المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ليلى الأسطورية



هَنا نور
28-05-2013, 07:24 AM
أسطورةٌ مستوحاة من قصة " ليلى الدرهمية (https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=65746) " للكاتب الكبير الأستاذ مصطفى حمزة


متعددةُ الأوطانِ أنتِ ... تمتلكين أكثرَ من جواز مرور لقلوب الناس. يا أيقونة الجمالِ من أحق منكِ بجوازِ مرور الشخصيات الهامة جداً ؟ و يا سفيرة الحكمة : لستِ بحاجة لإبراز جوازك الدبلوماسي. ويا ربيبة الأخلاق العالية : استمري في أداء مهمتك الرسمية. لا تحزني يا "ليلى" أن السعادةَ لم تهبكِ جنسيتها واكتفت بمنحك حقَ اللجوء ؛ فبلادُ السعادة في الدنيا مكتظةٌ بالبُلهاءِ والحمقى ، فلا تليق بك هكذا أوطان.

طار قلبي فرحاً عندما رأيت سيدةً أربعينيةً فائقةَ الجمال تهمسُ بالبُشرى في أذنِ شيخٍ اشتعل رأسُه شيباً، قضى عمرَه كلَّه في انتظار.. قد كنتِ أنت البشرى يا "ليلى".

يا طفلتي الجميلة تدللي وانهلي من السعادة ، وتأملي وجهَ الشيخِ المتيمِ بك ، واحفظي ابتسامتَه ، وسجلي ضحكتَه .. فقد اقترب موعدُ رحيلِه عنكِ ..لا تبكِ يا ذات الربيع السابع ..فالبكاءُ ليس يليقُ بكِ الآن .. يا أيتها اليتيمة لا تنكسري وأحضري دفترَ الرسمِ والألوان ... ارسميها جميلةَ الجميلات .. وتشبثي أكثر بحضنها الدافئ الحنون .. ادَّخري من دفئها ما استطعتِ قبل أن يأتيَ موعدُ الغروب. لا أدري كيف سأواسيكِ بعد سبعِ سنين .. قطعاً سوف أبكي معكِ .. وسوف أبقى معكِ للنهاية.

مالي أراك حائرةً تتعجبين منذ انتقلتِ إلى بيتِ عمِك؟! هو دائمُ العبوسِ في وجهِ بنيه كلما رأى أحدَهم يحادثُك؟! ولِمَ الحيرةُ يا عزيزتي ؟ إنه يغار عليكِ منهم، ويخاف عليكِ من دواعي الشباب ،فأنتِ اليوم أمانةٌ في عنقه.

ما أجملَ حُمرةَ الخجلِ على وجنتيكِ وعمُك يخيرك بين المدرسةِ وبين الزوج الصالح.. ويحاولُ اقناعَكِ أن المرأةَ مهما بلغت من العلم فمصيرُها إلى بيتِ زوجها. ويعرض عليك قائمةَ الخاطبين .. شعرتُ بدقاتِ قلبك تتسارع ورأيتُ ابتسامةً تملأُ وجهَك عندما سمعتِ اسمَه من بين الخاطبين. لم يغادر طيفُه خيالك منذ التقت عيناكِ بعينيه، وارتسمت ابتسامتان بريئتان على وجهيكما. هل لاحظ عمك ما لاحظتُه أنا، فأسهب في الحديث عن المهندس "سعيد" وعن دينه وأخلاقه وثروة أبيه المقاول الكبير. أعاد عليك أسماءَ الخاطبين وخرجتِ مسرعةً من الغرفةِ عندما ذكر اسمَه.. وكان هذا إيذاناً باختيارك له.

انتقلتِ سريعاً إلى بيتٍ صرتِ أنت سيدته .. حقاً يليقُ بك.. عشتِ السعادةَ بكلِ تفاصيلها .. وتذوقتِها مُرَّكزةً مع رَجُلِكِ الحُلمِ الجميل .. أردتُ أن أوصيكِ ككلِ مرة ولكني لم أشأ أن أوقظكِ من حلمكِ الجميل .. عيشي الحلمَ يا ليلي بكلِ الحواس .. وادَّخري ما يفيضُ من سعادتِك ؛ فالأيام حبلى بالمفاجآت.

