تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الموت العادي



خميس لطفي
08-01-2005, 07:19 PM
ترى ماذا سيحدث لو مات أحدنا نحن الناس العاديين ؟!



الشمسُ مشرقةٌ ،

وموجُ البحر هادي

والريحُ تعبثُ بالنباتِ وبالجمادِ .

والأرضُ بلَّلها الندى ،

والروضُ ينثرُ عطرَهُ ،

والطيرُ فوق الغصنِ شادِ .


يومٌ جميلٌ ،

مثلَ أمسِ ، وقبلَ أمسِ ،

ولا جديدَ هناكَ ،

تحت الشمسِ ، بادِ .


لم يختلف شيءٌ ،

ولا سقطتْ ،

من النجْماتِ واحدةٌ ،

وحطَّت في الوهادِ .


كلاَّ ،

ولا جبلٌ تصدَّعَ ،

بعد موتكَ ، أو

تشققت الصخورُ ببطن وادِ .


والغيمُ أبيضُ ، لا يزالُ ،

وما تبدَّلَ لونُهُ ،

حزناً عليكَ ،

إلى رمادي .


والناسُ ،

هذا في اتجاهٍ ، رائحٌ ،

وبعكس ذلك الاتِّجاهِ ،

هناك غادِ .


والقاطراتُ تسيرُ ،

والباصاتُ ،

والعرباتُ تمضي ،

للحواضر والبوادي .


والسوقُ مكتظٌ ، كعادتهِ ،

وبيَّاعُ الفواكه :" زاكي يا حَمَوي " ،

ينادي .


لم تنتهِ الدنيا ، بموتكَ ، لا ،

ولم ترقدْ ،

ولا هبَّتْ ،

لأجلكَ ، من رقادِ .


لم تُنْكَسِ الأعلامُ في بلدٍ ،

ولا اتَّشحتْ ،

عناوينُ الصحائفِ بالسوادِ .


لم يُذْكَرِ اسمُكَ ،

في الفضائياتِ ، يا هذا ،

ولم يُعْلَنْ ،

هنالكَ ، عن حدادِ .


لم يفقدِ الدينارُ ، حين ذهبتَ ،

قيمتَهُ ،

ولا اهتزُّ المؤشرُ الاقتصادي .


تمضي الحياةُ ،

كأنَّ شيئاً لم يكنْ ،

والناسُ ما نقصوا ،

ودوماً ، في ازديادِ .


تمضي الحياةُ ،

كما لو انَّ جرادةً

ماتتْ ،

ولم يحفلْ بها ،

سربُ الجرادِ .


لا ، لستَ أولَّ من يموتُ ،

ولستَ آخرَ من يموتُ ،

وموتُ ، مثلك أنت ، عادي .


ماذا يهمك ، بعد موتك ،

نصرُنا ؟

وقضاءُ جيش المسلمينَ ،

على الأعادي .؟!


ماذا يَهمُّك ما الذي

سيحلَّ بالدنيا ،

وبالأحياءِ ،

من سينٍ و صادِ .؟!


وهناك أخرى ، في انتظاركَ ،

يومَ تُعرضُ ، دون خافيةٍ ،

على رب العبادِ .

مـي علـي
08-01-2005, 08:20 PM
اللــــــــــــــــــــــ ــه ما أروعك أستاذ خميس
سمعت الكثير عن حرفك القوي.. وتقت لمعانقته وأخيرا فعلت
لم ولن يكون موتا عاديا أبدا
فهو الموت الذي يهب الحياة
ويهبنا حرفا يسكننا كحرفك البهي


تقبل خالص تحياتي

عبد الوهاب القطب
08-01-2005, 08:45 PM
لم يفقدِ الدينارُ ، حين ذهبتَ ،

قيمتَهُ ،

ولا اهتزُّ المؤشرُ الاقتصادي .

هنا الروعة

هنا التجديد

اخي الحبيب خميس

احسنت وابدعت يا صاحب

السهل المستحيل.

اما بالنسبة لموت الانسان

العادي .. حسنا

هو عادي ..

اما شعرك

فهو بلا شك غير عادي

تحياتي لشاعر مبدع حقا

المخلص

عبدالوهاب القطب

د. سمير العمري
09-01-2005, 02:53 AM
ربما هو موت عادي ولكنك بالتأكيد شاعر غير عادي.

لا تزال تبهرني بأسلوبك السهل الممتنع والذي لا أظن أن يجيده سواك.

أعترف لك بشاعرية فذة ومكانة متقدمة في طبقة الشعراء.


تحياتي وانبهاري
:os::tree::os:

د. محمد الشناوي
09-01-2005, 04:15 AM
:NJ: :NJ: :NJ:

أخي الحبيب خميس
رائعة وحق الله

من أمتع ما قرأت من شعر التفعيلة مبنى ومعنى



وهناك أخرى ، في انتظاركَ ،

يومَ تُعرضُ ، دون خافيةٍ ،



على رب العبادِ .
نسأل الله أن يلطف بنا يوم الوقوف بين يديه

آمين

تحياتي لك أيها الجميل بلا منتهى

إدريس الشعشوعي
09-01-2005, 11:58 PM
ايها الشاعر الكريم .. خلف الكبار و المبدعين اقف مصفقا لجمال غير عادي ..:005:

و قبل وجودهم قبلي .. كنتُ لو سبقتهم سأصفق تصفيقا غير عادي ..:NJ:

و لكنني أشير الى لفتة تاريخية حدثت في تاريخ عمر الفاروق رضي الله عنه ..

بعد معركة القادسية .. جاء الواصف ينقل لأمير المؤمنين عمر ما حدث .. و اسماء من استشهد من المسلمين و قبائلهم .. و ختم القائل و آخرون لا نعرفهم ..
فأجاب عمر رضي الله عنه : " و لكن الله يعرفهم " ...

تحياتي ايها الاستاذ الكريم و اعجابي ..

ناصر ثابت
10-01-2005, 04:16 AM
والله لا اعرف ما أقول

عبقرية شعرية نادرة...!

دون مجاملة او محاباة

تحياتي
ناصر

بندر الصاعدي
10-01-2005, 07:44 AM
شاعرنا المبدع
الذي استطاع أن يتأقلم مع مصطلحات العصر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بين يديك نقلة وتجديد في الشعر العربي
أراك قبضت الفكرة من عصا بيدِ راعٍ إلى ( ريموت ) بيد مشاهد .

وهناك أخرى ، في انتظاركَ ،

يومَ تُعرضُ ، دون خافيةٍ ،

على رب العبادِ

منذ يولد المرء إلى أن يموت
هذا هو المهم في حياته
لقاء ربه , فبماذا يلقاه ؟

لك المحبة والتقدير
دمت بخير
في أمان الله

خميس لطفي
11-01-2005, 04:59 PM
الأحباء الرائعون
الأخت مي علي / عبد الوهاب القطب /د.سمير /د.محمد الشناوي /شاعر /ناصر ثابت /بندر الصاعدي .
أعجز عن شكركم كما ينبغي على تثبيتكم لهذه للقصيدة وعلى كلماتكم الجميلة وعلى المتعة التي أحظى بها وأنا أقرأ أشعاركم المميزة والرائعة فهنيئاً لهذه الواحة الغناء بكم وبارك الله فيكم ووفقكم لما فيه الخير .

مريم العموري
12-01-2005, 02:12 AM
"الشمسُ مشرقةٌ ،وموجُ البحر هادي"=وحنين حرفك في القلوب غناء شادي
تهفو إليـه مـع النـوارس نسمـةٌ=جذلى.. "وقد هبّت لأجلك من رقادِ"

إلى شاعر ملك أعنّة الأبداع..
شكرا لهذا الألق الذي عودتنا عليه
مع كل أمنياتي لك بالسلامة وطول العمر

ياسر
14-01-2005, 07:14 PM
وانا أيضاً وراك من مكان لآخر
مبدع دائماً
اخي خميس

سلطان السبهان
25-01-2005, 09:36 PM
ألق هذا ياخميس

ووددت لو انه استمر اطول

دام جمال حرفك لاعدمتك