بندر الصاعدي
28-05-2013, 02:09 AM
لا تَعْتَذِرْ, عَنْ أَيِّ جُرْمٍ تَعْتَذِرْ=غُمِسَتْ يَدَاكَ وَخَابَ مَسْعَاكَ القَذِرْ
لَعَنَ الوَسَاطَةَ كُلُّ حُرٍّ مُؤْمِنٍ=تُفْضِي إِلَى وَأْدِ الكَرَامَةِ فِي البَشَرْ
مَا فِي صِرَاعِ الحَقِّ أَيُّ وَسَاطَةٍ=الخَيْرُ خَيْرٌ غَالِبٌ وَالشَّرُّ شَرْ
عَيْنَاكَ أَبْصَرَتَا كَغَيْرِكِ إِنَّمَا=بَصُرُوا وَأَنَتْ كَذَبَتْ مَا شَهِدَ البَصَرْ
نَصَرُوا عَلَى البَغْيِ الذِي أَبْقَيْتُمُ=شَعْبًا وَلَوْلا أَنْ خَذَلْتُمْ لَانْتَصَرْ
لا يَسْلَمُ الشَّعْبُ الكَرِيمُ مِنَ الأَذَى=حَتَى تُبَتَّ يَدُ الخِيَانَةِ وَالغُدَرْ
الشَّامُ لَوْ أَبْصَرْتَهَا لَرَأَيتَهَا=تَأْبَى الخُنُوعَ وَمَا بَذَلْتُمْ تَحْتَقِرْ
كُنْ لِلنِّظَامِ كَمَا يَشَاءُ فَإِنَّهُ=فِي الهُونِ طَاحَ وَسَاءَ مَنْ يَصْلَى سَقَرْ!
مَدَدُ لَهُ أُمْهِلْتَ فِي تَمْهِيدِهِ=كُنْتَ المُقَاوِلَ وَالخَرِيطَةَ وَالمَمَرْ
يَا أَيُّا المَبْعُوثُ بَعْثُكَ نِقْمَةٌ=مَا هَكَذَا المَبْعُوثُ عَلَّمَ فَاعْتَبِرْ!
كَمْ دَوْلَةٍ تَعْدُو إِلَيْهَا مُوْفَدًا=فَيزيدُ فِيهَا السُّوءُ حَتَّى لا مَفَرْ
أَوَهَكَذَا الإِسْلامُ يُقْضَى حَقُّهُ=أَمْ أَنَّهُ الإِسْلامُ كَانَ وَلا أَثَرْ!
أَمْ هَكَذَا تَقْضِي العُرُوبَةُ حَقَّهَا=إِنْ كَانَ فِي مَعْنَى العُرُوبَةِ مُعْتَبَرْ
يَا أُمَّةً عَظُمَتْ مَبَادِئُهَا وَلَمْ=تَبْدَأْ بِمُوجَبِهَا وَقَدْ سَاءَ الخَبَرْ
كَانَتْ بِبَذْلِ رِجَالِهَا تَاجَ الذُّرَا=وَالآنَ مِنْ فَقْدِ الرُّجُولَةِ فِي الحُفَرْ
لَمْ يَبْقَ إِلا ثُلَّةٌ مَحْرُوبَةٌ=تَسْعَى وَيَسْعَى ضِدُّهَا يَمْحُو الأثَرْ
يَا أُمَّةً أَعْدَاؤُهَا مِنْهَا وَفِي=هَا الدَّاءُ مُسْتَشْرٍ فَظِيعٌ مُنْتَشِرْ
كَيْفَ الخَلاصُ؟ وَأَنْتَ جِسْمٌ فِيَكْ كَمْ=عُضْوٍ أَضَرَّ وَمِثْلِهِ كَمْ قَدْ بُتِرْ!
الخَائِنُونَ إِذَا الخِيَانَةُ أَحْجَمَتْ=عَمَّا يَضِيرُكِ أَقْدَمُوا لَكِ بِالأَضَرْ
أَذْنَابُ عِلْمَانِيَّةٍ أَهْوَاؤُهُمْ=حَيْثُ العِدَى لَبَّوْا نَهَاهُمْ أَوْ أَمَرْ!
عَلَفُوا هُنَالِكَ ثَمَّ لَمَّا سُمِّنُوا=صَارُوا ظُهُورًا لِلْعَدُوِّ وَكَمْ عَبَر!ْ
وَأَشَدُّ مِنْهُمْ لِلْعِبَادِ خِيَانَةً=مَنْ أَسْلَمُوا نُظُمَ الجَهَالَةِ وَالكُفُرْ
وَإِذَا رَأَيْتَ البَاطِنِيَّةَ مُكِّنُوا=فَانْظُرْ إِلَى النَّكَسَاتِ تَتْرَى وَانْتَظِرْ
يَقْتَاتُ مِنْ دَمِنَا وَمِنْ أَعْمَارِنَا=أَعْدَاءُ مِلَّتِنَا وَأَنْجَاسُ البَشَرْ
تَطْغَى بِسَطْوَتِهَا وَسِيفِ ضَلالِهَا=وَتَعِيثُ فِينَا جَهْدَهَا لا تَدَّخِرْ
وَقَلُوبُهُمْ شَتَّى سِوَى فِي حَرْبِنَا=يَرْمُونَ عَنْ قُوسِ العَدَاوَةِ وَالوَتَرْ
وَنَهِيمُ نَحْنُ بِرَغْمِ وِحْدَةِ مِلَّةٍ=فِرَقًا تَنَاحَرُ أَوْ مَذَاهِبَ تَنْتَحِرْ
مَا لِلْأُخُوَّةِ حِينَمَا يُدْعَى بِهَا=إِلا حُرُوفًا إِنْ تُقَالُ وَ تُسْتَطَرْ
يَا غُرْبَةَ الإِسْلامِ فِي زَمَنِ الوَنَى=وَالمُسْلِمُونَ طَوَائِفٌ فِي مُنْحَدَرْ
يَشْكُو اتَّرَاكَهُمُ شَعَائِرَهُ كَمَا=تَشْكُو انْصِرَافَهُمُ المَسَاجِدُ وَالسُّوَرْ
حَتَّى إِذَا وَجَبَ الجِهَادُ تَقَاعَسُوا=إِلا قَلِيلٌ لا يُوَلُّونَ الدُّبُرْ
إِقْبَالُهُمْ صِدْقًا عَلَى مَوْلاهُمُ=يَسْتَبْشِرُون بِكُلِّ مَا سَاقَ القَدَرْ
مَا نَصْرُهُمْ إِلا الشَّهَادَةُ تُبْتَغَى=أَوْ أَنْ يَكُونَ لِأَهْلِهَا وَلَهَا الظَّفَرْ
رُبُّوا عَلَى القُرْآنِ يُحْكِمُ شَأْنَهُم=وَالسُّنَّةِ الغَرَّاءِ هَدْيًا وَالسِّيَرْ
وَتَمَثَّلُوا الصُّلَحَاءَ وَامْتَثَلُوا تُقًى=عَمَرُوا بِهِ الدُّنْيَا فَمَا أَزْكَى العُمُرْ!
فَمَتَى قَضَوْا نَحْبًا مَضَوا لِمَفَازِهِمْ=فِي مَقْعَدٍ عِنْدَ المَلِيكِ المُقْتَدِرْ
تِلْكَ المَفَاخِرُ لَيسَ ثَمَّةَ بَعْدَهَا=فَخْرٌ وَلا مَسْعًى يَجِلُّ لِمُفْتَخِرْ
الحَقُّ مَهْمَا الظُّلْمُ طَوَّفَ غَالِبٌ=والبَاطِلُ المَزْعُومُ حَقًّا مُنْدَحِرْ
وَالمُتَّقُونَ بِرَحْمَةٍ فِي جَنَّةٍ=وَالفَاسِقُونَ بِلا مَتَابٍ فِي سُعُرْ
وَالنَّاسُ شَتَّى مُبْتَلُونَ وَقَلَّ مَنْ=سَمِعَ المَوَاعِظَ بَيِّنَاتٍ فَازْدَجَرْ
هَذَا قَضَاءُ اللهِ فِيهِمْ حِكْمَةٌ=لا رَيْبَ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِي النُّذُرْ
لَعَنَ الوَسَاطَةَ كُلُّ حُرٍّ مُؤْمِنٍ=تُفْضِي إِلَى وَأْدِ الكَرَامَةِ فِي البَشَرْ
مَا فِي صِرَاعِ الحَقِّ أَيُّ وَسَاطَةٍ=الخَيْرُ خَيْرٌ غَالِبٌ وَالشَّرُّ شَرْ
عَيْنَاكَ أَبْصَرَتَا كَغَيْرِكِ إِنَّمَا=بَصُرُوا وَأَنَتْ كَذَبَتْ مَا شَهِدَ البَصَرْ
نَصَرُوا عَلَى البَغْيِ الذِي أَبْقَيْتُمُ=شَعْبًا وَلَوْلا أَنْ خَذَلْتُمْ لَانْتَصَرْ
لا يَسْلَمُ الشَّعْبُ الكَرِيمُ مِنَ الأَذَى=حَتَى تُبَتَّ يَدُ الخِيَانَةِ وَالغُدَرْ
الشَّامُ لَوْ أَبْصَرْتَهَا لَرَأَيتَهَا=تَأْبَى الخُنُوعَ وَمَا بَذَلْتُمْ تَحْتَقِرْ
كُنْ لِلنِّظَامِ كَمَا يَشَاءُ فَإِنَّهُ=فِي الهُونِ طَاحَ وَسَاءَ مَنْ يَصْلَى سَقَرْ!
مَدَدُ لَهُ أُمْهِلْتَ فِي تَمْهِيدِهِ=كُنْتَ المُقَاوِلَ وَالخَرِيطَةَ وَالمَمَرْ
يَا أَيُّا المَبْعُوثُ بَعْثُكَ نِقْمَةٌ=مَا هَكَذَا المَبْعُوثُ عَلَّمَ فَاعْتَبِرْ!
كَمْ دَوْلَةٍ تَعْدُو إِلَيْهَا مُوْفَدًا=فَيزيدُ فِيهَا السُّوءُ حَتَّى لا مَفَرْ
أَوَهَكَذَا الإِسْلامُ يُقْضَى حَقُّهُ=أَمْ أَنَّهُ الإِسْلامُ كَانَ وَلا أَثَرْ!
أَمْ هَكَذَا تَقْضِي العُرُوبَةُ حَقَّهَا=إِنْ كَانَ فِي مَعْنَى العُرُوبَةِ مُعْتَبَرْ
يَا أُمَّةً عَظُمَتْ مَبَادِئُهَا وَلَمْ=تَبْدَأْ بِمُوجَبِهَا وَقَدْ سَاءَ الخَبَرْ
كَانَتْ بِبَذْلِ رِجَالِهَا تَاجَ الذُّرَا=وَالآنَ مِنْ فَقْدِ الرُّجُولَةِ فِي الحُفَرْ
لَمْ يَبْقَ إِلا ثُلَّةٌ مَحْرُوبَةٌ=تَسْعَى وَيَسْعَى ضِدُّهَا يَمْحُو الأثَرْ
يَا أُمَّةً أَعْدَاؤُهَا مِنْهَا وَفِي=هَا الدَّاءُ مُسْتَشْرٍ فَظِيعٌ مُنْتَشِرْ
كَيْفَ الخَلاصُ؟ وَأَنْتَ جِسْمٌ فِيَكْ كَمْ=عُضْوٍ أَضَرَّ وَمِثْلِهِ كَمْ قَدْ بُتِرْ!
الخَائِنُونَ إِذَا الخِيَانَةُ أَحْجَمَتْ=عَمَّا يَضِيرُكِ أَقْدَمُوا لَكِ بِالأَضَرْ
أَذْنَابُ عِلْمَانِيَّةٍ أَهْوَاؤُهُمْ=حَيْثُ العِدَى لَبَّوْا نَهَاهُمْ أَوْ أَمَرْ!
عَلَفُوا هُنَالِكَ ثَمَّ لَمَّا سُمِّنُوا=صَارُوا ظُهُورًا لِلْعَدُوِّ وَكَمْ عَبَر!ْ
وَأَشَدُّ مِنْهُمْ لِلْعِبَادِ خِيَانَةً=مَنْ أَسْلَمُوا نُظُمَ الجَهَالَةِ وَالكُفُرْ
وَإِذَا رَأَيْتَ البَاطِنِيَّةَ مُكِّنُوا=فَانْظُرْ إِلَى النَّكَسَاتِ تَتْرَى وَانْتَظِرْ
يَقْتَاتُ مِنْ دَمِنَا وَمِنْ أَعْمَارِنَا=أَعْدَاءُ مِلَّتِنَا وَأَنْجَاسُ البَشَرْ
تَطْغَى بِسَطْوَتِهَا وَسِيفِ ضَلالِهَا=وَتَعِيثُ فِينَا جَهْدَهَا لا تَدَّخِرْ
وَقَلُوبُهُمْ شَتَّى سِوَى فِي حَرْبِنَا=يَرْمُونَ عَنْ قُوسِ العَدَاوَةِ وَالوَتَرْ
وَنَهِيمُ نَحْنُ بِرَغْمِ وِحْدَةِ مِلَّةٍ=فِرَقًا تَنَاحَرُ أَوْ مَذَاهِبَ تَنْتَحِرْ
مَا لِلْأُخُوَّةِ حِينَمَا يُدْعَى بِهَا=إِلا حُرُوفًا إِنْ تُقَالُ وَ تُسْتَطَرْ
يَا غُرْبَةَ الإِسْلامِ فِي زَمَنِ الوَنَى=وَالمُسْلِمُونَ طَوَائِفٌ فِي مُنْحَدَرْ
يَشْكُو اتَّرَاكَهُمُ شَعَائِرَهُ كَمَا=تَشْكُو انْصِرَافَهُمُ المَسَاجِدُ وَالسُّوَرْ
حَتَّى إِذَا وَجَبَ الجِهَادُ تَقَاعَسُوا=إِلا قَلِيلٌ لا يُوَلُّونَ الدُّبُرْ
إِقْبَالُهُمْ صِدْقًا عَلَى مَوْلاهُمُ=يَسْتَبْشِرُون بِكُلِّ مَا سَاقَ القَدَرْ
مَا نَصْرُهُمْ إِلا الشَّهَادَةُ تُبْتَغَى=أَوْ أَنْ يَكُونَ لِأَهْلِهَا وَلَهَا الظَّفَرْ
رُبُّوا عَلَى القُرْآنِ يُحْكِمُ شَأْنَهُم=وَالسُّنَّةِ الغَرَّاءِ هَدْيًا وَالسِّيَرْ
وَتَمَثَّلُوا الصُّلَحَاءَ وَامْتَثَلُوا تُقًى=عَمَرُوا بِهِ الدُّنْيَا فَمَا أَزْكَى العُمُرْ!
فَمَتَى قَضَوْا نَحْبًا مَضَوا لِمَفَازِهِمْ=فِي مَقْعَدٍ عِنْدَ المَلِيكِ المُقْتَدِرْ
تِلْكَ المَفَاخِرُ لَيسَ ثَمَّةَ بَعْدَهَا=فَخْرٌ وَلا مَسْعًى يَجِلُّ لِمُفْتَخِرْ
الحَقُّ مَهْمَا الظُّلْمُ طَوَّفَ غَالِبٌ=والبَاطِلُ المَزْعُومُ حَقًّا مُنْدَحِرْ
وَالمُتَّقُونَ بِرَحْمَةٍ فِي جَنَّةٍ=وَالفَاسِقُونَ بِلا مَتَابٍ فِي سُعُرْ
وَالنَّاسُ شَتَّى مُبْتَلُونَ وَقَلَّ مَنْ=سَمِعَ المَوَاعِظَ بَيِّنَاتٍ فَازْدَجَرْ
هَذَا قَضَاءُ اللهِ فِيهِمْ حِكْمَةٌ=لا رَيْبَ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِي النُّذُرْ