كالطفلةِ كنتِ على ذراعيه وهو يطوفُ بك أرجاءَ الغرفة بعد عودتكما من زيارةِ للطبيبة. هل كان يعلمُ أنه لن يكونَ هنا ، فتعجل أن يحملَ وليدَه وهو بعدُ جنين؟ ثقل حملُك واقترب موعدُه مع الحياة ..واقترب موعدُ أبيه مع الموت.. لا أريد أن أنكأَ جراحَكِ وأذكرَك بتلك الأيام.. يكفيكِ ما دفعتِ من الحزن والألم ثمناً لسعادةٍ مضت ولن تعود.

وضعتِ مولودكِ فتلقفته يدَيْ جدتِه الثكلى وجدِّه المكلوم ... وبقيتِ وحدكِ بين اليقظةِ والنوم ، تستشعرين قُبلةً على جبينك المُعرَّق وأخريين على يديكِ الواهنتين.. ناديتِه فأجابكِ في حُلمٍ سعيد.

"محمدٌ" يا صغيري أوصيكَ ب ليلى خيراً .. كن لها ابناً وأباً و أخاً..وكن صاحبها في رحلة الحياة .. وإذا رأيت قيساً يوماً فقل له: عذراً ابتعد ، فأنا رجُلُها.

مصطفى حمزة
28-05-2013, 10:51 AM
أختي العزيزة ... الأديبة الفذّة نور
أسعد الله أوقاتك
لا أدري أين أصنف نصّكِ هذا ؟!
فهو ليس بالأسطورة لأنّ أحداثه ممكن أن تقع وليست عجائبية كأحداث الأسطورة .
وهو يُشبه الأسطورة من حيثُ أنه حكاية من التاريخ لعبت فيها يدُ الأديب تغييراً
وتبديلاً في الأحداث والشخصيات ..
في كل حال هو نصّ نثريّ سرديّ رائع ، لعب الخيال فيه وصال وجال ، وأسقط
القديم على الجديد ، وألمح إلى رأي الكاتبة - المرأة - في بعض الأمور الاجتماعية
والنفسيّة الخاصّة بالمرأة .
كانت اللغة رشيقة وسهلة وأنيقة ، وأحسستُ أنها ربما تكون آنق لو نُقّحت مرة أخرى
من أجمل ما قرأتُ في الواحة
تحياتي وتقديري
بانتظار المزيد
- فتلقفته يدَيْ جدتِه = يدا جدّته

ناديه محمد الجابي
28-05-2013, 11:28 AM
هنا نور..
بقلم متمكن وسرد انسيابي هو أقرب لحكايات الجدة ـ سقت النص بمهارة وحرفية
مستخدمة لغة متينة, وتعابير جميلة, وصورا نابضة
مبهرة قصتك ـ بديعة لغتك ـ قوي أسلوبك
دمت من قاصة موهوبة, لك مني أصدق التحايا وأعطرها.

هَنا نور
30-05-2013, 04:46 AM
أختي العزيزة ... الأديبة الفذّة نور
أسعد الله أوقاتك
لا أدري أين أصنف نصّكِ هذا ؟!
فهو ليس بالأسطورة لأنّ أحداثه ممكن أن تقع وليست عجائبية كأحداث الأسطورة .
وهو يُشبه الأسطورة من حيثُ أنه حكاية من التاريخ لعبت فيها يدُ الأديب تغييراً
وتبديلاً في الأحداث والشخصيات ..
في كل حال هو نصّ نثريّ سرديّ رائع ، لعب الخيال فيه وصال وجال ، وأسقط
القديم على الجديد ، وألمح إلى رأي الكاتبة - المرأة - في بعض الأمور الاجتماعية
والنفسيّة الخاصّة بالمرأة .
كانت اللغة رشيقة وسهلة وأنيقة ، وأحسستُ أنها ربما تكون آنق لو نُقّحت مرة أخرى
من أجمل ما قرأتُ في الواحة
تحياتي وتقديري
بانتظار المزيد
- فتلقفته يدَيْ جدتِه = يدا جدّته



الأديب الكبير أستاذ مصطفى حمزة
طابت أوقاتك بكل خير
خالص شكري وامتناني لكم أستاذنا على تشجيعكم الدائم وثنائكم الجميل على "خربشات " قلمي وشطحات أفكاري.

