحـظّ - تـترى

قــــدَمٌ تــــزلُّ بــهـا الـخُـطـى إنْ حــاولـتْ
مـشـيـاً وأخـــرى لا تـــزالُ هـنـاكَ عـثـرى

رجُــــــــلٌ تــــبــــرّعَ لــلــحــيـاةِ بـــحَــظِّــهِ
مِـــن آخـــرِ الأعـــدادِ ثـــمَّ ارتـــدَّ صِـفـرا

يــتــراجــعُ الــشــيـطـانُ عَـــــن إغـــوائــهِ
وكــأنَّــمـا لــــدَمِ الــنـبُـوّةِ كــــانَ جِــســرا

نــاديـتُـهُ : يــــا نِــصـفـيَ ال مــــا كـنـتـهُ
فـيـصدُّني و ( كــأنّ فـي أذُنَـيهِ وقـرا) !

مـتـلـبّـسـاً كـــفّــاهُ تــغــرقُ فــــي دمــــي
سُـبـحانَ مَـن بـدَمي إلـى كـفَّيهِ أسـرى !

الـــشــعــرُ يـــكــفــرُ بــالــغــنـيِّ ومـــالـــهِ
والــشـاعـرُ الــصّـدّيـقُ لا يـحـتـاجُ أجـــرا

تــسـبـيـحـةُ الــفــقـراءِ أقـــــربُ ســـجــدةٍ
لـــلـــهِ زدنــــــا أيّـــهــا الـــوهّــابُ فـــقــرا

إنْ أصــــبـــحَ الـــديــنــارُ ربَّ قــصــيــدةٍ
فــأنــا أشــــدُّ فـصـائـلِ الـشـعـراءِ كــفـرا

آمــــنـــتُ أنَّ الـــشــعــرَ طــــهَّـــرَ قــلــبَــهُ
مِــــن وزرِ قــافـيـةٍ تــخــطُّ الــحـرفَ وزرا

الــمــدحُ عــهــرُ الــشـعـرِ كــيــفَ لـشـاعـرٍ
حــرُّ الـقـصيدةِ أن يـصـوغَ الـشعرَ عُـهرا

جُـــوعــاً أمـــــوتُ إذا الـقـصـيـدةُ رتّــلــتْ
صـبـراً فــإنَّ مــعَ الـشـديدِ الـعسرِ يُـسرا

لأقول الحق قرأتها سريعا , وأعجبتني فيها حيوية الصور والشعور المتدفق والعميق في عددٍ من الأبيات
تستحق التأمل والراءة مرة أخرى لما فيها من معاني الحياة حلوها ومرها
تقديري

جبر البعداني
27-05-2013, 09:16 AM
أستاذي محمد كمال الدين
سلمت على مرورك الجميل

جبر البعداني
29-05-2013, 10:05 AM
أستاذي القدير محمد كمال الدين
تمرّ على النص فيزهر الماء

كلّ الود

جبر البعداني
29-05-2013, 12:04 PM
الشاعر الجميل عماد أمين
تمرّ على الحرف ويزهر وتلمس جرح القصيدة فيندمل


إنّــنــي الآن أرانــــي واضــحــاً
وعـدي الـموغل فـي الـبُعد اقْتربْ

قــلـبـي الأكــثــر إيــمـانـاً أتــــى
وجــهـي الأكــثـر إلـحـاداً ذهــبْ

هــا أنــا الآن ومــا بـي مِـن أنـا
غـير مـا كُنتُ وَمَن كُنتُ اغْتربْ !

جبر البعداني

جبر البعداني
12-07-2013, 08:56 AM
الشاعر الكبير مختار محرم
أنت الوحيد الذي لا أملك أمامه إلّا الصمت
لك كلّ الحب

جلال طه الجميلي
12-07-2013, 03:26 PM
الـــحــزنُ ســـــوف يـــظــلّ أوَّلَ عـــاشــقٍ
زُفّـــتْ إلــيـهِ قـصـيـدتي الـعـصماءُ بـكـرا

وأنا أشهدُ أن عصمائكَ ستظلُ بكراً فلا يمكن لشاعر غير جبر

أن يفترع هذا الجمال
دمت مبدعا

احمد العجيلي
08-11-2014, 08:51 PM
افتش عنك في المنابر لاقرا شعرا --تحية اكبار لعقلك وموهبتك

ربيحة الرفاعي
16-12-2014, 04:54 PM
بألق تعبيري مائز تزاحمت أبكار الصور ساحرة وإن شطحت بعيدا في أفلاك الخيال ، ونص شعري زهى فكرة وأداء ديباجتة بديعة وسبكه متين

دمت بروعتك

تحاياي

د. سمير العمري
10-12-2019, 12:17 AM
قصيدة مدهشة كعادة حرفك وفيها الكثير من الأداء الشعري المميز والإبداع الأدبي الفني فلا فض فوك!
وتظل المشكلة الكبرى في نصوصك هو حالة التهويم المقلق والمتعلق بالدين والاتكاء عليه بصورة إن لم ترتع في حمى الشطط فقد حامت حوله ، وكذا هناك بعض شوائب لغوية في النص تحتاج تنقيحا.
دمت الشاعر الغريد ، ولك الحق في أن تعتد بحرفك فهو يستحق ولكن لا تغمط حق غيرك من الشعراء ممن يضاهونك أو أكثر!


تقديري

احمد المعطي
12-12-2019, 04:35 PM
الموْتُ شعراً في مَسار الموْت قهرا
..........................ها جئتُ أُقريكَ السَّلامُ وأقرا
هيَ ذي القصيدةُ في نَزيفِ حُروفِها
........................أهْمي وَفي حدَقاتِها أنثالُ نهرا
وَأهيمُ في رحْب الخيالِ مُؤرَّقاً
........................في مَوْكبِ الشُّعَراءِ أنهَلُ فِكْرا
هُمْ صَفْوةُ البُؤَساءِ تنشدُ عالَماً
..........................بيضُ الحَمائمِ فيهِ تهْدِلُ شُكْرا
ويُخاطبُ الوجدانَ نسْغُ حروفِها
.......................الورْدُ في زفراتِها ينسابُ عِطْرا
الحرفُ في عَبَراتِها في لَهْفَةٍ
.......................يجري بلمح الشوْقِ يصبِحُ سطْرا
وَيَفيضُ في نهْرِ البيانِ مُضمَّخاً
..............................بجَزالَةٍ وبها القَصائِدُ تُطرا
لُمَعُ المجازِ إلى الزُّبى تعلو به
........................وإلى المَدى يبغي ليبِلغَ سِحْرا
لكنَّ عَتْماً لا يُخالِطُهُ الدُّجى
...........................يَغشى القلوبَ وبالتَّأَمُّلِ يُقرا
جبْرُ القصيدةِ في القصيدةِ يزْدَهي
....................وَجَنا الحروفِ يَزيدُهُ الإبداعُ سَبْرا

ناديه محمد الجابي
12-12-2019, 06:55 PM
الله .. الله.. ما هذا أراك تنفث سحرا وترسم جمالا يثمل الذائقة
دام بيانك وبورك حرفك
ودمت بروعتك.
:v1::nj::0014: