المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أرأيتم " زعطوط "؟



بوزيد مولود الغلى
27-05-2013, 12:22 PM
سمع التصفيق من خلف الجدار ، فدلف لينظر في الشاشة موجب كل هذا التصفيق والزعيق . وقف هنيهة متسمرا ينتظر أن ينجلي الغبار ، ويظهر من خلف الستار.
فجأة ، أطل وجه آدمي لم يعرفه ، فقال : لعله آت الى المغرب من الغرب. حدج الصورة على القناة وتفرس في ملامحها ، فلاحت في مخيلته صورة " زعطوط" ، فقهقه عاليا ثم قال : أرأيتم زعطوط ؟". ضحك ملء فيه ،ثم انصرف .
لم أعرف للوهلة الأولى معنى زعطوط بلهجة أهل البلد، وكعادتي فتشت في حقائب ذاكرتي المنسية عن معنى " زعَط" في اللغة ،فتذكرت قول معلمي الذي لم أره : زعط الحمار أي صوّت أو ظرط ، ثم دارت في ذهني كلمة معهودة في بادية أهلنا ، إذ كلما استخفّوا بشيء أو استهجنوه تهامسوا بينهم قائلين : ظراط إبل . ربطت المعنيين برباط الحال الظاهر على الشاشة وانصراف صاحب القول الى حال سبيله ، وقلت في نفسي: لعله استهجن التصفيق ، فضحك استهزاء أو لعله قال في نفسه : التصفيق للنساء فقط.
تململت شفتاي ، فانتبه شاب وسيم كان جاثيا على ركبتيه واضعا حنكيه بين كفيه ، وقال : ربما تتساءل في قرارة نفسك عما عناه الرجل حين قال : " هه زعطوط " ، فقلت وقد وقع في نفسي أني على الخبير وقعت ، أجل ، و ما ذاك؟,
زعطوط في لهجتنا هو القرد الذي يلاعب المتفرجين ، و يثير ضحكهم كلما نط هنا أوهناك ، أو كلما قفز بخفة ونشاط ليلتقم حبات الكاكاو التي يرميه بها الزائرون !، فقلت : ولكن لماذا يسمونه " زعطوط" ؟ ، فقال :لا أدري ،ولكن ،كلما تسلق الشجرة و زادت عورته انكشافا ، بحت حناجر الناس هتافا : زعطوط !، زعطوط !.
انكشفت غيوم الأضواء ،فإذا بامرأة حليقة الشعر ، تضع قرطا في أذنها أو منخرها الأيسر - لم أتبين لأني قصير النظر- ، ترتدي تبانا ساترا للخصْر فحسب ، و الناس ينظرون إليها و يهتفون و يردد أكثرهم ما لم أتبين معناه من لكْنتها البريطانية المختلفة عن نطق الأمريكان الذي عهدناه في مدارسنا الثانوية غير الأميركية ، فقلت للشاب الجالس قربي : هل فهمت شيئا مما تسمع؟ ، فقال لي : لا ، ولكنني أردد ما أسمع ، أنا طالب بالثانوية العامة، أحفظ في لوح القلب كل أغانيها ، فقلت :اذن ، أنت متفوق في اللغة الانجليزية ، فتبسم وقال : على العكس من ذلك ، مستواي في اللغة ضعيف والعلامات التي حصلت عليها متدنية ، ولكني أحفظ عن ظهر قلب كثيرا من الأغنيات الانجليزية لمشاهير عالميين , افتر ثغري عن بسمة مجاملة ، وقلت في نفسي : عجبا ، شاب يحفظ ما لا يفهم !,
نظر الي كأنما استمع الى "غمغمتي" ،وقال :جلّ هؤلاء الذين يرددون على الشاشة أمام عينيك أغنية هذه " النجمة " العالمية يحفظون ما لا يفهمون!.

فاطمه عبد القادر
28-05-2013, 12:21 PM
نظر الي كأنما استمع الى "غمغمتي" ،وقال :جلّ هؤلاء الذين يرددون على الشاشة أمام عينيك أغنية هذه " النجمة " العالمية يحفظون ما لا يفهمون!.

السلام عليكم
هذا الزمن هو زمن الغناء والمغنين والموسيقى
لا شيء في ذلك,, لولا بعض الفجور والمبالغة
النص جميل
لكنه مضطرب قليلا ويحتوي على كلمات ليست جميلة
وهذا,, لم أكن أتمناه
شكرا لك أخي
ماسة

بوزيد مولود الغلى
28-05-2013, 01:01 PM
الكلمات صوّرت تصويرا أمينا ظهورا غير محتشم لمغنية انجليزية في مهرجان موازين على عهد حكومة الاسلاميين بالمغرب ، و عذرا لكل من لم تعجبه كلمات من قاموس لا يستقيم مع المقياس الاخلاقي لنقد النصوص ، فان المقال ساخر من كل هذا الانحطاط الذي هوى اليه مجتمع يهب فرادى وزرافات لمشاهدة مغنية تمتهن العري ...تحياتي

ربيحة الرفاعي
27-07-2013, 10:33 PM
نص يئن بالرفض لما وصل إليه الحال من ترد بات معه جل شباب الأمة ببغاوات وشيابها محبطون
واقتناص لمشهد يختصر الصورة بمعطياته المحدودة

لم أجد تبريرا لقول السارد " فلاحت في مخيلته صورة " زعطوط" "
من أين عرف ما لاح في مخيلته وهو منتقل بعد لحظة للرواية عن ذاته!

فكرة رائعة وأداء طيب

دمت بخير

تحاياي

فاتن دراوشة
28-07-2013, 08:31 AM
نثيرة ساخرة بأسلوب فكاهيّ متهكّم عرّى واقعا مأساويّا من تردّي مستوى شبابنا الفكريّ والأخلاقيّ

سعيدة بالمتابعة مبدعنا

مودّتي

نداء غريب صبري
23-08-2013, 03:47 PM
أعجبني الأسلوب الساخر الذي عبر به الكاتب عن اليأس من الحال التي وصل إليها شباب الأمة

شكرا لك أخي

بوركت