جاءت تسمية النص هكذا عندما وجدت هجوماً كبيراً على ليلى " الدرهمية " - حتى أنا هاجمتها - وأحسست من خلال الردود أن كل "ليالي " هذا الزمان درهميات ، جهنميات ، منكِراتٍ للجميل ، فكان من الطبيعي أن تكون ليلاي " أسطورية ".

كنت أود أن يكون ردي اليوم مرفقاً بذاتِ النص منقحاً ، وقد حاولت ذلك فعلاً ولكن النتيجة لم تكن مُرضية لي.
سأعيد المحاولة لاحقاً إن شاء الله.

أكرر لكم شكري وجزاكم الله عني خيراً.
دمتم أستاذنا بكل خيرٍ وسعادة.

هَنا نور
30-05-2013, 04:59 AM
هنا نور..
بقلم متمكن وسرد انسيابي هو أقرب لحكايات الجدة ـ سقت النص بمهارة وحرفية
مستخدمة لغة متينة, وتعابير جميلة, وصورا نابضة
مبهرة قصتك ـ بديعة لغتك ـ قوي أسلوبك
دمت من قاصة موهوبة, لك مني أصدق التحايا وأعطرها.




المبدعة الراقية فكراً وحِساً الأستاذة نادية الجابي
أسعد الله أوقاتك.

يقولون: "الجمال في عين الرائي"
و أقول : " الإبداع في فِكر و إحساس القارئ "

فأنت سيدتي القارئةُ المبدعةُ الماهرةُ الراقية.

خالص مودتي وتقديري،
و دمتِ بكل خيرٍ وسعادة .

محمد ذيب سليمان
30-05-2013, 04:21 PM
شكرا على الجمال والمتعة
نص جميل ي
أخذ متابعه معه في رحلته ولا يحب مغادرتها
كوني بخير

آمال المصري
01-06-2013, 02:45 AM
جميلة أسطورتك هنا بما تحمل من لغة أنيقة حالمة ومشاعر تجبر المتلقي على التفاعل معها
الخَطِيبُ خاطِبُ المرأَةِ . والجمع : خُطَبَاءُ .. وليس " خاطبين "
بوركت واليراع
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

لانا عبد الستار
18-06-2013, 02:51 AM
خيال واسع ونثر رائع وسرد جميل أمتعني
رأي الكاتبة كان ظاهرا هنا
أشكرك

نداء غريب صبري
10-07-2013, 03:20 PM
قصة جميلة ممتعة
لعب الخيال فيها دورا كبيرا
وعبرت الكاتبة عن موقفها فيها باسلوب جميل

شكرا لك اختي

بوركت

ربيحة الرفاعي
11-08-2013, 06:33 AM
سردية إبداعية ماتعة، رعت في حمى النثر ولم تخرج عنه وإن بلغ حدود القصة في بعضه
لغة جميلة وأداء نابض بالمشاعر والفكر مائز المحمول
قضيت في رحابه حصة من وقت رائع

أستاذنك بنقله لقسم النثر

دمت بألق


تحاياي

فاطمه عبد القادر
12-08-2013, 09:12 PM
متعددةُ الأوطانِ أنتِ ... تمتلكين أكثرَ من جواز مرور لقلوب الناس. يا أيقونة الجمالِ من أحق منكِ بجوازِ مرور الشخصيات الهامة جداً ؟ و يا سفيرة الحكمة : لستِ بحاجة لإبراز جوازك الدبلوماسي. ويا ربيبة الأخلاق العالية : استمري في أداء مهمتك الرسمية. لا تحزني يا "ليلى" أن السعادةَ لم تهبكِ جنسيتها واكتفت بمنحك حقَ اللجوء ؛ فبلادُ السعادة في الدنيا مكتظةٌ بالبُلهاءِ والحمقى ، فلا تليق بك هكذا أوطان.

السلام عليكم
ما بين الأسطورة والحكاية والقصة ,
خرج النص نثرا رائعا يحتوي على كما كبيرا من الجماليات
شكرا هناء

هَنا نور
13-08-2013, 03:45 AM
شكرا على الجمال والمتعة
نص جميل ي
أخذ متابعه معه في رحلته ولا يحب مغادرتها
كوني بخير




الأديب الكبير والشاعر المبدع الأستاذ محمد ذيب سليمان:

شرفني حضوركم الكريم وأسعدني ثناؤكم على سردي المتواضع.

خالص تقديري وامتناني.

هَنا نور
13-08-2013, 03:58 AM
جميلة أسطورتك هنا بما تحمل من لغة أنيقة حالمة ومشاعر تجبر المتلقي على التفاعل معها
الخَطِيبُ خاطِبُ المرأَةِ . والجمع : خُطَبَاءُ .. وليس " خاطبين "
بوركت واليراع
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي




أستاذتي الرائعة المبدعة آمال المصري :

ليس أجمل من كلماتٍ تضيئين بها صفحتي وتضيفين إلى معلوماتي.
خالص مودتي وشكري وتقديري.

هَنا نور
13-08-2013, 04:07 AM
خيال واسع ونثر رائع وسرد جميل أمتعني
رأي الكاتبة كان ظاهرا هنا
أشكرك




الأديبة المبدعة الأستاذة لانا عبدالستار :
شكراً لك على هذا الإطراء الكريم .

دمتِ سيدتي بكل خيرٍ وسعادة

هَنا نور
13-08-2013, 04:15 AM
قصة جميلة ممتعة
لعب الخيال فيها دورا كبيرا
وعبرت الكاتبة عن موقفها فيها باسلوب جميل

شكرا لك اختي

بوركت




الرقيقة المبدعة الأستاذة نداء غريب صبري:

خالص شكري وامتناني لمروركِ الكريم .
مودتي وتقديري.

هَنا نور
13-08-2013, 04:23 AM
سردية إبداعية ماتعة، رعت في حمى النثر ولم تخرج عنه وإن بلغ حدود القصة في بعضه
لغة جميلة وأداء نابض بالمشاعر والفكر مائز المحمول
قضيت في رحابه حصة من وقت رائع

أستاذنك بنقله لقسم النثر

دمت بألق


تحاياي




الراقيةُ المبدعة الأستاذة ربيحة الرفاعي :

أسعدكِ اللهُ كما اسعدتِني بكلماتك الرقيقة الراقية .

خالص مودتي وتقديري وامتناني.

هَنا نور
13-08-2013, 04:34 AM
السلام عليكم
ما بين الأسطورة والحكاية والقصة ,
خرج النص نثرا رائعا يحتوي على كما كبيرا من الجماليات
شكرا هناء




أديبتنا المبدعة الأستاذة فاطمة عبدالقادر :
شكر الله لك هذا الحضور الكريم والثناء الجميل.
خالص مودتي وشكري وتقديري

كاملة بدارنه
24-09-2013, 06:48 PM
سرد جميل اللّغة سلس في عرضه تضمّن الحدث وجاء التّناص رائعا
بوركت
تقديري وتحيّتي

خلود محمد جمعة
25-09-2013, 09:47 AM
دفء سعادة فرح حزن دموع أمل ويأس امتزجت لتنسكب في قالب ممتع
تواقة للمزيد
دمتي محلقة

سامية الحربي
27-09-2013, 07:06 PM
إسقاط نثري على ظلال قصة فأتى النص مطعمًا برأي الكاتبة المائز فكرًا و الجميل سردًا. بورك اليراع كل التحايا.